منتديات ذبـــــــول الــــــــورد
رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 829894
ادارة المنتدي رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ذبـــــــول الــــــــورد
رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 829894
ادارة المنتدي رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 103798
منتديات ذبـــــــول الــــــــورد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

2 مشترك

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:14 am

--------------------------------------------------------------------------------

فصلٌ عاشر

اسبوع من البحث المضني والمتعب والمنهك على ابوفهد وفواز وعماد وبندر اخو فهد
والنتيجة بلاجدوى وكلٍ يرجع خالي الوفاض ..
.
دخل لبيته بعد صلاة العشاء ..
كان الهدوء هو اللي يعم المكان ..
مر على غرفة جدته وشافها فارغه الا من آثارها وريحتها ..
طلع فوق ومر على غرفة شادن .
كان متردد يدخل يدور عليها ويشوفها ولا يرجع ..!
له الحين اكثر من اسبوع ماشافها الا مرة وحده بعد ماجا من جده وكانت مجرد لمحه وهي تدخل غرفتها وماانتبهت له .
" لها حق تطلع مع جدتي وتروح للمكان اللي تبي ..
اصلاً وش انا في حياتها اللي انتظر منها استئذان ولا انتظار .. "
زفر وهو يتذكر انه اخذ في جده خمسه ايام ثم ر جع في الليل وصبح اليوم الثاني وهو رايح يدور على فهد في البر مع بندر وخاله فواز ..
ضاقت عليه الدنيا وهذا حاله ووضعه مع هالبنت اللي مالها ذنب الا انها ربطت مصيرها فيه ..
بس سرعان ماتنهد بارتياح يجهل سببه وغمض عيونه باطمئنان وهو يسمع صوت حركة في الغرفه تدل على وجودها فيها ...
ماتردد لحظة وحده انه يمد يده ويفتح الباب اللي بينه وبينها ..
كانت مسنده بظهرها على السرير وممدده رجولها وتقرأ في مجله ..
اول ماشافته فزت من مكانها ووقفت ..
طالعها وهي لابسة جلابية لونها كحلي ناعمه وعادية ..
ولامة شعرها بشباصة ووجهها خالي من أي اضافات للزينه ..
هي كذا مغرية وجذابة بدون رتوش او اضافات ..
والكحلي عليها مبرز لونها الفاتح ومعطيها انوثة اكثر ..
كان نفسه يضمها على صدره بس تذكر العواقب اللي كان يحسب لها الف حساب وهوَّن .
دخل يدينه في جيوبه وكأنه يتفقد شي قال بحيرة : السلام عليكم
صوته الرجولي الحاد والهادي بنفس الوقت اخترق اذانيها ووصل لعمق تفكيرها وعقلها ويمكن شلّه لثواني قليله ..
تجاهلت كل احاسيها المرتبكه ناحيته وردت وهي تتأمل ملامحه التعبانه والمنهكة وتلف المجلة بيدينها بتوتر ..
: عليكم السلام .
فتح فمه من طريقة تدقيقها بوجهه قال : جدتي وينها ..؟
بلعت ريقها وهي جاية تمشي
خوفها عليه يقدمها لناحيته وخجلها منه وتوقعها لردة فعله تعثر خطوتها ..
قالت بارتباك وهي تحاول تستعد لمواجهته لوحده : جدتي عند عمي ناصر .. اش فيك ..؟
طالع في ملابسه المغبره وجسمه قال : ها .. ايه .. يبي لي ادخل اتروش والبس لي شي نظيف .
عطاها ظهره وهو يقول : دخنا في البر ثلاث ايام ورجعنا بدون فايده .
لحقته تمشي وراه قالت بعفويه : لا لا مو عن الملابس .. عماد انت تعبان ..؟ انت مرة تعبان صح ..؟ شوف وجهك .. وجهك يقول انك تعبان ومااكلت شي ..
بلعت ريقها وقطعت كلامها وهو يلف يطالعها
قريب منها كثير ..
عيونه بالرغم انها تعبانه الا ان فيها شي مايقدر يقول وماتدري وش هو بالضبط ...
قالت بصوت مختنق ووجه مخطوف ومختلف كلية عن اللي قبل : حتى عيونك صفرا وو .. تعبانه .
كان يطالع في وجهها المتوهج ويدينها اللي ماتركت المجله وتبرم فيها كأنها تعبر عن اللي في داخلها ويعصرها ..
قالت : بنزل اسوي لك شي تاكله .. صحيح تذكرت .. ملابسك عندي في غرفتي .
عقد حواجبه قال : وش يجيبها في غرفتك ....
قاطعته بسرعه وهي تقول : جبتها من غرفة الشغالة .. انت مقفل غرفتك وماابغاها تبات عند الشغاله .
دخل غرفته بسرعه قال بصوت مرتفع وكأنه يدور على شي يزعله منها ويبني الحاجز اكثر
قال : هاتيها كلها عندي الحين .. ولاتعيدينها ....
قطع كلامه وهو يشوفها ترجع بسرعه من دون ماتنتظر بقية كلامه ..
انطلقت لغرفتها بسرعه وبعصبية طلعت كل ثيابه من الدولاب وملابسه الداخلية وجات لغرفته نزلتها على سريره وطلعت وهي تقول بحزم اقرب للعصبية وعدم الرضا : بسوي لك شي تاكله على بال ماتتحمم وتلبس .
مارد عليها لأن ماعنده كلام يقوله ولا فيه كلام ينقال لها ..
تنهد بقوة وجلس على السرير
ياكثر ماهو مثقل بالهموم
همه هو اللي قد الجبال ومحد يقدر يشيله بصمت غير اعتى الرجال واصلدهم .
وهمها هي اللي يحسسه بالذنب وتأنيب الضمير ليل ونهار ..
وهم فهد اللي مايندرى وين ارضه من سماه .
من وين تلاقيها ياعماد ولا من وين
اخذ منشفته وروبه ودخل للحمام ..
ليت الانسان اذا غسل جسمه غسل همه معه ..
ليت الهموم تنجلي بالما والصابون كان يغسلها ليل ونهار حتى ينام لو ليلة وحده بدون هموم .
طلع واخذ له حبة من حبوبه اللي تركها واشغله موضوع فهد عنها اكثر من اسبوع ..
لبس ملابسه ونزل تحت لأن ريحة الاكل وصلته فوق وهيجت جوع معدته اكثر .
لمحها وهي في المطبخ ويازين شوفتها وياصعبها بنفس الوقت ..
وين يروح منها وهو اذا شافها ولا قرب منها حس انه على هاوية الخطر .
..
وهي في المطبخ ..
قررت تسوي له بيتزا ..
كوجبة خفيفة ومشبعه بوقت واحد ..
خلصتها بوقت قياسي جداً ..
وقطعتها لقطع متوسطة ورصتها في صينية من الصين المزخرف ..
كانت تحس وهي تشتغل بلا مبالاة غريبة ..
تحس تصرفاتها غبية ومع هذا تستمر فيها ببرود ..
وكأنها استسلمت لوضعها وبدت تتخلى عن كل احساسيها وتعيش ..
المهم انها تعيش وبسلام وسلامه .
دخل عليها عماد وهي ترص بيالات الشاهي في الصينية ..
تنحنح قال : ماكان تكلفتي .
رفعت حاجبها وهي ترجع كم جلابيتها الواسع واللي يضايقها اذا بغت تشتغل .. قالت : روح اجلس في الصاله وانا اجيب لك الاكل .
مد يده واخذ قطعة بيتزا ..
قالت : ترى ماحطيت فلفل عشانك .
وكأن ربي يجيب له الفرص حتى يكلمها بجفاء ويبتعد عنها وتبعد عنه اقل شي بالتفكير وعدم الانجذاب ..
عقد حواجبه وهو يطالعها قال : احد قايل لتس اني مااحب الفلفل ..؟
لفت واعطته ظهرها وراحت تغسل يدينها من المغسله وردت : مو لازم احد يقول .. اللي عنده قولون المفروض ماياكل فلفل و لا بهارات .
شال صينية البيتزا في يد وصينية الشاهي بيده الثانية قال : اذا بغيتي تسوين شي مرة ثانية لاتفكرين فيني ..
طلعت من المطبخ بسرعه وهي تتأفف ..
وقطع كلامه وهو يشوفها تشمي بسرعه وصوت الأوووف اللي تحاول كبته وطلعه القهر واصله بوجع واوجعه اكثر ..
توجهت للدرج وطلعت وتفكيرها مشغول ومزحوم بالأفكار ..
ماابغى اسمعه اكثر
ولا ابغاه يقول مالك دخل فيني ..
وصلت غرفتها وسكرت الباب عليها بقوة
ورمت نفسها على سريرها
حطت يدينها على وجهها وهي تتنهد بقوة ..
" خلاص ياربي ماعاد اقدر اتحمل والله ماعاد فيني .. "
اشوا انها بكرة بترجع للدوام وبتنشغل عنه وعن التفكير فيه ومشاكله ..
كشرت وهي تتذكر ان بكرة يوم جديد ومختلف
حياتها دايما فيها ثنائيات للمشاكل
اول خالها وصالح
ثم نوف ومشكلة زواجها
ثم لازالت نوف وحياتها مع عماد ..
يعني تصارع في المدرسة وتصارع في البيت
والضحية احاسيسها ومشاعرها ونفسيتها ويمكن هدر كرامتها جاي في الطريق ..
زفرت بآهه مخنوقة ووراها كم هائل من الآهات المكبوته
مشتهية تبكي حتى ترتاح .
البكا عندها سلاح وعلاج من صغرها ..
والدموع تريحها كثير وتكفيها الشكوى والفضفضة دايماً ..
حطت يدها على جبينها وهي تفكر في بكرة
كيف بتواجه عماد بعد تصرفها معاه .
قلبها وعقلها يقولون حلال فيه ويستاهل وهذا حقه اللي يستحقه بعد كلامه لها وتجاهله وغيابه عن بيته ..
والمنطق والعقل والمفروض يقولون لها لا ..
كان خليتيه يتكلم ولاتجاهلتيه
كان سمعتيه يقول اللي عنده ورديتي برد محترم ولا أي رد المهم ماتطنشين ..
هذا مهما كان زوجك .. ورجل ..
رجل ياشادن ..!
واجب تسمعينه وتقدرينه ..
لأن التطنيش يعتبر اهانه ..
مو كذا كان نايف دايما يقوله لك ..؟
انا رجال وكلمتي تنسمع ..!!
وياويلك لو اعطيتيني قفاك وانا اتكلم . !!
نزلت منها دمعه حارة لمجرد ذكر نايف وسيرته العطرة
ياقلبي يانايف ليت عماد يشيل نص قلبك
ليت كلمة عماد عليّْ مثل كلمتك
كان اتحمله واتقبله واعيش معاه للأبد وانا راضية ..
ضمت مخدتها وهي ترحب بالسيرة اللي هيضت شجونها وبتتكفل بسكب الدموع وهلّها ..
بكت بحرقه ووجع وصوتها يعلو بنحيب ...
كأنها كانت تبحث عن شي غير عماد يفتح المجال لسيل الدموع .
راحت تجيب القديم والجديد
امها ..
اشتاقت لريحتها ودفى حضنها
اشتاقت لنايف وحضنه لها بكل حنان الأبوة والأخوة ..
اشتاقت لغرفتها بكل ذكرياتها ماعدا صالح وسيرته ..
اشتاقت لسارة ..
زاد نحيبها وهي تتذكر سارة
ياكثر ماهي مشتاقة لها ..
مرت عليها ساعه وهي تبكي ..
محتاجه احد يحضنها ويقول ليه تبكين
فضفضي وقولي وافتحي لي قلبك
بس من ..؟
من وين تجيب من يخفف عنها ..؟
سمعت صوت دقات خفيفه عند الباب وصوت شهد تناديها ..
: شادن عماد يقول تعالي تحت جدتي جات .
تغطت شادن بلحافها قبل شهد تدخل وسوت نفسها نايمه .
نادتها شهد وهي تفتح الباب وتقرب من السرير ..
قالت : شادن قووومي انا جيت عندكم عشان ابغى اسألك انتي وعماد سؤال مهم . شااااادن .
: شااادن قومي .. صحيح انتي وعماد اذا جاكم ولد بتسمونه مشعل ..؟
انقلبت شادن على الجهه الثانية قالت بصوت باكي تحاول تطلعه عادي : شهد حبيبتي انا ابغى انام اخرجي واقفلي الباب وراك .
انسحبت شهد بخيبة واحباط وطلعت برا الغرفه وراحت لعماد تحت بوجه بائس وحزين .
جات جلست بجنبه طالعت في عماد قالت : جدتي راحت تنام .
رد عليها وهو مركز على التلفزيون قال : ايه دخلت تنام .. وش قالت لك شادن ..؟
: تقول ابغى انام .
مسح على راسها قال : يالله اجل انتي بعد قومي روحي لبيتكم عشان تنامين بكرة وراك مدرسة .
: امي تقول بكرة شادن بترجع للمدرسه .
: اووووه اشوا انك ذكرتيني يالله يالله امشي بوصلك لبيتكم . حتى انا ابي انام بدري عشان اصحى بدري .
مشى وهي تمشي معاه ويدها الصغيره متمسكه يده .
وهم في الطريق لبيت اهلها قالت : عماد ليش شادن تبكي ..؟
عقد حواجبه قال : تبكي ..؟
: ممممم ايووه انا شفت عيونها حمرا وخشمها احمر عرفت انها تبكي وعندها مناديل كثييييييرة على الكومدينو .. صح هي تبكي .. عماد انت ضربتها ولا خاصمتها .
تنهد بعمق قال : ماضربتها ولا خاصمتها بس يمكن مزكمة ولايمكن اشتاقت لامها .
: طيب ليش ماتوديها لامها مسكينه ماعندها ام .. وماعندها اخو وابوها مات .. صحيح ابوها خالي خالد اللي مات .. زي امك .... امي علمتني .
ابتسم على براءة شهد وتفكيرها الطفولي قال وهو يتذكر شي غاب عنه وكأنه يكلم نفسه بصوت عالي
: صدقتي ياشهد شادن يتيمه . يتيمه وماعندها ام ولا اخو . انتي ذكية ياشهد ماشاء الله عليك . يالله ادخلي لبيتكم واقفلي الباب زين .
دخلت شهد لبيتهم وهي تجري وهو سرح بعقله لبعيد وكمل بصوت مسموع : وماعندها زوج بعد ياشهد . وحيده وماعندها احد .
حس انه مخنوق ..
دخل البيت وطلع فوق لغرفتها ..
دق الباب مرتين مافتحت وحاول يفتحه بس حصله مقفول . .
رجع لغرفته ..
ياليته يقدر يبكي مثلها ..
كان يخفف لو شي بسيط من اللي بداخله
بس دموعه قتلها من سنين ..
من يوم ماعرف بمرضه وهو حاكم عليها بالاعدام .
حتى التوجد على الحياه وعلى الفرح الحقه البكا والتشكي .
دفنهم وحرم حياتهم ونبش قبورهم في حياته ..
الدنيا تبي مواجهه وقوة ..
والحياة رغم صعوبتها الا انه لابد يكون قد الحمل ويعيشها ويتعايش معها .
تمدد على سريره واخذ دفتره الاسود الكبير اللي يكتب فيه متى مااشتهى وقعد يخط بعض الحروف المعبرة ..


***
يوم الجمعه ..
اذن المغرب وهي تمشي في سور البيت ..
كانت تدعي ربها من صلاة العصر لأن فاطمة نصحتها بتكثيف الدعاء من بعد صلاة الجمعه لأذان المغرب ..
قد تصادف ساعة استجابة فلا يرفض لها الله دعوة او طلب ..
كانت موجهه بيدينها وبقلبها للسماء وتلهج بدعوات وأمنيات ورجاء وماحست في الدنيا الا بعد ماصرخ مشاري وهو يدور في البيت ..
: ياسارة .. ياسااارونه ... ياسوسو .. ولما ماردت عليه نادى بصوت اعلى : ياااااااااسويرة ..
وصلت عنده قالت : خير يامشمش اش عندك سمعت الجيران صوتك وانت تنادي عليّ . من زين الاسم اللي تناديني فيه .
جاها يمشي والضحكه تهلل وجه قال : ههههههههههههههههه وش احلى من سويرة . .. المهم عندي لك اخبار حلوة ان شاء الله انها تعجبك .
: خير ان شاء الله ..؟
: ابشرك الله اظهر الحق ياسارة .. خالد ظهر على حقيقته وبالجرم المشهود .. وماباقي الا نرفع عليه قضية طلاق وهذي مضمونه مية بالمية بإذن الله .
كانت ملامحها تعبر عن عدم فهمها وعدم رغبتها في الفهم ..
ماتبي تنصدم فيه اكثر من كذا ..
قالت : مشاري لاتقول لي شي مو لازم اعرف شي عنه .
مسك يدها ولف يده من ورى كتفها قال : الا ياسارة لازم تعرفين وتفهمين كل شي .. لاتكونين سلبيه والسكوت عمره ماكان حل لمشكلتك ... واجهيها وناقشيها وربي بيساعدك ان شاء الله ..
ماشاف منها رد وكمل : تعالي ادخلي وراح اقول لك على كل شي .
بلعت ريقها وسلمت امرها لله واستسلمت لاخوها ومشت معاه من دون ماتتكلم ..
وصلوا للصاله وجلست على اقرب كنبه وابوها قدامها يكلم امها بحديث جانبي وموطي صوته ..
شافها ابوها وفتح لها يدينه قال : وين اختفيتي ساعه ندور عليك .. تعالي هنا في حضن ابوك . ليش حبيبة ابوها تجلس بعيد عنه ..؟
جلست بجنب ابوها وهي تنقل نظرها بين وجه امها المتجهم والمصدوم وبين وجه مشاري اللي يتهلل والدنيا مو سايعته من الفرح .
قال ابوها : الحمد لله ان ربي فرج لنا من اوسع ابوابه من هالابتلاء ياسارة .
طالعت في ابوها بخوف وكأنها في مواجهه لأصعب موقف تمر به في حياتها ..
مست شفايفها تجبرها على الابتسامه قالت : الحمد لله .
قال مشاري : يبه تقول لها وشلون ربي فكنا منه ولا اقول انا .
انسحبت امهم واعطتهم ظهرها وهي تقول بقرف : بالله كرموا مجلسنا من هالسيرة .
لحقت امها بنظراتها وعرفت ان الموضوع فيه يمس الشرف ولا يمت للطهر بصلة .
تكلم ابوها على طول : خالد مسكته الهيئة البارحه في الرياض وهو متلبس .
رد مشاري : اللهم لاشماته .. تدرين اش قضيته ..؟
هزت راسها بلا وهي مابين تبي تعرف وماتبي ..
كمل مشاري بعد ماشاف ابوه مستحي منها او متردد يجيب هالموضوع قدام بنته قال : لواط والعياذ بالله .. وسكر ورقص ومجون وخلوة غير شرعيه في الاستراحه اللي قبضت الهيئة عليه فيها ..
ماتحرك منها ساكن وكأن الله ثبتها بيقينها وقوة ايمانها ..
ردة فعلها على عكس ماتوقعوا ..
يمكن عشرة فاطمة بثتها قوة الايمان والقناعه والصبر
ويمكن الايام اللي راحت تخيلت كل شي عنه ومااستغربت هالكلام ..
وقفت وقالت : الحمد لله اللي فرج لي منه .. الحمد لله ياربي ..
باست راس ابوها وكملت : يبه من بكرة طالبوا بطلاقي واذا تبغوني اسوي لكم توكيل سويت ..
قاطعها مشاري قال : بتروحين معانا للشيخ وهو راح يطلق منه غصب . وبهالمناسبة ..
قاطعه ابوه : اجل مناسباتك لبعدين ولاتفرح على خالد يامشاري ادع له بالهداية والصلاح لاتبتلى .
: الله يهديه ومن هم على شاكلته . انا فرحان يايبه لأن جزء من الوباء المتحرك بين الناس انسجن وافتكوا عيال خلق الله من اذاه .
طلعت لغرفتها فوق وهي تسمع ابوها ينصح مشاري من رفقة السوء ويقول له على اسباب الشذوذ يمكن من البيئة او التربية او انه مريض نفسي او ان الشيطان عرف يدخل له من مدخل لأن ايمانه ضعيف ودينه مختل ..
هي من النوع اللي ماتقدر تعيش بهمومها لوحدها
وبُعْد شادن خلاها تلجأ لفاطمة بلسم جروحها وماخابت يوم خلتها مكان شادن وصارت لها الصاحبه الصالحه والرفيقه اللي تحثها للخير والصلاح ..
دقت عليها وسردت لها اللي صار بالحرف ..
باركت لها فاطمه ظهور الحق قبل ماتتورط معاه وان حبسه ورحم عيال الناس من شره وغثاه ..
ونصحتها بالصبر والصلاة والتفاؤل وحب الحياة لأن فيها اجمل من خالد وذكرياته وهمومه ..


***

صحت من بدري ولبست تنورة جينز وبلوزة لونها سماوي بكم طويل وزارير من قدام وتحتها بدي ابيض يغطي اعلى صدرها ..
نزلت تحت وشافت جدتها وتوجهت لها على طول ..
قالت وهي تبتسم : صباح الخير ياوجه الخير ..
ردت جدتها وهي تقصر على صوت الراديو قالت : صباح النور والسرور يالغاليه .. تعالي افطري معي .
: سامحيني ياجدتي مانزلت بدري افطرك انشغلت بلبسي عشان مايفوتني الوقت .. لكن من بكره ان شاء الله بحط المنبه على سته بالضبط اسوي فطورك وارجع البس ..
: لا وانا جدتتس ماعليتس مني ولاتقومين بدري عشاني .. يسد انتس تسوين فطوري من اسبوعين وانتي توتس عروس .. غيرتس يشيلن نوم للظهر وانتي تقومين من صباح الله علشاني ..
سلمت على راسها قالت : مو اقوم عشان الغاليه ؟ .. مو انا اخدم جدتي الغالية وام ابوي الغالي الله يرحمه ؟ .. قولي بس آمين ان الله يقدرني وارضيك عني .
: الله يرضى عليتس ويسهل امورتس ويستر عليتس ويرحم اللي جابتس .
: طيب جدتي بمشي للمدرسة انا الحين .. وبمر على عمتي فوزية آخذ شهد بطريقي .
: هالحين ورى ماتخلين عماد يوديتس بدال ماتمشين مع هالتربان وانتي مغطيتن وجهتس حتى عيونتس مغطيتها .
لبست عبايتها وهي تقول: حرام اصحيه عشان خمس دقايق .. بعدين انا عادي متعودة على الغطى .. والمشي صحه ياجدتي .. بس الله يستر انا خوافه خاصة بجنب بيت ام جواهر كل مانمر من عند بيتها انا وشهد زمان تفتح شباكها تراقبنا ولا تنادينا والناس تسمع صوتها .
اخذت شنطتها ..
واعطت جدتها ظهرها وهي تقول : دعواتك ياجدتي .
وقفت بمكانها وتسمرت لمن جاها صوت عماد من وراها وهو ينزل الدرج قال : لاتروحين اصبري انا اللي اوصلك .
طالعته وهو لابس ثوبه الابيض ويقفل ازاريره وبدون شماغ وعيونه شبه مغمضه قالت : مايحتاج ..
قاطعها بصوت كله نوم : الحقيني بس .
ركب السيارة وشغلها وسند راسه على المرتبه ينتظرها ..
وهي وقفت على البوابه محتارة ومستحيه ..
تركب معاه ولا تقول له ينزل وهي تروح مشي ..؟
واذا راحت معاه فين تركب .؟
" ياربي شو هالاحراج .. "
تقدمت لمن شافته رفع راسه وطالعها وهي بمكانها وفتحت الباب اللي ورى ..
التفت عليها يحسب انها بتحط شنطتها بس تفاجأ انها ركبت وجلست ورى ..
قال بلهجة امر : انزلي اركبي قدام .
: عادي كذا مرتاحه ...!
: انزلي اركبي قدام لاتفضحينا بخلق الله ..
تذكرت لو احد شافها انها بتصير نكتة الموسم ..
نزلت وركبت قدام وهي تلوذ بالباب من قربه ..
وهو حرك سيارته قال : لاتفكرين تروحين مشي بعد اليوم .
ردت بصوت هادي وهي تطالع بالبيوت اللي تمر السيارة بجنبها
: اليوم انت فيه .. بس بكرة مو اكيد اش اسوي ؟ .. اقعد ؟.
التفت عليها قال : شادن ..
التفتت عليه من دون ماتتكلم قال : انا مسؤول عنك هنا .. سكت ثواني وكمل .. عموماً السواق بيجي اليوم ان شاء الله .
حست انه غير الكلام اللي كان بيقوله ..
وفضلت انها تسكت .رغم انها دايماً تتمنى لو يكلمها حتى تعرفه اكثر ..
هو بالنسبة لها لغز كبير وصعب تحله اذا هو ساكت ومايتجاوب معاها الا لاتسوين لاتتدخلين فيني .
وقف قدام المدرسة واخذت شنطتها ونزلت قال : اليوم راح اجي على 12 ونص آخذك .
: بس انا مااطلع الا وحده اليوم السبت وفيه حصص نشاط .
: اها حسبتك تطلعين مع شهد ... اجل اجيك وحده ان شاء الله .
نزلت وسكرت الباب ودخلت المدرسة اول و حده قابلتها الخاله مزون اللي استقبلتها ووقفت بمشقه وسلمت عليها وباركت لها ..
توجهت للإدارة وهي تاخذ نفس عميق وتهدي نفسها استعداداً لأي تلطيش من نوف ولا كلمة ترفع لها ضغطها خاصة انها مو مستعده تسمع منها او من غيرها أي كلمة تنرفز ..
دخلت الادارة وهي تقرا المعوذات وآية الكرسي علّها تهديها وتسكن نفسها ..
آخر شي توقعته انها تشوف المديرة غير ..
كانت صدمه جمدت شادن في مكانها لثواني وهي فاتحه فمها وعيونها ..
هذي نوف ولا مغيرين المديرة بوحدها تشبه لها
الشعر اللي كانت لامته كعكه ولافته بمنديل ولا ماسكته بربطه عادية ..
الحين مفتوح وقصير لحد الكتف ولونه هاي لايت طالع حلو على ان نوف سمرا ..
وملونة شفايفها بأحمر صارخ ..
حاطه مكياج ثقيل ..
والحواجب مشقرتها ومغيرة من شكلها نهائي .
اما عيونها كانت مكحلتها باسود من داخل وراسمتها من برا ..
وقفت لها نوف وجات تسلم عليها ..
لا لا هذي مو معقوله تكون نوف ..!!
وتقوم تسلم .. ؟
سبحان المغير .. !!
حتى ملابسها غيرتها .. !!
كانت لابسة تنورة لونها زيتي وبلوزة تفاحي ومقلمة بفوشي ..
بعد التنورة السودا والكم بلوزة عادية ..
تكلمت وتأكدت شادن انها نوف بعد ماكانت بتجزم انها وحده ثانيه ..
: هلا ابلا شادن وشلونتس .
ابتسمت شادن ورفعت حاجبها
قالت : الحمد لله بخير . نعيماً .
طالعت بشكل شادن اللي ماتغير عن قبل زواجها
وابتسمت بانتصار قالت : الله ينعم عليتس .. تفضلي .
: ها ..؟ لا لا مشكورة بروح اشوف البنات يمديهم وصلوا .
طلعت لغرفة المدرسات اللي دوبهم وصلوا ..
واستقبلتها خلود بالاحضان ..
وبعد التباريك والسؤال عن الاخبار توجهوا للطابور اللي ابتدا ..
قربت منها خلود قالت : شادن شفتي نوف اش عاملة .
: ايوه ماشاء الله عليها طالعه حلوة بس خلود تكفين لانتكلم فيها مو ناقصة ذنوب على الصباح ..
ردت خلود وهي تضحك : خليني اقول لك عن اسئلتها لنوير عنك .
: لاوالله فكينا من سيرتها مانبي ناكل لحمها .. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك اللهم وأتوب اليك .
كررت خلود نفس الدعاء واصغوا اسماعهم للإذاعة الصباحية ..
وخلود تضحك وتقول : شكلي بتطوع على يدك ياشدون .
ردت شادن وهي تبادلها الضحك : خليني اتطوع انا اول .. الله يهدينا بس .. خلاص اسكتي بدأ القرآن .


***

رجع للبيت وهو ساكت وتفكيره يجيبه ويوديه ..
ماقدر يكلمها ..
موقفه وحياته اصعب من كل الكلام ..
قالت جدته اللي تشرب من قهوتها الشعير : اشوا انك وديتها .
جلس بجنب جدته وصب له فنجال قال : جدتي ماابيها تطلع تمشي بين البيوت نبهي عليها ماودي ازعلها ولا اضغط عليها .. كلها يومين ويجي السواق الجديد .. تروحون وتجون معه ماابي ولا وحده منكم تطلع تمشى بين البيوت .
: انت لو علمتها باللي تبيه ماتخالفه .. حتى يوم راحت معي للدكتورة قالت اخاف ان عماد يزعل ان طلعت امشي .
طالع بجدته شوي ...
وانكسر بداخله شي ..
ليه تفرض نفسها عليه ..
وليه تفرض احترامها على الكل ..
بدءاً به هو وجدته وانتهاءً بحريم الحارة اللي يشكرون فيها وتعلمه فوزية عن كلامهم ...
قال : الشهادة لله هي سنعه وماشفت منها الزلة من يوم جاتني .
: وانا اشهد وانا امك . بس تراك مقصر معها .. مااشوفك تداريها ولاتقعد معها ..
وقف وقاطعها قال : الله يرضى لي عليتس انتي تبين اللي اعيده ازيده .. ماقلت لتس على الظروف اللي صارت لنا بعد سالفة فهد .. ان شاء الله اعوضها الايام الجاية .
هزت راسها بعدم اقتناع قالت : الله يوفقكم ويرزقكم .
كان بيطلع بعدين رجع لها قال : تروحين معي للمزرعه ؟ اليوم نبي ننقل اشجار الحنا من مزرعتنا الاولى تعالي اشيري عليّ بالمكان اللي يصلح لها .
: والجوافه ماتبينا نجيبها ؟
: لا الجوافه بتحشر الاشجار فكينا منها ومن ريحتها .
: هاناد الشغاله خلها تجيب لك فطور وخلنا نمشي قبل ماتحتر الشمس .
: امشي بس ... مابي فطور الحين . بقولها تجهز القهوة ناخذها معنا والتمر قدامنا بالمزرعه .
مر على الشغاله قال لها تجهز له القهوة وتحطها بسله ومعاها فناجيلها ..
وطلع بجدته للمزرعه بعد عشر دقايق ..
في السيارة ..
كانت جدته تسولف وهو يفكر وشلون يتركها لوحدها ويروح للمزرعه الصغيرة اللي في آخر القرية ..
قال لجدته : تراني ابي امر على فوزية وآخذها معنا .
: وشو له تقومها من نومها مايمديها رقدت الا بعد الفجر .
: خليها تقوم مع المسلمين .. ابيها تقعد معتس في المزرعه وانا ابي اروح للمزرعه الثانية اجيب الاشجار ..
: ها سو اللي تبيه ويجوز لك .!
وقف عند بيت فوزية ودق عليها الباب .. وفتحت لهم الشغاله ..
دخل وقال لها تنادي المدام بسرعه ..
وبعد دقايق قليله جات فوزية لابسه روب طويل وعيونها كلها نوم يادوب تفتح قالت : عماد خير امي فيها شي .؟
: لا ابد محد فيه شي بس قومي اغسلي وجهتس والبسي وتعالي مع جدتي للمزرعه .
: لاحوووول وش هالصبح ...
قاطعها : ماعندي وقت عجلي وراي مية شغله .
: زين ..وعبدالعزيز ..؟
: امر عليه الظهر اخليه يجي عندنا . بس عجلي خمس دقايق وانتي جاهزة .
: طيب ..
رجع لسيارته وبعد وقت قصير كانوا كلهم في المزرعه ..
فوزية معصبة وزعلانه من ازعاجهم لها..
وام ناصر تبارك المزرعه اللي انعشها جوها ونشطها ...
نزلت شغالة فوزية فصولي اللي قعد يلعب وجابت لهم القهوة ..
اخذ عماد فنجال وقام للعمال اللي متفق معاهم يجون من بدري يحفرون الأرض للأشجار اللي بينقلها من المزرعه الثانية لهذي ..
مرت ساعتين ماحس فيها غير العمال وعماد اللي رجع لجدته وفوزية ورمى نفسه على الأرض بتعب ووهن ..
قال : يوووه من التعب انكسر ظهري .. انتبه لفيصل ولد فوزية جاي يمشي ناحيته قال : وخري ولدك يافوزية عني لايطيح علي .
قالت فوزية اللي صحصحت وبدت تسولف بنشاط : حلال فيك وش اللي منكد عليك من الصبح ونكدت علينا معك .
رفع لها راسه قال: الحين ابي اعرف شي واحد ليه انتي مو مثل باقي الحريم .. ؟
: قصدك على شادن .
: شادن وغيرها ..!
: يعني عشان الست شادن تصحى بدري تحسب كل الحريم يقومون مثلها .
قالت ام ناصر : شادن الله يستر عليها مامثلها .
جلس عماد قال : يالله بروح للعمال اقف معهم يمديهم خلصوا حفر .
وقف عماد وراح لعماله وكملن فوزية وامها سوالفهن لحد مااذن الظهر . .
بعد صلاة الظهر خلصوا العمال شغلهم وطلعوا ..
دخل عليهم عبدالعزيز قال وهو يتأمل المزرعه الكبيرة باعجاب
: الغدا اليوم في المزرعه ياابو مشعل .
جاه عماد يمشي وهو ماسك اسفل ثوبه .. مسح حبات العرق اللي انتثرت على جبينه قال : تم ياابو فيصل .!
جلسوا يتقهوون ويسولفون والوقت يمشي محد حس فيه ..
طالع عماد بساعته ووقف على طول قال : انا بروح اجيب اهلي من المدرسه واجيب لكم غداكم .
رد عبدالعزيز وهو يشيل فيصل ويحطه بحضنه قال : جيب لنا شهد معك لاتنساها .
: افا عليك انسى بنتي ..؟
عطاه عماد ظهره وقام عبدالعزيز لفوزية وام ناصر كمل جلسته معاهن افضل من الجلسه لوحده .

***
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:15 am


لابسه عبايتها وواقفه عند الباب تنتظره ..
قالت نوير : من بيوصلك لبيتك ياشادن .؟
: زوجي بيجي ياخذني .
: وشهد ؟
طالعت بشهد اللي ماسكه شنطتها وتدور وتلعب عند البوابه قالت : اكيد شهودة معانا .
: اقول شادن انتم مارحتوا ولا سافرتوا رغم ان زوجك مثل ماسمعت بطران . ؟
: لا لسه تعرفين الوقت مرة ضيق وانا مو مرة حريصه على السفر بعدين جدتي فرحانه ومستانسة واحنا عندها خليها لين تشبع منا بعدين نسافر على كيفنا .
قالت خلود لنوير وهي تضحك : اكيد الرادار حقك قال لك على اخبارهم ويدري انهم ماطلعوا ولا راحوا ولا جو .
ضحكت نوير قالت : هههههههههههههههههههه حرام عليك مو لهالدرجه بس تعرفين عيال الحارة يلعبون وسامر يحب عماد وكل ماشافه قال لي بس له كم يوم مايشوفه قلت يمكن راحت شادن معاه .
جات الخاله مزون ( الفراشه ) قالت لشادن اللي تضحك من نوير وخلوود : ابلا شادن ابوعلي يقول زوجك برا اطلعي له .
: حاضر ياخاله انا خارجه . يلا بنات سلام واشوفكم بكرة ان شاء الله .
ردوا : مع السلامه الله معاك .
طلعت شادن هي وشهد وركبت السيارة وشهد ركبت ورى بعد ماسلمت على عماد .
قالت شادن اول ماسكرت الباب : السلام عليكم .
: عليكم السلام .
ساد الصمت دقايق قليله قال عماد : شهودة تبين تروحين تتغدينفي اللمزرعه ؟
: ايه ايه تكفى عماد تبغى نروح وخل شادن تروح معانا .
: طيب بنزلك في المزرعه يالله .
توجه للمزرعه ونزل شهد قالت : شادن انزلي معاي .
قال عماد : روحي ادخلي امك وفصولي قدامك يالله بسرعه .
وقف لحد مادخلت وشاف ابوها يفتح يدينه لها وهي تجري عشان يحضنها .
رجع بالسيارة للبيت قال : بدلي ملابسك وقولي للشغاله تسوي الغدا بوديه لجدتي وفوزية ورجالها في المزرعه .
: حاضر .
: ترى بتروحين معانا .
قالت بتردد : بس زوج عمتي معاكم . !
حس بترددها وحياها وكأنها بتجبر نفسها على الروحه حتى ماتعارضه
قال : ماراح نجلس عندكم .. تعالي عشان جدتي .
هزت راسها وسكتت ماردت عليه ..
نزلت للبيت ومرت على الشغاله في المطبخ ..
فتحت الفريزر وطلعت لحم يكفيهم ..
وراحت تنزل عبايتها في الصاله
جا عماد يمشي ناحيتها قال : امشي وانا ارجع بعد شوي آخذ الغدا .
: لا انا بسوي الغدا .. وبعد ساعه تعال .
سكت ولا رد عليها ..
وتوجه لاقرب كنبة طويلة وتمدد عليها وحط يده على راسه ..
قال : اذا خلصتي صحيني ..
نزلت عبايتها ورجعت للمطبخ ..
قالت الشغاله المتفانية بشغلها ومتحمسه في تقطيع السلطة : مدام لاتحطي زيت كتيير .. عشان مستر عماد .
طالعتها شادن باستغراب قالت : ليش ..؟
: انا يسوي اكل زيت كتير مستر مافي اكل .. يسوي بدون زيت ياكل .
قالت باقتناع وهي تكلم نفسها : الله يعين اللي عنده قولون .
قطعت اللحم وعزلت الشحم عنه نهائي ..
وسمعت كلام الشغاله وتركت الزيت ..
اضطرت انها تحط البصل مع الطماطم والثوم وتحركها مع بعض ..
طبعاً فادتها خبرة امها في الطبخ لمن كانت تطبخ لابوها مريض القلب قبل وفاته ..
اخيراً خلصت الرز البرياني والشغاله غلفت السلطه وحطت الملح في السله مع الكاسات واللبن والمويه والملاعق .. وحظرت الصحون واطباق السلطه ..
فتحت غطا قدر المرقوق حق جدتها واللي بدون ملح ..
وشافته ماباقي عليه شي وانه جاهز طفت عنه ورفعته على جنب ..
وأخذت معاها سفرتين كبار وطلعت بتقول لعماد ان الغدا خلص ..
شافته نايم وغاط في نومه .
كسر خاطرها وشكله تعبان ونايم بعمق ..
قالت بهمس : عماد .
مارد عليها ..
قالت بنفسها " الحين لايكون نومه ثقيل ويبغى لي ساعه عشان يصحى "
نادته مرة ثانيه وبنفس الهمس : عماد . ونفس الحكاية لارد .
: عماد اصحى الغدا جاهز .
رفع يده عن جبينه وفتح عيونه ببطء من دون مايطالعها كأنه مو داري عن نفسه ..
التعب واضح عليه ..
لدرجة انه مايدري وش قالت ولا وين هو ..
قالت بنفس الهمس : عماد الغدا جاهز .
كأنه بدا يستوعب قال : ها .. همممم .. يالله طيب .. اذا خلصتوا قولي لي .
: خلاص جاهزين .
ماسمعها لأنه غمض عيونه وراح في النوم من جديد .
رفعت صوتها اكثر من قبل قالت : عماد .. عماد ترى الغدا بيبرد وانت نايم .
فتح عيونه وجلس ثواني ماتكلم ..
رفع نظره لها قال وهو يوقف : يالله .. البسي على بال مااحطه بالسيارة وقولي للشغاله تمشي .. فوزية تقول لازم تجي .
: اوكي .. انا حضرته كله ماعليه الا تشيله .
رجعت للشغاله قالت لها : روحي ودي السله للسيارة وارجعي خذي القدر الصغير واللبن .
راحت الشغاله تودي الاغراض وجا عماد اخذ القدر الكبير اللي طبخت الغدا فيه .
لبست شادن عبايتها وتغطت وركبت معاه ..


***

" كثر الله خيرك ياابو مشعل .. سلم الله يدين من طبخ اشهد انها راعية بيت "
قالها عبدالعزيز وهو يشرب كاسة اللبن بعد مارفع يده من الصحن .
قال عماد وهو يبتسم : ياجعله هنا وعافيه .. ذكرتني بكلام جدتي الله يطول بعمرها ..
: ياخي خلوا فوزية عندكم اسبوع تعلمها الطبخ والسنع .
: لا تكفى اخاف انها تخرب حرمتي .
: ههههههههههههههههههههههههههههههه لاتظلمها انا يوم اخذتها وهي مااسنع منها بس خربتها ودلعتها .. والحين ماتعرف تسوي حتى الشاهي .
: اجل البلا منك وانا ظالم خالتي .
: ايه لحد يتكلم لها تراها مسكينه .
: هههههههههههههههه عز الله مامسكين الا انت . اقول تبينا نقعد ولا نمشي .
: لاوالله خلنا نمشي انا بعد هالغدا يبي لي قيلولة .
وقف عماد واخذ الصحن رجعه ونادى الشغاله تجي تاخذ السفرة وباقي الاغراض ..
جا عند جدته وهو يشوف المرقوق عندها قال : افا مسوين لتس مرقوق وحنا لا ؟
قالت ام ناصر : عندك القدر اكل على كيفك منه ..!
فتح عماد القدر وضحكت فوزية عليه وشادن تبتسم بحيا ومنزله راسها للأرض قال وهو مكشر ومتقرف : اخخخخخ هذا بدون ملح .. الله يعينتس ياجدتي على هالعيشه .
طالعت ام ناصر في شادن قالت : عندي الملح اللي ليا لمست عيشتنا تباركت وزينها ربي .
استحت شادن اكثر وتوردت خدودها وهي تناظر بالارض وتعدل طرحتها على راسها زين ..
قال عماد وهو يبتعد عن المواجهه والاحراج وانتقادات فوزية اللي تدقق بكل شي بعفوية : فوزية روحي لعبدالعزيز يبيتس .
وقفت فوزية قالت : يارب عساه يقول بنمشي عشان ارجع انام .
: ايه يبي يمشي .. التفت لشادن قال : اذا انتي بعد تعبانه وتبين ترجعين امشي .
ردت بهدوء وثقل : شوف جدتي اكيد انها تبي ترتاح من الصباح وهي هنا . انا عادي مو تعبانه .
قالت ام ناصر وهي تمد يدها عليه : خل شادن تشوف المزرعه .. من اليوم منحرجة من ابو فيصل ماتقدر تمشي فيها .. قومني انا برجع مع فوزية ورجلها .
حس ان جدته تبي تقربهم من بعض اكثر قال : نبي نجي ان شاء الله مرة ثانية وتشوفها براحتها .
قاطعته : اليوم خلها تشوفها مايصير تطلع منها ماشافت الاشجار اللي غرسناها .
لامفر منها ومن تحكمها وسلطتها .
مد يده عليها وساعدها على الوقوف باستسلام ..
قال لفوزية اللي جات تاخذ بقية اغراضها : ساعدي الشغالات في الاغراض وترى جدتي بتروح معكم .
غمزت له فوزية قالت : ياعيني بتستفردون ببعض في الجو الحلو .
مارد عليها ومشى مع جدته لحد ماوصلت سيارة عبدالعزيز .
جلست شادن مكانها وصرخت بداخلها لا ..
ماتبي تجلس معاه هنا ..!
ياليتها ماتكلمت ولا قالت لجدتها انها نفسها تتمشى في المزرعه .
الحين وشلون تطلع من هالورطه ..
تقول .. "اروح مع عبدالعزيز" وتحرج نفسها
ولا احسن لها تسكت وتستسلم وتسلم امرها لربها ..
قالت فوزية وهي تشوف نظراتها الشاردة : ياعيني على الحب .. قلت لكم روحوا شهر عسل بس انتم تفكيركم ماادري كيف ..
ابتسمت لها شادن قالت : خذي فصولي بس ترى الشمس قربت منه ..
اخذت ولدها النايم ومشت فوزية وهي تتبعها بنظراتها لين اختفت ..
رجع لها عماد بعد ماخلا المكان بدقايق قليلة ..
وهي مثنية ركبها ومحوطتها بيدينها وتتأمل خضرة المكان الأرض المزروعه والأشجار الكبيرة اللي تحوط سور المزرعه ..
وريحة الطين المبلول بفعل الموية اللي تصب في الأحواض وتسقي الأرض ..
وبعض الشتلات وبعض الأشجار المغروسه في انحاء المزرعه ..
تأملها وهي لافه طرحتها على راسها ولابسه عبايتها ومو مبين منها الا وجهها بإشراقته ويدينها الناعمه ..
جا وجلس قريب منها وعدلت جلستها قال : ترى مافيه احد خذي راحتك .
ضمت عبايتها عليها قالت : عادي مرتاحه كذا .
طالع فيها وهي تناظر في الارض وشكلها مو راضي عن وجودها معاه ..
او انها محرجه من جدتها اللي تفرضها عليه اكثر .
حست انه يطالعها وغمضت بعيونها وفتحت قالت : بنطول هنا .؟
قال بصوت واطي وهو يقرب منها ويمسك يدها : انتي تبين تمشين ..؟
سحبت يدها بتوتر قالت : ايوه خلنا نمشي ماله داعي نجلس .
سحبها من يدها ووقفها معاه قال : الا له داعي مو تبين تشوفين المزرعه ..؟
: لا خلاص عادي .. بعدين .. مو لازم اصلاً ..
ابتسم لكلامها ورفضها وردة فعلها الغاضبة
حس انها متوترة من طريقة مشيتها وتعقيدة حواجبها .
ومسكها لعبايتها بيدها اليسار بقوة .
حاول يهديها بالكلام والسوالف وهو يترك يدها .
قال : شوفي .. هذي الأحواض سويناها عشان النخل .. كل نخله لها حوض .
قال وهو يأشر على شجرة كبيرة : تدرين هذي شجرة ايش ..؟
هزت راسها قالت بملل : طبعاً ادري .. عنب .!
ابتسم ابتسامه واسعه قال : اكيد عرفتيها من اوراقها ياحبكم يالبنات لورق العنب ... زيييين وهذي تعرفينها ..؟
هزت راسها بنفس الملل وحواجبها عاقدتها زي ماهي : لا اش هذا ..؟
: هذا ياطويلة العمر السدر اكيد قد سمعتي فيه .. اللي ورد ذكره في القرآن (وأصحاب اليمين ماأصحاب اليمين ، في سدر مخضود ، وطلح منضود ، وظل ممدود )
بس ترى سدر الجنه بدون شوك مو مثل هذا ..
عاد السدر والحنا هذولا اشجار جدتي المفضلة ..
فكت عقدة حواجبها قالت باهتمام عفوي : الحنا اعرفه بس السدر اول مرة اشوفه .
لف لجهه ثانية من المزرعه وهي تمشي بتعثر
لأن عباية الراس حقتها طويلة خاصة وهي مخليتها على كتفها
قال : نزلي العباية وامشي براحتك . ترى كذا بتطيحين .
رفعت عبايتها من تحت وطالعتها انعدمت بالطين قالت : لا عادي اقدر امشي .
مسك يدها وضم عليها قال : هذي هي السدر .. عاد الخوخ والتين يبي لها وقت عشان تكبر وتثمر توها شتلات . شوفيها هنا . وهذيك زرعنا فيها ريحان وورد .حط يده الثانيه على كفها اللي ماسكها وكمل : لأن مافيه اجمل من الورد .
سحبت يدها منه وهو يضم عليها اكثر وبلعت ريقها قالت : نرجع للبيت .
تجاهل حركتها وماحب يحرجها معاه قال : اصبري خلينا اوريك البير اللي تروي المزرعه .. قرب من البير وفتح باب السور الصغير اللي سواه عليها عشان شهد وفيصل اذا راحوا للمزرعه مايقربون منها ..
قال بدون تفكير : ولا ماودك تشوفين حلالك .
قالت بلهجة بارده خالية من أي تعبير غير الاحباط والخيبة : هذا حلالك انت مو حلالي .
لف عليها وحط وجهه بوجهها قال : حلال زوجك حلالك ياشادن .. وكل اللي املكه راح اكتب لك فيه جزء كبير .
كلامه خنقها ..
خنقها لدرجة ان دموعها تفجرت ..
نزلت نظرها للأرض ورموشها مبلله بالدموع
قالت : انا مالي فيك شي لا حلال ولا املاك . انا مجرد اسم في حياتك وراح ينتهي قريب لاتحاول تربطني بشي لك ..
شبكت يدينها في بعض ورفعت له نظرها وكملت بتوتر : ولا نسيت كلامك ..؟
مسح دموعها بأطراف اصابعه قال : لا مانسيت كلامي .. ؟ بس الدموع ليش ..
غمض عيونه وتنهد وهو يبعد نظره عنها في انحاء المزرعه ..
وكمل : انتي زعلانه من كلامي البارح ...
رفعت يدها كأنها تقول اسكت ونزلت من عينها دمعه حارة قالت : انا فاهمه كل اللي تبغاه مني .. مالي دخل فيك ولاني مسؤوله عنك والمفروض مااسأل فيك لأني بالأساس مالي علاقة فيك .
طالعت فيه وعيونها غرقانه دموع وهو مسمِّر نظراته فيها قالت : ليه تحب تجرحني ياعماد . انا مااهتميت فيك لأنك .. لأنك .. غمضت عيونها بقوة وهي مكشرة وكأنها تبي تطلِّع الكلمة بالغصب كملت بتردد: لأنك زوو زووجي ..
انا هنا انسانه وحتى لو كنت عدوي مو ولد عمتي وحبيب جدتي راح اهتم فيك .
حطت يدينها على عيونها بقهر لأنها تبكي قدامه وتستدر عطفه وحنانه ..
كان يبي يضمها بس صعب ..
صعب يكسر ويجبر ويرجع يكسر ..
صعب يأملها ثم يخيبها .
كان يطالع فيها بدون كلام .
عيونه قالت اشياء واشياء بس كيف تقدر تفهمها وهي ماعندها قدرة على ترجمة كلام العيون ..
مسحت دموعها وهي تطالع بنظرته المكسورة فيها ..
قالت : يالله نمشي ..؟
هز راسه بإيجاب والخيبة والاحباط ماليه وجهه وعيونه .
مشت قدامه وهي تحاول تتوشح القوة وتتظاهر بها من جديد بعد ماانكسرت قدامه ..
رافعه راسها فوق وكأنها تبي توجه انفها للسما وتاخذ اكبر قدر ممكن من الأوكسجين حتى يوسع شعبها الهوائية المكتنزة بالضيق والقهر والملل والمشاعر المتضادة والمتناقضة والمتضاربه .
متلخبطه .. وعايشة في دوامه .
خايفه من قربه ومن بعده .
صابرة وتمني نفسها بقدرتها على التحمل .
بنفس الوقت منهارة من الداخل وماعاد فيها تستمر .
اسبوعين ياعروس ..
لسه بدري .
باقي سنه ويمكن اكثر ..
سبقته للسيارة وهو يقفل بوابة المزرعه زين ومرعلى الحارس برا وكلمه ووصاه .
تأملت ملامحه اللي تحمل معاني غامضة .
تبي تعرف وش ورى هالغموض
وش سر هاالحنان الممزوج بالجفا والقسوة بالطيبة ..
تبي تفهمه بس وشلون وهو باني حصون وجسور منيعه بينه وبينها .
ركبوا السيارة ورجعوا للبيت والصمت كان سيد ومتسيد للجو ..
هو في عالمه وحياته اللي بدت خيوطها تتشابك ..
وهي بمستقبلها اللي يشوحه السواد والكآبة ..
اول ماوصلوا نزلت من غير ما تنتظره ودخلت البيت ..
لازم تبعد عنه اكثر واكثر ..
لأنها اضعف منها انها تكمل التمثيليه بقربه ..
دخلت غرفتها وسكرت عليها ..
رمت عبايتها وطرحتها ودخلت تتوضأ وتصلي العصر ..
ودها تطرد الافكار من راسها وتنشغل عنها بأي شكل ..
اما هو ..!
جلس في سيارته دقايق ..
نزل نظارته الشمسية وحطها في علبتها ودخلها بدرج السيارة ..
وين ينزل ووين يروح ومن يقابل
ان جلس مع جدته قالت شادن
وان طلع فوق لقى شادن
وكل زاوية وكل مكان فيه اثر من شادن ..
نزل وهو يجر الخطى ..
متى بس السايق يجي حتى يروح ويبعد عن هالمكان .
دخل البيت وتوجه لغرفة جدته مثل عادته يبي يتطمن عليها انها بخير خاصة انها اليوم تعبت في المزرعه ..


***

اكثر شي قهرها لمن سمعتها تقول زوجي بيوديني
حست انها ودها تدخل وتمسكها بشعرها وتشوه لها وجهها ..
تذكرت باس عماد وزعله لو سوت لحرمته شي ..
واضطرت انها ترجع لغرفة المدرسات مهمومه وموجوعه ..!
دخلت غرفتها وفتحت الشباك اللي ناحية بيتهم .
تبي تشوفه ..
لو لمحه تشفي بها ولهها عليه وتطفي بها شوقها ..
فتحت عيونها على وسع ..
ماكفى اللي صار اليوم واللي سمعته ..
احترقت واشتعل قلبها واضلاعها ووصلت النار لجسدها وعيونها ...
الا هالمنظر ماتبي شوفه ولا تبي تتخيله ..
شافتها وهي تركب بجنبه وهو يرتب الأغراض بالسيارة وماانتبهت للشغاله اللي ركبت قبل شادن ..
دمعت عيونها وتنفسها يزيد وضربات قلبها تقوى ..
ماتتحمل هالمنظر ابد ..
صكت شباكها الحديدي بقووة وراحت لمرايتها ..
مشطت شعرها وهي تشهق ..
حركته يمين ويسار اليوم سشورته ساعه كامله وفعلاً جاب نتيجه ... وماخسرت ابداً ..
سمعت صوت امها تسأل العنود عنها واخذت لها منديل مسحت به عيونها واخذت نفس عميق حتى ماتفتح لها امها محضر تحقيق واسأله مالها اول ولا تالي عشان البكا ليش ووش سببه ولا تشك ان فيها نفسيه ثم تعيد سيرة الشيخ مسفر ..؟
دخلت امها وطالعت بشعرها اللي نوف تحاول تخفيه عنها مراعاة لمشاعرها وهي اللي تحرم القص وتندم وتتحسف اذا وحده من بناتها جابت سيرة القص ..
قالت بلوم وحسافه : قصيتي شعرتس يانوف اللي تعبت عليه سنين وانا احنيه واحط عليه الزيوت اللي اشتريها بأغلى الاسعار .
: يمه وش رايتس بالله مو ازين الحين .. ؟
: لاوالله يابنيتي ماتذكريني غير بالعجوز الشايبه .
حركت نوف شعرها وهي تحاول تقنع امها فيه
قالت : يمه ازينه ولا شعر العله مرة عماد الأسود القاتم اللي يجيب المرض .
: شعر شادن خلق ربي لها ماصبغته بهالابيض والاصفر اللي انتي حايستن به عمرتس ... لا اله الا الله .. نسيتيني وش ابي اقولتس .
: تذكري يمه .
: ايه ايه ذكرت .. ابوتس يقول حمود واهله بيجون عندنا الليله .
: وش يبون ؟
: تعرفين شوي وش يبون بس الله الله بالشغل السنع .. سوي مثل شادن يوم جيتهم مسويتن كيكة مع القهوة كنها من السوق ..
: يافقع مرارتي من هالشادن وراي وراي في المدرسه قدامي وفي البيت سيرتها وحتى الشباك الشباك افتحه الاقيها تطلع لي .
: لاتتعرضين لها وعامليها زين ولا ترى رجلها مهب ساكت لتس .
: يوووووووه طيب خلااااااص مانيب متكلمة لها ولا متعرضه لها وابخليها على كيفها بس فكوني من سيرتها .
هزت امها راسها بحسرة وقامت طلعت من عندها ..
والثانية رجعت لها ذكرى الموقف اللي قبل شوي ..
والصورة المؤلمة بالنسبة لها ..
وسرحت بخيالها معاهم ..
تتخيل ضحكهم ومزحهم وغزل عماد لها ودلعها عليه ..!
" ياعالم عماد لي انا ..
من حقي انا ..
انا اللي حبيته وتمنيت له الخير ..
وانا اللي فرحت لنجاحه وتميزه ..
وبكيت اذا تأخر وغاب ..
انا اللي اهتميت فيه وانا بعيده ..
وتمنيت اني قريبة منه اداريه واهتم فيه واحرص على راحته .."
لمت شعرها والعبره خانقتها وراحت تشوف اختها نورة وصلت من مدرستها البعيد ولا لا ..!


***

قلبها ناغزها على شادن ..
ومو متطمنه عليها
تحس ان بنتها فيها شي
صحيح ان خلود اليوم اتصلت عليها وطمنتها ..
بس قلب الام ما يكذب ..
ياترى وش فيها بالضبط .
كانت ام نايف واقفه في المطبخ تسوي العشا وهاجسها شادن ..
هالايام صايرة تفكر فيها بعمق وماتروح من بالها ابداً
دخل عليها نايف وسلم على راسها قال بمرح : تطمني شروطي مو صعبة ابي لي وحده مزيونه وبنت ناس وتحبك وتدور رضاك بس ..
ضحكت امه منه وهي تدعي له : ياربي اشوفك عريس قريب واقرّ عيوني في عيالك .
كشر بوجهه قال : المشكلة ماابيك تصيرين عجوز ويقولون لك ياجدتي .
: ههههههههههههههههه لا ماعليك انا راضية . ها كلمت عماد تدري عن فهد ..؟
: دقيت عليه بس شكله في الديرة ماعنده شبكه .
: الله يستر .. بتروح لهم . ؟
: بنتظر لنهاية الاسبوع اذا محد طمني مشيت لهم .
تجمع الدمع في عيون امه قالت : ياليتك تروح عشان تطمني على اختك ....
قاطعها نايف وهو يلف يده على اكتافها قال : بلاش الدموع الله يخليك .. اذا تبين تروحين لها من الحين امشي ولا بكرة الصباح نمشي لها اذا كل هذا قلق على شادن .
مسحت دمعتها اللي نزلت على خدها قالت : انا مو قلقانه بس قلبي ناغزني عليها .
ضحك نايف قال : كيف احل هاللغز ..؟ نغزة القلب معناتها قلق .. يمه مافيها الا العافية تطمني جدتي تحبها وعماد انا اضمنه لك .. يايمه عماد رجال وسمعته عند عماني وعيال عمي ناصر وكل اللي يعرفونه يقولون مايغلط على احد ومحترم والزله ماتطلع منه .
: هذا اللي مطمني .. حتى هو الله يهديه اذا جا لجده مايتصل ولولا انك تتصل عليه مافكر يطمنا عليها .
: تدرين انه يجي عشان موضوع فهد اللي مربكهم غيره توه عريس ويمكن مستحي .
هزت راسها وهي تحاول تقتنع بس قلبها مو راضي قالت : الله يستر عليهم ويوفقهم .
اخذ نايف حبة جزرة من الثلاجه وغسلها وقعد ياكلها وهو يقول : ها يمه نمشي بكرة لبنتك .
: لا وش اللي نمشي بكرة ..؟ مستحية من الناس بنتي ماكملت شهر وانا محضرة عندها . استنى اذا مر عليها شهر ونص على الاقل ان مازارتنا رحنا لها .
طلع من المطبخ وهو يقول : على كيفك بس أي وقت تبينها لايردك شي ماعندي اغلى من عزيزة اوديها للمكان اللي تبغاه وفي الوقت اللي تبغاه .
لهج قلبها ولسانها بدعواتها الصادقه ويارب تخليه لي وتحميه من كل سوء وتكتب له الخير بحياته . غصت بكلامها وهي تقول وتسعد شادن وتطمن قلبي عليها .



***

ثلاثه ايام من الشقاء والتفكير المضني والدموع الغزيرة على حالها وحظها ..
نايمه على جنبها وهي تتخيل ردة فعل الناس عن الخبر ..
وتتخيل وقع الخبر على صديقاتها ..
خالتها وبناتها ..
عمانها اللي يحبونها ويدللونها ..
على فيصل ولد عمها اللي يحبها من صغره ويعتبرها اخته حتى يوم كبرت وصارت تغطي عنه كان يرسل لها كلام مع ابوها ولا مشاري يقول تراني ارفع راسي فيها ..
ضمت الخدادية على معدتها اللي تعصرها خوف ورهبة ..
تبي تنهي الموضوع بسرعه وتفتك منه ..
تبي تعيشه ولاتعيش انتظاره وقلقه .
اليوم ماداومت ..
كله عشان موضوع الطلاق وروحتها للمحكمه ..
ياترى بتاخذ كم يوم ..؟
يوم ..؟
اثنين ..؟
اسبوع ..؟
شهر ..؟
ولا اكثر ؟؟
دخل عليها مشاري وهو يزبط شماغه ويصفر
قال : للحين نايمه ..؟ يالله يالله قومي البسي على بال ماافطر ترى وراي مشوار للطايف .
رفعت راسها له قالت : مشاري اش رايك اروح اعمل لك توكيل وخلاص .
: والله اللي يريحك .. بس الموضوع اسهل مما تتخيلين . كلها مشوار للمحكمه وينتهي .
حست ببطنها يألمها اكثر ونفسها ترجع كل مافي معدتها رغم انها فارغه ..
قامت توضأت وصلت الاستخارة للمرة السادسه
وبطمأنية وصتها عليها فاطمه دعت دعاؤها من اعماق قلبها ( اللهم اني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علاَم الغيوب . اللهم انت كنت تعلم ان ( طلاقي من زوجي خالد ) خيرٌ لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة امري فاقدره لي ويسره لي .. وان كان هذا الامر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري فاصرفهُ عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به .. )
كررت ثم رضني به اكثر من عشر مرات وهي تبكي ..
قالت الدعاء في ركوعها وسجودها ومابين السجدتين وبعد التحيات ..
اخيراً سلمت على يمينها ويسارها وقامت لبست عبايتها وطلعت لمشاري اللي ماوقف اتصال عليها .
: شوفي كم اتصال بالله .
ردت عليه بصوت باكي .. : شفت 27 مكالمه .
اول ماسمعها سكت وهو مقدر حالها وشعورها بس اللي ماقدر يفهمه انها هي اللي الحت انهم ينهون الموضوع ومع هذا تبكي وتنوح ..
حرك السيارة قال : سارة بسألك سؤال .
ردت بسرعه ماتوقعها واجابة فاجأته ..: ادري وش بتقول .. انا ماني زعلانه عليه .. بس الناس والمجتمع ونظرتهم لي هذا اللي مخوفني .
: وانتي يهمونك الناس اكثر من مصلحتك ياسارة .. والله وانا اخوك محد بداري عنك اذا اخذتي الرجال هذا وشفتي معه المر .. لاتفكرين الا بنفسك وان ربي يحبك ويحبنا لما كشفه على حقيقته قبل نتورط معاه اكثر .
هزت راسها باقتناع وارتياح من كلمة اخوها اللي بثتها القوة بعد كلام فاطمه لها امس في الليل ..
وصلوا المحكمة وانهوا الاجراءات بهدوء وتيسير من الله وطمنها الشيخ بأن الله لايكتب للطيب الا طيبه ولا للخبيث الا خبيثه مثله .. وانها هي بنت ناس وطيبه ولاكتبها ربي لواحد مثل هالخبيث .
دعا لها بالتوفيق ولخالد بالهداية وطمنهم ان قضيتهم كسبانه بإذن الله ..
رجعت وهي تحمد الله انه يسر لها امورها واقنعها ورضاها وماخيبها ..


***

ثلاثه ايام مرت على عماد من بعد غداهم في المزرعه وهو يطلع العصر ومايرجع الا آخر الليل يدور على فهد مع خاله فواز ولا مع بندر ..
تأكدوا انه ماسافر ولا خرج برا السعودية
وبلغتهم الشرطه انه مو موجود لابالمستشفيات الحكومية الكبيرة ولا بأي سجن ..
وماصار قدامهم حل الا انهم يدورونه في البر ..
وهذا حاله له ثلاثه ايام يفرون البر ويدورونه ويرجعون بلاجودى او نتيجه
ومجرد مايدخل بيته يحط راسه وينام ..!
مع صلاة العصر ..
دق الجرس وهو ينزل من الدرج ..
التفت على جلسة جدته وشادن .. والقى السلام وردوه عليه ..
قالت له ام ناصر وهو يتوجه للباب : اليوم تبي تروح مع فواز ؟
رد بصوت عالي : لا ماني رايح .
رغم انها تبيه يروح يدور على حفيدها اللي غيابه همها وهم كل عايلتها الا انها حست بالارتياح انه بيجلس في بيته ..
خاصة ان وضعهم ابداً مو عاجبها والكلام بينهم معدوم الا السلام وسؤال عابر ..!
قالت ام ناصر : قوميني يابنيتي دخليني لغرفتي بصلي العصر .
ساعدت جدتها على الوقوف ودخلتها وطلعت فوق ..
من اول ماجات من المدرسه وهي بجلابيتها الثقيله والواسعه ومحتاجه شور يجدد لها نشاطها ..
اعتادت عدم النوم في النهار ..
وصارت تنام من الساعه 10 وتصحى سته .
دخلت غرفتها واخذت لها شور ولبست لها جلابية عادية ..
لايمكن تلبس شي حلو وعماد موجود ..
ماراح تتزين له ولا تلبس له ..
هذا قرارها من بداية زواجها ..
الجو ممل في البيت ولولا وجود جدتها كان تفجرت من الملل والزهق لوحدها
حتى فوزية ماعاد تقدر تجيهم ايام الاسبوع لأن شهد تنام بدري وصعب تتركها لوحدها ..
وعماد حتى لو كان موجود وجوده مثل عدمه بالنسبه لها ..
تمشت في الغرف اللي فوق
ودخلت غرفتها القديمه قبل ماتتزوج عماد وتاخذ الغرفة الأكبر والأفخم ..
راحت للمرايه وطالعت بشكلها ..
بنت عادية ماكأنها متزوجه ...
ماتختلف كثير عنها قبل ماتتزوج
بس نحفت شوية وصارت تجمع شعرها وتمسكه بشباصه
وماتحط ميك اب ابداً الا اذا جا عندهم احد او راحت للمدرسة ..
عكس زمان لمن كانت باستمرار تهتم بشكلها وأناقتها
وتعتني بشعرها تفتحه ولا ترفعه ولا تحطه على جنب ..
والميك اب ماكان يفارقها الا عند النوم ..
القلوس والروج تحسها جزء من حياة المرأة ..
والكحل غالباً مايفارقها ..
فتحت الستارة حقت غرفتها اللي تطل على البوابه وهي تحاول تبعد عن المراية حتى ماتفكر بالأسباب اللي خلتها بهذا الشكل ..
طالعت بعماد اللي واقف مع الهندي ويملي عليه اوامره ويأشر على السيارة حقته ..
وكأنه متعود على انه يأمر ولا يؤمر ..
نزل نظارته الشمسية اللي اعتادت عيونه عليها اذا طلع في النهار
دور في درج السيارة ورقه طلعها بعد ثواني .
رجع نظارته على عيونه وهي تتأمله ..
هيبته بشكله وجسمه وحركته وكلامه ونظراته .
لفت انتباهها نور اشتغل في وحده من غرف بيت ام نوف وضح لها مع الشباك اللي يطل على بيتهم ..
حمدت ربها وشكرته على النعمه لمن دققت في بيت اهل نوف ..
بيت قديم من برا مافيه أي لون والاسمنت زي ماهو ..
شبابيكه حديد ،
وابوابه حديد ملونه بلون اخضر مبهت من الشمس ..
فتحت عيونها لمن شافت البنت توقف على الشباك بكل جرأة ..
لاااا معقولة ؟ نوف !
حطت يدها على فمها وهي تشهق بقوة وتفتح فمها وعيونها ..
طالعت في نوف وهي تفتح شعرها وعماد معطيها ظهره ويكلم السواق ..
راقبت تصرفات نوف وهي تراقب عماد وماتشيل نظراتها عنه ..
حطت يدها على صدرها وزفرت بـ : ياويلي .. معقووووولة ..؟؟؟
تأملتها اكثر وقالت : الحين بس عرفت ..! اجل عماد السبب يانوف ..؟ عماد هو اللي مخليك ماتطيقني شوفي ولاصوتي ..
طالعت فيها وهي متسمرة على شباكها وعماد ماانتبه لها او بالأحرى مااهتم لها ...
حست بشعور مختلف مو طبيعي ...
حقدت على نوف اكثر واكثر ..
رددت بصوت عالي وبغضب عارم : اللئيمة تبي عماد يشوفها بشكلها الجديد ..؟ تبي تلفت انتباهه حتى وهو متزوج ...
متزوج ؟
هههههههههههههههههههه صدق اني غبيه ..!
اجل عماد متزوج ..!
عماد جايبني ضيفه شرف في بيته توفر على نفسها مشوار جده اللي يهد الحيل وتفكه من سيرة تزوج تزوج ..!
سكرت الستارة ورجعت للصالة وجلست على الكرسي الهزاز اللي قدام التلفزيون في الصاله اللي فوق .. !
تنرفزت وصدعت وتحس دمها يجري بقوة هائله من العصبية الزايده ..
معقولة نوف تاخذ عماد ..
ومعقولة تكون هي سر غموضه ورفضه للزواج .
طيب لو كان يبيها كان خطبها ...وش يرده ..؟
لا لا لو يبيها ولا يفكر فيها ماراح وهددها بالنقل لو تعرضت لي ..
حست بشي مو طبيعي بداخلها ..
فكرها مشوش..
وفكرة ان عماد يتزوج زواج حقيقي بوحده غيرها تحرقها ..
تشعل قلبها ومشاعرها ..
وقفت بسرعه وراحت لغرفتها ..
قالت : مو انا اللي نوف واشكالها تاخذ زوجي مني ومو انا اللي افرط في زوجي واخليه يحب وحده غيري .. اذا عماد اعجب ولا حب بنت ولا سمح لأي وحده تدخل حياته .. فالمفروض تكون انا ..!
وراح اجيبك ياعماد وبطريقتي من غير ماتهيني ولا تمس كرامتي ..!
فتحت دولاب ملابسها وفتشت في ملابسها بارتباك ..
الجلابيات اكثر شي في الدولاب ..
كانت تفتش بسرعه وارتباك وكأنها تبي تلحق الوقت وتسبقه . .
تنانير تنانير ..
بناطيل ..
اطقم ..
فساتين ناعمه سبورت وفساتين سهرة ...
بلايز اشكال وانواع وألوان .. بديهات ..
قررت انها ماتتكلف في لبسها وتوفر الملابس الحلوة لبعدين ..
وتبدا حبه حبه وبالتدريج ..!
طلعت لها برمودا جينز وبلوزة لونها اصفر ناعمه وقصيرة واكمامها قصيرة مرة ...
صحيح انها تغامر بلبسها هذا قدام عماد وجدتها بس مافيه مفر ..
لازم تغامر وتسوي المستحيل حتى تظفر بزوجها وتشغله عن نوف وغير نوف ..
بسرعه لبست وفتحت شعرها الأسود اللي انسدل بنعومه على اكتافها وحطت ميك اب ناعم وختمت بقلوس لحمي ..
لبست صندل ناعم لونه اصفر ..
وحطت من عطرها القوي اللي سارة دايما تقول انها تدوخ عليه ..!
نزلت مع الدرج بنعومه متعمده خاصة بعد ماسمعت صوت عماد وهو ينادي الشغاله تجيب له مويه ..
راحت للمطبخ وحطت في الصينيه اربع كاسات ومعاها المويه وجات تمشي للصاله ..
نزلت المويه على الطاوله ..
ومارفعت نظرها له لأنها ماتبي تواجه ردة فعله ..
مستحيه وخجلانه وخايفه ومرتبكه من داخلها ..
بس تتظاهر بإن وضعها عادي جداً واللي تسويه شي طبيعي ..
كان يطالع بالأرض ويفكر وين يحط السايق مع الحارس حق المزرعه ولا يحطه بالغرفه اللي برا عند البوابه ..
بس كيف يخليه قريب من بيته وهو اغلب ايامه في جده ..
خاصة انه من بكرة بيودي شادن وشهد للمدرسة ..
وراح يصير مكانه في اغلب الأمور بالذات في تلبية طلبات البيت ..
وو.....
انشل تفكيره وهو يشوف الحرمه اللي واقفه قدامه وسيقانها بيضا وأنيقه وصندلها اللي تزينه الاكسسوارات والخيوط الرفيعه والناعمه مغري ..
رفع راسه يحسبها الشغاله وكان ناوي يثور عليها ويوريها اللي عمرها ماشافته ..
بس جمد بمكانه وانشل كله هالمرة ..
هذي شادن ..؟
وش غير حالها ..
لها فترة مايشوفها الا بالجلابيات وشكلها مهمل وعابسة ومكشرة وفجأة تطلع بكل هذا ..
الحين هذي اللي قبل شوي جالسه مع جدتي ومكشرة ..؟
رفع راسه لوجهها وهرب بنظراته عنها ..
حاول يبين انه مو مهتم ولا انتبه قال بصوت مختلف ومرتبك
: مافيه قهوة ؟
ابتسمت بدلع وخجل قالت : الحين اجيبها ..
لاا هذي مو صاحيه تبتسم ..؟
صبت له مويه واخذها من دون مايطالعها وشرب الكاسة كلها دفعه وحده وريحة عطرها تخترقه بجنون وتلزق بخياشيمه وتشبثت في خلايا دماغه ..
نزلها على الطاوله وهو يلعن ابليس وتمنى انه راح مع فواز ولا مشى لجده بدل مايقابلها ..
راحت للمطبخ وجهزت القهوة وطلعت حلا من اللي سوته البارحه ..
رتبته في صحونه بالصينيه وطلعت له تمشي بهدوء ونعومه ..
كل خطوة كان قلبها يرجف بقوة ويعلن زلازله وبراكينه من جرأتها اللي مااعتدتها بس هذي حرب ولابد تنتصر فيها ..
وصلت عنده ونزلت القهوة على الطاولة ورفعت صينية المويه وحطتها على طاوله ثانية ..
صبت له فنجال ونزلته قدامه وهو مو مسوي نفسه مركز بالتلفزيون وكل ماحس انها اعطته ظهرها ولا ماتطالع فيه التفت عليها وصد بسرعه ..
مايدري ليه يطالعها ..
يمكن حب استطلاع ولا اعجاب ..!
شرب من فنجاله ونزله وشافها قامت راحت لغرفة جدتها ..
وضم وجهه بيدينه ..
هذي لوين بتوصله .. ؟
دخلت عند جدتها قالت : جدتي صاحيه ..
ردت جدتها المنسدحه بجنب سجادتها ومتوسده ذراعها .. : ايه يابنيتي صاحيه ومنيب مجنونه .
: ههههههههههههههههههههههههههه ادري انك صاحيه ومو مجنونه انا اقصد انتي نايمه ولا لا .
: منيب نايمه .. منسدحه واسبح واستغفر .
شغلت شادن النور وقربت منها ..
قالت : جدتي تحسين بشي .
: لاوالله مابي غير العافيه ولا احس غير بفضل ربي علي .
تغيرت لهجة الجده من الامتنان والشكر للحده والاستنكار ..
: اعوذ بالله من ابليس .. هذا وشو اللي انتي لابسته .؟
قربت شادن منها قالت بصوت واطي : جدتي تكفين لاتقولين لي شي . هذا لبس البنات هالايام .. وانتي ماترضين اني اقل عنهن بشي خاصه قدام زوجي .
: يابنيتي وش زين الجلابيه عليتس ..
: الجلابية البسها اذا زارونا جاراتنا ولا جونا عماني .. اما زوجي تعرفين ياجدتي انه قد سافر وشاف البنات ماابغاه يقول ليتني اخذت وحده تلبس وتتزين مثل اللي كنت اشوفهن وحارم نفسي منهن .. تكفين جدتي لاتقولين شي قدام عماد ولاتزعلين مني .
هزت ام ناصر راسها قالت : جيلن مدري وش لونه مير الله يهديه .. منيب قايلتن لتس شي والبسي على كيفتس اذا عماد يبي هالخماليق منيب متكلمه .
:هههههههههههههههههههههههههه ياعمري ياجدتي عسى الله يخليك لي ولا يحرمني منك .. يالله اعطيني يدك وقومي معاي ترى القهوة عند عماد في الصالة واذا ماتقدرين بخليه يجي عندك واجيب القهوة .
حست ام ناصر باطمئنان لحال بنت ولدها اللي كانت تشوفها ساكته ومهمومه وشايلة همها ..
قالت : لااله الا الله .. توكلت على الله .. لا تخلين عماد يقوم عشاني خليه يرتاح .
قامت بمساعدة شادن وطلعت معاها للصاله ..
قالت وهي قريبه من عماد بصوت واطي تحاول تخفيه عنه لكنه خذلها وسمعه
: دوري راحته وانا جدتس .. رجلتس رجالن يشقى ويشتغل من يوم يصبح لين يمسي . لاتضغطين عليه ولاتقابلينه بوجهن عابس .
: ابشري ياجدتي اللي تامريني فيه وتبينه يصير .
: الله يرضى عليتس ويرحم والديتس ويرزقتس بالذريه الصالحه .
التفت عماد على جدته وشادن معاها وهذا لبسها صدق شي غريب ..
اجل هذي ام ناصر اللي لو شافت فوزية لابسه تنورة قامت تهاوشها ..
الحين تضحك مع شادن وتسولف وهي لابسة هالملابس .
صدق حريم مالهن امان وكلمة مهيب وحده ..
قال : هلا والله حيا الله ام ناصر مريت عليتس وشفتس نايمه .
: منيب نايمه ياوليدي وشفتك يوم جيت بس مابغيت اقطع تسبيحي ..
الا اللي دق الباب منهو .
: هذا السواق من بكرة بيوديكم ويجيبكم ويخدمكم في غيابي .. جدتي مثل ماقلت لتس لااشوف وحدة منكم طالعه تمشي على رجولها بين البيوت ..
: وين تبي تسكنه ..؟
: والله ياجدة محتار وين احطه اسكنه مع حارس المزرعه ولا في غرفته هنا ..
قالت شادن : شو حنستفيد اذا سكنته عند الحارس .. سكنه هنا ومفتاح البوابه يصير معانا حتى الشغاله ماتمسكه .
طالع بشادن وارتبك قال حتى مايواجهها بأي نقاش ويضطر انه يطالعها اكثر من كذا : خلاص شورك وهداية الله يابنت خالد .
صبت له فنجال قهوة قالت : ماعجبك الحلا ليه مااكلت ..؟
"هذي وش سالفتها اليوم"
قاله بقلبه ورد عليها : الا زين بس انا لو آخذ عندك اسبوع بزيد عشرة كيلو .
قالت ام ناصر : ليتك تسمن .. انت رجالن تشقى وتسافر .. خل مرتك تطبخ لك وتوكلك ابرك لك من هالعيشه اللي تاكلها بالمطاعم .
قالت شادن : مافيه مطاعم هنا ؟
رد عليها بفتور : لا مافيه شي هنا .
فهمت مغزاه من كلمته ومقصده ..
يعني مافيه شي تتأملين منه خير ..
اولهم انا ..
ماعليه ياعماد .. نتحمل وش ورانا ..
حبت تعانده وابتسمت قالت : اصب لك قهوة ولا اجيب لك الشاهي ؟
عقد حواجبه وهو يحسها بدت تلعب لعبة اكبر منها ومنه
قال : لا لا خلاص بيأذن المغرب وابي اقوم اصلي .
صبت شادن لجدتها فنجال وصبت لها ..
واخذت فنجاله صبت له قالت بابتسامه ساحره باطنها ممزوجة بتحدي وعناد وظاهرها عفوي وتلقائي .. : ياشيخ تقهوى .. لسه بدري على الأذان .
دق الجرس ولاشعورياً قال : شادن قومي ادخلي يمكن احد من خوالي لايشوفك وهذي ملابسك .. بسرعه .
فزت شادن وطلعت لغرفتها فوق وراحت الشغاله تفتح ..
معقوله يكون يغار ..
طالعت في شكلها قالت بصوت عالي : مالت .. مافكر فيك ولادرى عنك عشان يغار .. كل الموضوع انه مستحي يقولون هذي ملابس زوجته وهذا شكلها وهم اللي يحرمون ملابسي هذي .
وقفت عند المرايه وزادت مكياجها وكحلها .
وكثفت القلوس اللحمي على شفايفها وبخت من عطرها اكثر ..
سمعته يناديها من تحت بصوت عالي : ياشادن .. انزلي ماعندنا الا شهد .
نزلت وشافت شهد اللي تعلقت فيها على طول وهي تقول : شادن انتي مرة حلوة حتى عماد حلو .
قالت ام ناصر : ياشادن يابنيتي والله مااقدر ارفع نظري عليتس وانتي بهالخماليق ..
ابتسم عماد من كلام جدته ورفع نظره لشادن يبي يشوف ردة فعلها وشافها وهي تكلم جدتها بنظراتها وتلومها قال وهو يعدل جلسته : انا قايل لها ياجدتي بس شكلها تحب العناد وماتسمع الكلام .
ضمتها شهد قالت : عماااد شادن احلى بنت وملابسها احلى من ملابس كل البنات واحلى من ملابسك انت .
رفعت شادن نظرها له قالت وهي تبتسم وتحاول تغير الموضوع : الا صحيح عماد بغيت منك خدمه اذا بتروح لجده قريب .
حط عيونه في الجريده وفتح صفحه ثانيه قال : اكتبي لي كل الاغراض اللي تبينها في ورقة .
لفت رجل على رجل قالت : لا لا ابغاك تمر على اهلي وتعطي نايف فلوس من عندي ابغاه يقدم على شغاله لامي .
قالت ام ناصر بردة فعل سريعه : بيض الله وجهتس يابنيتي .. لاتدفعين ولاريال رجلتس يجيب لامتس شغاله وشغالتين دام ربي منعم عليه وفلوستس احفظيها .
ردت شادن : لا لا محد يدفع فلوس الشغاله غيري .. يكفي انه مو مقصر معاي .
طالعها عماد وقفل الجريده قال بقهر مكبوت : قومي بس جيبي لي شاهي واتركي الكلام الفاضي عنك .
وقفت وهي تحس بنشوة الانتصار وراحت للمطبخ ..
تلعب لعبة اكبر منها هي تدري بس هاللعبة لذيذه وهي تتلاعب باعصابه خاصة بعد سالفة نوف ..
ممتعه لدرجة انها تتأرجح مابين الفرح القهر ..
التناقض بداخلها واللي زاد اليوم عن جده غير لها الجو الممل والكئيب في البيت شوي ..
خلاها تغامر وتعيش تجارب بدال الاكتئاب اللي هي فيه من اسبوعين
التفتت على الباب وهو واقف وراها قال للشغاله : لسلي اطلعي برا .
طالعت في لسلي بنظرات استجداء انها تجلس بس عماد امر وهي تنفذ ..
رد الباب قال : ايييييه ياست شادن وش ناوية عليه . ؟
لمست مقبض الابريق اللي تغلي الموية فيه ورفعتها بسرعه لأنها حارَّة .. وحطت اصبعها عند فمها ونفخت على مكان لمستها للابريق ..
قال وهو يقرب منها : مارديتي عليّ .
امتزج اللون الاحمر بالاصفر في بشرة وجهها قالت : مو ناويه الا على كل خير .
: وشو الخير اللي تقصدينه بالضبط . ؟
ابتسمت له وهي تبلع ريقها بالقوة قالت : تحقيق ياعماد ..؟
: لاوالله مو قصدي احقق بس ابي افهم انتي وش تبين بالضبط . ؟
اخذت الوقاية بيدها وقعدت تحركها وتثنيها قالت بضيق مصطنع ومزجته بدلع : الحين انا سويت لك شي ؟ .. غلطت ..؟ تماديت بشي ..؟ سويت شي يضايقك . ؟
قرب منها ومسك يدها وسحبها كلها لصدره قال وانفاسه الحارة تلفح وجهها : والحركات هذي وش اسميها ..؟
ماعندها رد ولا كلام وهو يضمها اكثر ويدينه تحوط ظهرها بقوة
قالت بصعوبه : لاتسميها شي ولو سمحت بعد عني ..
همس لها : ابعد ها ..؟ انا اللي ابعد ياشادن وانتي ..؟
: خلاص والله خلاص بس بعد عني .
شاف صوتها تغير وخاف انها تبكي .. وهي تحاول تدفه عنها قال : انتي مو فاهمه شي لاتحاولين تغامرين بشي منتي قده .
فكها من يدينه وانهارت على الكرسي وحطت يدينها على وجهها قالت : عماد اطلع من المطبخ ..
تنهد بصوت عالي قال : انا بكرة بروح لجده وراح اقدم لامك على شغاله لكن اقسم بالله لو سمعتك تدقين بالكلام زي قبل شوي لتشوفين شي مايسرك ياشادن .
طلع وتركها تتخبط اكثر من اول ..
هذا اللي جابته لنفسها ..
يالله هذي اولى الخطوات .
وقفت وعدلت بلوزتها وهي تتمتم بـ : ماعليه ياشادن خليك اقوى واصبر وتحملي يابنت .. زوجك يكون لك بأي طريقة ولا يكون لنوف وامثالها .


***
الساعه .. 2 ونص فجراً
دق الجرس وهم نايمين كلٌ في غرفته ..
قعدت ام ناصر على صوت الجرس اللي يرن في كل انحاء البيت .. وخانتها قوتها لاتقوم وتشوف من اللي يدورهم نص الليل .
قامت شادن بسرعه تجري وتتخبط ..
من اللي جايهم ..؟
فوزية وزوجها ..؟ ولا احد من عمانها ..؟ ولا جيران ..؟ ولا من بالضبط ..؟
لبست روبها وهي تجري مع الدرج .
ووصلت الباب ..
قالت وهي تتنفس بسرعه : من ..؟ من عندالباب ..
وصلها صوت غريب لأول مرة تسمعه ..
: هذا بيت عماد بن مشعل .
: ايوه من انت ..؟
: انا من طرف فهد بن ناصر .. خليه يجيني الحين ... الموضوع ضروري .
رجعت شادن وسمعت صوت جدتها ووجهت خطاها لها ..
سألت ام ناصر بلهفة وخوف : من عند الباب ..؟
: واحد من طرف فهد .
: ماسألتيه فهد بخير ولا لا .
: لا ماقدرت اسأله بس يقول خلي عماد يجي .. بروح اصحي له عماد
راحت شادن تجري ودقت الباب على عماد ..
مرة مرتين وفتحت الباب ودخلت ..
شافته رامي نفسه على السرير باهمال وحاط المخده على وجهه واللحاف تحت رجوله وهو نايم بعمق ..
قالت : عماد .. عماد قووم .. فيه رجال يبغاك برا . عماااااد .. عمااااد .
رفع المخده عن وجهه وفتح عيونه بتعب قال : وش تبين ..؟
اخذت نفس عميق وهي تشوفه يصحى ويسهل لها المهمه قالت : فيه واحد يبغاك برا يقول انه من طرف فهد ولد عمي ناصر .
فز بسرعه وهو يقول : كم الساعه الحين ..؟
: 2 ونص تقريباً .
اخذ قميصه ولبسه على فنيلته البيضا وبنطلونه ونزل بسرعه .
خطواته تتسابق وقلبه يلهج بـ : يارب استر يارب عساه خبر خير عن فهد .

جلست شادن مع جدتها تنتظر الخبر اللي يوصل اما خير واما شر
جدتها تذكر الله وتدعي وهي تمشي رايحه جاية في الغرفه .
وقفت وهي تشوف عماد يدخل قال : ابشركم ان فهد بخير بس انا لازم امشي له الحين .
قالت ام ناصر بلهفه : هو وين اراضيه ..؟
: للحين مدري بس بروح مع الرجال اجيبه .. انا بمر على خالي ناصر واطمنه وانتم .
التفت على شادن قال : لااوصيك على جدتي .. مممم الحقيني فوق .
طلع فوق ولحقته ..
شافته يدخل غرفته وتبعته ووقفت على الباب بعد مادخل للحمام ..
خرج وهو متوضي ومبدل ملابسه ..
لبس ثوبه قدامها قال : خذي هذي اللي في محفظتي الحين الفين ريال .. انا مضطر اغيب كم يوم فهد محتاجني وماادري متى ارجع . الله الله بجدتي والسواق هنا اذا بغيتي تروحين لأي مكان تراك مسموحه واذا بغيتي شي ارسليه لا تترددين .
مسك يدها قال : شادن انتي هنا مكاني ماابيكم تحتاجون لاحد ولا لشي .. وعندك عبدالعزيز اذا احتجتي فلوس كلمي فوزية وهو ماراح يقصر و اذا رجعت اتفاهم معه .
طالعت فيه قالت : عماد فهد فيه شي ..؟
: بعدين بتعرفون كل شي ..
اخذ شماغه في يده وفتح درج الكومودينو واخذ كيس الأدوية طلع منه علبتين دواء وفتش في الكيس المليان علب فارغه .. ومده عليها قال : امسكي هذا حطيه في الزباله .. ولا اقولك خليه هنا ..
رماه في سله صغيره بجنب الباب ..
بوسط نظراتها مابين ادويته اللي في يده وشكله اللي يفكر بقلق ومحتار ..
طلع بسرعه وهو يتفقد جوالاته ومفاتيحه ومحفظته ..
وشماغه على كتفه ..
قالت بصوت عالي شوي وصله وهو ينزل مع الدرج : عماد .
وقف مكانه قال : هلا تبين شي ..؟
طالعت فيه قالت : توكل على الله واستعن بالله ان شاء الله مافيه شي يخوف .
هز راسه وتمتم بتوكلت على الله واستعنت بالله واعتصمت بالله ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .. .
مر على جدته سلم عليها ومشى في طريقه ..
التفتت للغرفه المفتوحه وراها ..
تدخلها ولا ترجع ..
اسرارها تغريها وخوفها من عماد يردها
مابين تغامر وتتراجع ..
اخيراً قررت تدخلها بعد ماسمعت صوت البوابه الخارجية قفلت وسيارة عماد تحركت .

........
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:17 am

--------------------------------------------------------------------------------

فصلٌ حادي عشر
~ ياقدر مااقوى عليك ~

طلع النور بالتدريج وبدا الكون يوضح لهم بعد ساعتين ونص من يوم مامشوا من البيت .
جالسين في سيارتهم ويمشون بهدوء ورى سيارة الرجال اللي جاب لهم خبر فهد ..
زفر بندر بأووف دلاله على ملله ..
قال وهو متكي على الباب وحاط جاكيته الصوف على اكتافه لأن الو صار بارد : ماقال لك متى نوصل .
رد عماد وهو يعلي النور لأنه انحرف بالجيب ورى السيارة لمنعطف يدخل لقرية وضحت لهم بيوتها .
: الظاهر انا وصلنا .
عدل بندر جلسته وهو يتأمل المكان اللي لأول مرة يشوفه قال : ماقالك من متى وهو عنده .
رد عماد عليه بهدوء وملل : كل اللي قاله لي علمتك فيه .
تنهد بندر بأسى أسف وملل قال : مدري لوين بيوصلنا فهد معه .
: قول الله يستر عليه بس .
: الله يستر ويطمنا عليه
وقف الرجال قدام بيت شعبي مايفرق عن بعض بيوت ديرتهم قال : انزلوا حياكم الله .
نزل عماد وهو متلثم بشماغه وبندر يلف الجاكيت عليه بقوة ..
قال عماد : فهد موجود هنا .
هز الرجال راسه قال : اسمع وانا اخوك .. ترى الرجال حاله ابد مايسر وانا والله سويت اللي اقدر عليه وعملت جهدي بس اني ماقدرت اوديه المستشفيات البعيده .
قال عماد : بيض الله وجهك كل علومك غانمه عسى الله يقدرنا ونرد لك جمايلك .
دخلوا مع الرجال للمجلس المنزوي في ركن البيت وشافوا اللي ماسرهم ابد .
كان مسجى على فراش وعليه بطانيتين وفروة .. وهو يئن بصوت واطي .
قال الرجال : هذا حاله من ثلاث ايام وقبلها ماكان يتكلم .. والكحه ماتخليه لاياكل ولا ينام .
انفجع بندر من شكل اخوه .. يشبهه ولا هو ..؟
قرب منه وحط يده على راسه يجس حرارته كانت مرتفعه وكأن تحت جبينه نار مشتعله وحرارتها تعكسها جبهته .
قال عماد بهلع : يالله يابندر خلنا نشيله للسيارة ..
تكلم الرجال : اصبروا يالربع تقهووا وتغدوا وعينوا من الله خير ...
قاطعه عماد : خوينا لازمه مستشفى ان الله اشاء واراد جيناك بوقتٍ ازين من هذا ياابو ..
تكلم الرجال : ابو .. وهمس وهو يطالع في فهد .. : ابو سعود .
انتفض فهد اللي سمعه وصدر منه انين قطعته كحه قوية خلت بندر وعماد يطالعون في بعض بهلع وخوف وقلق ..
حط يده على صدره وهو يتنفس بصعوبه ..
ساعدوه عماد وبندر على الوقوف وساندوه لحد ماركب السيارة ..
قال عماد : بندر اخذ سيارة عبدالرحمن وارجع لاهلك علم خالي اني بودي فهد لجده واذا يبي يجي هاته لشقتي خذ مفتاحها .
مد عليه المفتاح وشغل سيارته ومشى والصمت كان رفيقهم مايقطعه الا كحة فهد الجافه القوية ولا انينه الخافت ..


***

وقفت على الباب اكثر من عشر دقايق وهي تتأمل المكان ..
السرير مقلوب وكأنه متهاوش مع مفرشه ومخداته ولحافه .
التسريحه بأغراضها مكركبة وتحس ان يدها تحثها على الشغل بس لاا
هالمرة لا ..
لايمكن تترك له مجال يهينها زي هذيك المرة ..
تقدمت بحذر وهي تتخيل انه راح يدخل عليها بأي لحظة ..
فتحت ادراج التسريحه ..
خاوية الا من بعض الأدوات كـ مقص اظافر .. مقص صغير عادي ..
شفرات للحلاقه .. ملمع احذية ومحافظ قديمه ومداليات مفاتيح مكسورة ومستهلكه ..
وورقة مطبقة ومرمية باهمال ..
مدت يدها عليها وبجرأة فتحتها وهي تلوم نفسها ليه تتطفل وتدبر العذر بسرعه انه زوجي وحلاله حلالي .
انفرطت ضحك وهي تتأمل الكلمات المكتوبة في الورقه بخط شهد ..
عماد بخط كبير في الوسط ..
وحاطه اسم شادن على اليمين واسم شهد على اليسار واسم شريفه ( امه) فوق .. واسم مشعل تحت ..
ومحوطه حرف الشين من كل اسم وساحبته بسهم لاسم عماد
وكاتبه تحت بخط كبير عماد يحب حرف الشين ..
شافت عماد كاتب على الطرف وكأنه يثبت صحة كلامها ( باقي الشيخه حصة ياشهد )
ضحكت من جديد على ذكاء شهد واحراج عماد وانها لازقه فيه وداخله من ضمن المقربين له غصب لو بتشابه الحروف .
طبقت الورقه مثل ماكانت ورجعت الورقه مكانها .
ووقفت تتأمل الغرفه من جديد ..
كل شي يوحي فيها بالجمود
مثله تماماً
تشبهه في سكوتها وبرودتها وجمودها
راحت للدولاب حق ملابسه .
فتحته بحذر وكل دقه ولا حركه تحس قلبها بينخلع من مكانه
خايفه ان عماد يدخل عليها ثم بأي وجه تقابله
وبأي حجه تعتذر
ريحة عطر العود المعتق اللي هاجمتها رجعت لها حركته في المطبخ وضمته لها
رجعت جلست على السرير لأن ذكراها تهزها وتفقدها توازنها سواء العقلي او الجسدي .
قعدت تتأمل الدولاب من بعيد وشافت الدرج المقفول وفزت له بسرعه ..
بس خيبها واحبط كل محاولاتها انه كان مقفول . .
هالآدمي ليه غامض .. وعنده اسرار كثيرة .. ومتخذ جميع احتياطاته ..
اخذت علب الدوا اللي في السلة وكأنها تبحث عن خيط
يدلها على شي عن عماد
أي شي ..
المهم انها تدخل لعالمه وتفتح شي من مكنوناته .
اخذت تبعثر العلب الفارغه وكلها خاوية من أي ورقة تحوي معلومات طبية للدواء من خواص تركيب ، مفعول الدواء ، لأعراض جانبية وأسباب ..
لفت نظرها ان الاسماء على العلب متشابهه interferon
و Lamuvidine
متكررة .. وتقريباً هم الاسمين اللي على العلب
قلبتها في يدها يمين ويسار ومافهمت من المصطلحات الطبية عليها من برا أي شيء ..
اخذت من كل نوع علبه وقامت لغرفتها يمكن تفك شفرتها ..
ولا احد يساعدها على فكها مع الوقت ..
بعد مايأست من انها تلاقي مدخل تدخل عن طريقه لهالآدمي الجامد والمتمثل في رجل هو زوجها سواء رضى ام ابى ..!


***
في اكثر الأماكن اللي ارتبط فيها بالشقاء والعذاب
اكثر الأمكان اللي زارها يتخبط بين اليأس والأمل
المكان اللي زرع بداخله حقيقه مرة
هي انه شخص مريض
موبوء ..
هالمكان بثه خبر زلزل حياته وغيّر مسار مستقبله ..
وقف قدام الغرفه اللي فهد فيها ..
طلع له الدكتور وسأله على طول : ها بشرني يادكتور .
رد الدكتور السعودي وهو يهز راسه بأسف : الحاله متقدمه لابد ننقله للعناية المشدده ..
كانت نظرات عماد متسمرة في الدكتور من غير مايتكلم وكمل الثاني : وين كنتوا عنه .. الرجال له مده ورئته ملتهبه . هذي نتيجة الاهمال يااخ عماد .
تذكر عماد كلام الرجال اللي جاه يعلمه عنه يبيهم يجون ياخذونه لايموت في بيته ..
ولدكم فهد بن ناصر في محنه تعالوا اخذوه من بيتي
سأله عماد : وينه ..؟ ليه ماجبته معك ؟
: الرجال مايتحمل السفر ولا العنا .. طريح فراش .
: وش اللي صار عليه ومن وين عرفته و
قاطعه الرجال : ولدكم لقيته طايح على وجهه في البر وفاقد الوعي .. اخذته احسبه ميت ويوم شفت تنفسه ضعيف وديته لبيتي لحفته ودفيته وشربته حليب دافي .. واشوا دفى جسده ورجعت الحياه لكن السعله اللي فيه خلت حاله يضعف ويتردى واليوم الرجال مريض ومااضن انه يبي يعيش ..
كانت عيونه تقدح شرر وخوف وهلع على فهد الأخ الولد ..
رد عليه وهو في حالة مايحسد عليها : هو اللي ارسلك لي .
: ايه حاولت اسأله عن اسمه واهله ماقدر يقول الا اسمه واسمك عماد بن مشعل في ديرة الاجواد .. وعيال الخير دلوني عليك . وانا ياخوك مااقدر انتظر للصبح الرجال يبي يدرك ( يموت ) وماودي اتحمل مسؤوليته ..
تفهم عماد وضعه وقدر له معروفه وطلب منه ينتظره لين يبلغ اهله واهل فهد ..
رجع لارض الواقع الحالي وهو يطالع في الممرضين يدفون سريره والكمام على انفه .. والأسلاك الطبية اللي تقيس النبض او توصل المحاليل الطبية لجسده تحيطه ..
لحيته طالعه بشكل عشوائي ..
وشعره نازل على اكتافه
مبعثر ..
متمرد ومتبهذل .
مثل حال فهد ..
جسمه نحل ولونه صار اسمر ..
دق جواله وهو يتبع فهد بقلبه وعيونه ودعواته وأسفه ..
وطالع في الشاشه وشاف اسم بندر ورد على طول ..
: هلا يابندر .
: هلا بك ياابو مشعل ها بشر عسى فهد طيب .
: ان شاء الله انه طيب انت وينك ..؟
: جايك انا والوالد لجده خلاص وصلنا بس دلنا على المستشفى .
: انا في السعودي الالماني اذا وصلته دق عليّ .
: زين يالله .. مع السلامه .
قفل من بندر والهم جاثم على قلبه وكاسي وجهه .
وشلون يقول لخاله اللي ماذاق طعم الكرى من ليلة غياب فهد .
زفر ودق على نايف يبلغه بحكم انه ولد عمه ولابد يعرف كل اللي يصير لهم ..
مامضى الا ساعه وكان نايف واقف مع عماد والقهر باين عليه ..
نايف يحب فهد بجنون رغم انه ماعرفه الا بوقت قصير بس كان كفيل انه يحبه ويوده لأن فهد من النوع اللي شخصيته تفرض وجودها ومحبتها بقلب أي شخص يعرفه ..


***
انتفضت من كلام ابوها
مستحيل يصير اللي يقوله .. او انها توافق على هالكلام
قال ابوها بتودد وضعف الزمن باين في لهجته : يانوف يابنيتي والله انه اليوم اللي انتظره لي سنين .. حمود ولد عمتس وحسبة ولدي وابيه ياخذتس ولاياخذتس غيره . وانتي تعديتي السن اللي يعرسن فيه البنات .. ماعاد فيه خطاب وانا ابوتس .
كانت دموعها سيل على وجهها وهي تصد عن ابوها مو متقبله كلامه
وماعندها ادنى استعداد انها تسمعه ولا تركز فيه
انا آخذ حمود ..
بعد الصقر اللي احلم فيه آخذ الغراب
والله مايصير ولايقوله ربي لو اجلس طول عمري احلم في عماد ..
حطت اصابعها في اذانيها وابوها يترجاها تفهمه وتتفهمه ..
قالت بغصة ورجفه واعتراض واصرار : يبه والله لو تقطعني قطعه قطعه مااخذته .. لاتغصبني ثم اذبح عمري .
غمض ابوها بعيون المقهور
رجلٌ مسن وأب وعيشته بنته بين نارين
نار غصيبتها وتنفيذ اللي تقوله ونار عنوستها وجلوسها في بيته واعاقة خواتها من الزواج ان ماتزوجت ..
عقد حواجبه قال : انا عطيت كلمتي لاخوي .. اذا تبين تكسرين كلمتي ..
قاطعته : يبه تكفى طلبتك انا كبيرة والشور لي .. تكفى لاتغصني طلبتك يبه
انهارت من البكا اكثر ومالت عليه وباست يدينه الثنتين : يبه تكفى طلبتك
يبه الا الغصيبه لاتغصبني .. زوجه نوره .. هي دايم تمدحه يمكن يناسبها .. انا حمود مايناسبني .
مسح على راسها بشفقه ووجع قال : يجيب الله خير يجيب الله خير .
طلع من الغرفه ورمت نفسها على فراشها تنتفض وتبكي بهلع .
ياويلي لو آخذ غيره
ياويلي لو ربي يكتبني لغيره كان انتحر وافتك من الدنيا اللي عماد مهوب فيها .
دخلت عليها امها والشرر يقدح من عيونها .
: نوف ليه ماتوافقين على حمود .. حمود وش يعيبه يوم ماتبينه ..؟
ثنت ركبها ودست وجهها بين يدنها وهي تحط جبينها على ركبتها وتبكي بحرارة : يمه ماابيه وبس ولاتسأليني لأن ماعندي شي اقوله عنه .
: فضحتينا بالناس .. الناس ماعاد لها هرجة غير بنتنا اللي عنست وعيت عن العرس .
: يمممه .. يممه تكفين خليني لحالي .. حمود ان اخذته ذبحت نفسي .
وقفت العنود على الباب قالت : يمه خليها هذي ماتستاهل حمود .. ياليت حمود ولد عمي ياخذ نورة مهيب عصبية وتهاوش مثل العله هذي .
وقفت نوف بسرعه وكأنها تبي احد يعترضها غير امها وابوها وتفش اللي فيها فيه ..
وصلت العنود اللي حاولت تلوذ بامها وكانت نوف اسرع ..
مسكتها بشعرها وسحبتها ..
كانت تضرب فيها بهستيريا وانفعال عصبي ونفسي ..
والام مابين البنتين وتصرخ باعلى صوتها : فكي اختس يالمجنونه .. فكيها ذبحتيها ..
اخيراً فكتها من بين يدين نوف .. والثانية تلهث قهر وتعب واحباط والدنيا في عينها ضيقه وظالمه وقاسيه ومجحفه .
وصلت نورة على اصواتهم وصراخهم قالت : يمه وش فيه .. طالعت في العنود اللي تبكي بصوت عالي ووجها في خدوش بسبب اظافر نوف .. قالت : هذا فعل من .. العنود متهاوشة مع من ..؟
بكت العنود اكثر وامها تحضنها وتحسب الله على ابليس قالت : نوف ضربتني .. الله يجعلها ماتاخذ حمود .. الله ياخذها ويجعل ابوي يوديها لمسفر .. آآآآه .. هذي مجنونة قطعت شعري ووجهي ..
طالعت نورة في نوف اللي تشهق بصمت وتمسح عيونها بمنديل وهي خايفه من العواقب لو ابوها درى عن ضربها للعنود حبيبته ..
رمتها نورة بنظرة لوم وعتب ومغزاها وش نهاية هالرفض يانوف .
قالت نوف بضجر : ها وش عندتس انتي بعد ..؟
زمت نورة شفايفها قالت : ماعندي شي بس حكمي عقلتس قبل يفوتتس الفوت ثم ماعاد ينفع الصوت .
طلعت نورة ولحقتها امها وهي لازالت تتحسب وتلحقها بدعوات لبناتها بالهداية والصلاح والستر ..



***

يوم ثاني وفي مدرسة الاجواد ..
وقفت في الشمس اللي تبثها شيء من الدفء
خاصة ان الجو بارد في الصباح وجو الأجواد يشبه جو الطايف بحكم انها الأقرب ومرتفعه عن سطح الأرض مثل سطح منطقة الطايف .
ضمت جسمها بيدينها وهي تنتظر الحصة تنهتي حتى تطلع من فصلها ..
طالعت في نوف اللي جالسة في غرفة الاداره مقابله لها وملتهية ببعض الأوراق والدفاتر اللي تدقق فيها ..
اليوم تكرهها اكثر من قبل
تحقد عليها وتشوفها انسانه وضيعه
وشلون مدرسة ومربية جيل تصرفاتها رعناء ..
وشلون تنشيء بنات يخافون الله ويحافظون على قيمهم ومبادئهم ويكونون قد ثقة اهلهم وهي ماربت نفسها ولا احترمتها ..
" الله يشفيها ويهديها "
قالتها بقلبها وهي تلتفت للطالبات اللي اصواتهم علت على غير العادة وكأن فيه موضوع اثارهم ..
: خير اش صاير اصواتكم طلعت ..؟
ردت وحده من الطالبات : ابله شنطة مستورة فيها عقرب صغيرة ..
تكلمت ثانية : شكلها جاية(ن) تدور الدفا في الشنطه ..
وثالثه : اشوا انها ماقرصتها فكها ربي .
كانت جامده مابين الطالبات اللي الوضع عندهم عادي الا مزنة الطالبة الخجولة واللي عمرها ماتجاوز 11 سنه قعدت ترتجف بهلع ..
قالت شادن بخوف وهي تحاول تتشجع : مستورة لاتفتحين شنطتك طلعيها برا اذا تقدرين . مزنه ليه خايفه ماراح تنط عليك .
حطت اصابعها اللي ترتجف في فمها وتكلمت سارة بنت عمها واللي قاعده بجنبها : ابلا اخوها الصغير مات من قرصة العقرب وجاتها عقده .
كشرت شادن بخوف ..
ياربي استر ..
الله يلوم من يلومك يامزنه والله يذكرك بالخير ياناديه اثري خوفك منها ماكان من فراغ ..
انتبهت لوحده من البنات وهي تقول : ابلا عادي نطلع الكتب وننفض الشنطه واذا طاحت ذبحناها .
بلعت شادن ريقها وهي تتخيلها تطلع وتهجم عليها ولا على وحده من البنات قالت : لا لا انتم مسؤوليتي وانا خايفه عليكم .. طلعي شنطتك برا يامستوره حطيها عند البوابه .
ضحكت وحده من البنات باستهزاء ورجعت ضحكتها بسرعه وهي تشوف شادن ترفع حاجبها مستنكرة ضحكتها بوضع مثل هذا ..
قالت مستورة : ابلا انا شفتها صغييييرة اقدر اذبحها .
: لا لا انا قلت طلعيها اسمعي الكلام ولاتجادلين يامستورة .
: طيب ودفاتري ..وشلون اكتب فيها ..؟
: بعدين تكتبين الملخص اذا خرجت العقرب من شنطتك ..
اخذت مستورة شنطتها وطلعتها برا الفصل ورجعت جلست وشادن عاضة على اسنانها ليه هي اكثر وحده خايفه ..
ليه ماتقدر تتأقلم على الحياة هنا بسهولة الناس تمر بجنبهم الحشرات عادي وهي ترتجف لين تحسها ابعدت والبنات هنا شوفة العقرب شي طبيعي ومتعود ين عليه وهي كادت تختفي من الخوف بصمت .
انقذها صوت الصفارة واعلن انتهاء الحصة وبداية حصة ثانية ..
طلعت بسرعه وتركت وراها اسئلة كثيرة في افواه الطالبات حول خوفها وقلقها وعدم مواجهتها لعقرب وصغيرة ...


***

بعد ثلاثه ايام كانت حافلة بالقلق والانتظار والترقب
عماد جالس عند الدكتور ويكلمه بالتفصيل الممل عن حالة فهد .
وناصر وبندر ونايف واقفين امام غرفة العناية المركزة ويراقبون حالته وهو يكح ولا يتحرك ..
قال ابو فهد .. : انا بدخل عنده اشوفه صحى .
رد بندر وهو عاقد حواجبه دلاله على الأسى على اخوه : انتظر لين الدكتور يسمح لنا .
دخل الممرض ودخل معه ناصر وعيونه مركزها على ولده البكر اللي يصارع الوجع والحزن ..
قرب منه وحط يده اليمين على جبينه وفتح فهد عيونه ببطء وغمض بارتياح ..
المهم ان ابوه وامه تطمنوا عليه والباقي يهون ,,
نفث ابوه عليه بآية الكرسي والمعوذات ومسح على صدره وهو يكرر (اللهم رب الناس اشفه انت الشافي شفاءٌ لايغادره سقما اعيذك بكلمات الله التامات من شر ماخلق .. اعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامه ومن كل عينٍ لامه .. باسم الله ارقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك )
نزلت دمعه من عين ابو فهد امام مرأى بندر ونايف اللي ابعدوا على طول عن الغرفه ومسحها بطرف شماغه وهو يهمس له : سامحني يابوك .. الظاهر ماجنى عليك غير كلامي لك . ارتجف صوته وكمل : الله يشفيك ويردك عليّ .
تحرك فهد من مكانه ..
الا دمعة ابوه ..!
الا ضعفه وانكساره ..!
الا انه يعتذر منه ..!
بغى يتكلم واخذ نفس وكح بصعوبه واضطر انه يسكت قال الممرض السعودي : لوسمحت ياعم تفضل برا ولدك تعبان ومحتاج للراحه ووجودك عنده يتعبه .
هز ناصر راسه وسلم على جبين فهد ..
ونزلت دمعه من عين فهد وصلت لرقبته وهو مغمض كأنه مايبي يواجه الدنيا وهذا واقعه وحاله ..
مسحها ابوه بقهر ..
يحس ان ولده يتألم
صدره منغرس فيه المرض والالتهاب الحاد ..
ووجع فراق سعود ..
طلع من عنده وهو يشوف الممرض يحقن فهد بمنوم ومسكن والثاني يستسلم للنوم بوجع ..
وقف عماد قريب من خاله ومسكه بيده ..
: تطمن ياخالي .. الدكتور يقول حالته تحسنت ..
تنهد ناصر بحسافه على حال فهد قال : ماالظاهر انها تحسنت ياعماد .. الرجال ماقدر يتكلم .
: هذا طبيعي من البرد اللي تعرض له وقلة الأكل والحمى اكيد انه راح يتعب بس الأشعه تقول ان ماعنده الا التهاب وان شاء الله كلها اسبوع ويطلع .
طالع ناصر في ساعته قال : تروح معي لبيت نايف ..؟
فك عماد شماغه ولف جناحه بخبرة قال : لا الله يخليك لي وراي مية شغله .. ودي اكثف الشغل هاليومين قبل الشهر الفضيل ..
: الله يعينك ياولدي .. يالله اجل نتواجه على خير .
: على خير ياخال .. الله معك .

طلعوا من المستشفى ..
عماد راح لشغله وخاله وبندر راحوا مع نايف لبيته ..


***

اسبوع ثاني وفهد يصارع آلام الصدر ..
مابين وجع الدنيا بدون سعود
ووجع رئته اللي يصعب التنفس مع التهابها
خاله وبندر رجعوا بعد ماطمنهم الدكتور ان فهد بدا يتحسن عن اول
كان جالس في شقته يشرب قهوة تركيه ويراجع بعض المعاملات والمستندات المهمه ..
ارضية الصاله مغطيتها الجرايد والكتب والأوراق والملفات ..
دق الجرس فجأة وهو في قمة تركيزه .
رمى القلم من يده ولام الحارس اللي ماعمره دق الا وهو مركز بشي مهم .
فتح وتفاجأ في بندر اللي سلم ودخل وشهق على طول قال : اعوذ بالله انا وين انا داخل ..
رد عماد وهو يرفع بعض الجرايد المنتشرة في المكان قال : ادخل للمجلس على بال ماارتب المكان
رمى بندر شماغه وقعد يرتب معاه بهمّه
قال عماد : مريت فهد ..؟
: لا توني وصلت .. نزلت ابوي عند نايف .
: ليه ماجبته عندي ..؟
: ياخي نسيت نايف انت .. اعوذ بالله انسان لحوح اول مادرى ان ابوي معي ويحلف اني مااتعداه المهم خذ ..
مد على عماد ورقه قال : هذي من اهلك يقولون طلبات رمضان . ابلشني ابوي يقول وصلها له قبل يرجع .
اخذها عماد ودخلها في جيب تي شيرته قال : وشلون جدتي ..؟
: طيبة بس ازعجتني تقول خله يرجع .
: قلت لها اني مااقدر ارجع واترك فهد .
: قلت لها بس تقول دام انه تطمن عليه خله يرجع وحاله حالكم .
: الحين من يفكني من تحقيقها ولومها .. الله بس يعين .
: هههههههههههههههههه امش على هواها وترضى عنك .
رجع بندر للباب قال عماد : وين بتروح اجلس خلنا نتقهوى .
: لا نايف ينتظرني بالقهوة .. متى تبي تمشي انت للديرة .
: ماادري والله ماقررت للحين بس يمكن بكرة .
: زين يالله سلام عليكم
سكر بندر الباب وطلع عماد الورقة وانذهل
47 غرض وكل غرض بجنبه 2 كرتون ولا 3 ..
هذي صاحية .. !!
وين احط هالاغراض ؟
تأمل الورقة المزخرفه والخط الأنيق وابتسم
ورجع يقراها طلب طلب ..
اغلب المواد الغذائية اللي كاتبتها منزوع الدسم ولا قليل الدسم ..
معقول تكون عشاني ولا عشان جدتي .. !
رجع يكمل وهو يشوف اشياء قد سمع فيها وبعضها اول مرة يسمع فيها ..
حس باطمئنان وهو يتذكر انها هناك ..
مكانه ..
والأهم ان جدته ماصار يحاتيها مثل اول ..
متطمن انها في البيت وتراعيها وتجلس معها وتداريها .
قرب الورقه من فمه وانفه وهو يفكر من يجيب له الاغراض خاصه ان ماله خلق يطلع .
ووراه مية شغله ومعاملات لابد يراجعها ويوقع عليها ..
وضروري يرجع للشركه بعد ساعه يقابل فايز ويكمل معاه الشغل ..
اخترقه ريحة عطرها اللي لزق في الورقه من يدينها ولمساتها وآثارها ..
ورجع نظره للورقه الأنيقه ..
ارتعش جسمه وحس بقشعريره وهو يشوف مكتوب في آخر الطلبات بخط صغير وكأنه خجلان ويبي يداري نفسه بين الحروف ..
( تأخرت علينا كثير .. ان شاء الله انك بخير )
قراها اكثر من عشر مرات ..
هذي وش بتسوي فيني
ناوية لها على نية بس الله يستر منها ..!
لبس ملابسه وخرج من الشقه وهو يكلم فايز مدير الشركه ويحمله المسؤوليه في غيابه .


***
له اسبوع ونص غايب
ماهمها غيابه كثر ماهمها زعل جدتها ..
تذكرت الورقه اللي كتبتها له ووش بتكون ردة فعله اذا شاف كثرة الأغراض
ولا الكلمه اللي كتبتها له
عورها بطنها وهي تتخيله يقراها .
وقامت من فوق الكرسي حق التسريحه ..
حاولت تنشغل بأي شي غير التفكير فيه ..
بدلت ملابسها ولبست بيجامه الوانها مابين الموف والزهري ..
بأكمام طويلة وبنطلون واسع وطويل ..
اخذت شباصتها في يدها وطلعت من غرفتها .
تعودت ماتنام الا عندها مويه ..
والمطبخ اللي فوق فارغ حتى ثلاجته وجودها زي عدمه ..
نزلت مع الدرج وسمعت الباب ينفتح
فزت بمكانها خوف ورعب وطاحت الشباصه من يدها واحدثت صوت وهي تتدحرج مع الدرج درجه درجه ..
خاصة ان البيت خالي من الأصوات وجدتها والشغاله نايمين ..
طالع فيها وفي يده اكياس كثيرة وعند الباب كراتين وكأنه جايب بقالة كاملة .
عضت على شفتها السفلى منحرجه من نفسها اكثر مما هي منحرجه منه ..
كل هذي طلبات ..؟
صدق اني هبله ..
تذكرت كلام جدتها عن حياتهم في رمضان وطقوسهم والتمست لنفسها العذر ..
متردد وش يقول وهو يشوفها تطالع بالأغراض وتاكل بشفتها بحرج ..
قال : جبنا لتس طلباتس ياطويلة العمر .. اللي تقدرينه شيليه واللي ماتقدرينه خليه للشغاله ولا بكره اشيله انا .
نزلت بحرج قالت وهي ترسم على ملامحها ابتسامه بالغصب : الحمد لله على سلامتك . وماعليه خلّ الناس اذا افطروا عندنا يقولون احلى فطور فطور عماد اهله .
مد عليها الجريده وشماغه وعقاله في يده قال وهو يتحاشى النظر فيها ويتجاهل جملتها الثانية
: الله يسلمتس .. خذي حطي هذي في الصالة اقراها شوي ولا بكرة .. وسوي لي شاهي وثقليه .
اخذتها من يده ولمست اطراف اصابعها اصابعه ..
وخرت يدها بسرعه وطاحت الجريده من يدها ..
قالت : اووه سوري ... اخذتها بسرعه وكملت بارتباك : أ أ طيب .. تعشيت ..؟
اجمل لحظات يستمتع فيها لمن يشوفها ترتبك خجل اوتعلو جبينها وخدودها حمرة خجل ..
ابتسم نصف ابتسامه قال : لا ماتعشيت .. وش بتعشيني ..؟
بلعت ريقها وحست الدم يعلو لوجهها اكثر قالت : ها ..؟ اللي تبغاه .. بحط لك من عشانا .. مسوين صينية خضار بالدجاج . ولا ماتعجبك ..؟
حس انها مرتبكه وماتدري وش تقول قال بهدوء : زين جهزي لي أي شي وجيبيه لغرفتي فوق . مالي خلق انتظر تحت .
عدت من عنده وراحت للمطبخ ..
وهو دخل غرفة جدته طل عليها وخرج توجه للدرج ومنه لغرفته ..
رمت الجريده على الطاوله وسوت له شاهي وسخنت له العشا
وقعدت تحضر وهي منقهره من طريقته وكلامه لها ..
حتى سلام ماسلم زي الخلق والناس
ولا كيفك ماقالها ولا سأل عن جدتي .
وكل كلامه يامسخرة وياجد في جد .
انسان جامد وماعنده احساس ..
خرجت الصينيه البايروكس من الميكرويف وهي تتمتم بـ ماعليه ياشادن تحملي وش وراك . . وبالصبر بتنالين اللي تبينه .
طلعت فوق وهي تشيل الصينيه الكبيرة اللي رتبت فيها العشا والشاهي
..
كان لابس قميص اسود بكم طويل ويمشط شعره قدام التسريحه ..
شافها في المرايه ورمى الفرشه من يده قال : كان رتبتي غرفتي يوم ماقفلتها .
رمته بنظره وهي تحط الصينيه على الارض قالت : ماابغى اتدخل في خصوصياتك .
ابتسم غصب عنه وهي تعقد حواجبها وتتكلم بضيق ..
قال : زين ياللي ماتبين تتدخلين فيني وش اللي تأخرت عليكم .. ها .
اجلسي تعشي معي تراني مااحب آكل لوحدي ..
انحرجت من كلامه وطريقته
واهتمامه وتجاهله ..
اليوم هذا مو صاحي ..
قالت : لا شكراً تعشيت.. اذا خلصت اكل خرج الصينيه برا وانا اجي ارجعها ..
اعطته ظهرها بتخرج قال : تعالي تعالي ماتبين تعرفين علوم امتس ونايف .
رجعت بسرعه قالت بلهفه : الا والله ابغى اعرف .. مريت امي ..؟ اش اخبارها وكيف نايف ..؟
قال وهو ياكل ويرشف من بيالة الشاهي : قدمت لامتس على شغاله وقلت لنايف ان انتي اللي دفعتي الفلوس ..
عضت على شفتها السفى برقة قالت : كم دفعت ؟.
: مالك شغل .
: الا لي شغل وراح ارجع لك فلوسك ان شاء الله بس اروح جده عشان اسحب راتبي .
رفع نظره لها يبي يشوف ردة فعلها قال : انتي وش دخلتس .. انا رجال ابي اقدم لعمتي خدمه .
وبنطرة مليانه اسئلة تبيه يفسر ويترجم ويوضح قالت : عمتك ؟.
بلع لقمته وهو يطالع في الأكل قدامه ويواري نظره عن نظراتها المستغربه قال : ايه عمتي ولا عندتس شك ..؟
نظراتها ماقدر يفسرها ..
هل هي عتب ..؟
ولا لوم ..؟
ولا ليه تستخف فيني بكلامك هذا ..؟
قالت وهي عاقده حواجبها من تناقضه وحركاته السخيفه بنظرها
: المهم هي كيفها وكيف صحتها ..
: طيبة وتسلم عليك ونايف بعد يسلم عليك .
همست وهي مخنوقه : الله يسلمهم .
نفسها تسأله كيف جاهم ومتى ووش قالت له امها بالتفصيل الممل وكل كلام نايف بس ماتبي تحرج نفسها معاه وتدري انه ماراح يبرد لها قلبها .
فترت ملامحه وهو يشوف لونها بهت والذكريات والحنين خنقتها وقربت العَبْرَة ..
قال بهدوء : اذا بين تروحين لهم بوديك أي وقت ماعندي أي اشكال لوتبين بكرة .
هزت راسها قالت : لا مشكور .. صعب اروح ايام الدراسه وبكرة السبت .
طلعت من عنده ودخلت غرفتها ..
حاولت انها تتماسك وتصبر
بس كانت الدموع اقوى من صبرها
وتفجرت حنين وشوق
سالت أسى وقهر على فراقهم وبعدهم
اشتاقت لامها وتحس انها ماشافتها سنين ..
واشتاقت لضحكة نايف من زمااان عنها .
ضمت مخدتها وهي مغمضة بقوة .. ورموشها مبللة بالدمع ..
فتح عليها الباب ودخل قال : كنت عارف انك تبكين .. والله لودريت ماجبت لك سيرتهم ..!
سحبت لها منديل وابتسمت وهي تمسح عيونها وخشمها قالت : عادي انا اصلاً بكاية ... خلصت عشا ..؟
وقفت وهو يطالعها بدون مايتكلم
الحمرة اللي اكتست جفونها وخدودها وخشمها واذانيها مشكله منها فتنة .
مهما كان هو رجل وعنده احساس
او انها بأنوثتها ووجودها احيت احساسه بعد ماقتله ..
مشاعره اليوم اقوى منه
وشادن سطوتها عليه مو مخليته يتحكم لابكلام ولا بشعور ..
مسك يدها وهي جمدت بمكانها
كانت تحس انه متغير من اول مادخل ..
بس تغييره لحظي او لوقت .. وبسرعه يرجع زي اول
يعني مو مقتنع انه يتغير .
غمضت عيونها وهو يقرب يدها لشفايفه ويطبع عليها قبله لأول مرة .
رجعت خصلة تمردت على جبنها ورى اذنها قالت : بروح اشيل الصينيه وارتب لك غرفتك كلها غبار .
حس عماد بارتعاشة يدها وضم عليها بقوة قال بحنان مايدري ليه سيطر عليه : بكرة الصباح بوديك لاهلك .
اختلف صوتها وهي تشوفه يطالع فيها بتأمل لأول مرة ..
ومن هالقرب ..!
وبكل هالأحاسيس ..
ارتباك وخوف وخجل كلها امتزجت وشكلت منها كتله حمرا ومتجمده ..
ماقدرت تنطق الا : بكرة صعب .
رفع راسها اللي منزلته للأرض وتهمس له قال : ارفعي راسك ياشادن طالعيني وانتي تكلميني ..
رفعت عيونها لوجهه بحرج ..
وذاب كل الجليد ..
..

انا انسان
وقربك ايقض
الوجدان ..
ينام بداخلي
احساس ..
وتصحى بقلبي
الاحزان ..
ولو تدري ..
هنا بصدري ..!
سكاكين الوجع
والآه
وتسكن فيني
المأساة
تعالي وارتمي فيها
عسى قربك يشافيها
المسي
جرحي خفا
واغمري
بردي دفا ..
تعالي
وايقظي فرحي .
وادملي جرحي ..
تعالي
واضحكي فيني
والعبي فيني
واسكني فيني
انا انسان
وقربك ايقظ الوجدان .

(اقدار )

امتدت يده لها وضمها على صدره ..
وهي مابين حلم دافي وحقيقه حالمة ..
تصدق ولا تكذب
رغم الرهبه والخوف
الا ان الاطمئنان كان مخليها تستلم له بكل هواده وهدوء ..
نست خوفها من مصيرها اللي حكم به عماد عليها ..
واطمئنت لبداية نجاح خطواتها بقربه منها ..
مرت دقايق قليله وهو حاضنها
وهي مغمضه وترسم بقية الحلم
ضحكته
كلامه معاها بانطلاق
فرحته بشوفتها ولهفته
قبوله وتقبله لها بكل مكان وبكل وقت .
وكأن الحلم مستكثر عليها ..
لمن وخرها عن صدره وهو يطالع بالارض ويتحاشى وجهها ..
صعب يمني نفسه بالحياه
وهو ميت ..
صعب انه يغير القدر
ولا انه يحلم ويكسر في شادن الآمال بعد سنوات قصيرة ..
رحمه ربي بعلب الأدوية اللي اخذتها من غرفته
وكأنها المنقذ الوحيد بعد الله وتكون وسيله كي يخرج من اللحظات العصيبه بنظره . .
احكم قبضة يده على يدها
قال بصوت باهت وهادي ومعاتب وحاني بنفس الوقت : هذي وش تبين فيها ليه جايبتها لغرفتك ..؟
رفعت وجهها اللي كانت منزلته للأرض بخجل وطاحت عينها على الأدوية ..
من وين تجيب الكلام ..؟
وين العذر ..؟
دخلت غرفتك وفتشتها ..؟
ولا حاولت ادور على خيط يدخلني لأسرارك ويكشف لي غموضك ..؟
ارحمني يارب .
اخذت نفس عميق قال بجرأة انطلقت من شفاهه من دون مايحسب لها او يفكر في عواقبها وكأنه تسوقه على الكلام او بمعنى اصح تجبره على الفضفضه
: تبين تعرفين هذي ليه ..؟
هزت راسها بلا قالت : ها .. ؟ عماد ماقصدي شي بس امي عندها القولون ..
حط وجهه قدام وجها ولفحتها انفاسه وهو يقول بهمس : وانا ماعندي قولون ياشادن .. فهمتي .. ماعندي قولون .
انتفضت بمكانها ..
وعلا صدرها وهبط وكأن قلبها بيخرج من مكانه خشية الصدمة والخوف من اللي بيقوله ..
تهاوت على السرير جالسه وانفلتت يدها من يده ..
قالت بشفايف ترتجف وصوت مخنوق وهي تحط يدها على فمها بأسى
: عمااد .
قاطعها بضحكه خافته لأول مرة تسمعها وهو يشوف الهلع باين على وجهها وتترجمه رعشة يدينها وشفايفها ..
جلس قدامها على ركبه قال : لاتخافين هذي فيتامينات .. انا مافيني الا العافيه .
هزت راسها بلا واصرار انه يكذب .
مسك ذقنها من تحت وشد عليه بسبابته وابهامه زي مايسوي مع شهد دايماً اذا عاتبها ولا زعلت منه وجا يراضيها
قال بهمس : ليه ماتبين تصدقين .
حطت يدينها على وجهها وضمت عليه بقوة وهي مغمضه ..
ماعندها كلام
ولا تقدر عليه ..
الأحاسيس بداخلها كثيرة بس كيف تظهرها وهي بموقف مثل هذا ..
والصوت يخذلها والكلام يخونها ..
وقف وهو يطالع في الباب ..
لابد يبعد عنها ..
يهرب لأقصى مكان
حتى ماتكشفه ويفضح امره قدامها وبين اياديها ..
مسح على راسها وطبع على جبينها قبله اجبرته على فعلها وطلع ..
تركها مابين ندب وقهر
تصدق عيونها والواقع ولا تصدق كلامه ..
مو قولون ..؟
ومستحيل تكون فيتامينات ..
معقول ما فيه شي ..
اجل ليه حياتهم كذا ..؟
بس وشلون تعرف ..؟
هو هرب منها خلاص ..
وماتدري له رجعه ولا راح يحرِّمها للأبد ..!
ابتسمت وهي تتذكر يدينه اللي حوطتها بقوة وهو يضمها .
نفسها تروح له وترمي نفسها في حضنه مرة ثانيه وتعيش نفس الاحساس ..
تلخبطت مشاعرها مابين ارتياح وطمأنينة وخوف من باكر ..
تذكرت الصينيه واكيد انها عنده او برا غرفته ..
وقفت وشافته يشيلها بنفسه قال بلهجة جافه : ارجعي نامي انا اللي ارجعها .
ردت باصرار وهي تتسلح بالقوة واللامبالاة من تغيراته المفاجئة
: اصلاً انا لازم انزل عشان ادخل الاغراض اللي جبتها ..
: خليها بكرة ترجعها الشغاله ..
ردت بابتسامه اغتصبتها من بين افكارها الموجوعه : فيه اشياء مايصير تبقى برا بحطها في الثلاجه ..
: زين اجل خذي مني دام انك رايحه رايحه بغيت اخدمك وانزلها .
بلعت ريقها وقالت : تسلم ماتقصر .
تنهد من العمق بدون كلام ..
واخذت الصينيه منه ورجع لغرفته سكر الباب بينه وبينها ..
وهي راحت في طريقها ..
وطريقها الليلة مابين الحلم والألم واليأس وبوادر امل تشوح لها من بعيد وبكرة يثبت لها ياتستقبلها ياتودعها ..


***
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:19 am


وهل الشهر الفضيل
القرية الصغيرة تحولت الى جماعات
نص بيوتها تخلو من قبل المغرب والنص الثاني تستقبل
مافيه بيت يفطورن اهله لوحدهم
وهذي حلاة رمضان فيها
اذن العصر وشادن في المطبخ تشتغل بهمه مع الشغاله ..
اليوم الفطور عند ام ناصر وعيالها وبناتها مجتمعين عندها ..
ماناقصهم الا نورة اللي عايشه في الرياض وماتجي الا في المناسبات والاجازات ..
واحمد اللي متوظف في السفارة السعودية في عمان ..
دخلت فوزية ومعاها صينيتين حلا وبيتزا قالت شادن وهي تحرك قدر الشوربه الكبير : عمتي دايماً اول يوم تتجمعون عند جدتي .
ردت فوزية وهي تدخل الصواني بالفرن : ايوه بس دايما حريم اخواني وبنات ناصر يتجمعون من بدري ويساعدون الشغاله .. اليوم ماجوا شكلهم معتمدين عليك ولا مستحين منك .
: يارب تساعدني .. ياليت امي عندي هي اللي اتكل عليها بعد الله في مواقف مثل هذي .
قربت فوزية من القدر وشمت الريحه وغمضت قالت : قدها يابنت خالد .. ريحة طبخك لوحدها تشبع ..
ضحكت شادن قالت : بعدي بعدي لاتفطرك الريحه .
: هههههههههههههه شكلي شبعت .
دخلت شهد تجري قالت : شادن عماد يقول خليها تسوي لي عصير مثل اللي سوته على السحور وتبرده .
قالت : عماد فين عند جدتي ..؟
قالت شهد : ايوه بسس ... امممم ... شادن لاتزعلين مني ..
زمت شادن شفايفها قالت : علمتيه ها ..؟
ضحكت شهد ببراءة قالت : وعماد ضحك كثير ..
طالعتهم فوزية مستغربه قالت : وش صاير ..؟ تتكلمون الغاز اليوم .. شهد وش قلتي لعماد .
طالعت شهد في شادن اللي تعض على شفايفها مقهورة قالت : شادن اقول لماما .. ماما ماتضحك زي عماد صح ياماما .
ردت فوزية بضيق : ايه صح بس قولي .
حطت سبابتها قدام امها وفتحت عيونها ورفعت حواجبها قالت : وعد ماتضحكين .
: وعد يالله قولي .
فتحت شادن الثلاجه وطلعت الفاكهه تبي تسوي لعماد عصير وهي ساكته وتتمنى لو تشوفه يضحك كثير .. ماتتخيله يضحك الا ابتسامه وآخر مرة ضحك لمن قال مافيني شي حست ان ضحكته بوجع .
قالت شهد : البنات في المدرسة يقولون شادن خافت من العقرب اللي دخلت في شنطة مستورة وطلعتها برا عند بوابه المدرسة . وخالة مزون طلعت كتب مستورة وضربتها ضربتها ضربتها الييييين ماتت .
قالت فوزية باستغراب : طلعتي شنطة البنت برا وخليتيها .
تكلمت شادن بعصبيه : اجل اخليها تلدغ البنات ولا اش اسوي .. تعالي شهد من اللي قالت لك ان الخالة هي اللي موتتها ..؟
: العنود علمتني تقول الخالة علمت نوف ..
شهقت شادن قالت : الحين بتسوي لي سالفه .. استغفر الله اللهم اني صايمه .
دخل عماد وهو يضحك ويعض على شفته اللي تحت حتى يوقف ضحك قال : ذكريني آخذك للمزرعه واعلمتس وشلون تذبحين العقارب .
وبردة فعل سريعه قالت : بسم الله عليّ مالقيت تعلمني الا ذبح العقارب .
قالت فوزية : ماادري كيف بيطلعون عيالك ياعماد اذا امهم تخاف من الحشرات .. تدري انها تخاف من شي اسمه جراده ..
كانت جملتها الأولى كفيله انها تجمد كل حركاته وضحكته ونظرته ..
بهت لون شادن وطاحت من يدها تفاحه كانت تقشرها ..
دق الجرس وانسحب عماد بدون مايرد او يعلق او حتى ينتظر أي تعقيب ..
بعد دقايق كانت منال وحنان بنات ناصر معاهم في المطبخ ...
وامهم حلفت عليها شادن ماتدخل المطبخ وتروح تجلس مع جدتها لحد مايأذن المغرب ..
وصلت حليمه زوجة فواز وراحت تكمل الجلسه مع ام ناصر وام فهد بأمر من شادن ورجاء ..


***
بعد اسبوع اول من شهر الخير ..
كان جالس في المستشفى مع نايف اللي ماتركه ولا يوم ويفطر معاه الايام اللي راحت كلها ..
قال فهد بصوت هادي ويده على صدره : نايف تراني ماني راجع للديرة الايام هذي وانا كتب لي الدكتور على خروج .
فهم نايف مصقد فهد وتهلل وجهه لأن ولد عمه يطلب منه انه يجي عنده ويحسسه بقربه منه وحاجته له ..
قال : الله يحييك في بيتك وبيت اخوك يافهد ..
حط يده على يد نايف قال : بيض الله وجهك يابو خالد اشهد بالله انك رجال وماقصرت معي .. ويعلم الله ان معزتك من معزة بندر وخالد .
دخل عماد عليهم وهو يبتسم وقطع كلامهم وهو يقول : فاتني فطورعمتي .. عز الله اني جاي مستعجل عشان الحقه .
ضحك نايف وهو يوقف ويسلم على عماد قال : مافاتك الا الشر ياابو مشعل .. فهد مااكل الا شي خفيف وامي الله يخليها لي حاسبة حساب مرضى الجناح كلهم .
ضحك عماد وسلم على فهد وشده بيده قال : يالله قوم خل عنك الدلع .. ترى الدكتور كتب لك خروج .. تبينا نمشي للديرة ولا نجلس الليله في شقتي وبكرة نمشي .
طالعوا فهد ونايف في بعض قال عماد : وش السالفه ..؟
رد نايف : فهد بيطلع عندي كم يوم ..
فهم عماد ان فهد مايقدر يرجع للديرة وجرحه للحين مااندمل والذكريات بتنزفه ويحتاج فترة نقاهه بعيد عنها ..
قال باقتناع : على خير ان شاء الله .. بس امك وخواتك ابلشونا كل شوي بندر جاي يقول باخذهم اوديهم له وانا اقول اصبر فهد يجي بنفسه ويطمنهم .
رد فهد بهدوء : خل بندر يجيبهم يوم واحد ويرجعهم .
فك عماد شماغه ونسفه من جديد قال : زين يالله توكلوا على الله .. انا دفعت الفواتير وماعليك يافهد الا توقع على خروجك وتروح مع ولد عمك .
قال نايف : وانت بتروح معاي للبيت والليلة بتتسحر عندي .
: لا والله اعذرني انا جاي لفهد ووراي اشغال في الديرة لكن مثل ماوصيتك لاتنسى الشغاله تراها توصل بعد اسبوعين ..
رد نايف : ان شاء الله ماانسى .. ترى امي تسلم عليك وتقول اشكره واعطه الفلوس حقتها بس انت الله يهديك ياابو مشعل ..
قاطعه عماد قال : وليش تعطيني انا الفلوس ؟.. اذا بتعطون عطوا بنتكم هي اللي جابتها بفلوسها .. سلم لي بالله على عمتي وانا بإذن الله راح امرها قريب ..
: يوصل ان شاء الله .
قاله نايف وهو يجمع اغراض فهد اللي دخل يبدل ملابس المستشفى بملابس جديده جابها نايف له .
طلع عماد متوجه للشركه قبل يمشي للديرة ..
وخرج فهد مع نايف بعده بمده قصيرة ..
الدنيا جديده عليه ..!
وهو جديد عليها ..!
عمره ماكان ضعيف بالشكل هذا ..!
ووحيد بالشكل هذا ..!
ويائس وحزين بالشكل هذا ..!
تذكر ان آخر عهد له بالضحكه مع سعود ..!
وان الفرح مات مع سعود ..!
وان الطريق كئيب بدون سعود..!
وحزين مثله الليلة .
حط يده على صدره حتى لايفر قلبه من الحزن والوجع ..!
وضم عليه يبي يهدي روعه بفقد سعود اللي كل يوم يثبت له ويتأكد منه .
وكمل طريقه الجديد ..
بثوبه الجديد
وروحه الجديده
وأحاسيسه المبعثرة والغريبة ..


***

نزلت من فوق بعد ماصلت المغرب وبدلت ملابسها ..
وعيونها كلها نوم ..!
الدوام في رمضان متعب ..
والمشوار يهد الحيل ..
صحيح انها تطلع بعد ماتصلي الفجر مو نص الليل زي اول بس برضو كونها ماتقدر تشرب مويه وهي عطشانه اسمه هلاك ..
قال مشاري وهو يشوف عيونها تحيطها هالات سودا : سارة اذا الدوام بيسوي فيك كذا بلاش منه مو محتاجه الوظيفه انتي .
قالت : اسكت بس يامشاري اليوم حسبتني اموت من العطش بس الحمد لله ان المغرب اذن علينا في الطريق وشربت قارورة كاملة قبل ماآكل شي .
تكلمت امها وهي تمد عليها كوب العصير : سارة يمه مهما كان اصبري واتبعي السنه كلي لك لو حبة تمرة بعدين اشربي مويه .
رشفت من عصيرها قالت : يمه اقول لك حسبتني اموت من العطش ...
سكتت وهي تشوف مشاري يأشر لابوه والثاني يتمتم له قالت بعفوية : اش عندكم . ترى مافيه الا انا وامي .. اذا عندكم اسرار لاتقولونها لبعض قدامنا وتقهرونا .
قالت امها : بتروحين تصلين التراويح معاي في المسجد ولا بتصلينها هنا .
تثاوبت وهي تتمطط قالت : يمه مافيني اروح للمسجد .. بصليها هنا وانام .
قال مشاري : هذي سنَّه اذا قدرتي تصلينها بتؤجرين واذا ماقدرتي ماراح يحاسبك ربي .
ردت ام مشاري بعصبيه : وانت ماعندك غير هالكلام .. ماتقدر تقول صليها واستفيدي من الشهر هذا لايضيع عليك بالنوم ..
ضحك مشاري من ردة فعل امه قال : والله اني كنت حاس انك بتقولين هالكلام .. انا مقتنع بكلامك وشوفيني ماقد تركت التراويح من فضل ربي بس اذا هي ماتقدر و تعبانه تروح ترتاح وتنام والدين يسر ..
قالت سارة : لا تقعد تضيع السالفه اش عندك انت وابوي .. طالعت في ابوها اللي مو معاهم قالت : ابوي شكله مو عاجبني .. فيه شي ..؟
رد ابوها : مافيه الا كل خير امور تخص الشغل شاغلتني .. انتي بس روحي نامي لك ساعتين واصحي اسهري معانا .
: لا ان رحت انام بركه اذا صحيت الفجر ..
قال مشاري وهو يقوم يبي يتوضأ لصلاة العشا : بكرة خميس روحي حطي راسك وطلعي نوم الاسبوع كله . عاد نوم سارة اللي اعرفه لو البيت ينفجر ماصحت .
قامت وهي تقول : اذا قدرت اصحى بتسحر معاكم واذا ماقدرت يمه لاتنسين تصحيني اشرب مويه اهم شي .. اخاف اموت من العطش بعد اللي مر عليّ اليوم .
طلعت فوق قال ابوها : الحين وشلون اقول لها على طلاقها .
ردت ام مشاري بهدوء : انا لومكانك قلت لها .. سارة تغيرت وكبرت عن اول ياابو مشاري . وبتفرح بفراق خالد الله يهديه .
: الله يرزقها باللي يسعدها .. اللي مريحني ان ماعليها عدة .
: لاتنسى تروح تلغي طلب نقلها للرياض .
: كلمت عماد رجال شادن بنت خالد والغاه .. ووعدني انه ينقلها عندنا في جده .
: صدق .. الله يبشرك بالخير ويجزاه خير .. ليه ماقلت لها وفرحتها .
: اصبري لين نخلص من موضوعها ثم نبشرها باللي يسرها ..
صبت له كاسة عصير وهي تقول : ترى العشا اذن قوم توضأ على بال ماالبس عشان توديني بطريقك .
شرب ابو مشاري كاسة العصير دفعه وحده ووقف قال : يالله .. انا متوضي بس ابي اغسل فمي عن العصير ازهمي مشاري لا يتأخر ..
رد مشاري : انا ماشي يبه ووراي مشوار لنايف .. ولد عمه عنده ومعشيه .. الحقنا هناك لاتنسى تراه يقول خله يجي معاك ودق عليك جوالك مقفل .
: روح تعشى انت وانا بعدين امر اسلم عليه وسلم لي عليهم واعتذر عني .
طلع مشاري من البيت ونيته وخطوته لبيت الله يطلب رضاه وعفوه ..


***

رمضان في القرية بالذات تواصل واتصال ..
الأهل بيوتهم وحده وجمعاتهم مستمرة ويومية ..
ايامه تجمعهم على طاعة ربي وصلة رحمه ..
بعد اسبوع من ايامه الفضيله
عايشة احلى ايامها من يوم جات للديرة .. او لقرية الاجواد ..
من بدايته وهي منطلقه بين بيوت عمانها وماترجع الا الساعه عشرة
او اذا الفطور عندها يجونها بنات عمها ناصر ومايطلعون الا متأخرين وتدخل تنام على طول .
حتى السحور ماتصحى عليه الا قبل الاذان على طول وتاكل شي خفيف وتصلي وتكمل نومها ..
ماعاد عماد يشغل تفكيرها مثل اول
او انها تعودت على بعده وتحاشيها وصارت هي تتجنب احراجه ..
المهم انه مايشوفها الا بكامل اناقتها وابتسامتها على وجهها ..
وتلبي له كل اللي يامر به وتحاول تظهر قدام عمانها واهلهم انها الزوجة المحبة والمتفانية لارضاء زوجها ..
اما عماد فكان يقضي اغلب وقته مابين المزرعه وخواله .
وجدته يتسحر معاها بدري وينام ..
ماعاد يشوفها الا لمحات وهي داخله ولا طالعه ..
رغم انه مرتاح لبعدها عنه وبعده عنه الا انه يسرق النظره لها ،
والكلمه منها..
اليوم الفطور عند بيت خاله ناصر ..
ومن يوم رجع من المزرعه ماشافها ..
نزل بعد مابدل ملابسه وراح لبيت خاله من بدري حتى يطمنه على فهد ويجلس معاه لين يأذن المغرب ..
.
استقبله خالد ولد خاله ناصر ودخل معاه للمجلس ..
كانت جالسة بضيق وضيقه ومسنده بظهرها على المسنده وراها
هي كانت تشك في وضعهم لكن من يوم دخل رمضان وشافتهم مايكلمون بعض وانه يحاول يتهرب منها ويبعد وهي تبعد وتدور اللي يشغلها ويجمعها بالناس حتى ماتقابله وتضايقه ..
تأكدت شكوكها وصارت تراقب وتشوف ..
قالت ام ناصر بكلمة قصيرة وصوت واطي ماوصل الا لعماد اللي جلس بجنبها : شفت مرتك من يوم جيت ..؟
طالع في جدته قال : لاوالله جيت مالقيت احد في البيت .
: شفتها نايمه ..؟
: ها .. صاير شي ..؟
رددت كلمته بينه وبينها باستهزاء قالت : صاير شي ..؟ مرتك في بيتها مريضه . وماظهرت من حجرتها ..!
عقد حواجبه قال : مريضه ..؟
: قوم روح لها وهرجها وشوفها محتاجة شي .. تبي شي .. خاف ربي في المسيكينه اللي من يوم اخذتها وهي صابرتن عليك وعلى اهمالك وغيابك .
اخذ شماغه وطلع قال ناصر : انتي علامتس عليه الله يخليتس لي .
: خله يروح يشوف مرته ويهتم فيها مثل مايهتم بعيال الناس .
سكت ناصر وهو يشوف خالد ولده يدخل ويقول : يبه بندر يقول بودي امي والبنات لفهد في جده .
رد ناصر وهو يهز راسه : انا قايل له . خل امك تروح تطمن عليه وترتاح مالها جدوى الا دمعتها عليه .
تنهدت ام ناصر الأم الثكلى واللي تعرف فقد الضنى ومجربته : الله يطمن قليبها على ضناها وتقر عينها فيه .



***
دخل البيت وطلع فوق على طول ..
شافها متكومه على نفسها في سريرها ومتغطيه باللحاف مو باين منها شي ..
وبجنبها كوب كبير فيه شاهي او عصير لونه بني فاتح ..
مد يده ولمسه وحسه دافي ومشروب منه النص تقريباً ..
ريحته موغريبه ..
بس ماتذكرها ..
قرب منها وجلس على طرف السرير قال : شادن .
رفعت اللحاف عن وجهها بعد ماحست فيه وسمعت صوته ..
قالت وهي معقده حواجبها : هلا .
سندت بظهرها على مخدتها ورجعت شعرها المتبعثر على وجهها ورى ..
قال : سلامات وش فيك .. ؟
وجهها احمر وعيونها ذبلانه وحمرا وباين عليها التعب قالت : الله يسلمك .
: وش تحسين فيه ..؟
: ها .. ولا شي .. عادي .. بطني .
كانت مرتبكه ومستحيه وخجلانه قال : قومي بوديك للطبيبة تعطيك شي .. هذا وشو اللي هنا .. ؟ افطرتي ..؟ لهالدرجة تعبانه . ؟
نزلت نظرها للأرض قالت بخجل : قرفه .
كشر قال : يالله امشي بوديك للمستوصف يعطونك شي احسن من الخرابيط اللي تشربينها .
: لا مو لازم . خلاص انا الحين احسن .
: احسن وهذا شكلك يالله بس لاتعاندين قومي .
رفعت نظرها قالت : والله مو لازم طبيبة انا اعرف نفسي شويه وراح اصير كويسه .
وبعفويه قال : طيب الألم من وين بالضبط .
فتحت فمها قالت : بطني .. خلاص الحين مافيني شي .. انت روح افطر ترى المغرب حيأذن .
صك اسنانه قال بقلة صبر وخوف : وريني الألم من وين ..؟
ثنت رجولها ولفت يدينها عليها والمغص يزيد عليها قالت : بطني وظهري .. خلاص اخذت بندول وشربت قرفه الحين يخف .
: ومن قال لك ان القرفه والخرابيط تخفف لك الألم ..
غمضت عيونها وهي ماعاد فيها تتحمل الألم ولا سخافته قالت : انا اعرف نفسي .
وقف قال بحزم : انا بطلع اخليك تبدلين ملابسك .. خمس دقايق والاقيك جاهزة .
ردت بسرعه قالت : لااا . ماني رايحه ولوسمحت روح افطر واتركني . انا مو ناقصتك .
رجع لها قال : شادن .. انا ماابي اضغط عليك ولا اجبرك بس كونك تتألمين قدامي وتتعبين لدرجة انك تفطرين هذا مايرضيني ولا راح اسكت ..
حطت يدينها على وجهها قالت : انا معذورة ماعليّ صيام خلاص ارتحت .. عرفت ليه انا تعبانه .
فتح فمه مايدري وش قصدها ..!
وفجأة كأنه انضرب على راسه .
انا وش يدريني عن الحريم واسرارهن ..
لأول مرة يكون بموقف محرج مثل هذا ..
قال بارتباك : وافرضي .. وش هاالألم .
عقدت حواجبها قالت : عادي انا متعودة .
وقف قال باهتمام : طيب وش اللي يصلح لك غير القرفه .
: خلاص شويه وحصير كويسه . انت بس اطفي النور وروح افطر .
: لا ماني رايح برسل الشغاله تجيب لنا فطور هنا .
: لاا انا ماراح افطر بنام الحين ..
هز راسه وخرج وهي حاولت تغفو لين تعدي ساعات الألم اللي تمر عليها كل شهر وتعتبر من اسوأ واصعب الأوقات بحياتها ..
لامت نفسها على كلامها وصراحتها بس ماقدامها حل وهي تعبانه وقرفانه من الألم الا انها تفتك منه وتقول له ..
شدت اللحاف على جسمها وتمنت لو انها راحت وغيرت جو وسمعت كلام جدتها ..
هذا اللي استفادته
احرجته واحرجت نفسها معاه ..


***
طلع لبيت خاله وافطر هناك وسط اسألة جدته وخاله عن شادن وهو رد عليهم بأن معدتها تعبانه وتركها ترتاح ..
بعد صلاة العشا والتراويح ..
مارجع معاهم لبيت ناصر مثل عادته وآثر انه يرجع لبيته ويشوفها ويتطمن عليها ..
دخل عليها وهي على وضعها وشكلها نايمه وغاطه في نومها ..
فتح النور وماتحركت وجلس على طرف سريرها قال : شادن .
فتحت عيونها بهدوء وهي تحس براحه في جسمها بعد عاصفة الألم اللي اجتاحتها اليوم ..
قامت وجلست قالت : عماد ..؟ من متى وانت هنا ..؟
: توني دخلت .. ها وشلونك الحين ..؟
: خلاص ماعاد فيني شي .
رجعت شعرها ورى ولمته بالشباصة اللي بجنبها على الكومودينو قالت : افطرت ..؟
: ايه افطرت وقلت للشغاله تجيب لك فطور .
: مو مشتهية شي الحين بقوم آخذ لي شور .
ابتسم على مصطلحاتها الغريبه عندهم في الديرة وبين اهله ..
هي متمسكه بكلامها ومافكرت تغير منها كلمه وحده او انها تقلدهم ..
وقف وتوجه للباب وهو يقول : قومي اجل اخذي لتس شور وانزلي تحت جدتي بتجي خليها تشوفتس طيبة ترها قلقت عليتس واقلقتني معها .
خرج من دون ماترد وقامت اخذت لها شور ولبست تنورة جينز ازرق وبلوزة قطنية ودافيه بكم طويل لونها بيج ..
فتحت شعرها وتزينت بمكياج خفيف وتعطرت ونزلت لجدتها اللي اول ماوصلت ارسلت لها الشغاله تسألها اذا هي بخير ولا لا ..
انتبه لها وهي تنزل مع الدرج قبل لايدخل لغرفة جدته قال وعلى جبينه ابتسامة رضا واطمئنان : لاااا اشوا الحمد لله .. من يقول ان هذي اللي اليوم تلوى من الوجع .
ابتسمت بخجل قالت : الحمد لله ماعاد فيني شي .
دخل لغرفة جدته وهي جالسه على سجادتها وتصلي قال : خلصتي ياام ناصر ولانطلع ونخليتس تكملين .
طالعتهم ام ناصر وهي تتمتم بسبحان الله والحمد لله ولااله الا الله والله اكبر ولاحول ولا قوة الا بالله ..
قالت : خلصت عسى الله لايفرقكم ويمد بعمري لين اشوف عيالكم .
قالت شادن بجرأة وهي تبتسم لجدتها : آميين يارب ويخليك لنا وتشوفين عيال عيالنا وانتي طيبه ومتعافيه .
مارفع نظره لها واكتفى بالسمع وبداخله ملايين الأسئله وكلها لها معنى ( لوين بتوصل بس )
قالت ام ناصر وصوتها يتهدج : انا مايفرحني غير اذا شفتكم مع بعض .
وكأن كل الكلام موجه له وهو ساكت ماتكلم ..
اخيراً قال وهو يتعمد يغير الموضوع : قومي ياشادن خلي الشغاله تجيب لك شي تاكلينه .
وقفت قالت : بجيب لنا كلنا ...
قطعت كلامها وهي تشوف شهد وفوزية داخلين الغرفه قالت : هلا والله حياك الله ياام فيصل .
راحت شهد تجري لعماد وسلمت عليه قالت : اشتقت لك كثيييييييييير .
طالعتها شادن وتذكرت الورقه وضحكت قالت : وانا طيب مااشتقتي لي ياشهوده ..
رجعت لشادن وضمتها قالت : الا اشتقت لك بس عماد احبه كثييير واشتاق له كثيير ... عشششششاااااان .. وطالعت فيه وضحكت .
قالت شادن بضحكه : عشان ايش كملي ..
طالعها عماد وهو يبتسم قال : هالبنت موب صاحيه هرجها اكبر منها الله يصلحها .
قالت فوزية بعد ماسلمت على امها : الله يهديك ياعماد دلعتها عليّ الحين حياتها كلها اسرار وتخبي عني اشياء واذا قلت علميني قالت اشوف عماد اول شي يبغاني اعلم ولا لا .
قال عماد : لا البنت الشاطرة تسمع كلام امها وماتخبي عنها شي .
قالت شهد ببراءه : يعني اعلمهم على كلامك .
ضحك عماد بصوت واضح لهم وهادي بنفس الوقت قال : هذي والله البلشة .. الحين انتي ماترتاحين وعندتس سالفه .
قالت شادن اللي كانت واقفه على الباب : ها تبغون تجلسون هنا ولا تروحون للصاله احسن .
قالت فوزية : شادن اليوم فيك شي يقولون انك تعبانه .
رد عماد : لااله الا الله مسرع الخبر ينتشر .
: وش خبره لايكون ...
قاطعتها شادن : لا لا مافيني شي تعب بسيط وراح .
فهمت فوزية عليها قالت : اها .. وبس وفواز جايني يقول تعبانه وعماد ماافطر شايل همها . والله اني حسبت ان فيك شي بس الحمد لله .
جات شهد اللي كانت تفكر بكلام عماد لها وشاغل تفكيرها .. عند شادن قالت وهي تمط كلامها : شااااادن ... شففففتتتتتيييي عمااااااد يقوووووول .. وكملت بسرعه : اذا جا عنده بنت بيسميها شذا واذا ولد مشعل .
قال عماد وهو يرجع لها ويشيلها ويحطها بطنها على راسه ويحركها .. وهي تضحك بهستيريا من الحركه : ابلشتني ياناس .. كل ماتشوف وجهي تقول اذا جالك بنت تسميها باسم فيه حرف شين واذا ولد مشعل ولا مشاري عشان حرف الشين .. وش اسوي بها .. ها ارميتس مع الشباك .. وش رايتس .
كانت تضحك وتحرك اصبعها قدام وجهه بلا ..
قالت ام ناصر : ياعساني اشوف مشعل ومشاري وخواتهم مالين عليّ البيت .
نزل شهد ومر من عند شادن اللي واقفه عند الباب وهي مبسوطه من كلامهم وتضحك قال لها بهمس : هذا اللي استفدناه .
اتسعت ابتسامتها وراحت للمطبخ تحضر له عشا وقهوة لعمتها وجدتها ..



***

في جده ..
وفي بيت نايف تحديداً ..
وصل بندر بأهله ..
الشوق مضني و الوله جبار ..
ولهفة الأم على الضنى تكوي الفؤاد وتنهكه ..
اول ماشافت وجهه الذبلان نزلت من عيونها دموع حارقه .
ضمته وهو سلم عليها وباس راسها ويدينها وهو يقول : الله يخليتس لي مافيني الا العافيه ..
لفت يدها من ورى رقبته وضمته وشمت ريحته وهي تقول : نطف قلبي عليك .. ابطيت علي وانا امك .
باس يدها وتنفس عبقها بقوة لعلها تبريء شي من اللي في صدره ..
قال : ابشرتس انا بخير بس لاتدمع عينتس عساني ماابكيتس . تعالي اجلسي هنا ..
التفت فهد لمنال وحنان اللي دخلوا بحذر وكل وحده متغطيه ومتخذه احتياطاتها تحسباً لدخول نايف وسلم عليهن ..
وجلس في صدر المجلس وبندر وخالد حوله وامه بجنبه ومنال وحنان اخذوا زواية بعيد عنه شوي ..
قال فهد : ترى نايف طلع مهوب جاي لين يدق عليّ .
نزلوا البنات الغطا من عليهم واخذت امه راحتها في جلستها بدون عبايه ..
وبدا سيل الأسئله لفهد عن صحته والكل يتحاشى سيرة الاسباب والفقيد .
وهو يجاوبهم ويطمنهم بهدوء ..
نزلت دمعة منال الحساسه وهي تشوف فهد مو فهد
نحفان كثير
وشعره الطويل قصه وصار مثل عماد وبندر وخالد ..
عيونه ذبلانه وفيها حزن
وصوته متغير من اثر المرض ..
وكلامه جدي والضحكه ماعانقت محياه ولا شفاهه ..
قال لها وهو يرسم على وجهه شبح ابتسامه مخيفه : قومي تعالي عندي وشو له الدموع ..؟
نزلت دموعها اكثر ومسحتها وهي تجلس قريب منه قالت : خفنا عليك .
غمض عيونه وتنحنح بصوت عالي حتى يبعد البحة من صوته
قال : تعالي هنا ياحنان .. وش سويتوا في الدراسه عطلتوا ولا لا ..
قالت منال : لا باقي لنا اسبوع ونعطل .
دق جوال فهد وشافه رقم مشاري اللي صار يقضي اغلب وقته مع فهد ونايف ..
رد على طول بــ : ياهلا والله حيا الله مشاري .
: هلا بك ياابو ناصر .. ها كيفك اليوم .
: بخير عساك بخير .. وين انت ..؟
: قريب من البيت خلاص وقفت سيارتي .
اشر فهد للبنات وامه يقومون وهو يقول : حياك الله ادخل اذا الباب مفتوح ولا افتحه لك .
: لا مفتوح يالله سلام .
: سلام ورحمة الله .
وقفت امه مع البنات ودخلوا لداخل البيت ..
ودخل مشاري اللي عرفه فهد على اخوانه بندر وخالد وجلس يسولف معاهم كأنه يعرفهم من سنين .


***

في مجلس الحريم لبيت ام نايف ..
قالت ام فهد لبناتها : قومن ساعدن خالتسن ام نايف سون معها مثل ماتسوي شادن معي .
قالت حنان اللي سندت بظهرها على الكنبة : يمه انا والله مااقدر السيارة كسرتني ..
ردت امها : هذي نتيجة الصيام بلاسحور .. ماعاد تتحملين شي . قومي يامنال اخدمي خالتس .
وقفت منال وراحت لام نايف في المطبخ وهي تبتسم بخجل قالت : خالتي عطيني عنك انا اسوي القهوة .
ردت ام نايف النشيطه والمعروفه بمهارتها في المطبخ وشغل البيت عموماً : لا حبيبتي روحي ارتاحي انتي جاية من مكان بعيد واكيد تعبانه .. وانا اصلاً ماعندي شغل .
: لاوالله مافيني تعب الحمد لله .. بعدين خليني اتسلى معتس .
توجهت للمجلى وقعدت تغسل البيالات والصواني وهي تسولف لام نايف عن شادن وتكلمها عنها والثانية غمرها الفرح بسيرة فلذة الكبد وقطعة القلب وتطمن قلبها عليها وعلى اخبارها خاصة ان منال معجبة في شادن وطريقة اهتمامها بجدتها وشغلها اللي الكل يمدحه ..
دخل نايف للبيت ونادى ياولد ..
بالرغم ان الكلمة غريبه عليه الا انه اقتبسها من عيال عمه ومن عماد اذا دخلوا بيوتهم وعندهم ضيوف ..
وقفت منال ورى الباب قالت : خالتي اطلعي له لايدخل .
طلعت ام نايف قالت : بنت عمك عندي في المطبخ لاتدخل .
ضحك لامه باستهبال قال بهمس : أي وحده فيهم ..؟
ردت امه بحده : مالك شغل روح للمجلس واذا بغيت شي ناد عليّ .
كمل ضحكه وبنفس الهمس : بالله مزيونه ولا مثل وجه عمي ناصر .
: ولد قليل ادب انت .. البنت لاتسمعك . بعدين وش فيه وجه عمك ..؟
: ابد سمح وطيب وشوفته تجيب العافيه .. بس ثلاثة ارباعه لحية وحواجب .. لكن شوفي اذا هي تشبه فهد اكيد انها مزيونه ..
: يالله يالله على المجلس وبلاش تتكلم عن بنات الناس .
ضحك نايف بصوت اعلى غصبٍ عنه قال : لنا الله ياام نايف .. الحين ماتبيني اسأل عن زوجة المستقبل لكن بكرة تعالي وقولي عساني اشوف عيالك وعيال عيالك .
خبطته على كتفه وهي تضحك قالت : بكرة شغلي معاك .. يالله روح البنت بتموت من الخرعه من صوتك .
راح يمشي ورجع لها قال : والله ..؟ بتموت من الخرعه ..؟ اجل اكيد انها نعومه .. وطالما انها نعومه اكيد انها مزيونه . صح كلامي ولا لا .
هزت امه راسها وهي تضحك من تصرفات الاستهبال اللي احياناً يتصنعها واحياناً تصدر منه بعفوية ..
دخل قسم الرجال والتفتت امه على باب قسم الحريم وهو ينفتح ودخلت منه ام مشاري اللي تعتبر البيت بيتها وبيت اختها ومعاها سارة وشغالتهم ..
استقبلتهم ام نايف وهي ترحب وتهلي ودخلتهم لمجلس الحريم ..
رجعت لمنال في المطبخ قالت : منوله حبيبتي خلاص اتركي الشغل هذي شغالة جيراننا جات تساعدني .. روحي سلمي على جارتنا وبنتها صاحبة شادن ..
اخذت منال منديل ومسحت به يدينها وهي تقول بفرح : سااارة .
طالعتها ام نايف قالت : ايوه سارة اكيد من كثر سوالف شادن عنها صرتوا تعرفونها .
ضحكت منال وقالت : هههههههههههههه صرنا نشتغل ونفطر ونسهر على سيرة سارة وسوالفها هي وشادن .
: اجل روحي شوفيها واجلسي معاها حتى تطمنين شادن عنها .
: زين .
طلعت منال وراحت لمجلس الحريم ..
سلمت عليهم بخجل وشافت حنان اختها تسولف مع سارة ومنطلقه معاها كأنها تعرفها من سنين ..
قالت حنان : سارونه هذي منال اختي اكبر مني بسنتين .
سلمت سارة على منال قالت : ياعمري كلمتني شادن عنكم بس ماكانت تعرفكم كثير .
ابتسمت منال قالت : حتى حنا ماعرفناها الا بعد ماتزوجت وخاصة في رمضان صرنا نشوفها يومياً .
تعشوا وكملوا السهرة بود وسوالف وضحك واستغربوا البنات ان سارة ماتشبه لشادن في شي الا اللهجة والمصطلحات ..
وام فهد حست ان الجو مناسبها بين ام نايف وجارتها اللي تشبهها كثير
تمنت لو تجمعهم الدنيا مرة ثانية بليلة مثل هذي ..
فيها الرضا والاطمئنان والضحكه والكلمة الطيبه والاجتماع على الخير والمحبة .

***
فتحت شباك غرفتها وشافته واقف مع السايق ويكلمه ..
قالت بصوت عالي .. : العنوود .. العنووود ..
التفت السايق الهندي على الشباك اللي صدر منه الصوت كردة فعل طبيعيه قال عماد بلهجة حاده وضيق وهو يسحبه بيده بقوة : لاتطالع وراك .. امش داخل الله يلعن ابليس هالحريم .
وصلت العنود لنوف بملل قالت : ها وش عندتس ..؟ ذبحتيني كل شوي وانتي واقفه على الشباك ويالعنود يالعنود تراني داخل البيت مهب برا .
ردت نوف بعصبيه وهي تشوف عماد يدخل لغرفة الهندي اللي شافها : اقلبي وجهتس ماعاد ابيتس .
: انا قايلتن لابوي لازم نوديتس مسفر عشان يظهر جنونتس عني .
لاحت في راس نوف فكرة مجنونة قالت : عنود تبين تشترين فستان ابيض ونفاش مثل فستان البنت اللي شفتيها في التلفزيون .
قلبت العنود نظرها فوق ولوت فمها قالت : ومن بيشتريه لي ياحظي .. امي بتجيب لي فستان من سوق الخميس .
عضت نوف على اسنانها قالت : وانا وش معقدني غير سوق الخميس واحلامتس انتي ونورة اللي ماتتعداه . انا اشتري لتس لو باربعمية ريال .
فتحت العنود عيونها بفرح قالت : وش تبيني اسوي لتس ..
ابتسمت نوف لاختها اللي فهمتها قالت : انا ابعطيتس ورقة .. تعطينها عماد وقولي له هذي من عند شادن .
قالت العنود ببراءة : وشادن ليش ماتعطيه اياها بنفسها موب رجلها ..؟
: الا يالخبله بس هي كاتبة له كلام وطلبات تقول استحي منه واخاف يهاوشني .. خلوه يشوفوها وهو بعيد عني ازين .
حكت العنود راسها وهي مو متقبله كلام نوف ولا دخل راسها قالت نوف : تدرين ان شادن تحبتس وتموت عليتس وتقول ليت العنود تعطيها عماد لأني احبها .
ضحكت العنود وبفرح وحيا قالت : صدق .. ابلا شادن تحبني .. حتى انا احبها واشوفها ازين وحده بالمدرسه .
غمضت نوف عيونها وفتحتها قالت : زين روحي وبعد ربع ساعه تعالي بدورها مدري وين حطيتها .
: زين دوريها قبل لاارقد تراني نعسانه .
طلعت العنود واخذت نوف ورقة من دفتر العنود وبدت تكتب رسالتها بكل تركيز وحذر


***


بعد اسبوع من رجعة اهله اللي مشوا اليوم الثاني ..
آخر يوم بالدوامات
ويوم الأربعاء تحديداً ..
قرر انه يرجع للديرة ..
يبي يواجه الديرة مثل ماواجه البر
بس هالمرة مع الناس واهله
مو وحيد ولحاله ..
الذكرى تؤرقه لدرجة انه خايف ووجل من المواجهه
اكيد انه راح يشوفه بكل شي ..
وقف نايف عنده وهو يزبط شماغه عند المرايه قال : فهد انا عندي سيارتين .. خذ الجديده وسيارتي القديمه تعبرني .
رجع للمكتبة حقت التلفزيون واخذ محفظته ومسبحته ودخل قميصه اللي يلبسه في البيت في شنطته الصغيره ..
قال : والله يانايف مستحي منك ..
قاطعه نايف : فهد والله اني لازعل منك وش هالكلام . .. امسك يارجال المفتاح احسن لك من الاستئجار ومشاكله .
: اجل قبل العيد ان شاء الله بجي لجده وارجعها لك وارجع مع ابو مشعل ان جا لجده ..
: متى مابغيت تعال ولا تتعنى عشان ترجعها ابداً ..
اخذ فهد المفتاح من نايف وطلع بعد ماصلى الظهر حتى يلحق الفطور مع اهله ويفرح ابوه بجيته وهم مجتمعين ..
ودع نايف وشكره وطلع متوكل على ربه ومسمي بذكره ..



***
اليوم هو آخر ايام الشقا ..
قبل الأجازة والفرح ..
ولأن الوطن اغلى من الضنى
استمروا في الكفاح ..
لأن الوطن اغلى من العمر
لابد من جهاد كل الظروف ..
لجل الوطن
نقدم الروح بلا ثمن
مشوار الشقا ..
وبعد المسافه موجله ..
لآخر الدنيا صبر ..
وشمس ..
وسهر
والنوم جافاه الكرى ..
صوم وظما ..
والكل يحسب كل دقة وثانية .
متى الوصول ..
كل الأماني ضايعه
وكل احلام البنات
والأمهات
والطيبات
تنتحر ..!
على طريق الهاوية ..
وفي اماكن نائية ..
من اجل الوطن ..!
وتعليم ابناء الوطن
وتنشئة جيل مستقر
وبناء مستقبل اسر
وارواحهم تضمها كفوف القدر ..


نايمه في جيمس ابو سعد ..
تعبانه ومنهكه من كثرة التفكير بعد طلاقها اللي وصلها خبره بعد ثلاثه ايام وبعد محاولات جاهده من ابوها وامها ومشاري انهم يهيأونها نفسياً له ..
انسدل الستار على ذكر خالد وسارة .. وسارة وخالد ..
وصار كل واحد مفرد واسمه بعيد عن اسم الثاني مثل ماقدر الله وبعدهم عن بعض ..
مال راسها على الشباك الساخن بفعل شمس الظهر الحارة ..
قالت لها فاطمه بهمس : سارة .. سارة حبيبتي عدلي راسك لايجيك شد عضلي بعدين في رقبتك ..
وماكان من سارة الا .. لاحياة لمن تنادي ..
قالت اميرة وهي تعدل ظهرها وتسنده على المرتبة من جديد .. : الله يذكر شادن بالخير كانت تقول نوم سارة موت ..
تنهدت سامية المدرسة العروس اللي تزوجت قبل رمضان باسبوع .. وتعينت في السبيل وكان التعيين سبب تنغيص شهر عسلها وحياتها ..
قالت : اخيرا بتفرج علينا ونعيش زي الناس واسافر واقضي شهر عسل من جديد .
ضحكت اميرة قالت : الله يهنيك ياقلبي عاد انا مشتاقه لعيالي احسني ماشفتهم في رمضان اخرج وهم نايمين واذا رجعت دخلت المطبخ ثلاث ساعات وهم ينامون بدري .
ماشاركتهم فاطمه الملتهيه بالتسبيح والتهليل كعادتها ..
قالت سامية وهي تطل على سارة من ورى اميرة وفاطمه : فاطمة صحيها ترى البنت بتنكسر رقبتها .
قالت فاطمة : سارة قومي عدلي نومتك ..
مدت يدها وعدلت لها راسها لكن سارة تحركت ورجعته زي اول وهي معقده حواجبها دلالة على انزعاجها وعدم رضاها ..
قالت اميرة وهي تضحك : ياثقل نوم البنت .. كل هذا وماصحت .
ردت ساميه : تذكرني بزوجي اذا ابغى اصحية ساعه عشان يحس فيني والمنبه مايأثر فيه لو يشتغل ساعتين ..
بدت اميرة سالفه جديده عن زوج اختها ومعاناتها معاه اذا تبغى تصحيه وانها دايماً تتأخر على دوامها بسبب ثقل نومه ..
نسوا سارة مع سوالف اميرة وراسها المايل على الشباك بطريقه متعبه ..

العم ابو سعد سارح في طريقه يتأمله متر متر ..
كعادته يوميا سواء هو رايح للقرية ولا راجع منها
لأن الأنفس اللي معاه هو المسؤول الأول عنها ..
اليوم يحاول يضبط تركيزه على قد مايقدر رغم انه البارحه تعبان وسهران طول الليل في المستشفى مع بنته احلام اللي طلقها زوجها في شهرها السادس وحالتها النفسيه السيئة ادت لولادتها مبكرة ..
اليوم تأخر على البنات بس الحمد لله ان مديرة مدرسة السبيل تراعي ظروف البعد وماحاسبتهم رغم انهم مادخلوا المدرسة الا الساعه 10 ونص ..
اخذته الأفكار لبنته وحالتها ومستقبل ولدها اللي محد يدري يكمل حياته ولا يكون شفيع لها ويرحمه ربي من اليتم والشحططه مع زوج ام ولا زوجة اب …
احكم النوم سلطانه ..
وسرقه على حين غفلة منه ..
واستسلم وبدون مقاومه ..
لأن التعب اخذ منه والإرهاق نال منه ..
مالت السيارة على اليسار في الطريق المزدوج الواسع ..
ماانتبه لنفسه الا بعد فوات الاوان ..
حاول يتفادى الونيت اللي محمل شعير وبرسيم ومتجه لقرية السبيل ..
بس القدر كان اسرع والسيارة اقوى والصدمه اكبر واكبر للي في جيمس العم ابو سعد ..
انقلابات عدة
وصراخ وصوت فاطمة يعلو بالشهادة وذكر الله
وساميه تصرخ بهلع
واميرة سكتت من هول الصدمه وكثرة الأرتطامات وهي تنتظر النهاية وش بتكون ..
وسارة اللي فزت من نومها على كابوس مخيف ..
أصواتهم علت ثم علت ثم خفتت ثم سكتت واختفت ..
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:20 am

--------------------------------------------------------------------------------
فصلٌ ثاني عشر
~ ياحزن اغرس بقلبي موطنك ~

طلعت تدور العنود وهي مطبقه الورقه وماسكتها بإصبعينها السبابه والابهام خوفاً انها تتعفط ولا ماتطلع انيقه مثل ماطبقتها اذا فتحها ..
قالت : العنود .. العنود وين .
رمقتها نورة اللي ناقده على كل حركاتها ومرتفع ضغطها من وقفتها على الشباك وبدت تثبت لها شكوكها ان نوف حاطه عينها على جارهم عماد قالت وهي تطالع في المسلسل اللي يُعرض قبل العصر : اليوم وش سالفتس اشوف الود طلع للعنود مرة وحده .
اشرت لها نوف بيدها يعني ماني رايقة لك وفكيني ..
راحت تدور العنود وعيونها تبحث في كل مكان لحد مادخلت غرفة امها وابوها المنزوية في آخر البيت ..
طالعت في العنود وهي رامية نفسه على الارض ونايمه على بطنها ..
قالت بملل : نمتي الله يجعله نوم جدي يوم رقد ولاقام . عنود .. عنود . عنود قومي الله ياخذ عدوتس .
دخلت امها وراها جاية من المطبخ قالت بلوم ولهجة حاده : انتي وش تبين باختس .. خليها ترقد المسكينه البارح سهرانه واليوم انتي مخليتها تداوم غصب .
زفرت نوف بأووف ورجعت لغرفتها بأسى واحباط ..
اصلاً انا حظي في الحياة ردي
كل بابٍ اطقه ينسد بوجهي ..
وكل امنية احلم فيها مايتحقق الا نقيضها ..
حطت الورقة على اسنانها وهي تفكر وشلون تصادف عماد برا بيته وترسل العنود له على طول من دون أي عوائق سواء من امها ولا من اختها اللي تاكلها بنظرات اللوم والعتاب وشكله بيجي يوم وتنفجر فيها وتفضحها .
انا وش عليّ من نورة منيب رايقة لها هي وتخلفها
ماتدري ان الحب هو اللي يسير العقول والقلوب
وان اللي انا فيه مهوب بيدي ابد
انتبهت للورقة وقد ذاب طرفها من حكها في اسنانها وزفرت بأوف من اعماقها لتعبها اللي راح هدر
قامت لنفس الدفتر اللي اخذت منه ورقه وطلعت ثانيه وهي تتمتم : الرساله هذي ربي محيرٍ امرها لكن ان شاء الله انه مابعد التعب الا الفرج .
بدت تخط من جديد وهي تحاول انها تركز بكل حرف وكلمه حتى ماتشوه الكلام بخطأ املائي ولا شطب ..
عضت على شفايفها وكتبت بفرح وخجل وهي تتخيله يقرأ ويحس بالكلام . ويأثر فيه ويتأثر به ..


***

اليوم آخر دوام لها في رمضان ..
نزلت من فوق بعد مانزلت عبايتها وصلت العصر وتوجهت لغرفة جدتها ..
وقفت على الباب وهي تشوفه متمدد على ظهره ورافع رجوله على التكاية .. وحاط شماغه تحت راسه ونايم وذراعه على عيونه ..
قدمت خطوتها ودخلت على جدتها وهمست بالسلام بعد ماسلمت على راسها .
ردت عليها جدتها بنفس الهمس ..
قالت شادن : جدتي عماد ليه نايم كذا .. الجو بارد عليه .
رمقتها جدتها بنظرة عدم رضى قالت : قومي لحفي رجلتس وشوفيه يبي شي من ا لبارح وهومهب صويحي عيونه ووجهه مااعجبوني .
قامت وطلعت لغرفتها وبدلت ملابسها بسرعه ونزلت بقميص قطني قصير وأكمامه قصيرة .. وفي يدها اللحاف حق سريرها ..
تعمدت تجيبه حتى تشوف ردة فعله كيف بتكون .
ودخلت بخفة وجدتها تتمتم مسبحة ومهلله وذاكرة ربها ..
غطته بهدوء وفتح عينه على الريحه اللي غمرته .. وغمض وشد اللحاف عليه وهو يقول بصوت نايم وكسول : ذبحتيني بريحة هالعطر .
طالعت في جدتها ورجعت تطالع فيه قالت : عماد تعبان انت فيك شي ..؟
انسدح على جنبه وهو يشد اللحاف عليه وكأنه يبي يضمه بدالها ..
قال : تعالي همزي لي ظهري ورقبتي الظاهر ان تعبي امس في المزرعه ماطلع من جسمي للحين .
وقفت بمكانها تستوعب اللي يامرها به ..
اهمزه .. .؟
يعني اسوي له مساج ..!!
يعني اقرب منه بحضور جدتي .. !!
كل هذا كان يدور في راسها وهي واقفه ..
قال : كل هذا تفكرين . خلاص لاتجين .
تقدمت وجات وراه ومسدت ظهره بحذر وحيا ..
اعتدل على ظهره ومسك يدها قال : عطرك وش اسمه ذا اللي دوختيني به .
تحركت وحاولت تبعد عنه لكن عماد ماسمح لأنه موثق يدها بيده
قالت بارتباك : مس ديور .
حط يدها على صدره وضم على كفها بيده قال : خليتس هنا لاتروحين .
اول مرة تحس انه يبيها قريبه منه
واول مرة تحس انه فعلاً صادق
واول مرة تحس بضعف في نظرته وصوته وجسمه .
يمكن التعب مأثر عليه ومو مخليه في وعيه ولا يتصرف لاشعورياً ..
غمض عيونه ويده على كفها ومثبتها على صدره قال بهمس : لاتصحيني الا اذا اذن العصر .
هذا وش يقول ..؟
لايكون يبيني اجلس كذا لين يأذن العصر يعني ثلاث ساعات .
قال : اذا متضايقه قومي ..!
امتقع وجهها بحمرة خجل قالت : اذا انت تبغاني اجلس بجلس .
قال : ايه ابيتس تجلسين .
قام جلس وهو يطالع في جدته المنشغله عنهم بمسبحتها وتسبيحها وهي متمدده على سريرها ورجع تمدد وراسه على فخذ شادن قال : دلكي راسي لين انام .
غمضت عيونها بقهر ..
ليه يسوي فيها كذا ..؟
وليه حاله كذا ..؟
عمرها ماانصاعت لاحد مثل ماتنصاع له ..!!
مو راضيه عنه ولا هي زعلانه منه ..!
مشاعرها ضايعه معاه وماتقدر تحددها ..
دلكت فروة راسه بأطراف اناملها وبهدوء وهو مسترخي بدون كلام وكأنه رجع طفل ونام في حضن امه اللي انحرم منه ولا عرفه .
حست ان جسمه ثقل وتأكدت انه غط في نومه .
وسمحت لنفسها تراقبه بصمت وهدوء ..
انفه شامخ في وجهه بشكل دقيق وأنيق ..
عيونه واسعه حتى وهو مغمضها تحسها طويلة ..
ياترى وش تحمل نظرة عيونه اللي دايماً تحيرها .
ياترى وش تقول ..؟
وش الاسرار اللي تعرفها وودها تبوح بها لكل من شافها والناس تجهل لغتها واللي فيها .
تأملت ذقنه وفيها شعيرات طالعه بشكل مبعثر ويتخللها اكثر من خمس اوست شعرات بيضا .
شيب من العمر ولا شيب من الزمن واليتم والكفاح وجهاد الدنيا ياعماد .
شالت راسه من حضنها بصعوبه وسحبت لها مسنده من وراها وحطتها تحت راس عماد وهو انصاع لفعلها وريح راسه عليها بدون شعور .
غطته زين ووقفت قالت جدتها بهمس : يابنيتي انتبهي له شوفي وش يبي ووش مايبي واصبري عليه وسولفي معه ترى عماد رجال مايسولف ولايتكلم واجد خليه يسولف معتس انتي واغصبيه على سوالفتس .
حست شادن ان جدتها ماارح تسكر الموضوع هذا لين عماد يصحى قالت بهمس : ابشري ياجدتي .. خليه ينام لايصحى على اصواتنا .. اليوم بتجي عمتي فوزية تفطر عندنا .. صح ..؟
ردت جدتها قالت : ايه بتجي رجلها مهوب فيه .
: اجل بروح للمطبخ اشوف الشغاله اش سوت ..
طلعت من عند جدتها وعماد اللي يغط في نومه وراحت للمطبخ وبدت شغلها لأن الفطور اليوم عندها ..


***

في الطريق الاسود
كان يمشي والذكريات المؤرقة تصاحبه
هنا له ضحكه وتعليق
وهناك كان يتمشى
وهنا مروا بهالمكان
وهناك جلسوا وسهروا للفجر ومامعاهم الا ترمس شاهي وبساط وتكايتين ..
وفي ذاك المكان وقفت سيارتهم وصلحوها ..
كل بقعه تحمل له ذكرى معه
وفي كل مكان ارتاده ومر عليه لسعود فيه ريحه
اطلق من اعماق قلبه تنهيده قطعها وهو يمسك بريك قوي عن اكياس الشعير وحزم البرسيم المنتشرة على الأرض ووقف وهو يشوف المنظر وسوءه .
المنطقة اللي فيها الحادث تقريباً محد يمر منها الا اللي يتوجه لطريق جده ومكه ..
والوقت هذا الناس في بيوتها وتنتظر الفطور ومحد يروح للمناطق البعيده ويمسك الطريق هذا ..
تلثم بشماغه حتى مايتعب الغبار رئته الملتهبه ..
ونزل للحادث بنخوة وفزعة شهم ..
الصوت اللي وصله ذكره بسعود ووجعه على سعود ..
كانت جالسة في الوسط ويدها غرقانه بالدم ووجهها كله خدوش ورقبتها بالمثل ..
عبايتها كأنها طالعه من تحت الأرض بفعل التراب اللي رمتها عليه سيارة ابو سعد على بعد 15 متر وهي تنقلب ..
ووصلت لزميلاتها زحف في طور الصدمه والألم والمصاب ..
كانت تصرخ بوجع وحزن استفاض على كل الامها وأفقدها الحس والألم .. : آآآآآآه فاطمه قومي .. فاطمه تحركي لاتموتين .. فاطمه لاتخليني انا سارة اختك اللي تحتاجك .. آآآآآآآه .. فااااااااااطمه .
اميرة قومي لفارس ويزيد ورانيا يمديهم ينتظرونك ..
فاطمه لاتتركيني لوحدي .. فاطمه زوجك وابوك واخوانك واطفال الدار يبونك .. فاطمه تكفييين اصحي ..
التفتت على ساميه وهي مسجاة بلاعباية ولاطرحة وشعرها الذهبي القصير منثور على جبينها الدامي قالت : ساميه آآآآآآي الحين يجون .. ابو سعد ماااااااات بس بيجون يساعدونا ..
قرب منها وهي ترثي وتستجدي وتحاول تعشم نفسها بالكلام معاهم ..
وتذكر نفسه لمن كان يكلم سعود وهو جثة هامده وكأنه يبي يقنع نفسه انه مامات ..
تراجع وهو يشوف الحريم مسجيات على الارض وسواقهن في سيارته كومة لحم .
مسك راسه وهو محتار مايدري وش التصرف الأفضل والصح بهالموقف العصيب .
الموت له رهبة ..
والموت هيبة محد يعرف عنها شي الا اللي عاش موقفه وشاف الجسد خالي وبلاروح ..
انحرف يبي يبلغ الاسعاف حتى ينجدون ويسعفون ..
وانهال من اثار الدم المنثور على الارض وتدل على ان صابحتها او صاحبها قطع مسافه مو قصيرة اكثر من عشرة متر ..
استرخت سارة وكأنها بتغيب عن الوعي او تسلم الروح مثل زميلاتها وهي تردد بصوت يخف شيئاً فشيئا .. وباستجداء وطلب ورغبه ويأس : قومي يافاطمة اهلك يبونك .. وقومي يااميرة عيالك يبونك وينتظرونك .. وتكفين ياسامية تماسكي وخليك قوية انتي عروس ..
راح بأقصى سرعه وهو يشوفها تتهاوى على الأرض بكلل وتعب ووجع جسدي وروحي ..
في غضون دقايق قليله وصل للمركز الصحي لقرية السبيل وشاءت الأقدار ان سيارة الاسعاف مو موجوده في المركز وانها نقلت مريضه قبل ساعات عندها ولادة متعسرة ..
ركب الدكتور وممرضتين مع فهد في سيارته وانطلق بأقصى سرعه لمكان الحادث ..
كانت على وضعها تنفسها بطيء والباقيات مثل ماهم ..
جثث مترامية وبدون حراك ..
اقترب الطبيب بجهاز جس النبض واصيب باحباط وهو يشيله من يد اميرة ثم فاطمة ثم ساميه لأن الروح انسلت من اجسادهم .. وابو سعد من شكله حُكم عليه ان فارق الحياة من بدري ..
زادت نبضات فهد وهو يشوف الطبيب يجس نبض الأخيرة الباكيه الموجوعه والحزينه ..
آخر ضحايا الحادث ..
فز الطبيب وهو يقول : لسه عايشة ..
نادى الممرضات بالاسعافات الأولية بس وش يلحق ووش يخلي
كسور ، جروح عميقه فيها قزاز ، والدم اللي نزف منها واحال بلوزتها للون الأحمر بدال السكري ..
امر الطبيب بنقلها فوراً لأقرب مستشفى وناظر فهد بنظرة استجداء ولسان حاله يقول ( مالها غير الله ثم انت )
فز فهد من مكانه وهمته بداخله تشحذه ..
وبأمر من الضمير الحي وروحه الطيبة ..
شالها بين يدينه بكل مغامرة ومجازفة ..
حركت شفاهها تبي تقول شي بس عجزت ..
وتعابير وجهها الدامي تدل على انها غاضبه وزعلانه ومعترضه على اللي يصير ..
ركب الدكتور بجنبه بعد ماوصل لها بعض المحاليل اللي تلزمها لجسدها ..
وحقنها بإبرة توقف النزف الهائل من جسدها ..
توكل على الله ومسك الطريق اللي يودي للطايف ولمستشفى الملك فيصل كون مركز حي السبيل تابع له ..
وكل رجاه انه يوصل المستشفى بأقصى سرعه ..
الطريق طويل ..
والأمل ضعيف وسط شهقات الممرضات كل شوي اذا نزفت سارة من يدها ولا فخذها ..
ثلاث ساعات وهو يمشي بسرعه قصوى ..
اضطر خلالها انه يوقف خمس مرات حتى الدكتور يسعف سارة كل مانزفت ولا ضعف نبضها ..
اخيراً وصل للمستشفى وفي غضون عشر دقايق كانت مسجاة في الطواري وتجرى لها الاسعافات اللي تحتاجها ..
وبعدين يافهد ..؟
تجلس ولا تمشي ..
صعب يمشي بعد كل هالقلق واللحظات العصيبة ماتطمن عليها ..!


***

دخل بيته مابعد مارجع من صلاة التراويح
ونادى بصوت عالي تحسباً اذا فيه احد من اهل خواله ..
طلعت له شادن من الصالة الثانية وفي يدها المبخرة وهي تبتسم
اليوم تحس بنشوة سعاده وفرح واشتغلت بهمه وحماس لأنها بدت تثبت وجودها بحياته ..
جات تمشي عنده وهي مبدله ملابسها اللي كانت عليها المغرب والناس عندها ..
ببنطلون زيتي واسع من زارا وبلوزة لونها اورنج من مانجو بأكمام قصيرة ..
قالت : مافيه الا عمتي فوزية .. تعال اجلس عندنا .. كملت وهي تقرب منه : خلني ابخرك .
تأمل حركتها الخفيفه ونشاطها اللي مايفتر ..
من الظهر وهي تشتغل والحين الساعه قربت على عشرة وهي بنفس النشاط ..
قال : جدتي نامت .
ردت شادن : اوووه من بدري عشان تصحى تصلي التهجد .
هف على نفسه من البخور قال : هذا منين جبتيه موب حق جدتي .
ردت عليه وابتسامته على وجهها قالت : لا مو حق جدتي هذا من عندي اشترته امي لي ايام كنت اجهز لزواجي .
طعنته بالكلمه وحس بنار في قلبه ومست جسده ..
اي زواج هذا اللي تجهزين له ..؟
خلع جاكيته الجلد الأسود ومده عليها وسحب شماغه وعقاله وطاقيته ومدهم عليها ..
قال : هاتي المبخرة واطلعي ودي هذي لغرفتي ..
اخذتها من يده وطلعت بسرعه فوق وهو يتبعها بنظره ..
مثل الورد
وبعمر الورد
رقيقه وحنونه وجميلة ..
وكتب لها ربي انها تعيش معي .
يوم حظها ظلمها ونصيبها ماانصفها ..
طلعت له شهد وهو واقف مكانه يتبع شادن اللي اختفت عن انظاره بقلبه وافكاره ..
وصلته شهد قالت : عماد ماسلمت عليّ .
نزل المبخرة على الطاولة وفتح لها يدينه ..
: هلا والله بالبنت المزيونه الشاطره ..
قالت بحماس : عماد عماد اكتشفت حاجة ثانية .
رفع حاجبه الايسر قال : وش اكتشفتي هالمرة يالذكيه ..؟
رفعت اصبعينها قالت : حرفين .
رد عليها بانفعال وحماس كاذبين : لااااه حرفين مرة وحده .
: والله حرفين .. اقول لك ايش .
: ايه قولي .. وش الحرفين .
: حرف الألف وحرف الدال .
: والشين اللي ربطتيني به مع رقبتي وين راح .
ردت ببراءة وعفوية : لاااء الشين انا وشادن ومشعل وامك خالتي شريفه وانت تحبنا .. صح ..؟
: ايييه صح .. بس وش الالف والدال .
: هذولا حقينك انت وشادن . اتركني عشان اكتبهم لك وتشوف حرف الألف والدال في اسمك وحرف الألف والدال في اسم شادن .
هز راسه بتعجب من هالبنت قال : هذي والله اللي بتجمعنا غصب .
" كان زين شهد تقدر ..
كان زين احد يجمعني فيك ياعماد " ..
قالته بقلبها وهي تنزل مع آخر درجات الدرج وكلامهم قد وصلها كله ..
قالت : عماد بصراحه غرفتك ماينجلس فيها .. مرة مكركبة وكلها غبار .. ماادري كيف تقدر تنام فيها وانا دخلتها دقايق وانكتمت .
فتح زرارين ثوبه اللي فوق قال : زين متى مالقيتي وقت وفيك شدة نظفيها ..
: عادي الحين انظفها لك .. باخذ فيك اجر واخليك تنام بمكان نظيف .
كانت شهد تسمع الحوار بينهم وعلى راسها ملايين الاستفهامات وعلامات التعجب .
رد عليها عماد : لا لا الحين ابي قهوة تسوينها انتي ولاتقربها الشغاله حطيها لي في المكتب عندي شغل .
ابتهج قلبها قبل ماتعتلي بسمة الفرح جبينها قالت : حاضر من عيوني .. تبغى حلا ولا تمر معاها .
مسك شهد وشالها من جديد قال : جيبي اللي تجيبينه اهم شي القهوة ابيها قهوة شادن اللي كل يوم .
هزت راسها بحيا وفرح وراحت للمطبخ .
وهو راح لفوزية وسلم عليها قالت : ها وش اخبارك تقول شادن انك اليوم تعبان .. عسى مو القولون .
: لا مو قولون .. تعبت من شغلي في المزرعه .
: عندك روحه لجده .
: لا ليش ..؟
: عماد حرام عليك شادن مشتاقه لاهلها وامي تقول انك ماتبيها تعيد عند اهلها .
وقف قال : انا مارديتها اذا تبي تروح تمشي بس انا عازم نايف وامها يجونا في العيد وماعلمتها بسويها لها مفاجأة .
طالع في شهد اللي فزت من مكانها قال : والله والله لوتقولين لها مااجيب لك الباربي الجديد .
حطت اصبعها على شفايفها اللي قفلتها بقوة وهي تأشر بمعنى لا .
قال : اييييييه هذي البنت الشاطرة مو كل شي تسمعه تروح تقوله .
: يعني مااعلم عليك انت وشادن .
مافهم وش تقصد وراح فكره للحروف اللي اكتشفت انها تجمع اساميهم ..
قال : لا لاتعلمين وابلعي اللي تعرفينه وصكي فمك عليه .
ضحكت فوزية قالت : هالبنت ماخربها الا انت تراها بترجع عليك .
مسك شهد وبعثر لها شعرها القصير قال : هالبنت احسن بنت اتركوها بس لااحد يتكلم لها . .. المهم انا عندي شغل في المكتب ماابي ازعاج وانتي ... طالع في شهد وكمل : روحي استعجلي شادن قولي عماد يقول عجلي .
راحت شهد تجري وطلع عماد لمكتبه ورجعت فوزية تتابع المسلسل الرمضاني اللي تعرضه ام بي سي ..

..
خلصت شادن القهوة وحطت حلا منوع بسبوسة وكنافه واصابع العروس ورصتها في طبق واخذتها لعماد في مكتبه ..
اول مرة تدخل مكتبه اللي دايماً مقفول ولايفتحه الا اذا دخله ..
توجهت لآخر المكتب وهو جالس على كرسيه الدوار ويدقق في شاشة جهازه المحمول ..
قالت وهي تطالع في الأرفف المرصوص عليها كمية كتب لابأس بها ..
وتكون ربع مكتبه .. : اثري فيه كتب هنا وانا دايماً قاعده طفشانه .
مارفع نظره لها قال وهو يدخل بعض البيانات : ذكريني اعطيك مفتاح للمكتب بس انتبهي لاتتركينه مفتوح .
نزلت القهوة على الطاولة اللي تتوسط الأنتريه الجلد الأسود ..
وراحت تمشي عند جهة الكتب متجاهله كلامه ..
لمحها وهي تنتقل من جهه لجهه وترك الشغل اللي في يدها واكتفى بمراقبتها ..
قالت : وااااااااو عطيل .. اموت على مسرحيات شكسبير ..
وقف وصك جهازه وجا يمشي عند القهوة قال : اجل قريتي عطيل وديدمونه .؟
: قريت الله ياخذ اللي شقق كتبي ورواياتي .
: من ..؟
: صالح الله لايذكره بالخير .
جلس وصب له فنجال قال : اها .. تدرين انه في السجن وعليه حكم 15 سنه .
شهقت بخوف ومفاجأة قالت : والله من قال لك ..؟
رشف من فنجاله قال : خويي الضابط اللي مسكه .
رفعت حاجبها قالت : خويك قال لك ولا انت ورى قضيته .
: والله اللي بيعتدي على اهلي مانيب ساكت له وانتي ونايف وامك من اهلي .. واذا تبين الصدق انا مكلف واحد من المظفين عندي بالشركه يراقبه ويجيب لي اخباره يوم عرفت انه راعي مخدرات بلغت عنه والباقي تكفلت فيه المباحث والشرطه .
جات تمشي وعلى وجهها لمحة خوف وحزن قالت بجديه والقلق واضح عليها : الله يستر منه ياعماد ترى هذا مايسكت عن حقه كمان .. نسيت اش سوى لنايف .
ابتسم عماد على ردة فعلها وشافها قريبه منه وداهمته رغبة غريبه انه يغير الموضوع والجو ..
قال : مانسيت بس الحلا هذا من مسوية .
ردت وهي تطالع في تغليف الكتاب النحيف اللي في يدها قالت : مين يعني .
اخذ حبه من اصابع العروس قال : هذا وش اسمه ..؟
قالت بعفوية : هذا اصابع العروس .
وبحركة سريعه اخذ يدها وطالع في اصابعها الناعمه قال : يعني مثل هذي .
بردت اطرافها وفترت قالت بصوت مختلف ومرتبك : من قال ان هذي اصابع عروس .
رفع يدها من دون مايدقق في كلمتها ولا يعطيها بال واهتمام ..
باسها وشم ريحة عطرها قال : حلا ويصنع حلا كيف تجي هذي .
زادت نبضاتها ودق قلبها بقوة وغمضت وهي تحس ان الدم تجمع كلها في وجهها وقلبها يخفق زي الآله الفارغه ..
قالت بصوت يرتجف : غريبه .
فهم وش قصدها وعرف مرادها من الكلمه اللي زفرت بها بوجع ..
وآثر السكوت وفضله على انه يتكلم ويزيد جروحها جروح ..
حمرة وجهها وخجلها وارتباكها شكلت منها فتنه آسره ..
لابد يقطع السكوت اللي خيّم عليهم ..
ولابد يضيف كلمة ولا يفتح موضوع يطلعه هو من الجو ..
قال : تبين السوق .. ؟
وقفت ووجهها وأذانيها تتوهج قالت : لا مايحتاج عندي اشياء جديدة لساتني مالبستها .
تنحنح بصوت واطي قال : زين وين بتروحين ..؟
: بروح اجلس عند عمتي قاعده لوحدها .. على فكرة انت عارف انها بتجلس عندنا بعد يومين .
صب له فنجال قال : ايه ادري .
: طيب فين تجلس ..؟
: ماتبي لها سؤال في غرفتها هي وعيالها .
عقدت حواجبها وعضت طرف شفتها السفلى قالت وهي تشبك يدينها بحيرة : يعني تنام فوق وقريب منا .
ضرب على جبينه بأطراف اصابعه قال بهم : اووووووه وين راحت عني هذي .
ابتسمت على حركته قالت بخبث : لو سويت الدور اللي فوق لنا كان احسن واستر .
وقف وجا عندها بقهر قال : استر .. ها ..؟ تدرين ليه ماسويت الدور اللي فوق للحين .
رفعت حواجبها قالت : ليه ..؟
قرب منها ورفع الخصله اللي دايماً تتمرد وتنزل على جبينها قال : مخليه لزوجتي ..!
بهت لونها وحست ان قلبها راح يوقف نبضه اللي كان بيخرج من قفصه وهو ينبض ويدق مثل الطبل لمن قرب منها ..
قالت بفتور : اي زوجه ..؟
رغم ان شكلها يحزن الا انه ابتسم غصب عنه ..
حنونة وطيبه وهاديه ومع هذا عصبية ومتسرعه وخوافه .
قال بهدوء : زوجتي اللي راح اختارها بنفسي .
طعنها في مقتل
وبتر الوريد ..
وانتهى امرها ..
قالت بردة فعل مقهورة ومتحسرة وندمانه وكرد اعتبار ومحافظة على اللي تبقى من كرامه : هه وزوجتك اللي بتختارها بتصبر عليك مثلي .
لاح في راسه قصدها ..
الخبله تحسب فيني شي
تحسبني عاجز
يعني كل هالفترة تظن اني مو رجال .
رفع يده ولم قبضته بقوة ورجعها قال : ماتوقعت انك غبيه يوم هذا ضنك فيني .
مادققت في معنى كلامه بقدر مادققت في كلمة غبية قالت بوجع ودمعتها تلوح بعينها وتنذر بالنزول : صح انا وحده غبية اللي حلمت ..
ونزلت الدمعه قهر ..
كملي ياشادن ..
قولي الكلمه اللي ابيها واحتاجها
ابيها منك حب ورغبة مو شفقه ..
طالعها بنظرات جامده تحمل وراها الف معنى والف كلمه والف احساس ومشاعر جديدة ومختلفه نبتت على يدها وبفعلها .
تركت شادن المكان وانسحبت وهي مبعثرة وتايهه
وين تروح ..؟
لفوزية ..؟
مالها خلق كلام ولا سوالف بعد الكلام اللي سمعته ..
تطلع لغرفتها اللي بجنب غرفته وتحس بقربه وتشعر في حركاته ودخوله وخروجه ..
فتحت الباب حق البيت وطلعت للحوش ..
الجو بارد وصقيع ...
بس برودته ماوصلت للنار اللي اشعلت قلبها غيرة .
ايه غيره قبل كل شي ..
ثم اهانة وقهر وخيبة امل ..
راحت تمشي بلا وجهه وهي تدور على البيت المحوط بسور واسع وطويل ..
سمعت صوت شهد وهي تتكلم وتقول : امي تقول مو في غرفتها ..
جلست ورى البيت وثنت رجولها ولفت يدينها عليها وهي تنتحب ..
البكا صار عادتها وطبيعتها ..
ماتطلع من مصيبه الا وتطيح بجديده
الله يرحمك ياابوي غبت وغيّبت الفرح معك ..
وجهت بيدينها للسما على ذكر الغالي وابتهلت له بالدعاء من اعماق روحها وفي عز حاجتها له وندمها على ايام حياته ..!


***
بعد ماجلس بعدها بدقايق ..
طلع من المكتب وهو يلوم نفسه ويوبخها ..
وشلون قدر يقهرها وهي انثى وماتقوى على الجرح والاهانه ..
وشلون يقهرها هي بالذات وهو المعروف بسخاءه في العطاء ..
طلع فوق يدورها ويتبع اثرها ..
مالقى لها لاحس ولا اثر الا بقايا ريحة عطرها اللي تفوح بها غرفتها واغراضها ..
رجع من حيث اتى ..
وفي قرارة نفسه انها اكيد عند فوزية ..
دخل الصاله وفوزية تشيل اغراضها قال : شادن وين ..؟
رفعت فوزية حاجبها مستغربه قالت : ماادري من يوم طلعت لك ماشفتها .
: انتي وين بتروحين ..؟
: بروح لبيتي خلاص طولت .. بعدين عزيز بيجي الحين واكيد انه جيعان بروح قبل يرجع .
: زين اخلصي على بال مااجيب كوتي ( جاكيتي ) وشماغي .. بوصلك .
طلع ومر غرفتها مرة ثانية وتأكد انها مو في الحمام ومر على الغرف كلها مالها أي اثر ..
اخذ جاكيته من غرفته ونزل ..
ودى فوزية وعقله وقلبه معاها ..
مايدري وين مكانها ولا وش حالها ..
طول الطريق كان ساكت ..
وشهد تتكلم وتسأله واذا الحت اما يرد عليها بـ ايه ولا قال مدري .
رجع للبيت وهو عازم انه يرجع يدورها ويحاول يعتذر منها بأي طريقه ..


***
قرأتها للمرة الأربعين تقريباً ..
قالت بلهفه : عنود . تعالي بسرعه .. شوفي عماد ظهر من بيته مع فوزية وعيالها والله ثم والله ان رجع وماعطيتيه الورقه ماتشوفين الفستان سألت العنود ببراءة : نوف رسالتها وش فيها .؟
: انا سألت شادن قالت اغراض يجيبها لي من السوق .
وقفت العنود طمعانه في الفستان وفي خدمة شادن اللي تحبها كثير وتعتبرها احسن مدرسه عندهم في المدرسه ..
قالت : طيب ابلا شادن ماتقول شي لو قريتها ..؟
فزت نوف بمكانها قالت بعصبيه وشراسه : لا والله لين قريتيها لاموتتس .. لأن شادن حلفتني محد يفتحها وانا وعدتها وانتي تعرفين اللي يخلف وعده يصير مع المنافقين ..في الدرك الأسفل من النار .
هزت العنود راسها مقتنعه بالكلام اللي درسته وسمعته كثير وارعبها
قالت : ايه صح .
: اوعديني ماتفتحينها .
: وعد ماافتحها .
تطمنت نوف ان اختها ماراح تفتحها لأنها دايماً تردد عذاب الآخرة ووعيد ربي وتخاف تسوي شي يغضب ربي ثم يعذبها ..
طلعت العنود بحب للمغامرة من اجل الفستان الحلم والفوز برضا نوف حتى توفي بوعدها ..
استوقفتها نوف وهي تجري وراها بقارورة عطر في يدها قالت :
اصبري بعطر الورقه ..
بخت عليها من عطرها الحار والقوي واعطتها العنود وانطلقت الثانية مثل البرق .
شافته يوقف سيارته عند بيته ..
ودقت شباك سيارته بشويش ..
فتح القزاز وهو يطالع في بنت جيرانهم اللي دايما يشوفها تلعب مع شهد عند بيتهم
قال بحذر : نعم ؟
مدت عليه الورقه قالت : هاك من عند ابلا شادن .!
استنكر الكلمه قال بردة فعل سريعه وباستغراب : وشو ؟
: نوف اختي تقول هذي من عند مرتك .
اخذ الورقه بوسط حيرة وذهول وتكذيب وخوف وشكوك .. !
والورقة بتثبت الشكوك ..!
( ودي أعرف ليه أودك!
ليه من الغاليين أعدك..
ليه أحاول كل مره ألفت إحساسك وأشدك..
ولا بغيت أمشي وأقفي عيا قلبي لا يهدك!!
ودي أعرف بس وش سر اهتمامي ..
حتى لا مريت جنبي روحي ترسلك سلامي..
.........
ليش تعذبني وانت عارف اني احبك من سنين ..
ليش تتجاهلني وانا ا للي خليت حمود ولد عمي لانك ساكن القلب ومالكه
احبك واعشق ترابك واراضيك .
عاشقتك نوف )
عفط الورقه ولعن الساعه اللي فتح للبنت شباك سيارته ..
دق بوري واشر للعنود اللي جاته تجري بدون شبشب او شي يحمي رجولها من الأرض وترابها وحجرها وأذاها ..
اخذ الورقه وشققها لقصاصات يصعب على أي احد يقرا منها حرف واحد ..
مدها على العنود وطالع في الشباك وشاف نوف كعادتها واقفه عليه وتراقبه .
كانت تطالع وكأن بيغمى عليها من اللهفه والفرح والخوف ..
مشاعر مختلطة ومتناقضة والخوف هو سيد الموقف ..
رجولها مو قادره تضبطها ..
تخيلته وهو يقرا حروفها وكلامها ويتخيلها ويحس فيها وتتحرك لها مشاعره .. !
شافته يعطى العنود شي ورجعت وهي تمشي بفتور عكس لمن راحت له ..
ماانتظرت نوف لحد ماتدخل وانطلقت لها تجري بتستقبلها عند الباب وهي تسب وتسخط في العنود اللي تمشي بمهل وبرود ..
طالعت في يدها اللي قابضتها ..
قالت : خذي ..
رمت قصاصات الورقة عليها وكملت : عماد يقول خلي اختس تعطيها شادن ..! ويقول لتس استري على عمرتس ازين لتس ..!
وآآه ياكبر الخيبة ..
وآآآآه يالاهانه ..
وآآآه ياحب السنين اللي ضاع . .
حاولت تجمع الاوراق بس ماقدرت لأنها مجرد فتافيت طيرها الهوا ..
رجعت لغرفتها ووقفلت على نفسها بدموعها وجروحها وخيبتها وصورة حمود اللي لابد منه تلوح لها وتتراءى من امامها وتنربط بالمستقبل اللي مامنه مفر ..
رمت عمرها على فراشها وتغطت ببطانيتها ودخلت في دوامه من البكا المميت ...

***
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:22 am


دخل البيت وهو بين نارين ..
نار شادن اللي اكيد انها زعلانه ومقهورة ونار غيضه من هالبنت اللي يخاف انها تبلاه ولا تلحقه الأذى وهو يحاول يتحاشى ابوها ومايحتك فيه بسببها ..
مشى متوجه لداخل البيت .. وقبل مايدخل استوقفه الصوت اللي سمعه ..
شهقاتها وهي تبكي وتمتم بكلام ماقدر يفهمه من النحيب اللي يصحبه ..
لف بسرعه من ورى البيت ..
وشافها ..
ضامه نفسها بيدينها ودموعها تنزل ..
وهي تطالع في السما ..
ماقدر يرد رجوله وهو يمشي لها بسرعه ..
وقف عندها وهي متجمده وكأنها فقدت احساسها باللي حولها وشعورها بالآخرين ..
ثنى رجوله وجلس على ركبه بجنبها وعيونه مارفعها من عليها .
انكسر قلبه وانشطر على حالها ..
ليه تبكين على شي مايستاهل ..
عساني اتزوج اربعين ليش تهتمين ..
تغارين عليّ .. ؟
ولا ماتبين شريكه وبس .
مد يدينه وضم على اكتافها قال : قومي ادخلي البرد كسر عظامك .
رفعت يدينه من على اكتافها وماردت الا بالدموع اللي انخرطت فيها .
نزل جاكيته وحطه عليها وضم عليها بقوة قال بهمس : انتي ليه حساسه وكل كلمة تأثر فيك .. يعني ماتدرين اني كنت امزح معك .
غمرها الدفى وريحة عوده المعتق طغت على الهواء والأوكسجين وتنفستها لين حستها جرت في دمها مع اوردتها .
: قومي ادخلي عليك برد .
: عماد اتركني لوحدي ... انا تعبانه .
: طيب قومي ادخلي .
طالعته بعيون باكية ومعاتبه قالت : واذا دخلت تتوقع ارتاح .
باسها على جبينها قال بهمس : ادخلي لايسوي البرد فيك سواته في فهد .
بعدت عنه وصرخت قالت : عماد ارحمني انت ليه كذا ..؟ ليه حياتنا كذا ..؟ انا مستعده اعيش معاك على أي وضع حتى لو فيك عيوب الدنيا انا قابلتك وراضية فيك ..حرام عليك خلني ارتاح واعيش زي الناس ...
واجهشت ببكا مرير وكملت من وسط بكاها : خلني ارتاح الله يخليك .
كان همه انها تدخل البيت لأن يدينها كأنها قالب ثلج ..
ولبسهاخفيف وخوفه يصيبها اللي صاب فهد باسباب البرد ..
قال : ابشري بخليك ترتاحين بس قومي معي .. ادخلي للدفا .
تنهدت وبكت اكثر وهو لاف يده اليمين على اكتافها وماسك يدها اليسار بيده اليسار ..
ماقدر ينطق أي كلمه ..!
اصلاً وش عنده يقول ..!
يابنت انا رجال مريض مااصلح اكون زوج ..
اخاف تصيبك علتي .
انا انسان يشوف الدنيا كم سنه وتنتهي .
دخلوا البيت وطلع معاها لغرفتها كانت بتتكلم قال : اششششش ولاكلمه .. ماله داعي الكلام الحين .. والكلام اللي زعلك كله خرطي في خرطي .. انتي راعية البيت وهو ملكك انتي لحالك .. تبين تصدقين وأوريك اوراق ملكيته ..
لفت الأرض فيها وهي تطالع فيه ..
منذهله وخايفه ..
مصدقه ومكذبه ..
مطمنه ومو راضيه .
سحبها لسريرها قال : ارتاحي الحين وانا بنتظر لين تبدأ صلاة التهجد ابي ارجع الاقيك مثل اول .
مسح دمعتها بطرف اصبعه وباسها قال : لااشوف هذي تنزل .
طلع وهي بوسط ذهولها وصمتها وخوفها من اللي جاي ..
جمد الدمع ورجع قلبها ينبض بفتور وكأنه تعب من التضادات اللي صارت له في يوم واحد حافل بمشاعر مضطربة ..!


***

واقف على عظمين له اكثر من ست ساعات
وان جلس جلس دقايق ورجع يسأل عن المصابة اللي ماعرف حتى اسمها ..
ولا يروح يكمل محضر الشرطه ويحوس مع اهل المتوفيات اللي حضروا ..
الموت له سطوة ..
وحزنه مرير
والفقد موجع ..
وصلوا اهل اميرة زوجها واخوها وام زوجها اللي ياما وياما اشكتها على زميلاتها واشتكت من فعايلها ..
دخلوا حتى يتأكدون من الجثه وأول ماعرفوا ..
اللي صرخ ، واللي رجع كل مافي جوفه ، واللي طاح مغشي ..
اميرة اللي تركت فارس 4 سنوات ويزيد 6 ورانيا 2 ونصف .
تركتهم بلا ام .
بلا حضن دافي وقلب حاني .
بلا مأوى ان ضامتهم الدنيا .
تركتهم وغادرت بكل سهولة .
وسط ذهول الزوج وفجيعة الأخوان والأم ولأب وام الزوج اللي ماعرفت قيمتها الا بعد ماشافتها جسد بلا روح وحراك .
من بيلمك يافارس اذا صحوت مفزوع من نومك ..
من بيلبسك ثوبك الأبيض ويحضنك ويحصنك يايزيد اول يوم دراسي وهي اللي كانت تنتظر اليوم هذاك بوله وشغف .
من بيحتويكم ويحاول يدور رضاكم ويلبي طلباتكم ..
ابو ولا زوجة ابو .
ورانيا بنت السنتين ونص ..
الطفلة المفطومه ..
وشلون تنشأ البنت بدون ام ..
من بيجدل ظفايرها ..
ويختار لها ملابسها .
لمن بتقول اسرارها وخصوصياتها اذا تطور عمرها وكبرت ..
لمن بتسرد حكاياتها مع صديقاتها وسوالفها .
تركتهم اميرة وراحت ..
راحت لأنها ببساطه تبي تعيشهم بمستوى معيشي افضل ..
بس القدر ماكتب انها تحقق احلامها ..

..
وقف فهد وهو يشوف زوج فاطمه يردد لاحول ولاقوة الا بالله اكثر من مئة مرة ..
فلاحول ولاقوة الا بالله تهون المصاب الجلل .
رددها لعلها تهدي نفسه الهادره غضباً وقهراً وامتعاضاً ..
راحت الشريكه والرفيقه ..
راحت وتركته وتركت وراها من الاحباب كثييير
وياكثر اللي بيصدمهم الخبر
بدءاً بأهلها واهله والجمعيات الخيريه ودور الأيتام اللي تعلقت فيهم وتعلقوا فيها ..
وقف فهد عنده بشكله الرث وملابسه الملطخه بالدم وشماغه المربوط على راسه بشكل عمليّ بحت .
: هونها وانا اخوك .. ادري ان مصيبتك مصيبة . ..
قاطعه الرجال الملتحي : اللهم لااعتراض اللهم لااعتراض اللهم لااعتراض .
غرقت لحيته بسيل الدموع وابعد فهد عنه وهو يشوف اخو زوجته المكلوم هو الثاني يجي ويسانده ويطلعه برا المستشفى ..

..
وصل العريس بلهفته
شاب في العشرين ..
نظراته تدور في كل الأماكن لعل وعسى ...
انشرح خاطر فهد وهو يسمعه يقول للمرضه السعوديه بهلع : انتي شفتيها هي بنت شباب .. عرووووس عرووووس لسه .. صغيرة مو كبيرة . نحيفه .. ا ا ا شكلها شكلها ..
قاطعته الممرضه بوجع : اخوي بقيت جثة وحده ومصابة في العناية المشدده .. اذا الجثه مو زوجتك معناتها هي الوحيده اللي نجت .
رفع يدينه للسما مايدري ان الله حكم ونفذ حكمه ولاراد لقضائه .
دخل وجسمه يهتز رعب من الموت وهيبته ..
وخوف ان الجثه تكون للعروس .
كشفت الموظفه عن وجه الجثة وتهاوى على الأرض مغشي عليه ..
وياكسرها الفرحه في عز عزها ..
وياصعب فقدان الأمل في الهناء المنتظر .
شالوه الممرضين على ودخلوه الطواريء
كل هذا على مرأى من فهد ..
وكأن الله بعثه ليقول له ان مصابك هين مع مصاب غيرك .
مصيبه وتجبر مصيبه ..
وربَّ ضارةٍ نافعه ..
وصدق مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ
مسك راسه وهو يفكر بعظم المصاب ..
ذكر الله واستغفره وفز بمكانه لأن الصوت اللي سمعه مو غريب عليه ..
: مشاري وابوه .
وقف لهم واستقبلهم قال : خير يامشاري وش فيكم .
طالع فيه مشاري بوجه اصفر والرعب يدب في قلبه..
والأب الموجوع خايف من الصدمه ..
ووجهه يقول انه مايقدر على التحمل ..
قال فهد : بنتكم في الحادث ..
هز مشاري براسه قال : ارسلونا للثلاجه .
مسكه فهد من يده قال : الظاهر انها نجت .
طالع فيه ابو مشاري وخيط الأمل يلوح ووده يمسكه لايفلت ..
لكنه سكت خايف من ( الظاهر ) تحمل وراها العكس ..
قال مشاري : وش دراك ؟
: الجثث ثلاث تعرفوا اهلها عليها .. والباقي اصابة وحده وهي في العنايه لكن حالتها موب حرجه .
كرر مشاري جملته : وش دراك ..؟
رد فهد وهو يشد على ساعد ابو مشاري التايه مابين يصدق ويفرح ولا يخاف ويتوجس ..
قال : تعالوا للعناية المركزة وكلموا الدكتور تراه معي من اول ماجيت ويطمني عليها اول بأول .
هز ابو مشاري راسه وبقلبه ودوني أي مكان بس اتطمن ..
حثوا الخطى ووصلوا للعناية المشدده وكلم فهد الممرضه اللي عرفته من كثر ماسألها قال : هذولي اهل البنت خليهم يشوفونها من بعيد .
حاولت تعترض بس فهد اقنعها ان اهلها خايفين ماتكون هي فسمحت لهم بالدخول اقل من دقيقه ونظرة ويرجعون ..
دخل ابو مشاري والرهبه لاتقل عن رهبة اللي دخلوا على جثث اهلهم ..
مابين الأمل والخوف ..
تهللت اساريره وهو يشوفها مسجاه على السرير ومطبقة جفونها في وسط اجهزة واسلاك طبيه ..
هز راسه لمشاري اللي ماقدر ينتظر برا ودخل وشافها ..
تسند ابوه عليه ومسكه لحد ماطلعوا وهو يلهجون بحمد الله وشكره على نعمته وانه رد لهم بنتهم ..
ساعد فهد ابو مشاري على المشي وجلس على اقرب كرسي قال : ياولدي وش هالدم اللي عليك .
طالع فهد بملابسه اللي ماقدر يصلي منها قال : شوفة عينك .. قدر الله انه يحطني في طريقهم والحمد لله انا لحقنا بنتك .
طالع مشاري في فهد قال : هذا الدم ..
قاطعه فهد : دم المصابين .. هذا الدكتور جا اسأله عن اختك وانا خلاص بطلع ادور لي شي آكله من العصر وانا احوس لافطور ولا راحه .
اقبل عليهم الدكتور وتحمد لهم على سلامة بنتهم وطمنهم بأن اللي فيها كسور ورضوض وجروح .. وان شاء الله ان حالتها مو صعبة ولاحرجه ..
اقنعهم ان جلستهم مامنها فايده وانهم ماراح يشوفونها الا بعد 48 ساعه .
وعلمهم بأن اللي ساعد بنتهم هو الشاب اللي كان جالس معاهم وانه لولا الله ثم هو يمديها لحقت زميلاتها ..
طلع ابو مشاري مع ولده وبداخله كيف يرد الجميل لفهد ..
وصلوا بيتهم ودق على فهد بس احبط وجوال فهد مافيه شبكه ودلاله انه مسك الطريق اللي يودي لديرته ..


***
تمددت على سريرها وهي في ذهول وصدمه من كلامه
يبي يسكتها ويراضيها بكلامه هذا ويقول ان البيت لها ..
يحسب الدنيا ماده في مادة .
مايدري اني ماابغى منه فلوس ولا مادة ولا شي حسي ..
كل اللي ابيه هو ..
حطيت يدينها على وجهها وهي مخنوقه
بس مارضت الدموع تنزل
كلامها جمد الدموع ووقف البكا
ووصلها لما بعد البكا ..
تغطت بلحافها تدور الدفى
الدفى اللي يغمر روحها البارده قبل جسدها ..
بس وين الدفى وعماد الجليد ساكن بقلبها واعماقها
سمعت صوت الإمام وهو يقرأ بخشوع وتسلل الصوت والكلام لروحها
وتذكرت ان الباري في مثل هالوقت يدور من يتوجه له ويتضرع ويلبيه ..
فزت من سريرها وتوضأت وفرشت سجادتها اللي صارت تعرف ادق تفاصيل حياتها من كثر ماشكتها عليها ..
كملت صلاتها بخشوع وتونِّ وتضرعت لربها باللي في قلبها علّ وعسى ان الباب هذا محد يطرقه ويخيب ..
فزت من على سجادتها وهي تسمع خطواته تقطع الصمت الموحش في البيت ..
ودخلت في لحافها وغمضت عيونها ..
ماتبي تشوفه وتشتعل النار اللي هجدت على السجاده
وماتبي تسمعه وترجع لها صورة نوف اللي ربطتها بالدور اللي فوق وبحياته ..
وماتبيه يبرر ولا يعتذر لأن الشرخ عميق ...
ورتقه صعب ..
وماتبيه يفتح موضوع البيت وملكيتها له سواء يثبت ولا ينفي لأن هالكلام اكبر منها بكثير وأصعب من كل المواقف في حياتها ..
فتح الباب بهدوء من دون مايدقه وكأنه يثبت لها وله ان هالمكان واللي فيه حلاله
يدخل متى مارغب ويطلع بكيفه ..
شافها متمدده على سريرها ومتمسكه في لحافها وجفونها مغمضتها على عيونها واللي فيها .
تداري عنه ..!
ولا تخشى مواجهته ..! و
لا كارهه وجوده عندها .
خانته قدرته في المقاومه واقترب منها اكثر ..
وهي كذا تغريه وتجذبه ..
وشلون وهو قريبه منه ولا في حضنه ..
لو تدرين ياشادن باللي في الصدر ..
كان فرحتي وانا ابعدك واجفاك .
سحب جاكيته اللي على طرف سريرها واللي اختلط عوده مع ريحة عطرها وشكل ريحة مزجت القوة بالرقة ..
ضمه على صدره وانسحب من غرفتها لغرفته ..
لبس واخذ اغراضه اللي تهمه ونزل لجدته ..
بالقوة اقنعها ان عنده شغل في جده ..
ماقدامه حل الا الهروب ..
خاصة الليلة وفي هالوضع ..
سلم عليها وهي تردد الدعوات بحفظه وتوفيقه وتيسير اموره
ومشى وذكر الله يلهج بلسانه من دعاء سفر لاتكال وتفويضه امره ومعوذات وآيات قرآنية تعينه وتحصنه من الشرور والمساويء ..


***

دخل بيت اهله قبيل السحور ..
ملابسه وشكله تقزز كل من شافه ..
شافته منال وصرخت بصوت افزع حنان الواقفه في المطبخ وبندر وخالد الجالسين على التلفزيون ..
قال فهد : هييي بنت اسكتي روعتي الناس .
جاته تمشي بسرعه وسلمت عليه وهي تتفقده قالت : ياويلي يافهد الدم هذا وشو ..؟ صاير عليك حادث .
رفع يدينه قال : مافيني شي شوفي .. لقيت قدامي حادث وساعدت فيه وهذا دم المصابين .
وصله بندر وسلم عليه وهو معقد حواجبه قال : استغفر الله هذا دم آدمي ولا دم ناقة منحورة عليك .
سلم على خالد وحنان قال : لاوالله حادث كرهني بعمري .
تكلمت منال وهي مكشرة قالت : ياعمري يافهد هو انت ناقص .
رمقها بندر بنظره لوم والتفت لفهد قال : غسل غسل والله الظاهر انك مااكلت شي من امس .
رفع فهد حواجبه بتعب قال : خلها على الله بس .. على سحوري ومتبرع بدم للمصاب والدنيا قدامي سودا بغيت اصدم مرتين .
قالت منال بلهفه : خلاص ادخل تروش وبدل ملابسك وانا احضر السحور الحين .
طلع ابوه على صوته وهو يرحب ويهلي كأن له سنين ماشافه ..
بس فتر صوته وهو يشوف هذا شكله وحاله ..
قال : ذابح لك رجال ..؟
جاه فهد يمشي قال : ماذبحت احد الله يخليك لي .. اسعفت لي مصابين وهذا دمهم .
زفر ابوه بارتياح وسلم فهد على جبينه ولثم يده قال ابوه : بشرني عنك وانا ابوك ..؟
هز فهد راسه قال : الحمد لله على النعمه والعافيه بخير من ربي ياجعلك بخير . الا الوالده وينها ..؟ نايمه . ؟
: مهب الظاهر ادخل لها وانا ابوك طمن قليبها ترى دمعتها ماجفت عليك .
رد فهد : خلني ابدل ثيابي لاتشوفني وهذا شكلي ..
قطعت عليهم شهقة امه وصرختها وهي تقول : ياويلي على وليدي ..
رفع لها يدينه وكأنه يقول شوفيني مافيني شي وجا يمشي عندها وهو يقول : اصبري الله يخليتس لي مافيني شي ناس صاير عليهم حادث واسعفتهم .
هدا روع الأم بالرغم ان المنظر مؤسف بس سلامة ولدها فوق كل شي
قالت : لااله الا الله وكل هذا دم .. حيوا ولا ماتوا .
عطاها فهد ظهره وتوجه لغرفته وهو يقول : مات اللي مات وحيا اللي حيا ..
طالع في حنان المتقرفه من هيئته وريحة الدم قال : تكفين ياحنان ابي لي حليب بزنجبيل قبل السحور .. البرد ذبحني والحكه قطعت صدري .
تكلم خالد : عجلي بدال مانتي واقفه وعافسةٍ وجهتس .
دخل فهد غرفته وبدل ملابسه وغسل وصلى العصر والمغرب والعشا وطلع لهم كمل جلسته معهم وهو يوصف لهم الحادث من دون مايجيب سيرة جيران نايف حتى ماينزعجون البنات خاصة انهم عرفوهم وحبوهم ..


***

ثلاثه ايام عصيبه مرت عليهم
حالتها من سوء لأسوأ ..
كسور في الفخذ والساعد من الجهه اليسار ..
جروح عميقه في الرأس والرقبه سببت لها نزيف والقزاز اخرجوه بصعوبه ..
وكل هذا يهون لأن الجرح مصيره يندمل
والكسر يجبر
وقف مشاري بجنبها وهي مطبقة جفونها لأنها ببساطه رافضه العودة ..
الصدمة سببت لها انهيار عصبي حاد ..
ان الواحد يصحى من نومه على فزع هذا بحد ذاته صدمه
لكن ترميه السيارة على بعد 15 متر وهي في طور الصدمه ثم تزحف رعب وخوف وألم ونزف وتوصل زميلاتها وهم اجساد بلا ارواح وتكلمهم اكثر من ساعه ونص هذا شي فوق الاحتمال
وخاصة ان سارة من النوع الرقيق اللي مااعتادت على الصلابه .
مسح مشاري على راسها وامه تتمتم بأدعية وابتهالات وتنفث عليها وتمسح جسدها ..
دخلت ريهام بنت خالتها وخطيبة مشاري قالت بهمس : ها كيفها الحين .
هز مشاري كتوفه وهو يحاول يختصر بكلمات معدوده لأن الأطباء حذروهم من ازعاجها قال : على حالها ماصحت .
مسكت ريهام يد مشاري قالت بهمس في اذنه : تعال اطلع معاي واترك خالتي تجلس عندها ..
خرج مشاري بناء على طلبها ووقف برا قال : ليه ماكلمتيني اجي آخذك .
ردت ريهام وهي تضيق فتحة نقابها وتميل طرف طرحتها عليها قالت : ماحبيت اتعبك ابوي نزلني وراح .. مشاري حبيبي لازم تاكل وتعيش وتحمد ربي انها مالحقت زميلاتها .
تنهد مشاري قال : الحمد لله على كل حال .. انا مامخوفني غير هالانهيار ولا الباقي كله مسألة وقت ان شاء الله .. طمنوني الدكاترة .
ضمت على يده برقة قالت : حبيبي انا اعرف سارة ممكن تتعب فترة بس راح ترجع خليك واثق من كلامي .
هز راسه قال : يالله امشي برجعك للبيت واقنعي امي ترجع معاك مرة رافضه تتحرك حتى فطور للحين ماافطرت .
دخلت ريهام لخالتها اخت امها وام خطيبها وهمست في اذنها بترجي وسلمت على راسها وبإقناع قامت خالتها معاها ترجع لبيتها وتصلي العشاء والتروايح وتستغل الايام الفضيلة في الدعوات لبنتها اللي تركت قلبها عندها ..


***

مرت بقية العشر الأواخر والناس ملتهين مابين صلاة ومساجد واسواق وزيارات .. لولا وجود عمتها فوزية عندهم اليومين اللي راحت كان يمديها تفجرت من الطفش والغيض من عماد وغيابه ..
الليله اعلنوا انه العيد وان الشهر ناقص ..
وهو للحين مارجع ..
" يحسب الهروب حل ...
طيب واذا رجعت ياعماد وش الحل ..؟ "
قالته بقلبها وهي تدخل غرفته اللي رتبتها قبل يومين ونظفتها وكأنها تستجديه يرجع اذا حس ان غرفته نظيفه ..
طالعت في الغرفة وحاجياته وكأنه يحاصرها
رغم انها ترتاح اذا دخلتها الا انها تحس انه يخنقها اذا تذكرت تصرفاته معها ..
سكون البيت يخوف ..
مافيه أي شي يقطع الصوت الا صوت خطواتها وحركتها في الغرفه
وصوت الهوا اللي يتسلل مع الثقوب حول اطارات الشباك ..
حتى القرية بليلة العيد ماتغير فيها شي الا ان البيوت اضاءوا المصابيح العطلانه اللي تطل على الشوارع ..
ومظاهر ليلة العيد من العاب ناريه وخروج الناس من بيوتهم اللي اعتادتها في جده تفتقدها قرية الأجواد والكل لجأ لفراشه من بدري لأن العيد عندهم رغم جماله وحلاوته الا انه مشقه وعناء وتعب والأحسن انهم يستقبلونه وأجسادهم مرتاحه ..
في اثناء الصمت الواجم على انحاء البيت الكبير ..
والهدوء اللي يخوف اكثر من انه يُشعر بالراحه ..
سمعت صوت خطوات مع الدرج ..
مافيه غيره خطواته قوية وسريعه ..
وأكيد انه رجع عشان الليلة عيد ..
وين تطلع وهو خلاص قريب من الغرفه ..؟
وش تقول ..؟
الأفضل انه يضبطها متلبسه وبعذر ولا يضبطها هاربه وبلا عذر ..
فتحت الادراج بسرعه وسوَّت نفسها تدور على شي ..
ماتردد انه يدخل غرفته المضاءة انوارها ومفتوح بابها على غير العادة اذا ماكان فيه ..
شافها واقفه بارتباك وتدور في الادراج ..
رغم انه مايحب احد يدخل غرفته ويعترض اذا احد حاول انه يفتش او يبحث في خصوصياته اياً كانت .. الا انه سكت ومااعترض على فعلها ..
وقف على الباب وهو يطالعها ..
لاسلام ولا كلام ولارفع نظره عنها .
قميصها الزهري القصير والناعم جداً مطلعها ابهى صورة ..
شعرها الأسود اللي يتمنى يدخل يدينه فيه ويلمسه بحرية وراحه يأسره ..
ذبول عيونها الواضح يبهره رغم انه ذبول والذبول عمره مااغرى الا انه على عيونها اغراه وفتنه ..
كان يناظرها بحزن ..
بين فرحة اللقا وهمّ القرب .
اربكتها نظرته وخافت انه يعاتب ..
اصعب شي تواجهه مع عماد نظراته الغريبه ..
يبي يقول شي ويعجز ..
طلعت يدها من الدرج بفتور وفيها مقص اظافر الشي الوحيد اللي قدرت تحصل عليه ويمكن يكون هو عذرها قدامه ..
حاولت تبلع ريقها بس خذلها حلقها الجاف قالت بارتباك وهي ترسم ابتسامه باهته مالها أي تعبير على وجهها : الحمد لله على سلامتك ا ا ا ... رفعت مقص الأظافر وكملت بخجل : كنت ابغى هذا .
مشى ناحيتها بسرعه وعينه على مقص الاظافر وخطفه منها قال بلهجة حاده ماتوقعتها : هذا استخدمتيه .
: لا كنت باخذه ماعندي ...
تنهد بارتياح قال بصوت موجوع وهو يقاطعها : لاعاد تقربين من اغراضي الشخصية .
اسلوبه هذا يجننها
ينهكها ويوجع قلبها ..
ليه يأمر بتوسل
ليه يتقوى وبضعف .
ليه ينكسر قبل لايكسرها ..
طلعت لغرفتها بخيبتها وتركته بين همه وندمه وخوفه عليها ..
وكل واحد يلوم نفسه على تصرفه ..
هي عذرها الشوق وهو عذره خايف عليها ..
حاولت تنام بدون ماتفكر في اذيته لمشاعرها
وهو حاول يتناسى ويعذر نفسه بأنه معاه حق ..
تقلبت طول ليلها واستجدت النوم باغلاق النور وهدوءها واخماد بركان الغضب الثاير بداخلها ببعض الآيات القرآنية والأدعيه اللي تحفظها ..
لكن النوم ابى وتمنع ورفض انه يطرق جفونها وظلت صاحيه لين سمعت الأذان ..
اما هو فرحمه تعبه وهاجمه النوم رحمة ورأفه ..
فزت من سريرها ..
وصلت ولبست تنورة لونها سماوي مشجر بأصفر واحمر .. وبلوزة لونها سماوي سادة وماسكه عليها .. بصدر واسع وأكمام طويله وضيقه ..
انتهت من مكياجها اللي اختارت الوانه هادية جداً وتناسب النهار ..
اغرتها الأصوات اللي سمعتها برا وفتحت الستارة حقت غرفتها وشافت النور يغازل سماء العيد ..
الناس بدت تطلع من بيوتها والكل بملابسه الجديده ..
الأطفال بثيابهم انتشروا في الطرقات من بدري بانتظار الصلاة .
وصل سمعها صوت عماد وهو يسكر باب غرفته وعرفت انه نزل رايح للصلاة ..
كانت تتأمل الرجال وكل واحد خارج بسجادته لمصلى العيد اللي في آخر القرية ..
الجو مفعم بروح المناسبه ..
تذكرت ان جده على النقيض ..
الناس صحيح تروح تصلي وبعدها يعم الهدوء على البيوت خاصة انها عاشت سنين طويلة بدون قرايب .. واهل سارة اللي تعتبرهم اهلها غالباً يقضون العيد في ينبع عند جماعتهم ..
شافت عماد وهو يطلع من البيت وجدتها معاه رايحه للمسجد .
تذكرت كلام فوزية ان امها لايمكن تتخلى عن صلاة العيد في المسجد ..
لابس ثوبه الأبيض وشماغه الأحمر ويمشي بهيبه مميزته عن الجميع ..
توارت سيارته عن انظارها وقفلت ستارتها ونزلت تحت ..
جهزت القهوة والحلا في قسم الرجال وسوت الجمر بانتظار الضيوف حتى تحط العود ..
سمعت اصوات عمانها وجدتها والمعايدات والتهنئة وطلعت سلمت عليهم وعماد بينهم ..
سلم على راسها وهو يعايدها وردت بصعوبه وخجل واحراج بـ : وانت بخير ومن الفايزين .
قال فواز وهو يقصر صوته بلوم لعماد اللي يبتسم على شكلها : ياخي ماتستحي انت ..؟ احرجت البنت .
ضحك عماد بصوت مسموع واقرع صوت ضحكته في قلبها قبل اذنها .. ولف يده على اكتافها وهو يقول : هههههههههههه عايدتك انت ماتبيني اعايد حرمتي .
حرمتي ..؟
حرمتي ياعماد ..؟
طالعت فيه باستغراب ورجاء وخوف واستنكار لأنه يستخف بوجودها في حياته ..
تجاهل نظرتها ورجع يكلم فواز : خلنا نروح للمجلس شكل الناس جات تعيد علينا .
طلع فواز قبله ولحقه ناصر اللي وصل امه للصاله وساعدها على الجلوس ..
رفعت يدينه من عليها وانسحبت وهو يتبعها بنظراته ..


***
العيد عمره ماطرق كل البيوت بفرح ..
الا مايصير بيت يرثي ويبكي والخلق معيده ..
عيال اميرة الايتام وامها واخواتها وزوجها اللي تعودوا عليها كل عيد هالمرة مفتقدينها ..!
مالها حس ولاصوت ولا وجود ..
وساميه اللي عمرها ماقضت العيد بعيد عن اهلها ماتت ومات معها الفرح وبهجة العيد ..
زوجها صابته صدمه عصبيه ماقدر يجلس في الديرة وسافر للندن عند ولد عمه اللي يدرس هناك ..
وفاطمه والمأساة اللي خلفتها في كل بيت عرفها بسبب فقدها وفراقها ..
بدءاً ببيتها وبيت اهل زوجها وبيت اهلها وانتهاءً بدور الايتام والملاجيء ..
وفي مستشفى فقيه بجده ..
بعد مانقلها ابوها من الطايف ودخلها مستشفى خاص اكثر عنايه واهتمام على حد قوله ..!
كانت نايمه وساكته ..
الصدمه العصبية اللي تعرضت لها اسكتتها وافقدتها وجود اللي حولها ..
وامها وابوها واخوها حولها ويحاولون يحسسونها بأهميتها وان سلامتها ونجاتها من الحادث شيء مفرح ويستحق انها تصحي عشانه ..
وهي رافضه العودة للواقع بسبب الانفعالات الثايرة بداخلها وكان خير تعبير لها هو الهروب والابتعاد عن الواقع بكل مساوئه واحزانه وصدماته ..
بدءاً بصدمتها في خالد وانتهاءً بصدمتها في الحادث وفقد زميلاتها امام نظرها ..


***

في مجلس ناصر ..
مجتمعين على الغدا لأنه الكبير واعتادوا ان اول يوم الغدا يكون عنده ..
دخل على ابوه وعمه واخوانه وعماد وهم يسولفون قال ابوه من بين الجالسين : فهد من وين جيت وانا ابوك لنا اربع ساعات ندور عليك .
طالع فيهم وهو يحاول يتجلد ..
اليوم اول عيد يقضيه بدون سعود والأعياد القاتمة قادمة ..
قال بمرارة : رحت للمقبرة .
خيَّم الصمت على المجلس واكتفوا بالنظر والمواساة الصامته ..
التفت على عماد قال : ماوديت اهلك لجده ياابو مشعل .
: لا والله .. انا كنت عازم نايف وامه يجونا في العيد بس اللي صار ان بنت جيرانهم مدرسه في السبيل وصار عليها حادث وهي صديقة شادن وعلى حسب كلام نايف انها لو درت يمكن يصير لها شي .. وهو وامه اللي طلبوا مني مااجيبها لين صديقتها تطلع من المسشتفى .
قال فهد باهتمام : من تقصد ..؟ بنت ابو مشاري ..؟
رد عماد : ايه علمك نايف ..؟
: لاوالله ماعلمني نايف .. علمني شوفي لها ولحادثها ..
طالع في بندر وابوه قال : تذكرون الدم اللي على ثيابي يوم جيتكم تراه دمها كشر بوجهه قال : ريحته قعدت في خشمي خمسه ايام .
قاطعه عماد باهتمام : وين جيت الحادث ووشلون جاك دمها .
سرد فهد عليه السالفه ووصف الحادث ومساعدته للبنت وتحاشى الكلام عن حالتها وانهيارها وكلامها لزميلاتها لسبب يمكن يكون انه يذكره بحالته وسعود في حضنه جثه هامده ..ويمكن لسبب آخر ..


***
مرت ايام العيد عليها وهي في ضيقة .
قالت له بتروح لجده تعيد على اهلها بس قال اجليها لين انزل لجده ..
تحجج لها بالشغل في الديرة والطايف وان ماله نية يروح لجده ..
واكتفت بمكالمة امها من جواله الثريا اللي مايفتحه الا اوقات نادرة وللضرورة ..
من بعدها ماعادت فتحت معه الموضوع ..
ولا حاول يحتك فيها كثير ..
..
الليلة نايمه في غرفتها وبأمان الله ..
سمعت دقات خفيفه على باب غرفتها اللي قفلته وهي تبدل ونست تفتحه ..
فزت من نومها تتخبط بهلع وفتحت وزاد هلعها من منظره وشكله ..
صرخت بقوة : عماد .. عماد شفيك ..
مال بجسده عليها وهو يتأوه ويده على اعلى جنبه الأيمن قال بوجع وهو يمد عليها مفتاح سيارته : روحي لسيارتي هاتي كيس الأدوية اللي فيها .
ردت بخوف وهي تشوفه يرتجف وعيونه حمرا .. وزاد رعبها وهو يجري للحمام ويرجع اللي في معدته بصوت عالي ومتوجع ..
لحقته للحمام ولمحها قال : عجلي ياشادن لاتوقفين تطالعيني ..
راحت بسرعه وناداها بصوت عالي بألم : البسي شي قبل تطلعين .
اخذت عبايتها وطرحتها ولبستها وهي تجري زي المجنون الخايف الهارب اللي يدور على ملاذ وبنفس الوقت يطرد احد ..
فتحت باب الفيللا وباب السور بلا شعور ووصلت للسيارة ..
جربت المفاتيح الكثيرة اللي تجمعها مداليته الفضية واخيراً لقت المفتاح اللي انصاع له باب السيارة وفتحه ..
فتحت الدرج كأول توقع لها ان الأدوية راح تكون فيه ..
وفعلاً ماخاب توقعها وسحبت كيس الأدوية ورجعت تجري للبيت ..
وصلت غرفتها وهي تلهث ..
من سنين ماجرت زي كذا .. بس مو هذا المهم ..
المهم توصله وتلحقه ..
كان رامي نفسه على سريرها على وجهه وحاضن المخده على بطنه وصدره ..
اول ماحس بحركاته قام وجلس ..
مد يده على الكيس واخذها وطلع منه حبة مسكنة ومعاها حبتين من اللي اعتاد عليهم ودسها بفمه وشرب وراها موية من كاسة شادن اللي غالباً تلازم كومودينو سريرها ..
رجع تمدد على ظهره وهمس : لحفيني زين .
تأملته وهو يصارع الألم بصمت ..
وجهه الاصفر وحبات العرق تنتثر عليه ..!
التفت عليها وانتبهت لنفسها وسحبت اللحاف وغطته ..
مضت عليها دقايق وهي واقفه تطالع فيه بصمت ..
اخيراً استسلم للنوم وكأنه طفل الثلاث سنوات ..
بدون أي مقاومه او استدعاء واستجداء ..!
تسحبت من غرفتها وطلعت للصاله ..
كيف تنام بعد هالليلة العصيبه ..؟
وشلون تعيش معاه وتقدر تواجهه وتكلمه وهو كتلة استفهامات والغاز ..
جلست في الصاله اللي فوق ومابين فترة وفترة تطلع عليه وكان وضعه واحد وشكله واحد ..
الا ان ملامحه بدا عليها الارتياح اكثر من اول ..
سندت براسها على الكنبه وغفى جفنها قبل الأذان
اما من التعب او باستدراج ابليسها للنوم حتى ما تصلي صلاتها على الوقت ..



***

من بعد هذيك الليلة ماشافته الا يوم العيد ..
على قد ماتحبه على قد ماهي غاضبة ومقهورة منه ..
فتحت شباكها تدور اثاره وتمني عيونها بشوفته علّ الشوق يهدا ويهجد ..
ابد ماله اثر ..!
حتى المزرعه اللي اعتاد يروح لها يومياً ماراح لها من العيد .
وقفت اختها نورة وراها قالت : نوف لو سمحتي سكري الطاقه فضحتينا في الناس خلاص مامن مراقبتس له فايده .
سندت بظهرها على جدار غرفتها الاسمنتي وهي تطالع في اختها بحسرة وقهر قالت : نورة .. حظنا ليش كذا .
جلست نورة على الارض وكتابها في يدها تبي تراجع قبل الدوامات اللي بتبدا بكرة .
قالت : وش فيه حظنا .. عايشين من احسن شي .
جلست نوف باحباط قالت : وين هو اللي احسن شي وتشوفينه .. وش عاجبتس في حياتنا .. ابوي الشايب الفقير ولا امي اللي تشقا من يوم تصبح لين تمسي ولا فقرنا وبيتنا وحياتنا بلا اخو ولا سند .. وكله كوم وعيشتنا في القرية هذي كوم .. ليش ربي ماخلقني من بنات المدن وغنيه بدال هالعيشة اللي تقصر العمر .
ردت نورة بحده : احمدي ربتس يانوف غيرتس يتمنى عيشتس .. عندتس ام و ابو شايلينتس على كفوف راحتهم .. وموظفه وغيرتس مالقاها .. لاتعترضين على قسمة ربي ترى ربي مايقسم لعبده الا اللي يشوفه في مصلحته ويناسبه .
: مشكلتس يانورة ان تفكيرتس عند رجولتس ... طالعي في شادن مرة عماد ...
قاطعتها نورة : انتي ماخلاتس تفكرين بهالخرابيط الا عماد واحلامتس اللي نسجتيها معه . اصحي يانوف عماد مهوب لتس ولايفكر فيتس .. وحتى لو ماتزوج شادن عماد واي رجل في الدنيا مايحب البنت اللي ترمي نفسها عليه .
تطاير الشرر من عيون نوف وهي تقول : وانتي شايفتني رامية نفسي عليه .
: ايه مالتس شغله الا تقزينه مع الطاقه .. ولاتحسبين العنود ماعلمتني بسالفة الرسالة .. انا سكت عشانتس اختي الكبيرة وعشان ابوي وامي مايدرون وانتي تدرين ان ابوي لو درى عن سوالفتس وش بيصير له .
: فكيني فكيني بالله من محاضرتس اللي تجيب المرض .
: تصدقين اني جاية ابي اكلمتس في الموضوع هذا واشوا انتس اللي فتحتيه .
: اوووووووووف هذي من يصك فمها الحين .
: انا بقول لتس كلمتين ترى ان كررتي حركاتس هذي والله ثم والله يانوف لاعلم امي .. وامي ان درت تبي تقول لابوي جيب المملك وزوجها حمود واسترها .
ارتعبت نوف من طاري حمود قالت : الله ياخذ عدوتس يالخبلة فكيني من سيرة هالعله واذا اسمه معجبتس تراه حلال عليتس ماابيه ولا ابي طاريه .
وقفت نورة قالت : انتي اصلاً ماتستاهلينه .. لكن البلا انه يبيتس ومايبي غيرتس .
طلعت نورة وتركتها .. ونوف تتمتم بقهر : اللي يبينا عيت النفس تبغيه واللي نبي عيا البخت لايجيبه .. تبعت اثار اختها بنظرة حزينه وكملت : عيا البخت لا يجيبه يانورة ..


***

يوم دراسي اول ..
وصباح جديد وعودة للروتين اليومي ..
مرت من عنده منال لابسه مريولها وهو متوسد فخذ امه اللي تمسد له شعره ..
قالت منال : يمه شوفي حنان خليها تعجل .. كل شوي وهي لابسة بلوزة شكل .. وكل شوي وهي فاتحة شعرها وتغير شكله .
رد فهد وهو مغمض عيونه : علامتس يالعصلا اخلاقتس قافلة مع الصبح .
قالت : علتني اختك كل يوم وحنا داخلين المدرسة والطابور قد بدا .. ولولا الوكيلة تحبني ولا وقفتنا قدام البنات .
قام جلس قال : انا ولد ابوي .. تحبني وشو ..؟
ضحكت منال منه قال : ههههههههههههه وكيلتنا مصرية كبر جدتي حصة .
ابتسم فهد ورجع تمدد وحط راسه على فخذ امه من جديد قال : اشوا اشوا .. اللي نسمعه الايام هذي في المدارس يشيب الراس الله لايبلانا .
قالت حنان اللي جات تمشي وهي تلبس عبايتها : تكفى فهد اليوم تودينا للمدرسة ماعندك لاشغله ولا مشغله .
رد عليها بدون مايطالع فيها : اقول توكلي على الله بس خلي ودني .
سحبتها منال وهي تهمس لها : امشي امشي ياحنان خلينا نلحق خالد قبل يمشي هذا فهيدان والله مايتغير لو مدري وش يصير .
قالت حنان وهن يبتعدن عن جلسة فهد وامهم : والله اني قلت بيتغير بعد موت سعود ولا الحادث اللي شافه ويقول يروع .. بس شكل قلبه صخر .
..
وهو على وضعه قال لامه اللي تنصحه يدور له وظيفه الايام هذي وان كلام حنان صحيح : انا كلمت عماد ابي ابيه يدبر لي وظيفه تلهيني عن هالدنيا .
ردت امه بشفقه وخوف : بسم علينا .. ياوليدي لااسمع هالكلام منك .. تعوذ من ابليس ودور لك على وظيفه وانا ابي ادور لك البنت اللي تناسبك .
: لا الله يرحم ابوتس .. فكيني من طاري العرس .
: الله يهديك وانا امك .
قام جلس قال : انا بروح لعماد يمديه صحى ابيه يعلمني وش شغلي بالضبط .. الديرة هذي ماعاد اطيق اجلس فيها مير الله يصبرني .
: الله وانا امك ييسر لك دروبك ويرزقك الصلاح والهداية ويجازي عماد بالخير يوم خيره ماكفه عنا من يوم ربي رزقه .
طلع فهد من عندها وبقلبه وشلون يهج ..
صبر عشرين يوم في الديرة بدون سعود ..
بس ذبحه الشوق وماعاد له طاقه على الاحتمال ..
رغم انه يروح لقبره كل يوم ويكلمه ويسولف عليه ويدعي له ويرجع .
ومع هذا ماطاق المكان بلاه وبدونه ..


***

صحت من نومتها وفزت تبي تشوفه ..
بس تسمرت بمكانها وهي ماتشوف الا مكانه ..
التفتت للحمام وشافته خالي وطلعت تدوره ..
دقت باب غرفته ودخلت وسمعت صوت الشاور ورجعت ..
توضأت وصلت ولبست بسرعه وهي تهادي الوقت لايسبقها ثم تفتح نوف عليها الباب اللي ماينصك بسهوله معاها هي بالذات ..
طلعت وهي لابسه عبايتها ومرت عليه شافته يمشط شعره المبلل ولابس ثوبه قال بصوت عادي وهادي : خلصتي ..؟
طالعت فيه تتفحصه ..؟
معقوله هذا اللي كان البارحه عندها بغى يموت ..
بس باين في وجهه اثار التعب ..
قالت : صباح الخير .
التفت عليها ورجع طالع في المرايه قال : صباح النور عجلي انا اللي بوصلك للمدرسه .
: كيفك الحين .
رمى الفرشه من يده وجا يمشي عندها قال : انا بخير مافيني شي بس لاتجيبين طاري لا لجدتي ولا تعلمين فوزية ثم يتنشر الخبر في الديرة كلها .
صرت عيونها بشك قالت : خبر ايش ..؟
: ها .. خبر اني تعبت امس .. يالله ترى ماباقي وقت ..؟
: الحين انت كويس .
فتح يدينه قال : وش تشوفين ..؟
اغتصبت ابتسامه من عمق حيرتها ورسمتها على وجهها قالت : الحمد لله .
رجعت لغرفتها وطلعت بعد دقايق قليله كانت في المدرسة ..
سلمت على زميلاتها وكلها شوق لمواجهة عزة مدرسة الانجليزي الجديدة ..
جاتها عزة الهادية والمنطوية على نفسها كثير ..
: هلا شادن ..
: عزة ابغى منك خدمه .. خذي الورقه وترجميها لي بالحرف . بس عزة ابغى الموضوع بيني وبينك .
اخذت عزة ورقة الفحص الطبي اللي عثرت عليها شادن من بين علب الأدوية في الكيس واخذتها تقرأها بس طلعت كلها مصطلحات طبية مافهمت منها شي الا اسم عماد مشعل ال ... وتاريخ الفحص قبل شهر ..
قرأتها عزة وهي تعقد حواجبها قالت شادن بلهفه : عزة اش فيها ..؟
كملت عزة ورفعت راسها قالت : هذا تحليل اسمه( انتي اتش بي اس ) (Anti-HBs ) ويقول ان نتيجته سلبيه للأسف .
فتحت شادن فمها قالت : ويعني ..؟
: اللي فهمته من الكلام اللي هنا انه تحليل خاص بفيروس الكبد الوبائي بي .. ..
وضاع الكلاااام ..
وضاقت الدنيا
وتاه النظر والسمع وكل الاحساس ..
تسندت على عزة ومسكتها عزة بلهفه : شادن شادن .. ياربي اش سويت لك .. شادن ياعمري اصحي .
دخلت نوير وشادن في حضن عزة مغشيه ..
وبسرعه خرجت عطرها من شنطتها وبخت عليها وغسلت وجهها بمويه قالت : خلينا نوديها للبيت .
اخذت عزة الورقة وحطتها في شنطة شادن اللي نزلت دموعها بدون مقاومه ..
قالت نوير بحنان : شادن قلبي تبين ترجعين للبيت .
هزت راسها بإيه ودموعها مغرقه وجهها وسط ذهول نوير وأسف عزة .
طلعت نوير لنوف اللي اعترضت في البداية وتحت الحاح نوير وافقت .
مشت مع نوير والدنيا في عيونها صغيرة ..
اجل مريض وانا الومه ..!
مريض ..؟
حبيب جدتي مريض ..
زوجي مريض ..؟
واي مرض ياشادن ..
ماردت على نداءات نوير المتتاليه لها ..
وصلت بيتها وهي سارحه وهايمه وصامته ..
دقت نوير الباب ورجعت وهي تشوف عماد يفتح الباب ويسأل بلهفه ..
: شادن .. خير وش فيك ..؟



***
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف ملاك الروح الجمعة يوليو 08, 2011 7:26 am

روعه هالرواايه




عوااافي خيووو
ملاك الروح
ملاك الروح
عضو ملكي
عضو ملكي

مزاجك : 17
29
رقم العضوية : 20
عدد المساهمات : 375
نقاط : 15333
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
رسالة sms النص
25

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:27 am

--------------------------------------------------------------------------------

فصلٌ ثالث عشر

تـــعـب قــلبـي ودمعي قرح جفوني

صبحٌ جديد ..
متخمٌ بالشجن ..
مشبعٌ بالأسى ..
اللهفة تقودهما بلا شعور ..
هي تكتظ بؤساً وشقاء ..
وهو يمتليء كله اسئلة خوف ..

كل الأسئلة ذبلت وتساقطت وهو يشوفها تشهق وترتجف ..
سمع نوير تتمتم بحرج : تعبت في المدرسة وجبتها .
استحت نوير من وجودها بينهم وانحرجت اكثر وهي تشوفه يناظر في شادن بخوف وقلق ومستحي يتقدم ..
نزلت اغراض شادن على الأرض ورجعت بسرعه .
مد يده عليها ومسكها بساعدها وهو يدخلها ويسألها : تقدرين تمشين ..؟ وش تحسين به ..؟ وش صار لك ..؟
مادرت عليه وكانت شهقاتها خير معبر وجواب للي تحس فيه ..
قال بلهفه وهو يشد على ساعدها الصغير على قبضته بقوة : شادن ردي عليّ .. تبين دكتور .. ؟
هزت راسها بلا وهي تحاول تكبت نشيجها تحت غطاها اللي ماشالته من وجهها ..
قال حتى يهديها : زين زين تعالي ارتاحي .
دخل ونادى على الشغاله بصوت عالي : لسلي بسرعه روحي جيبي اغراض المدام من برا .
مافلتها من يدها وهي تطلع معاه لحد مادخلت الغرفه ..
سحب غطاها وهو يقول بدون ماينتبه للي تحت الغطا : تعالي ارتاحي وعلميني وش فيك بالضبط ..
تجمد الكلام على شفاهه وهو يطالع في وجهها ..
وفترت كل عضلات جسمه وتخدرت ملامحه ..
وش صاير ..؟
اكيد انها عرفت بموضوع زميلاتها وصديقتها ..
الله يعين لابد اوديها ..
تذكر نوف وحركاتها وتمردها في الايام الأخيرة
لاتكون بنت لافي قايلة لها شي ولا مزعلتها ثم العن خيّرها ..
تبي تحدني على اذيتها وابوها المسكين مايستاهل ..
كل هذا دار في مخيلته خلال ثواني ..
طالع في وجهها من جديد وهي تمسح الدموع بيدينها وشهقاتها متعاقبة ومتواصله ..
مسح على شعرها قال ببرود : ادخلي غسلي وجهك .
فتحت طرحتها وعباتها وهي تطالع في وجهه المخطوف لونه من اثر تعب امس ..
عيونه ذبلانه رغم الخوف اللي تأجج فيها والقلق اللي بان على نظرتها ..
ابتسم نصف ابتسامه من نظراتها فيه قال : شادن وش اللي صار ؟.
ارتجفت شفايفها وهي ضايعه وخايفه ومتردده ..
أي طريق تسلكه معاه ..
وأي كلام تقوله ..
انا كشفت سرك ..؟
ولاَّ تراني عرفت علتك ..؟
وماعاد فيه امل انك تخبي وتخفي ..
ركزت بنظراتها في عيونه اللي تاكلها بقلق وخوف وعدم فهم اللي يصير ..
تمتمت وهي ترتجف : عماااد .. عماااد .. عماااد .. انا .. وانخرطت في بكاء مرير ..
حطت يدينها على وجهها وضمت عليه بقوة وهي تنتحب وهو في هاله من الذهول يحاصره ويحيطه ..
فتح يدينه ولمها كلها على صدره ..
وهمس لها بحنان وخوف : خلاص هدي نفسك .. تعالي غسلي وجهك ..
وعلميني بكل شي صاير لك يا .. ..
بتر كلمته وسكت لثواني وكمل : عجلي يالله لاتخليني اقلق عليك اكثر .
دفنت وجهها في صدره لأول مرة برغبتها وبجنونها وحبها وحنانها وخوفها عليه وشوقها له ..
استنشقت ريحة جسمه اللي امتزجت مع ريحة عطره العود المعتق وتغلغلت لروحها وقلبها قبل انفها ..
رفع راسها وشاف دموعها مختلطه بكحلها ..
تذكر ليلة زواجها ..
ومناحتها ،
ودموعها ،
وكحلها اللي احالته الدموع لسيل اسود يجري على خدودها ..
لثم جبينها مرات كثيرة ودفن وجهها بصدره وهو يستجديها انها تهدي حالها ويكرر : خلاص يابنت الحلال .. وشو له كل هذا .. خلاص هدي نفسك .
رفع راسها وكمل : شادن طالعي فيني .. علميني وش فيك ..
ماكان منها جواب و مشاها لحد ماوصلت الحمام قال بحنان الاخو والابو وولد العمه والزوج التايه الخايف والضايع : ادخلي معي وغسلي و جهك يالله .
دخلت منصاعه لامره وملبيه لكل رغباته وكل مافيها ينبض بـ " أبشر ولبيه واللي تامر فيه .. "
غسلت وجهها بالمويه البارده وهو بجنبها قالت وهي تشهق : خلاص .. خلاص .. خلاص الحين هادية بس خلني اغسل زين .
هز راسه اللي فيه مليون سؤال وكل خوفه ان نوف جرحتها بشي ولا تعرضت لها وقهرتها وهو يطلع من الحمام ..
جلس على السرير ينتظرها وراسه بين يدينه يفكر ويتخيل ويتوقع ويهدد ويتوعد ..
رفعه بعد دقايق وهي خارجه من الحمام بعد ماغسلت وجهها وفي يدها منديل تجففه فيه ..
وأشر على السرير بجنبه بمحاولة جاهدة منه انه يمنع نفسه لايقوم ويحضنها لين يشفي صدره واللي بداخله قال بهدوء : تعالي هنا .
فتحت شباصتها بقلق وتوتر وانسدل شعرها الناعم اللي تجاوز اكتافها باهمال ..
وجلست قريب منه
الحيا وعدم التعود يمنعها ..
وخوفها عليه وحبها له اللي اكتشفت جنونه اليوم يقربها منه ..
دارت في راسها اكثر من فكرة تعتذر فيها عن بكاها لحد ماتلاقي طريقه تواجهه فيها ..
أخيراً رست على فكرة عل وعسى انها تقنعه وهي تسمعه يقول : تعبانه تبين الشغالة تسوي لك قرفه مدري وش اللي كنتي تشربينه .
ابتسمت وهي مخنوقه ودموعها تملى محاجرها ..
قالت بحنان وهي تتأمل جبينه وعيونه : لا مايحتاج . انا آسفه اني ازعجتك وانت تعبان ..!
تنهد بقلة صبر وضم جفونه على عيونه بقوة وفتحها قال : وش اللي صار . ؟
اخذت شادن منديل ومسحت عيونها وخشمها قالت : ولا شي بس وحدة من زميلاتي كلمت امي ..
طالع في عيونها ينتظر سيرة الحادث قال : ايوه وبعدين .!!
: تقول انها مشتاقة لي واني طولت عليها ..
رد بعفوية وصدق : وهي صادقه والله .. طولتي بالحييل عليها لكن هانت خلاص اليوم نمشي لها .
رفعت نظرها لعماد وتجمع الدمع بعيونها وهي تتذكر كلام عزة البعيد عن امها وسيرتها وارتجفت شفتها وهي على حافة الانهيار من جديد قالت : مافيني اتحمل .
لف يدينه عليها بسرعه وكأنه يقول " تعالي احضنك بدالها واعوضك عنها "
ضمها على صدره وهو يردد : وبس هذا اللي صبحك ونكد عليك .. وبس هذا اللي نزل هالدموع .. انفاسه الحارة تلهف وجهها ويدينه تحيطها ..
وصدره يلمها ..
وكله يحاصرها ..
وهي كتلة الوجع والقهر منسجمة على المساحة العريضه اللي احتوتها بكل امان وحنان ..
شافها مرتاحة وكأنها تلوذ به من شي وتركها على صدره دقايق وهو تداهمه احاسيس مختلفه ..
ويجتاحه شعور مجنون انه يضمها اكثر ويلمها من راسها لرجولها في حضنه ..
قال بهمس وصوت مختلف : ماتبين تقولين وش فيك ..؟
رفعت راسها قالت بتجلد وصبر واخفت وراه الضعف والكسر : خلاص قلت على اللي فيني .. مسحت سيل الدموع بيدينها وكملت بابتسامه باكيه : الحين ماعاد فيني شي .
: زين يالله البسي والحين نمشي لجده .
هزت راسها بلا ودموعها تنساب من جديد ..
قالت بصوت مبحوح من اثر البكا : مااقدر اروح الحين .
عقد حواجبه مندهش من رفضها قال : ليش ماتبين ..؟ اذا تخافين الدوام يردك ماعليك .. ماباقي عن الاختبارات شي وانا اجيب لك عذر بس قومي ..
رجعت خصلتها اللي اعتادت التمرد ورى اذنها ورجعت تتمرد من جديد قالت : مو اليوم .. انت لسه تعبان .
مسد ظهرها وهو يقول : ماعادني تعبان بس قومي والبسي .
رفعت له راسها قالت بلهجه فيها عصبيه تحاول تخفيها : الا تعبان ولازم ترتاح ..
رجعت حطت راسها على صدره وكملت بضعف : لاتضغط علي الله يخليك .
الجو مشحون بالعواطف الجياشه ..
حنان وخوف
وشعور بالانجذاب والانجراف ..
ورغبه بالاحتواء والاحتضتان ..
وخوفه ان رغبته تدفعه لها اكثر تحت تأثير العاطفه ..
بس لابد يدور على مفر ومنفذ للهروب ..
طالع في الباب وده يبعد ومشاعره ورجوله تمنعه ..
قال بعد تنهيده معبرة : انا برسل الشغاله عليك بشي تاكلينه ووقفي دموع يابنت الحلال .. ترى الدعوة مو محتاجه كل هالبكا تبين اهلك قومي اوديك .. ولا اذا فيه شي ثاني يبكيك ..
قاطعته بسرعه : لا مافيه غير اللي قلت لك .
رد بحزم ولهجه آمرة : اجل يالله قومي البسي وانا بنزل لفهد وجدتي وارجع الاقيك جاهزة ..
كانت بتتكلم وتعترض بس سكتها بحزم قال : يالله لاتجادليني .
قال جملته وهو يبعد عنها وطلع من الغرفه يدور ابعد مكان عنها يخمد شعوره تجاهها ويهجد احساسه ناحيتها .
رجع لها بعد ثواني قال بجديه وصوت جاف : انتبهي لاتنزلين ترى فهد في غرفة جدتي .
هزت راسها وهي تتبعه بنظراتها لين اختفى من امامها ..
وقامت دخلت الحمام ..
اخذت لها شور سريع ينشطها حتى تستعد لمواجهة حياتها الجديدة ..
وحتى ينعشها بعد سيل الدموع اللي سكبتها وورمت لها وجهها وعيونها ..
وحتى تاخذ راحتها في الحمام وتكمل الباقي من الدموع المخزنة وللحين مانزلت كلها .
الموضوع مو عادي ابداً ..
والحياة مو سهله ..
وعماد مو أي احد ..
وهي لابد تتصرف بعقلانيه واضعه شعوره واحساسه وحياته في الأولوية ورأس القائمة ..
أي تصرف خاطيء او تهور يمكن يزعزع حياتها بلحظة ويمكن ينهيها ..
لبست تنورة جينز سماوي وعليها بلوزة واسعه الوانها مموجه بتداخل البني والتركواز ..
جففت شعرها وهي تسترجع كل كلمة قالها وكل فعل افتعله من يوم عرفته لليوم ..
قسوته ولينه ..
جفاه وقربه ..
تجاهله لها وغزله ..
معناتها يبيها ويبي قربها والمرض هو الحاجز اللي يمنعه ويحيل بينه وبينها ..
وش الحل ..؟
تواجهه وتحط يدها على كتفه وتقول انا معك للأبد ..
ولا تسكت وتكون العون الخفي ..
غمضت عيونها وهي تلم شعرها اللي انسدل على اكتافها وتمتمت لربها انه يعينها ويساعدها على ماابتلاها لأنه هو الأقدر والأقوى والأعلم بالغيبيات وله القدرة على التحكم فيها ..


***

نزل من عند شادن لجدته وفهد اللي جاه من بدري ..
عقله مشغول وقلبه منشغل ..
قالت جدته اول ماشافت وجهه : انت وين رحت اللي دق عليك من ..؟
زم شفايفه قال : شادن رجعت من المدرسه .
فز قلب ام ناصر لهفه وخوف قالت : وش ردها هالحزة عسى ماهيب تعبانه .
جلس عندهم وعيون فهد تتأمل صدر عماد الملطخ بكحل شادن وروجها قال : والله ماادري عنها تبكي وتقول ان فيه مدرسه من زميلاتها كلمت امها وانها مشتاقة لها وطولت عليها ... زفر وكمل : الظاهر اني بوديها الحين لها .
: ليت ماعلموها عن حادث خوياتها .
ارتعب فهد من السيرة وعقد حواجبه لاشعورياً ..
وسرعان مافردها ورجعت الابتسامه متناسي وملتهي بحال عماد والآثار اللي على ثوبه ..
قال عماد وهو يجلس ويتكي وعقله ياخذ ويودي : مااعتقد .. لأنها ماجابت سيرته ومن كلام نايف انها متعلقه في صديقتها ولو درت ماقعدت دقيقه وحده .
رشف فهد من فنجاله وهو يدقق في صدر عماد عنوة وعمداً وقصد اً..
قال وهو يبتسم : والله شكل البنت مشتاقه لاهلها بس البركه فيك ياابو مشعل .
طالع عماد في المكان اللي فهد غارس عيونه فيه وهو يتكلم ..
تأمل آثارها عليه وسكت ثواني وعيونه على صدر ثوبه وخالجه شعور غريب مافسره ..
اخيراً رفع نظره لفهد وقال وعلى شفاهه ابتسامه حيَّة وبحرج : اشوفك تطالع في جيبي اذا تبي فلوس علمني لايردك شي .
اتسعت ابتسامة فهد قال : لاوالله الا ابي حنان .
ضحك عماد اللي فهم قصده قال : اقول اقلب وجهك بس . ثم يالله قوم وتوكل واسبقني للشركه .
قاطعته ام ناصر : حنان من ..؟ اختك ..؟ علامها وش بلاها ..؟
اخذ فهد شماغه ولبس طاقيته وهو يوجه كلامه لجدته ويقول : حنان مهب اختي .. حنان والله من اللي عند ابو مشعل .. الا اقول ياام ناصر الرجال ضيعته مرته ماغير مقابلها وتارك اشغاله خليها تحرره شوي ..
اخذت ام ناصر عصاها وهشت بها عليه قالت مقاطعته بلهجة حاده : انت وش تبي به هو ومرته .. ثم تراني من بكرة بروح اخطب لك من بنات لافي اشبع بحنانهن واترك عماد عنك .
فتح فهد عيونه وهو يطالع في عماد قال : وش لافي ....؟ لايكون لافي جاركم .
ردت بحده : ايه جارنا .. بخطب لك بنته المديرة دامك توظفت وتسنعت .
امتعض عماد من الطاري وفضل انه يسكت لأن الموضوع مايتعدى المزح وماحب انه يلفت النظر لرأيه وردة فعله ..
قال فهد وهو يعدل عقاله على راسه ويطالع في عماد : داخل على الله ثم عليك ياابو مشعل .. فكني من عجوزك لاتسوي فيني سواتها فيك .
ضحك عماد وهو يوقف معاه : موب قبل شوي تبي حنان .. هذا هو الحنان جاك يمشي برجوله .
كشر فهد بوجهه قال : تراني في وجهك ياعماد فكني منها ..اخاف اجي من جده والاقي هالعجوز قاضيةٍ من الملكة والعرس وجايبةٍ الحرمة في بيت ابوي . .
ضحك عماد منه وابتسمت ام ناصر من اسلوب فهد اللي بدا يرجع لطبعه ولو ان فيه حزن واضح وتغيير كبير ..
تكلم عماد وهو معقد حواجبه ويحاول يخفي الضحكه : استح على وجهك وقدر الاكبر منك لاتخليني ازوجك انا وغصب عنك ..
: عز الله بغيتك عون لقيتك فرعون .. الا اقول ماعلمتني وش وظيفتي .
قال عماد : انت متى بتمشي لجده ؟
: الحين بمشي .. تنهد وكمل : الديرة ماتنطاق من بعد اللي راح الله يرحمه .
ربت عماد على كتف فهد قال محاول تغيير السيرة وعدم الخوض فيها : توكل على الله وقابل فايز وانا اكلمه لك قبل اجيكم .. طالع في ساعته وكمل : انا بطلع البس واودي الحرمه اهلها .
تكلمت ام ناصر : ايه ياوليدي ارحم حالها تراها ابطت على امها .
قال فهد : يالله يالله .. اشوفكم على خير . انتظرك ياابو مشعل اليوم في جده .
هز عماد راسه لفهد وهو يقول : الله يستر عليك .. انتبه لاتسرع على سيارة نايف ..
رد فهد وهو يمشي متوجه للبوابه : مانيب راعي سرعه يالله سلام .
صك الباب وراه والتفت عماد لجدته اللي قالت : ياوليدي ياعماد مرتك ضعيفه شوف وش ينقصها ولاتخليها تحتاج شي وهي عندك .
: الله كريم يالغاليه .. انتي بس لاتفكرين باحد ولاتشيلين هم احد .
: ان ماشلت همك انت وبنية خالد الله يرحمه وش ابي بعمري .
مال عليها وسلم على راسها قال : والله ماقد ارتحت ليا ابعدت عنتس الا وشادن عندتس .. وهالمرة ان اخذتها ماادري وشلون ارتاح هناك .
: تعوذ من ابليس وانا جدتك .. واخذ مرتك ومشها واقعد معها عند اهلها وانا معي ربي متعودة من خلقتي على بيتي وعيالي مايبطون عليّ وهذي فوزية عندي كل يوم .
: زين يالله انا بطلع ابدل ملابسي ونمشي بدري قبل الجو يحتر .
طلع مع الدرج وهي تلهج بالدعوات الطيبة اللي اعتاد عليها وتعودت انها تدعيها له ..


***

في مستشفى فقيه بجده ..
تسلل صوت ام نايف اللي حلفت انها تبات مع سارة في المستشفى لسمعها وهي تقرأ عليها وتنفث بالمعوذات وآية الكرسي واللهم رب الناس مذهب الباس اشفها انت الشافي لاشفاء الا شفاؤك .. شفاءٌ لايغادره سقماً ..
رجع لها الشريط المؤلم زي كل مرة لمن تصحى بعد ساعات المنوم والمسكن ..
تذكرت لمن فزت من نومها مفزوعه على صراخ اميرة .. ونورة .. وتشهد فاطمه والجيمس يتقلب بعد مافقد ابو سعد السيطرة عليه ..!
والارتطام الأخير بعد مارماها من الباب اللي انفتح فجأة ..
وفقدانها لاصوات البنات ..!
تردد في سمعها صوت ساميه وهي تصرخ وتنادي اهلها وزوجها .. وتردد بنموت خلاااص ..
تذكرت آخر جملة لأميرة وهي تتشهد وتمتم بعيالي عيالي ..
وفجر قلبها وعقلها وسمعها صوت فاطمه باطمئنان وهي تتشهد خارج الجيمس اللي رماها وارتطمت على راسها وسيل الدم ينساب من اذنها الى ان فاضت الروح ..
انتبهت ام نايف لدموعها اللي بللت خدودها ..
واخذت منديل وقربت منها وهي تمسح دموعها وتقول : سارة حبيبتي ترى انتي بخير ماعندك الا كسور خفيفه وكلها ايام وتطلعين من المستشفى .
شهقت من دون ماتتكلم او تفتح عيونها ..
وهمست ام نايف : الحمد لله على السلامه .. ويالله احمدي ربي واشكريه على الصحة والسلامه .
هروبها كان صمت وغطا عيون ..
وأفكارها وقلبها مدفون في غبار الحادث وبين صراخ البنات وتأوهات ابو سعد اللي ماطالت ..
حاولت ام نايف تبعدها عن التفكير اللي واثقه انه في زميلاتها وحادثهن ومسحت على راسها قالت : امك وابوك ومشاري كلهم كانوا هنا ... وترى تلفوناتنا مافصلت كل الناس يسألون عنك ومهتمين فيك ويدعون لك بالسلامه .
حست بالألم يسري بيدها المكسورة ثلاثه كسور ومجبسة من الكتف للكف ..
وتأوهت من العمق بصمت وهي مكشرة ..!
قالت ام نايف : تبغين شي ياسارة ..؟ قولي لي وانا اسويه لك ..!
دخلت امها الغرفه وبعد ماسلمت وسألت عن حال سارة .. طمنتها ام نايف انها اليوم احسن وقامت طلعت من الغرفه احتراما لابو مشاري اللي بيدخل يتطمن على بنته بنفس الوقت بترجع لبيتها بما ان مهمتها انتهت بوجود ام سارة مع بنتها ..!
دخل ابوها وتهلل وجهه وهو يشوف سارة معقده حواجبها وتتألم دلالة على انها صاحية وتحس
سلم على جبينها قال : ماشاء الله تبارك الله ... لا اليوم دلوعة ابوها طيبة ..
قرب من اذنها وهمس : الحمد لله اللي طمن قلبي عليك .. يالله شدي حيلك عشان ترجعين معانا للبيت بسرعه .
ماتحرك منها شي لأن كل هالكلمات المشجعه تسمعها كل يوم بس ماأثرت فيها مع هول مصابها وعظم فجعتها ..
شدت امها على يدها وهي تقول : سارة ياحبيبة امها والله قطعتي قلبي عليك اسمعيني وشوفي حالي تراني ماعدت انام زي المسلمين وحالك هذا .
مرت الكلمات من عندها عبثاً وهباء ..
الاحساس مفقود الا بعاصفة الحادث الهوجاء ..
والألم اللي يشتد بباطن قلبها وجسدها .
وكل الشعور ميت الا من الوجع ..
ربت مشاري على كتفها وهو يقول : خلاص ياسويره هانت كلها كم يوم وتخرجين من المستشفى لاتزودين الدلع ترى اشتقنا لك ..
تنهدت بقوة وبقلبها " وين اخرج وكيف اخرج وليه اخرج وبأي حال يامشاري تبغاني اخرج "
دخلت عليها الممرضه وحقنتها بمسكن ومنوم ادخلها في نوم عميق من جديد .. وابعدها عن الواقع لساعات ..
واضطر ابوها انه يرجع لشغله بصحبة مشاري ..
اما امها فجلست على الكرسي مكان ام نايف وشغلت المسجل الصغير اللي جابته على صوت الشيخ سعود الشريم لعله يهدي نفسها ويريحها ويصبرها ..


***

بعد ماوصل الشركه وعرفه فايز على الموظفين ومكتبه الخاص .
جلس على الكرسي الدوار اللي مااعتاده ولا تعود عليه ..
الشغل وجوه وروتينه شي غريب عليه بس لابد يسلك حياة جديده ..
كل شي وله نهاية ..
والونس والمرح وحياة المزاجية انتهت من يوم مانتهى سعود وفنت معاه ..
بدأت حياة الجدية ..
والهروب من التفكير في اللي راح لابد منه حتى يقدر يكمل باقي حياته انسان طبيعي ..
لأنه لو بقى يفكر في سعود فلامحاله راح يصيبه الجنون .
اليوم كأي اول يوم دوام .
مافيه شغل ولا كلفه فايز بأي شي غير انه يتعرف على المكان واهله . .
دخل عليه الفراش ببيالة شاهي وهو يرحب فيه من اول ماعرف انه يقرب لرئيس الشركه ..
: حياك الله ياولدي .. ياريحة الرجال الطيب .
ابتسم له فهد وهو ياخذ بيالة الشاهي من الصينية ويقول : الله يسلمك ياعم ...
قاطعه : عمك سعيد . وابو عماد ..عندي ست بنات وولد عمره سنتين سميته على اسم الغالي رئيس الشركه وصاروا الناس ينادوني بأبو عماد ..
هز راسه وهو يقول : الله يسلمك ياعم سعيد ... اجل سميت على اسم ابو مشعل .
: ايه والله ياولدي يستاهل من يسمي عليه .. عارف اش كانت هديته لولدي .
رشف فهد من الشاهي قال : وش اهداك ..؟
: بيت على قدنا انا وبناتي وسجله باسمي ..
هز راسه فهد مو مستغرب من عماد هالفعل قال : مو غريبه على ابو مشعل خيره ضافي على الجميع ..
: اي والله وانت صادق ياولدي ..
طلع الشايب وهو يدعي لعماد بصوت عالي على انه فك ضقته وفرج كربه ويسر عليه ببيت ملك بعد الإجار اللي كان كاسر ظهره ..
تبعه فهد بنظراته وهو يتذكر عماد ..
هذا عماد بكل مكان يروح له يغرس له في قلوب اهله مكان ..
ورغم انه محبوب الا انه فارض هيبته واحترامه وشخصيته على الجميع ..
رمى فهد مفتاحه على المكتب وطلع جواله ودق على نايف بياخذ اخباره ويسأله السؤال اللي اشغله من يوم الحادث لليوم ..
رد نايف : هلااااااا والله حيا الله هالصوت .
: هلا بك والله .. وشلونك ياابو خالد .
: الحمد لله بخير ماناقصني غير جيتك للبيت .
حط فهد رجله على طرف المكتب وسند بظهره على الكرسي قال : الله يسلمك ويجعلك دوم بخير .. وينك شكلك في الطريق .
: ايه والله رايح اجيب الوالده من المستشفى .
: عسى ماشر .
: ماشر ان شاء الله .. البارحة رافقت مع بنت جارنا ابو مشاري .
تنحنح فهد ونزل رجله وعدل جلسته قال : اها... صحيح وش هي اخبارها ماطلعت من المستشفى .
: لاوالله ماطلعت للحين عندها انهيار عصبي المهم تكفون شادن لاتدري عنها .
: لا اليوم عماد يقول انها للحين مادرت عنها . اجل جابوها لجده ..؟
: ايه جابها ابوها لفقيه .. المهم ترى ابومشاري موصيني اول مااشوفك ولااكلمك اقول لك انه يبيك ضروري ولازم يشوفك .
عقد فهد حواجبه قال : وش يبي ..؟
: والله ماادري بس انت قابله وشوف وش يبي ..؟
وقف فهد وهو يتفقد مفاتيحه ومحفظته قال : زين انا بعد ساعه وانا عندك في البيت ان شاء الله يمديك ترجع قبل .
: ايه خلاص هذاني عند المستشفى وربع ساعه وانا في البيت انتظرك بإذن الله .
: زين زين يالله اشوفك اجل بعد شوي .
: اوكي .. مع السلامه .
قفل من نايف وطلع من الشركه ..
وش يبي ابو مشاري . .
الله يستر لايكون في قلب الرجال شي عليّ وانا شايل بنته على ذراعي .
تذكر مكان الدم على ملابسه ..
صدره وبطنه وكتفه ..
وقشعر جسمه وهو يتذكر نظرات مشاري وهو يسأله عن الدم ..
اكيد عرفوا كيف شلتها ..
زفر وهو يزم شفايفه وبداخله رغبه لمعرفة وش يبي ابو مشاري منه يناقضها الابتعاد عنه وعن الاحراج له ولا لمشاري وابوه ..
ركب سيارته وتوجه لبيت نايف اللي يبعد عن شركة عماد قرابة الساعه الا ربع ..


***

كان الطريق طويل ..
هي اغلب وقتها ساكته او ترد عليه اذا قال اشربي ولا كلي ..
وهو اغلب وقته يرد على المكالمات اللي انهالت عليه ..
سمعت طريقته في الكلام مع الناس ..
صوته لوحده يحسسها بهيبته ..
ولهجته واسلوبه وطريقته الآمرة غالباً والمحترمه دايماً واللي محورها الى الآن عن الشغل والتجارة والاسهم .
تأملت يده السمرا وهي تمسك المقود بارتياح وانسجام ..
ساعته اللي تطوق معصمها بشياكه وفخامه ..
نظارته السوداء المناسبه لتشكيل وجهه الوسيم وتغطي عيونه ومظهرته بصورة ولا في احلام النساء ..
مسبحته وحباتها الفضية ومطوقه بخيط ذهبي ناعم ..
محفظته الجلد الغاليه واللي نزلها بجنبه بعد ماطلع منها بطاقة فيها رقم تلفون املاه على واحد كان يكلمه ..
جواله الأنيق اللي ينتقل من اذن لاذن بحركة رجولية ساحرة ..
ومدالية مفاتيحه اللي تشبه المسبحه قطعه فضية عريضه ومطوقه بخيط ذهبي رفيع ومحفور اسمه فيها ( عماد ال .. )
وقلمه الفخم اللي لمعته تعكس اشعة الشمس وتجهر اللي يطالع فيه ..
حتى جزمته ( الله يكرمكم ) فخمه وأنيقه
كل مافيه ينضخ بالفخامه والهيبه ..
تنهدت وهي تتذكر مرضه اللي ممكن بلحظة ياخذه من الدنيا ويتركها ويترك وراه كل هاللي يحيطه ..
ممكن ياخذه وتنحرم من هالصوت والوجه والأحاسيس اللي غمرها به اليوم بالذات ..
شهقت بصوت واضح ماقدرت تكبته وهو يكلم فايز ويوصيه على فهد ..
والتفت عليها قال : فايز اكلمك انا بعد شوي مضطر اقفل .. يالله مع السلامه .
مد عليها علبة المنديل وسحبت منه واحد وهو ساكت .. ومسحت وجهها من تحت غطاها وهي تاخذ نفس عميق حس به عماد ..
اخذ قارورة الموية ومدها عليها وعينه على الطريق قال : خذي اشربي وتعوذي من ابليس .
اخذت القارورة وشربت منها شوية قالت بهمس : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
قال : انتي سامعه شي مو زين قولي لي يمكن اقتنع بسالفة البكا والدموع هذي .
عورها بطنها بقوة وهي تحس نفسها كذابه في نظره وان كذبتها مامشت عليه وخافت انه يكتشف اللي مداريته عنه ..
قالت : لا ماسمعت شي ..
: زين تبين تكلمين اهلك قبل مانوصلهم تقولين لهم انك جايتهم .
ردت بصوت مبحوح : لا مااقدر اكلمهم .
عرف انها ماتبيهم يسمعون صوتها الباكي واخذ جواله دق على بيت نايف ومالقى رد ودق على جوال نايف على طول ..
ووصله صوت نايف اللي يرحب ويهلي كالعاده اذا كلمه عماد ..
قال عماد بعد ماسأله عن حاله واخباره .. : ترانا جايين انا وشادن عندكم .. باقي لنا نص ساعه وندخل جده ان شاء الله .
: الله يحييكم وهذي الساعه المباركه .. درت عن زميلاتها ..
حط عماد تلفونه على اذنه اليسار مايبي شادن تسمع قال : لا لا . على العموم حنا شوي ونكون عندكم وناخذ اخباركم كلها ..
: انتظرك الله يحييكم ..
قفل عماد من نايف والتفت على شادن وهي تفتح شنطتها وتطلع شنطة الميك اب الصغيرة واللي دايماً تحتفظ بها في شنطة يدها قالت : عماد ممكن توقف شوية . ابغى اسوي مكياجي اكيد شكلي يخرع الحين .
ابتسم قال : شكلتس يخرع من الدموع اللي ماكفت ومدري وش سببها ..
هدى السرعه ووقف على جنب مبتعد شوي عن الطريق والسيارات اللي تلتهمه مسرعه ..
فتحت غطاها وطلعت مرايتها وهي تحاول تصد عنه حتى مايشوف شكلها اللي الباكي ومورم ..
حطت طبقة اساس خفيفه وباودر وبلاشر ونثرت شادو بلون الزهر بحركه سريعه ..
التفت عليها وهي تحط قلوس الزهري بخفة على شفايفها اللي وهجها البكا اكثر ..
وصد عنها بصعوبه ..
رجال ياعالم ..
وبكامل رجولتي ..
ومع انثى مكتمله ..
وشلون اصد بسهوله ..
وشلون امتنع وامنع نفسي ورغبتي ..
للحظات يقنعه الشيطان فيها بأن ادنِ واقترب ..
لكنه تغلب على شيطانه وهو يتذكر العواقب لأقل فعل يرتكبه معاها ..
فتح الباب بصعوبة ومقاومه وخرج من السيارة وقفله بقوته كلها ..
تنهد وهو يمسد وجهه بيدينه ورفع نظره للسماء ..
اللهم اني قد مسني الضر فاكشفه عني ..
اللهم الهمني الصبر والقوة والعزيمة ..
وساعدني على شيطاني واغلبه بقوة ايماني .
رجعت اغراضها لشنطتها وهي مخنوقه من تصرفه وهروبه وترد الدموع لاتخسرها الجهد اللي بذلته في المكياج ..
التفت لها وهي تعدل غطاها وركب السيارة قالت بسرعه : عماد فيك شي ..؟
سكت ثواني ورد ببرود : رجولي تكسرت من السيارة قلت امشي شوي على بال ماتخلصين .
حرك سيارته من جديد وهو بعالمه وهي بعالمها وكلهم يجمعهم نفس الألم ..
خلال نص ساعه من الصمت والتفكير المضني وصلوا لجده ولبيت اهلها تحديداً ..


***
في المدرسة ..
دخلت نوير على عزة اللي تشرح لصف سادس حصة انجليزي ..
قالت : عزة تعالي ابغاك لو سمحتي .
عدلت عزة نظارتها السميكه على عيونها قالت بهدوء وصوت واطي رقيق كالعاده : خير نوير فيه شي .
: وش فيها شادن .. وش قلتي لها ..؟
هزت عزة اكتافها قالت : ماقلت لها شي ..!
: متأكده .. البنت راحت من عندنا تضحك ومبسوطه واول ما كلمتك طاحت ودمعتها ماجفت .
تخربطت عزة وهي تتذكر كلمة شادن لها .. ( ماابغى احد يعرف )
قالت : ماادري اصلاً من يوم جات ووجهها مخطوف .
صرت نوير عيونها لأنها ماتحب اسلوب عزة المنغلق واللي ابداً ماتتعامل بوضوح معاهم قالت : ياربي منك محد ياخذ منك شي ...
قطعت كلامها على صوت نوف اللي وصلها وهي تقول : نوير ليه تاركه فصلتس للحين مايكفي اني سمحت لتس تطلعين مع هالمدلعه .
طالعت عزة بنوير اللي مااستغربت طريقة نوف وكلامها عن شادن ..
قالت ارجعي لفصلتس يانوير ورجاءً بلغي شادن انها تجي بكرة وتجيب لي تقرير طبي ..
قاطعتها نوير بحقد : ياقلبي شادن وديتها للبيت وبغى يموت رجلها يوم شافها تعبانه .. ابتسمت وكملت بمكر : تصدقين ياعزة انه حتى مااهتم لوجودي وبغى يشيلها من كثر الخوف عليها .. ماشاء الله ماشاء الله عسى الله لايضرهم ويستر عليهم ويكفيهم شر الحاقدين . وانتي يانوف لاتهتمين بيجيب لها تقرير واجازة اسبوع على الاقل .
آخر شي تتمنى تسمعه ..
بهت لونها وبردت اطرافها وارتعشت شفتها وهي تتخبط ماتدري وش تقول : مالي شغل تجيب تقرير يعني تجيب . هذي قرارات وزارة موب لعب .. انا مالي شغل بلغوها .
اشفقت عليها نوير من حالها اللي تدري به اكثر من غيرها قالت : يانوف مية مرة قلت لك لاتحطين راسك براس زوجة عماد .
قاطعتهم عزة وهي تطالع في ساعتها وماعجبها الكلام والنغز وطريقة كلام نوف ورد نوير
قالت : عن اذنكم وراي درس طويل والحصة ضاعت عليّ .
طالعت نوف في ساعتها قالت : عجلي انتي بعد الحقي الحصة لاتضيع عليتس واتركي شغل المحاماة عنتس .
اعطت نوير ظهرها وهي تحث خطاها للادارة مكانها اللي ممكن تلوذ به عن عيون الطالبات والمدرسات ان نزل من عينها دمعه ولا تغير شي في ملامحها لسيرة عماد وحبه لشادن ..


***

وقف قدام البيت قال بمرح : ها تعرفين البيت هذا ..
انشرح صدرها وهي تشوف البيت وسيارة نايف اللي عرفت انها مع فهد من ايام رمضان ..
قالت بعفوية : اكيد اعرفه . . ياربي قد ايش وحشني .
فتحت الباب ورجعت سكرت وهي تلف بجسمها ناحيته قالت : ليه ماتنزل ..؟
: ها ايه .. يالله .. يالله نازل .
نزلت وخرجت مفتاحها من شنطتها وفتحت البوابه الخارجيه وناداها بصوت واطي : شادن .
وقفت خطواتها السريعه لداخل البيت والتفتت عليه قالت : الحين اقول لنايف يجيك .
: تعالي تعالي .. ترى فهد قدامك لاتدخلين .
: اووه صحيح .. مسرعه يجي مو كان عندنا الصباح .
قال وهو يرجع نظارته السودا لجيبه : فهد الله يهديه ويصلحه .. زفر وقال بينه وبين نفسه : هذا اول يوم مشى وترك شغله وماقدر يصبر لنهاية الدوام .
قالت شادن : طيب بدخل انا عند امي وانت روح لقسم الرجال .
رد عليها وهو يمشي معاها ناحية قسم الحريم : انا ماني جالس بسلم على امك وامر على العيال وامشي وراي مليون شغله .
هزت راسها بقهر وقالت وهي تفتح غطاها وتدق الباب الداخلي لقسم الحريم قالت : خلني اشوف اخاف فيه احد من جيراننا عند امي .
دخلت خطوتين وشافت امها في وجهها ..
ووقف كل الكون بلحظات ..
تأجج الشوق وانهارت حصون الصبر ..
ماقدرت امها ترد دمعة اللهفه ..
وتركت لها المجال تعبر
وفتحت يدينها تضمها لقلبها قبل قفصها الصدري ..
والثانية ماقصرت رمت نفسها في حضنها وشهقاتها متواصله ..
وكل هذا على مرأى ومسمع من عماد اللي انكسر قلبه على المشهد ..
العروس رجعت تزور اهلها ..
بأي قلب وأي جسد ..
على عكس العرايس والبنات ..
اللي يرجعون بجسد غير قلب يرفل بالسعاده والهموم ..
اما هي ...!!
الجسد مثل ماهو والقلب محمل بالهموم . .
وام العروس تنتظر تقرا الفرحه في عيونها بعد اللقاء ..
ياخيبت ياام العروس ..
العروس عادت محملة بالخيبة والحزن ..
حضنتها امها وربتت على كتفها قالت وهي تمسح دموعها وتبتسم بحرج من عماد الواقف بعيد ويحاول يصد ولا ينزل نظره عنهم حتى مايحرجهم ..
: شادن فضحتينا في زوجك خليني اسلم عليه .
رفعت جسدها من حضن امها ودخلت للصاله تكمل البكا اللي ماوقف من الصباح ..
سلم عماد على ام نايف بحذر وحيا ..
وبعد السؤال عن الحال والاخبار
قالت : تفضل من هنا للمجلس ترى نايف ينتظرك .
فك شماغه ونسفه من جديد وهو يقول : ايه بمر عليهم وامشي ..
حاولت ام نايف فيه انه يجلس بس مارضى ووعدها انه يمر عليهم بعد مايكمل شغله وبينهم تلفون ..
دخل على فهد ونايف اللي فز وهو يرحب ويهلي ..
: هلا والله حيا الله ابو مشعل .. يامرحبا ومسهلا ..
: الله يبقيك ويطول بعمرك ..
قال فهد باسلوبه الساخر اللي لازال طبع فيه : هذا خويك اللي تنتظره دخلته حرمته .. انا اشهد ان الحنان مجتمع في الطرفين .
لكزه عماد برجله في ساقه اللي يغطيها بنطلونه الابيض قال : انت يوم انك قاعد هنا وتارك شغلك .. وشو له توظف ..؟
رد فهد : هذا والله اللي بينشب لي .. اقول يانايف وش رايك تمسك مكاني عند عماد وانا امسك شغلك ..
قال عماد قبل يرد نايف : شغله وشو اللي تمسكه عنه .
سحب فهد مسبحة عماد من يده بحركه عفوية وقال : هذا ياطويل العمر الشيخ نايف بيتخرج الترم هذا .. وابو خويه ابراهيم عنده شركة كبيرة وعده بالوظيفه اول مايتخرج واول مربوط سته الاف ريال ..
رفع عماد حاجبه قال : نايف وانا اخوك وظيفتك عندي .
ابتسم نايف وهو يمد فنجال القهوة على عماد : الله يسلمك ياابو مشعل ادري انك ماراح تقصر معاي ...
قاطعه عماد : اترك عنك المجاملات ومن بكرة لو تبي حتى قبل ماتتخرج ابيك في مكتبك .. رشف من فنجاله وكمل : بس احذرك من الحين فهد ابعده عنك ولاتحتك فيه يخربك .
ضحك فهد من جدية عماد الصارمه قال : لاوالله يانايف اذا تبي نصيحتي هج وانا اخوك ترى عماد ماعنده يمه ارحميني في الشغل اذا انا اول يوم هاوشني وش بيسوي بي بعد كذا .
ضحك نايف من اسلوب فهد وماعلق على كلام عماد ..
قال : بالله يافهد قهو ابو مشعل بروح اسلم على اختي كأني ماشفتها لي عشر سنين .
وقف عماد وسحب مسبحته من يد فهد قال : انا ماشي بس علم الشغاله تاخذ اغراض شادن بنزلها داخل الحوش .
حاول نايف يثنيه عن رايه لكن عماد كان عازم انه يروح للشركه ويشوف وضعها قبل ماتقفل ويغادرها الموظفين ..

طلع من المجلس ونايف بالمثل وكل واحد له وجهه عكس الثاني ..
اول ماشافها في حضن امها تبكي وتمسح دموعها اللي للحين محد عرف سرها وسببها ..
قال : افا .. الحنفيه هذي ماتنضب ولاتجف .
وقفت عنده وضربته على صدره بخفيف وضمها بقوة وهي تقول : وحشتني يادب .. اشتقت لك وانت ماتقدر تكلف على نفسك مشوار تجي تشوفني .
: سلم على راسها وهو محوطها بيدينه وضامها لصدره وكأنها بنته مو اخته الاكبر منه..
قال : بغينا نجيك والله في العيد بس اللي صار ...
قطع كلامه وهو يطالع في امه اللي تحذره بإشارة من اصبعها وعيونها ..
رفعت راسها وبعدت شوي عنه قالت : صاير شي ..؟
: اقصد اللي صار لفهد وتعبه بعدين .. مادريتي انا اعتمرنا وامي جلست ثلاثه ايام ماتقدر تمشي من رجولها .. شكل الشغالة خربتها .. الا صحيح ماباركتي لها على الشغاله .. ولا عشان انتي اللي جبتيها ماتقولين مبروك ..
ضحكت من بين دموعها وهي تقول : شوي شوي يادب كل هذي طاقة كلاميه .. اكيد انك فقدتني وماعندك احد تسولف معاه .
: فقدتك .. ايه والله فقدتك .. بس الطاقه الكلاميه هذي عندي من خلقني ربي بس شكلك نسيتيني ..
مسحت دموعها قالت : عماد مشى ..؟
: ايه مشى .. نادى بصوت عالي على الشغاله : ياساندي ..
طلعت الشغاله راسها مع باب المطبخ قال : روحي جيبي الاغراض اللي في السور .
والتفت لشادن يسألها عن حالها واحوالها ..
قال : وجهك ليه كذا مورم .. لايكون زعلانه من عماد ولا سامعه شي ..؟
قالت بابتسامه حانية لاخوها : لاياعمري عماد مافيه منه بس عشان كنت مشتاقة لكم .
طالعت امه فيه قالت : نايف بتسوي غدا لاختك ولا تخليه عشا .
رد نايف وهو يمسح على شعره ويخلله بأصابعه لورى قال : والله ماادري خلينا نخليه عشا عشان عماد يجي اذا هو الحين مشغول .
: زين شورك وهداية الله .
طالع نايف بامه بعيون مليانه كلام واسئلة قالت امه اللي فهمت عليه : نايف يمه روح لولد عمك لاتتركه يجلس لوحده .
قالت شادن : نايف لحظة . فيه شي احس عندك كلام ماتبغى تقوله لي .
رفع نايف يده يعني سلام وهو يطلع من الصاله ويدخل من باب قسم الرجال وتارك لامه المهمه ..


***

دخل الشركه بدون علم موظفيها الا فايز اللي اعتاد على دخول عماد المفاجيء على الموظفين .. مر على المكاتب واحد ورى الثاني وعلى الموظفين اللي تعاملهم معاه نادر جداً لأن فايز غالباً يحل محله ..
محد كان متوقع دخوله بوقت متأخر مثل بعد الظهر واللي ياكل واللي يدخن واللي جالس يسولف مع خويه
دخل مكتب عصام وهيثم الثنائي الكسول والغير مبالي بالعمل ..
وهيثم يدخن وعصام يلعب في جواله كالعاده ..
قال: الحقوني ثنيناتكم بالفايلات كلها اللي عندكم .
فز عصام من مكانه وهيثم جامد بمحله وزقارته في فمه بلا حراك او حتى نفس ..
رجع عماد ماانتظر منهم اجابة او تعبير ودخل لمكتب فايز اللي رحب فيه : هلا طال عمرك تفضل .. كان ريحت نفسك وانتظرت لبكرة .
جلس عماد على الكرسي حق فايز وهو يقول : ماتفرق يافايز اليوم ولا بكرة كله واحد .. المهم عندك موظفين هيثم وعصام عطهم انذار اخير وان ماانضبطوا قرر فصلهم فوراً ماني مستعد اتحمل لامبالاتهم في العمل على حساب الشركه ومصالحها .. غيرهم يدور الشغل أكفأ وانشط .
رد فايز : ابشر باللي تبي طال عمرك .. انا قبل شهر محذرهم وشكله ماجاب نتيجه ..
دق اياد السكرتير الباب ودخل ومعاه فايل قال : استاز عماد عصام وهيثم ..
قاطعه عماد : خلهم يدخلون .
دخلوا وماتكلم لهم ووجه الكلام لفايز : شوف شغلك يافايز وحط في بالك ان أي مستهتر في العمل مكانه مو عندي في الشركه .
وقف وهو يشوف جواله يدق واسم فهد على الشاشه ..
رد عليه وتوجه لمكتبه الفخم في آخر الممر ..
: هلا يافهد .
وصله صوت فهد العالي وهو يقول : هلا بك ياابو مشعل انت وين انت ..؟
: في الشركه ..!
: ماتقدر تطلع ..؟
: ليش تبي شي ..؟
: لا انا ماابي غير سلامتك بس مرتك الظاهر انها درت عن زميلاتها وطاحت على اهلها .
جمدت ملامح عماد .. واخذ نفس عميق وتهاوى على كرسيه الاسود الكبير قال : كنت متوقع والله .. الا انت وينك ..؟ عندهم ..؟
: ايه في البيت ونايف اخذ اخته وداها للمستشفى .
فز عماد قال : المستشفى ليش ..؟
رد فهد بحده : اقول لك الحرمه طاحت عليهم واخوها وامها ماتحملوا ودوها للمستشفى على طول .
رد عماد بسرعه وهو يقاطعه : زين زين انا اشوف وش صار مع السلامه .
قفل بسرعه ودور رقم نايف ودق عليه بس نايف خذله ومارد عليه ..
دق مرة ثانية وثالثه وأخيراً رد نايف : هلا عماد .
: نايف وشلون شادن الحين ..؟
: الدكتور عندها وبيسوون لها تحليل حمل مدري وشو .
رد عماد بأمر وهو يعض على اسنانه : لايسوون لها شي لين اجيك .. البنت تعبانه من الصبح مااكلت شي .. لاتخليهم ياخذوون منها دم ..
: بس الدكتورة تقول ...
قاطعه عماد بصوت عالي : ناايف قلت لك لاتخليهم يسوون لها شي لين اجي انت بأي مستشفى .
قال له نايف على اسم المستشفى القريب من بيتهم وطلع عماد بسرعه بعد مامر على فايز وقال انه مضطر يطلع ..
ياقلبها المسكين ..!
وشلون تتحمل ..!
القسوة ولا الجفا
ولا فراق احبابها ..
شد على المقود بيدينه حتى ابيضت مفاصل اصابعه من كثرة التوتر ونفث بأوووف من اعماقه ..
ياطول الطريق رغم ان المسافه اقل من ساعه الا انه حس انها صارت الضعف ..
اخيراً وصل ونايف والدكتورة في نقاش حامي ..
الدكتورة مابين المكسب المادي اللي راح تضيفه للمستشفى الخاص اللي تنتمي لها ومابين المريضه اللي تحتاج علاج ومهديء ولابد تتأكد اذا حامل او لا .
وقف عند نايف اللي استقبله على طول قال : عندك ياابو مشعل تفاهم معاها .
رد عماد عليه من دون مايطالع في الدكتورة : شادن وينها .
اشر له نايف على غرفة مقابلة له قال : في الغرفه هذي .. امي تقول صحت بس تبكي ومنهارة .
دخل عليها وشافها جالسه على السرير وشعرها ووجها كله مويه بفعل امها وهي تحاول تصحيها ..
مثنية ركبها ودافنه وجهها بينها ..
قرب منها وجلس بجنبها قال : شادن ارحمي نفسك ترى اللي تسوينه مايصير .
هزت راسها من دون ماترد لأن مافيه كلام ولا فيها طاقه على التحمل ولا قدرة على الاحتمال .
مسح على راسها وامها تراقب بصمت قال : قومي معاي بوديك لصديقتك ترى ابوها كلمته اليوم ويقول ان عندها انهيار عصبي وتحتاج من يوقف معاها .
رفعت له راسها وشكلها يرثى لها ..
الدموع من قوة الصدمة اختفت .
والصوت من كثر البكا انجرح ..
والجفون مقرحه ..
القلب شُج بخبر الفقد ومصاب سارة ..
وانا من يوقف معاي ياعماد ..
انا ابي احد يسندني ويساندني ..
انت تموت وسارة تضيع والموت غيب ناس اعرفهم واحبهم حتى لو اني ماعرفتهم الا فترة قليله الا اني حبيتهم ..
قال بصوته الرجولي والآمر والحاني بنفس الوقت : يالله البسي خلينا نروح لزميلتك تطمني عليها واجلسي عندها على كيفك .
غمضت عيونها وهو يقول : انا من يوم عرفتك وانتي قوية .. يالله عاد المفروض تفرحين ان صديقتك بتقوم بالسلامه وماعندها الا كسور بسيطه ومع الوقت بتتعافى .
مسكها من معصمها ونزلها وهو يطالع بامها : عمتي لبسيها طرحتها وغطاها وانا اللي باخذها للبيت . قرب من وجهها وحدق فيه وكمل بحنان واضح : ولاتبين تروحين الحين لصديقتك .
هزت راسها وهي تقول : بروح لساره الحين .. ورفعت راسها وكملت بصوتها المبحوح : بس انت روح ارتاح في البيت خل نايف يوديني .
: امشي بس انا ارتاح اذا شفتك طيبه .
كلامه على انه الشفا الا انه السكين اللي ينهش بها جروحها ..
آهـ لوتدري ياعماد وش كثر قلبي يشيل ..
صدمتين وفي يوم واحد مؤلمة ..
انت وسارة ..
اغلى من سكن قلبي ..
طالعت في وجهه والتعب باين عليه قالت : خلاص انا برجع للبيت وبعد العصر اروح لسارة .
رد عليها : اكيد ماتبين تروحين لها الحين .
: اكيد بس انت تعال ارتاح عندنا في البيت .
طالع في ساعته اللي شارفت على 3 العصر وزم شفايفه قال : لاوالله مااقدر لكن المغرب امر عليك وآخذك للمستشفى .
دخل نايف قال عماد : وصلهم للبيت وشوي انا اجي اوديها للمستشفى .
حاول نايف فيه انه يرجع معاه للبيت بس اعتذر عماد بالشغل وانه مواعد رجال على الغدا .
وطلع من المستشفى بعد ماراح نايف وامه وشادن معاه ..


***
في الاجواد ..
جالسه على سجادتها تسبح وتهلل والوحده طاغية على البيت ..
والصمت مايقطعه الا صوت راديوها الخافت على برنامج فتاوي دينيه بإذاعة القرآن الكريم اللي ماحادت عنها موجة الرديو من يوم دخل بيتها ..
وصلها صوت شهد وفيصل وفوزية وهي تقول : لاتخربين على الناس اذا بتدخلين دراجتك العبي عند الباب لاتقربين من السجاد ..
دخلت غرفة امها وسلمت وجلست قالت : يمه شادن وشلونها شهد تقول ان العنود شافتها وهي تبكي في المدرسة . وعماد يقول مافيها شي بس مشتاقه لامها .
طفت ام ناصر راديوها واستغفرت ربها قالت : ايه الضعيفه علمتها زميلتها انها كلمت امها وتنشد عنها ثم صبحها ابليس .
وقفت فوزية قالت : ياقلبي عليها .. الله يهديك ياعماد كم لي وانا اقول له ودها امها وهو يقول بيجون وانا عازمهم .. هذي النتيجه ..
طالعت في الباب وتأملت المكان وكملت : بس والله ان مكانها خالي في البيت الله يردها بالسلامه ..
تنهدت ام ناصر وعقبت : ايه والله ماليةٍ البيت عليّ . .. الله يرضى عليها هي ورجلها .
دق الجرس وقامت فوزية تشوف من ورجعت وناصر اخوها وراها .
سلم على امه وجلس بجنبها قالت فوزية : ابو فهد صدق اللي قاله لي عماد .
رد ناصر برزانه : وعماد عمره كذب .. كل اللي يقوله صدق .
: اصبر اعرف وش قال ثم تكلم .
: وش قال ..؟
: يقول ان فهد توظف عنده وانه مشى اليوم لجده ..
قاطعتها ام ناصر : عماد وين جاتس وعلمتس بعلوم شادن وفهد ..؟
عقدت فوزية حواجبها بعدم رضا قالت : صبحني الساعه 8 وصحاني من عز نومي يقول لاتخلين جدتي تجلس لحالها .. وعلمني انه بيودي شادن لاهلها وعلمني عن فهد ..
طالعت في ناصر قالت : والله ياناصر ان من فرحتي ماقدرت اكمل نومي .. الله يهديه ويثبته .
قالت ام ناصر : فهد رجال وماعليه كلام ماعاد ينقصه غير المرة السنعه .
تكلم ناصر بحيرة قال : وش اسوي به يايمه كل ماجبت له طاري العرس قال الله لايقوله .
ضحكت ام ناصر وقالت : اليوم قلت له ابي اخطب لك من بنات لافي ثم انحاش لجده .
ضحك ناصر قال : انا قايل لتس .. مايبي العرس ولاودي اغصبه .
اخذت فوزية صينية القهوة من الشغاله اللي وقفت على الباب وجلست . .
قالت وهي تصب لاخوها فنجال قهوة : شوف عماد بعد ماغصبته امي على العرس .. ماشاء الله عليه مبسوط ومستانس .
رد ناصر بعد مارشف من فنجاله قال : والله ياحال عماد مهب معجبني .. ولا حرمته مااسنع منها بس اني كل مااشوف وجهه اقول فيه شي ولا مهب مرتاح .
هزت ام ناصر راسها قالت : اشوف بعيني ياناصر مير الله يهديه .
تكلمت فوزية وهي تبعد عماد عن محور الحديث : ياناصر لاتسكت عن فهد تراه بيدخل الـ 29 وهو لاحرمة ولا ولد . حتى بندر حلف مايتزوج قبله . على كذا عيالك بيجلسون لازواج ولا ذريه .
تنهد ناصر وقال : والله ياام فيصل هذا اللي هامني .. فهد ليا قلت عثرت اخوانك قال خلهم يعرسون ولحد يفكر فيني .. ولا بندر الله يرضى عليه مايردني في طلب الا انه حلف مايعرس قبل فهد .. وامه خطبت له من بنات نورة ..
قاطعته فوزية : بنات نورة متكلمين عيال عمهن وخطبوهن .
شرب بقية فنجاله ومده عليها وهو يقول : لا ريماس عيّت عن ولد عمها وبندر يبيها ونورة بعد تبي بندر ياخذها .. المهم ان الحريم متفقات .
قالت ام ناصر : الله يكتب اللي فيه خير .. ريماس وايناس كلهن سنعات وبندر رجالٍ (ن ) ينشري . اما فهد شاوره على بنات لافي ولاتسكت عنه .
قالت فوزية مقاطعه وباندفاع : الله لايقوله مانبي بنات لافي ولاقربهن .
التفت ناصر على فوزية قال : انتي وش تقولين وش فيه لافي رجال والنعم ثم بناته ماقد سمعنا عنهن الا كل خير سنعات وامهن سنعه .
: نوف هذي اكرهها ماتنطاق وشادن دايماً تقول لي انها ماتطيقها ولاتكلمها الا من طرف خشمها .
ردت ام ناصر بحكمه : هيِّن هذي الغيرة وماتسوي .. . وبكرة ليا انخطبت واعرست تنسى شادن ولاعاد تعرض لها .
مسد ناصر لحيته وهو يفكر قال : شورتس وهداية الله يالغاليه . بكلم فهد واللي فيه خير يكتبه ربي .
كملوا جلستهم والحوار ماابتعد عن العايلة ..
من فهد لعماد لـ احمد المبتعد بحكم عمله .. وراح يجي بعد ايام ..


***
بعد مغرب يوم صدمات عمرها ..
دق عليه نايف ومارد وعرفت شادن انه نايم ..
قالت وهي تلبس عبايتها : نايف خلاص لاتدق عليه .. انت ودني للمستشفى .
: زين يالله امشي خليني بس اكلم فهد اشوف وينه .
غطت وجهها واخذت شنطتها اللي فيها الورقة اللي قلبت لها حياتها بأخبارها الشينه ونايف يكلم فهد ويلح عليه انه يجي يسكن عندهم بس فهد رفض وفضل انه يسكن في شقة عماد ويمر عليه بين فترة والثانية حتى مايسبب لهم احراج ويثقل عليهم ..
قفل منه ومشى مع شادن اللي فضلت انها تقابل سارة لوحدها ولها من الروحه لوحدها مآرب اخرى ..
طول الطريق ساكته وت
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:29 am


ليلة اخرى ..!!
مرت عليها متعبه ..
فيها بكاء كثير ..
وفيها حزن مضني ..
وفيها بوح من طرف واحد ..
وصفت لها سارة الحادث وهي غرقانه في دموعها ..
وحكت لها كل كلمة قالوها البنات بالتفصيل وانهارت اكثر من مرة وهي تردد .. اميرة ياشادن ماتت وهي كانت تقول عيالي عيالي .. آآه بس .
مسحت دمعتها وهي تتمدد بسريرها وتتذكر حالة سارة المفجوعه ومنهارة ..
واللي فقدوا بناتهم ,,
وعيال اميرة ,, واهل فاطمه ,,
حتى ساميه اللي ماعرفتها الا من كلام سارة عنها اشفقت على اهلها وزوجها وترحمت عليها ..
ابعدت سيرة الحادث عن ذهنها وتفكيرها واستبدلتها بوجع آخر ..
ضمت المخده وهي تتذكر انه دق عليها اربع مرات على البيت يدورها وماقدرت تكلمه . .
تحججت انها تعبانه وسط شكوك امها اللي احتارت من دفاعها المستميت عنه اذا اتهموه انه سبب حالها وبكاها .. ودموعها اللي ماكفت من قبل ماتدري عن سارة وان هالدموع لابد ان لها سبب .
لأنها ببساطه خايفه تسمعه وتنهار ..
شدت على عضدها ومكان الابرة وآلمها ...!
الابرة اللي نصحها فيها الدكتور اللي راحت وسألته عن حالة عماد وورته ورقة التحليل وأثبت لها ان عنده فايروس كبدي وبائي والنوع بي .. والمشكله انه نشط مو خامل ..
رجعت بها الذاكرة لقبل ثلاثه ايام وتردد كلام الدكتور في مسامعها ..
الأعراض اللي كانت على عماد نفسها اللي قالها الدكتور ..
يرقان اصفرار الجلد والعيون مثل عيون عماد اللي احياناً صفرا اذا مو غالباً ..
فقدان الشهية وعماد غالباً مو مشتهي اكل ولايطلب الاكل الا اذ فوت وجبة وجبتين ..
ضعف عام وإعياء وتعبه الدايم وظهري انكسر من شي ولاشيء ..
غثيان وقيء وهذا صار طبع في عماد وكان يرجع اسبابه للقولون .
حمى ، صداع ، أو ألم في المفاصل وهذي غالباً ترافقه وماتفارقه ..
ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن وعادته اللي اعتادتها ويده اليمين اللي كأنها صارت تنجذب للمنطقه هذي لاارادياً .
مريض الكبدي مايتحمل الطعام الدسم والسجائر وعماد اول شي عرفته عنه انه ماياكل دسم ولايدخن ..

تذكرت كلام الدكتور وهو يحرص عليها تعامله عادي لأن الأدويه اللي ياخذها تسبب له اكتئاب واحساس بالاحباط مثل الانترفيرون ..
وهي يمكن اللي تزيد بعده عنها واحساسه ان اجله قريب وان ماله داعي يعيش سعيد واحلامه محطمه ومايفكر انه يبني لنفسه مستقبل واذا كافح فهو عشان الآخرين ..
بإمكانه يعيش زوج طبيعي اذا الزوجه اخذت التطعيمات الثلاث في فترة معينه ماراح يضرها شي بإذن الله ونسبة الاصابه ماتتجاوز 5 %
رجعت خصلتها المزعجه ورى اذنها وهي تتذكر كلامه عن التطعيمات وان مدتها طويلة .. مرتين خلال كل ثلاث شهور والثالثه بعد ستة شهور ..
دخلت عليها امها وهي تفكر بعيد قالت : شادن صاحيه ..؟
: ها ..؟ ايوه يمه تبغين شي ..؟
: لاوالله بس حبيبتي وشلون بتنامين بملابسك هذي ..
طالعت في لبسها تنورة سودا عاديه وتي شيرت اسود عادي لبسته على السريع لمن راحت لسارة ..
ومن المستشفى طلعت لبيت ابو مشاري معاها ولارجعت للبيت الا بعد مانامت وتطمنت عليها قالت لامها : الحين بقوم آخذ لي شور والبس بيجامه .
قالت امها بحنان : تدرين ان عماد بيجي الليلة من ينبع ..
فز قلبها من مكانه وقاطعتها قالت : بيجي هنا ..؟
ابتسمت امها على لهفة بنتها قالت : لا .. بيروح لشقته بس تراه دق على نايف وهو في مجلس ابو مشاري يسأل عنك .
ابتسمت بحب قالت : تسأل عليه العافيه ان شاء الله .
: طيب قومي تحممي عشان تنامين يمكن زوجك يجي بكرة واذا جا لازم تقابلينه .
هزت راسها بحاضر وقالت : نايف وين ..؟
ردت امها وهي تقوم وتتوجه للباب بتخرج : في شقة عماد يقول بجلس مع فهد لين عماد يجي .
قامت دخلت الحمام بعد ماطلعت امها واخذت لها شور سريع وكلام الدكتور السعودي الملتحي دين وتقوى يتردد في ذهنها ..
: انتي لازم تصمدي اكثر منه ابحثي ودوري على علاج لزوجك .. فيه ناس تعالجوا من المرض بقدرة الله والدعاء والصبر وقوة الايمان والمواجهه ..
طلعت من الحمام وهي لافه الروب على جسمها والمنشفه على شعرها قالت بصوت مسموع وهي تطالع في شكلها بالمرايه : واجهي حياتك ياشادن .. خليك عون له مو عليه .. المفروض اسعده على قد مااقدر مو اتهرب منه واحسسه اني عبء عليه واشيله همي ..
نشفت شعرها بسرعه واخذت المجفف وجففت شعرها بسرعه وجوالها في يدها وتدق على رقم نايف اللي رد عليها بسرعه : هلا ياشادن .
: هلا نايف فينك ..؟
: في شقة رجلتس ..
ضحكت شادن من لهجة نايف الغريبه عليها ..
حست ان فهد اعداه باللهجة قالت : حلوة رجلتس ذكرتني بعماد .. فهد معاك ..؟
: ايه فهد معي وبيمشي خلاص مايقدر ينتظر عماد . بس بينظف الشقه قبل يمشي ..
: ليه عماد بيطول ..؟
: ايه حضرته نايم لين المغرب وتوه تذكر يمشي ..
: مالكم شغل فيه هو حر وعلى كيفه ..
قاطعها نايف وهو يكلم فهد ويقول : ماادري والله ..
رجع يكلمها : المكنسة الكهربائية تشتغل على خط كم 110 ولا 220 ..
: ليه ..؟
: فهد بيكنس الشقه مرة معفنه .
ضحكت شادن من اشكالهم وهم بينظفون ومايعرفون قالت : نايف اش رايك تجي تاخذني انا انظفها .
هتف نايف : والله فكره .. فهد امش امش روح لمشوارك وشادن بتجي تنظفها .
سمعت فهد يقول : تسوي خير والله خلها تنظف المطبخ ترى مافيه شي نظيف والهنود مافيه احد صاحي اجيبه ينظف وان جا عماد والبيت كذا عز الله بيمسكها عليّ لين اموت .
قال نايف : يالله ياشادن البسي وانا جايك .
: عماد في الطريق الحين .
: في الطريق يبي له ساعه ونص على الاقل .
: اوكي يالله .
لبست بسرعه بنطلون جينز ازرق عادي وتي شيرت احمر بأكمام قصيرة وحلقه بشكل سبعه وهو ماسك على جسمها بأناقه ..
ماهما تلبس له بقدر ماهمها انها تقابله وتكلمه وتجلس معاه وتراعيه ..
طالعت في وجهها ذبلان ونثرت عليه باودر وبلاشر وحطت قلوس لحمي لامع لعل وعسى انه يخفي ذبولها ولونها الباهت ..
بسرعه لبست عبايتها واخذت لها شنطه صغيره حطت فيها اغراض تلزمها هناك وراحت تقول لامها على مشوارها ..


***
وصل لشقته بعد ماقال له فهد انه مشى للديرة واعتذر عن دوام الاربعاء ..
شماغه في يده وزراير ثوبه اللي فوق مفتوحه ..
ينتظر بس يدخل حتى ينزل ثوبه ويرمي نفسه لأن الطريق الطويل اتبعه ..
استغرب ريحة البخور تعج في المكان ..
ورفع حاجبه مستغرب وبقلبه " لايكون فهد مبخر البيت .. يسويها ومااستبعد عليه شي "
دخل مفتاحه في الباب ودخل وهاله المكان ..
لولا انه واثق ان هذا طريق شقته وبابها ومفتاحها ولا قال انه غلطان ..
ابتسم لريحة البخور اللي ذكرته بها خاصة في رمضان ليلياً وهي تبخر البيت بعد مايروحون الناس من عندها ..
حست ان قلبها انعصر ووقف عن النبض وهي تسمع صوت الباب ينقفل ..
طلعت من المطبخ وجات تمشي كأنها مو على الارض
شوق ولهفه
وخوف من ردة فعله ..
وخوف عليه ..
وخجل وحيا من تصرفها ..
وقف بمكانه يطالعها بصدمه
آخر شخص توقعه في شقته هي شادن ..
طالع يمين ويسار ودخل يده في شعره قال : فيه احد معك ..؟
هزت راسها بلا قالت : بس انا .. قلت اجي انظف لك الشقه ..
قربت منه ومدت يدها عليه قالت : الحمد لله على سلامتك .
صافحها بدون تردد وسحبها سلم على خدودها وهو يقول : الله يسلمك ..
ترك يدها هروب وجلس على الكنبة تعب وانهاك من المواجهه ..
قال : هابشريني وشلونك الحين يقولون صار فيضان في بيتكم ..
ابتسمت قالت : نايف ها ..؟ طيب اوريهالدب اللي فضح فيني ..؟
ضحك بصوت عالي جمد كل اطرافها قال وهو يمس ظهره : آآآه ياجسمي .. وانتي من بيرجعك الحين انا ولا نايف ..؟
زمت شفايفها بقهر قالت بجرأة اغتصبتها من خجلها : لهذي الدرجة وجودي مضايقك .
طالع فيها وتأمل عيونها الخالية من أي زينه وكانها تقول انا اصلاً يائسة منك يوم اني مازينتها وكحلتها .. بس فيها سحر ممزوج بالحزن اللي تحاول تخفيه ..
تنهد وقلبه يقول " يالوتدرين ياشادن وجود في حياتي وش .. ولوتدري..؟ ماتجرأتي وسألتي "
غمض عيونه وسند براسه على الكنبة قال : لاوالله مو قصدي بس تدرين الناس يعرفون اني ساكن هنا عزوبي ماابي احد يتكلم ويشك فيني .
قربت وجلست على حافة الطاولة قدامه قالت بجدية : يعني بترجعني لبيتنا وتحرجنا مع امي ونايف .
قربها مايقدر يتحمله ..
حاول يبعد نظره عنها وماقدر ..
مايحس الا بالانجذاب وكأنها تيار قوي جارف
حط عيونه في عيونها ومد يده ومسك يدها قال : الا والله جيتي وجابك الله .. حسابي معك عسير ..
سحبت يدها منها بقوة وهي تطالع فيه بجديه قالت : ها .. اش سويت ..؟
وقفت وبعدت عنه ولحقها بسرعه مسكها عضدها قال : وينك وانا ادور عليك من تلفون بيتكم لتلفون نايف وانا اصلاً ادري انك تتهربين ..
قاطعته : أي أي عماد يدي والله تألمني .. سيبها .
: لا لا ماراح افكها لين تقولين .. يالله اعترفي .. اول شي سالفة البكا في الديرة ثم الانهيارات اللي ورى بعض .. ثم تهربك مني وكأني ذابح لك احد .
مدت عليه يدها اليمين قالت : أي عماد اسمع .. امسك يدي هذي وسيب هذي .. هذي ترى مرة تألمني .
يحس انه بدا يفقد السيطرة على نفسه وقرب من وجهها قال : ش فيها يدك ..؟ ها ..
اختنق صوتها وهي تشوفه مايقدر يسيطر على نفسه قالت : انا اقول لك بس سيبني .. سيبني عماد ..
تهاوت يدينه من عليها قال بأمر : روحي من قدامي .. يالله .
ابتسمت له قالت : بروح .. بس انت ادخل خذ لك شور على بال مااطلب لنا عشا .
رفع يده قال : انا اكلت المغرب يوم صحيت انتي ماتعشيتي ..؟
قالت بخجل وهي تشوفه يصد عنها : الا تعشيت .. تدري ان سارة صحت .
: والله .. وانا اقول المزاج ماشاء الله .. التفت عليها وكمل : شادن سألتك بالله وش فيك ذاك اليوم يوم جيتي من المدرسة .
عقدت حواجبها قالت : لاتسألني بالله .. مااقدر اقول لك .
رجع لها قال بحزم : لابتقولين .
عدت من عنده ودخلت المطبخ اللي يطل على الصاله قال بصوت وصلها : مافيه ياشادن بتقولين يعني بتقولين مافيه مفر .
وش تقول له ..؟
وش الحجه والعذر ..
خطرت على بالها كذبة مادرت انها راح تدمرها وتدمره اكثر منها قالت وهي تصد عنه : خلاص اقول لك .. البنات كل مايشوفوني يقولون ..
التفتت وطالعت فيه .. وسكتت
قال وهو يصر عيونه : ايوه كملي . وش يقولون ..؟
: يقولون .... عماد لاتحرجني بليز ..
جا يمشي قرب منها وابتسم قال : بتقولين ولا ..؟
نفضت يدينها بملل وهي تقول : يقولون انتي حامل او لا .
ثبتت نظراته في مكان واحد ..
وماتت البسمه ومابقى الا البرود
والملامح فاترة تحمل الخيبة وتأنيب الضمير ..
مرت الثواني ببطء وهي تشوفه مايتحرك
ادري انه مو بيدك
ادري انك مافيك شي
ادري .. والله ادري ياعماد
بس لازم تعيش حياتك
لازم تكون اب ..
وتفرح في عيالك وهم يكبرون ..
جاهدت وهي ترد الدمعه قالت : آسفه ..
رفع نظره لها وزم شفايفه قال بصوت بارد : انتي ليه زعلانه ومقومة الدنيا .. ان شاء الله بتحملين وبيجيك عيال ويرزقك الله ..
اخذ كمية اكسجين يحاول يوصلها لأوردته اللي جفت ونشفت
لعل وعسى انها ترد الدم يجري مثل ماكان ..
كمل بأسى : كلها فترة ياشادن وتشوفين حياتك ..
هزت راسها بلا وشافته يعطيها ظهره ويتوجه لغرفته ..
راحت تجري بسرعه لين وقفت قدامه واضطر انه يوقف قالت بضعف واضح حاولت انها تخفيه تحت قوة مصطنعه : بس انا ابغى اشوف حياتي معاك انت .. انا .. انا .. انت مو فاهمني ليه ..
سحبها وضمها على صدره بقوة وقال : انتي والله اللي مو فاهمه شي ..
سكتت وماعقبت ولاعلقت
وقلبها يردد " الا والله ياعماد عرفت وفهمت وادركت كل شي .. "

( المسافه بينـي وبينك طويلـه ..
والعشــم فينـي كبيـر .. بس مابيدينــي حيله !
لاني اللي نســاك ،، ولاني قــادر أجي لك
الصبـر فيني قضــا
والشـــوق أكبــر وسيله ..
والعشــم فيني كبيـــر
وآآآآآهـ .. مابيدينــي حيلــه ..) *


فكها من بين يدينه بعد مده مايدري هل هي طويله والساعه صادقه .. ولا انها قصيرة على شوقه وشعوره نحوها والساعه ضاعفت الوقت وكذبت عليه ..
تنهد بعمق قال : نامي في الغرفه حقتي وانا بروح انام مكان فهد في المجلس ..
هزت راسها بطيب وسكتت ..
لأنهاعارفة الوضع ومقدره ..!!!!


***

وصل الديرة في الليل ..
واهله نايمين ودخل غرفته على طول ونام ..
عماد وصاه بأغراض يشتريها ويوصلها لبيته ..
وماتذكرها الا الساعه 11 لمن صحى ..
سلم على ابوه وامه وافطر وهو جالس عندهم ..
قال : فيه اغراض بوديها بيت عماد نسيتها في السيارة وهو موصيني اوديها اول مااوصل والله الظاهر يمديها خربت في السيارة ..
قال ابوه : الاغراض تنتظر .. عسى مافيها لبن ولا شي تفسده الشمس .
: الا والله فيها البان وحليب واجبان .. الله يعين بس .
: زين ودها وتعال ابيك في سالفه .
رد فهد وهو يتذكر كلام جدته قال : الله يكفيني شر العجوز لاتكون كلمتك بشي ..؟
ابتسم ابوه قال : الله يخليها لنا شورها دايم في محله .. وش رايك وانا ابوك ..؟
وقف فهد قال : اصبر اصبر الله يخليك لي .. مهب وقتها المواضيع هذي .. الا اذا انت ناوي تغصبني ..
قاطعه ابوه : مافيه غصيبه ان شاء الله بس شوف هذا عماد قبلك كان يقول اللي انت تقوله وهذا هو مرتاح ومستانس وبنت عمك شايلته على كفوف الراحه ..
: بس انا مابي العرس اقل شي هالسنتين .
تهدج صوت ابوه وهو يقول : ياوليدي انا ابيك تعرس .. وابي اخوك يعرس .
: وبندر وش عليه مني خله يعرس وافرح بعياله الله يخليك لي .
قالت امه بحنان : الحين وانا امك اللي يردك وشو ..؟
: اللي يردني اني رجال ماكونت نفسي الوظيفه مالي فيها الا اسبوع وياعالم اقعد فيها ولا اتركها .
رد ناصر بنفس صوته المتهدج : انت ماتعرف تقول لي لبيه وابشر يايبه ليا طلبت منك شي دايم وانت تردني وتعاندني .. ؟
صد فهد بوجع ورجع سلم على راس ابوه قال : الله يخليك لي لو تبي روحي فدا لك .. بس العرس ...
قاطعه ابوه : وليا طلبتك ورجيتك تردني .
تنهد وتنفس بعمق قال : اصبر عليّ خلني افكر ..!
قاطعته امه : ياوليدي مافيها تفكير .. لاتردنا يافهد .. مانبي غير شوفة عيالك .. وعرسك والمهر كله على ابوك وانت ماعليك الا انك توافق بس .
كمل ابوه : بكرة ابي اكلم لافي ..
فهد : لا الله يخليك لي ..
قاطعه ناصر : لا ليش ..؟ انت تعرف بناته سامع شي ..؟ لافي رجال والنعم مصلي صوام جارنا من سنين وماشفنا منه الا كل خير .
كملت ام فهد وكأنها تاخذ الدور عن زوجها : وبناته كل و حده ازين من الثانية ..
رد فهد بعصبيه : امهلوني افكر .
التفت على ابوه اللي قال بحزم : اذا تبي رضاي يافهد الخميس نروح لـ لافي ونخطب منه .
: ابي رضاك بس ..
قاطعه ابوه بحزم اكثر : بس انك تطيعني وتسمع كلامي .. انا لي سنين وانا مخليك على كيفك .. جا الوقت اللي تمشي فيه على كيفي وتسوي اللي ابيه اذا يهمك رضاي .
شد شعره ومسد وجهه بقوة قال : سو اللي تبيه يايبه .. الحياة ماعاد هي مثل اول ..
ابتسم بوجع وهو يوقف وكمل : الله يرحم واحدٍ كان مزينها في نظري .
تنهد بمرار لسيرة الفقيد وطلع من البيت وترك امه وابوه ..
مابين فرحهم لموافقته .. وحزنهم على حاله ..
هز ابو راسه وهويقول : ماودي انا ضغطنا عليه .. وماكنت ابيه يوافق غصب .
ابتسمت امه وهي تربت على فخذ ابو فهد وتهديه قالت : اليوم ضايق وبكره يستانس ياابو فهد .
هز ابو فهد راسه قال : جهزي عمرتس تروحين انتي وامي لمرة لافي واخذوا فوزية معكم ..



--------------------------------------------------------------------------------

فصلٌ رابع عشر ..

]~~ مشاعرٌ مبعثرة مطعونةٌ .. مقتولة .. مولودة .. ~~

النصيب مااهو اقوى من القدر ..
والقدر اخذ مني الصديق ..
والحياة بعد فرقى سعود ماهي حياة ..
وماعاد تفرق اني اضيع او اموت ..!
او حتى يقودوني على امرٍ ماابيه ..!


نزل الاغراض في بيت جدته وسلم عليها وطلع من دون مايفتح أي موضوع معها ..
التفت لبيت لافي المقابل لبيت عماد وجدته وزفر بقهر ..
انا وين ربي بلاني بكم ..!
ركب سيارته ومشى على نية انه يرجع لبيت اهله ..
بس المواضيع اللي تنتظره في بيت اهله ماتسره وتزعجه وماتقبلها ابداً ..
غير مساره لبيت فوزية ..
هي الاخت والعمه واللي يقدر اقل شي يشتكي لها وتوقف في صفه
بالرغم ان الموضوع تقريباً حُسم وانتهى امره ..!
الا ان الأمل لازال له بصيص ..!
طالما الخميس ماجا والخطبة ماتمت ..!

دق عليها الباب وفتحت له الشغاله اللي اعتادت على حريم القرية وزياراتهن في الضحى ..!
قال : فوزية فيه ..؟
ردت الشغاله وهي ترجع ورى الباب : يس مستر مدام فيه بس نوم .
دخل وهو يقول : روحي روحي صحيها بسرعه قولي فهد يبغاتس ضروري .
نادى بصوت عالي وهو يتوجه للصاله .. : ياولــــد ياشهــــد يافيصــــل .. يااهل البيت .. ياولد ..
المكان يلج بصوته الثقيل والعالي ..
نزلت فوزية بعيون نايمه وهي مغسلة وجهها ولابسه روب طويل على بيجامتها ..
قالت : حيَّا الله فهيدان .. جابك الله ..
سلمت عليه وهي تقول : زين انك جيت ابي اعرف العلوم اللي سمعتها صدق ولا اشاعه .
رمى نفسه على الكنب باحباط قال : مسرعها توصلتس .. ولا مخططين لي كلكم قبل ارجع .
ضحكت قالت : ياخي انا للحين مو مصدقه .. مااقدر اتخيل صراحه .. بس وش فيك محبط كذا ..؟
: وش اللي مايحبطني وانا مغصوب عاد انا جايتس ابي فزعتس ولا رايتس .. رفع رجله على الطاوله اللي تتوسط الانتريه وسند براسه على الكنب وكمل : عاد آخر عمر فهد يحتاج مشورة مرة .. صدق هزلت ...!
ضحكت فوزية قالت : الحمد لله رب العالمين اللي يشوفك يقول شايب ومابينه وبين القبر شي وانت تقول آخر عمري .. المهم انا والله يافهد ماقد فرحت مثل مافرحت يوم سمعت اخبارك الطيبة من عماد .
فز وعدل جلسته قال : عماد وش دراه ..؟
رفعت فوزية حاجبها بغرابه قالت : وشو اللي وش دراه .. موب وظيفتك عنده في شركته ..؟
: الحين وش دخل وظيفتي في اللي انا اقوله لتس .
عقدت حواجبها قالت : وش اللي انت تقوله لي .. انا مو فاهمه منك شي ترى قصدي بالاخبار اللي جاتني عنك الوظيفه وانك صرت تشتغل عند عماد .
: وبس هذا ا للي مفرحتس ومطير النوم من عينتس .
: اجل وش اللي محبطك ان شاء الله ومغصوبٍ عليه ..؟
: انتي ماتدرين ان عجوزتس شبت في ابوي تبيني اخطب من بنات لافي .
فزت فوزية على حيلها قالت :لا ان شاء الله مايقوله الله ..؟ اذا ماتبي منهن يافهد انا اللي اقف في وجه امي وناصر .
ابتسم فهد لردة فعلها قال : بعدي والله عمتي ..! فكيني من العرس كله ..
: لا العرس كله لا آسفه .. بس اذا انت ماتبي من بنات لافي ابشر من يفكك . اصلاً انا اساس البلا كله لأني قلت لناصر الرجال كبر ونبي نشوف عياله وامي ماصدقت خبر وعرضت بنات لافي .
صر فهد عيونه وهو يطالعها قال : اهااااا .. اجل انتي اسباب البلا .. ماعاد عليّ يافوزية مثل ماورطتيني تفكيني .. بعدين بنات لافي وش فيتس عليهم . ماقد سمعنا عنهن الا كل طيب ..!
ردت فوزية وهي تزفر بأوف : انا بعد ماسمعت عنهن الا كل طيب بس شادن دايماً تقول نوف شرسه في تعاملها معها .. غير كذا شهد بعد تقول لي .. .. المهم ماعليك انت منها البنت ابداً ماتناسبك والثانية اصغر منك بواجد .. ضحكت قالت : ولا تبي لك مقرودة مثل العنود . عاد تخيل بزارينك يافهد مثل العنود هههههههههههههههههه .
عقد فهد حواجبه قال : ام كشة اللي تطوف الديره كلها حافيه .. اححح والله يوم اشوفها تمشي حافيه ان رجولي تعورني ..
ضحكت فوزية منه وفجأة كتفت يدينها وكأنها تذكرت شي مهم بعيد عن الضحك قالت بجديه : كلمت عماد ..؟ اخذت رايه ..؟ ولا في الامور هذي ماعليكم منه ولاتفكرون فيه الا اذا احتجتوه ..؟
رد فهد بعصبيه وهو يوقف : انا ولد ابوي .. الكلام هذا وشو .. انتي تدرين ان عماد اخوي الكبير وكل امرٍ امشي فيه آخذ شوره قبل شور ابوي .. ولا بس انتي منفعله وودتس تحطين حرتس فيني بالكلام اللي يغث . الشرهه موب عليتس ....
قاطعته بصوت اهدى وفيه لكنة اعتذار : ماقصدي يافهد بس موضوع مثل هذا لابد تاخذون راي عماد فيه .. بعدين تعال .. ليش ماتنتظرون احمد عماد يقول بيجي بعد شهرين ثلاثه بالكثير ..
اتسعت ابتسامة فهد وهو يقول : والله وجبتيها ياام فيصل .. هالمرة سامحتتس على الخرابيط اللي قبل شوي عشان الفكرة الحلوة هذي .. يالله بروح لابوي اقول له بننتظر عمي احمد .. سلام .
عطاها ظهره وهي تقول : اصبر تغدا عندنا ترى عزيز على وشك يجي الحين ..
رد عليها وهو يفتح الباب من دون مايلتفت لها : تغدي مع عزيزتس لحالتس عليكم بالعافيه .


***

وصل لشقته الساعه عشرة صباحاً راجع من الشركة ...
ومرعليها قبل ماينام ... شافها تغط بنومها في سريره وانسحب من الغرفه للمجلس ..
دخل في فراش فهد اللي للحين غريب عليه وتغطى ببطانيته وغمض جفونه يستجدي النوم يجيه لايسوي فيه مثل البارحه لمن عانده وهجره ..!
البارحة كانت ليلته عصيبه ..!

جافاه النوم لأن قربها والتفكير فيها شيء اصعب منه بكثير
والحالة اللي هو فيها اكبر من كل التوقعات ..
حاول ينام وهو يتقلب في فراش فهد اللي مااعتاد عليه ..
النوم ماقدر يوصله من بين الزخم الهائل في الأفكار اللي هاجمته وكانت سد منيع ضده .. !!
تنهد من اعماقه وهو يسند براسه على مخدته ويعيد حساباته من جديد ..
" البنت متعلقه فيني وانا ماانفعها ولا افيدها ولاراح اسعدها
وياخوفي انها بانية مستقبلها معاي وانا مستقبلي مظلم وكئيب ..
مسد شعره وغمض عيونه بقوة وزفر " البلا اني مااقدر اتركها .. مااقدر ياربي .. ومستحيل اتخيل انها مع غيري .. آآآآآآهـ يااارب رحمتك .. يارب رحمتك .."
ضم جفونه على بعض والتهى بالمعوذات وآية الكرسي لعلها تهدي عواصف الأفكار اللي أرقته ..
ردد (اللهمَّ إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تُطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري، وتُغني بها فقري، وتُذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي )
غفت عينه على الذكر بسلام ..
..
وبعد اذان العصر ..!
فتح عيونه بصعوبة على صوتها ..
: عماد ... عمااااد قوم صل الظهر والعصر .. عماااااد .
تراءت له صورتها بالبيجامه الواسعه بلون الزهر وأكمامها طويلة ..
شعرها الأسود ينزل على خدودها بتمرد وعصيان وهي ترجعه ورى اذنها باستمرار وحركة اعتادها وصارت لها طبع ..
نفسه يمد يده لها ويضمها دقيقتين ، ثلاث ، خمس بالكثير ..
لكن ضميره الصاحي له بكل محاولة تهور رده ومنعه ..
انقلب على جنبه وظهره ناحيتها قال : اطلعي وسكري الباب .
: طيب عماد قوم .. العصر راح وقته بعدين انا صاحيه من الظهر لوحدي .
غطى وجهه باللحاف وهو يقول : دقي على نايف خليه يجي يرجعك لبيتكم .
تأففت باعتراض وزعل ورجعت للصاله ..
وهو قام وجلس ..
شد شعره بقلق وحيرة ..!
وبقلبه " وش هالحياة اللي اهرب منها وتلحقني واعيشها بعذاب "
طالع في الباب يتبع اثرها اللي اختفى ورمى اللحاف عنه و راح يتوضأ في دورة المياه الملحقة بقسم الرجال ..
رجع للمجلس وبعد ماصلى فرض العصر طلع لها ..
كانت جالسة على الكنبة وتكلم امها وتضحك معاها ..
وقف عندها ينتظرها تكمل قالت وهي تطالع فيه : طيب يمه هذا عماد صحى ......... حاضر ان شاء الله ولايهمك يالغاليه ........... الله يسلمك .......... مع السلامه .
طالعت فيه قالت : امي تسلم عليك .
جلس على الكنبة وهو يقول بصوت نايم : الله يسلمها اسمعك تقولين حاضر وولايهمك .
ابتسمت له وهي تاخذ الريموت وتشغل التلفزيون قالت : توصيني عليك .. تقول اهتمي فيه ولاتخلينه ياكل شي من برا وانتي عنده .
خلل شعره بأصابعه قال : ايييه ذكرتيني طبعا مااكلتي شي للحين ..
: ليش البيت فيه شي ..؟ حتى سكر ماحصلت عشان اسوي شاهي ..!
: شقة عزوبي عاد .. يالله قومي البسي بنروح نتغدى في مطعم .
عضت على شفتها السفلى قالت : مممم لا خلاص طلبت .
رفع راسه من على الكنبه قال وهو عاقد حواجبه ولهجة عدم الرضا واضحه : وشو ..؟ طلبتي ..؟ ومن اللي قال لك تطلبين ..
قامت وجلست بنفس مكانها البارحه على الطاولة ومقابلة له قالت : عماد اش فيها اذا طلبت ..؟ ترى المطعم اللي طلبت لك منه راح يعجبك .. طالعت في الارض وكملت : بعدين انا متعوده زمان اني اطلب .. ولو ادري انك ماترضى ماطلبت ولا سويت لك مفاجأة ولاغديتك على ذوقي .
ردها كله اعتذرا وحنية ..!
تمنى انها ماجات للبيت ولا جلس معاها لوحدها ولا سمع منها هالكلام ..
ضم وجهه بيدينه قال : متى طلبتي ..؟
: قبل ساعه ... بس يبغى له كمان نص ساعه عشان يوصل .
عقد حواجبه قال : وش طالبه ذبيحه ..؟
ضحكت بصوت واطي قالت : لا لا موذبيحه .. بتشوفه بعد شوي .
قال : اجل بقوم اتروش على بال مايجي غداتس .
مشى من عندها هارب ..
خايف منها وعليها ..
" يارب "
لفظها لسانه مستغيث ومستنجد ودخل الحمام لعله يبعد عنها لحد مايجي الغدا ويلتهي فيه .

في نفس الوقت ..!
تمسد وجهها المتوهج خجل من نفسها وتصرفها وكلامها ..!
ضميرها الحي يحثها على الاستمرار وخجلها وعدم تعودها ينفرونها من التمادي ..!
"يافضحي منه الحين وش بيقول ..!
جريئة ورامية نفسها ليّ .."
حركت رجلها بعصبيه ورفعت وجهها بشموخ ..
" عساه يقول اللي يقول
المهم اني اقدر اقرب منه واقدر اساعده في النور ..
اقدر اقول سافر وتعالج
اقدر اقول روح لطبيب عربي
اقدر اقول لاتاكل كذا وكل كذا ..!
هذا يفيدك وهذا يضرك "
تنفست بعمق وهي تردد
لسه ياشادن مابدا التعب ..!
هيأي نفسك للجاي وقوي عزيمتك .
رفعت نظرها للسماء ويدينها تضغط على خدودها بقوة وقالت نفس كلمته بنفس حاجته ورغبته
" يارب "
بعد برهه من الوقت ..!
قطع صوت الجرس عليها تفكيرها وشافت عماد يعدي من عندها وفتح الباب ..
ناداها بصوت عالي بعد ماقفل الباب : شادن .
وجاته تمشي قالت : ها وصل ..؟ خلاص اتركه انا ادخله واحضره .
اخذت اطباق السمك المشوي ورتبتها على السفرة وهي تفكر بكلام الدكتور : لازم ياكل هو وكل من يهدد بالعدوى اطعمة تقوي من جهاز المناعه مثل السمك اللي بدون زيوت والخضار والفاكهه والزعتر مهم جداً ومفيد جداً ..
ناداها عماد وهي مسرحه وتتذكر وش بعد يحتاج جسم عماد لتقوية جهاز مناعته قالت بارتباك : ها اا هلا هلا .. سوري ماسمعتك .
جلس على السفرة وهو يقول : وين رحتي . . ؟
عضت على شفايفها بحركة خجولة وقالت بذكاء ساعدها في الموقف : بصراحه شكلك رجع لي ذكرى .. مممم ماادري تحبها ولا لا .
حط اللقمه في فمه وهو يقول : أي ذكرى .
طالعت في شعره الرطب قالت : تتذكر هذاك اليوم قبل زواجنا وانت خارج من غرفتك وانا طالعه مع الدرج ..
قاطعها : ايه اذكر ... الا وش طاري عليك تطلبين سمك ومشوي ..؟
: اش رايك بالله مو لذيذ .
: الا والله المطعم هذا عزمت فيه وفد اماراتي وصاروا اذا جوا لجده مايتعدونه .
قالت بمكر : عشان تعرف اني ذوق واختياري دايماً بمحله .
رفع نظره لها قال بخيبه : ايه والدليل انك تركتي امك واخوك وصديقتك واخترتي تجلسين عندي .
حست انها مخنوقه من كلمته ..!
تبكي قدامه وتصرخ وتقول الا عندي ذوق وانت بالدنيا كلها ..!
ولا تسكت وتمشيها وتحسسه انها مافهمت ..
بلعت لقمتها بقوة قالت : اش رايك نخرج نتمشى .
: وش رايك اردك لاهلك تجلسين عندهم للجمعه وترجعين عشان دوامك .
: بروح لامي واجلس عندها الليلة بس برجع الجمعه عشان بيتي وزوجي وجدتي .. والدوام آخر همي .
كفت يدها ورجعت ورى وهو يطالع فيها ..
يحب ابتسامتها ويحب ضحكتها اكثر
ويحب يشوفها معصبة ورافعه حاجبها بزعل ..
ويحب كلامها رغم انه معترض عليه ..!
قال : بتتغدين ولا تراني قمت وخسرتك عزيمتك .
: تغدى انت اش عليك فيني . بعدين ماعادت عزيمتي مو انت اللي دفعت .
ابتسم قال : امشي بس كملي اكلك خلي حركات البزارين عنك ... عشان نروح لعمتي ام نايف ماشفتها لي اسبوع بسلم عليها وآخذ علومها .
تهلل وجهها فرح وهو يقول عمتي ..
هذا الشي الوحيد اللي يحسسها انه مو معترض على زواجه منها ..
رجعت مكانها وكملت غداها وهي كل ماتحاول تفتح اي موضوع بدهاء يسكره عماد بذكاء ..!


***


الفقد في حياتنا صعب على أي شخص مهما كانت قدرات تحمله ودرجات صبره وتجلده ..!
له وقعه وتأثيراته
احياناً يودي بنا للجنون
أحياناً يورث بدواخلنا الخوف للأبد ..
والأكيد انه يوغل الحزن بقلوبنا لسنين عدة اذا ما استمر طول العمر ..!!
جالسه في غرفتها وكل شي حولها غريب ..!
رغم ان المكان هو هو ..!
والأشخاص هم نفسهم ..!
الا ان الدنيا موحشة عليها وكأنها اول مرة تواجه الحياة لوحدها ..
تعبانه ومثقله لدرجه انها ماتقدر تفكر بشي ..!
ولا تسمع شي ..
ولا حتى تقول شي ..!!!
دخلت عليها امها في يدها صينيه فيها كاسة حليب وشرايح توست مدهونة بجبنة ..
قالت والابتسامه تعتلي وجهها فرحة بوجود سارة في البيت وقومتها بالسلامه : ياصح النوم .. صحيتي ياقلب امك ..؟
ابتسمت سارة لامها بوجع .
قالت : هلا يمه صح بدنك .. ليه تتعبي نفسك ماني جيعانه .
ردت امها وهي تحط الصينيه على الكومودينو بجنبها وتجلس على طرف سريرها : ياقلبي لازم تاكلين اليوم ماتغديتي زين .. والدكتور يقول انك نزفتي دم كثير يبغالك شهور عشان تعوضينه .. خذي اشربي .. قولي بسم الله .
رشفت سارة من كاسة الحليب مجامله ودفته بعيد عنها قالت : يمه مااقدر .. يكفي البارحه شادن قاعده تدف الاكل في فمي غصب .
تنهدت امها بحب وهي تتذكر موقف شادن قالت : ياربي ياهالبنت ماادري كيف ارد لها جميلها .. صدق ماتعرفين معدن الطيب الا وقت الشدة وشادن اصيله ماخيبت الظن فيها الله يرزقها ..
ابتسمت سارة بامتنان قالت : تصدقين انها دقت عليّ بعد العصر وصحتني اصلي .. عاد انا صعب اقدر اوصل للحمام ولولا الشغاله نايمه عندي كان تبهذلت .
قالت امها بلوم : قلت لك بنام عندك بعد الظهر وانتي اللي رفضتي .
: لا يمه مو يكفي انك تاركه ابوي كل الفترة اللي راحت وانا في المستشفى ومقابلتني والبارحه نايمه عندي .. خلاص انا الحين احسن الحمد لله .
ضمت امها على يدها قالت : ترى ابوك ومشاري قرروا انا نروح للمدينه بناخذ هناك اسبوع اسبوعين على كيفك ..
تنهدت ساره وغمضت وهي تحط راسها على صدر امها وتحاول ترد العبرة قالت : يمه انا مرة تعبانه ... ابغى ارتاح .. ماادري فين اروح .
مسحت امها على راسها بلطف وقالت : تدرين ان ابوك قال نبغى نروح لتركيا لأنك تحبينها بس انا رفضت قلت نروح للمدينه .. كل هذا عشان ترتاحين نفسياً لأن اللي يروح لها مهموم ينشرح صدره وترتاح نفسيته .
سكتت سارة محملة بالهموم والذكريات تمخر قلبها وتنزفه كل ماعصفت بتفكيرها ..
واكتفت امها بالكلام هذا لأن الدكتورمحرص عليهم مايطولون الكلام معاها حتى مايرهقونها بالكلام او حتى الاستماع ..!



***


في الديرة ..!
حول النار الصغيرة في المنقل ( وعاء معدني مستطيل الشكل على اربع قوائم يوضع في الجمر اما للتدفئة او تسخين القهوة والشاي ) اللي يتوسط مجلس ناصر ..
جالس في صدر المجلس وفهد على يمينه ودلة القهوة في يده يصب لابوه واخوانه ويرجعها على طرف المنقل ..
البرد اشتد في القرية والمناطق اللي حولها ..
قال ناصر بلهجة حاده : انا علمتك الخميس يعني الخميس . ولا انت تبي تماطلنا لين تغير رايك .
فك فهد شماغه اللي تلثم به لأن ريحة كربون النار تضايق صدره اللي للحين مابريء من التهاب البرد وشكلها وريحتها تذكره بوجع سعود وفراقه ..!
قال لابوه : يايبه انا ماقلت شي .. واللي تبيه يصير وعلى راسي بس يرضيك اني اخطب وعماد مادرى .. ترى مهب زينه في حق عماد اللي يعتبر نفسه ولدك الكبير واخونا كلنا .
: وانا اشهد ان عماد ولدي واكبر عيالي بس الخوف انك حاط(ن) عماد حجة وتبي تغير رايك ويكون في علمك يافهد انا علمت لافي وغازي اخوه قلت الخميس نبي نجتمع عندكم والرجال لمحت له وعرف وش ابي منه واكيد انه ينتظرنا بكرة لاتحاول تثنيني عن اللي ابيه ..
قال بندر وهو متكي على التكاية وينعس : والله مهيب زينه في حق ابو مشعل .. انتظره يبه ولا خلني بكرة اروح لأي ديرة فيها شبكة وادق عليه .
قالت ام فهد وهي تحرك الجمر وتثبت ابريق الشاهي عليه بعد ماصبت لخالد المتمدد في آخر المجلس منه بيالة : ياابو فهد .. انت تراك تعجلت ماكان قلت للافي عن جيتكم ...
قاطعها بنبرة عصبيه : وراني مااتعجل يوم ابي شوف عيال فهد وبندر .
وقف بندر وهو يقول : اسمحوا لي ابي ادخل انام .. وانت يافهد والله ان مادقيت على عماد وبلغته لياخذ بخاطره ... هذا مهب أي موضوع هذا زواج ووقفة رجال لازم يكون معنا .
هز فهد راسه قال : وانا وش اقول من اليوم ..؟ والله الظاهر اني ابي اسري ادق عليه .
ردت ام فهد : لا والله ماتروح في هالليل والبرد وانت صدرك تعبان .. خله بكرة من اصبح افلح .
دخلت عليهم منال وكتابها في يدها قالت : فهد تقدر تشرح لي مسألة هنا .. صعبة وبندر يقول مايقدر يشرح وهو نعسان .
قال فهد : هاتيها اشوف .
قام خالد وعدل جلسته قال : انتي يامنال وش اللي معنيتس قايل لتس ادخلي معهد معلمات مثل بنات لافي وتخرجي مدرسه .. ها وش بتحصلين بعد الثانوية .
قال فهد وهو يكتب مسألة الفيزيا في كشكول منال : وش بتحصل يعني اكيد مادخلت الثانوية الا عشان تكمل دراستها .
قالت امها : وين تكملها ..؟ ولا تبيها تدخل السكن مثل خوات مرة عمك احمد .
فز خالد ولد ال16 سنه قال : والله لتموت مادخلته .. هذا اللي ناقص نفك بناتنا في السكن ولحالهن .
: لا وش يدخلها السكن تروح معي وتسكن عندي هي واختها لين يخلصون دراستهم .
رد ابوهم اللي اثاره فهد بموضوع عماد وحس انه تسرع .. رغم انه ماغاب عنه بس حب يخطب والملكه يشهدها عماد ولاتفوته .. : هالحين اشرح لاختك ثم لياكملت الثانوية يالله في العافيه هذيك الساعه تعالوا قولوا اللي عندكم .
قال فهد : منال تدرين انا نزلت الكيس اللي من عند ام نايف لكم ولا لا انا ماعاد اجمع ذاكرتي فشلتني بخلق الله .
ردت امه مقاطعه : لاوالله وانا امك ماشفنا شي .
قال فهد لخالد اللي يتصفح كتابه بملل : خالد فز هات الكيس الأبيض الكبير من شنطة السيارة ..
رمى عليه المفتاح وقام خالد .. وانغمس فهد يشرح لمنال المسأله اللي فهمتها على طول وبدون عقد ..
قالت : اشوا انها سهله ..
قاطعتها امها وهي تفتح الكيس اللي جابه خالد للتو ..
: ماشاء الله تبارك الله . . الله يبيض وجه هاك الحرمه ..
قربت منال منها قالت : اشوف يمه .
فتحت الكيس الكبير وحصلت فيه عسل نحل وبخور من الأصلي الفاخر ..
وداخله كيس ثاني فيه قطع اقمشة وخاتم ذهب وعطورات للبنات وبلايز صوف .
سحبت منال البلايز والعطورات قالت : عز الله ماذاكرت حنان ان شافتها .. بس بروح اوريها اكيد انها بتنسى هم المذاكرة .
طلعت من المجلس والكل منشغل بنفسه اللي يفكر وشلون يوصل الموضوع لعماد
واللي يفكر متى يجي عماد ويفكه من الموضوع كله ..
واللي منشغل باختبار بكرة وشلون يعدي منه ..
واللي منشغله بتمييز الهدايا باعجاب وتفكر وشلون ترد الهديه بأحلى واحسن ..!


***

ظهر الخميس ..!
وفي بيت امها ..
اخذت جوالها وكلمت سارة وتطمنت انها وصلت للمدينه وانها احسن من امس واللي قبله ..
وبعد مكالمة سارة اللي ماطولتها جلست بملل ..!
طالعت في امها الملتهية بمراجعة الجزء اللي راح تختبر فيه بكرة عصر الجمعة في الدار ..
جو السكوت يحيلها للتفكير
وتفكيرها محصور في حياتها مع عماد ..!
وحياتها مع عماد شائكة ومتعبه ومرهقه ..
عماد تعبها بسلبيته وبعده وعدم تجاوبه معاها رغم انه يبي ..!
وهي تعبت من يوم اخذته وهي تصبر وتتحمل وتنتظر بكرة ..
امس لولا ان نايف حلف انه يتعشى عندهم ويضيفهم ولا ماجلس بعد القهوة دقيقة وحده ..
اصراره على عدم الاحتكاك فيهم اكثر من ضيف خفيف يوترها وينرفزها ..
وعذره اللي هي فاهمته ومقدرته ان عماد حاس انه مو من حقه يجلس معاهم ويلبس ثوب زوج بنتهم اللي لابد يحتفون به ..
وهو بنظره انه على العكس
زوج وهمي ومايستحق الحفاوة ..!
تسحبت وهي تتذكر كلامه لها قبل مايخرج ..
" اذا بغيتي شي دقي عليّ رقمي مع نايف خذيه منه .. واذا بغيتي تجين للشقة بلغيني قبل "
دخلت غرفة نايف وهو غاط في نومه ..!
واخذت جواله وسجلت رقم عماد في جوالها وراحت لغرفتها ..
دورت على حجه تبرر له اتصالها عليه ..
حجه ماتحرجها ولاتحرجه ..!
سبب قوي والأهم يقنعه ..!
ضغطت زر الاتصال بتهور وبعزيمة والحجه للحين ماجات ولالقتها ..
دق مرة ومرتين وثلاث ..
اخيراً رد بصوت نايم وهو يقول : الو .
تنحنحت بصوت خافت قالت : هلا عماد .. السلام عليكم .
سكت لبرهه ورد : عليكم السلام من معي ..؟
: ها ..؟ ماعرفتني .
: اوووه هلا هلا شادن .. اجل هذا رقمك .
: ايوه . عماد انت نايم ..؟
عدل راسه على المخده قال : لا خلاص صحيت . بغيتي شي .
: ممم .. ايوه ..
جاتها الفكرة والحجه لعندها من عند ربي قالت : ابغاك تقوم تصحصح وتاخذ لك شور وتصلي الظهر وتجي للغدا عندنا .
رد وهو يتثاوب ويعدل اللحاف عليه قال بعفوية : والله ياشادن صوتك في التلفون ابد مايساعد ان الواحد يصحى .
ردت بعفوية مماثلة : ها ..؟ كيف .. مافهمت .
ضحك وصوته النايم والكسول يخترقها ويستقر بقاع قلبها قال : هههههههههههههه عليك صوت مهوب صاحي في التلفون .
امتقع وجهها حمرة خجل ..
اول مرة يغازلها ..
لا لا مو اول مرة قد مسك يدها قبل وقال " الحلو يصنع حلو "
بس هذا اللي سمعته منه ..
وصلها صوته هالمرة مختلف ..
الاحساس بالذنب وصحوة الضميرة واقفين له سد منيع بينه وبينها ..
قال وهو يتنحنح ويحاول يرجع لطبعه الجاف معاها : وشلون امك ونايف .
غمضت عيونها بخيبة واحباط قالت : كلهم بخير ويسألون عنك .. يالله عماد ترى استناك على الغدا لاتردني .
: لا لا تغدوا البارح انا متعشي عندكم يكفي ..
قاطعته : عماد الله يخليك لاتقول هالكلام وتحسسني انك غريب عنا ترى هذا بيت خالك وعياله .
: ادري انه بيت خالي وعياله بسس .
: بس مافيه عذر يالله قول طيب ..
: لاوالله مايمديني اجيكم .. بروح احلق وامر على واحد من العيال يمكن اطلع انا وياه نتغدى برا .
: عماد طلبتك لاتردني .. يمديك تحلق وتجي .. اصلاً انا لسه ماسويت الغدا . بعوض عزيمة امس اللي صارت على حسابك وانا اللي كنت ناوية اغديك على حسابي .
وش اللي تسويه فيه
يوم بعد يوم تقتحمه اكثر
ليته رجع للديره ولا جلس في جده وشافها وكلمها وحس فيها اكثر ..
ليته يقدر يهرب ويبعد وينساها وينسى شكلها وصوتها وقربها ..
: ها اش قلت ..؟
تنهد وهو يرفع اللحاف عنه ويقوم قال : وش قلت بعد .. امرنا لله .. بنت خالد تامر وحنا ننفذ .
عضت على شفتها والابتسامه الخجلى على محياها قالت : تسلم الله يخليك لي .. يالله استناك وخذ راحتك .
تجاهل جملتها الاولى قال بلهجة جافه مصطنعه : زين يالله مع السلامه .
همست : الله معاك .

قفلت منه وراحت للمطبخ بسرعه وفي راسها مليون فكرة وش الأنسب واللي يصلح له ..
اخيراً استقرت على اكلات مو دسمة ..
مرقوق وصينية خضار باللحمه وجريش وسلطات ..!
ساعتين من الجهد والعمل بتفاني وتفنن مرت عليها هي وامها وشغالتهم الاندنوسية ..
اخيراً انجزوا بإتقان ورضا ..
دقت على عماد قال انه قريب من البيت وراحت تصحي نايف اللي قام بسرعه ونزل تحت ينتظر عماد ..
الاستقبال والترحيب والجو الأسري اللي في بيت اهل شادن عمره ماحس فيه رغم انه عاش عند جدته وأفضت عليه من الحنان لدرجة الاشباع ..!
وعاش مع عمانه واعتبرهم اهله لكن وجود الام والأخ والأخت وهو بينهم وكأنه واحد منهم احساس غريب ..!
بعد ماتغدى مع نايف جابت شادن القهوة والشاهي وجلست عندهم وجات امها كملت الجلسة ..!
ومع السواليف الهادية اللي كانت تدار غالباً بين عماد ونايف وعماد يسهب لنايف في شرح أي سؤال يقوله عن الاقتصاد ... الاسهم .. ادارة الاعمال .. تأثير الصحافه على التجارة .. الاعلانات ودورها .. وماتطرق للحديث عن نفسه ابداً الا لمن قال نايف : طيب انت مافكرت في الدكتوراه بعد الماجستير .
طالع في شادن وعمته قال : ماكتب الله اني اكملها .. ولو ان الفكرة كانت وارده واحتمال تنفيذها بأي وقت . بس اني اسافر واترك جدتي بعد ماسافر احمد صعب عليها .
قالت ام نايف : ليه ماتكملها هنا في السعودية .
: في السعودية اريح لي لكن الشهادة من برا لها ميزات افضل ...
قطع عليهم صوت المسج اللي وصل لجوال عماد الحديث وفتحه قرا مسج فهد والمجلس يدور فيه " انا لي ثلاث ساعات احاول ادق عليك والشبكة زفت عيا الاتصال يمسك .. لكن تعال اليوم ضروري الشايب مصمم يخطب لي من جارك لافي .. وكلمهم على اساس العصر نجيهم .. تكفى ياابو مشعل لاتخيب ظني فيك انت خابر رايي زين في مسألة العرس وفوزية ناشبة لي تقول لاتناسب لافي .. عاد انا مالي غير الله ثم انت "
وقف وهو مرتبك ..
مصيبة حلت عليه وعلى فهد واهله ..!
وش يسوي والعصر على وشك وهو لابد يوقف الخطبة بأي حال من الاحوال ..
طالع في نايف اللي قال : عسى ماشر . ؟
قال : ماشر ان شاء الله .. انا مضطر امشي الحين للديرة .
شهقت شادن بهلع وطالع فيها قال بسرعه : مافيهم الا العافيه بس فيه موضوع يبيني فهد اجي احله بسرعه ومايحتمل التأجيل .
قالت وهي مو مصدقه : عماد لاتكذب علينا .. جدتي فيها شي .. عماني ..
قاطعها نايف بلهجه حاده : شااادن وش هالكلام ..؟ بعدين يالله البسي بسرعه وامشي مع زوجك .
قالت بخوف ولهجة حازمة : ايوه طبعا ماشيه استناني عماد لاتروح .
زم شفايفه وهو يحس ان الوقت يداهمه قال : عجلي عليّ معك عشر دقايق ان تأخرتي مشيت ..
طلعت بسرعه والتفت على نايف اللي تايه مابين ياخذ كلامه ويصدقه ولا يصدق حدسه وتعابير عماد المكتئبة ومهمومه ..
قالت ام نايف بتروي وهدوء : فيه شي ياعماد ..؟ شكلك يقول ان الرسالة كدرتك ..!
قال عماد بهدوء مصطنع : لاتخافون والله مافيه مايروعكم بس ان فهد غصبه خالي على العرس وهو مايبيه وينخاني ( يطلب نخوتي ) يبيني افكه من الموضوع .
عصب نايف قال : وبس .. ؟ ياخي ماتحتاج المسأله انك تطق مشوار بهالسرعه .. بعدين هو حر مايبي الزواج يقول لا . وانا اعرف عمي ماتوصل معاه للغصيبه .
: عاد فهد مايبي يزعل ابوه ونوى يحطها في راسي انا .
قالت ام نايف بنفس الهدوء والخجل اذا قابلت عماد احتراماً له وتقدير : الله يستر عليك ياولدي لاتستعجل بالله .. وتأكد ان اللي ربي كاتبه راح يصير واذا فيه قسمه لفهد محد رادها .
هز راسه باقتناع قال : اللي عليّ بسويه والباقي على ربي .
وقف على باب المجلس ينتظرها بقلق وبركان انفعالات حاول جاهد انها ماتظهر وتبين عليه آثارها ..!
مو معترض على زواج فهد وقسمته بقدر اعتراضه على نسب لافي وقرب لافي وبنت لافي ..!
زفر وهو يطالع في ساعته قال : بالله يانايف استعجلها ..
خرخ نايف من المجلس ورجع بعد دقيقتين وشنطتها في يده وهي تمشي بسرعه وتلف طرحتها على راسها قالت : ماعليه آسفه .
رد عماد بسرعه : يالله يالله عجلي .
التفت على امها ونايف قال : يالله نسلم عليكم .
خرج بسرع متحاشي وداعها لامها واخوها اللي من بدايته ادمع عيونها وفضل انه ينتظرها برا ..!!


***

اعتادت بيوت القرية الصغيرة انها تطلق اطفالها في طرقات القرية كل عصرية واذا قرب المغرب ضمتهم وسكرت ابوابها عليهم ..
الدنيا امان والناس مسالمه ومحد يخاف من جاره ولااحد يخاف على عياله ..
كانت العنود واقفه مع شهد بمريول المدرسه اللي ماتنزله الا اذا جات تنام وشعرها متطاير بدون تسريح او ترتيب ورجولها اللي اعتادت السير على تراب الديرة وعرفتها وعرفت مكامن الخطر والأمان حافية وعارية ..
حكت فروة راسها بعنف وقالت : شهد ابلا شادن متى تجي .
ردت شهد على العنود اللي تعودت تلعب معاها غالباً اذا سامر ولد نوير ما جا عندهم لأن في حضور سامر عند شهد يبطل الكل ..
: امي تقول راحت عشان تشوف زميلتها اللي صار عليها حادث .
: طيب متى بتجي .
هزت شهد اكتافها ببراءة قالت : ماادري .. اصلاً احنا كلنا بنجيكم بعد شوي .. امي وجدتي وخالتي ام فهد حتى خالي ناصر وخالي فواز كلهم بيجون عشان يخطبون نوف اختك .
فتحت العنود عيونها بقوة متفاجئة قالت : قولي والله .
ردت شهد : والله انا سمعت امي امس تقول لابوي بنروح نخطب نوف .
: طيب من اللي يبي ياخذها .. عماد ..؟
: لااااااااااا عماد متزوج شادن ياغبيه .
صرت العنود عيونها بحيرة قالت : وحتى اذا هو متزوج ...! انتي ماشفتي ابوسليِّم عند اربعه حريم وعياااااله واااااجد حتى مااقدر اعدهم .
ردت شهد بحماس واندفاع : بس عماد حلو مو شايب مثل ابو سليم .
عضت العنود على شفتها وهي تصر عيونها وتفكر بزوج نوف المستقبلي : اممممممم اجل من بياخذها .. ابوتس ولا عمتس فواز .
: ابوي لاااااا .. بس يمكن خالي فواز لان خالتي حليمه كانت تعبانه في رمضان وراحت للمستشفى .
زمت العنود شفايفها قالت : انا اصلاً منيب معرسه بعدين عشان رجلي مايعرس عليّ .
قالت شهد بلهجة تحذير وهي تعض على شفتها السفلى وتلتفت على بيت امها : اسكتي عيب تقولين كذا .. امي تقول عيب تتكلمون في الزواج .
هزت العنود اكتافها بلا مبالاة قالت : حتى امي تقول عيب بس انا سمعت نورة ونوف يهرجون في العرس ونوف تقول انا ماابي حمود ونورة تقول اخذيه ازين لتس من عماد معرس وعنده مرة . ونوف تقول عادي اهم شي ياخذني لو عنده ثلاث حريم ..
ابتسمت العنود بمكر وكملت : اصلاً اختي نوف كل يوم تقز عماد مع الطاقه .
حطت شهد يدينها على وسطها باعتراض قالت
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:31 am


رجعت العنود من بيت عماد ودخلت عند نوف اللي اختلت بنفسها بعد الموقف المحرج واللي عرفت وتأكدت انه ماعدى على فوزية بالسهل ..!
قالت : تكفين يانوف خذي عماد و اقهري شهد .
تحول غضب نوف الهادر الى حلم جميل بكلمات العنود وكأنها سكبت ماء زلال على عطش روحها ...!
قالت بابتسامه : وشهد وش هي قايلةٍ لتس يوم تبيني اقهرها .. وكملت بتلذذ .. : وآخذ عماد ..
ردت العنود وهي تميل على مريولها وتطلع منه فتات خشب علق فيه وآذاها في اسفل ساقها .. : تقول فواز جاي اليوم يخطبتس عشان مرته حليمة مريضة . بس انا قلت والله ماتاخذين اللي يشرب الدخان . ابيتس تاخذين عماد يازينه يانوف لوشفتيه محلق ولابس الثوب العودي ازين واحد بالديرة .
عقدت نوف حواجبها وتقززت من فكرة زواجها من فواز ولا غيره ..!
قالت : اهااااااا الحين عرفت وش جايبهم .. اشوا ان امي ماترضى انا نتزوج على حرمة ..! الله يستر لايبلوني بحمود ولايخيرون بيني وبين العله هذا اللي جا يخطب .
قالت العنود : الحريم راحوا ماقعد الا ام حمود ..
ردت نوف : ازين تلقين امي ردتهم . الا اقول عنود شفتي عماد يوم يطلع وين راح .
جلست العنود وحكت ساقها قالت : احححححححح ايه شفته راح مع خواله لبيته ..
دخلت عليها امها قالت بصوت واطي والحذر والتردد باينه عليها : نوف وانا امتس ترى ابوتس يبيتس بكلمة راس ..
ردت نوف وهي تحط اصابعها على اذانها معلنه حسم الموضوع : يمه اذا عشان ضيوفتس واذا هم خطابين تراني منيب موافقه وماابي العرس عندكم نورة والمقروده هذي ..
قاطعتها امها : ضيوفنا مشوا ولاجوا عشانتس .. جايين عشان نورة .. مابقى غير مرة عمتس وترى ابوتس ارسل للمملك ( المأذون ) يبي يملك لتس على حمود ..
لفت الارض فيها وحست بغثيان وحاجة للترجيع ..!
ارتعش جسدها من راسها لأطراف اقدامها ..
وحطت يدها على صدرها ..
قالت العنود ببراءة وفرح لمجرد الحدث : تكفيييييين يانوف اخذي حمود وخليه يسوي لتس عرس ازين من عرس عماد وشادن ..
التفتت على العنود وكأنها ماصدقت انها تقول كلمه حتى تفش غلها فيها قالت : وش تقولين ياعلَّة .
ارتجفت العنود من شكل نوف قالت : ا ا ا تكفين يانوف لاتضربيني والله ثم والله مااعيدها ..
دورت الملاذ والعذر والحجه وماقدامها حيله غير انها تقول بخوف : يانوف يانوف شهد هي اللي قالته .. اصلاً انا قلت عيب تهرجين في العرس قالت امي .....
مسكتها نوف بشعرها بهيجان وضربتها في كل مكان بجسمها وهي تقول : الله ياخذني قبل آخذه الله ياخذني قبل آخذه .. آآآآآآه .
قالت امها بخوف عليها وعلى العنود اللي نالت من الضرب بغير ذنب اكثر من احتمالها وطاقتها : الله يقطع شرتس .. فكي اختس يالمجنونة .. فكيها .
فلتت العنود من يدين نوف بفعل امها وانحرفت الثانيه لفراشها ملاذها
صرخت صرخة اعتراض ويأس وتعالى صراخها وهي تضرب راسها وصدرها بدون وعي ولاارادياً .


***

يوم ثاني ..!
طلعت من غرفتها ومرت عليه في غرفته قبل ماتنزل لجدتها اللي ماقدرت البارحة تجلس عندها من فهد وبندر لأنهم سهروا عندها لين نامت ..!
رامي نفسه على السرير باهمال والمخده على صدره وخدادية صغيره تحت راسه ..
غاط في نومه وبجنبه دفتر اسود مرمي باهمال وقلم حبر لوّن المفرش ببقعة حبر براسه المكشوف ..
نادت عليه مرتين مارد عليها ..
: عماد .. عدل راسك رقبتك لايجيك شد عضلي فيها .. عمااااد ..
ولاحياة لمن تنادي ..!
تأففت بملل ..
نومه ثقيل والغرفه تجيب لها الكآبة لأنها مااعتادت الكركبة ولا تحبها ..!
مسكت الدفتر الأسود وميزت تجليده الفاخر وتصفحته ..!
كله مكتوب بالقلم الحبر ..
اول صفحة ..!

مـيــلاد يــتــم ..!
شعورٌ مؤلم ان تنشأ بلا ام
وتعيش دون صدر ام
وقلب ام
وخوف ام
واحاسيس ام
وان تفتقد كلمة ام في حياتك كلها ..

مؤلم ان تكبر رجلاً وقد تصبح اباً بلا اب ..!
اليتم في حياتي وصمة الم ..!
وجدتي حصة كانت الشفاء والبلسم لكل آلامي ..!


طالعت فيه نايم وعيونها تمتلي بالدموع ..
نفسها تحضنه وتحط راسه على صدرها
تعوضه وتكون امه اللي فقدها في صغره ..!
ويحتاجها في كبره ..
انتفض صدرها وفتحت الدفتر بشكل عشوائي وشافت صفحة اليمة اخرى ..

الحزن يصر ان يطوقني كالقيد
فقدت امي فرضيت
وفقدت ابي حياً فاقتنعت ..
وفقدت صحتي واستسلمت ..
وفقدت ابوتي فأُنهكت كمدا ..
الحياة مجرد وشاحٌ اسود يحيطني بكآبةٍ مجنونة تكاد تودي بي للتمرد على خالقي فأقبض روحي قبل حينها لولا شيءٌ من ايمان وقليلٌ من صبر ..!


لااااااا ياعماد لا تيأس لااااااا ..

فتحت صفحة وجع مؤرخة بتاريخ قبل سنتين وأشهر ..!
امضيت تلك الليلة في المستشفى بارداً ..
كل اطرافي سكنت وكأن قالب ثلجاً استوطن قلبي وأحشائي ..
الروح مني تهاوت ماان ادركت اسباب علتي واصفراري ..
كبدي ياجدتي موبوءة ..
ياامي واختي نورة مريضة ..
كبدي ياشقيقتي فوزية معتله ..
كبدي ياقطعة كبدي ياصغيرتي شهد ملتهبة
ياخالي ناصر ياأبي ابنك سيموت معتلاً بالوبائي ..
ويافواز الأخ الكبير .. اخوك الأصغر سيدعك تجابه الدنيا وحيد .. وسيفارق الحياة معك ..
ويااحمد الرفيق الحبيب .. عمادك مات موبؤاً ..
تلك الليلة التي ادركت ان مصابي قد اتاني هباءً وعبثا دون سببٌ واضح بعد اسئلة الطبيب الذي اعتاد هذا النوع من الأسئلة وتقبل نتائج الأوبئة والعلل ..
هل نُقل اليك دماً ..
هل اسعفت نازفٌ فلمسته ..
هل مارست الحرام ..!
هل استخدمت ادواتٍ شخصية لأشخاصٍ مرضى ..؟
اسئلةٌ ارهقتني لأن اجابتها كانت نفياً ..
اذاً ياطبيب ماذنبي الذي اقترفت وكل اجابتي لا ..؟
اقسم انني لم اطأ الحرام يوماً
ولم انتهك ماحرم الله ومنعه ..
ولا اتذكر بأنني اسعفت نازف ودامي ..!
ولم استخدم أي اداة لاتخصني
وكل ادواتي من فرش اسنانٍ ومقص اظافر وشفرات حلاقه هي بي خاصة وانا من يستخدمها فقط ..!
فلتخبرني اذاً ياطبيب ..!
كيف اصابني الوباء ..
وكيف تسلل لجسدي واستقر بكبدي فعلق بها ..
بفتور وامتعاضه لامتعاضي واعتراضي اجابني الطبيب بأنه قدرٌ قدره الله عليّ ..!
مؤمنٌ بالله وقدره
وانا من الصابرين بإذنه ..
وكانت ليلتي تلك برداً وعذابا ..



دورت على الصفحات الأخيرة وش يقول وهي في حياته ..!
زواجي المضحك المبكي ..!
كانت ليلةٌ مليئة بالدموع والندم وتانيب الضمير ..
هي امرأةٌ فاتنة
وانا الرجل الجامد امامها ..!
هي تتوهج حباً واملاً وتفاؤل ..
وانا رجلٌ بائس يائسٌ في حياتها ..
عيناها تقول شعراً
وضحكتها تشبه أغنيةٌ فيروزيةٌ حالمه ..
وأنا بحر الحزن الهائج دوماً ..!
اعشقها وأخشاها ..


من هذي اللي تعشقها ...؟؟؟
طالعت فيه مابين يمكن انا ويمكن غيري ..
ومن ياعماد .. !
ونشيجها يعلو لأنها ببساطه ماتقدر تداري الدمع ..
ودموعها تضعفها لثواني
لكنها تظهر الضعف من قلبها وتزرع مكانه القوة والتجلد لبكرة وبعده ..!

فتح عينه وهي ترتجف وتقرا وتشهق ..
ماانتبه للي في يدها لأن دموعها جذبت كل اهتمامه وركز على وجهها وصدرها اللي يعلو ويهبط ..
قام وجلس يبي يتأكد هو في حلم ولا حقيقه ..
فرك وجهه وعيونه يمكن اسبوع الدموع اللي راح مأثر فيه ويتوهم ..
قال : بسم الله الرحمن الرحيم .. انتي وش فيك ..؟
رمت الدفتر من يدها وجات تمشي وحضنته ..
ضمت راسه على صدرها وهي واقفه ..
ماتقدر تقاوم هالشعور ..
استسلم لها لثواني وفك يدينها من عليه وهو يشوف الدفتر مرمي على الأرض ..
لف يدينها على بعض وجلسها بجنبه .. وحط راسه بين يدينه والهم اعتلاه قد السماوات والأرض ..
وقد الكون ومافي الكون ..!
رفع راسه قال بغيض ووجع : قريتيه ..؟
وقفت ورفعت راسه قالت : قرأت اول صفحة .. انت مو يتيم .. انا امك واختك وبنتك .. عماد ..
قاطعها : وش قريتي بعد ..؟
: ولا شي ..؟
صرخ عليها بصوت عالي : قولي الصدق وش قريتي بعد ..؟
مسحت دموعها قالت بتجلد : ولا شي .. اول صفحة وبس ..
وقف واخذ الدفتر ورماه في زاوية الغرفه وهو ثاير قال : اللي دخلك عندي وشو ..؟ انا ماقلت لاتدخلين الا اذا قلت لك .. ولاتحسبين عشاني ساكت عنك الايام اللي راحت وادرايك راضي ولا غيرت رايي ..
كانت جامده مااهتز منها شي ..!
مقدره حاله وهيجانه ..
سره وحس انه انكشف ..!
واكيد انه مصدوم ومقهور ..
صد عنها ورجع طالعها بسرعه قال بصوت اهدى وفيه لكنة رجا : شادن جاوبيني قولي لي وش قريتي بالضبط غير الصفحة الاولى ترى اعصابي ماتتحمل برودك ..
انساب الدمع حار على خدها قالت : عماد ليش انت ماتصدقني ..؟ الدفتر فيه شي ثاني ..؟ عماد ليش انت كذا ..؟ انا ماقرأت الا اول صفحه .. مااحب اشوفك تتكلم عن اليتم وانت مو يتيم .. عندك ام واخت واب واخوان وانا .. انا ياعماد .. عماد ...
قاطعها بوجع : اطلعي اطلعي الله يلعن الشيطان وين نكد علينا في هاليوم ..!
قالت برجاء وترجي : طيب لاتزعل مني .. لاتزعل طيب .. طيب عماد مو زعلان ..؟
حط يده على عيونه وضغط بإبهامه وسبابته على اطراف جبينه قال : اطلعي ياشادن ولاعاد تدخلين الغرفه الا بأمري هذاني قلت لك .. لاتخليني احرقها باللي فيها بسببك .
طلعت بسرعه وراحت لغرفتها وتركته كومة هم ووجع ..!
هذا ذنب نوف ..!
اكيد ربي ينتقم لها منه ..
تذكر حمود ولافي وهم طالعين من صلاة العشا ووجوهم مكتئبة ..
ويوم قابلوه وسألهم وش فيه قال لافي ان بنته الكبيرة وجعت عليهم وودوها مسفر يقرا عليها ..
رجع راسه ورى وعيونه على السطح " ياربي ماسويت اللي سويته الا لأنه احسن لها .. ياربي تدري بالخفايا والنوايا .. ياربي لاتاخذني بذنبها وارزقها واستر عليها وساعدني على بلواي "
قام توضأ وطلع للمسجد وهو صامت ..!
لأول مرة يطلع من البيت مايمر جدته ويتطمن عليها ..!
مر المسجد وصلى الظهر ومشى لجده ..
خلاص البعد هو اسلم طريقه والحل الوحيد ..
وخلاص شادن لابد يلغي وجودها من حياته بس لين يعدي كم شهر حتى مايتكلمون عليها الناس بسبب طلاقها بعد اشهر من زواجها ..



***

في بيتهم الشعبي المهتريء بفعل الزمن ..!
منسدحه في فراشها وجسمها كله رضوض وآثار ضرب السوط المبرح ..
بعد حالة الهيجان اللي صارت لها ابوها لبسها عبايتها ووداها لمسفر ..
ومسفر الرجل الملتحي على غير هدى ..
اول ماشافها تبكي قال : متلبسها جني وعاشقها واذا جات سيرة العرس يغار ويخليها تمرد عليكم ..
والحل عنده هو السوط والرفس والتوبيخ والكلام البذيء ..
والقرآن مجرد اداة ودعوة للناس وتغليف لفعله .. والعياذ بالله ..
صرخ عليها وزمجر وهو يقول بدون ترتيل كما امر الله وبدون هدوء حتى يكون علاج النفس وراحتها لاخوفها وزعزعتها ( قل اوحي الي انه استمع نفرٌ من الجن ...) وضربها بسوطه وهي تصرخ مابين الم مشاعرها وجسدها ..!
اطلع منها ..
اطلع اختار اصبع يدها ولا رجلها ..
ويضرب بسوطه اللي اعتادته جلود بعض نساء القرية والقرى المجاروة وبعض المناطق البعيده ..
ويخشاه الكثير ..!
صرخت بعد جهد وتعب مضني بصوت ذبلان : طيب طيب .. طلعت خلاص فكوني خلاص طلعت .
تنفس بعمق وارتياح قال بانتصار كاذب : ابشركم انه طلع ... هي تصلي ولا لا .
قالت امها اللي مابقى من دموعها شي على بنتها اول الفرحة : ايه تصلي الفروض والنوافل ماقد خلتها .
رفع صدره قال بتكشيرة كبرياء : ايه هذا جني مسلم .. لو انه كافر كان ماصلت ..
رد ابوها بألم : ياشيخ وش يرده لايعود لها .
فتح عيونه الجاحظة تحت حواجب كثيفه ومتقاربه : زوجها زوجها .. مافيه حل الا انك تزوجها قبل يرجع .. هو خايف هالحين من الضرب وان هدى جسدها ماتزوجت رجع ..!
هز الأب راسه وهو يلتفت لزوجته المحتشمه تحت عبايتها ومو باين منها شي قال : ان شاء الله ياشيخ .
طلع وهو يسندها .. صوتها تعب وانينها فتر ..!
" الله لايعيدها من خطبة اللي نغصت علينا .."
قالته امها وهي تسند نوف من الطرف الثاني..

تحركت نوف والكابوس اللي امس بكل مافيه يزيد آلامها بدءاً بالمملك ومروراً بسوط مسفر وانتهاء بحكم ابوها اللي اتخذه خوفاً عليها وماقدرت تقاومة خشية مسفر وطاريه ..!
قربت منها امها قالت بحنان : نوف قومي وانا امتس اخذي حبتين بندول ..
اخذت الحبتين وشربت وراها موية وطالعت في اختها اللي تذاكر بصمت عند راسها قالت بضعف وألم : نورة روحي ذاكري في غرفتس منيب نافعتس .
قالت امها : خليها هي تقول مرتاحه .
قالت نورة : يمه ابوي قال لهم على رفضي .
هزت امها راسها قالت : ايه قال لهم .
طالعت نوف في امها باستغراب وهي ماتدري وش السالفه الا ان فهد خطب نورة قالت : ليش ترفض نورة يمه فهد مافيه شي حتى ترفضه ..
قالت امها : عماد يقول انه قد خطب لفهد قبل يدري عن خطبة اهله منا .. ويقول نبي بنتكم ثانية ..
سردت لها امها السالفه بالتفصيل وردة الافعال سواء لها هي ولا ابوها ولا حمود ولا ام ناصر اللي سكتت باقتناع ان عماد مايسوي شي الا واكيد انه صحيح ..!
كانت نورة تسمع الكلام وهي فاهمه مقصد عماد وانه مايبي قربهم لأن نوف في نظره ماتصلح لهم حرمة وخواتها اكيد مثلها ..!! بس اخفت كل هذا بقلبها حتى ماتزيد جروح اختها جروح .. !!!
سندت نوف براسها على مخدتها ونزلت دموعها وبقلبها " مايبي اختي لولد خاله من كثر مايكرهني آآآآآآآآآآآآه "
غمضت عيونها على الدمع اللي فاض وامها واختها في صمت وحالة مؤسفه وآسفة ..!


***

اسبوعين الاجازة الفصلية مرت وهو في جده ..
كل ماسألتها جدتها عنه اعتذرت وقالت انه مشغول وقايل لها عن غيابه وهي عاذرته ..
لولا ان فهد يطمنهم عليه ولا كان تجننت وشكت انه مريض وطريح فراش ..
مو من عادته يتأخر كل هالوقت ..!
غمضت عيونها وزفرت بقهر لأنها هي وتطفلها ولقافتها السبب ..
قالت فوزية اللي وصلت في التو واللحظة : سلااام ياهوو محد يلومك على الحالة تأخر حبيب القلب .
ابتسمت لعمتها بحزن وقامت سلمت عليها قالت : ايه والله تأخر وحشني ..!
فركت فوزية اذنها بمرح قالت : نعم نعم نعم .. لو سمحتي عيدي ابغى اتأكد من اللي سمعته ..!
ضحكت شادن من حركتها قالت : تعالي بس اجلسي مسوية حلا وشكله بيصير من نصيبك .
: غير حق امس .
قالت باحباط : غيره بس لعيونك ياعمتي العزيزة .. زمت شفايفها وكملت : كل يوم اسوي حلا اقول عماد بيجي ..
: عماد هذا مرة زودها ..!
قامت للمطبخ تمشي بتثاقل قالت بصوت عالي وصل لفوزية : عمتي لوسمحتي ترى ماارضى عليه ..
لحقتها فوزيه قالت : والله لو اني ماابي يصير لامي شي كان اعلمها على حركاتها .. اجل مشغول وكل شوي يقول ابي اجي واعتذروا لي منهم وهو خراط ماعنده سالفه الا بس يبي يشوفك وانتي تشتاقين له وتنتظرين ..
حضرت شادن حلا التوفية بالجوز ومحشية ببسكوت مكسر قالت : عمتي اذا تعزيني لاتجيبين سيرة عماد ورجاءً محد له دخل بيني وبين زوجي ..
ردت فوزية بلامبالاة ممزوجه بغضب : قلعتك انتي وياه .. انا ابيك تكونين حريصة على حياتك وانتي بكيفك ..! المهم هذا كيف سويتيه ..
قالت شادن بهدوء حزين : توفيه عادية بس في الوسط بسوكت شاهي مكسر لقطع صغيرة ..
اكلت منه قطعه قالت : مممممم لذيذ ..
قاطعتهم شهد وهي جاية من برا : ملييييييييييييت طفش طفش طفش .. ابغى احد يلعب معاي .. سامر موفيه والعنود ماتطلع من بيتهم خايفه من جني نوف يجي فيها ...
قاطعتها شادن : شهد .. اش هالكلام .. لاتقولين جني وكلام فاضي نوف مافيها شي .. والشيخ هو المخرف أي احد يجيه زعلان قال فيك جني .
قالت فوزية : شهد روحي غسلي يدينك ووجهك بعدين العنود هذي اللي يوم تصالحينها ويوم تهاوشينها فكينا من سيرتها ..
راحت شهد تغسل و التفتت فوزية على شادن وقالت : انتي تدافعين عنها وهي بغت تموت على زوجك هذاك اليوم ...
قاطعتها مرة ثانية وبعصبيه : خلاص ياعمتي فكينا من سيرتها هي الثانية كمان لانغتابها وناكل لحمها البنت بتتزوج وتروح في حالها وماعاد منها خوف ولا قلق .. بعدين عماد مايفكر فيها وهذا اللي مريحني .
رفعت فوزية حاجبها باستغراب : اووووف ضامنته ياشدون .
ردت شادن وهي تمد عليها طبق الحلا : وفي جيبي كمان . بس خليك من عماد ومن جارتنا المسكينه والله حزنت عليها نهاية الاختبارات .. لولا اني اخاف انها تعتبر زيارتي شماته كان زرتها .
ضحكت فوزية وهي تطالع وراها وغيرت الموضوع قالت : ياحبي لك ياشادن .. اجل ضامنه ابو العيال .. وش اسميه هذا حب ولا .. غمزت وقالت : عشان مشتاقه .
ردت شادن بضحكة مصطنعه : والله تقدرين تقولين حب وشوق كلها مجتمعه ..
قطعت كلامها على صوت شهد اللي جات تجري بسرعه وهي تضحك بصوت عالي قالت : عماااااااااااااااااااااااااد .
فتح يدينه لشهد وحضنها وعيونه على شادن ..
جملتها الأخيرة وقفته بمكانه دقايق .. ونسته شوقه لشهد ..
قال بصوت هادي : هلا ياشهد وش فيتس صايرة مزعجه .
باسته شهد على خده بقوة وهي تقول : عشان كنت طفشانه .. عماد جبت لي هديه ولا لا .
: ايه شوفيها مع الاغراض اللي جبتها ..
وقفت فوزية وراحت سلمت عليه ..
وشادن بمكانها ..
مشتاقة له ..!
وفرحانة برجعته ..
حتى لو مو عشانها المهم انها تطمنت عليه ..!
قال هو يشيل شهد : اخخخخخخخ كسرتي ظهري ياشهد ؟؟ صايرة دبه ماعاد اقدر اشيلتس ..
عورها قلبها عليه قالت بلهفة : شهودة تعالي بعطيك حلا .
نزل شهد ومد يده عليها وسلم على خدودها ببرود اتقاء لنغزات فوزية وخشية شكها قال : وشلونتس ياشادن .. عساتس مرتاحه في الاجازة ..؟
هزت راسها وهي تبتسم : الحمد لله .. انت كيفك مرة طولت هالمرة ..!
نزل شماغه وعقاله وجاكيته قال : انا بخير .. جدتي وين مالها حس ..؟
: تصلي العشا .
طالع في ساعته قال : ماشاء الله .. اجل يالله انا بقوم اصلي واجلس معها شوي قبل انام وترى بكرة بيجيني ضيوف الله الله بالشغل الزين لااوصيك .
قالت فوزية : من بيجيك ..؟
: ناس من معارفنا .. طالع في شادن قال : ترى فيه حريم بعد بيجون .
قالت فوزية : بالله عليك من ..؟
: بكرة بتعرفين المهم ابيتس ياام فيصل عندي من قبل العصر ..
: ان شاء الله .
طالع في شادن قال : شادن غرفتي يمديها مليانه غبار ... قطع كلامه وهو يرفع حواجبه يستدرك الجملة اللي قالها قدام فوزية ومسد جبينه باطراف اصابعه قال لشادن : غرفتي فيها غبار وانا ابي لي منها اغراض روحي نظفيها بالله على بال مااصلي العشا .
اخذت المفتاح منه وطلعت فوق وهو راح لقسم الرجال ..
صلى ورجع لجدته اللي رحبت فيه وهلت ..!
اعتذر من تأخيره ونسب الشغل للسبب وانه ارتبط بمواعيد مع ناس مهمين ..!
ربع ساعة مر من الوقت وهو يسولف مع جدته وفوزية وجدته تلومه على غيابه وترك زوجته وفوزية تأيدها وتزيد اللوم ..
قام قال : انا مانمت من امس .. بروح انام وراي بكرة شغل ..
طلع وجدته تقول : الله يعينك ياوليدي وياجعله نوم العافية ..
طلع وفي نيته انه راح يتجاهلها لمصلحتها بنظره ..
ولأنه قرر انه يبتعد عنها قدر الامكان لين وقت معين وينقلها لجدة ثم يعطيها حريتها ..!
وصل غرفته وشم ريحة عطرها تملا المكان ..
شافها تبخ من العطر على المفرش والمخدات والخداديات الجديده اللي طلعتها له وفرشت بها سريره ..
التفتت عليه وطالعت في الأرض بحرج قالت : عماد انا آسفه .
نزل ثوبه وعلقه وعدى من عندها وهو يقول : اذا طلعتي سكري الباب وراك .
: اذا طلعت .
التفت عليها قال : ماقصرتي ومشكورة ويالله تصبحين على خير .
جات تمشي عنده قالت : عماد لسه زعلان مني .. والله آسفه .
قربت منه وسلمت على جبينه قالت : لاتزعل مني .. انا عارفه اني غلطانة بس لاتزعل .
بكل مرة تغلبه ..
وهو اللي يحسب نفسه قد اللي قرره ..
تنهد بقوة وتمدد وتغطى قال : ماني زعلان منك .. وراضي ياشادن واذا فيه احد غلط فهو انا ..
بس اطلعي وسكري الباب الله يرحم ابوك تعبان وهلكان ..
: تعبان .. اجيب لك الدوا حقك ..
قاطعها : لا مشكورة بس خليني ياشادن ..
ابتسمت بانتصار وطلعت بسرعه وكأنها حققت انجاز ..
طفت النور وقبل ماتطلع قال : شادن .
: هلا .
: بكرة مسوي لك مفاجأة عساها تعجبك .
ماحبت تزودها وتطول بالكلام معاه قالت بفرح : ممم اوكي بنتظر بكرة على خير ..
سكرت الباب ونزلت لعمتها والفرح على وجهها بادي ومرسوم

..
وتحت طلعت فوزيةمن عند امها تدور شادن تبي تفهم منها بعد ماحست ان الجو بينها وبين عماد مشحون رغم انهم حاولوا يبينون ان الوضع عادي وطبيعي ..!
ودخلت شهد عند جدتها وهي تتأفف ..
قالت بعصبيه : جدتي خلاااص انا زعلت من ولد خالتي .. مااحبه مااحبه .
ردت ام ناصر باستنكار : ياوجه الله علامتس عليه .. ماجاب لتس هدية .
رفعت نظرها فوق بملل وزعل قالت : الا جاب لي بس زعلانه لأنه ماينام مع شادن في غرفتها زي بابا وماما ومايكلمها كثير ... كل شوي ... وقلدته : شادن تعالي رتبي غرفتي .. شادن غرفتي كلها غبار مااقدر انام فيها .. وهي بس ترتب غرفته وتسوي له حلا وتهتم فيه بس هو مو حلو .. خلاااص زعلت منه . بكرة قولي له لاتكلم شهد عشان هي زعلانه منك ..
كانت ام ناصر شاكه في الوضع والحين جاب لها جهينة الخبر اليقين ..
قالت : انتي وش يدريتس انه ماينام معها في غرفتها ..؟
ردت شهد : من زماااااااااااااااااااااااااااااان قبل العيد اللي لبست فيه فستاني الابيض تعرفينه ..
هزت ام ناصر راسها بإيه .. وكملت شهد ... : كان عماد ينام في غرفته وشادن في غرفتها الجديده الحلوة هذيك ..
تلاشى كلام شهد وام ناصر تفكر بغضب وتتذكر بعض المواقف والنظرات والكلمات اللي شككتها بعلاقتهم وياما حاولت تتجاهلها وتتجنب التفكير فيها ..
قالت بصوت مسموع بنبرة غاضبة وحاده : بنت خالد تضام في بيتي وانا حية وموجودة .. بنت خالد تضام وانا اللي حالفه مايشوفون الضيم وانا جدتهم حيةٍ(ن) لهم .


***

رجعت من المدينة مضطرة عشان موعدها في المستشفى وبنفسية اريح واهدى نوعاً ما ..!
قالت لمشاري اللي حاول يوقفها ويسندها تمشي على رجلها لأن الدكتور قال بعد شهر حاولي تمشي على رجلك وتحركين العضلات ..!
الجو في حوش البيت والشتاء في جده ربيع .. خاصة من بعد العصر ..
حاول مشاري يخليها تعتمد على نفسها والعكاز قالت بألم : آآآه مشاري مرة مااقدر امسكني بطيح ..
مسكها مشاري بسرعه قال : مايصير كذا .. لازم تعتمدين على نفسك وتعودين نفسك على الحركة ..!
دق جوال مشاري وشاف رقم ريهام ... قال : سارة اجلسي هنا وانا بكلم ريهام مزعلها امس ولي ساعتين ادق عليها ماترد .. بصالحها وارجع لك . لاتتحركين لين اجيك ..
جلسها على الدرجات القصيرة اللي توصل لقسم الرجال وراح يمشي لآخر الحوش وهو منشغل بمكالمة خطيبته ..!
حاولت تفتح العصير بيد وحده وماقدرت واضطرت انها تنتظر مشاري يجي يفتحه لها .. واخذت جوالها تقرا الرسايل اللي اغلبها من صاحباتها في الجامعه يتحمدون لها بالسلامه ..

***
اليوم دق عليه مشاري وقال ان ابوه يدوره ويقول ضروري يجي ولا جاه بنفسه في شقتهم ..!
ماحب انه يماطل ويتهرب اكثر من كذا ..
وقرر انه يروح لابو مشاري ويشوف وش عنده خاصه ان عماد حثه على مقابلته وقال له ان الرجال كريم وشهم ومايبي غير انه يرد لك جميلكمعتمد على كلام شادن عنه ..
حتى نايف كلامه نفس كلام عماد ..!
وصل بيت ابومشاري ودق جرس الانترفون ..! ووصله صوت الشغاله بعد ثواني ..
: مين ..؟
: ابومشاري فيه ..؟
: مستر مشاري موجود .
: خليه يجي ..
فتحت البوابه وقفلت السماعه وراحت تدور مشاري ..!
انتظر فهد ثواني وهو يسمع صوت مشاري قريب وشكله يكلم في الجوال ...
دف البوابه .. بشويش وحذر ..
مستحي وطفشان من الوقفه ..
وكل مادق على جوال مشاري حصله مشغول ..!
اول ماانفتح طرف البوابه لمحها جالسه على الدرج ..
يدها ملفوفة بجبس وطرف ساقها الممدود بجنب العكاز عليه جبس ..
رد الباب بهدوء وهو يلوم نفسه ويوبخها وشلون تجرأ وفتح باب الناس ورجع لسيارته ..!
والذكرى تمخر افكاره وتفكيره ..
شكلها وكلامها وبكاها ودمها وتأوهاتها وألامها ..
وسعود بينهم ..!
فتح مشاري الباب وهو في سيارته وناوي يمشي ..
اثناه مشاري عن عزمه ونيته ورحب فيه واعتذر بأن الشغاله ماتدري وين مكانه وان ابوه متلهف لشوفه وجيته ..
استوقفه دقايق بحجة انه بيدخل اخته داخل البيت لأنها ماتقدر تمشي لوحدها ولازم يساعدها وقدر فهد وانتظر دقايق .. ثم دخل ..


--------------------------------------------------------------------------------


فصلٌ خامس عشر ..

~~ باللقا هلت تباشير الفرح ~~

***
رغم انه تذكرها بوجع واعادت له طيف سعود وذكراه
الا انه حمد ربي وهو يشوفها بخير ..!
وحس بنشوة سعاده انه مشارك في نجاتها ..
دخل المجلس مع مشاري وبعد دقايق كان ابو مشاري عندهم ..
رحب وهلاّ وكأن اللي زايره شخصية اجتماعيه هامّة ويستحق الحفاوة والتكريم ..
في البداية كان يتكلم برسمية بحته وهو يسأل عن الحال والاخبار
بس بطيبة مشاري ومعرفته وصحبته له انقلب الجو لسوالف ودية ..
قال فهد لمشاري مستغل دخول ابومشاري لداخل البيت : اقول يامشاري ابوك وش يبي مني لي ساعتين جالس ماكلمني في شي .
: اصبر يارجال بعد العشا بيقول لك اش يبغى ..!
عدل فهد جلسته وهو يطالع في ساعة جواله : وش عشاه اللي يخليك لي .. انا وراي شغل منيب فاضي .
: عاد ابوي مسوي لك عشا مايصير تروح وتتركه .
حاول فهد يعترض واقنعه مشاري ان مافيه فايده من اعتراضه لأن العشا انتهى امره ..
ساعه ثالثه وبعد صلاة العشا كان مجلس ابو مشاري مكتظ بالضيوف ومن ضمنهم نايف ..!
عرَّف ابو مشاري على فهد بأنه اللي ساعد بنته في الحادث وان للرجال هذا جميل عليه ودينه في رقبته ليوم الدين ..!
قال فهد برزانه وثقه : الله يسلمك ياابو مشاري الله اللي ساعد بنتك وربي كاتب لها النجاة على يدي ولا يد غيري .. وانا ماسويت غير واجبي واللي املاه علي ضميري وديني ..
جلس فهد بتوتر ونايف بجنبه ..
قال لنايف بهمس : والله لودريت انه بيسوي كذا كان ماخليته يشوف وجهي .
قرب نايف منه وهمس : وسع صدرك يارجال اللي سويته تستاهل عليه اكثر .. بنته الوحيده وماتبغاه يفرح بنجاتها .
سكت فهد وهو يسترجع صورتها اللي لمحها ..
ويتذكر شكلها وجلستها على الدرج وجوالها في يدها ..!
شعرها البني بأطرافه الصفرا من اثر صبغه قديمة ..!
وجسمها النحيل وهي جالسه على الدرجات ..
هذا اللي قدر يلمحه من شكلها اليوم ..
بس اللي حفظه منها في الحادث كثير ..
رغم ان ملامحها كانت دامية وحزينة وبائسة ومفجوعه ..!
الا انها رسخت في ذهنه وثبتت .
انتبه لنايف وهو يقول : ترى مشاري يكلمك .
رفع راسه لمشاري قال : سم ...
اعاد مشاري جملته : اقول ماطلعت للبر ولا الشتا محد يطلع فيه .
تنهد فهد وهو يتذكر البر قال : الله يذكر ايام البر بالخير راحت حلاتها مع اللي راح ..!
اشر نايف لمشاري يعني اسكت واكتفى مشاري بـ : الله يرحمه ..
مر الوقت ،، والسوالف في مجلس ابومشاري عامرة ..
وصار العشا جاهز ..
قال ابو مشاري بصوت جهوري سمعه كل من في المجلس : تفضل ياابو ناصر حياك الله .. تفضلوا ياجماعه الله يحييكم .
وقف فهد والعيال معاه وجلس في صدر المقلط اللي حضروا فيه العشا ..!
وبعد العشا بدا المجلس يخلو من الضيوف لحد مابقى فهد ونايف ومشاري ..
وقف فهد وهو يقول : يالله ياجماعه اسمحوا لي ...
قاطعه ابومشاري : اجلس يافهد ابيك بسالفه ..
انصاع فهد لامر ابو مشاري وجلس .واستخرج ابو مشاري من جيبه ورقه مدها عليه وقال : هذي اقل هدية اقدمها لك يافهد بعد اللي سويته معاي .. والله اني احترت ماادري وش اعطيك لكن ان شاء الله انها افضل من غيرها .
اخذ فهد الورقه المستطيله اللي محد يجهل شكلها ..
بس انذهل وهو يقرأ العدد المدون في الشيك 300 الف ريال ..
رجع مده على ابو مشاري وهو يقول : الله يسامحك ياابو مشاري مهيب هقوتي فيك ....
قاطعه ابو مشاري باليمين اللي حلفه : والله مايرجع وانه حلال عليك .
طالع فهد في مشاري ونايف قال : مابغيت هالتصرف منك ياابو مشاري .. وانا يوم ساعدت بنتك مهوب لأنها بنتك ولا لأني اعرفكم .. أي احد مكانها كان شلته في سيارتي ووديته المستشفى ...
كمل مشاري : وتبرعت له بدم رغم انك مريض وتحتاج دم .. وتقطع به مسافة 250 كيلو وانت صايم وتعبان .. وتجلس في المستشفى لين تطمن عليه وتبشر اهله انه حي ونجاه ربي .
قال فهد بلهجة حاده : اكيد اني بسوي هالتصرف مع أي احد سواء اختك ولا غيرها .
رد ابو مشاري : وشي طبيعي تنال جزاك من اهل اللي ساعدته .. الموضوع انتهى يافهد والمبلغ قليل ومو حقك ..
سكت وهو يشوف فهد يشقق الشيك لقطع صغيرة قال : انت حلفت مايرجع لك .. وانا رجالٍ مااخذ على الواجب اجر ياابو مشاري ..
وقف وكمل : كرمكم الله .. اسمحوا لي بمشي .. ويالله اشوفكم على خير .
فز مشاري ومسكه بيده قال : ترى ابوي مايقصد يهينك .. ابوي فرحان بسلامة اختي .. ماتدري هي وش بالنسبة له ونجاتها عنده تسوى الدنيا ومافيها .
هز فهد راسه وسلَّم على راس ابو مشاري اللي ماتحرك من مكانه قال : انا عارف وش يقصد وادري ان نيته خير وهو بمقام ابوي ماازعل منه ..
وقف ابو مشاري وربت على كتف فهد قال : لو اخذت الشيك يافهد كان ريحتني .. انا حالف ان قامت سارة بالسلامه ......
قاطعه فهد : هالشيك بدل ماتعطيني اياه عطه مساكين ومحتاجين واشكر ربي انه منّ على بنتك بالسلامه .
قال مشاري : من هالناحيه ابوي ماقصر ...
قاطعه ابوه وسكتّه بلهجة حاده : مشاااااري .. التفت لفهد قال : ياولدي الواحد اذا ماشكر ربه اول شي ليه اجل يشكر الناس ..
قطع عليهم جوال مشاري الكلام وهو يكلم ريهام بهمس ويلوذ بجواله عن عيونهم لداخل البيت ..
قال فهد : يالله اسمحوا ..
: الله معك ياولدي ولا تقطعنا .
: ان شاء الله .. كرمكم الله ويالله مع السلامه ..!
وصله ابو مشاري للبوابه وودعه بذات الحفاوة اللي استقبله فيها ..



***


احياناً الحياة تأخذ الفرح منا عنوة
لكنها ماتلبث ان ترده قاصدة ومترصده ..!
وجمرة الغياب تشعل نار شوقٍ بأقفاص الصدور
تلهب القلب بأوردته وشرايينه وأذينه وبطينه ..!
هي ...!
قد اضناها الفراق ..!
والنار بقلبها سعير ..!
على من غيبهما الموت ..
ومن ابعده عنها السفر ..!
ورحلة عمرها ..
كانت شقاء وقليلٌ من افراح ..!!!

جالسه في صالتها .. سالفة شهد اللي قالتها لها ماخلت جفنها يغمض طول الليل ..!
وعماد من اصبح وهو طالع برا يقول ان عنده شغل ..!
والحين العصر مارجع ..!
وصفحة الحساب لابد تنفتح ..
الا الظلم ماتسمح به في بيتها ..
والا ان شادن البنت الأصيلة تنقهر وتداري قهره ..!

..

في هاللحظة كانت شادت واقفه في المطبخ وتشتغل بهمه وحماس ..!
طلعت صينية الفطاير من الفرن وحطتها على الطاولة بحذر ..
قالت للشغاله : لسلي طلعي الفطاير حطيها في الحافظة الكبيرة واقفليها .. انا بطلع وارجع بعد شوي ..!
ولعت على الجمر وغسلت يدينها وطلعت للصاله ..
مرت من عند جدتها اللي مو على عادتها تطفي الراديو وتسكت بدون ماتسولف معاها وتكلمها اما عن حديث ولا عن سالفة في الديرة ولا سالفه قديمه تسردها عليها منها تعيد الذكرى ومنها تسليها وتضيع الوقت ..
قالت شادن وهي تقرب من جلسة جدتها : جدتي فيك شي .. اليوم منتي عاجبتني ..تحسين بشي ..؟
ردت جدتها بفتور : لا ابد مافيني غير العافيه .. الا رجلتس وين راح ؟.
مسحت يدينها بمنديل قالت : ماادري صحيت ماشفته .
ردت ام ناصر بلهجة حاده : اجل انتي تشوفينه ولا تدرين عنه ..؟
زمت شادن شفايفها قالت بمرح : ادري ادري اش تقصدين ؟ يعني عشان رجع بعد اسبوعين واول مارجع نام والصباح خرج من بدري .
ابتسمت بتودد لجدتها وكملت : مممم تدرين ياجدتي ان عماد البارحه قال لي انه عامل لي مفاجأة حلوة ..
ردت ام ناصر بتشاؤم وبنفس اللهجة الحاده : الله يكفينا شره وشر مفاجعاته .. هو متى يجي بس ..؟
طالعت شادن في الساعه المعلقه على جدار الصاله وهي تحاول تمسك نفسها ولا تضحك من كلمة ( مفاجعاته ) اللي قالتها جدتها ..
قالت : اوووه ياجدتي بروح البس قبل الضيوف يجون .. انتي خلاص جاهزة ؟.
هزت ام ناصر راسها بإيجاب وهمست بـ : إيه خلصت .
وبسرعه راحت شادن تجري مع الدرج ..
تحممت بعد اليوم الحافل بالعجين والسكر والشكولاته واللي لطخ جسمها وملابسها
حتى شعرها ماسلم ..!
بعد ماطلعت ..
جففت شعرها ولبست تنورة قصيرة من الصوف كاروهات الوانها بين البيج والبني المحروق وتحتها بنطلون بني جلد ومبطن بقماش قطني .!
وعليه بلوزة بكم طويل وياقة طويلة لونها بني وضيقه على جسمها النحيل ..!
وبسرعه قصوى عملت مكياج هادي وبسيط الوانه بدرجات البني وختمته بكحل وماسكرا وروج بني ولمعه بنفس لون الروج ..
تعطرت ونزلت بعد مامشطت شعرها وتركته مسدول بحريه وحطت على اكتافها شال مشغول بالتريكو بلون بيج وأطرافه بنية ..!
قابلتها فوزية بعد ما نزلت الاغراض اللي جابتها معاها في المطبخ ـ قهوة وصينية حلا وبيتزا ـ ..!
وسلمت عليها وقالت : ها ماقال لك عماد متى بيجون ضيوفه ..؟
ردت شادن ببراءة : لا ماقال بس الحين يجي ويقول ..
ردت فوزية باستغراب : الحين يجي ..؟ ليه ماشفتيه وهو طالع لك قبل ربع ساعه يقول بتروش والبس ..
تغير لون شادن قالت بارتباك : ها لا ماشفته انا كنت ….
قاطعتها ام ناصر : ايه تلقينه في حجرته ماراح لحجرة شادن .
ضحكت فوزية وشادن مصدومة ومذهولة من جدتها قالت فوزية باستخفاف : ليش هم مو عايشين بغرفه وحده ..؟
ردت ام ناصر بلكنة غاضبة : انشديها ( اسأليها ) عندتس ..!!
ابتسمت شادت ووجهها يكتسي حمرة احراج وارتباك قالت : تلاقينه حصلني اتحمم في الحمام وماقدر يستنى قام راح لغرفته .. القديمة .
رمقتها جدتها بنظرة عدم رضى قالت فوزية : هذا هو .. جبنا سير الئط ..
طالعت شادن فيها بنظرة تهديد وقالت وعلى وجهها ابتسامه : قصدك الذيب وجا على طاريه .
نزل من الدرج بثوب اسود وغتره بيضا وهو يلبس ساعته الفضية وريحة عوده المعتق سابقته ..
قالت فوزية : واااااو ماشاء الله تبارك الله .. وش سالفتك انت وحرمتك اليوم كل واحد يقول الزين عندي .
طالع في فوزية هو يجاهد تجاهل شادن الواقفه وراها قال : شهد وين مااشوفها ..؟
ردت فوزية وهي تضحك : ياخي شهد ذي عليها افكار .. كل شوي مطلعه ثلاثه فساتين وتحتار بينهم وتعد اللي يجي عليه العشرة تقول ابي البسه ..وماخلت شي في الدولاب الا وطلعته .. عاد جيتك وهي مارست على شي تلبسه وخليت الشغاله معاها .
انسحبت شادن بهدوء وفوزية تتكلم وراحت للمطبخ ..
ورد عماد على فوزية وهو يضحك بصوت خفيف : ياحبي لها هاللي ذوقها صعب .
التفت على جدته قال : الغاليه علامها ساكته عسى ماشر تحسين بشي .
ردت ام ناصر بزعل : مافيني شي .. بس اذا راحوا ضيوفك لي معك كلام انت ومرتك .
ضحك وهو يطالع في ساعته قال : هههههههههههههههه اذا رااااحوا يالله في العافيه …!
وصلتهم ريحة العود من جلس الرجال ..
والتفت عماد على جهة المجلس قال : عز الله حطته في وقته .. يالله بروح انتظر الناس برا ..
توجه للبوابه وغيرت خطواته مسيرها تحثه للمجلس لاارداياً ..!
وقف على الباب وهي تدور بالمبخره الذهبيه الكبيرة وتمرره على الستاير والوسايد والزوايا ..والمكتبه ..
لحظات مرت عليه يتأملها بدون شعور ..
شكلها آسر يسر الناظرين ..
وشعرها رغم قصره الا انه عليها يشبه الليل بسواده ..!
انوثتها تفيض على المكان سحر يخلب الألباب ..
التفتت عليه قالت متفاجأة : عماد .. كويس انك جيت عشان ابخرك قبل يخلص .. ابتسمت له وكملت : ولو ان ريحة عطرك احلى بس لازم ابخرك .
قربت منه وبخرته وهو ساكن وساكت وحاط يدينه على اطراف الباب قالت بجديه : عماد ترى جدتي قاعده تلمح بكلام قبل شوي عني انا وانت شكلها زعلانه ..
اخذ المبخرة منها ونفخ على الجمر قال : انتي ماقلتي لها شي .
: لا طبعا مستحيل اتكلم مع احد عن حياتنا .
: الله يستر بس لاتشك بشي ثم تزعل ……
قطع كلامه وهو يسمع صوت الجرس قال : هذا هم وصلوا .. مد عليها المبخرة وعطاها ظهره .. رجع التفت عليها قال : ان شفت دموع ياشادن ياويلك مني ..!
طلع مع قسم الرجال وهي راحت لجدتها وفوزية تبلغهم بوصول الضيوف وبداخلها خايفه من سيرة الدموع ..!


***

جالسه في غرفتها لوحدها وساكته
افكارها تعبانه من التفكير ..
والاسبوعين اللي مرت عليها كفيله انها تشبعها ارق وإرهاق
الصمت انيسها وجليسها ..
والوحده مطلبها وغايتها ..
ماتبي تفكر بشي يتعب ..
لاحمود ولاعماد ولا الكابوس مسفر اللي قلب لها حياتها في لحظات ...
اكتفت بالتدقيق في رسمة ورود صغيره على بطانيتها ..!
نفسها تمسك ورده حمرا وكبيرة ..
نفسها تشم ريحة الورد الطبيعي ..
عمرها وبحياتها ماشمته ولا لمسته ولا مسكته ..!
تذكرت الورده الحمرا الجافه اللي بين طيات دفتر خلود حق التحضير ..
بس استحت لاتمسكها ولا تشمها
شكلها من شخص عزيز عليها ولا مااحتفظت فيها ..
حركت اصبعها على الرسمه بنعومه وهي تحاول تصفي ذهنها بسيرة الورد وطاريه اللي تريح الاعصاب وتخفف التوتر ..
رفعت راسها لنورة وهي داخله بصينية فيها شاهي ومضير ( اقط ) ومكسرات قالت نورة بملل : انتظرتس في الصاله لين مليت ماجيتي قلت مافيه الا اني اجي عندتس في غرفتس .
صبت لها كاسة شاهي ومدته عليها قالت نوف بهدوء : امي وين راحت ..؟
ردت نورة : راحت هي وام حمود يقهوون مهرة بنت ام سالم .
عقدت نوف حواجبها قالت : مهرة ولدت ..؟
: بسم الله علينا موب امي علمتنا قبل يومين وانتي اللي سألتيها عن وش جابت قالت لتس جابت ولد ..!!!
فتحت نوف عيونها قالت : اناااا ..؟
: بسم الله علينا منتيب صاحية ....
قطعت نورة كلامها وهي تشوف وجه نوف متغير قالت بمرح : محد يلومتس لو تنسين لتس اسبوعين ماتجلسين مع احد ولاتكلمين احد .. حتى الاكل اعوذ بالله ماعاد تعرفين شكله ..!
ردت نوف بألم : لاوالله يانورة .. انا لي كم يوم صايرة انسى ومااقدر اركز في شي ..
دمعت عيونها وهي تطالع في نورة وتشد على طرف البطانية بتوتر
قالت : اصلاً ليش ماانسى واتجنن بعد اللي صار لي ... يانورة صورة العله هذا ماتفارقني وصوته وفي اذني للحين .. ياليته ذبحني ومت في يده ..
قالت نورة بوجع : يانوف استغفري ربتس مايجوز تمنين الموت ربي ادرى بعبده .. ثم انتي اللي جبتي هذا كله لنفستس وزين انها انتهت على خير السالفه .. تدرين امي وش قالت لي امس ..؟؟
: وش قالت ..؟
: قالت ان مسفر جانا وقال انه يبي يخطبتس بس ابوي رده قال انه ملك لتس على حمود .
بكت نوف بقهر وقالت بصوت باكي : يعني مافيه حظ غير حمود ولا مسفر .. وتقولين حظنا زين يانورة .. وين الحظ اللي تقولينه .. حمود حظ ..؟ ومسفر عشم يانورة .. ياربي اخذني ياربي اخذني قبل آخذ حمود .
تنهدت نورة بوجع ممزوج بملل ويأس من حال اختها قالت : يانوف اذكري ربي واستغفري .. انتي لو شفتي حمود هذاك اليوم وهو خايف عليتس كان ماقلتي اللي تقولين .. تكفين يانوف فكري بحمود .. تراه صار زوجتس خلاص ..
قاطعتها ببكاء و : لا يانورة انا منيب آخذته .. مااقدر يانورة .. ماابيه اذا تبينه انتي اخذيه .
: وش هالكلام يانوف .. تكفين خليني اشوفتس عاقلة لومرة وحده .. والله ان كلام العنود اركد من كلامتس . امسكي امسكي هذا من مضير امي الجديد ذوقيه طعمه يهبل .
صدت نوف عنها وتمددت في فراشها قالت : ماابي شي بس خليني ارقد .
: وشلون ترقدين وانتي ماقمتي الا الساعه ثلاث .. قومي قومي ولاتبين تخلين العشا عليّ تراني من يوم عطلت وانا اكرف لحالي وانتي منسدحه .
ماردت عليها نوف وتغطت ببطانيتها وحمود وهاجسه مسيطر عليها في هاللحظة ..
وشلون تفتك منه ..
وشلون تهرب ولا تبعد عن الواقع السوداوي اللي يحاصرها ..
من بعد سالفة ملكتها وحمود والتفاؤل مقتول والفرح ماتت تباشيره وعلاماته ..!
قامت نورة واخذت الصينيه وهي تقول : الله يسامحتس بغيت استانس عدنتس وغثيتيني ..


***
انفتح الباب بمفتاح عماد اللي يرحب ويهلي وصوت ضحكه واصلهم قبله ..
: اصبر اصبر لاتفجعهم .. خلني امهد ..هههههههههههههههههه هييييي على هونك ياابن الحلال ..
دخل احمد خطواته تسابق لهفته وشوقه وحنينه ..
رمى نفسه بين يدينها بدون أي انذار مسبق اواعلان ..
متجمده للحظات ..
مو مصدقه او مستوعبه ..
المفاجأة كانت هائلة ..
والصدمه ماكانت على البال ولا الخاطر ..
هي نايمه ...؟
ولا تحلم مثل عادتها بوجهه وزوله وريحته ولمته ..؟؟
ولا انها صاحية وتتخيل ويتهيأ لها
هو صدق وحقيقه اللي تشوفه بعينها وتحسه بقلبها ...
لحظات مابين يمكن ويمكن ..
صوته وضمته ودموعه كانت البرهان انه حقيقه مو خيال ولا وهم او حلم ..
طاح عقاله على الأرض وهو يدفن راسه في صدرها ويلثم يدينها الثنتين وراسها بحرارة وشوق .. ويرجع ليدينها يلثمها ويحطها على خده ..
: ياهلا ومرحبا .. ياربي انك تحيي هالوجه .. يالله لك الحمد اني شفته ..
الغصة بحلقها خنقتها ووقفت باقي الكلام ..
ودموعها انسلت من بين جفونها وكان الحنين اقوى من الصبر ..
الجبل الصامد اهتز امام لحظة لقا تنتظرها من سنين وتحلم فيها كل يوم ..
قالت بصوتها المختلط بالبكاء : ابطيت عليّ ياوليدي .. سنتين يادافع البلا .
مسحت دموعها بطرف طرحتها السودا اللي ماتفارقها حتى بمنامها الا اذا استبدلتها بمثيلتها ..
المفاجأة اكبر من انها تستحملها وأقوى من كل توقعاتها ..
مسح دموعه هو الثاني بقفا يده قال : ماابطيت الا بعذري يالغاليه .. سامحيني وارضي عني .
سحبه عماد من حضن جدته وهو يضحك ويقول : ياخي هذا وانا موصيك لاتصير بزر .. قوم قوم نكدت على الغاليه .
وقف احمد واخذ شماغه اللي طاح والتفت على فوزية
الأخت الصغرى ، والصديقه ، رفيقة الطفولة والعمر .. وفتح لها يدينه ..
كان السلام حار بحرارة الحنين واللهفه والشوق ..
قال عماد : ياخي ترى حرمتي بعد مشتاقة لك عطها وجه .
التفت على شادن المتأثرة بالموقف وابتسمت له وسلمت عليه بخجل وحذر ورسميه ..
قال لعماد وهو يبتسم : يالملعون كل هالزين لك ..
قال عماد بمحاولة منه اضفاء شيء من المرح ..: اذكر الله تراني خابرٍ عينك قوية ..
ضحك احمد وهو يتوجه للمغاسل قال : لا اله الا الله ذكرت الله واخترته .. اوووه ترى ليلى عند الباب نسيتها .
تحركت شادن من مكانها وراحت استقبلتها ودخلتها لمجلس الحريم بعد ماسلمت عليها
قالت شادن بعد ماسلمت عليها .. : هلا والله .. كيف حالك ..؟
رفعت ليلى حواجبها وهي تتأمل شادن قالت : الحمد لله بخير انتي كيفك ؟
ردت شادن وهي تطالع بعبايتها السودا ( الخيمه ) والمطرزة بالتركواز على اطراف اكمامها الضيقه وأسفلها بنقشات كبيرة وواسعه : ماشي الحال الحمد لله .
فتحت ليلى لثمتها ونزلت طرحتها اللي تغطي جبينها وأطرافها مثل العباية بتطريزها التركواز وحبات اللولو المنتثره في زواياها ..
قالت : اوووف .. ياربي على هالبرد والجفاف .. جو الديرة هو هو مايتغير ابد ..!
اخذت شادن عبايتها وطرحتها علقتها وهي مستغربه من اللبس والكلام .. قالت : الحين اشغل التكييف على الحار اذا انتي بردانه ..؟
طالعت فوق قالت : ماشاء الله ومكيفات بعد ..زين ان الديرة بدت تتطور . يااختي مدري كيف قدرتي تعيشين فيها بعد ماتعودتي على حياة المدينة .
ردت شادن بابتسامه وهي تحاول ماتبدأ بنقاش من اولها : الحمد لله مو ناقصني شي ومرتاحه .
رفعت ليلى حواجبها بتعجب قالت : غريبة . انا لو تقطعيني ماقدرت اعيش فيها اكثر من يوم .. حتى حاولت في احمد اني امشي اليوم لاهلي بس مارضى .
اكتفت شادن بابتسامه و : الله يعين .. عن اذنك بجيب القهوة ..
قالت : لا لاتجيبين قهوة ترى مااشربها .
: ماتشربين قهوة ..؟
ردت ليلى : لا لا مااحب القهوة العادية ..!!
: زين اجل بجيب شاهي ونعناع ويانسون ....
قاطعتها : لا لا شكراً لاتتعبين نفسك . انا مااشرب غير كبتشينو ..
تفاجأت شادن بطريقتها وطلبها .. واتسعت ابتسامتها غصب ..
قالت .: ممممم خلاص اسوي لك ولا يهمك ..
: ياليت اذا فيه من الجاهز ..
: جاهز ماعندنا لكن بسوي لك وان شاء الله تعجبك ..
: حتى سوبر ماركت ولا جمعيه مافيه جد جد الله يعينك على الحياة هنا ..!
: ههههههههههههه اش نسوي عاد . . هذا النصيب واذا على الكماليات ماراح نموت من دونها ..
سكتت ليلى وهي تتأمل الديكور اللي يزين سقف المجلس والتعتيق الهادي على الجدران ..
وطلعت شادن متوجهه للمطبخ ..
قابلت فوزية اللي جاية تسلم على ليلى قالت بابتسامه واسعه : اجلسي معاها لحد مااجيب الكبتشينو .
فتحت فوزية عيونها باستغراب قالت : كبتشينو .. خير ان شاء الله ..؟
انسحبت شادن من عندها من دون ماتضيف أي كلمه والثانية كملت طريقها ودخلت على ليلى حتى تسلم عليها ..


دخلت شادن للمطبخ تحضر قهوة عمها وتضيـّْفه بطريقتها ..
حضرت الحلا والمعمول اللي سوته من بدري ..
وزمت شفايفها وهي تتذكر قهوة ليلى اللي ماكانت على البال "هذي وشلون اسوي لها قهوتها .. لو فيه كابتشينو جاهز كان اشوا "
تذكرت هبالها هي وسارة اذا اشتهوا كابتشينو وكانت مخلصة ولا مافيه احد يجيب لهم من برا .. قالت " بسويها بطريقتي انا وسارة التقليديه والله يعين ويساعد ان عجبتها كان بها ماعجبتها عنها ماشربت قهوة اليوم "
حطت حليب وموية باردة وسكر في الخلاط الكهربائي لحد ماطلعت له رغوة وصبته ف
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:34 am


بعد ماوصل الديرة ..
دخل اخذ له شور سريع يعيد له نشاطه اللي نفد من التعب خلال الأربع ساعات الماضيه وهو جاي ..
وقف فهد على المرايه يمشط شعره اللي بدا يطول ..!
حاول يدسه خلف رقبته ولا يبين مع الشماغ حتى مايسمع كلمتين معتبره من ابوه وعمه فواز بسبب طول الشعر ..
اخذ فروته ولبسها وحس بالدفء يتسلل لجسده في صقيع الديرة وبردها القارس ..
مر طيف صورتها في ذهنه .. وحس بشي يسري في دمه ..
من امس ومن بعد ماشافها ماقدر يتخلص من شكلها وصورتها سواء في الحادث ولا في بيت اهلها ..
ليه اذا تذكرها حس ان بينه وبينها رابط قوي ..
تشبهه بشي ..!!
يمكن الحزن والوجع ذاته ومرارة الفقد عاشوها الاثنين ..
ويمكن لأن الاثنين فقدوا وهم يطالعون وما قدروا يسوون شي ..!
التفت وراه لبندر اخوه وهو يدخل ويقول : ترى عماد جا وابوي على جمر يبي يشوفه ويسأله عن سوالفه في بيت لافي .
قال فهد وهو يعدل شماغه : الله يكفيني شر هالشياب لاينغصون عليّ ويغصبوني على شيٍ ماابيه ...
: وين بتروح انت ..؟
: بجلس مع ابوي وعمي ثم اروح لاهل سعود الله يرحمه .
رفع بندر حاجبه باستغراب قال : وانا اقول سيارتك مليانه اغراض ومانزلتها اثرك تبي تروح لهم ... طيب ارتاح لك شوي انت توك واصل .
اخذ فهد مفاتيحه ومحفظته قال بوجع وهو يغمض عيونه بقوة ويصك اسنانه : الله يساعدني على شوفة اخته الصغيرة ..!
قرب بندر منه قال بلهجة حانية : اذا روحتك لهم تبي تنكد عليك خلني اروح بدالك .
رد فهد بصوت حاول انه يكون عادي لكن لكنة الألم مااختفت وكانت فيه واضحه وجلية : لا لا انا اللي لازم اروح لهم .. معك خمسمية ريال ..
فتح بندر محفظته ومدها عليه بدون مايسأل واخذها فهد وهو يقول : اردها لك بكرة ان شاء الله .
دخلت منال عليهم بسرعه وقطعت كلامهم بحماس قالت : عيال تخيلوا من اللي جا عند جدتي .
قال بندر : من عندها ..؟
قالت منال بحماس : عمي احمد .. ياربي ماني مصدقه اني بشوفه .
رد فهد بضحكة : هالحين من يفكنا من حنان ان درت انه جا .
قالت منال وهي تضحك : هههههههههه لو شفتوها ..! اول ماسمعت خالد وانطلقت تبدل ملابسها تبي تروح معه .
: ابوي درى عنه ..؟
: ايه وراح مع عمي فواز ..
قال بندر : خلنا نروح نسلم على عمي ثم روح لمشوارك .
: زين يالله امش معي وعلم خالد يجيب امي والبنات على سيارتك .
اخذ بندر شماغه وعقاله وطلع مع فهد المشغول بلقاءه باهل سعود ..
رغم انه اعتاد الا انه في كل مرة يستصعب الامر وكأنه اول مرة يقابلهم م ن بعد وفاة سعود ..
وقف على صوت امه اللي استوقفته عند الباب : فهد يمه اصبر ابيك لاتروح .
وقف فهد ورجع لها قال لبندر : اسبقني على السيارة وانا جاي وراك .
التفت على امه قال : سمي يمه بغيتي شي ..؟
وصلته امه وقربت منه قالت : يقولون عماد من البارح وهو فيه .. لاتنسى تسأله عن سالفة الخطبة اللي ماعطانا عنها علمن اكيد . الله يهديه مشى صبحية كلامه لنا ولا شفناه ولا سمعنا منه شي ..!
هز فهد راسه قال : تلقين ابوي اخذ منه العلوم كلها .. لكن ابشري مالتس الا من يسأله ويرد لتس .
طلع فهد من عندها وهو عارف ان الخطبة اللي قال عماد عنها وهمية وانه ماخطب ولا نوى يخطب له من دون علم اهله وشورهم .


***


{[ لا إله إلا الله وحدة لا شريك له له الملكـ وله الحمد وهو على كل شيء قدير ]}48 08-06-2008, 08:42 PM
..» ????????? «..
©؛°¨غرامي ذهبي¨°؛©


--------------------------------------------------------------------------------

البرد من بعد المغرب في أوجه ..!
دخلت ام نوف بعد مارجعت من عند غنمها وهي تدور الدفا داخل البيت ..
قالت العنود اللي تمشي معاها لها ساعه وتحن عليها تبيها تروح تتعشى عند جيرانهم : تكفين يايمه ابي اروح العب مع شهد وابي اشوف مرة احمد وابلا شادن .. تكفين يايمه طلبتس .
ردت امها بتعب وكلل : حنا وين نسري في هالبرد .
: يايمه بيتهم مهوب بعيد .. شوفيه قريب واخذي فروة ابوي وليا دخلنا نزليها عند الباب واذا رجعنا اخذيها والبسيها .
: الله يقطع شرتس من بنت سويتي سواة نوف فيني ماتحيدين عن الشي لين تاخذينه غصب .. هاروحي لنورة خليها تسوي شعرتس وتدور لتس على ثوبٍ زين تلبسينه ..
مرت من عند نوف وهي متمدده في فراشها وملتحفه ببطانيتها وعيونها ثابته في مكان واحد وعقلها بعيد عن المكان موديها لعالمها البعيد والمستحيل ..
قالت امها بحنان وخوف وشفقه : يمه نوف .. اليوم وشلونتس ؟ .
ماتحرك منها ساكن ..!
وكررت الأم الملهوفة على بنتها وصحتها : نوف .. نوف .
تحركت بهدوء وقالت بذات الهدوء : سمي يمه وش قلتي ماسمعتس .
: يابنيتي اللي تسوينه بعمرتس مايجوز .. قومي كلي لتس لقمة وسولفي معنا وونسي عمرتس .
نزلت من عينها دمعه قالت بألم : يمه انا ماابي حمود .. حمود مايناسبني وابوي غصبني عليه .
تنهدت امها بوجع لأن هذي الجملة الوحيدة اللي تكررها وتقولها كل ماحاولوا يفتحون معها أي سالفه اونقاش ..
قالت بيأس وقلة حيلة : ماعاد بيدينا شي يانوف .. اول شايلين همتس يوم نقول مااعرست وهالحين مانبي نشيل همتس ونقول مطلقه .. حمود اخير لتس من مقعدتس في بيت ابوتس بلا رجال ولا عيال ..
صدت بوجهها عن امها وزفرت بآهه أليمة وعادت لصمتها وسكونها وأفكارها وعالمها ..!
راحت امها لنورة اللي طلعت للعنود فستان طويل من الصوف وعليه جاكيت بكم طويل الوانه بين الأسود والاورنج ..
قالت نورة : يمه اللي عزمتس من ..؟
: ابوتس يقول خالد ولد ناصر عزمه ويقول خل اهلك يجون .
: يعني اكيد العشا عند عماد مهوب عند ناصر .
: ايه عند عماد ..!
دخلت امها غرفتها بتلبس وتروح للعشاء ارضاءً للعنود وتلبية لدعوة جيرانهم .

جالسين حول السفرة وهي معاهم ومو معاهم ..
عيونها تقرحت من كثر البكا بعد ماكلمت اهل اميرة وقالت لها امها ان عيالها مايكفون اسئلة عنها ..
قال مشاري وهو يطالع في يدها ورجلها وهي مقيدتها : اقول سارة .
بلعت لقمتها قالت بهدوء وصوت مبحوح : هلا .
: فيه جبيرة ناعمه ورقيقه اش رايك نسويها لك بدال هذا اللي الجبس وزنه اثقل من وزنك .
طالعت في يدها الثقيلة قالت : ياليت والله اقدر افك هذا .. قرفني بالحر والعرق ومرة مضايقني .
شرب ابوها كاسة اللبن قال : خلاص اليوم مشاري يوديك تغيرينه ويحطون لك واحد اخف من هذا .
قالت امها باهتمام : اخاف نرجع من البداية ويضيع عمل الجبس هذا ..
رد مشاري بثقه : لا لا انا سألت عنه ماراح يضرها شي .. المهم ياسارة البسي بعد شوي بوديك لاتتأخرين عليّ مواعد لي رجال بطلع انا وياه لأبحر .
سحب ابوه الكرسي ووقف وهو يقول : الحمد لله .. مو فهد اللي بتطلع معاه .. ؟
قال مشاري : لا مو فهد .. فهد طلع لديرتهم اليوم .
: ليت في الرجال منه عشرة ..
سألت سارة بعفوية : فهد مين ..؟
رد مشاري : ولد عم شادن .. هذا اللي وداك المستشفى يوم الحادث .
شهقت بصوت خافت وحطت يدها على فمها ..
قالت : هذا ولد عم شادن ..؟
: ايوه ولد عمها .. ماقلت لك انا ..؟
: لا ماقلت .. حطت يدها على جبينها ومسدته قالت بصوت خجول : فشله.
وقف مشاري وساعدها على الوقوف وهو يقول : لا فشلة ولا شي .. لاتفكرين بالموقف وانسيه نهائي ..
زمت شفايفها وهي ترجع بذاكرتها للحادث وتحاول تنحيّ المصاب وتتخيل كيف كان شكلها بس ماقدرت تتذكر الا صورة الموت في الجثث والدم والسيارة ..
جاتها امها ومسكتها بدال مشاري ومشتها لحد ماوصلت الكنب قالت لامها بهمس : يمه مرة متفشلة .. ياليت اللي ساعدني مايعرف عنا شي ..
ردت امها باتزان : بسم الله علينا ياسارة .. ويعني شافك ..! كان بيدك هو .. ولاكنتي في حال شي ..! اسمعي كلام مشاري ولاتفكرين بالموقف كله .. ولاتصيرين حساسة كذا .
وصل عندها ابوها وجلس بجنبها وهو ينشف يدينه بمناديل قال : ترى هو اللي اسعفك وتبرع لك بدمه ولولا الله ثم هو ماندري وش صار لك . والمسألة انسانية محد فكر باللي تفكرين فيه .. لف يده على اكتافها وكمل بلهجة دلال : يعني بلاخجل وبلا حيا ويافشلتي ويافضحي .. ميل جسمها عليه وهو يقول : كل الناس تدري ان بنتي متربية احسن تربيه واولهم فهد اللي شالك واسعفك ..
ابتسمت لابوها اللي يحاول جاهد انه يغير مودها كل ماشاف ملامح الحزن على وجهها ويرسم الابتسامة لو مجرد طيف ..!


دخلت بسرعه وفي يدها كيس مليان العاب وعرايس ودباديب ..
قالت فوزية : خلاص جمعتيها ..؟
ردت شهد وهي تدور في الصاله : ايوه جمعتها بس رجعت الباربي وعباية فلة .
عقدت فوزية حواجبها قالت : وليه رجعتيها مو زعلانه وماتبين منه شي ..؟
قالت ببراءة : بس انا ابغى الباربي وابغى العباية حاجاته هذي ماابغاها خلاص .
ضحكت فوزية قالت : حريم .
سألتها ليلى بغرور : وش فيها بنتك كذا ماتشوف الناس شي حتى سلام مافكرت تسلم .
قالت فوزية لشهد : بنت ..! شهد ..! تعالي سلمي على خاله ام نايف وعمة ليلى .
شهقت شهد وهي تطالع في ام نايف قالت بحرج وخدودها محمرة : انتي زوجة خالي خالد اللي مات .. وام شادن زوجة عماد .
ضحكت ام نايف وهي تفتح لها يدينها قالت : ايوه .. تعالي ياقلبي سلمي ..
سلمت عليها وجلست في حضنها قالت فوزية : باقي عمة ليلى قومي سلمي عليها .
وقفت شهد وسلمت على ليلى بسرعه ورجعت لحضن ام نايف والثانية حاضنتها وتدلعها وتسمي عليها ..!
دخلت شادن وشافت الكيس اللي نزلته شهد قالت : لمين هذا ..؟
ردت شهد : هذي حاجات عماد رجعتها له لأني خلاص زاعلته .
قالت شادن وهي تفتش الكيس : اوف اوف اوف شهد تزعل من عماد .. لا لا لا مااصدق ....
قطعت كلامها وهي تحس قلبها تحرك من اليسار لليمين لمن شاف الصورة اللي تتوسط الألعاب والهدايا ..!
طالعت بامها وعمتها وليلى وهم ملتهين مع بعض ويسولفون
وسحبت الصورة منه بهدوء ودخلتها تحت بلوزتها وتنفست بعمق ورجعت الكيس في المجلس بمكانه ..!
وطلعت برا ..!
سمعت صوت عماد ينادي وفي يده صينية القهوة والشاهي قال : شادن خذي بالله جدديها ..
اخذتها منه قالت بابتسامه : انتبه ترى فيه ناس زعلانه منك .
لحقها للمطبخ وهو يعدل غترته البيضا ويثبت عقاله عليها قال : من اللي زعلان لايكون مرة احمد راعية الكبتشينو .
قالت شادن بضحكة وهي تطالع وراه : لا لا شوفها واقفه وراك ..
التفت على شهد وهي حاطة يدها اليمين على خصرها والثانية ماسكة بها الكيس ورافعه حواجبها معقودة وتشمق فيه بعيونها ..!
قال : افا افا افا .. شهودة تزعل مني ... هذا الكلام اللي مايصييييييير ابد .. تعالي سلمي عليّ .
ردت عليه بزعل : لأ ماني مسلمة خلاااااااص تزاعلنا ..
ضحك عماد وهو يثني ركبه ويجلس لمستواها قال : وش اللي مزعل حضرة شهد بنت عبدالعزيز ..
مدت عليه الكيس قالت : كل حاجاتك اللي جبتها لي خلاااااص ماعاد ابغى عشاني زعلانه .
فتح عماد الكيس وضحك قال : يالظالمة آخذة الهدايا الجديدة ومرجعة القديم واللي مليتي منه ..!
كانت شادن تضحك وشهد ترد الضحكه وترسم على وجهها علامات الزعل قال عماد : طيب وش اللي مزعلك مني .
: عشان انت ماتحب شادن وعشان نوف العله دايم تقزك وعشااان ماتنام مع شادن ...
حط يده على فمها وهو يسبحها ويدخلها للمطبخ ويشيلها على الطاولة قال بجديه : وش الكلام هذا ..؟
قالت شهد : العنود علمتني انك زعلان من شادن ..
طالعت شادن فيهم باستغراب قالت شهد : وعشان ماتحب شادن وهي احلى بنت في الديرة ..
التفت لشادن قال : العلوم هذي منين جابتها ..؟
هزت شادن اكتافها قالت باستغراب : ماادري عنها اول مرة اسمعه منها .
قال : وانتي تسمعين كلام العنود وتصدقينه .
: ايه هي اصلاً تقول خلي عماد يخطب نوف مثل ابو سليم عنده اربع حريم وعيال كثيريييين .
: وهي اللي قالت عماد ماينام مع شادن .
: لأ انا شفتك تنام في غرفتك وكل يوم تقول لشادن رتبي غرفتي تعبان ابي انام .
زم شفايفه قال : طيب وش اللي يرضيك عليّ الحين .
: اول شي تصالح شادن وتحبها كثيييير زي بابا وماما .. بعدين تنام عندها عشان هي مسكينة يتيمة ماعندها ابو وتنام لوحدها .
ضحك عماد قال : وبس هذي خالصين منها .. غيره .
: طيب ليش انت ماتحب شادن .
كانت شادن تطالع في شهد باستغراب وشرود وحضور وتشتت ..!
التفت لشادن وشافها واقفه تنتظر حسم الحوار بنتيجه قال : وش دراك اني مااحبها ..؟
: طيب احلف انك تحبها .
تحركت شادن من مكانها قالت : شهد عيب تتكلمين كذا تبغين تسوين زي البنات قليلات الأدب ...
سكتها عماد وهو يسحبها ويسلم على خدها قال : ها شفتي اني احبها .
تنفست شهد بعمق وهي تبتسم بانتصار قالت : خلاص الحين صالحتك .. صرت احبك ..
فتح لها يدينه وحضنها وهو يقول : عاد ان زعلت شهد من اللي بيرضى عليّ .. وجه نظراته لشادن الغاطسة في خجلها وبقعه حمراء اعتلت وجهها ورقبتها قال : القهوة ياشادن لاتتأخرين علينا بها .. شال شهد وكمل : الكلام هذا ان قلتيه لاحد ماعاد فيه شي اسمه هدايا والعاب .
قالت ببراءة : طيب بعدين اذا صار عندك ولد اسمه مشعل تجيب له العاب زيي ولا لا ..؟
نزلها قال : روحي روحي لامك خلاص انتي الحين كبيرة لاعاد اشوفك عند الرجال .
ردت : اصلاً انا بجلس عند خالتي ام نايف هي تحبني كثير .
: انتي من اللي مايحبك ..؟
شهقت وهي تشوف العنود قالت : عماد روح روح يمكن العنود جابت الجني حق نوف معاها بعدين يدخل فيك .
صد عماد عن الحرمه اللي دخلت ودخل للمجلس وهو يقهقه ويستغفر ويتحسب الله على ابليس شهد ..


******
في مجلس عماد اللي برا ..
جالسين حول النار ..
احمد وعماد وبندر بجاكيتات وخالد ولد ناصر لابس فروته وناصر في صدر المجلس بالبشت الاشقر المصنوع من الصوف ..!
قال ناصر : تدرون فهد ونايف رجعوا من عند اهل المرحوم ولا لا .؟
رد بندر : لا ماالظاهر انهم رجعوا ..
تكلم فواز مقاطع : الله يعينك يافهد .. كل مايروح لهم يرجع وهو شايل الحزن من جديد .
قال احمد : والله يوم سمعت ا لخبر اني شايل هم فهد اكثر من هم اهله .. الله يرحمك ياسعود ويغمد روحك الجنه .
حل الصمت فجأة مع صوت فهد اللي وصلهم وهو يدخل مع البوابه ويغني بعالي صوته وبلحن حزين وكأنه ينفث حزنه بطريقة معبرة ..

ليت المنايا وقفت عنك ياسعود ......... خلّتك لين أوريتني في ضريحي
أنت الصديق الصادق الود ياسعود ......... وانت الطبيب لقلبي اللي جريحي
انا أشهد أني عقب فرقاك مقرود ......... ماأنلام انا لو كان اصفّق واصيحي
والله لصيحك لين أجاورك ياسعود ......... الله يعجّل جنب قبرك مطيحي
الدمع غار وجفّت العين ياسعود ......... والقلب ينحب والجوارح تصيحي

دخل فهد بصحبة نايف اللي اصر انه يروح ويشوف اهل سعود ويتعرف عليهم ورجع والحزن يملا قلبه لموقف ام سعود من فهد اذا شافته ..
سلم وتوجه لآخر المجلس بعيد عنهم وتمدد على ظهره على الكنب ورفع رجله على التكاية ..
غطى وجهه بشماغه قال : لاتنادوني على عشاكم واذا نمت لحد يكلمني .
اشر بندر لنايف وش صار ..؟ ورد نايف بإشارة بعدين اقول لك ..
قال عماد لنايف : ابوخالد .. ادخل ياخي شوف اختك كل شوي وهي تقول نادوه لي .
وقف نايف قال : كنت بجيها قبل شوي قالوا لي فيه حريم .
وقف عماد مع نايف قال : خلني اناديها لك في المجلس اللي داخل ..
دخل عماد مع نايف لمجلس الرجال بداخل البيت ونادى بصوت عالي : ياولـــد .. ياشهد .. ياشااادن ..
وصلته شادن وهي تضحك والعنود تمشي وراها وتقول ابلا يعني خلاص اقول لامي انتس بتجينا ...
قطعت كلامها وهي تشوف عماد وتربط صورته بكلامه لها بعد ماشقق الرسالة وتراجعت قال : تعالي تعالي ..
رجعت له بحيا قال : وش اسمك انتي ..؟
دخلت العنود اصبعها في فمها وقعدت تعض عليه باحراج وخجل قالت شادن : هذي العنود الشاطرة .
قال عماد وهو يبتسم من حركتها : وش تبي منك ..؟
: تبغاني ازورهم ..!
: اهااااا .. تعالي تعالي نايف هنا .
دخلت شادن وسلمت على نايف بلهفه قالت : دب فينك ليا ساعتين ادور عليك .
قال نايف : والله جيت قالوا ان فيه حريم وانتي فوق .. وطلعت مع فهد ودوبني راجع ..
التفت للعنود وهي تطالع فيهم وكأنها شايفه حدث مهم وتسجله بالحرف والحركة ..!
ودارى وجهه عن العنود ورى شادن قال : اش هذا المخلوق اللي وراك .
ضحكت شادن قالت بهمس : حرام عليك اسكت هذي بنت الجيران .
قال عماد وعلى وجهه ابتسامه واسعه : تعالي يالعنود ..
قربت العنود منهم بحذر وخوف وخجل قال : من احسن مدرسة عندكم بالمدرسة .
ردت على طول وبدون تفكير : ابلا شادن .. اصلاً انا احبها وكل البنات يحبونها حتى صالحة بنت محمد جار خالك ناصر تحبها وتموت فيها .
لف عماد يده ورى شادن قال : ماشاء الله طلعتوا تحبون مرتي وانا ماادري ..
ردت العنود بسرعه وهي تهز راسها : ايه نحبها .
دنقت شادن براسها محرجه وخجلانه قال نايف اللي انتبه لحرج اخته وحب يلطف الجو : والله وطلع لك معجبين ياشدون خابر محد يرفع من معنوياتك الا سارة ..
رفعت راسها لنايف ووجهها تكتسحه حمرة خجل من طوق يد عماد عليها وتحس بحرارته تشع في جسدها ..
قال نايف : لااااااااااا طلع العرق ياابومشعل . اذا انت حريص على عمرك امسك الباب وانا وراك .
قال عماد بعفوية : وش عرْقه . .؟
: هذا عرق اللي في جبينها اذا طلع معناتها الأخت عصبت .. واذا عصبت انفد بجلدك .
ضحك عماد بهدوء والتفت لجبين شادن يدور العرق .. لكن قربه منها احرف نظره ناحية عيونها ونسى نفسه لثواني وهو يتأملها ..
في عيونها جاذبية لحظها من اول لمحة شاف فيها شادن ..!
تيار بحر جارف اقتنع فيها ليلة زواجهم الباكية ..!
سحر تأثيره بالغ وقوي المفعول ادركه وعرفه مع الأيام والوقت ..
انتبه انه قد غاص وغرق وانتهى امره وماعاد فيه امل يرسو على بر ..!
نسى العرق اللي يقوله نايف واكتفى بعيونها ..!
قال بصوت بارد : نايف عيون شادن تشبه عيونك ..؟ .. هز راسه وكأنه مو مقتنع بكلامه وكمل : فيه شوية شبه صح ..
رفع نايف حاجبه بابتسامه قال بغرور مصطنع : لابسم الله عليّ . . انا كلي ازين منها حتى اسألها يوم كنت اجيبها من الجامعه كيف البنات يلاحقوني ويحاولون يرقموني ويعاكسوني .
فتحت شادن فمها وضحكت قالت : كلها مرة وحده جبتني من الجامعه وازعجتني فيها .
طالعها عماد بجدية قال : اجل من كان يوديك ويجيبك .
قالت : مع سارة .
: وسارة من يوديها ..؟
: السواق حقهم ..
: اها ..! اشوا اشوا .. حسبتك تروحين مع مشاري ولا ابوه .
يعني غيرة ..!
ولا الحالة اليوم وفرحته باحمد مخربطته ومايدري وش يقول ..!
صدت عنه بصعوبه وهي تطالع في العنود وحمرة الخجل والاحراج تكتسح بشرتها وتبث الحرارة في اوصالها ..!
قالت بصوت خجول : عنود حبيبتي روحي العبي مع شهد ..
ردت العنود : طيب بس تكفين ابلا لاتعلمين نوف اني عزمتس عشان ماترسبني ..!
حاول نايف يكتم ضحكته بس ماقدر وانفجر ضاحك .. ورفع يده لهم يعني مع السلامه وطلع مع الباب وسط ذهول العنود منه وهي تجهل السبب ..!
حاول عماد يتماسك حتى مايحرج البنت وطالع بشادن وهي تبتسم وتهز راسها للعنود قالت : لاحبيبتي ماراح اقول لها ونوف ماتقدر ترسبك لأنك ممتازة .
: الا هي تقول ان عزمتيها ولا كلمتيها بقول لمدرساتس يرسبونتس .
صد عماد وهو يضحك مايبغى يحرج العنود ويدينه على اكتاف شادن المنحرجه وبنفس الوقت تتماسك لاتضحك من كلام العنود قالت : ياعمري المدرسات عندهم امانه محد يرسب البنت الممتازة واذا رسبوها يفصلونها من التدريس ويطردونها وربي يعاقبها .. فهمتي ؟
ضحكت العنود وهزت راسها قالت : ايه .
قال عماد وهو يطلع من جيبه عشرين ريال : خذي هذي عشانتس تحبين شادن .. اشتري شكولاته وشيبس مو تروحين تشترين آيسكريم فاهمه .
هزت راسها وهي تاخذ العشرين وتروح تجري لامها بفرح يشبه براءتها ..!
مسك عماد يد شادن ودلّك اطراف اناملها وأظافرها بنعومة وهو ي قول بهدوء : ترى بكرة بنروح لمزرعتنا الكبيرة في الطايف ونجلس هناك اسبوع عشان احمد .
قالت بصوت واطي وخجول : في الطايف ..؟
: على حدود الطايف .. ترك يدها وعدل شماغه قال : رتبي لي شنطتي قبل تنامين وحطي لي ملابس دافيه ترى البرد هناك يكسر العظم .
: حاضر .. زمت شفايفها قالت : اكثر من البرد هذا .
اعطاها ظهره وهو يقول : ايه اقوى .. بس تدفي زين .. وعلمي فوزية تراها بتروح معنا هي وزوجها .

: عماد .
التفت عليها قال : سمي ..!
: الجوال يشتغل في المزرعه .. آخذ جوالي معاي .
: ايه شغال .. من بتكلمين .
جات تمشي عنده وهي مركزة نظرها على وجهه قالت : ام وحده من صاحباتي كان عندها الخبيث في صدرها اكثر من سبع سنوات ..
اصغى لها باهتمام وهي تكمل : تخيل كذا مرة أجلت العملية والحين الحمد لله تعافت بدون عملية ماعاد عندها شي .
فتح عيونه قال : والله ؟.
: ايوه دوبها امي قالت لي .. عاد انا بكلم صاحبتي اتحمد لها على سلامة امها .
رد عليها : وشلون تعافت بدون عملية ..؟
عيونها على وجهه وهو يسألها باهتمام قالت بمحاولة انها تشد من ازره وتخليه يتفاءل : موية زمزم وعلاج طبيعي ورقية شرعيه .
: بسسس ..؟
: هذا كلام امي عن بنتها .
: ماشاء الله تبارك الله ..
طلع جواله الثريا من جيبه قال : خذي كلميها الحين لو تبين .
ابتسمت قالت : لا خلاص اذا بكرة فيه جوال ادق عليها منه اصلاً هي استحالة ترد على رقم غريب وانا الحين مشغولة .
: زين ... يالله انا طالع للمجلس ترى العشا على وصول جهزوا السفرة ..
طلع وهي تتبع آثاره وبقلبها يارب اول الخطوة بديتها بقوتك .. ساعدني على الباقي ولاتخذله ولاتخذلني ..


***

في مجلس الحريم ..
دخلت عليهم العنود تجري وجلست بجنب امها وهمست في اذنها : يمه يمه شوفي عماد عطاني عشرين ريال .
طالعت امها فيها بنظرة تهديد : وشو .. الله يفضح عدوتس فضحتينا في الرجال .
ردت العنود بصوت عالي : يايمه هو عطاني اياها .. انا ماقلت له ..
وصل حوارهم لام ناصر وام نايف وام نوف تقول : اجل ليش يعطيتس فلوس .
: دخلتها العنود في صدر امها وهي تقول : عماد يقول عشانتس تحبين شادن خذي الفلوس هذي واشتري بها شكولاته وشيبس .
هزت ام نوف راسها قالت : الله يجزاه خير ويرزقه .
استمعت ام ناصر للحوار بدقه ..
ماتدري تصدق كلام شهد ولاتصدق تصرفات شادن مع عماد وعدم اكتراثها وشكواها وكلامه للعنود ..!
محتاره وشكوكها ماريحتها ابد .. لكن الا مايبين المستور وتعرف المخفي ان الله اشاء واراد ..!
وفي زاوية المجلس ..
ليلى وفوزية ومنال وحنان منزويات في الزاوية ويسولفون بحماس ..
اخذت ليلى جوالها المزين باكسسوارات كثيرة .. وهي تسب الديرة والحياة في الديرة قالت : مدري وش اللي مفرحك فيها يافوزية .. ياربيييي جوالي ماله داعي هنا ..
خطفته حنان من يدها وهي تقول : ياااااااااقلبي ياهالصورة وراعيييييييها والله يوم شفته لولا حياي من ابوي كان اضمه على صدري .. بس استحيت من ابوي وسلمت عليه عادي ..
قالت فوزية : تراه من اول ماجا وهو يسأل عنك يقول بنتي وش اخبارها .
حطت حنان يدها على قلبها قالت : بنته واخته وامه وابوه واهله كلهم الله يخليه لي ويخليني له .
التفتت ليلى عليها وضربتها على راسها قالت : هييييي بنت انتي ترى هذا اللي تتكلمين عليه زوجي .
ردت منال بعد ماحطت في فمها قطعه الحلا اللي قدامها : وانتي ترى اللي تقولين عنه زوجتس ماجبتي سيرته بالطيب من اليوم غير .. وقلدتها .. احمد قاهرني ، يرفع ضغطي ، تفكيره سخيف ، افكاره رجعيه ومتخلفه ، مايحب التطور ، كابتني ، يكره شي اسم حرية ...
قاطعتها فوزية : بنت منال وش هالكلام .. ولو ليلى ضيفتنا عطوها لبكرة ولا بعد بكرة ثم استلموها على كيفكم ..
رمقتها ليلى بنظره قالت : لاوالله .. الحين يعني سويتي خير .
سندت فوزية بظهرها على التكاية قالت : الله يقطع ابليسك ياليلى عليك ثقل دم عمري ماشفته في احد . بس احلى شي فيك قلبك الطيب .
ردت ليلى بتأفف : وانا وش مضيعني الا طيبة قلبي .. المهم زوجة عماد وين راحت .. ياربي من برودها يرفع الضغط .. من يوم جيت وهي توزع ابتسامات وتشتغل . . ماتتعب هي ..؟
قالت منال باندفاع : لا عاد حدتس ياليلى تراني ساكته لي ساعه وانتي ماخليتي احد الا واعطيتيه نصيبه حتى امي وجدتي واخواني ماقصرتي عليهم .. بس شادن ترى مااسمح لتس .
شهقت حنان وهي تفتش جوال ليلى وردت عليها ليلى بشهقه مماثله وهي تقول : قليلة ادب من سمح لك تفتشين ...؟
رمته حنان عليها قالت : خسارة انتس زوجة عمي احمد ..!
تبادلوا منال وفوزية النظرات مو فاهمات شي .. قالت فوزية : وش فيه ..؟
سكتت ليلى وهي تقفل جوالها وتمتمت : انا الغلطانه اللي فتحته وخليته في يدها .


***
بعد مارجعت من المستشفى ..!
نزلت عكازها بجنبها وجلست بين امها ومشاري بخفة وهي تتأمل يدها ..!
قال مشاري : لو كنت ادري انك بتمشين بالعكاز بسهولة كان سويناه لك من زمان .
ردت وهي شبه مرتاحه : اوووه الحمد لله احسني خفيفه .. مو زي اول .
قالت امها : ياربي لك الحمد ... خلاص من اليوم ورايح مافيه ساعدوني وشيلوني .
ضحكت سارة وهي تمد يدها على مشاري قالت : ممكن توقع راح توقيعك الاول .
طلع مشاري قلمه من جيبه وكتب : الحمد لله على السلامه ياسو...
سحبت يهدها بخفه وهي تقول : وجع وجع وجع ... الشرهه مو عليك عليّ انا اللي اعطيك يدي توقع عليها .
قهقه مشاري باستهبال قال : خلاص خلاص هاتي كنت ابغى اكتب ياسوسو بس انتي ماخذة فكرة شينه عني .
صرت عينها قالت بشك : سوسو ولا سويرة ها ..
: ههههههههههههههههههههههههههه لاوالله كنت ناوي اكتب سوسو .. مو شادن تقولك سوسو .
تحولت ابتسامتها على طاري شادن لتكشيرة .. وتنهدت وقالت : ياعمري ياشادن .. مشتهية اجلس معاها واعرف اخبارها .
قالت امها : مصيرها تجي ان شاء الله وتتقابلون وتجلسون مع بعض اكثر . يالله قوموا للعشا .
قالت لامها ومشاري : اسمعوا .. تراني بكرة بروح لدار الايتام .. وابغى انزل السوق اشتري هدايا وألعاب للأيتام .
حاول مشاري يعترض بس قاطعته امه وهي تقول : الله يعينك على فعل الخير .. خلاص تراني خويتك في المشوار .
هزت سارة راسها لامها بامتنان لموافقتها قالت : الله يكتب اللي فيه الخير ..!


***

فتحت عيونها بكسل على صوته وهو جالس بجنبها على السرير ويناديها ..
: شاادن .. يالله اصحي الساعه سبعه ماصليتي ولالبستي وكل الناس سبقتنا وراحت وانتي نايمه .. شادن قومي وش هالنوم اليوم .
قالت بكسل وصوت نايم : طيب دقايق واصحى .. اذا بتروح روح وانا اجي مع امي ونايف .
رجعت ودست نفسها في اللحاف وشدته عليها وراحت في نوم عميق ..
ابتسم على شكلها قال : قومي يابنت الحلال مابقى غيري انا وياك ... شادن .. هزها ونادها من جديد : شادن اصحي ولا تراني صبيت على راسك كاس المويه هذا .
قامت جلست ورجعت شعرها ورى قالت : تعبانه والله مافيني اصحى الحين .
رد عماد بصوت حاني وهو يتأمل عيونها المغمضة وشعرها الفوضوي بنعومه وبيجامتها البيضا الأنيقه ..
البارحه اشتغلت شغل عشر حريم لوحدها ..
مااشتكت ولا تذمرت ولانامت الا بعد ماناموا كلهم وبعد مارتبت شنطته وشنطة جدتها ..
مد يده ورجع خصلة نازلة على جبينها بدلع لورى اذنها وفتحت عيونها بكسل قال : ارجعي نامي متى ماشبعتي نوم نمشي .
ماصدقت كلامه ورجعت رمت نفسها على السرير وهي تقول : بس عشر دقايق واصحى .
سحب المخدة الثانية اللي المفترض انها تكون له وتكى عليها وهي يطالعها ..!
وانتبه للورقه البيضا مكان المخده ..
يعرف وش هالورقه من شكلها بس يجهل تخص من ..!
سحبها وقلبها يشوف لمن هالصورة ..
صورته ..؟؟
رجعها بسرعه وهو يجزم ان فوزية اعطتها الصورة هذي لأنها هي اللي صورته ..!
حط يدينه على وجهه ورجع يطالع فيها وهي تغط بنومها ..!
يحبها وتحبه ..!
واثق من حبها له ..!
عيونها وكلامها وتصرفاتها كلها تثبت حبها له ..!
تمدد بجنبها بدون شعور ولا احساس وغمض عيونه وهو يحاول مايقرب منها حتى مايزعج نومها ..!
لف يده على عيونه وسرح مابين الخيال والواقع .. ولحظات حالمه ولحظات مريرة وبائسة .. غفت عينه بجنب شادن لأول مرة بدون أي مقاومه وبمنتهى الاستسلام ..!



{[ لا إله إلا الله وحدة لا شريك له له الملكـ وله الحمد وهو على كل شيء قدير ]}49 08-06-2008, 08:43 PM
..» ????????? «..
©؛°¨غرامي ذهبي¨°؛©


--------------------------------------------------------------------------------

***

وصل احمد وامه وزوجته والشغاله للمزرعه الكبيرة وامه تذكر الله وتهلل وتبارك ..
اشجارها كبرت وحيواناتها كثرت .!
قالت وهي تشوف النياق في آخرها : احمد ياوليدي ودنا عند عطايا الرحمن خلني اشوفها ..!
لف احمد بسيارته للركن المخصص للنياق حقت ام ناصر وعيالها وعماد من ضمنهم
.. قال : ماشاء الله تبارك الله .. كثرانه مهب على خبري .
ردت ام ناصر ووجهها يتهلل اعجاب وفرح ووناسة : ايه زادها عماد فوق خمسين قبل سنه .
تكلمت ليلى بقرف : اوف اوف من الريحه .. ودوني للبيت بعدين ارجعوا تفرجوا على كيفكم .
رد احمد بقلة صبر : ليلى بتسكتين ولا لا ..
قالت ام ناصر بمودة : ودها ياوليدي للبيت خلها ترتاح وانا نزلني عند النياق .
رد احمد بحزم : لا ارجعها ولا شي حالها حالنا تنزل وتتفرج ولاتقعد في السيارة تنتظرنا .. طالع في المرايه قال : هذا ناصر واهله وصلوا ..
قالت ليلى : احمد وشلون انزل وناصر وعياله بيجون هنا ..؟
تنهد احمد بتعب قال : الله يعين عليتس .. خليني انزلتس وارجع بامي .
لف ورجع للبيت وشاف فهد يفتح باب البيت ويدخل الاغراض والشنط وبندر وخالد يساعدونه والبنات واقفات وراه ..
قال احمد بصوت عالي : خلوا حنان تنزل معي ..
رد فهد عليه : خلها تدخل نايف بيجي الحين ويتمشى في المزرعه مانبيها تحرجه ولايشوفها .
التفت احمد على ليلى قال : انزلي وادخلي مع الباب اللي ورى الحين ارسل حنان تفتح لك .
نزلت ليلى من المقعد الخلفي وهي تتأفف ..
صاحية من صلاة الفجر والبارحه مانامت زي الناس من تغيير المكان والبرد ..!
وياليت بعد كل هالمعاناة تجني وناسة ولا راحة ..
نزل احمد وطالع عيونها الباينه وحواجبها الخفيفه ولثمتها الفتنة .. فقرب منها وسحب طرحتها لحد ماغطت وجهها كله قال : اعتقد انتس اقتنعتي ان فيه احد غيرتس مايلبس هالفستان واللثمة .. شوفي لبس فوزية وشادن وتعلمي .
سكت ماردت عليه لأنها في قرارة نفسها اقتنعت بأن لبسها منبوذ بينهم ..!
دخل احمد من باب الرجال وشاف حنان ومنال قال : حنونة روحي افتحي الباب الصغير لليلى .
طالعت حنان في منال قالت بهمس : منال روحي افتحي لها مالي خلق اتصبح بوجهها .
همست منال : عاد انا لي خلق ..؟
: تكفين روحي عني اخاف اخاف اشخبط على وجهها بأظافري .
قال فهد وهو ياخذ سكينة حادة من المطبخ : هييييييي وحده منكم تروح تنظف قسم الرجال والثانية تفتح لحرمة عمي وتجي تنظف المطبخ عن الغبار .
ردت منال بسرعه : انا ماشية لقسم الرجال .. رفعت حواجبها وجركتها بإغاضة لحنان وكملت : وانتي ياحنونه روحي افتحي الباب وارجعي نظفي المطبخ .. باااااي .
ضربت حنان برجلها على الأرض قالت بقلة حيلة تقلدها : بااااااي .. خافي ربك هذي مو كلمة مسلمين .
هز احمد راسه وهو يقول : هذولا موب عاجباتني لكن شغلكم شوي عندي ..
رجع لامه في السيارة وراحوا يلفون المزرعه ..!


***

فتحت عيونها على الساعه 10 .. ومدت يدها اليمين على الكمدينو اخذت الساعه الصغيرة وشافتها وقامت جلست على طول ..
نايم بجنبها بثوبه وجاكيته الجلد الأسود الطويل .. وشراباته ..
ولاف الشال الصوف الممزوجه الوانه بين الاسود والرمادي على جبينه ومصدر صوت شخير خفيف لأن راسه مايل على طرف المخدة ووضعه مايساعده انه يتنفس بارتياح ..!
شعورين لخبطتها وماقدرت تتبع احد فيهم بسرعه ..!
الخجل كونه اول مرة ينام بجنبها ..
وشعور الخوف اللي سيطر عليها خشية انه يكون تعبان ويحس بشي ..!
نادته بهمس بعد تردد : عماد .. عمااااد .
وما رد عليها الا شخيره المنتظم ..
لمست يده بطرف اصبعها قالت : عماد ..
فتح عيونه بصعوبه قالت : عماد فيك شي ..؟ تحس بشي ..؟
مسك يدها بعد مااستوعب مكانه وواقعه وسحبها على صدره ..
استرخت بهواده ودقات قلبها تزيد وتعلا وتتخربط وتتسابق ..
قال بهمس : كم الساعه يالنوامه ..؟
ابتسمت وقالت بذات الهمس : 10 ونص .
ورجعت للسؤال اللي اقلقها : عماد تحس بشي ..؟
غمض عيونه وهنا جزم انها ياكاشفته ياشاكه فيه ..
قال باعلان للاستسلام في لحظة شبه حرجة : اليوم مافيني الا العافية ..
تنهد من العمق وكمل : تبينا نمشي ولا جازت لك النومه .
رفعت نفسها عن صدره قالت : لا خلنا نمشي ..! من متى وانت نايم هنا ...؟
جلس على السرير ومس ظهره ويدينه وهو يتثاوب قال : الساعه سبعه حاولت اصحيك لقيتك تبين النوم وحطيت راسي بجنبك .
ابتسمت له بخجل قالت : مانمت الا بعد ماصليت الفجر .. بس خلاص انزل وانا ببدل ملابسي والحقك .
رجع وتمدد على السرير قال : بنتظرك هنا بس عجلي ..!
اخذت ملابسها ودخلت الحمام بدلت في وقت قياسي وطلعت ..
بنطلون جينز كحلي وبلوزة بيضا بكم طويل وعليها بلوفر قطني لنص الفخذ بحزام وزراير من الأمام ..!
جمعت شعرها بشباصه والتفتت عليه وهو يناديها : شادن .. انتبهي لايشوفونك خوالي بالبنطلون ..
هزت راسها قالت : ماخذه حذري ماعليك .. اخذت عبايتها في يدها قالت : يالله ننزل ..؟
: عطيني الشنطة ..
: ترى رتبت لك شنطتك .. شفتها ..؟
رد عليها وهو خارج : ايه شفتها الله يجزاك خير .. يالله الحقيني .


***

ماكانت تتخيل ان الصخب والازعاج ارتياح نفسي ويبث الهدوء للنفس ويطمنها ..
كل انسان بداخله مشاعر واحاسيس وطاقات هائلة من الحنان
احياناً يستغلها ويصبها في المكان المناسب
واحياناً يشذ بها لطريق خاطيء
واحياناً يكبتها وتموت بداخله ويدفنها
وغيره يحتاج منها لو لمسة حانية
كلمة رقيقه
عبارة تخفف من وطأة الحزن والألم والفقد
..
كانت سارة جالسة مع امها في دار الأيتام
المكان اللي ياما وياما ارتادته فاطمه وعلمتها طريقه
وحكت لها عن الاحساس فيه والشعور بقرب البراءة ..!
اليوم بس حست باحساس فاطمه ..
كانت دموعها تنزل مدراراً وهي تحاول تداريها عن الصغار اللي ينطون لها بين كل دمعه ودمعه : سارة رجلك تعورك .. يدك تعورك .. تبكين عشان يدك ورجلك مكسورة ..
وكان ردها عليهم : لا ماابكي بس عيوني تعبانه عشاني مانمت بدري وقعدت اتفرج على التلفزيون ..
ضحكت فاطمة _ الطفلة المسماة على زميلتها صاحبة الأيادي البيضاء على الدار _ وحطت يدها على فمها قالت بذكاء وسرعة بديهه : سارة سارة يعني انتي تشوفين توم وجيري زيي انا وسمر ..
ردت والعبرة تخنقها : ايوه اشوفها واشوف عدنان ولينا ..
نط احمد ابن السابعه يتماً قال : تشوفين ابطال النينجا ..؟
هزت راسها بأيوه و : ايوه اشوفها واحبها بس اذا عندي واجب ولا حفظ اطفي التلفزيون واذاكر عشان اصير ممتازة ..
قالت ام مشاري وهي تطالع في ساعتها والوقت بدا يداهمها رغم انهم قضوا ثلاث ساعات ماحسوا فيها : يالله اسكتوا عشان سارة توزع عليكم الهدايا ..
تحول الصخب في ثواني لهدوء وسكون وكل طفل مكتف يدينه حول صدره ويحاول يلفت نظرها بهدوءه وأدبه حتى ينال اولى الهدايا ..
وزعت الهدايا كلها ورجع الصخب اكثر والازعاج لج بالمكان وبث الفرح فيه ونشوة السعادة بنيل اغلى مايتمناه الطفل ويحبه ..!
طالعت سارة في زهرة الطفلة الغير شرعيه ..
لقيطة وجدت بجوار برميل زباله ( والجميع بكرامه )
عمرها فوق السبع سنوات لكن لغتها ركيكة لأسباب نفسية بحته ..
قالت سارة بألم : زهرة حبيبتي ليه مو فرحانه زي اصحابك .
وقفت زهرة وكيس هديتها في يدها قالت بتأتأة : د د دزاكِ الله ك ك كيل ( جزاكِ الله خير ) .. انا ابقى ماما فاطمة تزيب لي هدية عسان هي تحبني . ( انا ابغى ماما فاطمه تجيب لي هدية .... )
حضنتها سارة بقوة وربتت على كتفها قالت والدموع فاضت وأغرقت صدرها : ياعمري هذي ارسلتها عليك ماما فاطمة ..
رفعت نفسها من عليها وطالعتها بنظرات جامده قالت : ك ك ك كليها ت ت تزيبها هيَّ . ( خليها تجيبها هي )
: هي الحين تعبانه شوية ماتقدر تيجي عندكم بس قالت ياسارة خذي هذي الهدية اديها زهرة وخليها تلعب فيها وتفرح وتنبسط مع اصحابها .
وقف عبدالله طفل الثمان سنوات وحده ويتم قال بلهجة حجازية بحته : انا كمان ماابغى هدي الهدية .. انا ماآخد هدايا من احد الا من ماما فاطمه .
ابتسمت له سارة من بين دموعها قالت : عبدالله حبيبي هذي من ماما فاطمه هي قالت لي انك تحب تصيد السمك واشترت لك السنارة والسمكات وكمان الكورة . وشووووف مسدس الموية اللي انت تطلبه كل مرة ..
نزلت دموعه وحط يده على عيونه قال : بس انا ابغاها تيجي بنفسها .. هيَّا وعدتني ماتتأخر علي ودحين ليها سنه ماجات .. ابغى اقولها حاجة مهمه .
انسحب بسرعه من المكان وراح يجري ودخل الغرفه وقفل بقوة ..
والكورة والسمكات وسنارتها ومسدس الموية والواح الشكولاته كلها على الأرض ..
وكأنه يقول ماما فاطمه اهم من هذا كله ..
غيابها شهرين كأنه سنه عنه ..!
ماقدرت سارة تلحقه ..
هي اضعف من هالمواقف
مابقى عندها مساحة لاضافة حزن جديد ..
ممتلئة بالحزن والوجع حد الطفح والفيضان ..!
قالت زهرة بملامح جامده وخالية من اي تعابير وهي تتأمل وجه سارة الباكي : اااانتي ت ت تبكين عس عس عسااان ( عشاان ) تبغي ماما فاطمه تدمك ( تضمك ) وتزيب ( تجيب ) لك دانينو وعصير منجا .
انتفضت سارة وحاولت تتكلم ببقايا قوة انتهكها الحزن اليوم على ارض الدار : لا ياعمري ماابكي .. بس اذا انتي تحبين ماما فاطمة خذي الهدية والعبي فيها زي فاطمة وسلوى ورهف .. شوفي .. !
خرجت العروسة المصنوعه من القطن والقماش وكملت : مرررة حلوة تشبهك .. خذي نيميها في حضنك .. غني لها دوها يادوها .
تأملتها زهرة ببرود ومدت يدها واخذتها قالت : ك ك كلي ماما تيزي بسرررررعه قو قو قو قولي زهرة تبغاك زي عبدالله .
هزت سارة راسها ورجعت لامها اللي تمسح دموعها وهي تسمع الحوارات الصغيرة بأصواتها وعقليات اصحابها وكبيرة بمعانيها وإنسانيتها ..
نفسها ترتمي في حضن امها حتى تلمها من الشتات والحزن والألم والذكريات بس تراجعت خشية انها تؤلم الأطفال وهم يفتقدون للحضن والأم وهم يطالعونها ..
قالت لامها : يمه يالله خلينا نمشي .
قالت امها : ادعي لصاحبتك يمكن هالوقت ساعة استجابة ..
وجهت سارة بيدينها للسماء وابتهلت للي يراقبهم باللي في قلبها
لفاطمه وزميلاتها ونفسها ..!


***
في السيارة ..
قال عماد لشادن اللي تحس بالبرد يتغلغل لعظمها ..
: ليه ماجبتي لك شي ثقيل ..؟
: ماكنت عارفه ان البرد عندكم كذا ..!
: ايه متعوده على جو جده في عز الشتا حر ..
: يازين جو جده هالأيام .. طالعت في جوالها قالت : اوووه الحمد لله الشبكه فُل ..
: بتكلمين خويتك ..؟
: لابخليها اذا وصلنا بس نفسي ادق على سارة آخذ اخبارها ..
قال عماد : اشووووا انك ذكرتيني .. وش رايك في سارة ..؟
التفتت عليه وسحبت غطا عيونها لورا قالت : من أي ناحية ..؟
: زوجة لشخص يهمك ..؟
قالت بابتسامه : اذا قصدك على نايف تراها اكبر منه ونايف يعتبرها اخته وهي كمان تعتبره اخوها .
: لا لا مو نايف ..
عقدت حواجبها قالت : غير نايف ويهمني .. لايكون بتزوجها احد من عماني ..؟
ابتسم قال بمحاولة لاستفزازها : لا بتزوجها انا .. ابو مشاري رجال وينشري واخوها والنعم وامها يقولون فيها خير وراعية دين .
تدري انه يمزح ويحاول يستفزها ..!
قالت ببرود : بس سارة ماراح توافق عليك ..!
اتستعت ابتسامته قال : افاااا ليه ماتوافق ولا عشان انتي صديقتها ماتبي تاخذ زوجك .
: لا مو عشان كذا ..! بس هي تدري اني ماراح اتنازل عن حقوقي لأي مخلوق في الدنيا حتى لو لها هي اعز الناس .
انطفت الابتسامه بالتدريج من ملامحه قال بجديه : الموضوع اللي تقصدينه لازم نتكلم فيه بجديه بس مو الحين ..
طالعت في الطريق بجنبها قالت : لا الحين ولا بعدين ياعماد .. اذا اشتكيت لك ساعتها يحق لك تكلمني فيه .. انا راضيه بعيشتي كذا الا اذا انت ....
قاطعها : اتركينا من هالموضوع الحين .. قولي لي بنت ابو مشاري تصلح نخطبها لفهد ولد خالي ناصر .
فتحت عيونها مو مصدقه قالت : لااااا عماد عن جد تتكلم . ..؟
: والله اكلمك جد .. خالي من امس وهو كل شوي يسألني من اللي خطبتها لفهد وانا اقول بعدين اعلمك ... والصراحة ابو مشاري ونعم الرجال .. وبنته اذا هي صديقتك اكيد انها تناسبه .. التفت عليها وكمل : ولا وش رايك ..؟
: سارة مافيه منها .. بس اخاف ماتوافق .. خاصة ان لها تجربة قبل ..
: البركة فيك انتي .. اقنعيها ..!
: لا ياعماد .. انا مااعرف فهد ومااقدر اقنع سارة في احد مااعرفه ومن باب انه قريبي . خاصة ان سارة نفسيتها تعبانه بعد الحادث ووفاة زميلاتها وطلاقها ..
: فهد انا اضمنه لك .. رجال وينحط على اليمنى ... سكت شوي وكمل : تصدقين محد يناسب فهد غيرها ويمكن هي مايناسبها غير فهد .. ظروفهم متشابهه ويمكن يعينون بعض على الحزن ..
وصل عماد المزرعه المسورة بسور عالي وفتح له العامل السوداني وهو يرحب فيه .. ودخل بسيارته ..
شهقت شادن من منظر المزرعه وشكلها ..
الشتا قاسي على اشجارها الكبيرة رغم انها لازالت تحتفظ بلونها الأخضر ورونقها الا انها ذابله من البرودة القارسة في منطقة جبلية ومرتفعه عن سطح البحر كالطايف ..!
قالت شادن وهي تطالع في زاوية المزرعه بعيد عن الأشجار وفي اتجاه النياق الكثيرة : يممممممه تخوف ..
طالعها عماد وهو يبتسم : العصر اطلعي انتي والبنات وتفرجوا عليها كلها بس لاتبعدون تراها كبيرة فوق 2 كيلو .
قالت وهي تناظر المكان وتتفحصه : مرة متحمسه اتمشى فيها ...
قال عماد : ادخلي من هنا .. وانا برجع للعيال ...
مسكها بيدها قال : سالفة خطبة فهد لاتقولينها لاحد لين اكلم فهد وخالي .
: حاضر ..
نزلت وتوجهت للباب اللي أشر عليه عماد ودخلت البيت الكبير اللي يتوسط المزرعه ..!


***

في البيت الشعبي المهتريء ..!
نورة وامها وابوها والعنود في الصالة قدام الدفاية اللي تشتعل بالغاز ..!
قالت نورة وهي تقرب يدينها من شعلة الدفاية : يبه الله يرضى عليك اصبروا عليها اقل شي لين تتقبل الموضوع .
رد ابوها وهو يشرب فنجال القهوة دفعه وحده : مهيب متقبلته لين تروح لبيت رجلها وتعرفه زين .
كانت العنود مشغولة بكاسة الحليب اللي اضافت لها سكر وشربتها كلها وتحاول توصل بقايا السكر اللزجة في قاع البيالة لفمها بتروي وانتظار ..
قالت نورة : العنود وش هالحركات .. قومي هاتي لتس ملعقه وطلعي السكر جبتي لي المرض بحركتس هذي ..!
رد ابوها : خفي على اختس يانورة تراها صغيرة وجاهلة وانا ابوتس .
قالت العنود والكاسة على فمها : نورة اشوا من بنتك المجنونة اليوم بغت تذبحني يوم قلت ان عماد عطاني عشرين ريال .
قال ابوها : عنود وانا ابوتس نوف ماتبيتس تاخذين فلوس من احد ليا بغيتي فلوس روحي لها وهي تعطيتس .
ردت العنود : مهب قصدها يايبه .. هي عشانها تحسب عماد يبي يخطب...
صرخت نورة بصوت عالي تسكتها : عنود وترااااااااب .. اتركي البياله وطسي اغسلي وجهتس وارمي في الزباله على طريقتس .
قالت امها بحده : بنت انا ماقلت اخفضي صوتس لايسمعتس احد برا .. فضحتوني بخلق ربي كل من مر من عند بيتنا الا ويسمع اصواتكم ..!
ردت نورة والشرر يتطاير من عيونها خوف ان العنود تفضح اختها قدام ابوها ثم يهون مسفر معه ..
: يبه ترى العنود ماتحترم نوف وقليلة ادب ... ونوف هالايام ماتستحمل شي .
قال ابوها وهو يعدل جلسته ويلتفت على العنود : والله ان سمعت انتس ماتحترمين خواتس اني لاوديتس مسفر .
طيرت العنود عيونها وهبدت على صدرها بيدها قالت : والله ثم والله لاحترمهن بس لاتوديني مسفر المجنون .
: ها اعقلي واسمعي كلام خواتس .
هزت راسها ونورة تتنفس الصعداء بارتياح لأنها انقذت الموقف في آخر لحظة من لسان العنود ..




***

تحت شجرة الطلح اللي نبتت عشوائياً في وسط المزرعه الكبيرة وأصرت ام ناصر انها ماتجتث من جذورها .. لأنها مثل ماتقول " غارسها ربي في ارضنا "
كان فهد واقف ومعلق الذبيحه في احد اغصانها العريضه ويسلخ بعصبيه ووجه مكفهر وغاضب ..
قال لعماد بطفش : ايه وش عليك جايني شبعان نوم وماشي على كيف كيفك محد صبحك قبل اذان الفجر وكرفك في الذبح والدم ..
نزل عماد نظارته السودا وتنحى عن الدم لايلمس ملابسه : وش فيها الاخلاق اليوم قافله عسى ماشر ..؟
: وراها ماتقفل وعجوزك تمشينا على كيفها ..! حلفت الا تذبح الذبيحه في البيت والسوداني مايلمسها ولايسلخها مدري شاكة انه مهب مسلم ولا مهب معجبها ولا مدري وش سالفتها ..
: اعوذ بالله منك انا كم مرة قلت لك لاتقول عجوز استح على وجهك ياخي ولا تتكلم عن جدتك بالكلام هذا .
: توكل على الله بس خلني انجز شغلي .
لبس عماد نظارته قال : اخوانك وينهم عنك مايخدمونك اذا انت تعبان .
: بندر جاني قبل شوي وارسلته يجيب لنا اغراض ناقصتنا .. وخالد التيس مافيه فايده غير مناقر خواته .. وخالك الخبل ذا منتهي ماخلا مكان في المزرعه ماراح له وهو يسحب ذي العجوز معه يقال لهم مشتاقين لبعض ثم آخرتها راح يقابلها وترك ابوي وعمي في المجلس وهم متعنين وجايين عشانه .
ضحك عماد منه وهز راسه بيأس وهو يقول : لا
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:36 am


فصلٌ سادس عشر
~~ صرخة شعور ~~

في قسم الرجال ..
حزة العصرية ...
اجواء الطايف في فصل الشتاء ..
غيم وبرد ..
وبرده صقيع ..
واقف على باب المجلس اللي يطل على المزرعه مباشرة ولابس دقلة ثقيلة ( الدقلة جاكيت طويل لأسفل الثوب وأقمشته متعدده اما ثقيله او خفيفه ) ومتلثم بشماغه ..! ومدخل يده في جيبه .. بين كل فترة وفترة يضم على المنديل اللي لفه بعناية وحرص عليه ..!
وطلع يمشي في المزرعه بيختلي بنفسه وبالمنديل واللي فيه ..
ماعتاد على الأجواء الباردة لأن جده شتاها ربيع وباقي فصولها حرارة ورطوبة ..!
من الظهر ماقدر يتكلم ولايركز وتفكيره منشغل بشي واحد ..
طلع المنديل وفتحه بحذر بعد ماحس بالأمان ان ماحوله عيون تشوفه ..
وتأمل اللي بداخله دقايق كادت تطول لولا صوت عمه اللي قصرها وهو يناديه ..
قال : نايف وانا عمك تعال ارقد مع العيال .. تراهم بيسهرون ويقعدون يشوون ويلعبون للصبح بس الصلاة ياوليدي لاتفوتك .. ترى الصلاة على المؤمنين كتاباً موقوتاً لابد نصليها على وقتها ..
اعاد نايف المنديل بسرعه لجيبه وهو مرتبك وكأنه جاني ومرتكب له منكر وخايف احد يكتشفه قال : هلا عمي .. ها .. مافيني نوم .. بجلس معك .. الا عمي فواز نام ..؟
رد ناصر وهو يمشي وفي يده عصا ورامي نظره لآخر المزرعه الكبيرة ويتشوف للنياق اللي طلعت تاكل من العلف المنثور قدام شبكها ..
قال : ايه رقد ومابقي غير انت .. وحتى عماد واحمد يمديهم رقدوا عند امي بس روح وانا عمك وارقد مع العيال .
: ماني نايم ومخليك لوحدك .. بجلس معك .
: لايابوي ماعليك مني انا رجال ارقد بعد صلاة العشا واقوم مع صلاة الفجر .. وانتم شباب وسعوا صدوركم واسهروا واستانسوا المهم لاتلتهون عن صلاتكم وانا عمك ..
حاول نايف يعترض بأنه مافيه نوم وان وده يجلس معه بس ناصر حسم الموضوع بـ : والله لتدخل وترقد مع العيال ولاتهتم لي .. انا بروح اشوف النياق والحلال واعود اقعد مع عجوزي داخل البيت .
لبى نايف حلفان عمه ودخل للمجلس والثاني توجه للنياق اللي شوفها بالنسبه له يشرح الصدر ويسره ..!


***

دخل غرفة جدته القريبة من غرفته ..
احمد منسدح ومسند راسه على التكاية ومغطي وجهه بشماغه وشكله نايم ..
وام ناصر متمدده في فراشها وتسبح وتذكر الله بصوت واطي والتعب ماخذ منها مأخذ ..
شافت عماد يدخل قبل لاتغفى عينها قالت بصوت مرتخي من تأثير النوم اللي بدت بوادره تتسلل لجفونها وتكسل جسمها : هلا ياوليدي ادخل وتسان ( كان ) ودك تاخذ لك غفوة انسدح عند احمد ...
رد عليها : لا ماعندي نوم .. كلكم صاحين بدري الا انا ومرتي .
قالت ام ناصر بصوت اوضح : ياوليدي مرتك مافكت يدها من يوم جات يمديها رقدت من زود التعب وانت اخذ لك غطة مع الخلق اللي رقدت .
جلس بجنب جدته والتفت على احمد قال : ماعندي نوم هالوقت بس هذا ورى مايروح لاخوانه يومه مقابلتس من يوم جا .. حتى الغدا بالقوة جا يتغدى عندنا .
تنهدت ام ناصر بحب واطمئنان قالت : الله لايحر قلبي عليه .. خله يقعد عندي اشبع منه ويشبع مني .
ضحك عماد بصوت واطي قال : اجل هذا يشبع .. الله يعافيه بس لو يسمع كلامي ويتزوج يوم الدكاترة يقولون ماعنده مشاكل ويجيه عيال يشغلونه عنتس كان ابرك له .
هزت ام ناصر راسها باستسلام قالت : والله ماخليت عنه شي ... خص انه مهوب مرتاح مع مرته ويقول ان مايمر يوم الا وهو متهاوشٍ معها .
: هههههههههههههههه راعية الكبتشينو هذي ....
قطع كلامه على صوت فوزية وهي تنادي شادن بلهفه وفز بسرعه ..
..
كانت فوزية تدق الباب وتنادي : شادن افتحي يابنت الحلال .. انتي من عقلك تصدقين هالمهبولة .. شااادن والله هذاني احلف لك انها تكذب وماعندها سالفه، شااااادن افتحي خليني افهمك ، شاااااااادن ، شاااادن .. اسمعيني بس .. انا اعرف ليلى واعرف عماد .. ليلى نذله وعماد مستحيل يغلط على احد مو عليك انتي زوجته وبنت خاله ....
وقف ورى فوزية قال بصوته الثقيل والحاد والآمر : فوزية .. ! وش فيه ..؟
رمقته فوزية بنظرة عتب قالت : ماادري عنها اسألها وتقول لك ..
انسحبت فوزية من المكان بحضوره
ورجعت لليلى الجالسة بكل غرور وبرود ولؤم وهي تتصفح جوالها وترسل منه مسجات وتستقبل والابتسامه على شفاهها كل ماوردت لجوالها رساله ..!
قالت فوزية بعصبيه وانفعال وحواجبها معقوده : انتي ماتخافين ربك ، ماتستحين على وجهك ، صدق انك قليلة ادب كيف تتبلين على الرجال وتقولين عنه هالكلام .
عضت على شفتها السفلى بمحاوله منها انها تخفي ابتسامتها اللي صنعتها الرسالة اللي وصلتها ..
قالت : وانا وش قلت ..؟ ماقلت الا اللي سمعته ..!
: كذابه وستين كذابه ..
قالت منال اللي دخلت بعد فوزية : عمتي وش فيه ..؟
غمضت فوزية عيونها وفتحتها قالت : مافيه شي ..! الا اختك وينها ماشفتها من بعد الغدا .
: حنان نايمه مع امي وخالتي ام نايف وحليمه ... عمتي بالله تقولين لي وش فيه ... وشادن ليه رمت كاسة العصير من يدها وراحت تجري ..
طالعت فوزية في ليلى قالت : شادن سمعت العله هذي وهي تتكلم عليها هي وعماد .
وقفت ليلى قالت : حدك عاد يافوزية تراك تلطشين بالكلام من يوم جيت انا ماقلت الا الصدق .
طالعت منال فيها بنص عين قالت : حقتس وماجاتس نصه .. لاتحسبين حنان ماقالت لي عن جوالتس وخرابيطتس الوسخه .
رفعت ليلى راسها قالت : اصحي ياماما الناس طلعت من الحفر اللي انتم عايشين فيها ووصلت القمر وانتي واختك قلبتوا الدنيا على راسي عشان شي تافه .
التفت فوزية على منال قالت : وش شايفه حنان ..؟
انفتح شعر منال الطويل بحركة سريعه ماقدرت تسيطر عليه بسرعه قالت بتأفف وملل من شعرها وليلى : خليها هي تقول لتس ياعمتي انا انزه لساني عن وسخ حرمة اخوتس .
عضت فوزية على شفتها السفلى قالت : الله يفشلتس هذا ومالتس الا يومين قلبتي الدنيا ..
قالت منال بهمس : عمتي روحي لعماد يناديتس .
طلعت فوزية من غير ماتتكلم وشافته على باب البيت قالت : مافتَحَت ..؟
قال عماد وهو يعدل فروته على جسمه ويلف شاله الصوف على راسه : البسي لتس شي ثقيل واطلعي معي برا علميني وش صار لها ..!
كررت فوزية سؤالها باهتمام : هي مافتحت لك ..؟
: لا .
قالت فوزية وهي تحاول تهرب من عماد ومواجهته اذا سألها عن شادن : ماعليه عماد مااقدر اطلع فصولي تعبان وبيصحى وماعنده احد ..
: زين .. وش اللي صاير ..؟ قبل شوي وش زينها ورايحة من عندي تجيب عبايتها كنا بنطلع انا وياها ..؟
: اذا طلعت اسألها وتكفى لاتدخلني بينكم خذ من راسها لراسك .
هز راسه بحيرة واعطاها ظهره طالع برا البيت وهو يتمتم : يصير خير ان شاء الله .
وده يروح يشوفها ويلمس جروحها
ورغبته بالهروب تحفزه انه يركب سيارته ويمشي لجده ويلتهي بشغله وشركته وارقامه وحساباته ..
بس وجود احمد وتجمع اهله في المزرعه يعيقه عن البعد ..
وسبب ثاني واضح ويحاول يبعده ويتجاهله..
هو انها صارت في حياته شيء اساسي صعب يستغني عنه ..
توجه لخاله في آخر المزرعه وهو يلف الشال على وجهه عن الهواء البارد اللي يلسعه فيه ..!


***

دخلت عليها امها بزبدية صغيرة فيها خبز بر مقطع لقطع صغيرة ومفروك باللبن والسمن ..كوجبة مشبعه ومريحة لمعدتها اللي آخر عهد لها بالأكل قبل يومين وكان حبة شابورة مع كاسة حليب ماكملتها ..
جلست ام نوف بجنب نوف بعد صلت المغرب وتمددت على فراشها
قالت الام بلهجة حانية : يمه نوف .. قومي يابنيتي اكلي لتس لقمةٍ(ن) حارة ..
وصلت الريحة الشهية لأنفها وحست ان معدتها تحثها على الأقتراب والأكل ..
بس العدائية الغريبة تجاه رغباتها وقفت بينها وبين الأكل وريحته ..
قالت بعناد وعصبيه : ماابيه ولاتغصبيني على شي مانيب ماكله .
ردت امها بتعب : يانوف اكلي ترى عنادتس مهوب نافعتس واللي صار صار وابوتس يقول ان ماتحسنت حالتها تراني خليتها تعرس في العيد .
حطت يدها على صدرها ونبضات قلبها تزيد وهي تتخيل حمود وتتذكر شكله ..
قالت : والله ما آخذه لو اذبح عمري انا علمتكم وانتوا غصبتوني عليه . .. وترى ذنبي في رقبة ابوي .
نزلت دموعها سيل وسيرة الزواج تتراءى قدامها واقع ..
" ماابيه .. ماابيه .. ياربي اخذني قبل آخذه .."
سحبت بطانيتها واندست فيها وغاصت بمخاوفها وهلعها وتخيلاتها المؤرقة ..
قامت امها وهي تردد "لاحول ولاقوة الا بالله " بيأس وخوف وقلق ورجا وترجي ..
وطلعت لزوجها تبي تشكي له حال بنتهم بكرهم واول فرحتهم لعل وعسى انه يتحرك ويشوف لبنته صرفه وحل وعلاج . .
قابلتها نورة وهي طالعه من عند نوف قالت : ها يمه وشلونها مااكلت ..؟
هزت امها راسها بيأس وقلة حيلة قالت : لاوالله عيت .. ادخلي ادخلي شوفي وجهها اصفر ولا يتهيّا لي .
قالت نورة بمرار : شفته يمه اصفر وعيونها تروع .. ان مااكلت خلي ابوي يوديها لمستشفى قبل لاتموت عندنا من الجفاف و الجوع ..
هبدت امها على صدرها وتعدتها بخطوات واسعه لابوها ..
كان جالس يتقهوى والعنود تسولف عليه وهو يسمع لها باصغاء ..
: يبه انت ليش موب مثل عماد يوم بيته وش كبببببببببره وفيه العاب وفيه درج وكله قزاز المرايا وش كثرها والطاولات في كل مكان والمطبخ مثل اللي نشوفه في التلفزيون .
: يابنيتي عماد رجالٍ درس وتوظف ورزقه ربي وعنده فلوس مهب مثلي ...
قاطعته ببراءه : حتى انت عندك فلوس .. انا شايفةٍ(ن) في صندوقك الحديد مية ريال وخمسينين ..
كانت تحرك اصابعها بحماس وكأنها وصلت لأعلى الارقام وهي تقول مية ..
ضحك ابوها منها قال : وانتي وش خلاتس تفتشين صندوقي ......
قاطعته ام نوف وهي تحث خطاها لجلسته في زاوية الصالة الدافيه واللي تحيد عن الباب والهواء البارد ..
قالت : ابو نوف ترى بنتك اهلكت عمرها بعمرها .. لها ثلاث ايام مادخل بطنها الزاد .. الدبرة وش وانا اشوفها تهلك قدام عيني .
نزل لافي فنجاله وتنهد بصوت عالي وذكر الله : لا اله الا الله .. هي وراها تسوي فينا هالسواة .
: نورة تقول لازم نوديها مستشفى ولا تراها تبي تموت من الجوع والجفاف .
عدل جلسته قال : دواها مهب عند الدكاترة .. دواها عند مسفر ولا خليت حمود ياخذها الاسبوع الجاي ويعالجها بمعرفته .
انطلقت العنود تجري مثل البرق بدون ماينتبه لها احد ودخلت على نوف المتغطية ببطانيتها ونورة عندها تحاول تبثها شيء من التفاؤل بالنصايح والتذكير ..
قالت العنود بلهفة .. : نورة نورة .. ابوي يقول بودي نوف لمسفر ولا خليت حمود ياخذها الاسبوع الجاي .
صفقت بيدينها وسط ذهول نورة وكملت : ياويلي مااشتريت لي فستان لعرس نوف .. مايمدينا ... بس باخذ من عند شهد فستانها الكبير الابيض اللي فيه ورده كبيرة على صدره .. هي تقول وسيع عليّ وماابيه .....
رفعت نوف بطانيتها قالت بصوت ضعيف : نورة طلعيها ولا تراني ذبحتها ثم ذبحت عمري بعدها .
قالت نورة : اطلعي يالعنود ولا ترى ابوي بيوديتس لمسفر ..!
طلعت العنود بنفس سرعتها اللي دخلت بها وقامت نوف وجلست ..
نظرها شارد وعيونها زايغه وهي منهكه وتعبانه قالت بهمس : كل شي يهون مع مسفر يانورة ..
قطعت كلامها والدموع تنزل من عيونها قالت نورة : ماتبين مسفر ..؟ هاقومي واجلسي مع امي وابوي اللي قطعتي قلوبهم عليتس .. واكلي وخافي ربتس تراتس تذبحين نفستس وهذا مايجوز .
هزت راسها بلا قالت : اذا طلقني العله هذا اقوم واسوي اللي يبونه .
ردت نورة بحده : واذا طلقتس ..؟ وش بتسوين من بيتقدم لتس اصلاً ولا تبين تقعدين عاله على امي وابوي طول عمرتس وتحيلين بيننا وبين الزواج .
تاهت نظراتها في الغرفة ..
محد فاهمها ..
انا خلاص ماابغى شي اسمه زواج
حتى عماد لو تقدم لي ماراح اوافق عليه
طابت النفس منه
وعفته يوم عيا يخلي فهد ياخذني ودف حمود عليّ عشان يفتك هو ولد خاله منيّ ..!
مايبيني حتى لولد خاله .. آآآآه .
وقفت وهي تحس بدوخه والأرض تحوم بها والغرفه تظلم في وجهها ..
قالت نورة وهي تشوفها تاخذ عبايتها وطرحتها : بسم الله الرحمن الرحيم .. وين بتروحين ..؟
همست ببرود : بروح اتوضأ واطلع امشي في الحوش .
: تمشين بعبايتس ..؟
: بردانه وماابي اللحاف ومااقدر البس شي ثقيل .
هزت نورة اكتافها بشك وهي تراقبها الين اختفت من امامها ..
عدت من عند امها وابوها اللي لازال محور حديثهم زواجها هو بت فيه وانتهى امره وهي تحاول فيه يتريث وينتظر لين تتعافى وتظهر من حالتها ...!
لمحتها العنود ووقفت وراحت تمشي وراها على اطراف اصابعها اللي اعتادت الأرض وآلفتها ..
طلعت نوف مع الباب وصكته بقوة من دون ماتشوف العنود او تنتبه لها ..
ورجعت العنود تجري لنورة قالت : نورة نوف وين راحت ..؟
فتحت نورة كتاب لاتحزن لعايض القرني اللي استعارته من وحده من زميلاتها .. قالت : للحمام وتبي تتمشى في الحوش .
: لاااااا نوف طلعت برا .
سكرت نورة الكتاب بقوة وفتحت عيونها قالت : قولي والله ..
حطت العنود اصبعها على حلقها بالعرض قالت : الله يقص رقبتي كان كذبت .
فزت نورة وراحت تتأكد مالقت لها اثر لابالحمام ولا بالحوش .. وراحت لابوها تجري قالت : يبه نوف طلعت برا ..
عدت من عندهم واخذت عبايتها ولفت طرحتها على راسها وانطلقت تجري بالشبشب حقت البيت .. وامها وابوها وراها ..
قال ابوها بصوت عالي : اصبري يانورة يمكن انها عند بيت عمتس .
اشرت نورة بيدها وهي تقول : يبه نوف تعبانه بالمرة .. بلحقها واشوف وين راحت .
الوقت بعد المغرب ..
والليل بدا يخيم ..
والنور شبه معدوم في طرقات القرية الا من ضوء القمر والنجوم ..
لمحت الحرمة من بعيد وهي تمشي بسرعه ومتوجهه للمزرعه حقت ابوها وعمها .. واللي تبعد عنهم حوالي نصف كيلو متر وماتفصل بينهم الا مسافه خالية من المباني ..
رجعت لابوها اللي يمشي وراها قالت : يبه راحت للوادي ..
رد لافي الرجل الكبير في السن والوحيد بلا ولد يسنده ويعزه قال بقلة حيلة : الحقيها وانا ابوتس .. رديها مالها روحة هالحزة ...
صرخت امها وهي تحط يدها على راسها قالت : ياويلي ويلاه على بنتي ... البير البير ياابو نوف .. الحق بنتك تراها ماتفك الموت من فمها لها كم يوم .
فتح فمه بين الشيب اللي يكسو شنبه ولحيته قال : انا مااشوف زين هالحزة روحوا علموا غازي وولده يجوني ..
قالت نورة لابوها : لايبه لاتعلم احد بس عطني مفتاح سيارتك .
عطاها المفتاح وهو يقول : اجل روحي يالعنود علمي حمود يلحقنا ولا يعلم احد اخاف انها طاحت في البير ومانقدر نظهرها ..
ركب بجنب نورة اللي تعلمت السواقه من زمن لأن ابوها احتاج وقفتها معه اكثر من مرة ..
اذا ضاعت الغنم ..!
اذا بغى موية من مكان بعيد وماله قدرة على السواقه ..!
واذا احد احتاج شي من قرية بعيد في الليل خلاها تسوق وهو بجنبها لين يوصلون للمكان اللي يبيه ..
شغلتها وبسرعة البرق داست على بنزين الونيت وتحركت ووجهتها للمزرعه ..
تشوفت لنوف ماعادت تشوفها ..
قالت بصوت عالي ..: نوووووووووووف ..


..

وعلى باب بيتهم
كان واقف ويدخن بشراهه .
يفكر بحياته وشلون يبداها مع نوف وهو يدري انها رافضته وماتبيه ..
ياترى ليه كارهته وهو اللي يحبها من صغره ويودها من بين بنات خواله وخالاته ..
بنى احلامه معاها وعليها ولأجلها ..!
التفت للعنود وهي تجري بسرعة اعتادها وتعود عليها ..
ورجع سحب نفس عميق من سيجارته اللي ماعرفها الا بعد رفض نوف له للمرة الأولى ..
اخيراً وصلته وهي ترتجف وعيونها متجمد فيها الدمع ورافض ينزل ..
قال بخوف على العنود وشكلها المرعوب : عنود علامتس وش جايبتس هالوقت .. عمي فيه شي ..
قالت وهي تلهث : ابوي يقول الحق على نوف طاحت في البير .
رمى زقارته من يده وفز من مكانه قال بعدم استيعاب : وش تقولين ..؟
ارتجفت العنود وشبكت يدينها في بعض قال بارتباك : طاحت ، طاحت ، طاحت .. تبي تطيح .. راحت للوادي وامي تقول ودها تموت .
راح بخطوات واسعه اختصرها للنصف وركب سيارته وشاف العنود تتعثر بخطوتها والخوف بدا يشلها ..!
قال : تعالي لاتخافين اركبي معي .
ركبت معه وانطلق باتجاه المزرعه ..
يايلحق يامايلحق ...!



***
جلس مع خاله ناصر بعد المغرب والكل نايم ..!
قام ناصر وهو يردد : جيل الله يهديه بس .. لاصلاة ومقام ولا حياة مع الناس ..
ابتسم عماد وهو يصب له حليب نياق في كوب كبير قال : هذا وانت اللي مقومهم ينامون عشان يسهرون .
رد ناصر بعصبيه : قومتهم يكسرون عنهم ويرقدون ساعة ساعتين موب النهار كله ويتركون طاعة ربهم .
اخذ كاسة فيها مويه وصب في يده منها قليل رشه على بندر اللي تحرك على طول وجلس وهو يقول : قمت قمت ترانا بردانين وانت زدتنا بالماء البارد اللي يخليك لي .
تكلم ناصر بعصبيه وزعل : قوموا صلوا خافوا ربكم .. لاعصر ولا مغرب .
جلس نايف وهو مغمض وحاط يده على حلقه قال : عمي لاترش الموية عليّ الظاهر اني محموم وحلقي ملتهب .
تغيرت لهجة ناصر لحنية واضحه قال : والله ..؟ هاقوم وانا عمك صلّ العصر والمغرب وانا برسل خالد يجيب لك ليمون وبندول من عند الحريم .
وقف نايف بلبسه الفنيله البيضا والبنطلون الابيض العادي قال عماد الملتحف بفروته : نايف ارجع خذ لحاف ترى الجو بارد عليك .
رجع نايف واخذ جاكيته وشماغه وطلع للحمام اللي يبعد عن المجالس بمسافه قصيرة ..!
واستمر ناصر في محاولته بتصحية فهد وبندر واحمد ..
قال لبندر اللي رجع ينام : بندر تبي تقوم ولا صبيت الما على راسك ..
وقف بندر بسرعه وطلع بدون لحاف ورجع جلس قال : نايف في الحمام ... والبرد برا يقطع القلب .. خلني انسدح لين يجي .
رجع ناصر وجلس قال : والله ماتنسدح .. اجلس لين ولد عمك يطلع ثم روح ادخل بعده ..
جلس بندر على التكاية وسحب بطانيته غطى بها ظهره وغمض عيونه بقهر وسند براسه على الجدار وراه ..
قال ناصر : لا ترقد وانت قاعد .. قوّم اخوك وعمك ..
مد بندر يده على بطانية فهد وسحبها بقوة عنه وفز فهد جلس قال بصوت عالي وعصبي : صاحي انت ولا مجنون انا ماقلت الف مرى لحد يرفع اللحاف عني وانا نايم .
رد بندر بمزاج سيء : ابوي ابلشني يقول قومه .
: ابوي ماسحب لحافي تجي تسحبه انت .. اقسم بالله لوعدتها يابندر لتشوف شي مايسرك .
تكلم ناصر بصوت عالي : انتم ماتخافون ربكم .. قوموا صلوا .. المغرب راح وقته وانتم مجيفين عندي من كثر النوم ..
قام احمد وجلس قال : الله يخليك لي ياابو فهد انت ماتغير هالعادة ابد .. ترى النايم مرفوع عنه القلم .
: مرفوع عنه القلم اذا صار ماعنده احد يقومه لكن ذنبكم في رقبتي ان ماقومتكم .
كان جالس معهم بجسده وتفكيره بعيد ..
عندها وبين افكارها وهواجيسها تايه ومايدري وين يرسي ..
تذكر كلامها " ماني مستعده اتهاوش مع وحد من البنات اذا شفتها "
معقول زعلت لأني شفت ليلى الظهر ..
عز الله بتزعل كل يوم اجل
ليلى من يوم اخذت احمد وانا اشوف وجهها كل يوم ..!
ارتسم على وجهه طيف ابتسامه ساخرة ..
" هالخبلة لاتكون تغار من ليلى وهي ازين منها بمليون مرة "
مسك جواله ودق على فوزية ووقف طلع برا عن هواش ناصر لفهد واحمد ..
ردت عليه فوزية وقالت على طول : هلا ياعماد ماطلعت ومارضت تفتح .. خلها متى ماطلعت تكلمها .
: انا ابي اعرف وش صار لها بالضبط .
: ماادري عنها اذا شفتها اسألها وحلوا مشاكلكم بينكم .
: اهااااااا يعني انا في الموضوع .
: بصراحه انت اصل الموضوع ..
التفتت فوزية على ليلى المشغولة بجوالها ورسايلها قالت : مرة خالك ماقصرت نشرت الغسيل ..
عقد حواجبه قال : وشووو ..؟ وش تقولين انتي ..؟ أي مرة خال فيهم .
: ماادري عنك اللي انت تعطيه اخبارك واسرارك اول بأول .
عض على شفته قال : زين زين .. يالله مع السلامه .
قفل جواله ودخل لخاله اللي لازال يهاوش فهد ويجاهده للقومة من النوم ..
قرب عماد من فهد ولكزه برجله قال : استح على وجهك وقوم اذا منت خايف من ربي قوم عشان ابوك اللي رفعت سكره وضغطه .. فهد ..
رفع صوته اكثر : فههههههههد .. يالله قوم فز .
زفر فهد وقام جلس ومسد وجهه قال : الحين انتم وش تبون مني صلاتي وبيني وبين ربي وش اللي حاشركم .
رد عماد بتوتر وعصبيه : اقول قوم بس وخاف ربك عليك فرضين ماصليتها والعشا على وشك .. قوم هذا نايف وبندر قاموا .
قرب من احمد المنسدح ومتكي على ذراعه قال : احمد مهوب خبري فيك تأخر صلاتك وش اللي غيرك ...؟
انسدح احمد على ظهره قال بتعب وهم وضح في لهجته : محد يبقى على حاله ياابو مشعل .
شده عماد بيده بقوة جلس احمد على اثرها قال : اعوذ بالله بغيت تقطع يدي .
: فز قوم صل وتعال اجلس ابي سولف معي .. تراك من يوم جيت وانت مقابل جدتي محد شافك .
شد احمد شعره قال : امي وينها صدق .. تدري وشلونها .
قال فهد بسخرية : علمه علمه عن امه ماغير يداريها وتداريه من يوم جا .
رد ناصر بلهجة حادة : انت ماعند كبير ولاتحشم احد ..
وقف فهد ورمى اللحاف عنه وراح للحمام بعد ماشاف بندر يدخل متوضي بدون مايرد ولاينتظر بقية كلام ابوه ..!
قال ناصر لعماد : عماد وانا خالك ورى وجهك اليوم مهوب معجبني .
رفع عماد حاجبه وأطلق آهه قصيرة قال : قلة نوم ياخال .
: ورى مارقدت مثل اللي رقدوا للعشا يوم دينك ازين من دينهم وتهتم بصلاتك اكثر منهم .
: بصلي العشا وانام ان شاء الله . .
رجع التفت لاحمد قال بهمس : اللي هامك وشو ..؟
جلس احمد وثنى ركبه ولف يدينه حولها قال بملل : هامني حظي ونصيبي ياعماد ..
زفر عماد : كلن فيه خيره بس قوم واحمد ربك على النعمه . بس والله ياحرمتك تبي من يسنعها بالعقال .
قال احمد بملل : عندك اياها تراني ماقصرت استخدمت كل الاساليب ومامن جدوى .
وقف وحط فروة فهد على اكتافه وطلع وهو يقول : بروح اشوف امي واصلي عندها وان شفتها تبي الجية عندكم جبتها .
طلع احمد وعماد جالس بمكانه يتبعه بنظراته ويتأمل حال احمد اللي زاد تذمره من زوجته ..



***

وصل بالسيارة بسرعه ووقفها قدام المزرعه الصغيرة بمسافه قصيرة ..
ونزل منها بدون مايطفي محركها ..
انطلق يجري بلا اتجاه . .
كل مافيه ينطق بنوف ..
وصوته دوى بداخله لكنه عجز يطلع ..
كانت عيونه تحوف المكان وتاكل ارض المزرعه اللي مافيها الا عدد قليل من النخل وحشائش قصيرة تغطي الأرض ..
وصل للبير المسورة بشبك حديد من اجل لايطيح فيها انسان او حيوان يمر بالمكان ..
سمع نورة تجري بين النخل والمكان قد اظلم والنور معدوم ..!
اول ماوقعت عينها على حمود وهو متجمد قدام سور البير غطت وجهها بطرف طرحتها قالت : مااعتقد انها وصلت البير . سبَرْتها ( طليت عليها ) قبل شوي مافيها شي .
تجاوز البير من الجهه الثانية وشاف السواد المتكوم تحت النخله القريبة من البير وقرب منه واخذ نفس عميق لمن ادرك انها حرمه بعبايتها
قال باحباط وخيبة ممزوجة بفرحة نجاتها : روحي علمي عمي لقيتها .
وصلت نورة للمكان اللي يطالعه حمود وهي تلهث وتبكي ..
اول ماشافتها صرخت عليها : ليييش يانووووف ليش تسوين في امي وابوي كذا .... حرام عليتس خافي ربي .. ضمتها على صدرها بقوة والثانية ترتجف بذهول ..
قال حمود : وخري يانورة خليها عندي ..
ردت نورة وهي تحاول ماتحتك بحمود اللي ماشافها ولا كلمها من سنين طويلة : لا ياحمود لو سمحت خلها عندي وناد ابوي .
تكلم بلهجة آمرة : نوف حرمتي يانورة .. روحي علمي امتس وابوتس انها بخير وانا بجيبها .
وقفت نورة منفذه ومستحيه من ولد عمها لاتراده بالكلام بس يد نوف اللي قبضت على طرف عبايتها بكل قوتها وقفتها بمكانها ..
جلست نورة مثنية ركبها قالت بهمس في اذنها ماقدر حمود يسمع منه شي : هذا حمود ولد عمتس بغى يموت عليتس .. دوري اللي يبيتس ولاتدورين اللي تبينه . قومي يانوف وتعوذي من ابليس .
همست نوف بخوف وهي تضم على معصم نورة بقوة : لاتروحين عني خليتس معي . انا اخاف ربي ومااقدر اذبح نفسي .. بس ماابي الحياة يانورة ..
قال حمود باستسلام : انا بروح اعلم اهلتس انها بخير هاتيها معتس بسرعه ولاتراني رجعت وجبتها غصبٍ عليها .
رجع بخطوات واسعه وسريعه وراح لابوها اللي تسمرت رجوله بمكان واحد وانتقل نظره من بقعه لبقعه وهو يتخيل زولها وهيئتها وصوتها في كل مكان تطيح عينه عليه ..
قال حمود : ابشرك ياعمي لقيناها تقول انها جاية تمشى وتغير جو .
ارتجفت شفايف الشايب فرح وقهر وحسرة قال : حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل .. هجدتنا الله يهجد عدوها .
ربت حمود على كتف عمه يطمنه قال : امش ياعمي معي اختها بتجيبها معها ..
هز لافي راسه قال : خلنا نبشر امها يمديها انفجعت المسكينه .
وصلت نورة وهي تسند نوف قال لافي : اقلعيها للسيارة الله يفرج لي منها عجل يوم ماخلتني اذوق النوم لي شهر واليوم بغت تذبحني انا وامها . حسبي الله عليها من بنت .
ركب حمود سيارته وهو ساكت ومنزل نظره للأرض وركب عمه معه ..
ونورة اخذت اختها وامها والعنود ووصلتهم للبيت ..
نزلت نوف بمساندة نورة وامها وراها تشهق وتبكي بمرار وتهمس لها : امشي فضحتيني الله يفضح عدوتس .
التفتت للعنود القابعه في السيارة بهلع وأسنانها تصك في بعض من سيرة فقد نوف ولا رمي نفسها في البير ..
قالت امها بلهفه : العنود علامتس يمه .
كان صدرها يلعو ويهبط وشفايفها مبيضة ووجهها باهت قالت برجفه : يم يم يمممه نووووف بغت تموت في الب البييير .
ضمتها امها وهي تتحسب الله وتدعي ان الله يحمي بنتها ..! قالت : نوف مافيها شي شوفيها بخير ياقلبي ..
هزت العنود راسها وهي بخوفها ودخلت مع امها اللي شالتها وهي ضامتها على صدرها ..!
دخل لافي بيته واستوقفه حمود بـ : عمي ..!
وقف لافي بوجه يكسوه السواد قال : سم وانا عمك ..!
: سم الله عدوك .. ابيك تسمح لي آخذ حرمتي الاسبوع هذا .
رفع لافي راسه قال : ياولدي هي ماتبيك وانا غصبتها ...
قاطعه حمود : طلبتك ياعمي لاتردني وان شاء الله انك ماانت بندمان .
هز لافي راسه قال بإذعان واستسلام : تعال بعد اسبوع واخذها خلها تجهز وانا عمك .
دخل حمود يده في جيبه يدور دخان وتذكر عمه ورجع طلعها قال : بكرة الظهر المهر عندك ان شاء الله ... انتبهوا لها ياعمي ولاتخلونها لحالها .. ويالله اسلم عليك .
سكت لافي واكتفى بمراقبته وهو يركب سيارته ويحركها بسرعه متوجه للطريق اللي يودي لخارج القريه كلها ..

--------------------------------------------------------------------------------





عدى عليها اليوم وهي في غرفتها ..!
نامت بعد العشا وماصحت الا على اذان الفجر ..
صلت فرضها وجلست على سجادتها والبيت هادي مافيه الا صوت جدتها وهي تسبح وتهلل وتذكر الله ..
استرجعت السالفه اللي سمعتها من ليلى ..
وحست بتشويش ذهني اعجزتها عن تحديد الطريقه اللي المفروض تتبعها ..
ليه هو اللي يقهرها وهي اللي تدور رضاه ..!
ليه هي اللي تتنازل وهو مايقدِّر ..!
ليه كل ماقالت فرجت ترجع تتسكر بوجهها
معقول ان النصيب هو اللي يفرض عليها اللي يصير
معقول ان حياتها مع عماد ماراح تستمر والعراقيل اللي تواجهها انذار بعدم الاستمرار ..
ومعقول ان عماد فعلاً مايبيها بحياته وانه كارهها ولايبي قربها ..
عقدت حواجبها ومسدت جبينها بتوتر ..
طيب تصرفاته غير
حتى امس كان مرة غير ..
زفرت بـ : ياااارب .
وقامت طبقت شرشف صلاتها وسجادتها ورفعتها في الدولاب الخشب الصغير اللي يتوسط الغرفه ..
اخذت جوالها وفتحته وحصلت رساله من نايف .. ( اذا صحيتي دقي عليّ ضروري )
شهقت وهي تتخيل الكلام وصل نايف ..
ونايف مايتحمل عليها كلمة او اهانه ..
تخيلت عماد وموقفه قدامهم ..
بسرعه استبعدت الموقف اللي كرهته قالت بصوت سمعته : لاياربي ... لاياربي .. تكفى ياربي استر علينا ولاتفضحنا ولاتجيب المشاكل بين اهلي .
طلعت لجدتها وهي تضم على جوالها وشافت احمد طالع من عندها ..
حست بمغص في بطنها وهي تتذكر كلام ليلى وتتخيل صورتها قدام عمها .. وش يقول عنها ..
قال احمد والابتسامه على محياه : يااااهلااااا والله .. حيا الله بنت اخوي النوامه .. وش سالفتتس انتي وزوجتس نايمين من بدري كأنكم دجاج .
ضحكت شادن مجامله قالت : عاد انا نايمه من العصر .. صليتوا في المسجد ولا لسه .
وبنفس ابتسامته قال : ماعندنا مسجد قريب بس صلينا انا والعيال جماعه .. على فكرة عماد تراه تعبان روحي شوفيه .
ارتعبت من الكلمه قالت : تعبان اش فيه ..؟
قبل لايرد احمد وصلهم صوت ام ناصر من داخل غرفتها تقول : احمد ياوليدي لاتروعها ..
نفضت راسها تبي تفهم وتستوعب قال احمد : مافيه شي بس القولون شكله تهيج عليه ..
ردت بلهفة : هو وين الحين ..؟
قالت ام ناصر : شاااادن تعالي ياامي ..
دخلت عند جدتها قالت : جدتي عماد اش فيه ..؟
: مافيه غير العافية تو احمد جا من عنده يقول طيب .. ماغير قيلونه متهيج عليه وليله كله وهو يستفرغ .
بلعت ريقها بصعوبه متناسية الكلام اللي سمعته من ليلى ..
تفكيرها محصور فيه ،
وقلبها خايف عليه ،
ومشاعرها منصبه ناحيته ..
قالت : هو صاحي الحين ؟
رد احمد اللي رجع ووقف على الباب قال : مافيه شي يابنت الحلال يقول انه نسى علاجه وامس غداه كان دَسِم .
عضت على شفتها قالت : اجل بدق عليه الحين .
ردت ام ناصر : سوي له فطور وارسليه عليه تراه ماتعشى البارح معهم .
هزت راسها ورجعت دخلت المطبخ على نية انها تدق عليه وغايتها تتطمن على صحته ..!

***

متمدد في فراشه الوثير ومغمض عيونه ..
ينتظر متى يجي الصبح حتى يروح يشتري علاجه اللي مايقدر يرسل احد يجيبه ..
سمع جواله يدق ورفعه يطالع من المتصل .
فتح عيونه وهو يشوف الشادن يتصل بك ..
حط الوضع صامت وعلى شفاهه ابتسامة تعجب ..!
"اكيد قال لها احمد اني تعبان وانشغلت بي ..
ياقلب هالبنت "
وقف تفكيره عنها وصوت جواله يدق مرة ثانية ..
ويعيد نفس الحركه ويحطه صامت ..
اهتمامها فيه يثيره ..!
يسبب له حالة انسجام غريبة ..!
يحس باحتواء عمره ماحسه ولاشعر فيه قبل يعرفها ..!
فيها جاذبيه تحسسه بانتماؤه لها غصب ..!
فتح الخط وهو يشوف اتصالها الثالث بإلحاح ...
قال بهدوء : الو ..
ردت بلهفه وزعل وحرج : هلا عماد .. كيفك الحين .. قالوا لي انك تعبان .
تنهد وهو يمسد شعره بيده اليسار ويده اليمين ماسكه جواله على اذنه قال : بخير .. انتي اللي وشلونك يالزعلانه .
عقدت حواجبها رافضة ذكرى امس وسبب زعلها قالت : انا مو مهم .. المهم انت قول لي كيفك الحين .. ؟
التفت على نايف وفهد وهم يتململون مافيهم نوم قال بصوت خافت : شادن تقدرين تطلعين برا ابيك شوي ..؟
ردت ببرود واحباط : بسوي لك فطور وارسله عليك .. مااقدر اخرج من العيال .. بس اذا تبغى شي قوله لي ارسله لك مع الشغاله .
: افااااا وين اللي تغار امس اشوف اليوم ماهمك وبترسلين الشغاله عندي .. ترى محد صاحي غيري .
امتلت عيونها دموع ..
وهي تتذكر خيبتها الكبيرة ..
هي اللي دايماً تلمح له وتبين غيرتها وطلع مايستاهلها ..
قالت بصوت مخنوق ولهجة السخرية واضحة بكلامها : ليه اغار وانا واثقه فيك ..!
حس بكلامها موجوع وقام عدل جلسته قال فهد وهو يرفع يده عن وجهه : ياخي ودك تغازلها لاتغازلها عندنا العزوبية ترى مايجوز .. قوم دور لك مكان فاضي ولا قابل عجوزك وغازل مرتك قدامها كود انها ترضى عليك تراها قبل يومين تشكيك لابوي تقول انك مهملها وماعليك منها ..
ابتسم عماد من فهد قال : الله يصلحك بس ..هذاني احاول فيك على بنت ابومشاري وانت معند ماتبيها ..
سمع شادن تقول بصوت عالي عكس لهجتها السابقه : ياسلام .. وخير ان شاء الله ليه يرفض سارة ..؟
رد عماد وعلى وجهه ابتسامه وهو يطالع في فهد : مايبيها يقول مطلقه ..؟
: واذا مطلقه ..؟ بعدين هو عرف ليه مطلقه عشان يرفضها ولا بس اسم انها مطلقه خلاص مايبيها ..؟
ضحك عماد قال : هههههههههههه والله ياانتي شاطه عشان خويتك .
رد نايف بصوته المبحوح بفعل الزكام والتهاب اللوز : الله يعينك على شادن من بيفكك من لسانها والسالفه فيها سارة .
توسد فهد ذراعه وهو يسمع بكل دقه ..
يبي احد يفتح الموضوع من جديد ..
نفسه احد يقول لا انت غلطان ..
ترى مو مطلقه
تراها بنت بنوت ومحد مس منها شعره ..
يبي من يقول انك لو اخذتها بتكون اول رجل في حياتها .
تراءت له صورتها بلمحه امام ناظره ووغطى وجهه بالبطانية الناعمه وتنهد من عمق مشاعره الجديدة ..
وصله صوت عماد وهو يقول : بالله مادخل بها زوجها ..؟
رفع الغطا عنه منذهل وهو ينقل نظره بين عماد ونايف ..
طلع عماد برا وهو يكلم شادن المندفعه في هجومها على اعتراض فهد على صديقة عمرها ..
قال فهد : هذا وين راح ..؟
رد نايف : ماراح يفتك من شادن بسهولة اعرفها ..
جلس فهد وشد شعره المتبعثر على رقبته باهمال قال : نايف قوم سولف معي .
قال نايف وهو مغمض : والله يافهد مااقدر اتكلم من اللوز تبيني اسمع لك ماعندي اشكال بس اسولف صعب .
ثنى فهد رجوله ولف يدينه حولها قال : اسمع .. ابيك تقول لي كل شي عن بنت ابومشاري .
رد نايف : مو امس مارضيت تسمع مني .. اول ماقلت خلها تنسى سالفة طلاقها سكتني .
: ياخي انت تدري اني متهور وامس كنت طفشان من جدتك .. قوم قوم بالله علمني . .. هي صدق مادخل بها اللي طلقها وليه طلقها ومنهو ..؟
فتح نايف عيونه قال : كل هالأسئلة اجاوبك عليها .. اصبر لين اتعافى وابشر باللي تبغاه . الحين آسف .
سحب فهد اللحاف من عليه قال : وانا وش يصبرني لين تتعافى ..؟ فز كلمني .
جلس نايف وسحب البطانية ورجع تمدد وضم اللحاف عليه قال : خطبها واحد من جيراننا القديمين .. المهم ابو مشاري زوجه على اساس معرفته باهله والرجال طلع داشر ..
قاطعه فهد : داشر وشلون راعي مخدرات ولا بنات ولا وشو …؟
: شاذ والعياذ بالله .. المهم الرجال الحين في السجن واهل سارة رفعوا عليه قضية والمحكمة طلقتها منه .. خلاص ..؟
: لا مهوب خلاص .. هي … سكت ورجع يعيد صيغة السؤال بتروي .. اقصد هي ماكانت تبيه يوم تطلقت ولا اهلها غاصبينها .
جلس نايف قال لفهد بتفهم : اللي عرفته من اخوها وامي انها صلت الاستخارة وعافته وعافت سيرته ..
قاطعه فهد باهتمام : وانك تقول خلها تنسى سالفة الطلاق اكيد انها زعلت عشانه ..؟
: لا مااقصد انها زعلت .. بس شي طبيعي ان البنت طالعه من مشكلة خطوبة وملكة ثم طلاق والحادث ونفسيتها دمار اكيد ان الوقت مو مناسب الحين انك تفكر تخطبها .
حك فهد شعره وزم شفايفه قال بخيبه : صادق .. اخخخخ بس .. لولا سالفة الطلاق ذي كان يمديها هانت .
اخذ نايف علبة المناديل وسحب واحد مسح به خشمه قال : فهد ابعد عني لااعديك ..
اندس فهد في لحافه وهو يقول : نام نام بس قبل لايجي الظهر ثم ينكد ابوي علينا وحنا ماشبعنا نوم .


***
وصل لبيت الشعر وهي تكلمه عن سارة وخالد وانها هي اللي طلبت الطلاق وعافته من سمعته وسلوكه الشين ..
قال وهو يعدي من وراه لشجرة التين الذابلة بفعل الشتا والبرد قال : اصبري اصبري .. انا وش ابي في سارة الحين .. قلعة فهد اخذها ولا مااخذها انا اللي عليّ سويته ونصحته وماقصرت عليه . خلينا فيك انتي . ماودك تشوفين المزرعه تراها اكبر من مزارعنا اللي في الديرة .
سرى بجسدها حرارة وفترت عظامها ..
ثنت رجولها وجلست في المطبخ وهي تحاول تثبت الخصلة المتمردة على وجهها بحرج وتوتر ..
قالت : بعدين اشوفها .. بلعت ريقها وكملت تبي تنهي المكالمة المتعبه
: طيب .. تبغى شي قبل مااقفل ترى المكالمة على حسابي وخلاص راح اوصل الحد الإئتماني .
لف شاله الصوف على راسه زين قال : وكم حدك اللي انتي خايفه توصلين له ..؟
: خمسمية ريال ..
: اذا قفلتي ارفعيه الحين لألف .
: لا ليه ارفعه .. بتروح كلها رسوم وانا ماكلمت ..
: اجل انا ماعلمتك ان الجوال بيشتغل في الديرة خلال شهر .
شهقت قالت : والله صادق ..
: ايه صادق ان شاء الله .. اقول شادن سوي لي فطور وجيبيه لبيت الشعر عجلي عليّ … انتظرك طيب .. ؟
عقدت حواجبها قالت : خلاص يجيك الفطور بعد شوي …
: ان كان بترسلين الشغاله لاتتعبين نفسك .
رفعت حاجبها الأيسر قالت بزعل : ماراح ارسلها . بس ماقلت لي تحس بشي الحين ..؟
ارتسمت على ملامحه ابتسامه لها عدة مغازي ..
فرحة باهتمامها ،
تعجب لسؤالها وهو شاك انه سبب زعلها ،
وناسة لأنها تغار عليه ،
والأهم لأنه راح يشوفها وهي تجيب الفطور ..
قال بمكر : ايه تعبان تعالي تطمني عليّ …
حاولت تلملم حروف ترد بها عليه ..
وتبعثرت كل الحروف ..
يرهقها باسلوبه ..
ويحرجها
امس جارحها وقاهرها ومع هذا تنقاد له وتتبعه وتدوره ..
ضاع الرد بين زوايا عقلها المرتبك وتفكيرها المتوتر وآثرت السكوت ..
اتسعت ابتسامته لحرجها قال : زين زين يالله انتظرك لاتطولين .
رمت حاضر على شفتها وسمعها بهمس وقفلت ..
تحركت من مكانها حين وصلها صوت جدتها واحمد وهم يمشون في الصاله باتجاه باب البيت وطلعت لهم قالت : فين رايحين ..؟
ردت ام ناصر بهمه : بروح اشوف عماد آكلني قلبي عليه وانتي البسي جلالتس والحقينا شوفي رجلتس يحتاج شي .
ردت شادن بابتسامه حنونة ومطمئنة لجدتها : دوبني كلمته الحين وان شاء الله انه بخير .. بس بسوي الفطور والحقكم .
قال احمد : لاتسوين حليب ترى عماد وصى العامل يجيب له حليب نياق .. ماادري وش سالفته مع حليب النياق اول ماكان يحبه ومن امس وهو طايح فيه .
ردت ام ناصر وهم يطلعون من الباب : ياوليدي حليب البل ( الابل ) زين وكله فوايد .
طلعوا من البيت وقابلوا ناصر اللي توه قام من المصلى المخصص في المزرعه يقرأ قرآن لين تطلع الشمس كعادته بعد كل صلاة فجر .


***
صلت الفجر ووقفت على باب غرفتها تنتظره يمر بعد النقاش الطويل العريض اللي درا بينه وبينها ..
شافته ينزل بثوبه الابيض وشماغه وعقاله في يده قالت سارة وهي تحاول تثبت خطواتها بعكازها وتسيطر على مشيتها : مشمش .. استنى .
التفت عليها بعيون منفخه وصوت ثقيل من اثر النوم قال : سارة ماني رايق لك ..
ابتسمت وقربت منه قالت : يهون عليك تحسسني بالذنب وانا احس انك زعلان .
لبس طاقيته ورمى شماغه على راسه بمهارة قال : ماني زعلان ولا شي .. اصلاً انتي اش عليك فيني ازعل ولا ماازعل .. خلي قراراتك تنفعك .
قالت بتعب من الوقفه : تعال خلني اكلمك .
رد عليها بحزم ولهجة حاده : موضوع امس انتهينا منه .. انا مو موافق اذا رأيي يهمك .. شوفي ابوي وامي شاوريهم .
: شاورتهم امي تقول عمل خير وتؤجرين عليه … وابوي يقول بكيفك وانتي حرة .
عطاها ظهره ونزل من الدرج قال بصوت عالي : وانا اقول لا والف لا .. تتركين وظيفتك وتشتغلين بدار الايتام ومجاناً لااااااااا .
وقفت على راس الدرج زامة شفايفهاقالت : ليش تمنعني من عمل الخير . .؟
: مامنعتك انا قلت رأيي .. عمل الخير تقدرين تخصصين جزء من راتبك لهم اعانه ، تبرع ، هدية ، صدقه ، سميها اللي تبين .. المهم مو تتركين وظيفتك وتقابلينهم .. فيه ناس متخصصه في المجال هذا .. وانتي ساعدي بالمادة ولك عليّ اوديك كل اسبوع لو تبغين .
وقف وطالع فيها زين قال : فكري .. لو تركتي الوظيفه واخذت مدرسة ثانية مكانك وراتبك اللي بيصير لها ماراح يستفيدون منه الايتام اذا مافكرت فيهم .. بس انتي لو عطيتيهم من راتبك راح يستفيدون … وترى لو توظفتي في الجمعيه مجاناً يمكن تقطعين رزق وحده من اللي يدورون وظيفه وتروحين عليها فرصة راتب اذا فيه متبرعه تمسك مكانها مجاناً .
طلع بعد كلامه وسكر الباب بقوة وهي واقفه على الدرج ..
مقتنعه ومحتارة ..
كلام مشاري مقنع لدرجة انها ممكن تتنحى عن الفكرة .. بس الرغبه بداخلها انها تقرب من الأيتام وتمد لهم يدها تمسح دموعهم وتمسح على روسهم وتضمهم تلح عليها بجنون ..
ورغبة ثانية هي البعد كلية عن جو التدريس والذكرى اللي راح تهاجمها في كل درس تحضره وتشرحه حتى وان غيرت مدرستها ونقلت من السبيل ..!
رجعت لغرفتها تمشي وهي تتركى على عكازها بتوجس وحذر خشية الطيحة وشادن في مخيلتها لو كانت فيه يمديها ساعدتها على التفكير ووجهتها الوجهه المقنعه اكثر .. اما أيدتها ولا منعتها بححج وأساليب مقنعه ..
ولو فاطمة .. زفرت بآهه موجوعه ورفعت نظرها للسماء وابتهلت آللهم أرحمها وأسكنها فسيح جناتك
آللهم باعد بينهن وبين خطاياهن كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقهن من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم اغسلهن بالثلج والماء والبرد
اللهم أبدلهن داراً خيراً من دورهن وأهلاً خيراً من أهلهن
اللهم اجمعنا وإياهن في مستقر رحمتك


***
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:38 am


خلصت الفطور بمساعدة فوزية اللي صحت من بدري عشان عيالها مزكمين ..
وراحت استبدلت قميصها القطني العادي بتنورة جينز اسود مطرز على الفخذ وبلوفر صوف ثقيل بياقه طويلة لونه رمادي ..
اخذت جلالها الطويل وحطته على راسها وغطت وجهها فيه احتياطاً اذا احد صاحي من العيال ، وعدت لبيت الشعر والشغاله وراها تشيل صينية الفطور ..
دخلت على جدتها وعمانها احمد وناصر حول منقل الجمر وهو ماله اثر بينهم ..
سلمت عليهم وصبحت عمها ناصر بالخير وجلست مقابلة لهم وهي ترتب الفطور على السفرة ..
قالت لعمها احمد بصوت واطي : عمي عماد فين ..؟
رد احمد وهو يدفي يدينه بحرارة الجمر : ماادري من يوم جينا مالقيناه ..
دخل عليهم عماد عليه فروته وشاله الصوف لافه على راسه قالت جدته بلهفه : عْمَاد يمه وشلونك الحين .. تونس شي ( تحس بشي )..!
عدى من عندهم وجلس بجنب شادن قال : لا الحمد لله مافيني الا العافيه . قرب من شادن ولفها بطرف الفروة وغمرتها ريحة العود المعتق المختلطة بريحة النار وفترت عظامها وبردت اوصالها ..
قال : لاتجفلين يالشادن ابي اغطيتس عن البرد .. شوي وتتجمدين في هالمربعانية ( المربعانية ايام في الشتاء يكون البرد فيها في اوجه )
بلعت ريقها ورفعت راسها لاحمد اللي قال : شادن تعرفين وش معنى اسمتس . ؟
رد ناصر باهتمام وبدون مايدقق في حركة عماد : الشادن الغزال ليا انفطم عن امه واجذوذع ( صار جذع ) .
ابتسمت لعمها بخدود متوهجة احراج وخجل قال احمد : من اللي سماك الاسم هذا ابوتس الله يرحمه ولا ذوق الوالده .
ردت وهي تحاول تنزل الفروة عن اكتافها وعماد يردها عنوة وعمد قالت : ابوي الله يرحمه هو اللي سماني الاسم هذا وامي اختارت اسم نايف .
دق جوالها في جيبها وطلعته وهي محرجه وشافت اسم نايف
ردت عليه بصوت واطي ومخنوق من الاحراج ..
: هلا نايف ..
رد عليها بصوت مبحوح : هلا شادن انتي فين من امس .؟ واش هذا النوم من العصر للفجر الله لايبلانا .
تذكرت اللي صار امس وطالعت في عماد بنظرة عتب فهمها على طول قالت : كنت تعبانه ونمت .. اش فيه صوتك ..؟
: تعباان .. الحمى كسرت عظامي وامي ماشفتها بالله روحي صحيها بشوفها قبل انام .
وقفت وهي تقول : امي مانامت الا متأخرة .. عندك دوا .. ولا اجيب لك ..؟
مسك عماد يدها ووقفت بمكانها قال : خليه يجي يفطر اذا مانام للحين .
قالت لنايف : عماد يقول لك تعال افطر معانا احنا في بيت الشعر .
: من عندكم ..؟
: جدتي وعمي ناصر وعمي احمد ..
: طيب دوري لي عصير ليمون الانفلونزا هالكتني .
عضت شادن على شفايفها قالت : مافيه ليمون في البيت .. عيال عمتي تعبانين وشكله راح عليهم . بس انا عندي بندول كولد آند فلو بجيب لك منها .
قال عماد وهو يوقف : خليه يجي يفطر وانا بروح اجيب له ليمون .. اخذ له قطعة عيش صامولي دهنها بلبنه ووقف وهو ياكل منها لقمه ..
قال لشادن : امشي تعالي ابيك برا .
قبل ماتعترض وترد تكلمت جدته : لاتروح انت تعبان خل احمد يخدمك
.
رد وهو يعطيهم ظهره : لا انا اصلا لازم اروح اشتري علاجي محد يعرفه غيري .
زفرت ام ناصر وقالت برجا واعتراض : الله يكفيك شر هالعلاجات اللي ماتصبح وتمسي الا عليها .
رفع احمد حاجبه قال : هو ليه مايروح يسوي فحوصات ترى سرطان القولون منتشر هالأيام الله يكفينا شره .
رد ناصر : اعوذ بالله فالك ماقبلناه .. ان شاء الله مافيه غير العافيه ..
كانت واقفه مكانها معترضه ومحتارة تروح ولاترفض ..
مر وقت قصير وسمعت صوته يناديها : شااااادن ..
طلعت تمشي بخطوات سريعه اول ماشافها مسكها بيدها وسحبها ورى بيت الشعر ناحية جدار المزرعه قال : علميني وش اللي زعلك امس ..؟
تجمع الدمع بعيونها .. وزفر وضرب برجله على الارض قال وهو صاك اسنانه على بعض وعصبيه حاول يكبتها : لاتبكين ..
انهال الدمع على خدودها قالت : ليه ماابكي وزوجة عمي تمشي وتفضح فيني بسببك .
فك الشال عن راسه ورجع لفه من جديد وزم شفايفه قال بأمر وصرامه : وش قالت عنك ..؟
شهقت قالت : عماد انا ماابغى ادخلك في سوالف الحريم .. بس وش ذنبي ليلى تشكك في شرفي وتقول انك تنتظرني اكمل سنه عندك ....
قاطعها : التافهه هذي منين جابت الكلام هذا ..؟
غمضت بقوة على الدموع اللي غرقت عيونها قالت : اسأل نفسك .
كان يتأمل وجهها ..
جبينها ناصع والشمس تنعكس عليه ..
وخشمها وجفونها وخدودها مكتسية بقع حمرا ..
طلع لها مجموعة مناديل مطبقه من جيب قميصه قال : مسحي دموعك واسمعيني .
اخذت المناديل ومسحت وجهها وهي ساكته ونظرها للأرض ..
مسك يدينها الثنتين وضم عليها بقوة وهو يقول : اسمعي ياشادن انا بقول لك كلامي هذا وماراح اعيده .. وابيك تصدقينه ولاتصدقين غيري ..
رفعت له راسها وطالعت فيه بعيون باكية ..
وبلحظة فك يدينها ولف يدينه حول اكتافها وضمها ودفن راسها في صدره وهو يقول : اقسم بالله ياشادن من يوم دخلتي بيتي زوجة ماكلمت احد عن حياتنا .. التافهه هذي يمكن احمد علمها عن كلامي ايام ماكانت جدتي تحاول فيني اخطبك ..
ماابيك تصدقين اني امسك بكلمة ولااسمح لاحد يتجرأ ويتكلم عليك ..
انا اذكر مرة ان احمد قال طاوع امي ولاتقهرها قلت ماابي الزواج وان اخذت البنت ارضي جدتي اخاف اخليها سنة ثم اطلقها .. بس هذا اللي صار .
رفعت راسها ورجع يلمه على صدره قال : الكلام سهل ياشادن .. لكن الفعل صعب .. انا لوبيدي عطيتك حريتك الحين قبل شوي لأنه حرام تعيشين مع واحد مثلي .. بس مااقدر ..
ضمها عليه اكثر وكمل : والله مااقدر ياشادن .. انتي ماتدرين وش انتي بالنسبة لي انا .. تنهد ونفخ بقوة قال : انا مااتخيل اني اكمل باقي عمري بدونك .
رفع راسها وطالع في عيونها بعمق قال : تراني ماقلت لك الكلام هذا الا بعد كلامك لي في السيارة امس .. لكن سألتك بالله ياشادن متى ماحسيتي انك تبين تعيشين حياتك لاتترددين لحظة وحده .
استرخت كلها على صدره قالت : عماد انا ماابغى اعيش حياتي الا معاك انت .. تكفى عماد لااسمع الكلام القديم ولاسيرته .. اوعدني الله يخليك .
: ان شاء الله ماتسمعينه ..
قطع كلامه وهو يسمع نايف يتنحنح بصوت عالي ويكح ..
بعدت عنه وقالت : بروح اجيب لنايف الدوا ولو اني ماابغى اقابل زوجة عمي .. اووف اكرهها .
ضحك بصوت واطي وقلدها : اووف اكرهها ..
قال بصوته الطبيعي : روحي جيبي لاخوك الدوا .. ضحك وكمل : وسوي لي كبتشينو ..
عقدت حواجبها وهي تتذكر ليلى وغمضت بعيونها قالت : لاعماد عن جد اجيب لك ..
: ايه والله سوي لي على بال ماالبس ثوبي وشماغي .
هزت راسها وراحت للبيت بسرعه محملة بروح جديدة ومشاعر نقية ماتشوبها شائبة حزن او خوف . .


***

وبعد ايام ثلاثه في المزرعه ..
واقف على باب المجلس ويدينه على اطراف الباب
ماراحت السالفه من باله للحين ..
ضرب برجله على الارض بتوتر وهو يتذكر ان امه بتمشي لخاله اللي ساكن في الطايف .. وهو وراه مشوار لعزيمة واحد من اصحابه في الطايف ..
مافيه فرصه يكلمها في الموضوع بهدوء الا في السيارة وهو مايبي يروح لخاله اللي كل ماشافه كل تعال املك لك على وحده من بناتي ..
مستحي يقول لا ماابي من بناتك ويزعل خاله وخايف انه يوافق ثم يتوهق ..
قال بندر وهو يتذمر : انا مواعد لي رجال في الشفا بعد المغرب ... وش السواة ..؟
قال فهد : خلاص روح في طريقك وانا اوصلها .
رد بندر بحماس : جزاك الله خير .. بس مشوارك ..؟
عقد فهد حواجبه قال : مشواري اقدر الحق عليه بس انت اللي ترجع امي ..
ابتسم بندر قال : وش هالكرم الحاتمي .. روح ياشيخ الله يوفقك ويريح بالك .. على فكرة ترى محد بيروح معك الا امي وخالد .
: خالد وش يدور ..؟
: خله يروح يبي عيال خالي وهنا مافيه احد في سنه .
: الله يعين ..
لبس فروته وتلثم بشماغه قال لخالد اللي جاه يمشي : خالد ارجع ازهم امي قول اني انتظرها في السيارة .
قال خالد باستغراب : انت اللي بتودينا ..؟
: ايه انا عجل ..
راح للسيارة وبعد دقايق قليله كانت امه راكبه في المقعد الخلفي وهو وخالد في الأمام ..
تنحنح وتأهب للكلام اللي حس ان مقدمته صعبه على امه ..
قال : يمه تذكرين اهل ابو مشاري جيران نايف وامه .
قالت امه وهي تقرب من مقعده : ايه ياوليدي اذكرهم .. اجوادٍ (ن) محد ينساهم .
اخذ نفس عميق قال : سألتي ام نايف عن بنتهم اللي صار عليها حادث وشلونها .
: ايه سألتها تقول ان شاء الله انها بتطيب .. يدها ورجلها متكسرة وتقول انها بدت تمشي على العكاز .. ياوليدي رحمها ربي يوم حطك في طريقها .
قال فهد وهو يجر في كلامه ويدور مدخل لسالفته : تدرين ان اخوها منقهر مني يوم شلتها وشاف دمها عليّ ...
قاطعته امه : اعوذ بالله من الشيطان وش يقهره وانت لولا الله ثم انت يمديها مع درب زميلاتها .
: لا يايمه مهوب اجلها .. وربي كتبني في طريقها وجعلني سبب في نجاتها يمكن من مشاكل اكبر من الكسور .. الا وش تعرفين عنها انتي ..؟
: بنيةٍ(ن) ساترها الله . وشو له تنشد عنها ..؟
غمض عيونها قال : ابيتس تروحين تخطبينها لي انتي وابوي .
: وشووو ..؟ انت صاحي ولا مجنون .. البنت مطلقه ماكملت شهرين .
عض على شفته " هذا اللي كان متوقعه " ..
قال خالد باندفاع وتعصب مراهق : والله ماتاخذ المطلقه وانا حي .. اكثر لاكثر الله بنات خلق الله ..
دفه فهد بأطراف اصابعه قال : انكتم انت واذا هرجك احد ولا وجه لك كلام تعال افزع ..
قال خالد : اخطب وضحى بنت خالي سعد .
رد فهد بعصبيه : اصصصصصصص لاتفتح فمك الا اذا قلت لك .. ووالله والله ياخالد لوطلع هالكلام لمخلوق اني لاشغل العقال في ظهرك .
سكت خالد قال فهد لامه .. : يمه انتي تدرين وش سالفة طلاقها .
: وانا امك علمتني ام نايف مير انا ماابي الناس تقول ولدهم باير مالقوا له الا المطلقه .
: بسم الله الرحمن الرحيم .. يمه الله يخليتس لي انا اللي ابي اعرس ولا الناس .. بعدين البنت هي اللي طلبت الطلاق ثم الرجال مادخل بها .
ردت امه منهية الحوار وبحسم : ولو ولو اسمها مطلقه اسمع كلام خالد وخلني اخطب لك وضحى .
: اجل لاعاد تفتحون لي سيرة العرس . هذاني قلت لكم اخطبوا لي وعييتوا ( رفضتوا ) .
: ياوليدي قلوا بنات الخلق .. عز الله ان خالد اعقل منك .
التفت فهد لخالد وهو يتباهى بابتسامه على وجهه من كلام امه قال : والله لولا خوفي من ربي واخاف ان امي يصير لها شي لاخليك في هالخليان لين تتوب ماتتدخل في احد .
ساد الصمت في السيارة مايقطعه الا تأفف فهد الدال على ملله وضيقة خلقه ..


***

--------------------------------------------------------------------------------

"خلاص اقتنعت ..! بس فكها شوي ترى الزعل مو لايق عليك "
قالته سارة لمشاري وهو يفرش اسنانه قبل يدخل ينام ..
قال وهو يحرك الفرشة بسرعه في فمه : ترانا حددنا زواجنا انا وريهام في اجازة عيد الاضحى .
شهقت بصوت عالي قالت : ايييش .. ؟
غسل فمه وتمضمض اكثر من مرة وسحب له منديل قال : اللي سمعتيه .
: خير ان شاء الله مسرع ..؟ وانا ماعليكم مني .. نسيتوا اني بالجبس لسه ..؟
: انتي ان شاء الله كلها شهر وتفكين الجبس والزواج بعد شهر ونص تقريباً ..
عقدت حواجبها قالت بزعل : اصلاً انت حاقد عليّ عشان سالفة الشغل وتبغى تقهرني . ياخي قلت لك خلاص بطلت واقتنعت بكلامك .
مشى لغرفته قال : انا ماني زعلان بس انتي قاهرتني اذا ماتفكرين بقراراتك .. ماكفاك تهورك وموافقتك على خالد . هه شوفي وش جنيتي ..؟
ليش يامشاري تخدش الجرح وهو لسه ينزف ..؟
بهت لونها وفترت ملامحها ..
قال مشاري بندم : اوووه سارة انا آآآسف والله مااقصد اجرحك .. بس ابيك دايماً تفكرين مليون مرة قبل ماتتخذين أي قرار بحياتك .
حاولت تلف بتطلع مع باب غرفة مشاري وتعثرت وطاح العكاز وطاحت ..
جا مشاري بسرعه وساعدها لحد ماوقفت قال : سارة لاتزعلين مني ترى مو قصدي ....
رفعت يدها يعني خلاص وهزت راسها وهي تمشي بتركيز وهدوء لحد ماوصلت غرفتها ..
ماصدقت تتجاهل الموضوع وتنساه في زخم الأحداث اللي صارت ..
وجا مشاري ونكأهـ ونثر اوجاعه على صفحة ايامها من جديد ..
رجعه وكأنه امس مو قبل اشهر ..
جلست على سريرها ودموعها تتجمع بعيونها وحلقها مخنوق .
ماتبي من الدنيا وفي هاللحظة الا فاطمة او شادن ..
فاطمه مستحيل ..
لكن شادن مو مستحيل خاصة انها كلمتها اكثر من ثلاث مرات وهي في الطايف ..
اخذت جوالها ودقت على شادن تلوذ بها عن الذكرى ووجعها ومرار واقعها اللي تعيشه ومسمى مطلقه اللي تعتبره كابوس تصحى منه عليه ..!!


***

جالسات في الصاله حقت البيت الصغير المنزوي في المزرعه الكبيرة ..
ام ناصر منسدحه وتسبح ..
وحولها ام نايف وشادن وحليمه وفوزية وليلى ..
ومنال وحنان جالسات عند التلفزيون
قالت ام نايف لشادن وهي تضم شهد على صدرها : الله يرحم ندى .. كل مااضم شهد اتخيل اني اضمها .
قربت شادن من امها قالت بحنان : يمه الله يخليك لاتفكرين بالأشياء اللي تحزنك .
ردت امها بهمس : ياحبي لشهد .. محد يلوم عماد والله .. بسم الله عليها ذكية وعقلها اكبر من سنها .
التفتوا بسرعه لليلى اللي ضحكت بصوت عالي من المسج اللي وصلها قالت باحراج : هههههههههههههه اقرا لي نكته بس ماتصلح لكم .
قالت حنان وهي قاعده ومتغطيه ببطانيتها وتطالع في مسلسل صعيدي ينعرض على قناة ابوظبي : انتي اصلاً كلتس على بعضتس ماتصلحين لنا .
ردت ليلى : طبعا مااصلح لكم انا غير عنكم يابدويه ياجاهله ياللي حدودك مدرستك وبقالتكم اللي بجنب بيتكم ...
قالت حنان بتقزز : ياربييييييييييه يالحضرية .. انا بدوية ومحتفظة باصلي وديني مو مثلتس .
قالت منال لحنان بلهجة حادة : حنان خلاص احترمي جدتي و خالتي ام نايف وحليمه وعمتي .
حذفتها شادن بعلبة المنديل وهي تضحك وتقول : يادبه وانا ماتحترمني .
قالت منال بمرح : خلاص احترمي خالتي شادن .
وقفت حنان قالت بجديه عكس مرح حنان وشادن : هي متى تذلف لاهلها ونرتاح .
قالت فوزية : حنان زودتيها عاد .
عقدت حنان حواجبها ووقفت قالت : خلاص سكتنا .
جلست ام ناصر بملل وقالت : شادن يابنيتي قومي معي وديني لعيالي في مجلسهم .
وقفت شادن وساعدت جدتها على الوقوف ولفت جلالها عليها وطلعت معاها للمجلس القريب من البيت ..
دقت الباب ووقف احمد اول ماسمع صوت امه واخذ يدها ودخلها ..
قال لشادن قبل ترجع : تعالي مافيه احد غريب عمانتس ونايف وعماد .
كان عماد مسند ظهره على المسنده وراه ..
اول ماشافها عدل جلسته متفاجيء قال : تعالي هنا ..
اشر لمكان بجنبه وجلست باستحيا وعلى وجهها ابتسامه خجوله ..
شافت كيس الأدويه بجنبه قالت بهمس : كيفك اليوم ..؟
التهمت نظراته وجهها قال بشغف : بخير .. انتي وشلونك من امس ماشفتك .
ابتسمت بحرج قالت : انا كمان بخير ...
سحبت كيس الدوا وطلعت الأدوية قالت : عماد طلبتك لاتاخذ الانترفيرون ترى سمعت انه يسبب اكتئاب .
اخذه من يدها قال : وش سمعتي عنه بعد ..؟
التفتت لاحمد اللي انقذها من احراج الاجابة وهو يقول : ابو مشعل نبي آخر قصيدة كتبتها ..
قال فواز وهو يرشف من حليب النياق قدامه : فكنا من الحزن الله يرحم ابوك .
ابتسم عماد وطالع في شادن قال : هذي جديدة البارح كاتبها ..
تنحنح وقال :
في عز ما كنت اهوجس فيك وأفتح لك
أبواب قلبي خذتني رجلي لبابك
وجيتك وأنا ما اذكر اني كنت رايح لك
بس أذكر اني كذا لا طول غيابك
يا ما ترددت مدري كيف بشرح لك
أجيك وأرجع ابيك تقول وش جابك
يا ابن الأوادم ترى مليت ألمح لك
أنا اعزك وأحبــك وأعشــق ترابك
لا ضقت أضيق ومتى تفرح أنا أفرح لك
ولا غبت أموت ومتى ما شفتك أحيا بك
ان كان ودك ترسيني على كحلك
لميت عمري وخاويتك على اهدابك
لكن قبل تنجرف حبيت اوضح لك
مستقبلي في يدينك..واعمل حسابك
لو ضاع مستقبلي مانيب سامح لك
يكفيني الماضي اللي ضاع بسبابك

وسلامتكم .

كانت تتأمله ..
وجد عيونه وهو يناظرها ويصد ..
وشوق يدينه وهو يحركها
وعشق قلبه وشفايفه المترجمة له ..
سمعتها حرف حرف ..!
كلمه كلمه .. !
ارسلها من قلبه لقلبها ..
طالعت فيه ورمقها بنظره فهمتها ..
وصلت لعمق قلبها وترجمها احساسها ..
" ايه انتي المقصودة .. "
قالوا كلهم : صح لسانك
ورد : صحت ابدانكم .
قال نايف : هيضتنا ياابو مشعل .
طالعت شادن في نايف باستغراب وسكتها بعيونه وقال وهو يضحك باستهبال : تبين حليب نياق ...؟
فهمت انه خايف من لقافتها قالت : لا لا شكراً ماحبيت ريحته .
قال عماد : صب لها بياله والله لتشربه مثل مااشربه وانا مااحبه .
ضحك احمد قال : بالله انك لتقول لنا قصيدة البحر ..
رد عماد : فواز مايبي حزن .. وجدتي ماابي اكدر عليها قد سمعت مني قصيده تشبه لها وبكت .
قال احمد : اذا امي بتبكي اجل فكنا منك انت وقصيدك ..
وصلهم صوت فهد وهو يقول بصوت عالي : هيييييييي يااااولــــد .
فزوا عماد ونايف قال عماد بصوت عالي : ارجع وراك .
قال فهد بنفس صوته : وين ارجع ماوراي الا البرد اللي يقطع القلب .. من عندك .
طلع له عماد وهو يقول : ياخي مرتي فيه ارجع لين تطلع .
رجع فهد وراح للمغاسل وطلعت شادن ونايف يمشي معاها وهي متغطيه بجلالها الطويل الضافي على جسمها ..
قال نايف قبل ماتدخل : شادن تعالي .
وقفت شادن ورجعت بعد مالاذت عن فهد بنايف لحد مادخل ..
قال : ابي اسألك سؤال وجاوبيني من دون أي نقاش .
مسكت بطنها خايفه يكون سمع شي من كلام ليلى ولا وصله من احمد شي ..
قالت : اسأل ..!
قال : شوفي تراني نبهت عليك ماتناقشين .. اوكي .؟
: اووه نايف اسأل ترى ارهقتني ..
طلع المنديل المطبق في جيبه وفتحه وطلع شعرة طويلة من بين طياته : قال الشعره هذي لمن .
فتحت شادن فمها قالت : صدق انك ماتستحي . اش هذا وكيف تتجرأ .
سكتها بسرعه : اسكتي وقصري صوتك .. هذي الشعرة سبب الحمى اللي جاتني ..
تأملها على النور الصادر من اللمبة المثبته في جدار البيت وتطل على المزرعه ..
قال : الشعرة هذي جننتني وبصراحه انا شاك في راعيتها .. امي كانت تمدح لي منال بنت عمي ناصر .. وتقول شعرها طويل واول ماشفت الشعره هذي عند المغاسل تخيلت انها لها .. بس من جد فيه حرمه في الدنيا شعرها هالطول .
: من قال لك انها لمنال .. يمكن تكون لوحده من حريم عماني .
رجع الشعرة في المنديل .. وهو معقد حواجبه قال مستبعد الفكرة : لا لا زوجة احمد وشفتها شعرها قصير ..
فتحت شادن عيونها وكمل نايف : وزوجة عمي فواز شعرها موطويل لأن عمي فواز سحره الحرمة اللي شعرها طويل ..
وام فهد حرمة كبيرة وماتنزل طرحتها ولا برقعها حتى يطيح شعرها عند المغاسل حقت الرجال ..
دخل المنديل في جيبه قال : قولي لي هذي لمنال ولا لحنان . ابي اخطب راعيتها .
ضحكت شادن باستغراب قالت : والله منت صاحي ..!
: اييييييه صح مجنون .. مأجر ذا .. أشر على راسه وكمل : من يوم شفت الشعرة هذي وانا منتهي ومنهبل ومستخف .. ها ماقلتي لي لمن .
ضحكت قالت : خلاص روح اخطب منال .
تنفس بعمق وحط يده على قلبه قال : اشوا ان هذا مادق عبط .. روحي روحي نادي لي امي وخليها تلبس شي ثقيل لاتطلع في البرد بدون شي . ابغى ابشرها قبل اكلم عمي ..
دخلت شادن والفرحه مو سايعتها عشان تنادي امها ..
قبل ماتكلم امها شافتها تمتم بـ : (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، أعلم أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما وأحصى بكل شئ عدد اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركاه ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم )
طالعت شادن فيها قالت : يمه فيك شي ..
استغفرت امها بصوت واطي قالت : شهد فتشت جوال ليلى ومدري وش شافت والظاهر ان فوزية وليلى تهاوشوا .
عقدت شادن حواجبها قالت : ماعليك فيها .. نايف يبغاك برا ومجهز لك خبر حلو .
قامت امها وهي تلف جلالها على شعرها قالت : الله يجعله خير اش عنده .
حطت شادن اصبعها على فمها بحركه طفوليه تعني ماراح اتكلم ..
وتوجهوا لنايف اللي ينتظرهم على جمر حتى يبلغ امه الخبر ويروح لعمه يخطب منه ..!


***


انتفضت وهي تشوف نورة تدخل شنطتها الجديده والكبيرة والممتلئة بانواع الملابس اللي تخص العروس ..
يعني زواجي من حمود حقيقي ..!
حمود اللي ماحلمت به ولافكرت فيه لو ثانية من عمري او لحظة من حياتي ..
انا بصير لحمود ..
انعصر قلبها بكاء وهي تتأمل الشنطه المخيفه بنظرها ..
هزت راسها قالت بتحدي : انا موب لك ياحمود .. احلامي فوق مستواك .. واجمل من عالمك .. واذا احلامي ماتحققت الحياة مهب لازم .
سمعت العنود تبكي لأن فستانها الحلم ماحصلت عليه ..
قارنت احلام العنود بأحلامها ..
العنود تبي فستان ابيض .. وامي معيّه ( رافضه ) تشتري الابيض تقول الابيض يسمرها زود على سمارها ..
وانا احلامي باختصار كانت عماد ..
وحلمي انقتل بيد عماد ..
العنود تقدر تكبر وتشتري الفستان
بس انا اذا كبرت وشلون اجيب عماد واحييه من جديد .
نزلت دمعتها على خدها وهي تطالع في الباب المقفول ..
حتى لو انفتح ..
يعني بذبح نفسي ..؟
وشلون اذبح نفسي وانا يوم رحت للبير تذكرت ربي وعذابه وعقابه وماقدرت ارمي نفسي في البير رغم ان الموت لحظتها ابرك لي من الحياة وحمود ..
فتحت نورة عليها الباب قالت : نوف ... خالتي ام حمود جات بتسلم عليتس .
تغطت ببطانيتها وغمضت عيونها وطلعت نورة يائسة بائسة ومقهورة من حال اختها ووضعها والوضع اللي ابوها حطها هي فيه ..
الحارس الجلاد ..
تقفل عليها وتجهز لزواجها اللي تشوفه نوف موتها وجنازتها ..
قالت لامها اللي قابلتها : ماتبي تشوف احد ولاتكلم احد ..
وماكان شعور الام افضل من شعور الأخت ..
زاده الخيبة في اول الفرحه وأكبر ضناها اللي المفروض تكون الأعقل والأفضل ..
تمتمت بدعوات بينها وبين ربها انه يهديها ويصلح شأنها ولايتكلها لنفسها طرفة عين ..



***


رفع حاجبه لعماد قال بزعل : امي هي اللي رفضت وانا يوم رفضت ماكنت ادري انه مادخل بها ..
قال عماد باهتمام : طيب انت قلت لها انها ملكة بس وانها هي اللي طلبت الطلاق .
رد فهد باحباط : ايييييه وماعندها استعداد تسمع .
قال ناصر : اذا همك امك ماعليك .. انت اكيد انك تبي البنت ..؟
طالع فهد في ابوه قال بثقة : ايه ابيها .
قال فواز : لا يالظالم متمقل منها ( متأمل فيها ) وهي في دمها .
طالع احمد اللي مافهم من السالفه الا ان فهد اختار البنت اللي يبيها ..
قال وهو يتكي على التكاية ويمدد رجوله: وش السالفه ..؟
وقف عماد ولف شاله الصوف على راسه واخذ فروته قال : الشيخ فهد جاك من جده وصادف له حادث مدرسات واسعف وحده منهن والظاهر انه عشقها .
ضحكوا احمد وفواز قال احمد : وين بتروح ..؟
مس عماد ظهره قال : بطلع امشي شوي في المزرعه واطلق رجولي .. من يبي يخاويني منكم .
قال فواز : اقعد اقعد في الدفا واستتم النعمة .. من اللي بيطلع معك في هالبرد .
رد عماد وهو طالع : قدامي النسيب هو اللي بيمشي معي .
قال احمد : عماد .. تعرف خويي عبدالمحسن ..!
قال عماد : ايه اعرفه الله يشفيه .
رد احمد : الله يشفيك انت .. الرجال تعافى ومابه غير العافيه ..
رجع عماد ووقف مكانه قال : تعافى .. هو ماكان عنده سرطان في الدم ..
: هذي من معجزات القرآن والطب العربي يقولك الرجال راح لطبيب عربي في الاردن واعطاه وصفات طبيعيه ونصحه يقرأ سورة البقرة يومياً ويمسح بها على جسده ويشرب من زمزم .. وشهرين اثنين والرجال زي الحصان .
الأمل وشبَّاكه ..
الحلم وبوادره ..
الحياة بطعمها ولذتها ..
بين ممكن وممكن ..
مقعول في امل ..؟
فيه تحقيق حلم ..؟
تنتظره حياه ممتعه ..؟
ولا صادفت مع عبدالمحسن وحظه هو ماراح يتحسن ..
قال بفرح بالأمل وخوف من التأمل : الحمد لله اللي عافاه واشفاه .. ماشاء الله تبارك الله عسى الله يتم عليه ..
طلع من المجلس وطريقه مابين ابيض وأسود ..
مستقيم ومتعرج
نوافذ مغلقه ونوافذ مفتوحه ..
باختصار
كان يمشي وهو يائس ومتأمل ..
شاف نايف واقف مع امه وشادن وناداه بصوت عالي يبعده عن التفكير والخربطه اللي توهته ..
وجا يمشي عنده ..
اول ماوصلهم قال : يالله اجمعهم على خير . السلام عليكم ..
ردوا السلام قال : مسيتي بالخير ياعمتي .
ردت عزيزة وهي تحط طرف جلالها على فمها وخشمها بخجل : هلا والله مسا النور والسرور .
: وشلونك مع البرد عساك تأقلمتي .
: الله يعين ماني متعودة عليه .. بس الحمد لله على كل حال تغيير جو .
طالع عماد في نايف قال : وش مجمعكم برا ..؟
ضحك نايف قال : مجتمعين على خير وزواج ابشرك .
ضحك عماد بصوت واطي قال : ماشاء الله ماشاء الله .. الا وش السالفه اليوم .. انت وفهد تطامرون تبون العرس .
قالت شادن : فهد بيتزوج .
قال : ايه وافق على بنت ابومشاري .
زمت شفايفها قالت : مااعتقد انها راح توافق عليه .
: افاااا وعلومي امس لك وين راحت ..؟
: قصدك اقنعها ..........
قاطعها نايف : هيييي انت وياها .. لعنبو ابليسك قاعد ابشرك بزواجي تفتح موضوع فهد وزواجه .. ياخي اسأل من اللي راح يتشرف وآخذ بنته .
: ان كان ماني غلطان فخالي ناصر هو اللي بيتشرف ..
رد نايف وهو يقهقه باستهبال قال : انت داهية وحرمتك ادهى منك ..
قال عماد : شادن انقزي جيبي لك شي ثقيل وتعالي امشي معي في المزرعه ..
دخلت شادن للبيت وقالت ام نايف قبل تدخل : نايف حبيبي كلم جدتك قبل ماتكلم عمك حتى تحس انها مهمه وانك لازم تاخذ رايها .. بعدين كلم عمك ولا خلها هي تكلمه لك ..
قال نايف : ان شاء الله ابشري باللي تبين .
: يالله عاد انا بدخل عن البرد .
قال عماد : الله يستر عليك .
ورد نايف : يمه دعواتك لي .
ابتسمت له امه قالت : الله يوفقك ويسعدك ياقلبي .
دخلت البيت وشادن طالعه بجاكيت عمتها فوزية الفرو البني المحروق قال عماد : يالله عن اذنك روح كلم جدتك وعمك وعسى الله يتمم لك .
مشى نايف من عندهم ومسك عماد يدها وراحوا يمشون في الجهه البعيده عن قسم الرجال ..
قال : الله يسعد نايف رجال ويستاهل منال .
طالعت فيه قالت : اش عرفك بمنال ..؟
ضحك عماد من طريقة سؤالها اللي ينم عن غيره قال : ههههههههههه منال اختي الصغيرة لااشوفك تغارين منها هي وحنان .
طالع وراها و لمح قطعة خشب كبيرة في حوض شجرة التين ..
قال : هذا من اللي جابه هنا ..
قالت شادن : ماادري والله .
ربط الشال على راسه وثبته قال : امسكي فروتي بشيله .
رفعها بدون ماينتبه للمسمار في طرف الخشب الا بعد ماانغرس في ساعده وسحبه بآهة معبرة عن الألم ..
جات شادن عنده قالت : اش فيك ..؟
عقد حواجبه وهو يطالع في اثر المسمار على الوريد والدم ينزف لين غطى يده اليمين وضم عليه بيده اليسار ..
اشر لها براسه قال : لاتقربين مني ... روحي جيبي لي مناديل ولا شاش وقطن ...
قالت : معاي بلاستر بجيب لك .
انطلقت شادن ودخلت البيت وطلعت شهد على اثرها ..
نادته بفرح وهي تقول : عماااااااد من الصباح ماشفتك .
كان مكشر بتوجع قال : ارجعي ارجعي لاتقربين مني .
مابين تتقدم رغبة وتتأخر خطوتها تنفيذ لأمره تعثرت خطوتها وطاحت على راسها وصرختها دوت بالمكان امام مرأى منه وهو مكبله دمه ومقيده عن قربها و مساعدتها ..!



***

--------------------------------------------------------------------------------
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:40 am


فصلٌ سابع عشر

~~ لأجلكَ ياقلـــب ~~


***

في المجلس وحول المنقل ..
عدل فهد جلسته وهو يرشف من بيالة الحليب اللي اضيف له زنجبيل قال : وش سالفتك يانايف اشوفك لاصق بجدتي .. وحنا ماصدقنا نفتك من تلصق احمد فيها .
رد نايف وهو يلف يده حول جدته بحنان : مالك شغل .. هذي الغاليه محد يشبع منها .
قال احمد وهو يحذف نايف بعلبة المنديل : استح على وجهك وقدر اللي اكبر منك .. ثم انا عمك عمت عين عدو ك .
قال نايف باهتمام مزيف : صحيح فهد استح على وجهك وقدر عمي ....
قطع كلامه وهو يسمع صوت عماد ينادي بصوت مرعب : شاااااادن ... شااااااااادن ..
فز نايف واحمد وراه وفهد وقف بمكانه بعد ماسمع نايف يقول : الله يستر لايكون صار لشادن شي .
قالت ام ناصر : قوموني خلوني اشوف وش فيه .. يااحمد ... يانايف ..
محد اعطاها اهتمام وكانت خطوات نايف واحمد تسيرهم لمصدر الصوت بسرعه وبلا تفكير ..


..
سمع صرختها القوية وفجأة سكتت ..!
اصعب موقف مر عليه في حياته
مابين يهرع لها ويتحاشاها ..
خايف عليها بجنون ..
والاقبال والادبار كلاهما خطر ..
ترك يده تنزف واقترب منها وهي مغمضه عيونها مثل الملاك وبلاحراك ..
ماقدر يتحمل يشوفها بهالشكل
شهد ماتت ..
بنتي ماتت ..
قلبي ماتت ..
في غمضة عين ..!!
وقدام عيني ..!
طاحت على راسها وماتت ..
كل هذا اللي دار في خلده بلحظة نسى فيها نفسه والدم اللي ينزف والوباء والعدوى ..
: شهد شهد شههههههد ..
اقترب اكثر وفجأة صحى ..
ووقف بمكانه وتذكر انه شخص خطر ..
طالع في يدينه .. مرض ووباااء
وصرخ بصوت يعبر عن خوفه وقهره وقيده : شااااااااادن .... شااااااادن .
هي اللي تفهم عليه وتقدر تساعده وتنقذ شادن ..
طلعت له تجري وكل خوفها ان صار له شي ..!
دمه وعقدة حواجبه وألمه بعد ماتركته هي اللي ارعبتها بعد صوته ..
بس بعد ماوصلته وشافت شهد وهو عاجز عن مساعدتها انكسرت بداخلها اشياء كثيرة ...
منها الصورة اللي رسمتها لقوة عماد وصموده وان مافيه موقف يخلي منه شخص ضعيف ..
غمض عيونه بقوة وحواجبه معقوده قال بألم الضعف والقهر والعجز : تعالي شوفيها مااقدر اقرب منها .
ارتجفت كل اوصالها وهو تشوفه يعترف بعجزه لضعفه ومرضه وخوفه عليها ..
انتبهت لشهد وهي مسجاة على الأرض قالت : ياويلي شهد .. شهد ..
اخذتها نفضتها وهو يقول بهمس وخوف : جسي نبضها شوفيها حية ولا ماتت .
مسكت معصمها وغرزت اناملها فيه وهي تدور على وريدها الصغير قالت : الا فيها نبض .. الحمد لله .. الحمد لله ..
وصلها نايف واحمد يجرون حافين قال نايف وعيونه على دم عماد اللي اغرق راحة يده ولون يده الثانية : وش صار .. كمل وهو يطالع بشادن اللي ترفع شهد عن الارض قال : بسم الله وش اللي صار .. ؟
رد عماد وهو يضم على يده بألم : طاحت وأغمي عليها احمد ودها لأقرب مستشفى بسرعه ..
رد احمد وهو يشيلها : شادن لاتقولين لاحد عليها ..
قرب نايف من عماد ومد يده بيمسك معصمه ويشوف الجرح بس صوت شادن اللي صرخ وهي تقول : نايف لااااا .. وقف حركة نايف وشل عماد ..
بهت لونه وهو يطالعها ويدها على فمها خايفه من ردة فعله ومتألمه عشانه .. ومفجوعه من جرحها له ..
خايفة على اخوها مني ..
كان هذا شعوره ..
قال نايف بعفوية : وش فيه ..؟
قالت شادن من بين احاسيسها المتخربطه والمبعثرة : لاتألم عماد ..
غمضت عيونها واخذت نفس عميق وكملت بتعب .. : نايف ارجع طمن جدتي اسمع فهد يناديك ..!
ضم عماد على جيبه يدور مفتاحه والدم يلطخ كل بقعه يلمسها في ثوبه قال : روح لجدتي يانايف ولاتعلمها عن شهد . قول عماد انجرح وانا بمر عليها واشوفها واطمنها .
مشى للمغاسل ونادته شادن بصوت عالي رغم انه مخنوق وبدا هامس ..
: عماااد .
التفت لها قال بصوت جدي ماغابت عنه نبرة الحزن والخيبة : ادخلي عن البرد ...
ورجع التفت لفهد وخاله ناصر ونايف وهم يطلعون من المجلس قال : فهد ارجع دقيقه بس خل شادن تدخل .
اضطرت انها تدخل بسرعه والندم يشرخ قلبها ..
وهو راح غسل يدينه وحط على جرحه بلاستر بحذر ودخل عند جدته في المجلس ..
اول مالمحت عينها الدم على ثوبه وجيبه قالت : لااله الا الله علامك ياوليدي وش هالدم ..؟
رد وهو ياخذ شماغه وعقاله في يده قال : جرحني مسمار في لوح عند الاشجار ..
اخذ جاكيته قال لنايف : نايف ترى الفروة حقتي رميتها عند الاشجار محلنا قبل شوي .. جيبها بالله .. ويالله اسلم عليكم وراي مشوار ضروري .
رد ناصر باهتمام : مشوار هالحزة ..؟
تنهد عماد وحالة شهد واقفه بينه وبين الرد والكلام والتعابير وموقفه قدام شادن خانقه ومعجزه عن الكلام ..
اجبر نفسه واضطر انه يقول : مشوار مايتأجل .. اشوفكم على خير .
طلع من البيت يتبع اثر احمد والغاية يتطمن على شهد ثم يبعد ...!!!



***


دخلت البيت والقلق راسم دلايله على ملامحها ..
وراحت لامها اللي جلست مع حليمه وجات منال شاركتهم الجلسه .
قالت امها بسرعه : اش فيه وجهك ..؟ وفين رحتي قبل شوي ..!
انسدحت على جنبها وتوسدت فخذ امها قالت بهمس : احسني مقهورة يمه .
نزلت امها وجهها قريب منها وردت عليها بنفس الهمس : مقهورة ليه ..؟ لايكون عمك رفض يزوج نايف ..
هزت راسها بلا ومسحت دمعه خانتها ونزلت غصب ..
لفت جسمها ووجها على الجهة الثانية وخلت وجهها ناحية صدر امها المايلة عليها قالت : لا يمه مااعتقد نايف كلمهم لسه .
: صاير بينك وبين عماد شي ..؟
قاطعتهم منال : شادن اجيب لك بطانية .. هذا موب لبس في البرد هذا .
مسكت ام نايف يدين شادن البارده قالت : ايوه هاتي بطانية يامنال ولاعليك امر .. يدينها متجمده ..
قامت منال تجيب بطانية وجات حنان تمشي قالت حليمة : وش صار ..؟
ردت حنان : عمتي فوزية كسرت جهازها قطعه قطعه ليتها كسرت راسها .
ردت حليمه : حنان ماني خابرتس شرانية .
ردت حنان بانفعال : انا ماعليّ منها ولا لي دخل فيها بس المشكله انها مرة عمي احمد .. وانا ماارضى مرة عمي تصير وسخه مثل ليلى . ازين شي سوته انها زعلت وقالت انها بتروح لاهلها . فككككه منها ومن شوفها .
قالت ام نايف : خلاص اللي سوته فوزية عين العقل بس انتم بدال ماتتهجمون عليها انصحوها منها توعونها ومنها تكسبون اجر .
ردت حليمه بتودد لام نايف : الله يسلمتس ياام نايف انا اشهد انتس عاقلة ورزين .
وصلت منال بالبطانية وغطت شادن اللي معاهم ولاهي معاهم ..
ضمت امها على اكتافها بمحاولة منها تبثها دفء وشيء من الطمأنينة ..!



***

وقف مع احمد في المستشفى وشهد على كتفه ..
قال : الحين انا اللي طيحتك يالظالمه ..؟
ردت شهد اللي صحت اول مادخلت المستشفى بعد الارتجاج اللي صار لها من الطيحه واخذت مغذي وعملت اشعه لراسها كانت نتايجها مطمئنة ..
: ايوه انت قلت ارجعي وانا كنت ابغى اجي اسلم عليك عشان من الصباح ماشفتك .. بعدين خليتني ازحلق على الحجر وبغيت اموت .
ضحك احمد وعماد بالمثل ..
قال عماد بعد مااطلق تنهيده معبره من صدره وهو يضمها عليه ..
ويده ملفوفه بشاش ابيض : الله لايعيد هاليوم .. انا اللي والله بغيت اموت ..
قال احمد : روعتنا الله يصلحك ..
قطع احمد كلامه على صوت جوال عماد قال عماد : هذي اكيد شادن لها ساعتين تدق وانا مشغول مع الممرضه وجرحي .
مد شهد على احمد وكمل : امسك شهد وروحوا للبيت طمنوا جدتي ان مافيني شي .. وان تأخرت عليكم لاتقلقون .
هز احمد راسه متفهم لظرف عماد الواهي واللي قال انه طرأ له واقنع احمد فيه ..!
قالت شهد : عماد ابغى اقعد في المستشفى عشان يزوروني جدتي وامي وابوي وشادن وحنان ومنال وخالتي ....
قاطعها احمد : هذي مصدقة ان فيها شي .. امشي امشي بس خلينا نرجع للبيت يمدي امتس قلقت عليتس .. خلي الزيارات اللي انتي تبينها .
: طيب ابغى ورد وشكولاته زي ماما لمن جابت فيصل .
ضحك عماد وهو يضغط زر صامت ويقول لاحمد : احمد والله لتشتري لها ورد وشكولاته .
رفع احمد حاجبه قال : وانا منين اجيب لها ورد وشكولاته هالحزة .
طالع عماد في جواله اللي دق من جديد قال : من المستشفى شوف عند بوابة الزيارات يبيعون ..
حط جواله على اذنه ورد : الو .
: هلا عماد .. ماترد عليّ وخفت عليك .
رد عليها بجدية : كنت مشغول بتضميد جرحي ..
: طمني كيف شهد .!
: شهد قامت مافيها الا العافيه .
قالت : وانت ..؟ كيف جرحك ؟.
: عقموه لي ولفوا عليه شاش ..
سكتوا ثواني نفسها تعتذر والاعتذار صعب ..
وهو ماعنده شي يقوله ..
اخيراً تكلم عماد :زين .. يالله اشوفك على خير تراني ماشي لجده .
شهقت متفاجأة قالت : لأ عماد هالوقت ..؟ ليه تروح لجده ..؟
تنهد وهو يتذكر الموقف وانكساره قال بصوت محبط : عندي شغل .. يالله مع السلامه وانتبهي لجدتي .
قفل منها قبل ترد او يسمع اعتراضاتها اللي توقعها ومشى لخارج المستشفى..
ركب سيارته متوجه للطريق اللي يودي لجده ..



***


بعد كلام مشاري لها وهي ماعادت لاتاكل ولاتجلس معاهم
بس بعد الخبر اللي سمعته وحالتها حاله ..
مالها قدرة على التحمل ..
هي اضعف من انها تفقد وتفقد وبعد تفقد ..
ضمت مخدتها لصدرها و" ياربي ساعدني " مافتيء لسانها منها ..
دخل عليها مشاري وهو بالبيجامه وشكله صاحي من النوم قال : خير ..؟ واذا عرفتي ..؟ واذا مات لايكون تبينه للحين ولاتحبينه .
امتلت عيونها دموع وهزت راسها بلا قالت : مشاري والله مو متخيله انهم يعدمونه .. تكفى مشاري قول انه انحكم مؤبد بس مو اعدام .
زفر مشاري بأووف وجلس بجنبها قال : يابنت الحلال رجال اخذ جزاه واحمدي ربك انك مو على ذمته ولا يمدي فيها حداد وعدة ..
: مشاري انت مو فاهمني .. انا بس ابكي عليه لأني اعرفه من صغره وكان لي معاه عشره .. والله لويرجع الحين ماافكر اعيش معاه يوم واحد .. بس مهما كان ماابغاه يموت .. مشاري بالله تتمنى انه يُعدم .
تنهد مشاري قال : تبغين الصراحه لاوالله اهون عليّ انه ينسجن وياخذ جزاه ولا يعدم بس هذا الشرع وحكمه لو مامسكته الهيئة وهو متلبس ولو ماشهدوا عليه الأطفال ... استغفر الله العظيم .. تنفس مشاري بتعب وكمل : كان يمديه اقل شي سجن مدة طويلة .
: طيب مافيه استئناف للقضية عشان الحكم يتخفف ..؟
: المشكله ابوه صار له جلطه ودخل المستشفى بعد ماعرف سوالفه .. وعمه حاول يستأنف بس ماتغير شي في الحكم .. شوفي..! حكم اللواط اذا كان فيه شهود على المذنب وهو انمسك ماتاب فالحكم الاعدام .. اما اذا مافيه شهود او انه تاب قبل يمسكون فهذا مافيه الا سجن او يمكن يبرأونه بس قدر خالد انه يمسكونه متلبس وفيه شهود حتى زملاه اعترفوا وانه معاهم . زم شفايفه قال : ياما نصحوه ناس اعرفهم وكان يتمسخر فيهم ويرد عليهم بوقاحه .. الله بس لايبلانا ..
مسكت راسها وعيونها دامعه قالت بأسى : لاحول ولاقوة الا بالله .. ياربي من فين الاقيها .
قال مشاري بجدية : سارة قومي ابوي لايشوفك تبكين ترى خالد مايربطك فيه شي الحين ..
مسك يدها وحاول يقومها لكنها سحبت يدها وحطتها على عيونها وهي تقول : مشاري اتركني لوحدي محتاجه اجلس مع نفسي شوي .
طلع مشاري وتركها وهو آسف لحالها تطلع من حزن لحزنٍ جديد ..


***

يوم ثاني ...
كانت سالفة شهد هي اساس الحوارات واللي تفرع منها الف سالفة وسالفه ..
وشهد ماخلت احد ماحكته اللي صار واتهمت عماد انه هو اللي طيحها بالكلام مو بيده ...
سمعتها شادن وهي تسولف على حنان : هو طيحني لمن قال ارجعي لو ماقال ارجعي ماكان طحت .
ردت حنان وهي تضحك : يالخبلة .. محد يطيح من الكلام .. لو دفك صح يكون طيحك بس هو مادفك ولا لمسك .
تأففت شهد من كثر ماشرحت وفهمتهم قالت : اووووووووف ياااااااااربي كيف افهمها .. انتي غبيه ..؟ ماتفهمين ..؟ اقول لك عماااااااد طيحني على راسي وبغيت اموت ... هو قال لي ارجعي ...
قاطعتها شادن بعصبيه وصوت عالي : شههههد والله ان سمعتك تقولين عماد طيحني مااخليه يجيب لك هدية .. يالله قومي البسي صندلك .
التفتت على حنان قالت : خلاص جمعتوا اغراضكم .
ردت حنان : ايه انا خلصت شغلي باقي منال تجمع اغراض المطبخ .
قامت شادن تجمع اغراضها هي وامها وجدتها على اساس انهم بيرجعون اليوم ..
مسكت جوالها بتجربة اخيرة قبل ترجع للديرة وينقطع الارسال ..
دقت على رقمه ورمت الجوال بعيد عنها وجلست على الارض ..
مغلق مغلق مغلق من امس ..
لولا ان احمد طمنهم عليه وقال ان عماد كلمه من شقته ولا يمديها تجننت من الخوف عليه ..
سمعت جدتها وهي تقول : احمد ودى مرته لاهلها وانا وام نايف وشادن بنروح مع نايف .. والباقين دبروا عماركم .
قال ناصر اللي وقف عند الباب : السيارات واجد والعيال فيهم البركه انتي بس امشي قبل الليل يمسي مانبي نسوق في الليل .
طلعت شادن لعمها وهي لابسه عبايتها قالت : عمي عماد ماكلم ..؟
رد ناصر وهو ينقل نظره بينها وبين امه : الا توه كلم فهد ..! دقي عليه .
زمت شفايفها وفهمت انه مطنشها ..!
طيب ليه .. وش سويت له ..؟
ليه مايبغى يكلمني ..؟
طلع عمها ووقفت بمكانها دقايق طويلة تفكر وتفكر وتفكر ..
والنتيجة احباط وقهر ..!
دخلت امها اواخذت ام ناصر لغرفتها ولبستها عبايتها وسوت لها برقعها والثانية دعت لها وشكرتها بطريقتها ..
انزوت شادن في ركن الصاله وفتحت الرسايل وكتبت ( ترى ماصار شي حتى تتهرب مني لهذي الدرجة كنت حابة اتطمن عليك لااكثر .. )
دق جوالها بسرعه وطالعت فيه بلهفه ..!
لكن سرعان ماخاب املها وهي تشوف المتصل نايف اللي استعجلهم يمشون قبل المغرب يجي ..!



***


اليوم هو الخميس
جو الاجواد بارد جداً وينذر بالمطر ..!
ماتبي اليوم يمر ..
خلاص وتقرر مصيرها ..!
وابوها سمَّعها كلمتين من النوع الثقيل واللي مايتراجع فيها ابد " والله يانوف ان سمعت ولاشفت شي يكدرني ولا يكدر امتس مايصير لتس طيب واني لاوديتس مسفر لين يظهر الدلع هذا من قلبتس .. انا مشكلتي دلعتس زود(ن) عن خواتتس .
ارتجفت شفايفها وهي تسمع اذان المغرب ونورة تدخل عليها وتمسك راسها وتقول : ياويلي انتي ماتحركتي للحين .. ابوي يقول حمود بياخذها بعد صلاة العشا .
ردت نوف باحباط : ماابي البس له وماني مخليته يشوفني وان رحت معه فهو عشان ابوي .
قالت نورة بتودد : يانوف هذي ليلة العمر مهيب متكررة .. خلي الكوفيرة اللي جابتها خالتي عاليه تسوي لتس مكياج .. وتراها جابت لتس فستان يخبل ..
قالت نوف بعصبيه : ماابي البس ولا ابي اتزين ...
قاطعتها نورة : اسكتي خالتي عالية تقول والله ان عيَّت اني لاعلم ابوها عليها يجي يسنعها ..
دخلت خالتها مع الكوافيرة اليمنيه اللي جابتها من الطايف كونه اقرب مكان آهل بالخدمات ..!
قالت الكوافيرة وهي تطالع في نوف الذبلانه : لا لا مايصير ليه عروسنا مكشرة كذا .
ردت عاليه بحماس : لا لا بالعكس فرحانه وبتقوم الحين تلبس لأن رجالها بياخذها بعد العشا ومافيه وقت يالله يانوف .
ردت الكوافيرة : مستحيل نخلص بعد العشا .. يبغى لنا وقت طويل اقل شي اربع خمس ساعات .
قالت نوف ببرود : خلاص ارجعي مهب لازم تسوين لي شي .
سكتت الكوافيرة وتكلمت عاليه بلهجة مهدده : قومي قومي واسمعي الكلام ولاترى والله مايردني عن ابوتس شي .
طالعتها نوف ووقفت بإذعان ..
وسلمت نفسها للكوافيره اللي بدأت فيها بهمه وخبرة واستعجال على امل انها تخلص بدري ..
من بعد الغرب بدا الزواج العايلي اللي اقتصر على اهل لافي واهل ام نوف ..
وعدت الساعات ..
نادت ام حمود : يالله اعجلوا حمود عند الباب .
ارتجفت كل كلها ..
كل خليه فيها رافضة واقعها
ياليتني اموت ..
ياليتني اموت قبل لااطلع مع الباب
ياليتني اموت قبل يشوفني او اشوفه ..
دقتها خالتها وهي تشوف دموعها تنزل من عيونها على الكحل والألوان اللي احاطت عينها ..!
قالت ام حمود بسذاجة وعفوية : بسم الله علينا .. نوف وشو له الدمع ترى بيتس جنب بيت اهلتس اللي يشوفتس يقول بتسافر ولا تروح بعيد .
ماردت على عمتها واكتفت بالصمت ..
دخلت نورة بزينتها البسيطه وفستانها الكحلي البسيط بأكمامه الكت وشكه الخفيف وعليها شال يستر يدينها ..
قالت : يالله يالله ابوي معصب يقول خلوها تطلع حتى لو ماخلصت . خالتي عباية نوف الجديدة وين ..
مدت عليها عالية العباية ولبستها نورة بعجلة ..
كانت ساكته ..
مخنوقة ..
تمشي على الجمر برجولها ..
وابوها حط القيد في رقبتها ..
قالت عالية للعنود اللي تطل من بعيد على نوف وهي مستحية من الوضع وخايفه من ثورة نوف : العنود روحي جيبي لنوف عصير وشي تاكله ..
انطلقت العنود بفستانها الابيض الطويل عليها اللي اشترته لها نورة بناءً على طلبها .. ورجعت بعد وقت قصير وفي يدها قطعة عيش حشتها بجبنه وكاسة عصير انكفى نصفها في طريق العنود من عجلتها .
قالت عاليه : نوف اشربي لاتفضحينا في الرجال ان رحتي ووجهتس اصفر .
ردت بهدوء : ماابيه .
قالت نورة : ماعليه ياخالتي هي متعودة ماتاكل .. والعصر انا غصبتها تاكل معي شابورة .
قالت عاليه وهي تلبسها طرحتها وتلفها على وجهها : وانا اقول ورى وزنها نازل نصه ...
نفسها تبكي ..
تعبر ..
تفضفض لاحد .. بس محد راح يقدر والكل بيهجم عليها ويهاوشها وينتقدها .
بلعت قهرها بداخلها وطلعت مع امها اللي مسحت دموعها وهي تقول : حطي رجلتس في عيونتس وانا امتس ..
قالت نورة وهي تضمها من ورى وهي مخنوقه : نوف اقري المعوذات ولاتنسين الدعاء اللي قلت لك .. اول ماتدخلين بيتك ادخلي برجلك اليمين وقولي بسم الله توكلت على الله واستعنت بالله واعتصمت بالله ولاحول ولاقوة الا بالله ..
اقري المعوذات وقولي بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم ..
هزت راسها بربكه وخوف وقهر وسمعت امها وابوها يوصون حمود عليها عند الباب ..
رجعت نورة وخلتها تطلع مع ام حمود ..
أخيراً ركبت السيارة من غير ماتلمح منه شي ..!
كان واقف بشكل عريس والفرحة بداخلة مكسورة عكس أي معرس بمكانه ..
ركب بجنبها وحرك السيارة بسرعه قال : السلام عليكم .
التفتت للشباك وتمتمت لأن رد السلام واجب : عليكم السلام ..
قال : وشلونتس يانوف ..؟
وش تتوقع ..؟
ماني بخير وانت بحياتي ..!
سكتت واعاد سؤاله بصوت اعلى : وشلونتس يانوف ..؟
همست ودموعها تنزل : مو بخير .
طعنته بردها ومع هذا ابتسم قال : ادري انتس موبخير وانا رجلتس .. بس مع الايام بتصيرين بخير ان شاء الله .
طالعت في الطريق اللي مسكه حمود ويودي لخارج القرية ..
تذكرت البير ومغامرتها وجية حمود وزعله وطلبه لتعجيل الزواج ..
قالت برعب : وين بتوديني ..؟
طالع فيها ووعوره قلبه وهو يحس بخوفها ..
رد بهدوء : علامتس خايفه .. حنا عرسان ونبي نروح نقضي شهر العسل على قولتهم .. ولاتبينا نجلس في بيتنا من اول ليلة .
استكانت روحها وهدا خوفها ..
وحست بشي غريب في داخلها
شي جديد اول مرة تحسه
عرسان ..؟
وشهر عسل ..؟
ونقضيه برا الديرة ..؟
يعني بروح اتمشى واشوف الدنيا ..
جات صورة عماد في ذهنها ..
لو انه هو اللي بجنبها كيف بيكون شعورها بالفستان والمكياج ..
نفضت راسها واستغفرت ربها بصوت هامس وصل لحمود ..
وكأن عماد الحلم الجميل استحال لذنب لايغتفر ان دنت منه ..!
عماد والتفكير بعماد صار من المحرمات طالما انها تزوجت وصارت على ذمة رجال ..
هذا اللي عرفته من امها وخالاتها ..
المرة اذا صارت على ذمة رجل وفكرت بغيره مالها الا القتل والنار المصير عند ربها ..
الأشياء اللي انزرعت فيها من صغرها لازالت تمشي عليها وصيانة الزوج من اولويات امها وخالاتها اللي زرعوها فيها بفعلهم وقولهم ..
قال حمود وهو يشوفها ساكته وتحرك اصابعها بأظافرها القصيرة المقصفة والمطلية بمناكير لونها بني داكن : نوف تبين جده ولا الطايف ولا الجنوب ..!
ها .. ؟؟؟
جده وبحرها وشوارعها وأسواقها ومبانيها ..!
الطايف اللي اذا رحت له زيارة ساعات ومااتجاوز المحلات اللي اروح لها .. ورجعت تعبانه من المشوار ومنهد حيلي ..
انا اروح للجنوب ..!
وأشوف ابها اللي يقولونها والسودة والحبلة وحايل وجبال الجنوب وسحابها اللي يغطي بيوتها الشاهقة ..
لا لا لا هذا اكبر من احلامي وفوووووق توقعاتي ..!
هذا لايكون يتمسخر ..!
ماقدرت ترد ..
واكتفت بالصمت ..
قال : علميني أي مكان تبين لاتسكتين ترى كل شي بيني وبينتس لابد نشترك فيه من الليلة حتى القرارات والأماكن اللي بنروح لها ..!
همست بـ : ماادري على كيفك .
ارتمت على شفايفه شبه ابتسامه قال : زين اجل نبي نروح لجده الجنوب الايام هذي محد يروح له من البرد وجده دافيه .. والايام جاية نلف السعودية كلها واذا ربي كتب لنا عمر نسافر برا .
كان يمطرها بالاحلام ..!
ويمنيها بتحقيق اشياء من امنياتها
بس المشكله انه حمود
حمود اللي عمرها ماحبته ولاشافته زوج ولا شريك لحياتها ..!
قالت برغبه في الخروج من الديرة ممزوجه برفض لشخص حمود وبلهجة حادة وعصبيه : انا ماعندي ملابس وشلون اروح معك .
رد بحماس : لاااا ماعليتس انا موصي البنات يحطون لتس اغراض تكفيتس اسبوعين والسوق قدامنا تشترين اللي تبين ..
سكتت بصدمه واكتفت بتتبع الطريق وهي تتأمل وتتمنى وتمني نفسها ..!
وهو شغل المسجل اللي صدح بصوت عبدالمجيد عبدالله وبـ انت منت انسان اكثر ..
اخيراً انتهى الطريق بعد اربع ساعات ونص قضوها كلها وهم ساكتين وكلاً في افكاره ..



***

في بيت ناصر ..
كانت اكثر الناس فرح ..!
القرب ثم القرب ياعيال خالد ..!
نايف وشادن اللي ابعدتهم الدنيا عنها سنين قربهم الحظ والنصيب .
قالت لناصر المتفاجيء بالخبر : نايف ولدك لاترده ..!
رد ناصر : ايه بالله ولدي .. وبنتي مهيب لاقية(ن) احسن منه .
قرب فهد من نايف قال : يالملعون اثر عندك علوم وماعلمتني وانا ماخليت عنك شي ..!
قال نايف وهو يبتسم : والله مافكرت بالزواج الا من كم يوم .
شد فهد على يده قال باسلوب مرح يحاول يخليه جدي : لايكون شايفٍ اختي ثم مايشفيني فيك دمك ..
قهقه نايف باستهبال قال : لا لا مخلي الشوف لك .. انا رجال ماابي الحرمه اللي اشوفها قبل الملكة .. ولاتقول ماعندنا شوفة في الملكة تراني لازم اشبك حرمتي .
: لالا لا النظرة مهيب عندنا ولا اسمعك تقول شبكة وخرابيط ..
فتح نايف عيونه واضطر انه يسكت وعمه يقول : نايف ياولدي بنتي مهيب لاقيةٍ احسن منك وهذاني عطيتك واخوانها موافقين وهي بعد مهيب رافضتك ..
قاطعه بندر : بس ولو يبه لازم ناخذ رايها ولا وش رايك ياابو خالد .
عدل نايف جلسته قال : لا مايرضيني الا انكم تاخذون رايها .. وانا عموماً ابيها اليوم خطبه والملكه ان وافقت البنت بخليها بعد ايام اذا جبت الفحص الطبي ..
حاول ناصر يعترض ويملكون بدون فحص مثل نوف وولد عمها يوم ملكوا وجابوا الفحص بعد اسبوع من ملكتهم بس اعترضوا العيال وقالوا احسن يمشون بالطرق السليمه والملكة بعد اسبوع ..!
انتهت الخطبة على خير واطمئنان وانتهى اليوم بمغادرة نايف وامه للديرة ..
لأن بكرة دوامات ويوم جديد له في شركة المعالي اللي يملكها ابو زميله ابراهيم ..!


***

بدلت ملابسها بجلابيه عادية لقتها من بين الملابس اللي اختاروها لها خالتها ونورة وجلست في الغرفة الصغيرة التابعه للشقة المفروشة اللي اخذها حمود في احد احياء جده المتواضعه وتناسب وضعه المادي ..
دخل حمود عليها قال : تعالي للصالة تراني طلبت لنا عشا .
طالعت في وجهه لأول مرة بوضوح من سنين ..!
عيونه المتوسطه بنظرتها الحاده واللي تنم على شجاعه ومواجهه ..
شنبه الخفيف المشترك بلحية ( سكسوكه) خفيفه ..!
وملامحه الحاده واللي تنم على ان وراها شخص مايخاف ..
تغير حمود عن زمان ..!
كبر وطلع له شنب صار له لحية ..
بس مااحبه ..!
قالت وهي تطالع في السرير اللي عمرها ماعرفت النوم عليه : ماابي شي تعبانه وابي انام .
مسكها بيدها ونفضت يده بقوة وهي تقول بصوت عصبي يرتجف : قلت لك ماابي آكل لاتغصبني على شي .
سكت وهي ترتجف وعيونها على الارض قال : زين زين .. ليش منفعله ..
حطت يدها على شعرها وشدته بقوة قالت : ماني منفعله بس لاتغصبني على شي .
هز راسه ووقف يطالعها وهي راحت للسرير ..
تمددت عليه وتغطت ..!
شعور جديد
واحساس جديد
سرير وغطاء وثير
ومكان مختلف
مسكها بيدها وسحبها قال : نوف انا ماابي اغصبتس على شي بس كلامي اذا قلته لتس لاتخليني اعيده ولاتحاولين تراديني .
حاولت تعترض بس سكتها وهو يقول قومي خليني اوريتس الشقة اللي بنجلس فيها اسبوعين ولا ثلاثه .
انصاعت له خوف ورغبة في استكشاف الشي الجديد عليها ..!
شقة صغيرة وشبابيكها قزاز ..
لها ستاير وأبوابها خشب ..
فيها كنب وطاولات قزاز ..
والمرايا الأنيقه بكل مكان ..
الحمام عمرها ماحلمت فيه ..!
والمطبخ بالنسبة لها حلم على قدها ..!
كل المكان خيال وأحد احلامها ..
عكس بيت ابوها الشعبي المتكسره اطرافه ومتشققه جدرانه ..
بأبوابه الحديد المصدأة وشبابيكه اللي تشبه اسوار الطيور ..!
تخيلت نورة والعنود وهن نايمات على الارض ..
وهي الليلة بتنام على سرير ..
وأي سرير ..!!!!
بس وشلون وحمود شريك لها في المكان والسرير ..!
سمعته يقول : ترى اذا مااعجبتس نغيرها عادي .
وش اللي مااعجبتني ..؟
الا اعجبتني وابهرتني بعد ..!
وماابي اطلع من هالمكان دوم وابد ..
نزلت راسها للارض لأن الكلام يصعب عليها مع اضطراب مشاعرها وتضادها وتناقضها ..
وصل العشا ..!
وراح حمود يجيبه ويحاسب عليه وهي وسط انبهارها وذهولها ..
رجع وحطه على السفره وأغرتها الريحة بجنون ..!
شي عمرها ماشمته ..
الا الا قد شمته مرة او مرتين ومن سنين ..!
سمك ..!
ايوه عرفت ريحته ..
زمان ابوها يوم كان بصحته جاب لهم سمك ..!
قال حمود : اجلسي ترى موب لازم عزيمة البيت بيتس وانتي راعيته ..
غمضت عيونها وهي تحلم بالحياة الجديدة ..
ساكته ماتبي تخرب حلمها بالرد على حمود ومناقره ..!
كان يشوفها ساكته وتتأمل المكان ..!
يدري انه غريب عليها
هي ماقد طلعت من جده الا لأماكن مثل ديرتها ..!
لو نوف عندها اخوان او ابوها شاب يمديها شافت ..!
بس لااخو ولاقوة ابو ..!
قرب من فمها قطعة سمك غمسها في الطحينة اللي تجهلها نوف قال : اكلي هذي من يدي .
هزت راسها بلا بخجل وبعدت عنه وقدَّر حمود خجلها وماحب يجبرها ..
اكلت بخجل وهي تتلذذ بكل شي حولها ..!
المكان والزمان والدنيا الجديدة والغييير ..!
اخيراً وقف حمود وراح يغسل وأكلت لقمتين كبار تشبع بها جوعها ورغبتها قبل حمود يرجع ويحرجها ..
هذي حسنة حمود الوحيده ورَّاها شي عمرها ماشافته ولاحسته ..
قامت شالت الاكل قالت لحمود اللي جا يمشي وراها : ارميه ولا احطه بالثلاجه .
رد حمود بذكاء : لا لاتحطين شي في الثلاجه .. محدٍ بآكله .. لأن من بكرة بغديتس واعشيتس في مطعم ..
اليوم حمود امطر الأحلام عليها مرة وحده وأغرقها ..
مطعم
وطاولات وكراسي
وملاعق وشوك وسكاكين
وصحون زي اللي تشوفها في التلفزيون ..
وحلم من ضمن الاحلام بيحققه حمود ..
ببساطه لأنها زوجته ..
ويعيشون شهر عسل ..!!!


--------------------------------------------------------------------------------


اسبوع مر عليها ..
وهو مارجع ..!
وش فيه كذا ..!
ليه يتهرب ويبعد ..!
تخيلته مريض وتعوذت من الفكرة والتخيل
وتخيلته مسافر ومشغول واستبعدت الفكرة لأن احمد امس قال انه كلمه ..!
وتخيلته يتعالج ..!
رحبت بالفكرة وتمنتها ..
وقفت على باب فصل خامس وطالعت في الادارة ونوير جالسه على الكرسي وتدير المدرسة بدال نوف العروس ..!
والتفتت على العنود اللي جات من الحمام واستغلت الفرصه وكلمتها ..
: ابلا شادن .
: هلا العنود اش مطلعك من فصلك والحصة لسه ماانتهت ..
قالت العنود بارتباك : ابلا انتي وش فيتس زعلانه .
ردت شادن وعلى شفاهها ابتسامة غصب : من قال اني زعلانه ..؟
: ماتضحكين مثل اول وشهد تقول انتس بكيتي امس في المطبخ عشان عماد مارجع .
عضت على شفتها وهي تتذكر انها دخلت المطبخ وبكت من احمد لمن قال عماد يسلم عليكم ويقول يمكن يتأخر ..!
قالت : شهد قالت كذا ..؟ لا ياعمري هي تحسبني ابكي وانا كنت اقطع البصل .. ههههههههه انتي ماقد بكيتي من البصل ..!
: لا بس نورة اختي هي اللي تبكي .. ابلا ابلا شفتي نوف اختي اعرست .
: ههههههههههههههه ادري ياعمري الله يوفقها .
فتحت العنود عيونها قالت : انتي تحبينها عشانها خلتني اودي عماد الرسالة حقتس ..
عقدت شادن عيونها قالت : أي رسالة ..؟
: الرسالة هذيك اللي عماد قطعها يوم قراها .
غمضت عيونها بقوة وهي تتخيل نوف ترسل لعماد كلام حب ولا شي ثاني قالت : متى صار الكلام هذا ..؟
: ابلا ماتذكرين في رمضان ..
قاطعتها شادن : وش قال عماد .؟
: قال خلي اختس تعطيها شادن وتستر على عمرها .. مدت العنود شفتها السفلى وكلمت : بس ماقدر نوف تجمعها لتس لأنه قطعها صغار وطااارت في حوشنا .
حست بنشوة انتصار ..
وزاد اعجابها فيه ..
وش يردني لااحبك ياعماد ..
رجولة وكرم ودين واخلاق ..
سمعت نوير تناديها وراحت لها والابتسامه على وجهها بعد ماحذرت الطالبات مايطلعون ولايزعجون وقالت للعنود ترجع لفصلها ..


***

رجع للشركه بعد المشوار اللي اثقله وغامر فيه ..!
رمى نفسه على الكرسي بتعب وأرق نفسي ..
وش اللي سويته ..!
صح ولا مو صح ..؟
اللهم اني سعيتُ خيرا..
اللهم الهمني الصواب وأعني على فعله ووجهني للخير وطريقه ..!
ضم وجهه بيدينه ..
ولهج قلبه ولسانه بـ ( ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولاتكلني الى نفسي طرفة عين )
دخل فهد عليه بملل قال : انت وين رحت لي ساعه احوس انا وفايز في هالصفقه نوافق عليها ولا لا .. شوف .
حذف عليه الملف وجلس على الكرسي المقابل ..
فتح عماد الملف وتصفحه خلال دقايق قال : انتبهوا من نواف ال... لاتتعاملون معه بالمرة .. وشلون نسيت لااقول لفايز .
: ليش وش فيه هذا ..
: هذا مدعوم من ناس كبار ولو نموت مااخذنا حقنا منه .. فكوني من المشاكل والخساير .. ترى وراي صفقة العمر بعد ايام .
دق جوال عماد ورد بعد ماشاف اسم نايف على الشاشه ..
: هلا والله ابو خالد ..
: هلا بك ياابو مشعل .. ها الخميس بتكون في الديرة ولا لا .
حك عماد شعره قال : لاوالله الخميس مسافر للاردن .. بس مش امورك لاتنتظرني .
: لاوالله مااملك وانت مو موجود . اللي خلانا ننتظر الايام اللي راحت يخلينا ننتظر اسبوع .
ضحك فهد وهو يسمع عماد يقول : يارجال علومك واصلتني يقولون من يوم دريت ان البنت وافقت وانت على جمر ..
قال فهد مقاطعه : خله يجي الخميس بنملك له ونفتك من ازعاجه .
قال نايف وهو يضحك : من يقول اني مستعجل ترى لوتبيني انتظر للصيف عادي انتظر المهم العرس في الصيف .
ضحك عماد وبارك له ووعده انه مايطول عن اسبوع ان سهل ربي اموره وقفل منه ..
قال لفهد : وانت وش سويت بموضوعك ..؟
سند فهد بظهره على الكرسي قال : حاولنا في الوالده وهي معنده وانا حلفت اني مااوافقها على العرس الا من هالبنت .
ابتسم عماد وهو يقلب في اوراق منثورة امامه .. ويتحاشى النظر بعيون فهد حتى مايحرجه : وانت لهالدرجة متعلق في البنت .
مسد فهد لحيته اللي بدا شعرها يطلع قال : ها ... لا وشو اللي متعلق .. ماهمتني ولافكرت فيها .. بس عشان اسكت اهلي .
: اما تسكت اهلك .. علينا يابو ناصر ..
قاطعه فهد وهو يضحك قال : تبي الصدق والله ماعمري تخيلت ان فيه بنت تلعب في حسبتي مثلها .. المهم انت لاتطول ترى مااستغني عنك وامي تسمع كلامك وتحب مرتك خلتها تقنعها ..
عض عماد على شفته العليا وشادن ترجع له من جديد وتهاجمه بعد الموضوع اللي صار قبل شوي ..
قال : الله يعين .. اذا رجعت يحلها ربك .
اخذ فهد حبة شكولاته من فوق المكتب فتح غلافها ودسها في فمه قال : وش عندك في الاردن .
فتح عماد الدرج بارتباك قال : بروح ازور واحد من اخوياي ... المهم انت لاتروح للديرة لين تقابل مندوب شركة الرايد بنفسك ..
هز فهد راسه قال وهو يوقف : ابشر .. يالله انا بسبقك على الشقه وباخذ لنا غدا تراني ميت من الجوع .


***

حاول يصحيها بس نومها ثقيل وماحست فيه ..
اليوم لهم اسبوع وهي منطوية على نفسها ..
كل ماحاول يقرب منها ابتعدت ..
والاكل ماتقرب منه الا لقمة وترجع تدخل الغرفه ..
ماطلعوا من يوم جوا بحجة انها ماتقدر وماتبي ..
وعذرها اللي ماافصحت به لحمود انها مستانسة على التلفزيون وقنواته الفضائية الكثيرة ..
اول مرة تشوف قنوات غير السعودية الأرضيه واللي مايوصلها البث لديرتهم بوضوح ..
رفع اللحاف عنها وهي منطوية على نفسها وناداها بصوت عالي : نووف نووووف .. يالله قومي .
فتحت عيونها وارتعبت وهو جالس بجنبها على السرير قالت : ارجع وراك .
مسكها بيدها وجلسها قال : قومي صلي الظهر والعصر والبسي بنطلع .
: ماابي اطلع .. اذا ودك تطلع روح على كيفك بس انا لا بجلس هنا .
تنهد قال : اسمعي يابنت الناس قومي بالطيب واسمعي الكلام ترى للحين النفس عليتس طيبة ..
زاد تنفسها وحطت طرف اصبعها في فمها وهي تنهشه بأسنانها قالت : لا تغصبني على شي ماابيه .
اخذ نفس عميق قال : طيب انا ماني غاصبتس على شي .. بس قومي ماتبين تشوفين البحر تتمشين تطلعين تغيرين جو من يوم جيتي وانتي حابسة(ن) عمرتس في هالحجرة . كل ماقلت بنطلع نتغدى ولانتعشى برا عييتي ..!
طالعت فيه وهي تسحب كم قميصها القصير على يدها قالت : طيب اطلع خلني اتوضأ واصلي والبس .
مسح حمود على راسها قال : تعوذي من ابليس وقومي وهدي اعصابتس ترى الدعوة ماتحتاج كل هالعصبية .. خلينا نظهر ونستانس قبل نرجع لبيتنا .
قشعر جسمها من قربه ورفعت يدها وهي ترتعش قالت : طيب بس اطلع .
طلع من عندها وقامت للحمام ..
متوترة وخايفه ومرتبكه وماتوقعت انها بتنصاع له وتسمع كلامه ..
رغم انها مرتاحه هنا اكثر من بيت ابوها الا انها رافضه تعيش مع زوج هو حمود وبداخلها قرار للتحدي والعناد والصد ثم الصد ..!
بعد ساعه صلت فيها وبدلت قميصها بتنورة طويله الوانها مابين التفاحي والزيتي وبلوزة بلون زيتي سادة تبين تفاصيل صدرها ووسطها اللي نحلوا بشده من قرابة الشهر وأكثر ..
طلعت بعبايتها وشافته جالس على التلفزيون وهو لابس بنطلونه الابيض وفنيلة قطنية ..
تحرك من مكانه ودخل الغرفه لبس ثوبه وشماغه وعقاله وطلع معاها ..
طلعت تمشي بحذر وهي تتأمل المكان
المصعد خوفها ليلة هي جاية بس بلعت خوفها وتشجعت وسكتت واليوم اول ماتحرك مسكت بذراعه وهو شد عليها وابتسم قال : تراه عادي مايخوف .
انفتح الباب وطلعت معاه وقلبها يدق بقوة ..
العالم غريب عليها والأشياء حولها مثيره وفظيعه ..
ركبت معاه السيارة واخذها لمطعم قريب من الشقه ..
وأخيراً دخلت مطعم وبتاكل فيه ..
مو مصدقه ..
احلامها بدت تتحقق على يد حمود ..
ابتسمت من تحت غطاها وهي تسمع اصوات ناس حولها وأطفال ..
قال حمود : نزلي غطاتس ترى محد يشوفنا .
تبي تنزله وتشوف زين ..!
تبي تشوف تتأمل الدنيا قبل ترجع للديرة
تبي تفتح عيونها بقوة وتحسس نفسها انها مو بحلم ..!
سحبت غطاها بهدوء وعيونها على الطاولة ..
طالع حمود فيها وتذكر كلام امه .. " البنت متغيره وتبي لها علاج ان ماقدرت تعالجها ولا ودها لدكاترة يعالجونها ابرك لك "
طالع في طرف اصبعينها السبابه والوسطى وهوي متآكلة ..
قال : نوف .
رفعت راسها له وغضت طرفها بسرعه عن الاصطدام بوجهه ..
قال : قد رحتي للحرم ..
: ها ..؟ ايه اعتمرت مرتين .
: بس .
طالعت في الورقة اللي على الطاولة وثنت طرفها قالت : ايه بس .. اجل شايف عندي احد يوديني كل شوي .
عقد حواجبه وشبك يدينه في بعض قال : تبينا نروح للحرم .
عضت على شفتها وهزت رجلها بقوة قالت : ايه .. لا لا .. ماادري عنك ... على كيفك ..
ضحك بصوت واطي قال : ارسي لتس على علم .. تبين الحرم ولا لا .
ثنت الورقه قالت : انا مااقدر اقف واجد .. فيني دوخه .
غمض بعيونه ورجع طالعها قال : هذي امرها هين نروح لدكتور وتشوفين وش سالفة الدوخه وناخذ لها علاج ..
عقدت حواجبها قالت : لا لا ماابي دكتور ولاعلاج .. انا برجع للبيت خلنا نقوم .
مسك يدها قال : وش فيتس انتي .. من يوم شفتس وانتي مرعوبه .. اصبري الغدا بيجي الحين ثم بنروح للبحر ولاماتبين تشوفينه .
اكتفت بهزة راسها قال بسرعه غطي وجهتس جا الغدا ..


***

اسبوع آخر ...!!!
اليوم الجو ماطر بقوة ..
والكهرباء منقطعه في الاجواد ..
وبعد المغرب بدا الظلام يخيم على الديرة ..
فوزية قاعده وولدها بجنبها مخليته يلعب حتى مايروح للسراج وتحرقه نار فتيلته ..!
قال احمد وهو يشوف شادن تجلس ومعاها صينية فيها حليب وساندوتشات : عز الله جا في وقته .. اصبري خليني اغسل يديني عن القاز ..
طالعت في السُرج ( جمع سراج ) ( الفوانيس ) اللي شغلها احمد احتياط اذا مااشتغلت الكهربا ..
قالت لجدتها المنسدحه وتسبح بعد صلاة المغرب : جدتي قومي اجلسي خذي لك فنجال حليب . والتفتت على فوزية قالت : عمتي قربي منا .
قال احمد وهو واقف عند المغاسل : ترى عماد رجع ... قطع كلامه وهو يشوف شادن تشهق بعد ماانكب من الحليب قطرات على يدها ..
قال : بسم الله الرحمن الرحيم .. هذا وانا مولِّع(ن) السراج .
اخذت لها منديل ومسحت به اثر الحليب قالت : هو ماآلمني بس خفت لمن انكب .
قالت ام ناصر : جبت طاري رجلها وارتاعت .. الا هو وراه ابطى على بيته ومرته ..؟
قال احمد : الرجال كان مسافر له اسبوعين وتوه راجع من يومين .
ماعندها كلام تقوله ..
ماتقدر تعاتب ولاتلوم ولاتعذر .
حاولت تتناسى مثل الايام اللي راحت وتفوض امرها للي يعقد العقد ويحلها ..!
صبت لعمها بياله ومدتها عليه وبياله ثانية لجدتها وثالثه لعمتها والرابعه لها هي ..!
بدا الجو يظلم اكثر ونور السراج ( الفانوس ) هو اللي ينير المكان ..
ريحة المطر تخللت للمكان مع الشبابيك المفتوحه ..
والهواء البارد يلفح اجسادهم المغطاه بأنواع الصوف والقطن ..
قال احمد : اشوا اني شفت المطر في الديرة قبل لاارجع .
ردت ام ناصر بلهفه : ياوليدي وش يرجعك بدري .
ضحك احمد ورشف من بيالته وقال : ههههههههههههههههه الله يخليتس لي لو بكيفي ماطلعت من الديرة ساعه وحده بس شغلي ورزقي مهوب فيها .
ردت فوزية : احمد اذا منت مرتاح مع ليلى ترى ربي حلل لك ثلاث غيرها .
قالت ام ناصر : ايه ياوليدي ورى ماتخطب وتريح عمرك كود ان الله يرزقك بعيال .
التفت على شادن وهي شاردة .. قال : شادن معنا ولا بعيد .
انتبهت لعمها قالت : الا معاكم .
قالت فوزية : جبنا طاري الحبيب وراحت معه .
ابتسمت لعمتها بألم ..
اشوا ان الملامح ماهي واضحة على الضو الخفيف ولا يمدي ملامح خيبتها فضحتها ..
قال احمد : وش رايتس تخطبين لي ياشادن .
استغربت كلامه وفتحت عيونها قالت : انا اخطب لك ..؟
: ايه ابي لي وحد سنعه على ذوقتس جربنا ذوق فوزية وطلع خايس .
ضحكت شادن وفوزية تتحلطم وتقول : والله ان ليلى زمان مافيه منها بس غرتها المظاهر وشافت نفسها بعد السفر ..
قالت شادن بجديه : انا مااعرف احد بالديرة وماابغى اخرب بيت ليلى .
قاطعها : من قال اني ابي من الديرة .. ابي وحدة من جده . بعدين ليلى ان ماطلقتها ولاتراني متزوج عليها ان مااعتدلت وصارت مرة .
قالت ام ناصر : تبي تجيب لنا واحدة(ن) مااعتادت عيشتنا .. حنا ماسدنا ليلى وبغضها لعيشتنا .
عدل احمد جلسته ورفع يده عن التكاية قال : انا ولد ابوي ..؟ اجل هي تبين لكم دلعها وقرفها وانا محذرها ان فتحت فمها ولا تذمرت لاذبحها .
قالت ام ناصر : ايه عيت تذوق قهوتنا وعيت عن عيشتنا ومن يوم جات وام نايف تسوي لها عيشة خاصة .
زم شفايفه قال بقهر : ليتني والله داري ... كمل وهو يوجه لشادن الكلام : وامتس وش تسوي للسيدة ليلى ..؟
ضحكت فوزية قالت : انا اعلمك وش تسوي .. غيرت صوتها تقلد ليلى واسلوبها .. كااابتشينو .. بروست .. بيززا ..
عفط ملامحه قال : اجل بيزززا .
وبنفس الصوت كملت فوزية : ايه من زود النعومه يااخوي بيززا مو بيتزا حقت البدو اوووف ...
كملت بصوتها العادي وهي تضحك : عاد ام نايف كل ماقلنا لها اقعدي قالت مسكينه مو متعوده على الاكل هذا مصدقة دلع ليلى ..
فز احمد ووقف وهو يقول : انا ولد ابوي .. عز الله مامسنعها غيري ..
ردت ام ناصر : اعوذ بالله من ابليس انت وين بتروح هالحزة ..؟
: بروح اجيبها واربيها بيدي .
حلفت ام ناصر يمين انه مايروح في الليل والمطر واذعن لامه ورغبتها وحلفها ..!
قالت شادن بخوف : عمي الله يخليك لاتتمشكل مع زوجتك بسببنا ..
قاطعها وهو يقول : لازم اعلمها السنع ياشادن انا اخذتها من بيت اهلها سنعه ومااعقل منها احد ومع الوقت لقيتها تستخف بس والله لاردها لعقلها وانا احمد ..
قامت فوزية لشهد تخاصمها عشان لعبها في السراج ورفعت السراج على مكتبة التلفزيون القريبه من جلستهم ..
كانت شادن ساكته وتفكيرها عند عماد ..
ليه سافر ..؟
شغل ولاتغيير جو وسياحة ..؟
ولا هروب من بعد ماحس انها عرفت مرضه ..؟
طالعت فيها جدتها وحالها مو عاجبها قالت بتودد : شادن يابنيتي حالتس مهب معجبني علامتس عسى ماتونسين شي .
ردت شادن وعلى وجهها ابتسامه ود لجدتها الحانية : مافيني الا العافيه ياجدتي .. بس يمكن عشان الزكام اللي جاني اليومين اللي راحت .
وقف احمد وراح لفيصل وشاله ولاعبه والثاني يضحك بعد مااعتاد على احمد وآلف وجهه ...
وتهلل وجه ام ناصر بفرح قالت بصوت خافض : الله يبشرني عنتس بالعلوم اللي تسر .
فهمت شادن قصد جدتها قالت : لا ياجدتي مو اللي في بالك .
وبلهجة رجاء ان اللي في بالها هو الحقيقة قالت : يابنيتي ماتدرين .
قاطعتها شادن : الا ادري ياجدتي ومتأكده .
قالت فوزية بتأكيد وهي تجلس قريب منهم : لا يايمه انا بعد ادري مو حامل ..التفتت على شادن قالت بجدية : بس والله تأخرتي ياشادن خلينا نفرح بعيال عماد .. ترى حلمنا نشوف عياله ..
سكتهم صوت السيارة اللي وقف محركها قريب من البيت . ..
الشبابيك المفتوحه وانعدام اصوات التلفزيون والردايو المزعجه اتاحت لهم سماع الاصوات المنبعثة من الخارج بسهولة ..
اول ماخطر في بالها هو ..
بس استبعدت الفكرة وتوقعته احد اعمامها ..
انفتح الباب بالمفتاح وعلا نبضها وكأن قلبها هو اللي يخنقها ويدور على منفذ للخروج ..!
قال احمد : هذا ابو مشعل وصل .
سمعت صوته وهو يضحك لشهد اللي راحت تستقبله ويقول لها : ياهلاااااا بالمزيونه ..
سلم عليها وشالها وهو يقول : ها سامحتيني ولا للحين .
طالعت في وجهه قالت : اذا جبت لي هدية اسامحك .
زم شفايفه قال : واذا ماجبتها .
صدت بوجهها بقهر قالت : مااسامحك وبعلم ابوي يضربك عشانك طيحتني .
: هههههههههههه لا يالظالمه للحين مصممه اني انا اللي طيحتك ..
: اسكت لاتعلم شادن .
: ليش لااعلمها ..؟
: عشان تقول اذا قلتي عماد طيحني مااخليه يجيب لك هدية ..
: هههههههههههههههه .. نزلها وكمل : روحي خذي هديتس عسى بس ترضين علينا ..
نطت من الفرح قالت : اصلاً انت ماطيحتني انا طحت عشان ماسميت بالله .
تبعها عماد بنظراته وهي تروح للباب : هههههههههههههههه ياربي تحفظها وتخليها لاهلها يالسلي روحي مع شهد لاتخاف من الظلام .
وصل جلستهم وسلم عليهم ..
بدءاً بأحمد وجدته وفوزية ..!
وهي و اقفه بعيد ..
وشلون تقابله ..
راضيه ولا غاضبه ..!
تلومه ولاتكتفي بالصمت ولا ترحب فيه ..
وقف بمكانه وهو يشوفها على ضوء السراج الخافت .. ..
محتاره تسلم عليه ولا تكتفي بكيفك ووشلونك ..
خاصة ان عمها وعمتها موجودين ..!
ماترك حيرتها تستمر وتطول .. ومد يده عليها واول مالمست يده اطراف اناملها شد على يدها وسحبها سلم على خدودها وراسها وكأنه يحقنها بمخدر يجمد تفكيرها في أي ردة فعل تجاه اللي راح ..
ماقدرت تتكلم الا بالحمد لله بخير لمن سألها عن اخبارها ..
رغم اللي سواه الا انها مشتاق لها ويرتاح لها وشوفها يرد له العافيه ويبثه الأمل والفرح ..!
رغم ان لهفته اليوم لها خلته يسوق السيارة بسرعه جنونية على عكس عادته الا انه لازال مصر على ان خطوته اللي خطاها في صالحه وصالحها ..!
والبعد اسلم طريقه وحل ..
نزل جاكيته وشماغه وفتح زراير ثوبه اللي فوق وجلس قريب من جدته ..
جلس احمد مقابل له وسأله عن الشغل والسفرة واخباره وهو يجاوب باختصار وان كل شي على مايحبون ..!
اشر لشادن وهو يشوفها واقفه وعيونها عليه من غير ماتتكلم : تعالي هنا ..
اشر لمكان بجنبه وانساقت لقوله وأمره ..!
جلست بجنبه وغمض عيونه وريحة عطرها تتخلل لخلاياه ماره بأنفه مع انفاسه ..
قالت فوزية : احم احم .. احمد احنا لازم نمشي .
فتح عيونه ورفع راسه لفوزية قال : لاتمشين ولا شي .. وشلون ابوفيصل ..؟
: طيب وراح اليوم بأمه لجده وللحين مارجعوا .
قالت ام ناصر بعتاب : ابوفيصل رجالن سنع ان غاب عن بيته مايتعدى ثلاثه ايام .
قال احمد باستهبال : خخخخخخخ والله واشتغلت عليك ام ناصر ياعماد .. هذا ترى اول الغيث والحرمة ناويتك بنيةٍ شينه .
ابتسم عماد وهو يطالع في شادن اللي تناظر للأرض ..
زعلانه وباين عليها ..!
قال : لو ان ابو فيصل مهوب سنع ماعطيناه ام فيصل الغاليه .
رفعت فوزية حواجبها قالت : لااااااا وش السالفه ...؟ ياربي تخلي لي ابو مشعل .. صحيح على طاري مشعل .. ابوك امس جا .
عقد حواجبه وكأن الطاري ماسره قال : وش يبي ماتدرون ؟.
ردت ام ناصر : يقول انه يبيك .
قال :
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 7:43 am

--------------------------------------------------------------------------------

على شاطي بحر جده ..
سما زرقا وأمواج هادية تلاطم الصخور وتداعبها بهوادة ..!!
واقفه بعيد عنه ..
وهو جالس على البساط اللي اشتراه من كشك على الكورنيش وياكل بليلة وعنده مكسرات وبيبسي ..
تأملها بعباية الراس وهي تحاول تارة تغطي عيونها عن المارين وتارة تفتح عنها وتحاول تتأمل البحر اللي ياما سمعت عنه ..
ياترى وش تفكر فيه ..
من يومين كانت هادية وماتعصب ولاترفع صوتها وتسايرني في كلامي ..!
قال : نوف تعالي اكلي البليلة ترى وهي حارة ازين منها اذا بردت .
ماتبي احد يقطع عليها لحظات التأمل ..
البحر كبييير ..
وواسع ..
عيونها ماتشوف له نهاية ..
لونه ازرق مثل ماتشوفه بالتلفزيون والصور ..
نفسها تمشي فيه ..!
تلمس مويته وتذوق ملوحته ..
طالعت في المباني اللي حوله والحياة اللي عنده ..
ناس تبيع وأطفال تلعب وعوايل جالسه ..
ليت امي وابوي وخواتي يجون معي ..
انتبهت لحمود اللي يناديها قالت : ماابي شي بجلس هنا .
وقف حمود وقرب منها ومسك يدها قال : امشي خلينا نجلس على الصخور .
طالعت فيه وانقادت رغبه وحب في المكان والحياة ..
ساعدها لحد ماجلست على الصخرة الكبيرة وجلس بجنبها ومسك يدها قال : شوفي الصيادين بدوا يصيدون السمك .
فتحت عيونها باعجاب وانبهار : صحيح .. صياد وشبكة وسنارة ..
طالعت في حمود وتناست عنادها وكرهها قالت : كم يصيد وحده ..؟
ارتاح حمود لتجاوبها معاه قال : على حسب بعضهم يصيدون عشر وبعضهم عشرين ويمكن توصل خمسين واكثر .. ربي هو اللي يكتب لهم الرزق ..
شاف الفرح بعيونها والسعاده ..
ووقف قالت : وين بتروح ..؟
قال : اجلسي بروح للسيارة وارجع لتس .
خافت للمرة الثانية انه ينتقم منها ويتركها قالت : لاتخليني هنا .
ضحك قال : ماني خابرتس تخافين .. ابي اجيب شي من السيارة واجي .
تطمنت لكلامه وتبعته بنظرة حرص وزاد اطمئنانها وهو يفتح الباب الخلفي ويطلع منه كيس ويرجع لها ..
وصل عندها وجلس بمكانه ومد عليها الكيس قال : خذي يانوف افتحي الكيس شوفي وش اشتريت لتس .
ترددت تاخذ الكيس بس الفرح بداخلها مارضى انها تعترض وتخرب جوها ..
اخذت الكيس وفتحته وشافت اللي ياما حلمت فيه ..
جوال ..؟
وبكميرا ..
مثل جوال سهام زميلتها بالضبط ..
عضت على شفتها بفرح قالت بخجل : مااعرف له .
اخذه حمود من يدها قال : استخدامه سهل انا اعلمتس عليه ..
شغله لها ومده عليها قال اذا البحر عاجبتس صوريه وصوري أي مكان تبين بس لاتصورين الناس اللي هنا لايسوون لنا مشاكل ..
تفهمت كلامه ووجهت الكميرا للبحر وصورت اكثر من خمس صور ..
تبي توريها نورة والعنود والبنات اذا رجعت للديرة ..
قالت بامتنان كبير لحمود والكلام يتلعثم على شفاهها : حمود ماقصرت مشكور .
مسك يدها قال : يانوف انتي مرتي الغاليه مابيني وبينتس شكر .
بلعت ريقها وكلمة مرتي مااستساغتها ...
بس الوضع اللي هي فيه مايحتمل انها تفكر بشي ينغص عليها ..
قال : قومي خلينا نرجع ترى حنا من الصبح ظاهرين ماتعبتي .
قالت وهي تتذكر انها بكل مكان تعيش مبسوطه : ماتعبت بس اذا ودك نرجع نرجع ..!
حمد ربه وهو يشوفها تلين بالكلام وتهاوده وتجاريه في اللي يبيه ..!


***

يوم ثاني ..!
وفي بيت ناصر .
كانت جالسه مع منال اللي ماتكلفت في زينتها ..!
قالت شادن : منال ترى يمكن نايف يشوفك .
شهقت منال قالت : لاوالله مستحيييييل .. وش تبين امي وابوي واخواني يقولون .
ضحكت شادن قالت : يابنت ماراح يقولون شي هذا الشرع من حقكم تشوفون بعض ويشوفونكم .
قالت حنان : احمدي ربتس يامنال بتاخذين واحد فاهم ومتطور مو مثل رجالنا ..
رمقتها فوزية بعينها وهي تعدل مكياجهاقالت : اشوف ليلى ثانية عندي .
ضحكت حنان باستهبال قالت : لاوالله مااقصد اتنكر لاهلي وعاداتنا بس جد الشرع حلل لنا شي وهم يرفضونه ..
قالت فوزية وهي ترفع حواجبها وتغيضها : اجل لو جا عبدالله ولد خالتس وقال ابي اشوف حنان توافقين . .؟
طالعت حنان في منال بتهديد وفي شادن وفوزية بحرج قالت : قلة ادب .. وطلعت لامها وجدتها في الصالة .
دوت ضحكات البنات على شكلها وعصبيتها قالت فوزية بصوت عالي وهي تطل من مجلس الحريم على الصالة : قلة ادب لعمتك ياقليلة الادب .
سكتت حنان وعقبت امها : فوزية من تكلم .
: ماادري عنها . وقامت حنان رجعت لهم بسرعه وهي ناويتهم بنية الله يعلم بها ..
استغربت ام فهد الكلمة قالت لام نايف : وش سالفة البنات اليوم مهب طبيعيات ..
ضحكت ام نايف قالت : اذا قصدك على شادن تراها مجنونة اذا احد فتح لها سيرة سارة .
تنهدت ام فهد قالت : ماادري وش اسوي كلن يقول واقفي وانا ماابي ولدي ياخذ مطلقه ياام نايف حتى حنان ناشبة(ن) في حلقي ليل ونهار تقول مانبي فهد ياخذ غيرها .
ردت ام نايف بهدوء وروية : ياام فهد البنت مافيه منها .. وتناسبكم حنونه وعاقلة وفيها دين واهلها طيبين .. واذا على الطلاق الرجال مادخل بها والعيب منه مو منها .
زفرت ام فهد بحيرة قالت : الناس بتاكل وجيهنا بيقولون مالقيتوا تخطبون لولدكم غير مطلقه . .
قاطعتها ام ناصر اللي تسبح بعد صلاتها وتهلل وتذكر الله : انتي وش عليتس من كلام الناس .. ولدتس يبيها وراغبها .. ثم عماد معلمني يقول يشيلها قدام خلق الله وهي كاشفه وماتبينه يستر عليها وياخذها .
ضحكت ام نايف من اسلوب ام ناصر اللي دخلت به بهجوم قالت ام فهد : انتي وش رايتس ياخالتي .
: رايي خلي الرجال يعرس ويجي له عيال راح عمره وهو يعاند وانتي تبين تحكمين ..
هزت ام فهد راسها قالت : اجل الله يبارك له .. والله لولا كلام ام نايف عن البنت مايمديني اقتنعت بسهوله .. والحين ياخالتي دام هذا رايتس ماعاد لي كلمة .
سمعوا صراخ شهد وفوزية تخاصم حنان وقامت ام فهد بتشوف وش السالفه ..
اول مادخلت لمجلس الحريم شافت شهد بين يدين حنان ولافه يدينها ورى ظهرها وتقول لفوزية : اول شي احلفي ماتعيدين اللي قلتيه قبل شوي ثم افكها ..
وفوزية تتكلم بصوت عالي : فكي البنت كسرتي يدينها وشادن ومنال يضحكون وصراخ شهد هو الطاغي على الأصوات والجو ..
مسكت ام فهد يدين حنان وقرصتها في عضدها بقوة وفكتها حنان وعلى وجهها تكشيرة الم ..
قالت : فضحتونا في الناس .
ردت فوزية : حنان غيرانه من منال بس نادوا عبدالله خلوه يملك عليها ولا تراها بتذبحنا واحد ورى الثاني .
ضحكت ام فهد وطالعت حنان بنظرات مهدده لعمتها قالت : اخخخخخ بس لومنتي عمتي كان سويت فيتس مثل ليلوه .
ردت شادن : صحيح ليلى ماجات لسه .
قالت فوزية : خلاص بيجون بعد شويه احمد يقول بيجون قبل العشاء وبيحضر الملكه ..
قالت ام فهد : الله يتمم على خير .. بنات دريتوا تراني وافقت على خطبة فهد لسارة ..
صرخت حنان بصوت عالي وسكتتها امها بتوبيخ : اسكتي فضحتينا الله يقطع شرتس من بنت .. منتي بصاحية ..
قالت شادن : زين مااختار ياخالتي .. ياربي مو مصدقه ان سارة بتجي قريبه مني .
قالت فوزية : ترى عماد نقلها من السبيل لجده ماقال لك .
امتقع وجهها وهي تتذكر النقل وسيرته قالت : الا اعتقد قال لي .. بس حتى ولو بتجي هنا واشوفها واذا رحت لجده اكيد اني راح ازورها .
قالت حنان : شادن انتي خذي منال مرة اخو وصديقة وكل شي بس خلي لي سارة ياحبي لها ..
قالت شادن بمرح : لاوالله .. لاياقلبي انتي عندك ليلى تناسبك اليوم ..
ضحكوا البنات وحاولت حنان تهجم على شادن بس شادن دخلت ورى منال ورجعت حنان وهي تقول : عاد منال مانقدر نقرب منها خاصة وهم يقولون فيه نظره ولا كان سويت بوجهها حركات ..
ردت منال : وجع مافيه لانظره ولا شي .
غمزت لها حنان وهي تقول : عيني بعينتس .
مر الوقت عليهم مابين مرح وضحك وجات ام ناصر مع ام نايف وحليمة وام فهد وتمت الجلسة بود ماقطعه الا دخول ليلى بهدوء عليهم وساد الجو صمت ثقيل قالت ليلى : مبروك يامنال .
سكتت منال قالت : حتى مبروك فيها حيا .
ردت فوزية بزعل : مثلك يوم احمد اخذك كنتي ماترفعين راسك من الارض ايام كنتي تستحين ..
سكتت ليلى وماقدرت تتكلم وهي تتذكر تهديد احمد وكلامه وتوعده لها لو سمع انها رفعت صوتها ولا قالت كلام مايعجب اهله ..
وصلهم صوت فهد وهو ينادي : خلو منال تجي .
اندست منال ورى فوزية قالت : عمتي تكفين اطلعي له مااقدر اشوفه .
ردت فوزية قالت : هيييي ترى هذا فهد مو نايف ..
ردت منال بخجل ووجها احمر : ادري بس مستحيه من ابوي واخواني مااقدر اشوفهم .
ضحكت ام نايف قالت : ترى الموضوع عادي مايستاهل ..
طالعت فيها ام ناصر وهي تسمع فهد ينادي بعصبيه .. : وين راحت هذي .. خلوها تجي توقع .
قالت بعصبيه : قومي لاخوتس وخرتي الرجال ..!
قامت منال بعد ماترجت امها تطلع معاها وطاوعتها امها ..
وقعت وهي شبه مغمضه عيونها من الحيا والخجل قال فهد : مبروك يامنال .. يمه ترى نايف مبلشني يقول بيشوفها .
ردت امه بانفعال وفجعه : وشوووو .. لاوالله مايشوفها غير ليلة عرسها .
حاولت منال ترجع ومسك فهد يدها قال لامه : هذا حقه الشرعي ومالنا نعترض هي حرمته الحين خلاص . وابوي يقول خلوها تجي .
قالت منال : لا يافهد ماابي اروح .
عقد حواجبه قال : امشي بس وخلي الدلع .. مافيها شي اذا شافتس وشفتيه ..
يدينها ترتعش ووجها منزلته للأرض وهو يسحبها للمقلط اللي قفل بابه من ناحية المجلس المجتمعين فيه الرجال ..
قال : بودي الدفتر وشوي وراجع لتس لاتتحركين .. اصلاً ماله داعي اقول لتس لاتتحركين .. رجع وقفل الباب اللي يودي لقسم الحريم وحط المفتاح في جيبه .. قال وعلى وجهه ابتسامه : ماقدامتس الا باب المجلس ..
جلست على الكنب ووجهها بين يدينها ..
اول ماخطر في بالها ليتني سمعت كلام شادن وتزينت ولبست احلى من لبسي هذا ..
رفعت راسها على صوت فهد وهو يقول : خلني اقرا على اختي لاترتاع منك .
ضحك نايف بارتباك وهو يقول : اطلع برا بس خلني مع زوجتي .
: أي زوجه انت ووجهك معك دقيقتين واطلع .
رد نايف : فهد بالله امسك الباب ..
شافها متكومه على نفسها ووجها في الأرض قال فهد وهو يشوف نايف يطالع في منال بحرج : انا بدخل عند اهلي تبي شي .
ابتسم نايف قال : ولاعليك امر ناد امي وشادن ..
طلع فهد وراح لقسم الحريم وجلس نايف قريب من منال وهو يتأملها ويستغل فرصة خلوته بها وانها ماتطالعه ..
قال : مبروك يامنال .
ترحكت شفايفها بـ : الله يبارك فيك ..
رد وهو يبتسم : وشلونك ..؟
: بخير .
ضحك نايف من رعشة يدينها وتأمل ناعمه وبسيطه وهادية ..
قال : احم .. تدرين ان شعرك هبل فيني .
فتحت عيونها وحطت يدها على لفة شعرها الكبيرة قال : لقيت لك شعرة عند المغاسل في الاستراحه وجننتني .. قرب منها وهمس : تراني محتفظ فيها للحين .
زاد خجلها خجل ونزلت راسها للأرض اكثر ..
قال : ارفعي راسك بالله ترى امي وشادن بيجون الحين ثم مااقدر اشوفك زين ..
ياربي جريء ..
مااقدر اتكلم معه ..
متى اطلع ..
ابي هواء
مخنوقه ..
دخلت ام نايف بعد مادقت الباب واول ماشافته بجنب منال نزلت دموعها وهو وقف سلم على امه وشادن وكلهم يباركون له قالت شادن : يمه ليه تبكين ..
قال نايف وهو يمسك يد امه ويجلسها بجنبه : الحين بس عرفت شادن طالعه لمن بالدموع .
ضحكت امه وهي تقول : من فرحتي فيكم يانايف .
جلست شادن بجنب منال وسحبت الشباصة الكبيرة وانفتح شعر منال تلقائي قالت : نايف اغتنم الفرصة وطالع .. فتحت شعر منال كله وكملت : اذا تبي شعرتين ثلاث عشر ترى صار حلالك .
ضحك نايف وعيونه على شعر منال قال : اهم شي يامنال لاتقصينه ولو لقيت ناقص منه شعره وحده ياويلك مني .
ابتسمت منال من بين خجلها وارتعاشة حياها قالت ام نايف : من الحين ياويلك .. قول لها لاتقصينه عشاني احبه قول لها شي حلو مو ياويلك مني .
دخلت فوزية قالت : مااقدر بصراحه ماادخل واشوف وجه منال ..
سلمت على نايف وباركت له قالت : من اللي مبهذل بنت اخوي كذا
وقفت منال واخذت شباصتها وجات بتطلع ومسكتها فوزية قالت : اجلسي نايف بيلبسك الشبكه .
عقدت حواجبها قالت بحرج : لا مو لازم .
ضحكوا منها ونايف يقول : زين ياعمتي خليتيني اسمع صوتها .
جلست منال منقاده لعمتها ولبسها نايف الشبكه بمساعدة امه قال وهو يلبسها الخاتم : هذا ماابيه ينزل من يدك ..
سكتت وهي تحس المكان زحمه عليها قالت فوزية : ام نايف ابو فهد بيدخل .
رفعت منال راسها مفجوعه قالت شادن : ياربي لايدخلون العيال الا اذا خرجت .
طلعت شادن وامها ودخلوا ابوفهد وفهد وبندر وخالد اللي مااعجبه الوضع ابداً ..
سلموا عليها وباركوا لها قال فهد : خلاص خل البنت تروح تراها شوي وتموت من الحيا .
ضحك نايف قال : اذا كان عمي موجود انت تسكت .
رد فهد : افااااااا هذا وانا اللي اقنعت ابوي انك تشوفها ياقليل الخاتمة .
قامت منال وتسحبت للباب وراحت تجري لغرفتها .. وسط ضحك فهد وبندر وابوها ..
قال فهد وهو يلتفت لابوه بفرح : يبه ابشرك ان امي وافقت الله يخلي لي عجوزك اقنعتها وحسمت الموضوع .
رد ناصر : هي بركتنا الله يخليها لنا .. اجل بكرة وانا ابوك نروح للعرب نخطب منهم .
تهلل وجه فهد وسرعان ماعقد حواجبه وهو يسمع خالد يقول : من زين العلم اللي انت فرحان له مطلقه و....
قاطعه بندر : خالد صك فمك واذلف شوف العشا وصل ولا لا .
تأفف فهد وهو يشوف خالد يطلع قال : الولد هذا وشلون اسنعه .
قال ناصر وهو يوقف ويحاول يغير الموضوع : يالله يالله ادخلوا المجلس نايف وانا عمك بكرة بلغ ابو مشاري انا عندهم بعد صلاة العصر ان الله اشاء واراد .



***


صاحيه من الصباح ..
جلست مع امها الين مشت هي ونايف ..
قعدت في الصاله تنظفها وترتب المكتبه وتمسح الغبار اللي علق برفوفها ..
الجو ممل بوجود ليلى المتذمرة والطفشانه اذا احمد طلع ، والساكته بزعل اذا حضر الجلسة ...
وهي على قد ماتقدر تتحاشاها وماتحتك فيها ..
رتبت المجلات والجرايد اللي قرأتها اكثر من مرة من كثر الطفش وتذكرت مكتب عماد الزاخر بالكتب وانه اليوم مفتوح حتى الشغاله تنظفه بعد الظهر ..
دخلت ورتبت الكتب المرمية على الطاولة ..
جلست الكرسي اللي محد جلس عليه غيره ..
آثاره ..
لاب توب ..
اقلام كثيرة ..
ارواق بعضها مرتب والبعض مبعثر ..
جواله الثريا شاشته تدل على انه مغلق ..
وورقة مطبقه ومحطوطه في الدرج القريب من الجالس على المكتب ..
فتحت الورقة بملل وبرود ..


الليله احساسي
غريب!!
مدري علامه هالحزن
دايم قريب..؟!
وكل ماتمنيت الفرح
دايم يغيب
وكل ماتمنيت اي
شي عني يغيب
وكل الحكايه
تنتهي
قسمه ونصيب
والله غريب!!
احساسي اليله
غريب
والناس ابد ماقد
رضوا بهذا
النصيب
وانا رضيت
ومع كل هذا
ماشكيت
الله يادنيا العنــــا
منهو انـــا
انسان فاقد
للهنـــا
وطعم الحيـــاه
والهم باقي مانساه
قسمه ونصيب
احساسي الليله
غريب!!
والحزن من نفسي
قريب..
يابنت انا دايم
على وقت المغيب
اشكي همومي
للبحر
واسهر الى حد
السحر
وهــــذا انـــا
دايم وجرحي
مــايطيب
يابنت حظك للاسف
صاير غضيب
ليه اقترن
مع جرحي اللي
ما يطيب
قسمه ونصيب
وهذا انا دايم
مع فجر الجروح
اناظر النجمه
وابوح
وارجي عسى
همومي مع وقت
المغيب
تحضر واودعها
وتغيب
لازم اودعها
وتروح
ماظن تروح!!

لنا تعودنا على فجر
الجــروح
يابنت لازم تكتبين
قصه حــــزن
عاشت على عالي
الجبــين..
فيها انقرن حظي
وحظك والانين
قسمه ونصيب
قلب وروح..
تجمعهم
اوجاع السنين...!!


مسحت دمعه نزلت غصب .. ودخلت الورقه في جيب تنورتها القصيرة على بنطلونها الجينز الرمادي ..
اخذت المنفضة وراحت تنفض الغبار عن الأرفف بملل ..
عقلها مشغول لدرجة الازدحام ..!
قلبها مكتئب لدرجة انعدام الاحساس ..
حياتها مملة لدرجة اللامبالاة باللي يصير حولها ..
حتى امها لمن راحت كانت بارده في وداعها لأول مرة ..
وكأنها تقول .. كلها ايام يايمه ولاحقتك ..!
نزل من فوق وسأل جدته عنها قالت انها راحت تنظف المكتب حقه ولحقها ..
معطيه الباب ظهرها
بنطلون جينز رمادي وعليه تنورة سوداء قصيرة من الشموا ..
والتوب بدي رمادي من الشموا وجاكيت قصير اسود وبأكمام قصير ..
وشعرها منثور على اكتافها بطريقة مرتبه وفاتنة ..
تصلح فتاة غلاف ولا قدام فنان تشكيلي يرسمها بدقة مثل ماهي ..
التفتت عليه وهو واقف ويطالعها قالت باحباط : السلام لله .
ابتسم ودخل قال : السلام عليكم . وش عندها الشادن مصبحة المكتبة .
رفعت عيونها له قالت : التهي بشي يشغلني ..؟
قرب منها وجلس على طرف الكنب الأسود الجلد اللي بزاوية المكتب وكتف يدينه : تلتهين عن ايش بالضبط .. ؟
نفضت غبار وهمي بعصبيه قالت : عن كل شي ..!
: وش سالفة البندول اللي اخذتيها من احمد ..؟
: كنت مصدعه .
حس بعصبيتها قال : طيب ليه معصبة انتي ..؟
: ماني معصبة .. افطرت ..؟
: لا روحي حطي لي علاجي .
ارتجفت يدها وطالعت فيه قالت : أي علاج ..؟
: العسل والنعناع .. اغلي لي نعناع وحطي لي نص بيالة الشاهي عسل وصبيه على كوب النعناع .. عجلي لازم اشربه على الريق .
قالت بحماس : طيب ثواني بس ..
راحت ورجعت له بعد اقل من عشر دقايق وهو مسند ظهره على الكنبة وحطت الكوب قدامه واللي فيه مزيج العسل بمغلي النعناع ..
عدل جلسته وقرب الكوب منه قال : تسلمين ماقصرتي .
: الله يسلمك ..عماد اش الثوم والكزبرة اللي جبتها امس ..
حك راسه قال : انتي ماتبيني اقول لك شي من امس تتهربين مني .
عقدت حواجبها قالت : لاماقصدي اتهرب بس امس كنا مشغولين بملكة نايف .
سكتت واحمد يناديهم : هيييي ابو مشعل . مارحت لابوك ..؟
رد على احمد اللي دخل عليهم قال : لاوالله .. بكرة ولا بعده اروح انا وشادن ... اليوم ابي اجلس مع حرمتي تدلع عليّ من امس تقول غايب لك شهر ..!
فتحت عيونها ونقلت نظراتها بينه وبين احمد ..
قال احمد : محد يلومها انتبه ترى امي زعلانه منك وتقول مقصر مع بنت خالد .. ضايمها وقاهرها .. حوالتها ( تصغير حالتها ) ماتسر العدو من سوايا رجلها فيها .
طالعها وشكلها تحترق من الخجل ..
وحركتها وهي ترجع شعرها ورى اذنها تدل على ارتباكها ..
قال : قاهرها وضايمها ها .. ؟؟
شرب النعناع جرعه وحده ووقف وقرب منها قال وهو رافع حاجبه بعصبيه : وش قلتي لجدتي ها ..؟ انا ماقلت لك مية مرة لاتزعلين جدتي مني .
طالعت فيه بخوف ....
طويل عليها ..
ويخوف بكلمته وعصبيته ..
اول مرة تشوفه عصبي ويخوف ..
كانت تدور على كلمات ترد بها عليه ..
ماقلت لها شي ..
ماني زعلانة ..
أي شي بس يهدي ولا يسكت لايحرجها اكثر ولا يسوي لها ..
قال احمد بجدية : ولد ..
قطع كلامه وعماد بحركه سريعه يشيل شادن بين يدينه ..
قال لاحمد : روح شوف لي الطريق لاتكون حرمتك قدامي .
طلع احمد وهو يضحك وشادن تحاول تفلت من يدينه باحراج وتقول : عماد نزلني .. عماد والله احرجتني .. خلاص نزلني ..
قال عماد بصوت عالي : ام ناااصر .. ياالشيخه حصة .. ياووولد .
ردت ام ناصر بصوت عالي : ادخل جاي ماعندي احد .
دخل عليها وهو شايل شادن يد تحت رقبتها ويد تحت افخاذها قالت ام ناصر : ياوجه الله علامها عسى ماشر .
ضحك احمد وهو يمشي وراه قال : جا يعلمتس ان حرمته راضية عنه .
نزل شادن بجنب جدته واخذ نفس عميق قال لشادن : والله اني حسبتك اخف من كذا اثرك ثقيله ..
ردت ام ناصر : وش يدريك عنها وانت ماتشوفها غير في الشهر مرة .
ضحك احمد بصوت عالي قال : تستاهل والله مايقنعها لين تجلس سنه ماطلعت من بيتك .
ضحك عماد وسلم على راس جدته ورجع جلس بجنب شادن اللي تعدل بلوزتها وهي في موقف لاتحسد عليه ..
قال : قومي البسي عبايتك نبي نروح نتمشى عشان ام ناصر تقتنع اني مااغيب عنك برغبتي .
قالت شادن : لا لا جدتي مقتنعه اني مو زعلانه بس تتغلى عليك وتدور سبب لتغليها وزعلها .
وقف وسحبها قال : قومي اخذي لنا شاهي وشي ناكله وبنطلع للمزرعه ..
التفت عليهم قال : تخاوونا ( ترافقونا ) ..
ردت ام ناصر : لا بالله محد(ن) مخاويك انت ومرتك روحوا الله يسهل لكم .
طلع من غرفة جدته ويدها في يده قال : يالله قولي للشغالة تحضر الاغراض وروحي البسي لك شي ثقيل .. وانا بطلع احمي السيارة ..
لفها عليه قال وهو يبتسم : فيه كلام كثير لازم اقوله لك وماابي احد يسمعنا .
زمت شفايفها قالت : غير نقلي .
ضحك بصوت حاول يخفضه عن جدته واحمد قال : غير عن موضوع النقل .. موضوع بخصوص حياتنا .. خبط بخفه على كفها وكمل : نبي نحط النقط فوق الحروف .
هزت راسها بقلق..
قال وهو يأشر على راسها : ريحي هذا تراك تعبتيه ..
نطت الدرج بسرعه ونشاط وخفة ومرح ..
وطلع هو مع الباب واحمد ينادي : ياليلى سوي لنا الغدا اليوم ولاتلمسه الشغاله .. نبي جريش ومرقوق وغدا امي بدون ملح ..
ضحك عماد من عقاب احمد لحرمته اللي قالته له فوزية ..
وحلفه انه مايتركها لين يرجعها مثلها يوم اخذها من بيت ابوها ..



***

السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 8:40 am


بعد صلاة العصر ..
وفي بيت ابو مشاري ..
وبالتحديد في مجلس الرجال ..!
ناصر وفواز يتصدرون المجلس ..
وفهد ونايف في جهة ثانية ..
وابو مشاري مقابل لهم وسوالف الرجال عامرة ..
مابين سيرة الحوادث على النائية للمفارقات بين حياة المدن اللي اعتادها ابومشاري وماحبها ناصر ..
للسوالف عن الشركات والشغل والأسعار ..
وجات اللحظة الحاسمه ..
دار مشاري بالقهوة عليهم وجلس بجنب ابوه وهو يصغي لكلمة ناصر ..
: ياابو مشاري حنا جايين طمعانين في نسبك ونبي بنتك لولدنا فهد .
تهلل وجه ابومشاري وكأنه يتحين الفرصه لرد الجميل وجات ..
ولأن فهد رجال وياما تمناه لبنته ولولا خوفه من احراج فهد وعرض بنته عليه ولاكان خطبه هو لساره ..
قال بثقه وحب وكلمة رجال .. : ابشروا بعزكم .. فهد ولدي وجميله ماانساه لين اموت وترى سارة حليلة له من هاللحظة .
فز مشاري وهو يتذكر صدمات سارة المتواليه
صدمة ورى صدمة ورى صدمة آخرها صدمتها بحكم خالد اللي ماطلعت منها الا بعد ماوداها الحرم والمدينه وجلست ثلاثه ايام في الطايف عند خالتها ..
قال : اعذرني يبه .. ماابغى اكسر كلمتك بس اختي ماتتزوج بهالطريقه .


***
فصلٌ ثامن عشر ..
~~ احلامٌ مكسورة ~~

لحظة التقى فيها الأمل باليأس
واصطدم الرضا بالغضب
ونُفي القبول بالرفض
ليه الموضوع هذا بالذات كل ماقال فُرِج انكسر قبل مايفرح فيه ..
نزل فهد راسه وهو يسمع اعتراض مشاري بكل انفعال وعصبية ..
وابو مشاري يسكته ... بــ : ولـــد مالك كلمة بعد كلمتي واطلع برا لااشوفك في مجلسي .
رد ابو فهد بتعقل وزرانة رجل في الخمسين له خبرة وحنكة في الحياة : ياابو مشاري .. اصبر وانا اخوك لاتستعجل هذا زواج مهوب عطية .. وولدك محد(ن) يلومه وانا اخوك .. اخذ راي بنتك ، وشاور اهلك ، واسألوا عن ولدنا ، ثم ردوا لنا خبر ، تلفونات عيالنا عندكم وتعرفون دربنا لابغيتونا .
وقف الكلام بالحلوق ..
وجمد مشاري بذهول وندم وخوف من العواقب ..
وفهد متفاجيء ومتلعثم ..
مابين رفضه للي يصير ويأسه من السالفة كلها ..!
ونايف على وجهه علامات الضيق والقهر .
لحظات مرت والمجلس صامت ومذهول ..!
رفع فهد نظره لمشاري الباهت ومتشتت ومنزل نظره للأرض ..
واختنق كله بغصة قهر ..
المكان مزحوم بالربكه
وموقفه لايحسد عليه ..
وقف وهمس بــ : عن اذنكم .. اسمحوا لي .
طلع مو مكترث لردة فعل ابوه وعمه او تركه لمجلس الرجال ..
حس مشاري انه خسر فهد الرجل اللي محد ينكر موقفه وفضله عليهم بغض النظر عن رفقته وصحبته ..
وفز ولحقه .
تشبث بذراع فهد الصلد القوي قال : اصبر يافهد .. خلني افهمك .
سحب فهد يده بقوة من يد مشاري وتركها خاوية قال : كلامك وصل يامشاري .. ولك حق ترفض اذا منت شايفني مناسب لاختك وانا مو زعلان منك ولافي خاطري عليك شي .
حال مشاري بينه وبين البوابه لايطلع قال : اصبر يافهد اسمع مني ثم قول اللي تبي .
: ماعاد فيها كلام يامشاري ....
قاطعه مشاري بإلحاح : ارجوك يافهد اسمعني .
ازاحه فهد عن الباب بقوة ماقدر مشاري يتصدى لها ..
ومشى لسيارته شغلها وطلع من الحي كله بسرعه ..
رجع مشاري للمجلس خالي الوفاض واحساسه بالذنب عظيم ..
خسر زوج لاخته من افضل الشباب بنظره ..
وفقد احترام ابوه له ..
وضيع مستقبل اخته ..
جلس في مكانه وتفكيره يوديه ويجيبه والسوالف حوله بارده مالها طعم ..
نظرات نايف اللي تلومه تحرقه ..
وسوالف فواز وابو فهد بعيد عن الخطبه والزواج فاترة وكأن الملل اصابهم ..
وابوه وفرحته المبتورة ووجهه الباهت يزيده شقا وتعذيب ..
انتهت الزيارة على عكس ماتمنوا والوجوه مكفهرة وواجمه .



***

جالسين في المزرعه بعد ماصرف العمال واعطاهم اجازة ..
قالت بعفوية وهي تناظر المكان : تدري اش احلى شي في المزرعه .
حط عماد التكاية تحت ابطه ومدد رجوله وعيونه تاكل ملامحها ..
قال : وش .
رمت نظرها في انحاء المزرعه حتى ماتواجه عيونه قالت : بس لاتضحك عليّ .
ابتسم قال : قولي ماني ضاحك ..!
ردت وهي تستنشق ريحة الطين والعشب المبلول : ريحة الطين تنعشني .
طالعت فيه وابتسامته تتسع قالت : لاتضحك .
ضحك عماد بصوت عالي قال : آآآآه بس .. اذا ريحة الطين تنعشك ريحة عطرك تدوخني مو تنعش ..
اكتسى وجهها حمرة خجل وطالعت في الارض بحرج وحاولت تشغل نفسها بتجميع البيالات ولم السفرة ..
شافها مرتبكه وكأن المكان ضاق عليها وحب يغير الحوار بحوار اكثر جدية ..
عدل جلسته وربع رجوله قال : شادن .
رفعت له نظرها وطالعت فيه وهمست بـ : هلا مبحوحة وخجلانه .
سكت ثواني يناظرها وغاب في لحظ عيونها ..
قالت بربكه : عماد اصب لك شاهي ولا خلاص اشيله .
صحى من نشوة سكره قال بصوت بارد : ابي اسألك سؤال وجاوبيني .
ارتجفت شفايفها بـ : اسأل .. وخوفها انه يفتح مواضيع تخص زواجهم وتنهيه .
: علامك خايفه ..؟
رجعت خصلتها اللي عانقت جبينها وخدها ورى اذنها قالت بعد مابلعت ريقها باستغراب كاذب : خايفه ..؟ لا خايفه ولاشي ..!! بس انتظر اسألتك .
وجَّه نظره على وجهها بدقه قال : انا مااقدر اصدق انك ماتحسين بالظلم معي ؟
قاطعته بسرعه وخوف من انه يتمادى في الكلام هذا قالت باندفاع : كلامك هذا هو اللي يظلمني ... عماد لو سمحت .
: شادن .. شادن .. هدَّي اعصابك .. حنا قاعدين نسولف .
عقدت حواجبها قالت بحزم : ماابغى السوالف هذي .. بعدين انا عايشه معاك مرتاحه ومبسوطه ... عمري اشتكيت .؟
قاطعها وهو يعدل التكاية لجهته الثانية بتوتر قال : واذا مااشتكيتي يعني انك مرتاحه ..؟ بعدين وش يضمن لي انك مو عايشة معي بحكم الواجب والشفقه وولد عمتي ماابي اتخلا عنه ومن هالكلام .
حاولت تتكلم وسكتها وهو يستطرد : لاتستغربين كلامي .. تراني ادري انك عارفه اني مريض .
اعتلتها قشعريرة من المفاجأة وصدمة الكلام .. قال : ايه ادري لاتتفاجأين ولاتنفجعين .. بس اللي ماادري عنه انتي تدرين وشو مرضي ولا لا .
هزت راسها بإيه وهي تطالع في الأرض ..
قال : وتدرين انه خطير ومعدي وعلاجه صعب .
قالت بضعف وخوف : عماد مو خطير فيه ناس تشافوا منه .. وفيه ناس عاشوا حياتهم .
قاطعها وهو يرفع راسه ويطالعها : عاشوا حياتهم وهم مرضى ..؟
هزت راسها ودموعها تنذر بالهطول : عاشوا .. ودوروا على علاج .. سكتت ثواني وكملت بهمس خَجِل : وجابوا عيال كمان .
تنهد ومسد جبينه بإصبعين وقال بقلق واضح : هذاني دورت على علاج غير علاج المستشفيات اللي مانفعتني كله عشانك انتي .
على قد ماهي فرحانه انه بدا يكلمها بأموره الا انها حست ان صدرها يضيق لاحباطه قالت بتشجيع : وبتتشافى ان شاء الله .. عماد لازم تتأمل في الله خير .. جرب العلاج الجديد واستمر عليه ومابتخسر شي وانا راح اساعدك .. اذا تحب اقرأ عليك يومياً سورة البقرة وان شاء الله ربي مايخيبنا ..
غمض عيونه بقوة وفتحها وشتت نظره لبعيد قال : شادن تحسبين مرض الكبد سهل .. انا عندي فايروس بي وهذا يؤدي للسرطان اذا استمر نشط ... ابتسم بوجع وكمل : ماقد حللت ولقيته خامل دايما في حالة نشطه .. وتقولين علاج وتفاؤل وحياة .
اغرورقت عيونها بالدموع قالت : عماد خل املك بالله كبير .. الله يخليك لاتيأس .
قام وجلس على التكاية اللي بجنبها قال : ابيك تصيرين قوية .. عشان تواجهين حياتك وتختارين مصلحتك .. انا ماقلت لك هالكلام الا عشان تكونين على بيِّنه وهدى خاصة اني مااقدر اتركك من نفسي ، ابيك تعرفين الرجال اللي ربطتي مصيرك فيه وش بلاه وش يرده عنك وابيك تقررين حياتك بنفسك ..
فتحت شنطتها الصغيره وطلعت مناديل مسحت عيونها وخشمها وهي تنتفض قالت : انت عارف اني اخترتك من زمان وماعندي خيار ثاني ..
رفعت نظرها له بألم قالت : انت بتتعافى ياعماد ... بس لاتحاول تبعدني عنك الله يخليك .
نفسه يضمها ..
يلمها ويهدي قلبها ويطمنه ..
بس يطمنها بأيش ..
بالمستقبل معاه
ولا بالبعد اللي ماتبيه ولاترضاه ..
مسح على راسها مرتين وثلاث وكأنه يدور على الكلام اللي يناسب ..
بس وين الكلام وهو متبعثر معها ومتعثر بحاله ..!
قال بهمس : ارفعي راسك وطالعي فيني .. شادن انا من الحين بقولك .. الطبيب اللي رحت له في الاردن قال شهرين بالكثير وتبين النتيجه ..وانا بنتظر خمسة شهور ان مابانت نتيجه ..
قاطعته بانفعال وصوت مخنوق حاولت جاهده انه يبرز ويثبت : بانت ولا مابانت فيه شي اسمه تطعيمات .. سكتت وكملت بتجلد وجرأة : انا اخذت وحده وباقي ثنتين راح آخذها و اكمل حياتي معاك وتعيش معي غصباً عنك ..
الصدمه جمدته وسكتت الكلام ..
كملت بصوت جاد ومنفعل وفيه رجفة : عماد اذا ماتبغاني لاتتحجج بالمرض ..
جلس على الارض بجنبها ورفع راسها وطالع بعيونها اللي اختنق فيها الدمع وتحجر قال : متى اخذتيها ..؟
نزلت راسها للارض بحرج وهمست : لمن رحنا لجده ..!
لمن رحنا لجده ..؟؟
يعني يوم كانت منهارة ..!
يوم بكت بدل الدمع دم ..
يوم كانت تايهه وضايعه وماتدري وين تروح ولاوش تسوي ..
يوم كانت تقربني وانا اصد وابعد ..
يبيها ويبي قربها وصعبتها عليه الظروف ..
يحبها ويودها بس يخاف الزمن يقسى عليه اكثر ويفارقها مكره ومجبور ..
حست انه ضايع مابين معترض ومتقبل ..
نظره مشتته لبعيد وتفكيره محصور بشي تجهله ..
مدت يدها على يده وضمتها قالت : عماد .. الله يخليك تنسى سالفة النقل .. اذا انت تقدر تعيش بدوني انا مااقدر .
ضم على يدها بيده الثانية قال : البعد شر لابد منه ياشادن .. خلينا نبعد قبل لا ...
وقف الكلام بحلقه قبل يكمل واخذ نفس عميق قال : قومي خلينا نمشي .
هزت راسها بحاضر ولبست عبايتها ووقف هو يشيل الاغراض عنها ..
ركبت في السيارة وهي تدعي وتستجدي ( ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ) وكررت ( لاحول ولاقوة الا بالله ) مرات عدة لعلها تبعد الضيق عنها وتفرج همها ..
انتبهت وهو يركب بجنبها وملامحه جامده ونظراته تايهه ..
وقف بنص الطريق وهو يشوف العنود جايتهم تجري ووقف لها وهو يطالع في شادن قال : جات بنت لافي الله يكفيني شرها ..؟
ردت شادن بضحكه وعفوية مصطنعه تحاول تغير بها الجو المكتئب .
: لاتخاف مامعاها رسايل .
التفت لها متفاجيء قال : انا ولد ابوي ... حتى هذي عرفتيها .. اجل وش بقى ماعرفتي ..؟
وصلت العنود ناحية شادن وفتحت لها شادن الشباك قالت بابتسامه واسعه : يا هلا يالعنود تبغين شي حبيبتي .
ردت العنود وهي تلهث : ابلا بعلمتس .. نوف اختي بتجي بكرة مع رجلها حمود وامي تقول بنسوي لهم عشا ابلا تكفييييين تعالي عندنا اذا نوف جات .
قالت شادن بضحكة ماقدرت تخفيها : هههههههههههه ياقلبي ان شاء الله اذا قدرت راح اجي .
اخذت نفس عميق وقالت بصوت حاولت انه مايوصل لعماد : ابلا انا اخذت حجرة نوف وكتبت على الباب حقها بالفحم غرفة العنود لافي ال.....
فتحت شادن عيونها وضحكت من العنود وبراءتها وسذاجتها قالت : خلاص حبيبتي اذا جيتك اشوفه .. ارجعي للبيت والبسي شي في رجولك عشان ماتتعورين .
رفعت العنود رجالها وطالعت في باطن قدمها قالت : عادي ماتعورني .
: طيب ارجعي الحين لبيتكم .
راحت العنود .. والتفتت شادن لعماد وهو شارد النظر لبعيد ..
قالت شادن : يالله نمشي ترى البنت راحت .
طالع فيها بنظره جادّة قال : تدرين عن سوالف اختها وساكته .!!
ردت عليه بجدية اكثر : لو اني شايفه منك شي ماراح اسكت ... بس اللي شفته منك وسمعته يخليني احترمك واقدرك .
زم شفايفه وحرك سيارته متوجه لبيته وهو يحسها تقيده بوثاق غليط ..
تحتويه وتغلق جميع منافذ الخروج من حصارها ..!


***

في غرفتها ..!
على نور الأبجورة الخافت
وقفت على الشباك اللي زجاجه يعكس النور ..
تأملت الشوارع بصخبها ..
اضاءات اعمدة الكهرباء وانوار السيارات والمحلات التجارية ..
هنا حياة وشعور واحساس بالدنيا ..
تذكرت كلام شادن وهي تسولف لخلود " الجو هنا في الديرة هدوء عكس الازعاج في جده "
تنفست وهي تقول بصمت أي ازعاج ياشادن ..
آآه بس لو اعيش هنا طول عمري واروح لاهلي زايرة وارجع ..
سكرت الستارة واضاءت نور الغرفه وراحت لأكياس الأغراض اللي اشترتها هي وحمود من الجامعه مول ..
حطت هدايا العنود لوحدها ..
وهدايا نورة اللي اختارتها بذوق يناسب نورة ..!
وهدايا امها وعمتها ام حمود وخوات حمود مع بعض ..
تخيلت ردة فعل العنود من اللي جابته لها وردة فعل امها ونورة يوم تسولف لهم عن حياتها اللي عاشتها في جده ..
عن البحر وكبره .. والاسواق والمطاعم اللي كانت تسمع عنها من زميلاتها ومسلسلات القناة الأولى ..!
والأهم عن الحرم يوم زارته مرتين واعتمرت وصلَّت فيه ورى الشيخ السديس والشيخ الشريم ..
سمعت اصواتهم حقيقه مو بس في الاشرطه والراديو والتلفزيون ..
وقع نظرها على الكيس اللي اعطاه اياها حمود وقال لها انه هدية منه ..
ماهمها حمود بقدر ماهمتها الهدية ووش هي بالضبط ..
حمود في حياتها كرت عبور لدنيا ثانية ..
ورقة رابحه كانت غافلة عنها بتوريها عالم جديد ومختلف ولايمكن تفرط فيها بسهولة ..
لكن حمود كشخص وزوج في حياتها مارغبته ابداً ولا استهواه قلبها رغم انها ماتكرهه ولاتحقد عليه ..!!!
فتحت عيونها وصكت وجهها بيدنها بخجل ..
وش هاللبس ..
ياويلي ان لبسته ..
رفعت راسها لحمود اللي دخل عليها فجأة وقال وعلى وجهه ابتسامه واسعه : نوف .. قومي البسيه .
حاولت تعترض بس كان حمود اسرع منها وحسم الموضوع وهو يقول بلهجة رجا : قولي لي طيب وعلى امرك ولاتعارضين .. ترى مايجوز تردين رجلتس .
صح مايجوز تعارضه وتقول له لا ..
هذا اللي حفظته بعد من امها وخالاتها ..
تقديس الزوج وتلبية رغبته واتباع امره واجب لايمكن التخاذل فيه ..
قامت مكرهه ووقفت على المراية وقاسته على جسمها
مو قصير بس شفاف .
اشوا ان عليه روب طويل وساتر .
ابتسمت وهي تتذكر انها قد شافت مثل هالموديل على ممثله ..
قال : انا بدخل الحمام ابي اطلع الاقيتس لابسته .
دخل الحمام ولبسته بسرعة قصوى ولبست الروب عليه واحكمت رباطه ووقفت تتأمل نفسها على المراية .
مرت دقايق مو طويله وخرج حمود ..
تأملها وهي واقفه على المراية وعلى وجهها ابتسامه احيت ملامحها ..
وجهها خالي من أي مزينات ..
هو نفسه وجهها اللي عشقه من صغره ..
رغم انها مو جميله لدرجة الفتنه ولفت النظر الا انها عاجبته ويحب ملامحها ..
غمض عيونه وهو يحمد ربه مية مرة انها معاه وحلاله ..
انها صارت من نصيبه بعد جهد جهيد ومحاولات عديدة ..!
قرب منها ولف يده بعفويه مصطنعه حول خصرها والتفت لوجهها ودقق فيه من قرب ..
شافها مغمضه عيونها ، خجل ، ورفض ، واعتراض ..
بس ..!!! ماباليد حيله ولاتقدر تعترض ..
قال بهمس : علامتس كل ماقربت منتس خفتي تراني وش حليلي مااروع .
علا صدرها وهبط بتنهيده معبره عن اعتراضها لقربه قالت بأسى : موب خايفه منك ... بس انا ...
: انتي وشو ..؟
: مدري علامي .
هو يدري وش فيها ..
كانت رافضته لأنها ماتبيه
اخذته غصيبه ..
وما حبته ..
طول الفترة اللي راحت وهي تلهي نفسها بالتمشيات والأسواق والمشاغل والدنيا اللي ماشافتها ..
لكنه طموح وعزيمته قوية للوصول لقلبها ..
مسك يدها وقرب فمه من اذنها وهمس : انتي ماتدرين وش كثر غلاتس عندي .
نزلت نظرها للأرض قالت مغيرة الموضوع : بكرة بنرجع للديرة ..!
وكأنها تثبت له ان سعادتها بوجودها هنا مو بوجودها معه .
قال بلطف وحنان : كلها كم شهر وننقل للطايف ونفتك من الديرة .. ولا ماودتس تنقلين معي .
صدمه اخرستها
ومفاجأة ماكانت على البال ولا الخاطر ..
اذهلتها لدرجة الشلل والجمود ..
طالعت فيه بفرح مندهش ..
واكتفت بالنظرة تسأل اذا هو صادق ولا يستهبل عليها ..
جلسها على السرير وجلس بجنبها ..
قال وهو يسحب خصله من شعرها ويلفها على الصبعه السبابه وعلى وجهه ابتسامة حب :تحسبيني يانوف اقدر اداوم واخليتس في الديرة ... الله يصبرني لين تنقلين معي بس .
سكت ولفها عليه وكمل وعيونه تاكل ملامحها وجسدها
دفنها بحضنه ولمها بيدينه وهي تنصاع له بعطا مقابل عطا ..

السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 8:44 am


***

نزلت بعكازها بمشية شبه مختله مع الدرج ..
ووقفت بمكانها بمنتصف الدرج على صوت ابوها الصارخ واللي انهال على مشاري بالسب والشتم : فشلتني .. كسرت كلمتي .. طيحت وجهي بين الرجال .. هذا وانت ولدي اللي اشد حزامي فيك .. ضيعت نصيب اختك . حسبي الله عليك من ولد .
رد مشاري بمحاولة منه لامتصاص غضب ابوه الثاير : يبه هد اعصابك الله يخليك ومالك الا اللي يرضيك .. انا اعتذرت من الرجال وقلت له قصدي من كلامي .
: قصدك في عينك ... تكسر كلمتي وتقول قصدي وماقصدي .
فتح ابو مشاري زراير ثوبه العلوية وهو يقول : جيبي لي مويه ياام مشاري .
فزت ام مشاري بسرعه للمطبخ ومشاري يطالع في ابوه الباهت ومتجهم ..
قال بخوف : يبه تحس بشي .
بلع ابوه ريقه بتعب واضح ورمى شماغه على الكنب وجلس بتعب ..
وصلته ام مشاري بكاسة المويه وشرب نصها دفعه وحده قال : ولدك هذا بيجيب لي امراض الدنيا .
جثى مشاري على الارض واخذ يد ابوه وباسها وهو يقول : اعصابك يبه .. سامحني انا والله ماقصدت ازعلك ولا اكسر كلمتك بس الموضوع يحتاج تروي اسبوع على الاقل تفكر فيه سارة من حقها يبه توافق او ترفض .
ردت ام مشاري وهي تمسد كتف زوجها الهادر غضب : ابو مشاري هد اعصابك الله يرضى عليك .. ترى الامور ماتستاهل ومشاري ماغلط .. يبغى مصلحة اخته .
عقد حواجبه قال بتعب : يعني انا ماابغى مصلحتها ..؟ لو يبغى مصلحتها كان وافقني على كلامي ولاَّ سكت وما زعل الناس مني . انا عارف ان سارة ماراح توافق وهذي نفسيتها وانا احاول اطلع بنتي من حزنها وانتي واقفه في صفه .
كمل كاسة المويه وشرب نصفها الباقي جرعه وحده قال بندم : الرجال هذا من يوم شفته وانا اتمناه لبنتي ... وولدك ياام مشاري خرب عليّ فرحتي .
كان الكلام الغاز ..
بس الحين اتضح لها وفهمت معناه ..
نزلت بحذر واتجهت الانظار لها بعد ماسمعوا صوت دق عكازها على الأرضيه الرخام ..
قالت : يبه انا موافقه .
مرت ثواني صامته وسط الذهول ..
ابتسمت وكملت : مو انتوا راضين عنه .. خلاص انا موافقه .
تنفس ابوها بارتياح وفتح لها يده بمعنى تعالي في حضني ..
جات لابوها وجلست بجنبه وسلمت على راسه قالت : يبه انا عارفه انك تبغى مصلحتي وعارفه انك انقرصت من تجربتي الأولى ومستحيل تغامر مرة ثانية بحياتي ومستقبلي .
ضمها ابوها على صدره وسلم على راسها قال : هذي هي بنتي اللي تفهمني وتدور رضاي .. مو اخوك اللي بغى يجلطني عند الرجال .
كان مشاري يطالعها بعتب ..
لاتتسرعين فكري وخذي وقتك ..
انتي حتى ماتدرين من هو اللي وافقتي عليه .
ردت النظرة بنظرة مطمئنة واثقه ..
انا واثقه منك انت وابوي
لازم ارضي ابوي وافرح امي واعيش حياتي ..
وقف وطلع من البيت مشتت مايدري هو صح ولاخطأ ..
مايدري سارة صادقه ولاتكذب عليهم وتجاملهم ..
قالت ام مشاري : الله يوفقك يمه بس لاتستعجلين .. صلي الاستخارة واستخيري ربك .
قالت سارة وهي تشد على يد ابوها : حاضر بصليها وان شاء الله ربي يكتب لي الخيرة .. التفتت على ابوها وكملت : يبه الله يخليك لاتزعل من مشاري .
نزل ابوها راسه وهزه بقهر قال : احرجني في المجلس وكسر كلمتي وخرب عليّ فرحتي .
: خلاص يبه سامحه هو اكيد يبغى مصلحتي ... يبه الله يخليك لاتخرب عليه فرحته بزواجه .
رد ابوها وهو يسمع اذان المغرب ويوقف قال : انا مسامحه بس ابيه يحس بغلطه .. التفت لها وكمل : صلي الاستخارة وبكرة زي هالوقت ان شاء الله اشوفك راضيه .
وقفت سارة وعكازها في يدها ..
توجهت للدرج على نية انها تروح لغرفتها
وتصلي فرضها ثم تشاور ربها ..
هو ملاذها وقت الشدة ..
هو اللي نزع خالد من قلبها ومشاعرها يوم لجأت له ..
هو اللي اعانها على حزنها ومصابها اللي ماتقوى على حمله ا لجبال ..
هو اللي بيطمن قلبها
سواء رفضت ولا وافقت
من تجاربها معه ماقد خيبها ..!
واليوم ناصيته من اجل رضى ابوها وفرحة قلب امها ..



***

يوم ثاني ..
مرت على عماد في مكتبه وشافته منشغل مابين اللاب توب واوراق وملفات على المكتب ..
دقت الباب ودخلت رفع لها نظره واعاده لشغله ..
قال : ليتك جبتي لي معك شاهي ولا قهوة .
وقفت عنده قالت : سويت قهوة وحطيتها عند عمي وجدتي ... انت عارف ان عماني رجعوا .
رد عليها وهو منشغل مابين القلم والكيبورد : ايه عارف قابلتهم في المسجد !
: اش قالوا ..؟
: ابو مشاري وافق بس حاسهم مشاري يقول البنت لازم تاخذ وقتها ومن هالكلام وفهد زعل وطلع وهم رجعوا على نية ان ابو مشاري بيرد عليهم هاليومين .
: ممم الله يكتب لهم اللي فيه خير .. طيب تعال تقهوى مع جدتي وعمي .
لمحها بطرف عينه وهي حاطه الجلال على اكتافها ولامه شعرها بشباصة ووعيونها مزينه بكحل داخلي وشفايفها تلمع بقلوس لحمي ..
رد عيونه لجهازه قال : روحي جيبي لي شي اشربه .
: ماحتيجي تتقهوى معانا ..؟
: لا عندي شغل مااقدر اتركه ..
رجعت وهي زامة شفايفها قالت : بجيب لك قهوة تراها كويسه عشانك .
طالع فيها ورمى القلم من يده على المكتب قال : شادن .
رجعت ووقفت مقابلة له عند المكتب قالت : نعم .
: وش بغيتي يوم جيتي وقلبتيني فوق تحت .
ابتسمت باستغراب قالت : هااا ..؟ اش سويت انا ..؟
وقف وهو يقلدها : هااا ..؟ اش سويت انا ..؟ عدل صوته وكمل بهدوء جاد : ماسويتي الا الخير بس وش بغيتي اكيد ماجيتي عشان تسألين عن خوالي ..؟
: مممم بصراحه كنت ابغى جوالك بكلم امي وسارة ابغى اعرف اش رايها ..!
رجع لدرج مكتبه اخذ جواله وفتحه ومده عليها هو يقول : وبس ..! الجوال وراعيه تحت امرك .. كم عندنا من شادن .. خذي وكلمي اللي تبين .
اخذته من يده وهي تهمس بشكراً خجوله ..
قال : بالله اقنعيها ترى فهد رجال وينحط على اليمنى .
ابتسمت ملامحها وقالت بدلع عفوي : اقنعها بس على مسؤوليتك انت ..؟
رفع حاجبه وكأن حركتها نرفزته قال : ايه على مسؤوليتي ... يالله روحي كلميها بس قبل سوي لي نسكافيه .
هزت راسها وابتسامتها على وجهها وطلعت من عنده .
وهو رجع لجهازه وشغله يدور اللي يشغله ويبعده قدر الامكان عن التفكير فيها او في نفسه .



***

جالس في الشركه يكمل الشغل بعد ماانصرفوا الموظفين ..
انتبه لجواله يدق وشاف اسم مشاري .
ضم على الجوال بحنق وكلام مشاري امس يرن في اذنه ...
وقف الرنين وسرعان مابدا مرة ثانية ..
قفل الملف اللي قدامه ووقف وطلع من المكتب بملل وجواله لساته يدق ..
طلع من الشركة وركب سيارته من دون مايهتم لمشاري واتصاله
وش عنده ..؟
بيعتذر من جديد ..!
ماابي له عذر ..
يبي يبرر ..؟
ماابي اسمع له تبرير ..
دق جواله من جديد ورد لأن المتصل نايف ولد عمه ..
رد عليه بملل : هلا .
: هلا بك .. السلام عليكم .
: عليكم السلام وش تبي ..؟
: لااااه اش فيه المزاج ..؟
: اش بعينك .. نعنبو ابليسك رجال طول في عرض ماتعرف تقول وش ..؟
: وش بعينك انت .. لهجتي وماني مغيرها عشانك ..؟
: مااقول غير خسارة منال فيك ...
قاطعه نايف بحده : انا اللي مااقول الا خسارة سارة فيك والشرهه مو عليك عليّ انا اللي ببشرك ان البنت وافقت .
سكت فهد ثواني ..
ماتوقع انها توافق بسهوله او حتى انها توافق ولو بعد امد ..
قال مبعد شكوك نايف ان سكوته صدمه او فرح : وافقت على وشو ..؟
: وافقت على جدي ... يعني على من بالله ..!
: انت شكلك تستهبل .. الموضوع منتهي من امس ..
رد نايف بعصبيه ومتفاجيء : اييييييييييييييش ..؟
: ايه منتهي .. انا موب ملطشه على كيف مشاري شوي يقول لا وبعده يجي يقول خلاص تعال .
: هييييييي فهد .. صاحي انت ولا مجنون .
: مالك شغل وعرس بطلنا .. ماعاد نبي نعرس ..!
: لاوالله ..؟ على كيفك الدعوة ... تسحب عماني وتجي تخطب من الرجال والحين ...
قاطعه فهد : والحين الموضوع منتهي ومع السلامه ولاعاد تفتح السالفه هذي معي ..
قفل في وجه نايف بدون مايسمع منه أي كلمه ..
دق نايف عليه مرة ثانية وثالثه وهو مطنش وماسك الطريق اللي يودي للبحر ..
المكان اللي خطر في باله بعد زخم الافكار اللي تحاشرت في ذهنه ..
ابيها ..؟
ايه ابيها ولا ابي غيرها ..!
طيب البنت وافقت ..!
بس مشاري امس اهانني وجرحني في مجلسه .
اعتذر وقال لك وش يقصد ومعاه حق ..
خله يتعلم ان الغلط له نتيجه وجزا .
طيب وهي وش ذنبها ..!
صح وش ذنبها .. انا بعد وش ذنبي ..
سمع اصوات البواري على عليه من اتجاهات عدة وتجاوز شاحنه تمشي بنص الطريق بقدرة قادر ولولا عناية الله كان تسبب في حوادث كثيرة مو بس واحد .
التفت على واحد وهو يشتم ويخاصم من بعيد وثاني بجنبه يرميه بأبشع الكلام وثالث يأشر له بمعنى مجنون انت ولا شارب شي .
تعوذ من ابليس قبل لاينزل ويوقف الطريق كله ويقلبه هواش ومضاربات وكمل طريقه بقلق وتوتر وتضارب افكار وبعثرة مشاعر ..



***
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 8:45 am


--------------------------------------------------------------------------------

قفلت من سارة والتفتت على شهد وهي تجري متوجهه لعماد في مكتبه .. قالت لعمتها اللي دخلت : ياهلا ياهلا .. وين الناس من متى ماشفناك .
سلمت فوزية على شادن وهي تقول بصوت واطي : عندكم ناس غثيثين واخاف ارتكب فيهم جنايه ..
ضحكت شادن قالت : تعالي عند جدتي وعمي وليلى في غرفة جدتي انا بودي جوال عماد وارجع لك ..
راحت فوزية لغرفة امها ودخلت شادن لمكتب عماد وهو يسولف مع شهد الجالسه قدامه على المكتب ..
قال وهو معقد حواجبه : العنود متى كبرت وهي امس تسابق الريح من بيت لبيت .
لوت فمها قالت : خلاص البارحه في الليل صارت كبيرة ..
: ههههههههههههههههههه وانتي وش دراتس .
: هي جات عندنا وقالت لي خلاص صارت كبيرة واخذت غرفة اختها المديرة هذيك نووف اللي كانت تقزك مع الشباك وودوها لمسفر عشان يطلع الجني حقها .
قاطعها : خلاص قومي لامتس وفكيني من الكلام هذا .. ولا عاد اسمعتس تتكلمين في الناس ثم ازعل منتس ..
نزلها من فوق المكتب وهي تقول : والله ياعماد ماكذبت عليها حتى اسأل العنود .
رد بتحذير : الكلام في الناس مايجوز ربي مايرضى علينا .
شهقت شهد قالت : خلاص آسفه ياربي .
طلعت من المكتب تاركه شادن وعماد وراها يضحكون ..
تقدمت شادن ومدت الجوال على عماد وهي تقول : تفضل .. جزاك الله خير .. ترى نايف يسلم عليك ويقول لك كلمني ضروري ..
عدل جلسته على الكرسي العريض قال : وش يبي ماتدرين ..؟
: لا ماقال .. بس يقول يبغى يكلمك ضروري .
: زين اكلمه الحين .
اعطته ظهرها بتخرج وناداها : شادن لحظة ... التفتت عليه وكمل : وش قالت لك خويتك ؟ .
عدلت جلالها عليها قالت : خلاص .
رفع حاجبه قال بجديه مقاطعه : مااسمع شي ..
فتحت فمها بتعيد كلمتها وسبقها بـ : تعالي عندي هنا ..
اشر على مكان قدامه وكمل : وقولي لي وش صار ..؟
قربت من المكتب ووقفت مقابل له قالت : خلاص استخارت ..
رد وهو يطالع في السقف : مااسمع صوتك تعالي عندي .
رفعت صوتها بـ : اقول لك ..
قاطعها : مااسمع الا اذا جيتي هنا .
وقفت باحراج وعلى وجهها ضحكة خجل ولفت من ورى المكتب ووقفت عنده قال : ايوووه الحين اقدر اسمعك .. علميني وش قالت خويتك .
: خلاص وافقت بعد ماصلت الاستخارة .
مسك يدها اللي ارتجفت بوسط يده قال : وانتي صليتي الاستخارة ...؟
ردت بارتباك : ها ..؟ ليه ..؟ قصدي متى ..؟ مو فاهمه عليك ..!!
ضحك عماد بصوت مسموع وضم على يدها الناعمه قال : اقصد يوم وافقتي عليّ صليتي الاستخاره .
صدت بوجهها عنه بعتب قالت : صليت كثير قبل ماتجون عندنا .
: ايه وش كان رايك ..؟
طالعت فيه باستغراب وابتسامة واسعه وخجلة قالت : ماادري اش رايك انت .
: يعني راضيه وموافقه .
: اش تشوف .
طالع في جلالها على قميصها الوردي بأكمامه القصيرة وسحبه من عليها قال : اشوف ان هذا ماله داعي ليه لابسته وانتي في بيتك وماعندك اغراب ..؟
ضمت على يدينها وطالعت في الباب وراها قالت : مستحيه امشي كذا قدام عمي ..!
جمع الجلال بين يدينه وشد عليه وناظر في لاشيء وكل تفكيره محصور في اعجابه في سترها وخجلها وصبرها وحفظها له واحترامها وحبها .
مده عليها قال بجدية : الله يعين احمد على علته .. بالله ياشادن علميها الستر .
: لا الله يخليك ماابغى احتك فيها يكفي اني قلت لها كلمه نطت في وجهي خلتني اقصد واعني .. بعدين عمي الله يهديه صاير قاسي عليها كل شوي يكلفها بشغله وهي نص الشغل ماتعرفه .
توجه عماد بكرسيه للمكتب قال بلا مبالاه : خليه يربيها .. حرمته يبي لها سنع من زمان ...
فتح الدرج ورفع راسه لها قبل ماتخرج كأنه تذكر شي : الا صحيح شادن .. انا فاقد لي ورقة من هنا ماتدرين وينها لاتكون هذي داخله مكتبي تراني مااستبعد عليها شي .
وقفت مكانها وجهها تكسوه حمرة احراج قالت بحذر : لا محد دخل .. بسس .. ممم ..
:دام فيها بسس وامممم معناها انتي ..
ابتسمت بحرج قالت : بصراحه ايوه انا .. قرأت لي قصيدة مالها داعي واخذتها عندي .
قفل لاب توبه بهدوء ووقف وجا عندها ...
قبض على معصمها بقوة قال : مالها داعي ها ..؟ ليه مالها داعي ..؟
غمضت عيونها بقوة قالت : انت عارف ليه ..
: لا ماني عارف علميني ..!
ولما ماشاف منها رد ضحك بخبث وقال : اختاري اما تقولين ليه مالها داعي ولا وربي لاشيلك وألف بك البيت كله ..
فتحت عيونها بخوف ونظرها على الباب قالت : لا لا الله يخليك انا اقول لك .. بس سيب يدي .
ترك يدها وهو يقلدها : سيب يدي .. وكمل بصوته : هذاني سبت يدك يالله قولي .
تأملت مكان مسكة يده في معصمها وفي لمح البصر كانت خارج المكتب ..
دخلت غرفة جدتها وجلست بجنبها ..
قالت فوزية : علامك يالعنود ..؟
اخذت نفس سريع وهي تضحك قالت : استغفر الله خلوا العنود في حالها انتي وبنتك ..
وصلهم صوت عماد يلج بالمكان : ياولد تراني جيت .. نبي طريق لغرفة ام ناصر ياولد ..
ناداه احمد بصوت عالي : تعال مافيه احد ... التفت لشهد قال : شهودة روحي لليلى قولي عماد في غرفة جدتي لاتجين الحين .
دخل الغرفه واسفل ثوبه في يده ..
اول مااستقر نظره ابتسم بخبث قالت ام ناصر : تعال ياوليدي خذ لك فنجال قهوة .
جا وجلس بجنب شادن اللي صبت له فنجال قهوة ومدته عليه ومدت صحن التمر قالت بابتسامة انتصار : تفضل .
حك رقبته قال بصوت يسمعه الكل : زاد فضلك .. قومي روحي جيبي جوالي من المكتب بكلم اخوك .
عرفت وش هدفه قالت : ها ... لا لا مو لازم تكلمه الحين .
: ليش مو لازم مو قايل لك خليه يكلمني ضروري .. رفع حاجبه بتمثيل على الجالسين قال : عجلي تأخرت على الرجال .
قالت ام ناصر : ياوليدي شادن مافكت يدها من الشغل من يوم قامت من نومها .. خل فوزية تجيبه .
وقفت فوزية قالت : اجلسي والله مايجيبه الا انا .
عض على شفته السفلى ورشف من فنجاله قال لها بهمس : لاتحسبين انك بتفلتين .
قالت بذات الهمس : افلت من ايش ..؟
: من سؤالي .
: خلاص اجاوبك .
: اسمع ...!
: مالها داعي لأنها كئيبة .. ولأن فيها كلام يجيب المرض .
: لاوالله ..؟
شافت عمها لاهي مع فيصل وجدتها تذكر الله بصوت عالي وتسبح وتستغفر
وكملت وهي تعدل جلالها عليها : كمان عشان انا لزقة مامني فكه .
طلع ورقه من جيبه ومدها عليها قال : طيب شوفي هذي لها داعي ولا لا ..؟
اخذت الورقه وفتحتها وقرأت ..

ياقمر بالله قل لي من تكون ووش تكون
بعدما حيرت فكري ياقمرنا من دهاك

سافرت يمك حروفي بعد ظللها الجنون
وسلمتني لرمش عينك يتلاعب بي حلاك

وتهت بين الرمش مدري تهت مابين العيون
حسبها الله ياعيونك سببت لي ارتباك

جيت باوصفهم لقيت الوصف لايمكن يكون
لانهم فوق الوصوف وسرهم فيه الهلاك

حيرت شعري وفكري كيف باوصف سحر نون
هد ياقلبي دخيلك .... بعدما ربــي ابتلاك

طبقت الورقه وضمت عليها بيدها .. قال : ماقلتي لي .
هزت راسها بإحراج قالت : انت اللي تجاوب هالمرة .
دايماً تغلبه ..!
ولا مرة قدر يغلبها لابالكلام ولا الفعل ..
دخلت فوزية وجوال عماد الثريا في يدها ومدته على عماد اللي وقف فوراً وطلع من الغرفه بيكلم نايف ..
رجع لهم بعد دقايق وهو يضحك بقوة قال لشادن من بين ضحكه : قومي فيه حرمه عند الباب تبيك .
طالعت فيه بشك قال : اخذي فوزية معك ولا اقولكم خلكم هنا وانا اجيبها ..
طلع برا ورجع قال بضحكه مكبوته : جاتكم الضيفه استقبلوها .
دخلت عليهم الحرمة اللي طولها مايتجاوز المتر والكل تسمرت عيونه مذهول ..
تكلمت العنود من تحت البرقع والجلال : السلام عليكم .
حاولت فوزية تتماسك وخذلها الموقف وانفرطت من الضحك وبهيستريا ..
وقف احمد وطلع ولحق عماد وهو متماسك بملامح ضاحكه ..
ردت ام ناصر السلام وشادن ساكته وماسكة نفسها لاتضحك ..
قالت بلهجة شخص كبير : امي تسلم عليكم تقول الله يحييكم على العشا عندنا .
اخذت شادن نفس وطالعت في فوزية وهي حاطة المخده حقت امها بينها وبين العنود وتهتز من الضحك ..
تماسكت شادن قالت : نوف جات يالعنود . .؟
ردت العنود بنفس اللهجة وكأنها كبرت عشر سنين على عمرها : ايه اليوم جو وتغدوا عند عمي غازي .. وعشاهم الليله عندنا .
دخلت ليلى الغرفه وناظرت في العنود بنص عين قالت : بسم الله الرحمن الرحيم .
دنقت العنود براسها منحرجة من لهجة ليلى المصدومه ..
قالت ام ناصر تشجع العنود : هذي العنود بنت لافي البنت السنعه اللي تطيع امها وتسمع كلامها ..
دخلت شهد وشهقت وهي تشوف العنود برجولها الحافية وبرقعها وجلالها قالت : العنوووووووود خلااص كبرتي ..؟
ضحكت العنود قالت : ايه كبرت .
قالت فوزية بعد ماهدت نوبة ضحكها : العنود نوف شافت برقعتس .
ردت العنود ببراءة : لا ماشافته .. شوي تجي وتشوفه .
قالت فوزية بصوت واطي : عز الله بتكسر رقبتك .. رفعت صوتها موجهته للعنود وكملت : خلاص ياشاطرة سلمي لنا على امك قولي ان شاء الله نجي اذا قدرنا .
طلعت العنود بصحبة شهد اللي تناظرها بقهر لأنها كبرت وسبقتها لحياة تتمناها وتنتظرها .



***

جالسه بين امها ونورة ..
وتحكي وتشرح وتسهب في الوصف ..
قالت نورة لنوف : ها يانوف عساتس مبسوطه مع حمود .
ردت نوف بامتنان : الحمد لله رب العالمين .. من بعد مارحت للحرم واعتمرت وانا احس ان حمل ثقيل انزاح من فوق صدري . احس اني تعافيت من ضيقة الخلق .
قالت امها : يابنيتي ماخاب من توجه لربه ..
طلعت جوالها تفرجهم على الصور بعد ما صارت تتقن استخدامه ..
ورتهم البحر ونافورة الملك فهد .. والمطاعم والاسواق والشوارع والسيارات . . وعروض الألعاب الناريه اللي صادفتها في احد المنتزهات على الكورنيش .. كل الأماكن اللي زارتها كانت تصورها عشانهم .. تبيهم يشوفون اللي شافته .. وكل شوي تجيب طاري حمود ووش قال لها عن المكان اللي يروحون له .
نادى لافي ام نوف وقامت له تلبيه واستغلت نورة الوقت قالت بهمس : ماقلت لتس ان حمود طيب وينحب .
لوت نوف فمها قالت : هو ابن حلال وماقصر معي ويدور رضاي بس انا مدري وش فيني .
فتحت نورة عيونها بتحذير قالت نوف تطمنها : لايروح بالتس بعيد .. مافكرت في غيره من يوم اخذته .. اصلاً انا عرفت يانورة ليش كنت افكر في .. في .. في هذاك ... كنت ابيه يطلعني ويوريني الدنيا .. من يوم عرفت السبب وانا ناسيته الحمد لله ... بس ماادري ليش ماقدرت احب حمود ... انا مااكرهه بس ماقدرت احبه .
ابتسمت نورة لاختها قالت : مع الوقت بتحبينه يانوف وتذكري كلامي .. اصلاً الحب مايجي الا بالعشرة لاتستعجلين اهم شي انتس ماتفكرين في غيره .
: الله لايقول اني افكر بغير رجلي .
دارت عيون نوف في المكان قالت بحماس : العنود وين راحت تراني جايبة لها هدايا وش كثرها .
ردت نورة : قبل شوي هنا ترزز ببرقع امي وجلالها .
رجعت امهم جلست وحطت امها يدها على راسها وهي تشوف العنود تدخل عليهم جاية من برا ..
قالت : يافضيحتي من هالبنت .. رفعت صوتها موجهته للعنود : من وين جيتي الله لايحييتس .
رمت العنود برقعها وهي تشوف جوال نوف بحماس ..
قالت : رحت .. رحت .. طالعت في نوف بخوف ايه ايه .. رحت برا ورجعت .
قالت امها بلوم : انا ماقلت لتس روحي اعزمي ام ناصر وبنتها وحريم عيالها .
قالت بخوف : عزمتهم يمه .
شهقت نورة وخبطتها على كتفها بقوة : رحتي بالبرقع الله يفشل عدوتس .
قالت نوف : فكونا من العنود وتعالوا اوريكم هداياكم ..
كانت العنود تراقب الاكياس ونوف توزع لامها اقمشه فاخرة وتولة وخاتم ذهب .. ثم لنورة عطر وعلبة مكياج واكسسوارات مشكلة .. ..
خايفه ان نوف ماجابت لها..
نوف ماتحبها وياما ضربتها وهزأتها وخاصمتها ..
رفعت نوف الكيس الكبير قالت : هذا حق العنود ..
بلعت ريقها تنتظر ..
دبدوب ..
عروسة ..
عيونها مفتوحه وهي تاخذ الهدايا وكأنه حلم تبي تتمسك فيه حتى يكون واقع ..
ضحكت نوف قالت : اصبري باقي اهم شي ..
راقبت الكيس تنتظر المفاجأة الثالثه او بالأحرى الحلم الثالث ..
فستان ابيض ونفاش ..
قالت نوف : هذا حق العيد .
شرقت العنود وحكت بقوة وهي تجمع اشياءها الثمينه ..
قالت نورة بضحكه : هيييييي تعوذي من ابليس الفرحه لاتوقف قلبتس .
ردت العنود بدون شعور او تركيز : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم ..( قل هو الله احد ، الله الصمد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً احد ) .
انفجروا امها واخواتها بالضحك .. وضحكت تجاريهم والفرح يرقص بداخلها ويغني ..!



***


بعد اسبوع ..!
جالس في شقة عماد وياكل فاكهه ..!
الريموت في يده وهو ينتقل من قناة لأخرى ..!
رمى الريموت بملل واخذ جواله فتحه وقرأ الرسالة للمرة الألف ..!
صحيح ان عماد وبخه ولامه وخلاه يندم على قراره ..
بس الرسالة زلزلت كيانه ..
قلبته وخلته يندم ويحس بصغر نفسه وتهوره ..
يمكن لولاها كان ماطل وتباطأ لين يرد اعتباره بعد ماحس ان مشاري اهانه ..!
انتبه لعماد اللي توه صحى من نومه ودخل للمطبخ على طول ..
قفل فهد جواله ولحق عماد للمطبخ
: السلام عليكم .
رد عماد وهو يحط في الابريق الصغير نعناع ويصب عليه مويه ويحطه على النار : عليكم السلام .. كلمت مشاري ولا لا .
: كلمت ابوه وقلت اني سويت الفحص ..
قال عماد بلهجة حاده : حدد الملكه معه خلنا نخلص من موضوعك .. خالي يوم درى عن هبالك ارتفع عنده السكر لولا عناية ربي ورحمته ولا يمدي صار له شي .
جهز عسل في كوب كبير وصب مغلي النعناع عليه وكمل وفهد ساكت
: الله يهديك بس .. ماتعرف تحكم عقلك وتوزن الامور وتقيسها من جميع النواحي .
رمى فهد قشرة الموز في السلة قال : انت تعرفني متهور .
: اذا انت متهور وش خليت لخالد اخوك ..
صح انا متهور ..!
بغيت اكون سبب في صدمة جديدة لها ..!
قال : انا بطلع للديرة الحين بتفق مع ابوي على موعد الملكه قبل مااعطي الرجال كلمة .
عدى عماد من عنده للصاله قال : اتفق مع الرجال على العيد الثاني خالي يبيك تملك اليوم قبل بكرة !
: بس لاتنسى عرس مشاري العيد الثالث .
: ازين ملكوا قبل مايسافر اخوها .
هز فهد راسه وراح لبس ثوبه واخذ شماغه على نية انه يمر ابومشاري ويمشي من عنده للديرة ..



***

جالسة بين جدتها الثايرة لغياب عماد وعمها احمد ..!
فضحها تفكيرها وشرودها والكل يرجع السبب لغياب عماد ..
وجدتها ساخطه عليه لأنه في نظرها سبب ضيقها ..!
ناظرت في عمها وهو مركز نظره في التلفزيون ..
محد يدري اذا هو مع التلفزيون ولا لا ..!
من الظلم انه يعيش على عماه ولا يدري من الانسانه اللي تعاشره ولا كيف تفكيرها ..!
لوسكتت فهي شيطان اخرس وخاينه ..!
ولو تكلمت يمكن تسبب مصيبه وكارثة ...
محتاره وتايهه ..
تعلم ولا تسكت ..!
تكتفي بالابتعاد وعدم التدخل في حياة الآخرين ولا تفتح عيون عمها على حقيقة زوجته ...
تنتظر عماد وتقول له ولا تقول لفوزية
ولا تحسم الموضوع وتقول لاحمد ..!
هي اضعف من انها تواجه احمد وتبلغه الحقيقه المرة عن زوجته ..
ماتعرفه زين ..
تخاف انه متهور ومتسرع وعصبي جداً ..
دخلت عليهم فوزية وعلى وجهها ابتسامه وقطعت حبل افكارها اللي مافارق عمها وحياته ..!
سلمت عليهم قالت : يدينكم على البشارة ..!
ردت ام ناصر : الله يجعله خير ..!
قالت شادن محزرة : زواج فهد ..!!
هزت فوزية راسها بمعنى لا قالت : زواج فهد صار خبر بايت ..
قال احمد بضيق : اعجلي قولي وش عندتس مو رايقين لتس .
طلعت جوالها وأضاءت شاشته قالت : طالعوا .
في البداية محد استوعب لكن صرخة ليلى اللي فرحتها بتشغيل الابراج اكبر من فرحة الباقين عرفتهم ببشارة فوزية : اشتغل الجوال .
رمقتها فوزية بطرف عينها وباسلوب ساخر قالت : ايه ابشرك اشتغل .
سكتت ليلى ونظرتها على احمد خشية انه يكون فهم من تلميح فوزية شي .
قالت ام ناصر : ليت الماخوذ يشتغل عشان اتطمن على عيالي ..
طالعت في احمد قالت : ها قوم دق لي على عماد ابي اكلمه . .
فزت شادن وشبكت يدينها بخجل قالت : جدتي خليني ادق عليه انا .. ابغى افاجئه .
طالعت ليلى فيها بنظرة مليانه غرابه وممزوجه بسخرية او استخفاف قالت : يعني بتثبتين لنا انك راضية عنه .
رفعت شادن حاجبها قالت : وليه ماارضى عنه ..؟
ردت ليلى : بصراحة اللي يشوفكم يقول مو متزوجين وماكملتوا سنه وانتوا ماتشوفون بعض الا في الشهر اسبوع .. عاد بعد خمس سنين وش بتسوون .
قالت شادن ببرود وبمغزى مقصود : بعد خمس سنين بندخل عيالنا للروضة ان شاء الله .
صحيح اللي يسمعها بيقول انها تتشمت ..
وصحيح انها ممكن ماتكمل حياتها مع عماد ومايجيهم عيال ..
وصحيح انها جرحت احمد ..
بس مصيرهم يعرفون انها ماقصدت تجرح احمد ..
وان لها غرض ومقصد ...
قالت ليلى باستغراب : احد يفكر بالعيال في بداية زواجه .
: والله اهم شي نتفق انا وياه نجيب ولا مانجيب .
تكلم احمد بعصبيه قال : اسكتي ياليلى ولا والله ماتعدي ليلتس على خير .
ردت شادن ببرود : عمي انا آسفة بس احياناً فيه اشياء تجبرنا على قسوة الكلام .
مافهم وش تقصد بس اللي يعرفه ان شادن عاقلة وماتطلع منها الزلة ..!
وقفت ليلى قالت : اصلاً من يوم جيت هنا وانا ولا ليلة عدت عليّ على خير .
قالت ام ناصر : لاحول ولاقوة الا بالله ، يهديتس الله ، يهديتس الله .
سكتت ليلى ودخلت غرفتها المجاورة لغرفة ام ناصر وسكرت بابها بقوة ..
قالت فوزية : هي علامها ..؟
رد احمد بسخرية واضحه : علامها يعني .. ليلى من يوم سافرت صارت هاي ماتتحمل تعيش في قريه وتعاشر ناس جهله ومتخلفين .
قالت ام ناصر بلوم : ياوليدي ليلى غدت ( اصبحت ) مثل البدوية اللي ترعى غنم اهلها واعرست ، اخذت لها واحد مهوب بدوي ويوم جات لاهلها زايرة وشافت الغنم قالت : ياربيييه وش هاالسوادات اللي في روسها عوادات مااعرفها .
ضحكت فوزية وشادن مو فاهمه من الكلام الا نصه ..!
قالت فوزية : شادن فهمتي شي ..؟
هزت راسها بلا قالت : فهمت نصه .
ردت فوزية : السوادات تقصد الغنم اللي لونها اسود .. اما العوادات فهي قرون الغنم تشبه الاعواد ..
ابتسمت شادن وماحبت تضحك على ليلى عشان ماتجرح احمد اكثر ..
قال احمد لشادن بصوت منخفض وجاد : شادن قومي دقي على عماد قولي له يجيب لي معه جهاز جوال جديد على ذوقه .
قالت فوزية : ليش ..؟
رد : ليلى تقول ان جهازها مكسور وابلشتني تطلبه ليل ونهار .
تبادلوا شادن وفوزية النظرات وانسحبت شادن لفوق متحاشية الخوض في شي يخص ليلى اكثر من اللي صار قبل شوي ..!


***


في طريقه لبيت اهله واللي يمر بجنب ملعب الكورة اللي يجتمعون فيه عيال القرية ..
عقد حواجبه وعيونه يتطاير منها الشرر وهو يشوف خالد اخوه يسحب نفس عميق من سيجارة دخان ..
وقف فهد السيارة ونزل منها وهو بحالة ر عب وغضب عارم ..
آخر شي توقعه وتمناه خالد انه يشوف هالانسان ..
لو ابوه كان ارحم ..
لو بندر كان اخف ..
لكن فهد ..!!!
فر يجري لوجهة تبعده عن فهد وتوصله لموطن امان ..!
رجع فهد للبيت وهو يزمجر ويهدد ويسب ويتوعد ..!
والتفت على خالد اللي دخل من باب قسم الرجال وتوجه لغرفته وقبل مايوصد بابها كان له فهد بالمرصاد .
اقرب شي له يفش غله فيه ويسنعه ويتوبه ويصحي قلبه هو العقال ..
احياناً الضرب وسيلة للتربيه ..
وأحياناً يكون سبيل للخوض في الخطأ من جديد وبتحدي وعناد .
لكن ضرب خالد بيد فهد وعقاله كفيل انه يحرم طاري اصحاب السوء
كفيل انه يصحيه ويوعي قلبه ..!
كفيل انه يخليه يتوب التوبه اللي مابعدها رجعه للخطأ لأن العقاب مو سهل ابداً ..
كان يصرخ بين يدينه والعقال يلطم كل منطقه في جسمه : التوبه يافهد والله مااعيدها التوبه .. خلاااص يافهد .. خلاص التوبه ..
وقف فهد على صوت ابوه اللي دق الباب بقوة وصرخ على فهد يفتح الباب ويترك اخوه .
فتح لابوه الباب وطلع وهو ثاير ..
سلم على ابوه بارتباك قال : خلوا هذا ينحبس مثل الكلب وان سمعت انه طلع من البيت ترى بيجيه ضعف اللي جاه عشر مرات .
رد ابوه بانفعال : وش هو مسوي علمني ..؟
رد فهد بقهر : لقيته يدخن .
رجع ابوه من عند خالد وهو يتحسب الله عليه قال : اجل حقه وماجاه .. واذا تبي تزيده ماني رادك .
تشبثت امه في يده وهي تسأله بالله ماعاد يرجع .
سلم فهد على راس امه وربت على كتفها ومسح دموعها اللي اغرقت وجهها قال : لازم يتربى يايمه .. ولا انتي تبينه يفسد .
تكلم خالد بصوت باكي : انت محد قال لك شي يوم تهيت في البر بالاسابيع جاي الحين تضربني وانا رجال طولك .
حاول فهد يرجع له من جديد لولا انه امه حالت بينه وبين خالد قال من بعيد : تخسي انت موب رجال .. انا يوم اروح للبر مافسدت .. ولا دخنت وماشيت الدشير والحرامية .
: حتى انت موب رجال .. لو انك رجال مااخذت المطلقه وتركت البنات .
وقف فهد بمكانه ونظره على خالد وهو ينتحب ويحاول يفرغ شحنة الغضب والألم بالكلام ...
قال ابوهم : توضا يافهد والحقني للمسجد .. التفت لخالد وكمل : احترم اخوك الكبير وان سمعت الكلام هذا بعد اليوم والله لتشوف اللي ماشفته لامن فهد ولاغيره .
قفل خالد باب غرفته بقوة وأوصده بالقفل وارتمى على السرير والألم
ينهش جسده والندم ياكله والخوف من تكرار التجربه يرعبه ..!
قال ابو فهد : هاعطني اخبارك .
شمر فهد عن ساعده وتوضأ من المغسله وهو يكلم ابوه : اتفقنا على العيد الثاني .
: اييييييييييه زين ماسويت الله يوفقك ..
التفتوا لصرخة حنان بفرح وهي تجري لمنال : مكلة فهد العيد الثاني .
طلعت منال ومدت على فهد مناديل مسح وجهه وسلم عليها وباركت له قال : ذكريني اعطيك اغراض مرسلها ابن الحلال اللي ابلشني عليتس .
توهج وجهها بخجل ورجعت للغرفه بسرعه من غير ماترد وهو يبتسم قال ابوه : انت وش قلت لها ..
: ماقلت لها شي .. خلنا نمشي الظاهر انه اقام .


***

جالس في شقته يخزن معلومات في جهازه ومنشغل كالعادة ..
دق جواله وبلا انتباه او تركيز في الرقم فتح الخط وحطه على اذنه ..
قال : الو مرحبا .
: السلام عليكم .
طالع في الشاشه ورجع حطها على اذنه قال : عليكم السلام .. شادن ...؟
: لك حق تنسى صوتي .
: فيكم شي ..؟ من وين تكلمين ..؟
قالت بهمس : تأخرت عليّ ورجعت لاهلي زعلانه .
شد شعره ورجعه على ورى قال : من جابك ..؟
ضحكت على صوته وهو جاد ومتكدر قالت : اشبك صدقت بسرعه ..؟ يعني من عقلك بطلع من بيتي من دون مااستأذن منك ...؟
ماتغير من ملامحه شي قال : طيب من وين تكلمين ..؟
: من بيتنا .
سكت ثواني وخمن ان برج الجوال اللي نصب من اسبوعين اشتغل قال : رجيتيني حسبي الله على عدوك .
ضحكت اكثر قالت : جهز حالك ترى جدتي مرة زعلانه .
سند براسه على الكنبه قال : بس جدتي اللي زعلان ...؟
ردت عليه بجديه يتخللها عتب واضح : ليه انت يهمك غيرها ..؟
: اكيد يهمني غيرها وانتي تدرين .
قالت بخجل : لاماادري .
ابتسم قال بهمس : بسيطه اذا جيتك علمتك .
جمعت كل شعرها على جنب قالت : متى بتجي ..؟
: ماادري والله ودي اكمل شغلي قبل العيد .
سكتت شوي بعدين قالت : عماد .
قال بلهفه وتلقائية : لبيه .
سكتت ثواني ثم قالت : كيفك الحين ..؟
: قصدك صحتي ولا حياتي ولا وش بالضبط ..؟
تفاجات من سؤاله قالت : اول شي .. مداوم على العلاج ولا لا ..؟
: وش تتوقعين ..؟
: ان شاء الله انك مداوم عليه وماتخذلني .
قفل جهازه اللاب توب بدون تركيز قال : ماتركته ولا يوم .
: طيب ماتحسنت صحتك ..
صعب انه يأملها وفيها يمكن ويمكن ..!
يخاف يمشيها على خط الأمل ثم تسوَّد دنياها باليأس وقطع الرجا ..
قال : الحمد لله على كل حال .
ابتسمت بوجع قالت : عادي لساتك في البداية اهم شي لاتيأس .. بعدين الخلطه حقت الثوم والزبادي والكزبرة ليه ماتستخدمها .
رد عليها وهو يمسد شعره : هذيك فيها ثوم وصعب اروح للمسجد وانا ماكل ثوم .. .
باغتته بردها على طول : هذي حلها بسيط بعد ماتاكلها كل لك شوية بقدونس وتروح ريحة الثوم .
ضحك بصوت منخفض قال : وانتي دايماً الحلول عندك جاهزة ..؟
ردت بضحكه : امي زمان كانت تحط لابوي الله يرحمه الثوم مع الزبادي عشان الثوم مفيد للقلب .. وكانت تعطيه بقدونس حتى تروح ريحة الثوم .
: الله يرحم خالي رغم انه عاند ابوه وعصاه الا ان ربي رزقه بعمتي اسنع الحريم تراها كل يومين ترسل علي غدا ولا تعزمني ..
: الله يطول بعمرها ..
قال باستعجال : آمين .. طيب شادن ذكريني اجيب معي بقدونس .. ايه صح .. طالما الجوال اشتغل ارسلي لي رسالة بالاغراض اللي ناقصتكم متى ماجيت جبتها معي ..
: حاضر .. اكتبها لك الحين .
: عندكم احد ..؟
: عمتي فوزية .. ترى هي اللي بشرتنا بالجوال وابلشتنا على الهدية .
ضحك عماد بهدوء قال : تستاهل البشارة ام فيصل .
: طيب انا بنزل تحت الحين .. ابتسمت وكملت : تراني راح ازعجك ..
: هههههههه متى مابغيتي اتصلي .. تامريني على شي .
: سلامتك بس لاتتأخر عشان جدتي ماتزعل منك .
قال بخبث : عشان جدتي ماتزعل مني ها ..؟
: عشان محد يزعل منك طيب .
: ههههههههههههه زين زين ان شاء الله مااتأخر ... يالله مع السلامه .
: بحفظ الله .



***

--------------------------------------------------------------------------------

جالسة قدام التلفزيون وتتابع برنامج غير حياتك على قناة ابو ظبي ..!
مندمجه مع البرنامج وتسمع بإصغاء لدرجة عدم احساسها باللي حولها ..
اذا الانسان يبغى يغير حياته فهو بيده مو بيد غيره ..
يقرر ويسعى ويجتهد ..
يقنع نفسه ان ربي اعطاه عقل وقدرة على التفكير والعمل وان الدنيا فيها الجميل مثل مافيها القبيح ..
واللي يبغى الجميل يبحث عنه ويسعى له ..
هي ودها تغير حياتها ..!
اذا مو عشانها عشان ابوها وامها اللي تعبوا معاها
وعشان مشاري اللي وقف وقفة الأخ السند وقت الشدة ..!
فزت من مكانها وهي تشوف شاشة التلفزيون تغلق ..
رفعت راسها وشافت ابوها واقف بجنبها والريموت في يده قالت : يبه .. فجعتني ...!
: لي ساعه انادي عليك ماتردين .
: يوووه ماانتبهت كنت مركزة في البرنامج .
نزل ابوها الريموت قال : فهد جا وقرر الملكه العيد الثاني .
حاولت تعترض بس تكلم ابوها : انا لو بيدي ناديته الليلة .. بس عاد هو يبغى اهله يجون معاه .
عورها بطنها وحست بغصة في حلقها ..
ملكة من جديد ...!
ورجل في حياتها
وزواج
وأمنيات ..
وأحلام ممكن تكون وردية وممكن تكون سوداء مثل احلامها مع خالد ..!
قالت ببرود مبطن بخوف ورهبه : يبه على كيفك اللي تبغاه يصير بس انا لي شرط .
: اشرطي وآمري باللي تبغينه ..!
قالت بثبات : ماابغى لانظرة ولاشبكه .
لما شاف ملامحها الصارمه بعد قرارها ماحاول يعترض وقال : ولو اني ابيك تشوفين الرجال اللي اخترته لك .. لكن مانبغى نعارضك طالما هو شرط .
كملت وهي تشد على عكازها : كمان ماراح اكلمه قبل الزواج ..
سكت ابوها لحظات وتنهد قال بثقه : ياسارة لاتخلطين بين فهد وخالد ترى الفرق بينهم فرق المشرق عن المغرب .
: حتى ولو يبه .. انا للحين تعبانه وماابغى اتأثر بأي شي ... طالما انه حيكون زوجي خلاص اعرفه بعد الزواج .
هز ابوها راسه متفهم وضعها قال : لك اللي طلبتي ياسارة بس ماراح نتكلم الين هو يطلب وانا مااعتقد انه يقول ابغى اشوفها او اكلمها لأنه مو من عاداتهم .
حمدت ربها وشكرته لأن ابوها مااعترض خاصة انه متعصب لفهد بشكل مبالغ فيه من وجهة نظرها .


***

دقت على عماد مرة ثانية وقالت له يكلم جدتها اللي طلبت تكلمه ..
اعطت جدتها الجوال والثانية استهلت المكالمة بالعتب واللوم ..
وين انت عن بيتك واهلك .. وراك ابطيت علينا .. اللي يشوفك يقول ماوراه حرمةٍ تحتريه ( تنتظره ) .
عدت شادن للمطبخ وقلبها يتقطع على عمها الشارد بعيد وكلامها قبل شوي لزوجته عن الاطفال ينخر قلبها لأنها جرحته ..!
اشرت لفوزية تلحقها وثواني كانت فوزية تشاركها طاولة المطبخ وتسألها : وش فيه ..؟ عماد قال لك شي ..؟
هز راسها بلا وشكبت يدينها في بعض ..
التفتت على الشغاله الملتهية بتقطيع الخضار واذنها مسلطتها عليهم ..
قالت : لسلي اطلعي للحوش برا دخلي فيصل وشهد عليهم برد .
فتحت فوزية عيونها قالت : فكينا منهم بيزعجونا وشغالتي معاهم .
: خليها بس تروح لهم .. روحي يالسلي .
انصرفت الشغاله من المطبخ قالت : عمتي بقول لك شي وانا بصراحه مرة متردده .
:قولي وقفتي قلبي ..
قامت شادن وفتحت احد الادراج وسحبت منه شريط حبوب قالت : تعرفي هذي ..؟
شهقت فوزية قالت : تاخذين حبوب منع الحمل وحنا نتمنى شوفة عيالكم ...
جلست شادن بقلق قالت بصوت خافت : هذي مو لي .. هذي حبوب ليلى .
كان الخبر مثل الصاعقه على راس فوزية ..
ياليتها كانت لك انتي ولا تكون لليلى اللي هاجس حملها متعبنا كلنا ..
انتي بنعذرك ونقول عرسان ..!
لكن هي وش عذرها واحنا اللي ننتظر عيالهم من اربع سنين ..
وحجتها ان المشكله مو منها وانها من احمد ..
ضمت فوزيها راسها بكفينها قالت شادن : عمتي ماكنت ابغى اقول لاحد بس حرام اسكت .. بس لاتتصرفين بتهور .
وقفت فوزية قالت : مايبي لها تصرف .. رفعت صوتها تنادي احمد ..
قالت شادن : عمتي لاتكلمين عمي استني كلميها هي اول شي .. يمكن تخاف وتتركها ..
: ماينفع .. احمد لازم يعرف هذي اربع سنين لو انها شهور ولا سنه يمكن .. لكن اربع سنين ؟.. هذي اسمها خيانه وخداع ياشادن واحمد حرام يعيش مع خاينه مو كافي بلاوي الجوال .
قالت شادن في نفسها " ولوتدرين عن البلاوي الثانية اش بتقولين " وتكلمت برجاء : عمتي بالهداوة انا خايفه انا ظالمينها .. يمكن مريضه والحمل خطير ...
قاطعتها فوزية : ليلى مافيها الا العبط والفشر الزايد والغرور وشوفة النفس . وعشان مااظلمها بسأل احمد اول شي اذا فيها شي ولا لا ..
دخل احمد وسكتت فوزية قال : وش تبين ..؟ ومن هذي اللي بتسأليني عنها .
قالت فوزية بجرأة وقوة : بسألك عن زوجتك .. الحمل خطير على صحتها ..؟ فيها مرض .. ؟ لها عذر يوم تاخذ موانع ...؟ وليه تقول ان العيب منك و....
عقد احمد حواجبه قال مقاطعها : صاحية انتي ولا تستهبلين .. وشو اللي موانع وخرابيط ..؟
طلعت شادن على صوت جدتها اللي نادتها .. وتركت احمد في هول صدمته وفوزية بعز ثورتها ..!
اخذت جوالها من جدتها ولحقت احمد اللي مر من عندها متجهم ، هادر ، وغاضب
فضل انه يطلع من البيت ..
لو شافها يمكن ذبحها وشفى غليل اربع سنين صبر فيها عليها وعلى غلاستها وغرورها وتكبرها ولامبالاتها وعدم اهتمامها ..
نادته شادن برهبه : عمي استنى الله يخليك ..
تسمر بمكانه يدور على امل انه ماعاش مع ليلى على كذبة ..
تكفين قولي مظلومه ..
قولي فوزية مسوية مقلب
ولا الحبوب لك انتي مو لها ..!
قولي اني ماعشت معها على كذبة كبيرة وخداع غير مساوئها وعيوبها ..
قولي شي يطمني ويريحني
حدق فيها قال : وش تبين ..؟
قربت منه قالت : عمي لاتزعل نفسك .. يمكن الموضوع فيه سوء فهم .. يمكن ..
قاطعها : وين لقيتي الحبوب ..؟
عقدت حواجبها كارهه الاجابة على السؤال وكرره بحده مرة ثانيه : وين لقيتيها ..؟
ردت مكرهه : شفها وهي تاخذ منها وتخبيها في دولاب المطبخ . بس حتى ولو ياعمي لاتتهور الله يخليك .
انهار جسر الأمل اللي بناه في لحظات ..!
وهز راسه باقتناع قال : زين بس لااحد يكلمها غيري .
راح يتوضأ لعل غضبه يهدأ ..
وصلى ركعتين يهرب لله من شيطان غضبه ..
انهى صلاته بعد ما دعى ربه انه يوجهه للصواب ويعينه ..
وراح لغرفتها .. فتح الباب قال بكره وحقد واحتقار : اجمعي اغراضتس بوديتس لاهلتس .
حذفت ليلى المجله من يدها وفزت بفرح وحمدت ربها وشكرته انه اخيراً بينفذ لها رغبتها ويخليها عند اهلها لين ترجع معه لعمان ..
قالت بغرور ظاهر : اخيراً .. طيب ابيك تعطيني فلوس اشتري لي جهاز من عند اهلي ماعاد ابغاك تشتريه .
هز راسه قال : انتي اجمعي اغراضتس ثم يصير خير .



***


مرت ثلاثه ايام ..
بكرة اول ايام عيد الأضحى المبارك ..
خلصت شغلها وطلعت فوق ..
راحت اخذت لها شور وجففت شعرها بالمجفف ولبست بيجامه بلون زرقة السماء برمودا وبدي قصير ..
فتحت الدولاب محتارة وش تلبس بكرة وتمنت لو انها نزلت السوق واشترت شي جديد..
كل ملابسها اللي تصلح لمناسبة كالعيد استهلكتها ولبستها قبل ..
طلعت الطقم اللي لبسته صباحية زواجها ..
تأملته بإعجاب وقررت تكويه وتلبسه في العيد ..
رجعت لها ذكرى صباحيتها ...
رغم ان مافيها مايفرح الا ان لها طعم خاص مع عماد ..
لمسته ليدها وتأمله لنقشة الحنا على كفها
واعجابه فيها اللي ماقدرت عيونه تخفيه ..
شهقت بفجعه وهي تشوفه واقف على الباب بقميص كحلي ومقلم بأبيض بخطوط رفيعة وأكمامه طويله وفي يده كيس كبير ..!
حطت يدها على صدرها قالت : فجعتني الله يسامحك .. متى جيت ..
ماتحرك منه شي وهو يتأملها ولانبس ببنت شفه ..
قالت بابتسامه : آسفة .. الحمد لله على السلامه ...
تذكرت ان قطع بيجامتها قصيرة وماتستر ..
ولفت يدينها على جسمها وتراجعت تدور روب ولا جلال ولا شي يسترها ..
تقدم وهو يقول : الله يسلمك ..
قرب وسلم على خدودها وجبينها .. وأوصد معصمها بقبضة يده ..
قالت بخجل : دقيت عليك اليوم ثلاث مرات جوالك كان مقفول .
سحبها وجلسها بجنبه على السرير وهو يقول : الشحن خلص .. وش اخبارك ..؟
: الحمد لله .
مد عليها الكيس قال : خذي ماادري يناسبك ولا لا ..
اخذت الكيس ونزلته بجنبها وهمست بـ : شكراً .
لمحت عيونه وصدت ورجعت طالعت فيها غصب ..
صد عنها بجهد واجتهاد ..
وتمنت لو يلتفت لها وتشوف عيونه من جديد ..
فيها بريق غريب ..
ووجهه يشع بحيويه مااعتادتها ..
وقف واعطاها ظهره بيطلع ورجع يطالع فيها قال : صحيح تذكرت ياشادن .. بكرة بنروح ونعيد على ابوي من بدري ... مستحي منه ماجيته للحين .
هزت راسها بحاضر وعيونها تدور في ملامحه بأمل ..
التقت عيونه بعيونها لحظات طويلة وغضت طرفها خجل وعدم جرأة ..!
هي البحر الجارف ..
جاذبيتها اجبرته غصب للدنو ..
قرب ورفع راسها ..
تأمل عيونها من قرب
همس بـ : طالعي فيني ..
غمضت عيونها اكثر وصدت عنه ..
: هه وتقولين ليه تنقلني ..!
طلع من عندها ورجعت جلست على السرير دقايق طويله ووجها تحت يدينها يجري فيه الدم بقوة ..
تنفست بعمق لعل روحها تسكن ويهدأ روعها ..
مدت يدها المرتعشه على الكيس بمحاولة منها انها تلتهي فيه ..
خرجت الفستان الحرير الناعم ..
على نفس طولها ولونه وردي باهت مايزينه الا فص كريستالي كبير من تحت الصدر وجاكيت قصير على اكمامه الكت ..
على قد ماعجبتها الهدية وفرحت فيها على قد مافرحت بأن عماد بدا يهتم فيها ويتذكرها ويحس بوجودها ..
سمعت صوته يناديها ولبست روبها وخرجت له بسرعه ..
قال : انتي مرتبه غرفتي ..؟
: ايوه انا .. ليه .؟
قال وهو يطالع في دولابه ويمد عليها مفتاح من ضمن مجموعه مفاتيحه الكثيرة : خذي افتحي لي الدرج الصغير وطلعي كل الاغراض اللي فيه .
اخذت المفتاح منه وهو تمدد على سريره وسند بظهره على السرير ينتظرها ويناظرها ..
فتحت الدرج وطلعت كل الاوراق اللي فيه حطتها على سريره وطلعت الدفتر الاسود بمواجعه وذكرياته ..
قال : شفتي الدفتر والاوراق هذي .. هذي اسراري اللي ماعرفها غير الله ثم انتي .. ابيك تحرقينها وانا حي ماابي مخلوق يشوفها .
قاطعته بخوف وغصة : ليه تقول كذا ..
: ماتبين تحرقينها ..؟ خلاص رجعيها مكانها .
جمعت كلها وحطتها في كيس احد الأدوية اللي كان يستخدمها قالت : بحرقها كلها طبعاً .. لأن مالها داعي .
ابتسم قال بكسل ووجع قال : رجعنا لمالها داعي .
ردت عليه بجديه : عماد اش فيك اليوم انت مو طبيعي ..؟
سند براسه على المخده قال : تعالي اقري عليّ .
قربت منه وهي خايفه من تصرفاته قالت : عماد تحس بشي ... ليه تخوفني عليك ..؟
غمض عيونه وتغطى وهو يقول : اقري عليّ ياشادن .
جلست على طرف السرير وقرأت ( اعيذك بكلمات الله التامات من شر ماخلق ) .. و ( اعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّه ومن عينٍ لامَّه )
( اللهم رب الناس ، اذهب الباس ، اشفهِ أنت الشافى ، لاشفاء إلا شفاؤك ، شفاء لايغادر سقما ) كررتها جميعاً ثلاث مرات وهي تمسح على جنبه الايمن وهو مغمض وساكن ومسترخي ومستريح ..
رددت قل هو الله احد وسورتي الفلق والناس عليه اكثر من ثلاث مرات وقرأت الفاتحه سبع مراته ويدها على جنبه ..
اخذت المصحف وفتح عينه لمن حس بحركتها قال : وش بتسوين ..
قالت : بقرأ سورة البقرة .. انت نام ماعليك ..
اخذ المصحف من يدها ورجعه مكانه قال : انا كل يوم اقرأها مع كل صلاة فجر لي اسبوعين الحين .. سحب يدها قال بهمس : شادن ..
: هلا ..
: ابيك تضميني .
خنقتها العبرة والخوف يدب بقلبها عليه ..!
وضمته بلا شعور ..!
بلا تفكير ..
وبدون تردد ..
همست بخوف : عماد حبيبي تحس بشي ..؟
تنهد وراسه على صدرها واكتفى بالصمت ..!
خايف من الجاي ..!
خايف عليها اكثر من نفسه ..
مايبيها تنصدم ..
وخايف يقتل احلامها وأمنياتها في عز مخضها وولادتها ..!
سمع شهقاتها وهي تنتحب ورفع راسه لها ..
قالت بخوف : اش صار لك قول لي لاتخبي عليّ .
تأوه من عمق قلبه قال : لاتبكين جعلني ماابكيك .. لف يده من وراها وضمها على صدره ..
قال : ماصار شي بس امسحي دموعك .
مسحت دموعها بقفا كفها وهي تشهق قالت : الا صار وبتقول لي .



***
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 8:47 am


--------------------------------------------------------------------------------

فصلٌ تاسع عشر

~~ .. هاك قلبي .. ~~

***


لحظات جمعت احاسيس مختلفه ..!
حزن وشعور بالرغبة في البكاء ..
خوف على الحبيب القريب ممزوج بالأمان على صدره وبقربه ..
امل لأن ملامحه تنبيء عن العافيه ..!
وتعاسة لأن تصرفاته تدل على انه كئيب وحزين ..!
متبعثر وبعثرها ..!
يبي قربها والعقل يقول ابعد وارحمها وخاف ربك ..!
بكل بساطه هي حلاله بس الزمن حرمها عليه ..!
كانت تحس بنبضه يعلو وهو يدفنها في صدره ويدفن اوجاعه وهمومه وخوفه بين اضلاعها ..
علّها تساعده وتشيل عنه جزء من الحمل ..!
التضاد دايماً صعب في كل شي ..
وتضاد الهم هو اقسى انواع العذاب ..!
كانت تنتحب بصمت خوفاً انها تضايقه ولا تحسسه باليأس والاحباط ..
رفع جسدها النحيل عنه وامتد المنديل من فوق الكومدينو وراها وسحب منه واحد .. وهو يقول : انا متنكد خلقة وانتي زدتيني نكد .
ارتجفت وشهقت ببكاء موجع وهي تهمس : عماد اش فيك الله يخليك تقول لي ..
حاولت تاخذ المنديل من يده وشد عليه ومسح دموعها برفق وهو يقول بصوت هامس ومبحوح : اعلمك باللي فيني بس وقفي هالدموع لااشوفها .
صدت عنه قالت بهمس مشابه : خلاص وقفت بس قولي اش اللي صاير .. امس لمن كلمتك ماكنت كذا .
رجع خصلتها ورى اذنها وهو يتأمل ملامحها قال بهدوء : تبين تعرفين وش فيني ..؟
ماقدرت تقول ايه ولا لا ..
فقط تنتظر وعيونها عليه ..
رجع بجسمه للخلف وتنهد وسند بظهره على السرير ..
شد شعره على ورى باحباط ونفخ بقوة دلاله على ضيقه وثقل همه ..
قال وعلى وجهه كآبة ماقدر يخفيها : لازم نبعد عن بعض .. بكرة ولا بعده بالكثير لازم اوديك لاهلك .
سكت ثواني وهي تشوف خيط احلامها ينبتر وهالة من الحباط تسوتطن عمق مشاعرها وقلبها ..
كمل ببرود وبمحاولة انه يبرر لها بمصداقيه وصراحه : كنت احسب نفسي قوي واقدر اقاومك بس يوم عن يوم اضعف ..
صد عنها ورجع طالعها بتدقيق ويقول بتأكيد : يابنت الناس انا خايف عليك مني ...! لازم نبعد عن بعض ... ارحميني واحمي نفسك .
طالعت فيه مشتته ..
فاهمته ومتفهمته ..
وضعه صعب ..
بس وشلون تقدر على البعد ...
بعده صعب ..
واصعب من الصعب ..
البعد يعني فراق ..
والفراق نهاية ..
وهي ماتقدر تعيش بدونه ..
ماتقدر تعيش ماتنتظره وتكلمه وتشوفه ..
طالع فيها جامده ونظراتها تايهه وضم على يدها اللي تحولت لقالب ثلج بقوة وملامحه ترتجي وتطلب انها تفهمه وتقدر ..!
نظرة عيونه المكسورة ..
طلبه لها وهو في اقصى حالات ضعفه ..
ضعيف لأنها عنده ..
ضعيف بوجودها وقوي بدونها وبعيد عنها ..
جف دمعها وبهتت ملامحها واستكانت كل مشاعرها في حالة برود او ضياع اوتشتت او يمكن استسلام ..
المهم انها ماعادت تحس بأي شي حولها ..
سحبت يدها من يده ووقفت ..
قال بصوت حاني : شادن .
التفتت عليه قالت ببرودة سرت في اطرافها وبرود تمكن من مشاعرها : يعني خلاص بتطلقني .....
فز من سريره وهو يهز اكتافها بيدينه ويشد عليها ..
قال بانفعال مشاعر : لا ... طلاق لا ... طلاق لا ياشادن ... الا اذا انتي تبينه .
ماتحرك منها ساكن واكتفت بـ : انا ماابغى شي .. يكفي يكون اسمي شادن زوجة عماد .
رغم همه الا ان حالها اضاف فوق همه هم ..
كملت بنفس البرود : مهما حصل انا مافي حياتي غيرك .. وبموت مافي حياتي غيرك فاااهم ..!
توثق الحبل بالعهد ..!
يعني حتى لو فارقتني ماراح افكر بغيرك
حتى لوتبيني اشوف حياتي ماراح اشوفها مع غيرك ..
رفع وجهها البارد وطالع في عيونها الضايعه نظراتها قال : تقدرين تصبرين .
صدت عن نظراته المليانة اسئلة ولهفة قالت بنفس البرود وبهدوء : اصبر ..؟ الصبر يكون على المآسي والعذاب .. وانا من يوم ربطت اسمي باسمك ماعشت لامأساة ولاعذاب ..
رجعت وجهت نظرها على عيونه وكملت : واللي يحب مايصبر على اللي يحبه .. ينتظر ويعيش معه على الحلوة والمرة .. تصبح على خير .. نام ماباقي شي على الفجر ووراك قومة من بدري .
اهمل يدينه وانسحبت من بينها ..
لملمت اوراقه الملونه والبيضا والمختومه بأسماء مستشفيات بعضها بالعربي وبعضها بلغات مختلفه ..
واخذت الدفتر السر ..
او دفتر الأسرار ..
او بالأحرى دفتر همومه ..
وطلعت بخطوة ثقيله لغرفتها ..
هم زوجها مثقلها وهم بعده مضيعها ومشتتها ..!
وهو جلس بعدها بكل همه .
هم المرض وهم سحرها وقيدها له وهم فرقاها ..
غمض عيونه وشد شعره بقوة ..
وهو يتذكر آخر كلامها ..
اعلنت له حبها ..
أقرته فعلاً وقولاً ووعداً وعهداً ..
رمى نفسه على مخدته ودفن وجهه بمخده صغيره ..
الحيرة والرجا والأمل والخوف ..
كلها مجتمعه ومتزاجمه قدام باب مستقبله ..


***


كلاً بهمه منشغل ..!
مانام طول ليله ..
ليلته هذي مثل باقي لياليه الماضيه ..
ليلى فجرت بداخله كره لجنس حواء وشوهتهم في نظره ..
اصعب شيء على الرجل خيانة المرأة له ..
وأصعب شيء على المرأة تجاهل الرجل لها ..
كل ماضاقت به الوسيعه لجأ لها ودور صوتها وصورتها وريحتها لعل همه يخف وتهدى نار القهر بداخله ..
توجه لامه الملاذ الآمن وشافها تلثم سجادتها بعشقٍ ازلي ..!
والثانية وافيه ومخلصه تسمع لنجواها وشكواها وتكتم وتبثها الامان من عند الرحمن ..!
بعد ماسلمت اكثرت من التسبيح والتهليل وختمت باستغفرك اللهم واتوب اليك انت ربى لا اله انت خلقتنى وانا عبدك وانا على وعدك وعهدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ وابوء بذنبى فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب الا انت ..
التفتت ام ناصر على احمد المهموم ...
احمد ضناها اللي يبين الهم على وجهه مثل مايبهج الفرح ملامحه ويوضح عليها ..
هو عكس عماد اللي محد يدري وش وراه يضحك وهو مهموم ويسكت وهو فرحان ..
ربعت رجولها بصعوبه قالت بلهفة وحرقة قلب : ياوليدي وسع صدرك وان الله اشاء واراد جوزتك اللي تنسيك ليلى وسنين ليلى .
شد شعره بيدينه وامه تغرس سكاكين الكلام بجروح الخيانه وذكرى ليلى ..
قال : ماعاد ابي لاحريم ولا طاري حريم .
تنهدت بهم وضيقة وقالت : تعوذ من ابليس وانا امك ثم الحريم اشكال وانواع .. منهن الطيّبة ومنهن الردية .. مهب ليا صارت مرتك ردية معناتها كل بنات الناس رديات ..
مس يدينه ووقف بيهرب من السيرة قال : تكفين الله يخليتس لي لاعاد تجيبين لي طاري هالسوالف ... اقول يمه تدرين ان عماد جا البارح .
هزت راسها وعرفت انه غير السالفه وجارته في رغبته : ايه دريت مرني وسلم عليّ وانا ماقصرت عليه باللوم ..
هز راسه بعدم رضا قال : لاحول ولاقوة الا بالله .. يايمه الله يخليتس لي دام ان حرمته راضيةٍ(ن) عليه خليه على كيفه .. هو رجال عنده شغل يبي له مقابل مهب فاضي .
ردت بحدة : وش هالشغل اللي يمسكه بالاسابيع وقبل مايعرس كل يومين وهو عندي .
حك احمد راسه بملل قال : رجال وادرى باموره يايمه ..
سكت عن الكلام وهو يقارن بين شادن وبين ليلى ..
لو في شادن شي من ليلى يحق لعماد يغيب بالايام
بس الفرق شاسع وواسع ..
جمع قبضة يده وضرب على اطار الباب بحنق يعبر عن مافي داخله ..
ساد الجو صمت هدوء مايقطعه الا همس امه بتسبيحها على انامل اصابعها و
هو سارح في ماضيه الاسود مع ليلى
كان ليلها سهر ونهارها نوم ..
عمرها مااستقبلته الا بوجه متجهم وكان يغزي حالها للغربه وبعدها عن اهلها ويقدر ..
واكله من المطاعم اكثر من اكله في بيته بمئات المرات ..
ضحكها مايعرفه الا وجوالها على اذنها ولا قدام شاشة الكمبيوتر اللي رافقها اكثر مما رافقها هو ..
مكرها وخداعها وهي تروح للمستشفى بحجة الفحوصات والكشف واذا رجعت له قالت الدكتورة تقول ماعندي مشاكل ..
معقوله ماكانت تروح للدكتورة ..؟؟
اجل وين كانت تروح ..!
عض على شفته السفلى وبجوفه سعير ونار توقدها الخيانه واحساسه بالاستغفال ..
التفت لعماد اللي نزل من فوق لابس طاقيته وشماغه على كتفه ومفاتيحه في يده قال : وين ..؟
طالع عماد في ساعته قال : ماباقي شي على الاذان بروح للمسجد اقرأ لين يأذن تخاويني ..؟
وكأنه عرف وش يحتاج ..!
محتاج السكينه والذهاب للقاء الله ..
هو اللي يبثه القوة ويعينه على النسيان ..
شمر عن سواعده قال : انتظرني اتوضأ بس .
مر عماد من عنده ودخل عند جدته وهو يقول : اعجل عليّ انتظرك عند جدتي .


***


اصبحوا معيدين ...!
اعياد كل الناس فرحة وبهجه ..
وعيدها شوهه عماد بقراره وهمه ..
واقفه في المطبخ تحضر الفطور بمساعدة فوزية اللي جات تعايدهم من بدري ..
قالت فوزية بمرح : كل هذا يطلع منك ياابو مشعل ..
طالعتها شادن بوجوم قالت : اش اللي طلع منه ...؟
عقدت فوزية حاجبينها دلالة على كآبة شادن وعبوسها قالت : الفستان الروعه هذا .. بصراحة ذوق ... بس عقدة الحواجب هذي ليه ..؟
اغتصبت شفايفها ابتسامه ميته وفردت حواجبها وآثرت السكوت ..
جهزت الفطور وكان عبارة عن تقاطيع وحواضر ودبيازة من صنع شادن ( ادبيازة هي الوجبة الرئيسية لفطور العيد عند اهل الحجاز مكونه من قمر الدين والمكسرات وتين وتمر ناشفين وتؤكل بالعيش )..
قالت لعمتها وهي تنفض يدها : عمتي خلاص كل شي جاهز خلي لسلي تساعدك وانتي دخليه المجلس عشان عيال عمي فيه ..
طالعتها فوزية باستغراب قالت : وين بتروحين ..؟
سحبت مناديل من العلبه قالت وهي تعطيها ظهرها خارجه من الباب : عندي شغله فوق بكملها واجي .. قطعت كلامهاوهي تشوفه داخل للبيت ويمشي بسرعه ماانتبه لها .. رابط اسفل ثوبه على وسطه .. وشماغه لافه على عقاله بإحكام ..
مسحت يدها بالمنديل بتوتر .. تروح له ولا تبعد بزينتها وتخليه في حاله ولاتزيد همه ..
صدت بألم في لحظة لمحته لها وتقدم لها بسرعه وهو يقول : شادن .. افاااا مالك نية تعايديني .
وقفت بمكانها ووصلها وهو يفك رباط ثوبه ويعيده لوضعه ..
قال : تراني دخلت بعد ماجيت من المسجد ودورتك قالت الشغاله انك عند الحريم ورجعت مع خوالي نذبح الاضاحي ونوزعها ..
سلم على جبينها وهي في حالة برودها وسكوتها ..
قال : كل عام وانتي بخير .
ردت ببرود : وانت بخير .
رغم انها ماتكلفت في زينتها الا انها بالفستان الوردي ومكياجها الخفيف على سواد شعرها الناعم تغريه وتفتنه ..
انقاد لها بكل مشاعره واحساسه ..
مااتخذ قراره الا بعد ماوصل هالمرحله وشاف نفسه ماعنده أي قدرة على المقاومه ..
انكسر قلبه وهو يشوف نظراتها الشاردة ولونها الباهت وملامحها الواجمه ..
هو يدري باللي فيها ..
وش اللي مكدرها ومحزنها ..
بس ماعنده شي يضيفه ولا له قدرة على الخوض في مواضيع مؤلمة في وقت ومكان مثل هذا ..
قال مبتعد عن السبب الحقيقي لحالها ودور على سبب واهي : شادن انتي تعبانه ماتقدرين تروحين معي لابوي ..؟
طالعت في الأرض بكدر قالت : لامو تعبانه خلاص افطر بعدين نمشي .
: اذا ماتقدرين تروحين عادي اجلسي .
ردت عليه بتوتر وحواجبها معقوده : لاعماد بروح معاك .. اصلاً لازم اشوف اهلك قبل ...
سكتت وغمضت عيونها بألم وفتحتها بسرعه ..
كملت بسرعه : خلاص على بال ماتفطر اكون جاهزة ..
هز راسه والتفت على فوزية اللي تتبع الشغاله وتقول : ياعيني على الرومنسية .. اقول عماد لاتفوتك الدبيازة تراها من صنع شادن .
ابتسم وفك شماغه عدله وتبعها وهو يقول : ارجعي ارجعي لشادن خليها تفطر زين تراها تعبانه ... وخلي الفطور انا ادخله .
التفتت فوزية على شادن ورفعت حواجبها ولوت فمها قالت : من قدك ياست شادن وهو مهتم فيك هالكثر .. يالله قدامي افطرك تنفيذاً لأوامر البيه .
ابتسمت شادن وهي تدخل المطبخ مع عمتها اللي مسكت يدها وسحبتها بدون انتظار لردة فعلها .



***

عند اهلها وجوالها في يدها ..
اتصلت عليه مرتين وثلاث واربع والنتيجه الجوال مغلق ..
دخلت عليها العنود بفستانها الحلم ...!!!
شعرها مفتوح ورجولها تحتضن جزمة نورة اختها البيضا ومطرزة بأحمر وأخضر .. وشفايفها يلونها روج احمر صارخ سايح من اطراف شفايفها ..
قالت نورة اللي تراقب اختها القلقانه : العنود الله ياخذ عدوتس .. هذا وشو اللي انتي مسويته في عمرتس ..؟
طالعت نوف في العنود وهزت راسها وهي تحمد ربها وتشكره قالت : جزمة نورة وش تبين فيها ..؟
رصت العنود شفايفها على بعض وحركتها قالت : عشانها طقم فستاني .
زفرت نورة بقهر : ياويلي من هالبنت تبي تجيب لي السكته القلبيه .. تخيلي لو يجنيا احد من بعيد .. ولاتطلع لعيال الديرة والله لتصير مضحكتهم طول العمر ..
طيرت العنود عيونها المدعوجه بكل حجر ناشف من كحل امها قالت بحماس : احد بيجينا من بعيد ..؟
قالت نورة وهي تلم شعرها وتمسكه بشباصه كبيرة وتعدل بلوزتها الطويلة على تنورتها الجينز : وانتي ماهمتس غير الناس محد جاي انا اقول تخيلي ماقلت بيجون اكيد ..
دقت نوف على رقم حمود من جديد بتوتر ورجعت قفلت الزر الاحمر بضيق وهي تقول : مقفل للحين .. نورة انا وش اسوي ...؟
قالت نورة : هدي اعصابتس يانوف الغايب عذره معه .. كلها ساعه ساعتين ويوصل بالسلامه .. يمكن ماسلّم ولا ماعنده شبكه ولا جواله مافيه شحن .
: الله يستر ..
قالت العنود : تلقين صار عليه حادث مثل محمد اخو مريم زميلة....
قاطعتها نوف : فالتس ماقبلناه .. اعوذ بالله منتس ومن شرتس ... قومي انقلعي عن وجهي انتي وروجتس اللي يجيب المرض .
حطت يدها على قلبها بخوف ..
لو يصير لحمود شي ..!
وفي لحظة شيطانية تخيلت وشلون تعيش ان صار لحمود شي ..
حمود اللي بنت عليه آمال واحلام وتحققت على يده أمنياتها ..
ان مات ولا صار له شي من يعوضها عن اللي شافته ومن يكمل لها بقية احلامها ..
نفضت راسها وتعوذت من ابليس وهذا تفكيرها ..
واستدركت بايمانها والطيبة المتأصلة في قلبها تجاه ولد عمها وزوجها اللي بدت تحس بأهمية وجوده في حياتها ..
الزوج الحنون ..
الصابر طويل البال ووسيع الصدر ..
حمود الانسان الكريم طيب المعشر ..
حمود اللي يحبها ويحن عليها ويراسلها ويكلمها بأجمل انواع الغزل والحب ..
رفعت نظرها للسما ولهجت بـ : يارب رده لي سالم .
طالعت في خواتها والعنود تصرخ على نورة : اقول لتس هاتيها انا ماعندي جزمه مثل فستاني ..
ونورة تصرخ : ياعالم هذي وشلون تفهم .. انقلعي البسي الصندل اللي جابته لتس نوف مع فستانتس .
ردت العنود باصرار : مابي العله هذاك اللي يربط رجولي هذا وسيع واقدر انزله على طول .
وقفت نورة وهي تقول : والله ان مااستنعتي وسمعتي الكلام لااخلي ابوي يوديتس مسفر ولا وضحى اللي تكوي ثم اخليها تربع لتس راستس يالمتخلفه .
( تقصد ان تقوم المعالجة بكيِّها على راسها في اربع جهات بحديدة او سيخ رقيق ويستخدمونه بعض المعالجين الشعبيين كحل لبعض الأمراض خاصة النفسيه والعقليه )
تراجعت العنود وفتر عنادها قالت بزفره وضيق : خلااااص ماعاد ابي لتس شي . بروح احرس سحيمان لايذبحه ابوي اشوفه له يومين يقزه والظاهر انه ناوي يضحي به .
ردت نورة بارتياح : ايه روحي احرسيه تراني سمعته يقول لياغفلت عنا العنود بنذبحه .
ضربت العنود على صدرها بهلع وعيونها مفتوحه بفجعه وهي تقول : ياويل قلبي على خروفي ..
طلعت مع الباب تجري متناسية الجزمة والصندل والحذاء عموماً ..
ونورة تنادي : تعالي يالخبله البسي صندلتس ..
ماردت عليها العنود ومضت في طريقها ووجهتها حوش الغنم القريب من بيتهم .
اخذت نوف عبايتها وهي تقول : انا بروح لبيت عمي بشوف جاتهم اخبار عن حمود ولا لا .
وقفت نورة معاها قالت : ماشاء الله يانوف اشوف الخوف على حمود ..
قالت نوف بلهفه : حمود ولد عمي ورجلي اذا ماخفت عليه وش ابي بعمري .
اخذت شنطة يدها وطلعت بسرعه وسط دهشة نورة وفرحتها ودعواتها لها بالاستقرار والهداية ..!



***


رغم ان اليوم المنتظر اقترب ..
الا ان عيده مكتظ بحزن الذكريات الموجعه ..
دخل لبيت ابوه وهو متلثم بشماغه بعد زيارته للمقبرة وسوالفه على سعود ودعواته له وزيارة اهله ..
اول ماشاف خالد اللي لمحه ولاذ خلف البيت خوفاً منه ..
نادى فهد بصوته العالي وبزفرة غضب ممزوجه بقهر الفقد اللي نكأته زيارة قبر رفيق الروح : خااااااااالد ... خااااااااااااااالد ..
وبلا مجيب ولا استجابه من خالد ..
لحقه بخطوات سريعه ولف ورى البيت ومالقى له ا ثر ..
رجع ودخل البيت اول ماشاف منال قال : منال ماشفتي خالد ..؟
ردت منال : لا ماشفته كان مع ابوي وبندر ..
رجع لقسم الرجال ثم لبقية الغرف والنتيجه ماله وجود .
عض على شفته وهو يهدد ويتوعد بغضب هادر بداخله والصمت يغلفه ..
جات حنان تمشي وجوال منال ( هدية نايف عليها ) في يدها قالت : خذي ازعجني ساعه وهو يدق ووصلك اكثر من ثلاث رسايل .
اخذت منال الجوال بحرج وهي ترسل لحنان نظرات لوم ليه تجيبه وفهد واقف ..
بحركة سريعه خطف فهد الجوال من يدها وهو يقول : من اللي يدق عليتس ..؟
حست انها تدوخ وراح يغمى عليها من الخجل والخوف قال وهو يبتسم ويمد جوالها عليها : استغفر الله كل هذا مطنشته .. روحي ردي عليه وعايديه .
صدت منال عنه ونزلت نظرها للأرض وهي غايصة في خجلها قالت : ماني مكلمة احد .
ضحكت حنان على شكل اختها قالت : عزالله بيموت ماردت عليه بس دق عليه وقول له لايتعب نفسه .
طالع فيها فهد ورفع حاجبه قال : هي عاقلة ورزين ليش انتي ماتعلمين منها .
تنحنحت حنان وهي ترد ضحكتها بصعوبة قالت : بصير عاقله بس خلنا بكرة نروح معك ..
رد عليها بسرعه :وش تدورين معي ..؟
: بشوف سارونه اشتقت لها ..
رد عليها بجديه : لا مافيه روحة واركدي وخلي عنتس المراويح .
شاف امه تطل من باب المطبخ وترجع بسرعه وراح لها ..
سلم وردت عليه السلام وهو يجوب المكان بعيونه قال : ماشفتي خالد ..؟
ردت امه بحدة يتخللها رجاء : انت علامك على اخوك ماتشوفه الا وتهاوشه ..!
زم شفايفه قال : يعني هو جاتس واشتكى مني ..! معناتها مسوي شي وخايف ...
قاطعته امه : لاماسوى شي واتركه مالك شغل فيه .
هز راسه وتمتم بـ : يصير خير .
وطلع من المكان وهو محتار أي الطرق تنفع مع اخوه وتفيد ..!



***


في بيت ابو عماد
دخل عماد قبلها لقسم الرجال وللمجلس تحديداً ..
توجهت شادن بأمر من عماد لقسم الحريم وهي تتأمل المكان ..
بيت مسلح ( نظام فيللا صغيره لكنه مبني بطريقة البيوت الشعبية )
الوانه جديده وأثاثه باين انه جديد ..
دخلت للمجلس واستقبلتها بنت سمرا وملامحها دقيقه وناعمه وجسمها متناسق ..
عمرها في حدود 18 وهي ترحب وتهلي ..
سملت شادن عليها قالت : اكيد انتي مها ..؟
ردت البنت بابتسامه : ايه انا مها اخيراً شفت حرمة اخوي .. تفضلي تفضلي الله يحييتس .
دخلت شادن للمجلس وجلست بعبايتها ولفت طرحتها عليها زين بانتظار ابو عماد اذا جا يسلم .. رغم انه يُعتبر عمها الا انها تحس برهبة من مقابلته والسلام عليه ..!
صبت لها مها فنجال قهوة قالت : امي لو درت انكم بتجون ماراحت ..
سألت شادن وهي تمتد الفنجال : وين راحت ..؟
: راحت تعايد خوالي .
: وانتي ليه مارحتي معاها ..؟
: وشلون اروح وابوي في البيت والضيوف والناس داخلين طالعين ..
سكتت شادن واستطردت مها : عاد لو تدري امي ان عماد جا وهي موب هنا بتنقهر ..
سألت شادن ببرود : ليه ..؟
: عماد الله يخليه لنا فارض غلاه على الجميع ... وامي تغليه وتعزه .
بلعت ريقها بغصه وحست بألم في عمق قلبها واكتفت بابتسامه باهته ..
مرت دقايق قصيرة صامته وقطعتها شادن وهي تجول بنظراتها في زوايا المجلس وتحاول تخلق سالفة تنشغل بها قالت : ماشاء الله بيتكم جديد .
ضحكت مها وامتدت فنجال شادن صبت لها ثاني قالت : لاوالله يمكن له سنه ونص بس قبل رمضان جدده عماد الله يخليه لنا .. ماعلمتس ...؟
ابتسمت شادن قالت بغصة : تعرفين عماد مايحب يقول سويت واعطيت .
: صادقه والله .. ترى هو اللي بنى بيتنا وعطى ابوي الفلوس يبيه يبني عماره بس ابوي الله يعافيه تصرف في الفلوس ومابقى الا اللي يسوي مسلح ...
التهت بطرحتها وهي تفتحها وتلفها من جديد ..
..
كل مكان تروح له تشوف له اثر طيب ..
وكل من يعرفه يثني عليه ويمدحه ..
اولهم هي وامها واخوها ..
من يلومها لو تجلس معه طول عمرها وتضحي بكل شي لاجله ولاجل قربه ..
رفعت راسها للأعلى ..
تحس انها مخنوقه ..
تبي هوا ..
اوكسجين نقي يفتح لها شعبها الهوائية اللي ضاقت بذكرى فراقه ..
ودها تختلي بنفسها ..
ودها تبكي فراقه وبعده ..
ودها تبكيه من قلب ..
تبكي ضعفه وقهره وقسوته على نفسه قبل مايقسو عليها بابعادها عنه .
سمعت صوته يقترب وهو ينادي : يامها .. ياام فيصل ..
وقفت مها وطلعت ورجعت معاه وهو يسألها بجديه : وشلون فيصل في دراسته ..؟
قالت مها باهتمام : ماعليه انا معه اول بأول وتراني اهدده اني اعلمك عليه ان اهمل وماجاب الدرجات كامله .
: ها قرأتي الكتب اللي جبتها لتس ..؟
: ايه قرأتها كلها وابيك تجيب لي كتاب لاتحزن لعايض القرني .
: ان شاء الله المرة الجاية اجيبه ....
سكت عن الكلام وعيونه عليها
وجهها شاحب والدمع مختنق بعيونها ..
جلس بجنبها قال لمها الواقفه : مها جيبي كاسة مويه .
راحت مها تنفذ امره ومسك يد شادن بسرعه قال : متضايقه من الجلسه هنا ..؟ تبينا نمشي ..؟
بلعت ريقها ورفعت نظرها وهي تتحاشاه قالت : لا عادي .. لسه ماسلمت على ابوك .
زم شفايفه قال : بيجي الحين ...
اهمل يدها وهو يسمع خطوات مها اللي دخلت وفي يدها صينيه فيها كاسة مويه ..
مدها على شادن وقال لها بصوت منخفض : اشربي مويه ..
شربت جرعه صغيره من الكاسة ونزلتها وهي تسمع صوت ابو عماد ينادي ويتنحنح كعادة كل من يقرب من مجلس الحريم اذا فيه مناسبه ولاعندهم ضيوف ..
دخل ابو عماد .. طوله يشبه طول عماد لكنه اعرض بكثير ..
ملامحه مختلفه كلية عن ملامح وشكل عماد وله لحية سكسوكه مكتسحها الشيب بقوة ..
رحب في شادن وهو يردد : ياهلا .. يالله ان تحييها .. مابغينا نشوفتس .. والرجال هذا لايعرف وصل ولا ذكر .
ردت بحرج وبكلمات مختصرة ومعدوده وهي تناظر الارض ..
فتح عماد شماغه ونسفه من جديد قال : الله يخليك لي بس .. الحين انا مااعرف لاوصل ولا ذكر .. ترى مايردني عنك الا الظروف .
رد ابوه بسخريه : ايه ايه مايردك عني الا الظروف .. وراها ماتردك عن جدتك وخوالك ولا هم اقرب لي مني واولى بوصلك .
سكت عماد وماحب يجادل ولا يراد ابوه ويطيل الحكي ..
قالت مها بمحاولة منها تضييع السالفة : عماد لاتروحون تغدوا عندنا اليوم .
رد عماد : مستعجلين يامها الايام جاية وبنجي ان شاء الله .. سلمي لي على امتس واخوانتس .
قال ابو عماد اللي كان منشغل باسئلته لشادن عن احوالها واخبارها .. : انت وين تبي ..؟ ماتجيني الا في السنه حسنه وان جيت حتى الفنجال ماتشربه ..!
يدري ان ابوه مايلح على زيارته وجلسته الا اذا يبي منه شي ..
قال مجامل : لو اليوم مو عيد يمدينا جلسنا .. بس من امس مانمنا ومن الصبح على عظمين وورانا مشوار لجده .
حست بالأرض تزلزل تحتها ..
وسرت رجفة بداخلها وهي ترفع له نظرها وترجع تنزله للأرض بأسى ..
مشوار جده هو اللي كسرها وخنقها وذبحها ..!
سمعت ابوه يقول بحده : ها تبي تسوي لي اللي قلت لك عليه ولا اروح اتسلف واخدم عمري بعمري ..؟
هز عماد راسه وهو يقول : كلي لك ياابوي .. انت تامر امر .. عطني بس اسبوع بالكثير ومايصير الا اللي يرضيك بس لاتنسى اللي قلت لك عليه تراني ابي الرد اليوم ..
هز ابوه راسه وهو يقول : خلني اشاور مها وامها ثم ارد عليك .
التفت عماد لمها وهي تناظر بالارض وكأنها فهمت الغازهم ..
قال عماد : مها مهب معارضة(ن) اختياري لها ...
ماحب يحرجها اكثر وكمل كلامه موجهه لشادن : يالله ياشادن مشينا .
اخذت شادن نقابها ولبسته وثبتت عبايتها على راسها بعد ماغطت عيونها ..
تكلم ابو عماد وهو يمشي معهم يوصلهم للباب : دريت يوم بنت عمك انخطبت ..؟
رد عماد بعدم اهتمام : أي بنت عم ..؟
: عذبة اللي انت حيرتها ثم خليتها .. رزقها ربي برجالٍ سنع .
تنفس عماد بارتياح قال : الله يبشرك بالخير .. منهو اللي خطبها ..؟
: اخذها عبدالرحمن بن صالح ال..
حس عماد باطمئنان وراحه بعد احساسه بالذنب تجاهها رغم انه مااذنب الا في نظر الناس والمجتمع ..!
قال وهو يطلع من البيت : الله يوفقها ويرزقها .. يالله مع السلامه .
: مع السلامه ولاتبطي عليّ تراني مستعجل ان ماعاونتني ولا شفت غيرك .
هز عماد راسه وركب سيارته محتسب ومفوض امره لربه وكل خير يقدمه لابوه يرجو فيه رضى ربه من رضاه ..!


***


مسكت جوالها بين يدينها بتوتر ..
ترد عليه وتكلمه مثل مايبي ..
ولا ترد برسالة ..؟؟
ولا تطنشه وتخليه يمل ..!
قالت حنان اللي تشاركها الغرفه ومتغطيه بلحافها تنتظر النوم يغزو جفونها : منال ياقلبي اذا موب رادة عليه وشو له تفتحين الجوال وتستقبلين رسايله وتخلينه يدق عليتس ..؟
التفتت عليها منال بضيقه وقلق قالت : انا مافتحت الجوال الا بعد ماالحت عليّ عمتي فوزية وانتي تدرين .
تعدلت حنان على ظهرها وسحبت اللحاف لوجهها قالت : ياختي احمدي ربتس ان فيه احد معطيتس وجه واهتمام .. لو ان اللي خاطبتس من الديرة يمديه مادرى عنتس الا ليلة العرس .
عقدت منال حواجبها قالت : طيب وش الحل ..؟ هذا قاعد يهدد الحين ..
رفعت حنان اللحاف بسرعه وجلست قالت : احلفي .. يهدد وش يقول .. تكفين منال عطيني اقرا رسايله .
ردت منال بنفس الضيق : يقول اذا مارديتي جيت للديرة وشفتك غصب عنك .
حطت حنان يدها على قلبها قالت : يارب ارزقنا .. ردي ردي عليه وعيشي حياتس دام انتي ماتخالفين ربتس .. وفهد بنفسه قال ردي عليه وعايديه .
عضت منال على شفتها السفلى بضيق قالت : برد عليه برساله وافك راسي .
فتحت الرسايل وكتبت ( من الفايزين .. وانت بخير ) وارسلتها على رقم نايف .
مرت ثواني ووصلتها منه رساله ( اذا مافتحتي الخط وكلمتيني شغلت سيارتي وجيتكم عاد ان صار لي شي وانا سهران ومواصل انتي السبب وان جيتكم بالسلامه لاتلوميني على اللي راح اسويه )
شهقت ورمت الجوال وحطت يدينها على وجهها .
قالت حنان بملل : هذا والله الشغله .. ان ماخليت شادن تفكنا منتس انتي وياه وتخليكم تعرسون مع فهد .. الا صحيح منال عرس فهد متى ..؟
ردت منال وهي تشوف الجوال يدق : خلي فهد يملك اول ثم اسألي متى عرسه ... يوووه ياربي ساعدني ..
فتحت الخط وهي تثني ركبها وتنزل راسها عليه بحرج وحطت الجوال على اذنها ويدها الثانيه على راسها ..
وصلها صوت نايف : الوو .. اخيراً فتحتي الخط .. الووو منال .
ردت بهمس : هلا .
: يابعد عمري ياهالصوت .. اش اخبارك ..؟
: الحمد لله .
: طيب مافيه كيفك انت ، اش اخبارك ، وحشتني ، اشتقت لك ..؟
سكتت منال وسط هاله من الاحراج حست ان الصوت يضيع وحرارتها ترتفع ودمها يفور ..
تنهد نايف قال بصبر وطولة بال : الوو منال .. ترى انتي زوجتي .. حلالي مافيها شي لوكلمتيني .. وانا بنفسي كلمت فهد قلت ابغى اكلمها قال على كيفكم يعني لاتخافين من احد ..
همست : عارفة بسس ..
دفنت وجهها اكثر بين ركبها وتمنت لو مافتحت الخط ..
رفعت راسها فجأة وطالعت في حنان اللي غلبها النوم وغفت عينها وهي تسمعه يقول : ترى والله لو ماتتكلمين وتسمعيني صوتك لااخلي زواجنا اول يوم في الاجازة .
قالت بحرج غيّر صوتها واستبدله بصوت مخنوق : ها ..؟ لا خلاص بتكلم ... بس وش اقول ..؟
ضحك نايف بصوت واضح رغم ان اثر ا لسهر واضح عليه
: ههههههههههههههههههه قولي أي شي .. قولي كيفك ..؟ قولي احبك .. اشتقت لك .. قولي أي شي ان شاء الله نايف حاف بدون شي بس اهم شي ابي اسمع صوتك .
ابتسمت وعضت على شفتها محرجه .. واسكتها الخجل وهو يقول بحنان وصوت رخيم : منال تراني مواصل من امس وابي انام على صوتك .
ضمت بيدها على لفة شعرها الكبيرة بتوتر وخجل ممزوج بسعاده ..
يدغدغ مشاعرها ويتملك من قلبها وإحساسها ..
قالت هامسة : خلاص سمعت صوتي روح نام .
: آآآه يازين هالصوت وراعيته .. طيب منال الحين انا بنام بس ابي اصحى على صوتك اذا الحين ماتبغين تتكلمين .
بسرعه تحركت من مكانها ووقفت قالت : لا خلاص ولو سمحت لاتحرجني وتدق عليّ .. انا رديت عليك عشان ماتزعل بس .
تأفف نايف بملل قال بزعل : اوكي .. ماراح نزعجك ياست منال .. يالله مع السلامه .
زعل ..!
ماابيه يزعل ..
بس ماابيه يتمادى يكلمني واكلمه
اذا هو شايف مكالمتي عادية انا اشوفها شي جديد وغريب على عاداتنا وتقاليدنا ..
عقدت حواجبها وزعله آخر شي تتمناه ..
ماانتظر منها رد وقفل بسرعه وطالعت منال في الشاشه اللي طفى نورها بعد ثواني ..
نزلت جوالها بقهر والهم يعتليها ويسكن قلبها ..!
غمضت عيونها وتمددت واندست في لحافها ونايف متملك من تفكيرها وشعورها .. يغزوها بصوته ووجوده في حياتها وكل خوفها انه يزعل ولا ياخذ على خاطره منها ..



***
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 8:49 am

-----------------------------------------------





عمره ماكان ضعيف بهالشكل ..
وشلون يكف دموعها الصامته ويواسي حزنها وظلمها وهو السبب ..
قادته مشاعره قبل رجله لباب غرفتها ..
فتحه بهدوء ودخل عليها ..
نايمه وحواجبها معقودة دلالة ضيقها وعدم ارتياحها ..
اقترب من سريرها دون ارادة او تفكير ..!
تأمل وجهها وهي نايمه على جنبها واللحاف مغطي نصها باهمال ....
بجامتها المكونه من قطعتين .. بدي وهو الظاهر له ومبين صدرها واكتافها واسفل بطنها ..
والقطعه الثانية تحت اللحاف يجهل شكلها ..
روبها بجنبها على الكومودينو حاطته احتياط وحرص منها اذا جاها احد ..
ويمكن احتياط له هو ..!!!
تأملها بحريه وكأنها فرصه ولايمكن تحين الا هالمرة ..
يهيم بكل تقاسيم خلقها وملامحها ..
مكانها على السرير دايماً واحد ..
وكأنها تقول هذا مكانه ولابد يجي يوم ويتخذه وينام فيه ..
جلس بجنبها بثوبه ونزل شماغه وعقاله اللي لازموه من الصباح لين بعد المغرب ورماهم على طرف السرير بإهمال ..
مد يده بتردد لوجهها وشد قبضة يده بألم وردَّها بعزيمه ..!
مايبي يزعج نومتها ..
ومايبي يكدر عليها اكثر ..

تقيده من معصمه ومن كاحله وتعلقه من شرايين قلبه ..
التفت عليها وهي تتحرك وكأنها حست بوجود احد .. وقرب منها وطبع قبلة خفيفه بجنب شفتها وتراجع بسرعه ..نزل ثوبه ورماه على الارض باهمال ورفع اللحاف الكبير وفاحت ريحة عطرها اللي تدوخه وحس انه يذوب في عالمها ..
واندس في اللحاف وحاول انه مايقرب منها اكثر حتى مايقلقها ان حست بوجوده اكثر من كذا خاصة ان التعب باين عليها من كثر السهر والشغل ..!
غمض عيونه عليها تشاركها همومه وآلامه وآماله ..!
وأخيراً تمكن النوم منه وغفت عينه في عالمها من عطر وذِكر وصورة ..!



***


مسك جواله بيده وهو يقرا الرسايل اللي وصلته مهنئة ..
من احمد موظف عندهم بالشركه وعلاقته فيه صارت قوية .. ( كل عام وانتم بخير وعيدكم مبارك )
سامي السكرتير الخاص بمكتبه ( كل عام وانتم بخير )
فايز مدير الشركه ومكتب عماد ( من العايدين وعساكم من عواده )
امير .. ايمن ..
زملاء الدراسه فيصل وعبدالله ومحمد ....
مشاري ( كل عام وانت بخير ياابو ناصر ترانا بكرة في انتظاركم )
ضم على جواله وهو يتذكر الساعات القادمه ..
ماباقي الا القليل وتصير زوجته ..!
رجع فتش في الرسايل القديمه وطاحت عينه على اسم مشاري مرة ثانية وفتح الرسالة الموجعه واللي قلبته وغيّرت من تفكيره وهجدت تخبطاته ( فهد اختي مو حمل صدمات جديدة وهي مكسورة لاتكمل عليها ولا ناوي تدخلها شهار بحركتك وتهورك .. اصحى يافهد ترى سارة مالها ذنب في اللي يصير )
(شهار .. مستشفى كبير ومعروف للأمراض النفسية بمدينة الطايف .. )
ضم على الجوال بيده وهو يلوم نفسه مثل كل يوم من اول ماوصلته رسالة مشاري ..
متهور ..!
ومتسرع ومااحكم عقله في قراراتي ..!
بغيت اضيعها وانا اللي اغليها واحبها ..
ابتسم وهو يتخيلها ويتذكرها بجلستها وابتسامتها ودموعها وبكاها
كل الصور بكل حالاتها في ذاكرته تأسره وتعجبه
تسللت لأنفه ريحة دخان وارتعب من مكانه ورمى بطانيته وفز يدور اثرها وصاحبها ..!
فتح شباك غرفته وماشاف احد ولا سمع صوت في الحوش ..
طلع من غرفته بسرعه ببنطلونه الابيض وفنيلته القطنية البيضا ..
شاف منال جالسه في الصاله وحنان منسدحه وتتفرج على فلم تعرضه روتانا سينما ..
جلست حنان اول ماسمعت باب غرفته انفتح وعدلت منال جلستها قال : خالد وين .. ماشفتوه .
طالعوا البنات في بعض قالت منال : ماادري يمكن نايم .. فهد تراك ماصليت المغرب والعشا ابوي حاول فيك تصحى وماقدر ..
التفت لحنان قال : حنان خالد وين هذي موب معلمتني .
طالعت حنان في منال قالت : بصراحه يافهد جا عندنا وعاث فينا وضربني وطلع .
رمتها منال بنظرة غاضبه وهي تقول : فهد اتركه اذا رجع تفاهم معه لاتضربه لأنه عنيد وكل ماضربته يرجع علينا وينكد على امي ويزيد في عناده .
زم فهد شفايفه محتار وش يسوي معه قال : بندر وين ..؟
ردت منال : مشى بعد المغرب لمكة .
رجع بسرعه وتوضأ وصلى فروضه الفايت وقتها ولبس ثوبه وطلع ومنال وراه وتطلبه : فهد اسألك بالله لاتقول لخالد شي .. فهد تراني سألتك بالله .. فهد اسمعني خالد مراهق يحتاج اللي يكلمه باحترام مو يضربه ...
قاطعها وهو يقفل زراير ثوبه ويقول : ارجعي وصكي الباب لحد يشوفتس .
رجعت منال بقلب خايف وقلقان قالت لحنان لايمه : ها ارتحتي الحين يوم علمتيه ونافقتي على خالد ..؟
رجعت حنان وانسدحت واخذت الريموت رفعت صوت التلفزيون وردت ببرود : يستاهل خويلد خلي فهد يربيه .. اجل عاجبتس يوم كل مادخل كفخني وقطع شعري وطلع على كيفه وامي ماغير تداري عليه وتقول خلوه ليا كبر عَقَل .
مر من الوقت دقايق ومنال تلوم بخوف وقلق وحنان تبرر بملل وبرود ..
وانتهى الحوار بدخول فهد وخالد وراه ..
ساد صمت لثواني وتكلمت منال اللي ارتاحت ان خالد رجع بدون اضرار جسديه : فهد تراني مرجعة لك عشا تبيني اجيبه لك .
التفت على خالد وزم شفايفه قال : ادخل غسل وتعال اكل معي .
راقبه خالد بنظرات شك خايفه قال بتوتر : لا .. ماابي عشا .. انا متعشي وابي ادخل انام .
تنفس فهد بعمق بمحاوله منه انه يهدي اعصابه ويضبط تصرفاته : اسمع الكلام .. غسل يدينك وغير ملابسك ثم تعال ابيك بسالفه .
رد خالد بجرأة مبطنه بخوف وقلق : وش سالفته .. قول لي اللي عندك الحين قبل ادخل انام .
جلس فهد قريب من حنان قال : قومي رتبي ملابسي اللي غسلتيها حطيها في شنطتي وجهزي لخالد شنطه ملابس .
دارت فيه الارض ..
سجن .. ؟
مستشفى ..؟
دار رعاية ..؟
انتفض جسمه على هالأفكار المخيفه والتفت لفهد قال بحده : وين بتوديني ..؟
رد فهد بهدوء ظاهري وبداخله براكين غضب : انت ناسي ان بكرة ملكتي .. وان اخواني لازم يروحون معي .. بعدين ابيك تقضي اجازتك عندنا في جده واذا بدت الدراسه ترجع معي .
حاول خالد يعترض وسكته فهد وهو لازال ماسك اعصابه : خالد اسمع الكلام ولاترادني ولا تعصاني لاتخليني اعصب عليك ثم مااخلي فيك عظمٍ(ن) صاحي .
جات منال تمشي بحذر ومسكت يد خالد وهي تقول : خلود تعال بكلمك ..
رد عليها خالد بنعرة : وش تبين ..؟ فكي يدي وانقلعي .
همست له بهدوء : خالد عمري تعال امي لاتقوم على صوتك .. تكفى خالد طلبتك مانبي مشاكل ومانبي فهد يمد يده عليك .. اسمع منه هو مهما كان اخوك الكبير ..
كانت تتكلم بسرعه خوفاً من المشاكل .. وخوفاً على خالد وخوفاً على اعصاب امها ومن غضب ابوها ان عرف ان خالد ماتاب عن الدخان .
سحب يده منها بقوة وهو يقول : بسمع كلامه عشان امي بس مهوب عشانه .
: طيب قصر صوتك لايسمعك .
رجع خالد اكمام ثوبه اللي اعتاد انه يلفها بطريقه مرتبه وزفر وقال بصوت اقصر : واذا سمعني وش بيسوي يعني .. ترى ماني ساكت له هالمرة لو مد يده عليّ ..
مشى من عندها ودخل غرفته وقلبه قلقان وماآمن لفهد خاصة ان فهد شافه والزقارة في يده وللحين ماناقشه ولاهاوشه ولافتح الموضوع معه .


***

في غرفتها .. وبعد صلاة الفجر ..
صحت على صوت مزعج ..!
رنين حاد ويؤذي السمع خاصة للنايم ..
فتحت عيونها بكسل وعرفت انه صوت منبه الجوال ..
وطالعت في الشباك شافت خيط نور ماوضح يغزو المكان من تحت الستارة..
عرفت ان الوقت بعد الفجر وانها طولت بنومها ..
غمضت بقوة وهي تتذكر متى نامت وكيف نامت ..
امس رجعت ودخلت للبيت قبله وتركته مع احمد وجدته ..
بدلت وصلت الظهر ونامت ولاحست الا الحين ..
تذكرت ان اليوم آخر يوم تنامه في هالبيت قبل فراقها لعماد اللي ممكن يكون ابدي وممكن يكون مؤقت ..
حاولت ترفع اللحاف وحسته ثقيل وفتحت نور الأبجورة بسرعه وخوف ..
وكان المشهد مفاجيء وماتوقعته ..
ابعدت للخلف وهي تحس قلبها تحرك من يسار قفصها الصدري ليمينه بعنف وألم ..
اش اللي جابه ..؟
لايكون مريض ولا حس بشي ..
مدت يدها عليه ورجعتها بنص المسافه خوفاً انه يحس بشفقتها وقلقها عليه ويزيده همٍ على همومه ..!
اختارت انها تلبي امر ربها بالصلاة قبل ماتلبي قلبها ومشاعرها واحاسيسها ..
لبست روبها وقامت للحمام .. توضأت وصلت الفروض اللي فاتتها وهي تستغفر ربها وتطلب عفوه ورضاه وانه يهونه عليها حزنها وفراق المكان واهله ..!
كملت صلاتها والتفتت عليه وشرشف صلاتها الأبيض الطويل يلف راسها وجسدها ..
كان لاف ذراعينه تحت راسه ويطالعها ..
سحبت شرشفها بهدوء وقالت بحرج : كنت بصحيك عشان تصلي .
رد عليها بصوت نايم وهو يبتسم : تعالي صحيني .
ماردت عليه والتهت بتطبيق شرشفها قال : شادن تعالي .
رجعت وطبقت سجادتها .. قلبها يقول اقربي وعقلها يقول ابعدي ..
ليه يعذبها بصده وقربه ..
ليه يعذب نفسه قبل ويعاقبها بالاقتراب منها وهو صعب ..
ليه يبعثرها ولايقدر على لمّها ..
ليه يكسرها يوم عن يوم وهي من يوم جاته مكسورة ..
سمعته يقول بصوت هادي : تراني موب عجزان اقوم واشيلك واجيبك غصب بس المشكله اني كسلان .
التفتت عليه قالت بحده : عماد تعوذ من الشيطان وقوم صل ترى عليك ثلاثه فروض .
اخذ جواله وطالع في الساعه قال : لا ماراح عليّ الا صلاة العشا والفجر .. مانمت الا بعد المغرب .. بس وربي انها نومه عن نوم سنين .
تجاهلت كلامه الأخير عامده وهي تفتح الدولاب وتطلع لها ملابسها وترميها على طرف السرير قالت : طيب قوم لاتستهين في الفرضين ترى وقتهم راح وكل دقيقه تمر تحسب عليك .
رفع اللحاف عنه بألم ذاتي وهو يشوف انفعالها من خلال حدة صوتها وحركتها وهي تطلع الملابس ..
وقف ومر من عندها وابعدت عنه حتى يمر ولايقرب منها ..
عدى من عندها بصمت وراح لغرفته ..!
وهي سحبت شنطتها الكبيرة وبدت ترمي ملابسها فيها بدون ترتيب واهتمام ..
فتحت الادراج بسرعه وطلعت اغراضها وحطتها في شنطه ثانية ..
ماراح تخلي ولاغرض ..
بتاخذ كل شي من هنا لأنها ماتأمن كلامه ..
وماتبي تخلي لها آثار وبقايا ..!
جمعت حاجياتها في وقت قياسي ولبست جلابيه عادية ولمت شعرها بشباصه واخذت جلالها لفته على راسها وجسمها ونزلت تحت ..!





للآن ماجا خبر عنه ..
خوفها عليه يزيد وقلبها احترق والقلق فاض وتحول لرعب لو الحياة تكون بدون حمود ..
حطت يدها على بطنها وحست بألم في معدتها ..
من اسبوع وهي تحسه وتحاول تداريه عن اللي حولها ..
فزت من فراشها وراحت للحمام رجعت كل اللي في معدتها وانثنت على المغسله الصغيره الملصقه بالجدار بطريقة بدائية ولها مراية صغيره نصها مكسور ..
نزلت دمعتها وهي تتخيل الخبر اللي بتسمعه عن حمود ..
وقفت العنود وراها وهي ماسكة خروفها الغريب بلونه الأسود بدون أي خليط لأي لون آخر ..
قالت : نوف علامتس .. انتي وجعانه ..؟
رفعت راسها وغسلت وجهها قالت : عنود روحي جيبي جوالي من عند فراشي . وفكيني من العله هذا اللي اقرفتني ريحته .
: هذا سحيمان مروشته امس عشان يعيد وهو نظيف .
رفعت نوف صوتها بعصبيه وقرف : عنوووووووووووووود روحي جيبي الجوال واقلعي العله هذا عني .
راحت العنود تجيب الجوال وهم نوف مقلقها ومحيرها ..
من امس تشوفها تبكي وتداري عنهم ..
تشوفها تتوجع وكل ماسألتها قالت مالتس شغل ولا مافيني شي .
رجعت بعد اقل من دقيقه بجوال نوف في يدها ويدها الثانيه تحوط رقبة الخروف وهي تقول : خذي لقيته يدق .
كان الرقم غريب ..
اكيد احد بيقول لها عنه خبر شين ..
قبل ماتضغط زر الاتصال على الرقم اللي دق رن الجوال في يدها وحطته على اذنها فوراً ووصلها صوت حرمه فرحها واحبطها ..!
: نعم من بغيتي ..
ردت الحرمه بهدوء واحترام : انتي نوف لافي .
: ايه انا .. من معي ..؟
: انا سميرة .. مدرسة اختك نورة .. ماادري نورة كلمتك عن الموضوع اللي قلته لها ولا لا ..؟
عقدت نوف حواجبها قالت باستغراب : أي موضوع ..؟
سكتت سميرة ثواني وتكلمت بعدها : مممممممم معناتها نورة ماكلمتك .. طيب اختي انا شفت نورة البنت الصالحة والخلوقه وبصراحه من سنه واكثر ومن اول ماعرفت اختك وانا اتمنى انها تكون من نصيب اخوي .. ياليت تعطيني موعد نجي نقابل اهلك فيه .
زمت نوف شفايفها من الم معدتها وغمضت بعيونها قالت : طيب اختي يصير خير .. خليني اكلم اهلي ثم ادق عليك وابلغك .
: اوكي .. مشكورة اختي وآسفه اذا اتصالي بهذا الوقت ازعجك .
: لا اختي عادي .. مع السلامه .
: مع السلامه .

تحس بغثيان ورعشه ورغبة في البكا ..
نزلت دمعتها ومسحتها بسرعه رغم ان العنود مسلطه عيونها عليها ومايفوتها كلمة او حركه من نوف .
راحت نوف لنورة في المطبخ قالت : نورة ترى ابلا سميرة كلمتني .
طاحت بيالة الشاهي من يد نورة على ارضية المطبخ المفروشه بمشمع بلاستيك وتحولت لشظايا ونوف تبتسم والألم باين عليها قالت : لااله الا الله كل هذا ارتباك .. اجل تدرين وش تبي يالظالمة ولاعلمتيني ..؟
طالعت نورة في العنود قالت : طلعي الراديو اللي بجنبتس ثم اعلمتس .
تركت العنود خروفها من يدها وجلست على الارض بسرعه وهي تقول : والله ثم والله ثم والله مااعلم ا حد ... اشرت على حلقها وكملت : الله يقطع رقبتي ان علمت احد ... وعسى ابوي يوديني مسفر ان تكلمت .
قالت نوف بتعب : طيب روحي شوفي خروفتس راح لحرجتي لاياكل دفاتركم . .
حركت العنود يدها ببراءة قالت : اصلاً هو ماتعود ياكل القراطيس انا معودته يشرب الببسي وياكل البطاطس اللي اشتريهم من البقاله .
ماقدرت نوف تجادلها بسبب تعبها والتفتت نورة للمجلى تغسل بقية الأواني قالت : ابلشتني كل ماتشوف وجهي قالت ابي اخطبتس لاخوي وانا معلمتها مية مرة قايلة لها ابوي مايزوج اللي من بعيد ..
ردت نوف ويدها على معدتها : وش دراتس يمكن ابوي يوافق .
: تخيلي وانا اجي لابوي اقول ترى فيه مدرسه بتخطبني منك ..
: لا تعالي كلميني ولا كلمي امي موب شرط تقولين لابوي...
سكتت نوف وطلعت بسرعه متوجهه للمغاسل وسط ذهول نورة وسرحان العنود ..
قالت نورة : هذي وش فيها ..؟ وين راحت ..؟ علامها ..؟
قالت العنود بهدوء وابتسامه على وجهها للخبر الجديد : كل شوي تستفرغ يمكن وجعانه .
رمت نورة الصحن من يدها في المجلى وغسلت يدينها عن الصابون بسرعه ولحقت نوف .
والعنود وراها تدورعلى خروفها وتقول بفرح : ان اعرستي بيصير عندي حجرتين موب حجرةٍ وحدة ..
انتقل نظرها لأنحاء البيت تدور على سحيمان اللي كان ياكل من كراستها حقت الرسم ..!!!
وطيرت عيونها عليه لاهي اللي تقدر تلومه ولاهي اللي تقدر تنجد الكراسه ..
سمعت نورة جاية تمشي وراها وهي تقول : ازين حقتس وماجاتس كله ليته اكل الكتب كلها وتقعدين السنه هذي بدون كتب وترسبين يوم ماتسمعين الكلام .
طلعت العنود لسانها تقلد نورة وتردد كلامها ثم قالت بصوتها : ان شاء الله تعرسين بسرعه عشان افتك منتس ومن وجهتس .



***


حضرت فطور لها ولعمها احمد اللي كان جالس عند التلفزيون وشكله صاحي من بدري ..
اول مارتبت الصحون على السفرة شافت عماد ينزل من فوق ..
قامت بخفه وهي تقول لعمها : عمي تعال افطر وانا بشوف جدتي صاحية ولا نايمه .
رد عمها بملل : صاحيه وافطرت من بدري ..
عدى عماد من عند احمد ولحق شادن اللي سبقته لغرفة ام ناصر ..
منسدحه على سريرها والراديو بجنبها وتسمع برنامج ديني على اذاعة القرآن الكريم ..
همست بالسلام وهي تسلم على جبين جدتها وردت الثانية وقالت : قمتي يابنيتي .. عساتس ارتحتي عقب امس .
ابتسمت بحب لجدتها وألم بُعْدها ينغرز في حنايا ضلوعها قالت : ارتحت ياجدتي الحمد لله .. انتي نمتي زين ولا لا ..
قاطعها عماد وهو يدخل الغرفه ويده تقفل زراير قميصه البني قال : يالله صبحها بالخير .
جلست ام ناصر موسعه مكان لعماد على طرف سريرها الثاني وهي ترد : صبحه بالرضا والعافيه ... يالله لاتخليني منهم وارزقهم بالضنا الصالح اللي اقر به عيني قبل لا تطفي .
كأنها شرخت قلبها بمشرط ..
وكأن الدنيا في نظرها ضاقت الى ان اصبحت مثل ثقب الابرة
ماعاد فيها تحتمل من امس وهي تقاوم وتكبت ..
وبلحظة اذهلت ام ناصر واحرقت قلبها وآلمت عماد في الصميم ..
انفجرت شادن باكية بحرقه وقهر ويدينها على وجهها
صعب فراقك يالغاليه ..
صعب تكسير احلامك وآمالك ..
صعب انك عايشه طول الفترة اللي راحت بوهم ..
ومخلينك تنتظرين الماء وهو اصلاً سراب ..!
كانت تبكي بمرار وعماد يردد بوصت واطي : لاحول ولاقوة الا بالله .. هذي سواة ياشادن ... استهدي بالله وتعوذي من ابليس ..
قالت ام ناصر بلهفة وخوف : علامتس يابنيتي .. شادن يابنيتي علامتس وش انتي سامعه .. شادن ..
تهدج صوتها واهتز الجبل بداخلها وتخلخلت القوة وعلى وشك الانهيار ..
رمت شادن نفسها في حضنها وضمتها والثانية تنهار بالتدريج ودموعها تنزل على خدودها اللي جعدها الدهر ..!
قال عماد بلهجة حادة : شادن قومي جدتي ماتتحمل دموعك هذي اللي اربع عشرين ساعه شغاله .. قومي غسلي وجهك .
شدت عليها ام ناصر وضمتها وهي تقول : علامتس يابنيتي تونسين شي ( تحسين بشي ) .. سامعة خبر(ن) شين .. علميني علامتس يابنيتي .
التفتت لعماد وكملت : انت قايل لها شي ..؟
هزت شادن راسها ورفعته والتفتت تدور مناديل ..
مد عليها عماد مناديل من جيبه ومسحت دموعها فيها وريحة عوده توغل في الجرح اللي بقلبها وتزيدها الم وقهر ..
قال : الحين جدتي وسوست بسبب هالبكا اللي ماله داعي .
غمضت عيونها بقوة على حرارة دمعها قالت : مافيه شي .. بس عشاني بروح لاهلي اليوم ومااقدر اخليك هنا لوحدك .
التفتت ام ناصر لعماد قالت : انت بتوديها لاهلها .
هز راسه بإيه قال بهدوء : بتروح لاهلها تعايدهم وتحضر ملكة خويتها وعرس ولد جارهم ..
مااقتنعت ام ناصر ان سبب انفجار شادن ودموعها عشانها بتروح لاهلها وبس واكتفت بصمتها وداخلها الف سؤال وتساؤل ..!
وقف عماد ومشى جهة شادن وهو يسحبها بيدها ويدها الثانيه غطت بها عيونها قال : قومي اطلعي افطري والبسي خلينا نمشي الحين .
سحبت يدها منه وهي ترجع لجدتها وتجلس عندها قالت : افطر انت وانا بجلس عند جدتي شويه .
اصر عماد انها تمشي معاه خايف انها تزل بكلمه وتفضح امرهم وهو يدري ان جدته من النوع الفطين اللي يفهم الأشياء بالتلميح وناوي يمهد لها النقل ثم قرار السكن في جده لين اموره ترسي على اللي خطط لها ..
قال : امشي معي .. انتي مااكلتي من امس .. بعدين ابيك تطلعين لي ملابس خلينا نمشي قبل الشمس تظهر وتحرقنا في الطريق .
اضطرت انها تقوم آسفه ومقهورة وطلعت فوق على طول من دون أي كلام ولا نقاش وهو راح لخاله اللي ينادي يبيه يجي يفطر معه ..
اخذ عماد يد جدته وساعدها على الوقوف وراديوها في يده الثانية قال : ترى شادن تنزل دمعتها بسرعه لاتقلقين عليها .
هزت راسها بقهر وهي تقول : بنيتي واعرفها ليا صارت منقهرة .. مهب غريبة عليّ بس علمني علامها ..؟
التفتت عليه وكملت : احد مضايقها امس يوم راحت معك . .؟
: محد ضايقها ابوي رحب فيها ومها بغت تشيلها من فوق الارض من الفرحه فيها ..
حاول يضيع السالفه قال : تراني خطبت مها لاحمد من ابوي ..
طالعته جدته بفرح قالت : ووافق ..؟
رد عماد بتأكيد و ثقه : ايه وافق .
عرفت انه معطيه مقابل ولا انه راح يعطيه قالت : وش عطيته علمني .
جلسها عماد قريب من احمد وهو يقول : ماعطيته شي للحين .. طلب مني فلوس يقول انه بيسوي محلات في الديرة .. مخبز وسوبر ماركت صغير ومطعم .
: انا عارفه انه مهب موافق الا يبي له بلعه .
سكت عماد ماعقب على كلامها والتفت على احمد قال : وش قلت يااحمد بموضوع امس .
رد احد وهو يصب له كاسة شاهي : الغه ولاتطريه لي مرة ثانية .. انا مسافر بعد اسبوعين .. ماني فاضي لالعرس ولا لمشاكل حريم .
قال عماد : تبي تسافر وهي معك ان شاء الله .
مارد احمد عليه والتهى بالاكل وهو مستبعد سالفة الزواج نهائياً ..
قالت ام ناصر : قاله الله وانا امك .. بعد اسبوعين ان الله احيانا وطول في عمري ماتروح الا وحرمتك معك .
رمى قطعة العيش من يده قال : ضربتين في الراس توجع ياام ناصر .. والمؤمن لايلدغ من جحرٍ مرتين .
رد عماد وهو يسوي جلسته على السفرة : ماكل الحريم عقارب ولا كل زواج ضربة في الراس ... واختي انا اعرفها يكفي يااحمد انها ملتزمة وراعية بيت وهي صغيرة تقدر تربيها على كيفك .
وقف احمد وتمطط وهويقول بعدم اهتمام : انسوا سالفة عرسي وخطبتي واختك دور لها رجال يناسبها غيري .
: انا خطبت لك وانتهى الموضوع .. لاتسوي سواة ولد اخوك اللي بغى يفشلنا في الرجال اللي خطب منهم .
مشى احمد وعطاهم ظهره وهو يقول بصوت وصلهم : والله محد قال لكم توهقوا واخطبوا لي من دون علمي .
كمل عماد فطوره براحة واطمئنان وهو يقول لجدته : كلمتين مني ومنتس تطرح عناده لاتشيلين همه .. وترى مها مامثلها ستر وسنع وحشميه .. اسألي شادن وبنات خالي ناصر عنها تراها كانت معهن في مدرستهن ويعرفنها .
تمتمت ام ناصر لربها برجا وطلب انه يسعد احمد ويعوضه خير ..!
--------------------------------------------------------------------------------


***


بعد ماقالت لابوها على سالفة المدرسه اللي كلمتها وهو شارد ..
يزوج بنته لناس غرب ومن بعيد ولا يخليها متى ماجاها نصيبها يجها من اهل الديرة ..
حك لافي لحيته وهو يهوجس ويحسب حساب كل خطوة لو اتبعها ..!
جلست عنده ام نوف بصينية القهوة والتمر ومدت عليه فنجال وهي تقول : الله يرحم ابوك ياابو نوف لاتجوز بنتي للغريب ..
رد عليها بحكمه : الحين العرب تجوز الغريب والقريب .. والديرة بناتها اكثر من شبابها وبنتس طافت العشرين ياحرمه .
ردت بقلق : انت من عقلك انهم يبون بنتنا .. قلوا بنات المدن يوم ياخذون بنت الديرة .
جلست نوف عندهم بوجه باهت وملامح ذبلانه قالت : يبه النصيب اذا جا محد يقدر على رده .. كملت بغصه ..: انا ماكنت ا تخيل اني باخذ حمود .. الله يجيبه سالم .. وهذاني من نصيبه وهو صار نصيبي .
قال ابوها : ايه يابنيتي بس حمود ولدنا ونعرفه ومربيه انا بيدي بس الغريب من يعلمنا عنه ..؟
قالت نوف : يسأل عنه حمود .
ان جا يسأل ..!
ان جا بيسأل بس المشكله انه مايجي ولايعود لي ..!
تذكرت اهتمامه بكل اللي يهمها ..
اهلها ومشاكلها في المدرسه والأمور اللي يهتم لها ابوها من مزرعه لغنم للبيت اللي يجمع له فلوس ويحاول يبنيه مثل مابنوا اهل الديره وجددوا بيوتهم ..
تخيلت ضحكته وكلامه وغزله وحبه لها ..!
هداياه وعطاياه اللي من يوم اخذته ماكفها ولا استكثرها عليها ..
واستدراجها لقلبه ومحاولته الوصول لقلبها بشتى الطرق والوسايل ..
لهج قلبها بـ "يارب رده لي بالسلامه ..
يارب لاتاخذه مني .."
انتبهت لاحتدام النقاش بين امها وابوها قالت : يمه يبه .. انتظروا خلونا نشوف العرب ونسأل عنهم ان اعجبونا فهذي قسمة الله وان مااعجبونا مالهم نصيب عندنا وكلن يروح في سبيله .
وصلهم صوت العنود وكأنها طايرة والارض ماتشيلها وهي تنادي : نوف نوف .. يانووووووووووف .
ردت نوف بسرعه : تعالي انا هنا ..!
وصلتهم وهي تلهث وفي يدها كيس فيه شكولاته وعصاير قالت : شوفي شوفي جابها لي حمود .
يعني حي وموجود ..
وصل ..!
فزت نوف وطلعت من الغرفه وسط فرحة امها وابوها اللي رغم قلقهم عليه الا انهم اخفوا القلق عشان نوف ..!
قالت للعنود : وين راح ..؟
ردت العنود وهي تفتح قارورة عصير السيزر وترشف منها بسرعه : راح لاهله بس علمته انتس وجعانه وتبكين عليه وكل شوي تدقين عليه .
حطت نوف يدها على راسها قالت : الله ياخذ عدوتس .. مسرعتس تعلمينه بالاخبار .
وقفت نورة وراها وهي تقول : وتلوميني يوم اقول انها وكالة رويترز اللي توزع الاخبار على محطات الاخبار .
ضحكت نوف متجاهله آلام معدتها واحساسها بالضيق والغثيان ودخلت تستعد لمقابلة حمود اللي اكيد بيجي يدورها ..!
قالت لنورة : نورة وش رايتس البس لبس العيد ولا شي ثاني .
قالت نورة : ايه البسي لبس العيد حلو عليتس .
دخلت نوف الغرفه ولهفة قلبها تقودها تنفذ اوامر الشوق والوله لحمود وتتزين وتنتظره ..!



***

لبست عبايتها ونزلت وعماد معاه شنطتها الكبيرة واللي نزلها مع المصعد كونه يلوذ عن جلسة جدته وقريب من الباب ..
مرت جدتها وسلمت عليها وهي بغطاها وتنتفض تحته بكا وهلع من الفراق ورعب لمجرد تخيلها انها ماترجع للبيت راعيته وزوجة صاحبه ..
ياترى بشوفك مرة ثانية ولا لا ..
وان شفتك بكون راعية البيت هذا ولا اجيك زايره وارجع .!!!
وصتها جدتها تسلم لها على امها ونايف وتنتبه لنفسها ..
وهي وصت جدتها على نفسها وصحتها وأدويتها ..
وطلعت ..
رمت بجسدها وحملها وهمومها على مقعد السيارة الأمامي ..!
وعيونها تناظر الأمكنة حولها ..
حبت الديرة وتراب الديرة لأن احبابها فيها ..
لأنها ملتقاها هي وعماد ..
لأنها زرعت وغرست فيها اجمل ذكريات وأجمل احلام ..
هناك في المرزعه ..
وعند باب المدرسة ..
وقدام بوابة البيت ..
وفي الحوش ..
وداخل البيت في كل ركن من اركانه لها معه ذكرى ..
في المطبخ وفي المكتب وفي المجلس .. وفوق .!!!!
وشلون تروح وتخليها ..
طلعوا من الديرة وهي تتأملها مودعه ..!
يمكن ارجع مثل اول يوم جيت فيه وعرفتها ..!
ويمكن ربي يرجعني احسن من اول ..
ويمكن ماعاد لي رجعه ..!
كان السكوت هو المتسيد والفارض وجوده وقوته ..
مر من الوقت اكثر من النص وهو ساكت وشارد الذهن ومستحضر نظره يراقب المكان ..
وهي تايهه وضايعه ..
جارته لأنها حست فيه ..
وانصاعت لقراره ونفذت رغبته بس عشان تهون همه وتخفف من حزنه ..
مد يده على مشغل السي دي وضغط زر تشغيله ..
فضل انه يبثها رسايل غراميه بصوت عبادي ..

ابسألك ..
هو أنا استاهلك ؟
استاهل الدمع اللي جرّح وجنتك ؟
استاهل اني اعشقك ؟

ابسألك عن حالنا ..
انتي وانا
ياللي احس انك انا
حالنا ما هو غريب
انـّا نكون متأكدين
ان الفراق ما هو بعيد
بالرغم من جرح السنين
عشقنا دايم يزيد
ماهو غريب ..
اني لو مرة في همي
نسيت وبكلمة جرحتك
قبل ما تتألمين ..
اللي ينزف هو دمي
ابسألك ماهو غريب .. استاهلك
ابسألك لو قلت لك ان الحنان اللي في قلبك
ينبت من الصخر الزهر ..
وان النهار اللي في خدودك يخلي النسمة عطر ..
وان العذاب اللي في عيونك يعلـّم الناس الشعر ..
ولو قلتلك اني احبك اكثر من هموم البشر
وكثر الجفا وكثر السهر ... لو قلت لك
وانك اقرب من عيوني للنظر
كل الذي اقدر اقوله
واللي ما اقدر اقوله
استاهلك .. حبيبتي ؟!
وباجاوبك .. للأسف ما به احد يستاهلك


كان يدندن بصوت منخفض وواضح لشادن مع الأغنية والظاهر لها انه حافظها ..
سكتت الأغنية وبدت اغنية ثانية ..

تدرين وادري بنفترق
تدرين قلبي بيحترق ..
حنا اتفقنا في كل شي الا الزمن
عيى الزمن لا نتفق
ولاتزعلي لو نفترق
قلبك خلي
وقلبي انا اللي بيحترق
ياوردة في كل الفصول
يافرح عيّى لايطول
قولي واقول
ان كان عندك لي حلول
يافرحة القلب الحزين
الوقت يمر ..
ومالك عذر
كانك تبين ننسى العمر ..
ننسى السنين
وانذوب في حب وحنين
تدرين وش سر الحكاية
الوقت يمر ..
ولكل شي لابد نهاية
وحنا قربنا من النهاية
ومالك عذر
يابسمة الثغر الخجول
ان كان عندك لي حلول
وان كان ودك نتفق
والا ترانا بنفترق
ولاتزعلي لو نفترق
قلبك خلي
وقلبي انا اللي بيحترق

ياحب .. يادنيا جديدة
يا احلى ابيات القصيدة
ان كان جرحي ما كفى
انزف لك جروح ٍ جديدة
وان كان شعري ماوفى
انسى الحكي وانسى القصيدة
يا احلى ايام العمر
كثر الحكي وش بيفيد
ومابقى عندي صبر
والجرح في قلبي يزيد
مالك عذر
يابسمة الثغر الخجول
ما اظن عندك لي حلول
وما اظن ودك نتفق
واحنا ترانا بنفترق
ولاتزعلي لو نفترق
قلبك خلي
وقلبي انا اللي بيحترق


انتهت الأغنية ورجع اعادها مرة ثانية ..
وقف للإشارة والمكان على غير عادته هادي ومافيه زحمة ..
الدنيا عيد والوقت اجازة وحزة صباح ..!
التفت عليها وهي مسنده راسها على المرتبه ..
قال : شادن .
عدلت راسها والتفتت عليه قالت بصوت مبحوح وبارد : هلا .
: اذا احد سألك عن جيتك قولي عماد بيسافر .
ردت بسرعه : انت بتسافر ..؟
هدى السرعه عشان نقطة التفتيش اللي مر بجنبها قال : سفريات صغيرة للشغل .. بس أي احد يسألك وش جابك ولا ليش جالسه عند اهلك قولي عماد بيسافر وبيخلني عند اهلي ..
اشر له الشرطي يمشي بمجرد ماشاف الحرمه في السيارة ورجع عماد لنفس سرعته قال : الحين انتي بتدخلين عند اهلك بحالك هذا ..؟
همست بصوت مجروح ويدل على انها مجروحه ومقهورة قالت : عادي .
: لاموب عادي .. خلينا اول نروح نتغدى في شقتي واذا ارتحتي نروح العصر لاهلك ...
قاطعته بتودد : لا عماد الله يخليك امي تنتظرنا من اول ماقلت لها .. وكمان مسوية لنا غدا .
هز راسه مقتنع وملبي واكتفى بتنهيده طلعت عفوية بدون قصد ..
مد يده ورفع صوت المسجل ورجع يدندن مع عبادي واصابعه تتحرك وتدق على الدركسيون بدقة وتناغم مع الأغنية والأغنية تعزف على وتر قلبه ومشاعره ..!


***
--------------------------------------------------------------------------------


صحتها امها بصعوبه الين فاقت وحست باللي حولها ..
: طيب خلاص صاحية ..
: سارة اش هالبرود .. اللي يشوفك يقول الناس موجايين بعد شوي ..!
تمطط بكسل ورجعت شعرها القصير اللي قصت اطرافه وصبغته بألوان هاي لايت قبل يومين عشان زواج مشاري ..
قالت : واذا جوا بعد شوي .. انا اش دخلني كل اللي عليّ ان راح اوقع مااعتقد هذي يبغى لها قومة وتجهيز .
ردت امها بحده : ترى الرجال لوطلب حقه الشرعي في النظرة مانقدر نقول له شي .
جلست بسرعه قالت : لا يمه اذا ابوي مو قد كلامه ا نا كمان مو قد كلامي .
: لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ..
جلست امها بجنبها وكملت بحنان : سارة يابنتي مو كل الناس زي بعض .. شوفي مشاري اخوك زي خالد ..؟
حطت اصابعها في اذانها قالت بعتب وزعل : يمه مليون مرة قلت لكم لاتجيبون لي هالسيرة .. هذاك الله يسامحه ويغفر له فكينا من ذكره خلوني اتشافى منه .
مسحت امها على راسها قالت : عشان تتشافين منه لازم تشوفين اللي احسن منه وحل محله .
هزت راسها بلا وحست انها مخنوقه قالت برجا : يمه الله يخليك لاتغصبوني .
اخذت جوالها من فوق الكومودينو ودقت على شادن اللي ردت على طول : هلا سارة .
قالت سارة وهي تتمطط وبكسل : اهلين فيك .. ها فينك ..؟
: جايين في الطريق .
: قريب من جده ولا بعيد ..؟
سمعتها تقول لعماد احنا فين الحين ورد عليها ..
قالت شادن : احنا الحين قريبين من مكه يعني باقي ساعه تقريباً ونوصل بس ماراح اجيك الا بعد المغرب .
قالت سارة بردة فعل سريعه وتهور : لاااااااااااا شادن من السيارة عندي .. ولا اقول لك سلمي على امك ونايف وتعالي عندي لاتنزلين العباية الا عندي تكفين شدون مرة مشتاقة لك .
ابتسمت شادن وردت عليها ببرود : خلاص اذا وصلت اكلمك .
سكتت سارة ثواني ثم قالت بهدوء : بنت اش فيك ليه صوتك حزين كذا ..؟
ردت شادن : مافيني شي .. بس شوي اجيك ان شاء الله .
: نتقابل ان شاء الله على خير ..
: مع السلامه .
: الله معاك .
قفلت من شادن وانتبهت ان امها قد خرجت وقامت من سريرها وقلبها مقبوض من صوت شادن ..
فيها شي ..!
حزينه ..
مو نفسها اللي تكلمني كل يوم .. !!
وقفت سارة على المرايه وهي تطالع بشكلها ..
شعرها بعد الصبغه والقص معطيها طله احلى ..
ومشيتها رغم انها ثقيله الا انها اريح بكثير من لمن كان الجبس فيها .
خللت شعرها بأصابعها ورجعت لمته بشباصة وراحت للحمام تتوضأ وتصلي الظهر ..!


***

سلم على عمه وعمته .. وجلس ينتظرها ..!
جات العنود وقارورة العصير في يدها والشكولاته ملطخة شفايفها وخدودها ..
قالت ام نوف بلهجة حاده : عنود قومي اغسلي وجهتس .
ردت بعد مارشفت رشفه صغيرة من قارورة العصير واللي مابقى فيها الا القليل وصارت تقتصد فيها ..
قالت : يممه اصبري بكمل عصيري .
ضحك حمود ومسح على راس العنود وهو يقول : خلوها على راحتها متى ماكملت عصيرها تقوم تغسل وجهها ..
طلع جواله من جيبه قال : خذي وديه نوف خليها تشحنه .
ردت العنود : نوف تشيل عفشها تبي تروح معك لبيتك .. ازين اخذها كل شوي تبكي ولا تستفرغ كله عشانك .. حمود حمود انت جبت لها هدية صح ..؟
رغم ان كلام العنود مزعج الا انه يريحه ويسعده
يعني فقدته وتبكي عشانه ..
وناوية ترجع معه قبل يقول لها ..
عدل جلسته وهو يطالع في ساعته قال : اجل روحي ازهميها خلينا نمشي .
راحت العنود لنوف والح ابو نوف وامها على حمود انه يجلس يتغدى لكن الحاح حمود في الرفض كان اقوى وحجته تعبان ومواصل وبيروح ينام ويرتاح في بيته والحقيقه شي ثاني ..
وقف ونادى بصوت عالي : يالعنود استعجلي نوف .
جات تمشي بتنورة لونها سكري كلوش ومطرزة بكحلي من الأسفل والتوب بلوزة قطنية بكم طويل سادة وعليها جاليه سكري ومطرز بكثافه بلون كحلي ..
صافحها واستحى يسلم عليها في وجهها بحضرة امها وابوها والعنود اللي تراقب كل تصرفاتهم وكلامهم .. قال : يالله البسي عبايتس وامشي تراني تعبان ابي ارتاح .
سألته بعتب : انت وين كنت ..؟ اقلقتنا عليك .. ؟
رد عليها وعيونه على العنود اللي احرجته بمراقبتها ونقل نظرها بينه وبين نوف قال : بغيت اجيكم قبل موعد تسليمي وتكلمت على الضابط يوم عيا يطلعني وجازاني .. حبسني 24 ساعه .
قالت نوف بدون تفكير : حسبي الله عليه .. طيب ليش ماعلمتنا عشان مانقلق عليك والله اني قلت صار عليك شي .
طلع جواله من جيبه قال : له ثلاثه ايام وهو طافي .. حتى الحجز مافيه احد اقدر اكلمكم من جواله .. العالم كلها معيده .. همس لها بصوت حاول يخفته عن العنود قال : عجلي بنمشي لبيتنا .
نزلت نظرها للأرض بحيا وطالعت في العنود اللي قالت : حمود حمود انت مادريت يوم ابوي بغى يضحي بسحيمان و افتكيته .....
قاطعتها نوف بلهجة حاده : بنت روحي اغسلي وجهتس ولمي شعرتس .
ضحك حمود وهو يمسك يد نوف ويقول : خليتس من العنود واعجلي علي انتظرتس في السيارة ..
اشر لها بشفايفه وهو يصد عن العنود ويوجه لنوف : مشتاق لتس حييل .
بلعت نوف ريقها وسحبت يدها منه وراحت تجمع اغراضها وهو راح ينتظرها في سيارته .



***
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 8:52 am


بعد صلاة المغرب ..
كان جالس في وسط المجلس وعيون كل اقارب ابومشاري متجهه ناحيته
يراقبون حركته ويدققون في كلامه وردة فعله وترديده لكلام المأذون اللي حضر من بدري ..
همس مشاري لابوه : قلت له على شروط سارة ..؟
قال ابو مشاري : بقول له الحين .
تنحنح ابومشاري قال : فهد ياولدي .. انت تعرف الظروف اللي مرت بها بنتي ..
طالعه فهد باهتمام قال بذكاء وفطنه : عندها شروط ..؟
: والله ياولدي البنت الحت عليّ الا اقول لكم شروطها ..
قاطعه فهد : حقها ياابومشاري قول ولاتردد .
تكلم ابو مشاري بينه وبين فهد وصوته وصل لعماد الشاهد الأول وفواز الشاهد الثاني .. : البنت رافضه النظره .. نزل راسه للأرض ثواني ورفعه قال بعدم رضا : وتقول انها ماتبي مكالمات قبل الزواج .
عقد فهد حواجبه قال : من قال اصلاً اني ابي نظرة ولا ابي اكلمها هذا مهوب من سلومنا ولاعاداتنا .. وسع صدرك ياابو مشاري وعطنا باقي شروطها .
زم ابومشاري شفايفه قال بحرج : شرطها ان الزواج يكون مختصر .. تعرف زميلاتها اللي ماتوا في الحادث ...
قاطعه فهد للمرة الثانية وقلبه يقول " ان هذا رايه وقراره قبل لايكون رايها وشرطها " : ولو انه مهب من حقها تطلب ان الزواج يكون مختصر لكن ابشر ياابو مشاري لها اللي تبيه ..
قطب ناصر حواجبه بعدم رضا ..
وطالعهم فواز بقهر وقلة حيلة بعد موافقة فهد ..
فهد اكبر عيال ناصر من حقه يسوي له عرس يعزم عليه كل من يحب ويود ..
من حقه تفرح به امه وخواته واهله ..
اما عماد فعدل جلسته وهو الأدرى ان الشرط هذا يرضي فهد لأنه مقرره من قبل عشان سعود وذكرى سعود اللي نبشتها امس زيارته لقبره ..
قال بصوت رزين وواثق وكأنه معتاد على ادارة الأمور حتى اللي ماتخصه : اسمح لي يافهد انا بتدخل هالمرة .
ومن نظرة من فهد فهم عماد انه موافقه على كل اللي راح يقوله ..
أكمل عماد وهو يربت على فخذ فهد : مادام مافي العرس تكلفه والبنت تبيه مختصر اجل نبي نقدم العرس بنخليه مع عرس عمه احمد بعد اسبوعين ان شاء الله .. ماله داعي التاخير .
تهلل وجه ناصر لراي عماد وانشرح صدر فواز وبانت آثاره على ملامحه .. وفهد متردد وفي حيره ..
سكت ابومشاري ثواني يحاول يحسبها صح ..
ثم قال بتفهم : طالما انكم وافقتوا على شروطنا مالكم الا من يرضيكم .. بعد اسبوعين الزواج وعسى الله يتمم على خير .
التفت ناصر لفهد الجامد بمكانه قال بفرحه : مبروك يافهد .. وعلى بركة الله ..
تقدم مشاري بقهر وكتم غيظه وابتسم له قال : مبروك يافهد عسى الله يتمم على خير .
باركوا له الجميع وتمنوا له السعادة والتوفيق وهو يرد : الله يبارك فيكم ويجزاكم خير ..!


...

وفي مكان ثاني من البيت ..
جالسه مع شادن اللي تحاول على قد ماتقدر انها تظهر بصورة طبيعيه قدام ساره .. والثانيه منشغله بسالفة موعد زواجها اللي حاولت تعارضه وسكتوها ابوها ومشاري بحكم انها قالت شروطها وقبلوها الناس وعليها تقبل شروطهم .
كل شي غريب ..
موافقتها وشروطها وهالموعد اللي ماكان على بالها ..
وطقوس الملكه الغريبه مااعتادتها في مجتمعها وقرايبها ..
ليلتها هذي مختلفة كليةً عن ملكتها على خالد ..
هذي هادية وفيها خوف من القادم وترقب وحيطة وحذر بكل خطوة وكلمة من قبلها هي ..
والاولى صاخبه وفيها فرح وتفاؤل وحب واحساس بالسعاده ايضاً من قبلها هي ..
فركت سارة يدينها قالت بقلق : مستحيل اوافق ان الزواج يكون بعد اسبوعين .. اش هذا انا موقادرة استوعب ان هالآدمي بيصير زوجي .. اقل شي يبغى لي سته شهور عشان اقدر استوعب . .. مو بعد اسبوعين اصير انا وياه في بيت واحد ..
ردت شادن وهي تحرك السكر في قاع بيالة الشاهي : اش اللي تستوعبين وماتستوعبين .. احمدي ربك انه يسر لك وكتب لك فهد .
ردت سارة بخوف : ياربي حتى شكله ماادري كيف ولاحتى اتخيله .
طالعتها شادن وابتسمت قالت : هذي سهله انا اوصفه لك .. طويل وعنده عضلات وملامحه مااتذكرها زين بس كأني لمحت وجهه عريض وعيونه واسعه وشعره طويل .
صبت سارة في بيالتها شاهي ونست تحط السكر وهي مرتبكه وموحاسة بتصرفاتها قالت : ليه انتي ماقد شفتيه ..؟
: وين اشوفه ..؟ مرة وحده لمحته وهو ينادي السواق وانا راجعه معاه من المدرسه .. وماطالعت فيه صديت عنه وهو اصلاً اعطاني ظهره وقعد يكلم السواق ...
تأففت سارة وهي منشغله بموعد الزواج قالت : تخيلي مشاري موافق ومبسوط قال ايه اللي قاهره انه راح يقطع شهر عسله بسببي . رشفت من بيالتها وكشرت بوجهها قالت : يوووه مافيه سكر ..
ضحكت شادن من اسلوب سارة وهي زعلانه قالت : من يصدق انك انتي ومشاري تتزوجون بنفس الشهر ... بس من جد ياسارة فهد مافيه منه وعماد يضمنه لك ...
هزت ساره راسها قالت : ادري عنه وعن مواصفاته اللي ماتنتهي .. كملت بصوت يقلد ابوها : رجال وكريم وراعي نخوه وشهم وشجاع وكل صفات الدنيا فيه بنظر ابوي ومشاري ..
رجعت تتكلم بصوتها الطبيعي : ياشيخه هم مايطلعون على حقيقتهم الا بعد مانقرب منهم ونعرفهم بس الله يستر.
ردت شادن بحمية ودفاع : لاحبيبتي هذا ولد عمي وعماد يعرفه زين ونايف اخوي يعرفه وانا اعرف اهله وبيئته وفهد واضح لكل الناس والردي ياسارة الا مايطلع عنه كلام .
هزت سارة راسها وهي تقول :ليه ماطلع الكلام عن خالد الا بعد ماملكنا .. انا اصلاً ماعاد عندي ثقه في احد .. تدرين ياشادن اني قاعده اهيء نفسي لأي صدمة قادمه .
تمددت شادن على الكنبه اللي بجنب سرير سارة وهي تقول : هيئي نفسك لكل شي متوقع بس لاتظنين السيء في فهد ولاتخلين الشيطان يوسوس لك في زوجك ويدخل الشكوك لقلبك .
قبل ماترد سارة دوى جوالها بنغمة تعلن وصول رساله ..
التقطته على طول وفتحت الرساله وكانت وسائط ..
قالت : اكيد هذي ريهام بتبارك لي ... يؤ غريبه وسائط من مشاري ..!!!
امتقع وجهها احمر وهي تطالع في المقطع وتشوف ابوها والمأذون والرجال في المجلس ..
فزت شادن على صوت المقطع وجلست بجنبها وهي تشوفهم ..
وحده سرحت بالشخص اللي يهمها ..
ملامحه المألوفه لها وحركته وثباته ونظراته المتزنه وكأنه لوحده يملا المكان بنظرها ..
والثانية سرت في جسدها رعشة وهي تطالع في الجالسين وموعارفة أيهم اللي صار الليلة زوجها ..
قالت شادن ببرود تملك منها حد النخاع : شوفي هذا فهد اللي بجنب المأذون .. ماشاء الله عليه رجوله ووسامه وموناقصه شي .
سرحت سارة فيه تتأمل شكله ..
ملامحه مختلفه تماماً عن اي صورة توقعتها له ..
مايشبه مشاري اخوها ..
ولايشبه خالد اللي عمرها مااعجبتها ملامحه رغم حبها اللي كان له ..!!!
عيونه واسعه ونظرته حرة وجريئة ..
اكتافه عريضة وشامخ في جلسته رغم حركته المستمرة ..
قالت سارة بارتباك : ماتخيلته كذا ..!!
ابتسمت شادن ببرود وبصوت باهت قالت : الله يستر عليه .. تكفين ياسارة حاولي تحبينه وتتمسكين فيه وتسعدينه تراه من بعد وفاة صاحبه يقولون مر بحزن ماتشيله الجبال .. ساعديه على النسيان واسعديه ..
سكتت ثواني وساره مستغربه الكلام عنه وكأن قلبها رق في لحظة ضعف امام الفقد والحزن اللي جربته ..
كملت شادن وصورة عماد تعيد لها مرارة وضعها وحياتها الآن .. : سارة ماعليه انا برجع للبيت احسني تعبانه .
عقدت سارة حواجبها قالت : لا تكفين لاتروحين الا بعد العشا .. بعدين يادبه استناك من سنه ولمن اشوفك تقعدين ساعه وتمشين .
اخذت شادن عبايتها وهي تقول بتعب وملل : حرام عليك من قبل المغرب وانا عندك .. وان شاء الله الايام جاية بتطفشين مني ..
وقفت سارة معاها قالت : لولا ان التعب واضح عليك كان ماخليتك تروحين وتراني متأكدة ان فيك شي وتدارين عني .. بس بخلي التحقيق وقت ثاني لمن ترتاحين .
ماردت عليها شادن والتهت بجوالها تدور على رقم نايف ..
قالت سارة : تبغين اكلم السواق يوصلك ...؟
دقت شادن على رقم نايف وحطت الجوال على اذنها وهي تقول : لا بخلي نايف يوصلني ... هلا نايف ..
رد نايف بصوت واطي : هلا .
: ماعليه توصلني البيت بروح ارتاح ..
: ليه اش فيك ..؟
: تعبانه شويه ..
: اوكي اطلعي لي برا انتظرك .. امي بتروح معاك ..؟
: لا امي بتجلس مع خالتي ام مشاري وتجي بعد العشا اكيد بس انا بس اللي برجع .
اخذت شنطتها وطلعت بصحبة سارة اللي تمشي بعرج خفيف وتوجهت لامها تبلغها برجعتها للبيت ..!



***

حياتها لاتطاق في بيت اهلها ..
اخوها مو معطيها فرصه تدخل النت وتاخذ حريتها مثل ماكانت في بيتها ..
واتصالاتها تحسبها بالدقايق بعد ماكانت تكلم بالساعات واحمد متكفل بالفاتورة وعذرها انها في غربه وتحن لاهلها ولازم تكلمهم ..
احمد مطنشها وهي اللي اعتادت على وجوده في حياتها وان كان وجوده مثل عدمه الا انها حست بفراغ الآن من بعده ..!
دقت عليه من رقمها الجديد اللي طلعه لها اخوها بعد ماالغى احمد رقمها الاول لأنه كان باسمه .. وما رد عليها ..!
زفرت ليلى بقهر ..
هذا وش فيه لايرد ولايكلم ولا كأني زوجته ..
ان شاء الله يبينا نسافر وانا مانزلت السوق ..
دقت عليه مرة ثانية وثالثه اخيراً صار يعطيها مشغول ..
وقفت وراحت لاخوها اللي كان جالس في غرفته على الكمبيوتر دقت الباب ودخلت قالت بعصبيه : محمد شوف لي العله هذا ليه مايكلمني ولايرد عليّ .
صغر اخوها المحادثة والتفت عليها بعصبيه قال : ارجعي ماني فاضي لتس الحين .
عقدت حواجبها قالت : اقول لك ماكلمني من يوم جيتكم ولارد عليّ تقول ماني فاضي .
نزل الهدفون من فوق راسه قال : برا .. برا لوسمحتي واذا بينتس وبين رجلتس شي تفاهموا بعيد عني ماني رايق لتس انتي ومشاكلتس ولسانتس اللي اذيتي به خلق ربي .
رجعت بقهر وهي تهدد وتتوعد ..
راحت لامها قالت : يمه كلميه انتي يمكن يرد عليتس خليه يرسل علي فلوس بنزل السوق .
قالت امها بأسف على حال بنتها : هذا اللي همتس الفلوس والسوق ..؟ الرجال شكله زعلان منتس وانتي تقولين ابي فلوس وسوق بدال ماتقولين ابي رضاه .
ماردت على امها وانشغلت بالبحث عن رقم فوزية في قائمة ارقامها .. هي اللي بتوصل لها وش سالفة احمد حتى وان كانت ماعاد تهضمها بس لابد تتحمل ..
دقت رقمها ثلاث مرات وماردت فوزية .. المرة الرابعه انفتح الخط وبدون صوت ..
تكلمت ليلى بقرف من طبع فوزية وتشددها في بعض التوافه مثل تجاهلها للأرقام الغريبه ..
قالت : الو ..
ردت فوزية لمن عرفت ان المتصل حرمة : هلا .
: وش اخبارك يافوزية ..؟
: هلا هلا ليلى بخير الحمد لله ... اخبارك انتي ..؟
: اخباري ..؟ ماتقولين لي وش فيه اخوك مايكلم ولايرد ولا يعبرني ..؟
: والله ا سألي نفسك واعرفي وش سويتي معه واكيد بتدرين عن سبب زعله .
: ها ..؟ وش سويت قولي لي .. ولا احد منافق بيني وبينه ..!
غيرت ليلى لهجتها لرجاء وخوف : فوزية انتي قلتي له عن سالفة الجوال ..؟
: لاياقلبي ماقلت له .. اللي عرفه احمد بلاويك الثانيه غير الجوال ووسخه .. معليش ياليلى انا مشغوله الحين وعندي ضيوف .
ردت ليلى بتشتت وبدون تركيز قالت : مع السلامه ..
خايفه يكون عرف عن الصور اللي عندها ..!
لا لا مستحيل يعرف ..!
شهقت وهي تتذكر شادن يوم مدت عليها الصورة اللي طاحت منها ..
صورة سعيد اللي دمجت صورتها معاها وطبعتها من جهازها ..
عضت على شفتها وخبطت بالجوال في يد راحة يدها بقلق وهي تصر عيونها ..
انا غبيه ليه ماقلت لها انه اخوي ..
عقدت حواجبها وكملت لوم " المشكله سعيد كان لابس عماني وشلون بتصدق انه اخوي ..
الله ياخذك يوم تخليت عني وضيعت حياتي مع احمد بسببك ..
زفرت وقالت بصوت عالي : حبه العمى لويحبني صدق يمديه ماتزوج وسحب عليّ .
وقفت على المرايه في غرفتها قالت محاكية صورتها : مالت عليّ انا ووجهي هذا اللي استفدته من النت لاحبيب بقى لي ولازوج صبر علي ولاعيال ونسوني واشغلوني بهالفراغ اللي يقتل ..
تذكرت اول معرفتها بالنت وعالمه ..
ايام كانت تشكي الطفش والملل في الغربه واحمد يغيب اكثر من نص النهار واذا رجع يرجع منهك وتعبان ومن كثر شكاويها من الطفش والملل اشترى لها لاب توب وعرفها على الانترنت والمنتديات ..
تدكرت يوم دخلت شات وهي ماتفقه فيه الا كتابة اسمها ..
واول من تلقفها سعيد اللي من عرف انها ساكنه في عمان وهو مهتم فيها وكأنها ملكة الشات الين تطورت علاقتهم لحب ووصلت للمسنجر ثم التلفون ثم المواعيد في كوفي شوب ومطاعم ..
بس في النهاية طلع سعيد خاين بنظرها وأناني مافكر الا بنفسه ..
رجعت لغرفة اخوها ودقت عليه الباب بعصبيه وكأنها تبحث عن مخرج من الواقع لعالم خيالي آخر عاشت فيها سنين طويله اكثر من واقعها وكان يبعث لها سعادة وهمية ومؤقته ..
: محمد قوم ابي النت ..!
: انا مشغول .. تعالي بعد ساعتين .
: اقول لك ابيه الحين .. انت ماتفهم ..
وقف اخوها بملل قال : اطلعي برا .. موب تهاوشين مع احمد وتعودين عليّ .. مسكها من يدها وطلعها وسكر الباب . ورجع لجهازه ..!





--------------------------------------------------------------------------------

رجع احمد من المزرعه والبندق ( البندقية ) على كتفه .. وفي يده طيور صغيره صادها لشهد وكهواية حب يمارسها ..!
اول ماشافته شهد جات تجري عنده واخذت الطيور قالت : خالي صدق انت بتتزوج وحده ثانية غير ليلى العله ..
وقف احمد وطالعها قال : انتي ماتحبين ليلى ..؟
: لاااااا وعععععععع منها اصلاً هي ماتستحي ..
عقد حواجبه قال : وشلون ماتستحي ..؟
: جوالها هذاك اللي كسرتي امي في حاجات وسخه .
عض على شفته قال : وش الحاجات علميني ..
زمت شفايفها حتى ماتضحك وفتحت عيونها قالت : لأ عيييب .. امي قالت عيب .
هز راسه قال : ودري الطيور للشغاله تنظفها وتشويها ..!
شافته فوزية بوجه كئيب وحزين ومتضايق ونسبت ضيقه لامها اللي اصدرت قرار بانه معرس معرس والله لايعوق بشر ولاَّ زعلها اللي مايقدر عليه ..
رفع البندق فوق مكتبة التلفزيون الكبيرة واللي تتوسط الصاله ورجع للمغسلة ..
وقفت فوزية عنده وهو يغسل .. قالت بضحكه : ياعريس ترى عماد كلمني يقول انه بكرة جاي .. ويقول لك تروح تسوي الفحص لأن ابوه كلمه يقول بكرة بيودي البنت تسويه ..
غسل احمد وجهه بقوة وهو يقول : ولد اختس هذا مهب صاحي .. يبي يمشي العالم على كيفه .. وامي ماصدقت خبر ..
قالت فوزية وهي تضحك اكثر : حسبي الله على ابليس فهيدان الظالم يقول نبي نلحق ونجوز جدتي ولا تراها ماخلت احد من اهل الديرة ماجوزته .
ماتغير من ملامحه شي وقال بصرامه : الحين انا شاكي لهم يوم يقولون نبيك ترتاح ...
قاطعته فوزية : لاوالله ..؟ تضحك عليّ انت .. يعني حنا مانعرفك متى تصير مرتاح ومتى تصير متضايق .. كملت بلهجة تحذيريه وحاده : احمد اصحى لنفسك وحياتك ولاتخلي ليلى تضيعك اكثر .. على فكرة تراها دقت عليّ اليوم وماعطيتها وجه ..
مسح احمد وجهه ويدينه بمناديل قال : وانتي ليش تردين عليها من الاساس .
: ماعرفت رقمها الجديد .. بس تكفى يااحمد انا اعرف مها اخت عماد والبنات منال وحنان يعرفونها .. حتى حنان يوم درت طارت من الفرح قالت هذي هي اللي تناسب عمي .
: كل الحريم صنفهن واحد ..
ردت فوزية باندفاع : كل الحريم مثل بعض يااحمد ..؟ اجل مها المصليه الصوامه مثل ليلى اللي ماتركعها ..؟
التفت عليها بذهول اكثر منه استغراب قال : وش دراتس انها ماتصلي ..؟
ردت فوزية بندم وهي تقول : استغفر الله العظيم .. ياخي كل ماقلنا لها صلي قالت صليت ولا شوي اصلي ومن يوم جتنا لين راحت ماشفناها تصلي .
رجع بذاكرته ..
صحيح ماقد شافها تصلي ..
اصلاً ماعرف لها سجاده ولاشرشف صلاة مثل سجادة امه وشرشف صلاتها ..!
ولا قد سمعها تقول بروح اصلي مثل ماتقوله شادن عند كل فرض .. نفض راسه ورجع يطالع في فوزية بإمعان قال : وش بعد ..؟
ردت فوزية بسخريه ممزوجه بخيبة : وش بعد ..؟ ماخفي كان اعظم على قولة شادن .. بس الله يحب الستر .
صك على اسنانه قال بحده وقلة صبر : فوزية وش بعد من بلاوي ليلى .
تنهدت فوزية وهي تشوف اخوها يحترق بسوء فعايلها قالت : ماادري هذا اللي عرفته عنها بس شادن قالت لي ان هذي اهون من الباقي وعيّت وحلفت انها لتستر عليها ولاتعلم عنها .
: وش سالفة الجوال اللي تقوله شهد ..
عقد فوزية حواجبها قالت : تكفى احمد طلبتك فكني من الموضوع هذا بالذات تراني مريضه منه للحين ..
هز راسه بعد مافهم السالفه و عدى من عندها .. راح لامه اللي تسمع لسورة البقرة بإصغاء وتحاول تردد بعض آياتها لعل وعسى انها تحفظ منها شيء وتتقن كلماتها ولو كان بمشقه ..
اخذ جواله بدون كلام واعطاهم ظهره خارج من البيت وبراكين الغضب في جوفه ثايره ..



***


ليلة زواج مشاري ..!
رغم الفرح والزغاريد الا انها تحس هالة من الحزن والكآبة تحيط بها ومو قادرة على التجرد منها ..!
وفي القاعه الكبيرة الفخمة بإضائتها الخافته وألوانها الغريبة ..!
واقفه بفستانها النمري القصير وجزمتها الطويلة اللي تغطي سيقانها بأناقتها البسيطه ومكياجها الهادي واكسسواراتها الناعمه وشعرها المنسدل بحريه على اكتافها ..
وبجنبها سارة بفستانها الأحمر الحرير .. واللي يطوقه من عند اكتافها وحلقها خيوط ذهبيه .. وشعرها مرفوع بحركة ناعمه وبعض الخصل نازلة بلونها الذهبي الممزوج بالثلجي ..
طالعت شادن في سارة وهي مقطبه وباين انها تتألم لأنها نست نفسها وطولت الوقفه على رجلها قالت لها باهتمام : سارة روحي اجلسي مايصير توقفين على رجلك كذا ترى ..
مشت سارة بتعب لحد ماوصلت طاولة عليها قهوة وشاهي وانواع مشكله من حلا القهوة ومعجنات منوعه ..
وجلست عليها وهي مقطبه وجهها من التعب قالت لشادن اللي قابلت لها : ياااااربي خلاااص مافيني اوقف .. تعبت اليوم بما فيه الكفاية .. احسني يبغى لي شهر راحه .
ابتسمت شادن وهزت راسها وهي تصب لها فنجال قهوة وتمده عليها قالت : اللي يسمعك يقول للحين مو مصدقه ان زواجها بعد اسبوعين ووراها شغل وكرف في السوق .
تنفست سارة بضيق قالت : بالله تسكتين لاتذكريني .
رشفت سارة من فنجال قهوتها على قطعة الشكولاته اللي اكلتها وطالعت في شادن اللي سرحت لعالم بعيد ونظرة الحزن واضحه في عيونها قالت سارة بصوت رقيق ودافي : شادن ..!
ردت الثانية بـ : هلا ..
: وش الوضع ..؟ ليه هالحزن والكآبة ..؟ من عماد ..؟
ماتدري منه ولا عليه ولا منها هي ومن تخليها عنه حتى وان طلب هو وفرض ..
صدت شادن عنها وطالعت على يمينها وهي تقول : شوفي بنت عمك الغبية كيف لابسه ...؟
حست سارة ان شادن تفوت الموضوع وتغيره بعلانية ..
قالت وهي تلتفت لمنى بنت عمها بفستانها القصير وقصة شعرها الغريبه اللي تشبه قصة الولد : هذي منى السخيفه ماتشوفين الكل يتحاشاها .
ردت شادن بقلة اهتمام : الله يهديها .
انتقلت نظراتهم بين الحضور ..
وحده تتأمل والثانية تنشغل عن التفكير لين بدت الطقاقه تطق وصدح صوتها وآلات الدف في القاعه ..
الاضاءة خافته على الحاضرين ومركزة بألوانها المختلفه على المساحه الواسعه المخصصه للرقص ..
والطقاقه تغني بـ من يقول اني لغيرك .. انا لك ماني لغيرك ..
انا متعلق مصيري ... ياحبيبي في مصيرك ..
مسكت دموعها واعصابها وهم الفراق اللي تتخيل عماد يقرر انه يكون ابدي في أي لحظة يعصف بقلبها ..
وشلون يفهم اني له مو لغيره وان مصيري متعلق في مصيره ..
عدى الوقت وبدا تصوير العريس مع عروسه اللي رفضت انها تنزف قدام الحريم ..
بعد زفة العرسان خارج القاعه وبعد العشا مابقى الا اهل العريس وام نايف وشادن كونهم اهل وجيران ..
دق جوال شادن وشافت عماد المتصل ...
خفق قلبها بقوة وردت بغصة : هلا عماد .
: هلا بك ياشادن .. اطلعي انتي وعمتي انا انتظركم برا .
: ليه نايف وين ..؟
: نايف راح مع الشباب اللي يزفون مشاري للفندق .
: اوكي خلاص ثواني وطالعين .
قفلت منه ولبست عبايتها بعد ماقالت لامها ان عماد ينتظرهم وطلعوا له ..
طول الطريق يسولف مع عمته وهي ساكته ..
كان صوته وكلامه وشكله يشرخ قلبها وينزفه ..
التفت عليها وهي جالسه بجنبه بعد ماحلفت امها انها ماتركب قدام مد يده وشبك اصابعه في اصابعها وضغط عليها بدون كلام ..
غمضت عيونها واخذت نفس عميق حسته وصل لقاع بطنها وحرارة يده تتسلل لباقي جسدها ..!
وصلوا للبيت ونزلت ام نايف بسرعه وهي تشكره وتترجاه ينزل ينام عندهم بدال مشوار شقته البعيد ..
رفض سالفة النوم لكنه قال في الأخير : اذا شادن بتزين لي براد شاهي نزلت تقهويت ومشيت .
قالت بدون تردد : انزل تقهوى وبحضر لك شي تاكله اكيد ماتعشيت .
همس لها : اجل بتعشى انا وياك .
سكتت وهي تشوف امها تدخل البيت قبلهم ..
وفتحت الباب وهي تقول : انزل الله يحييك .
طفى محرك السيارة ودخل وراها وتوجه لقسم الرجال ..
ثواني وكان باب المجلس مفتوح له وشادن و راه بعبايتها وطرحتها ..
التقت عيونه بعيونها المكحله بكثافه ومنثور عليها شادو بلونين عسلي وبني واضاءة من تحت حواجبها معطيتها رونق وجاذبية ..
عيونها دايماً هي نقطة ضعفهسواء كحلتها ولا تركتها بدون كحل ...
صد عنها بمحاولة للهروب وراح بسرعه وفتح التكييف ..
قالت قبل ماتطلع : ارتاح بجيب لك العشا والشاهي ..
قال : تعالي لاتصدقين سالفة الشاهي والعشا .. انا دخلت ابي اجلس معك شوي ..
حست بأطرافها تفتر وهي تتخيل انه ناوي يبت في موضوعهم وينهيه ..
هزت راسها بلا .. قالت بصوت مخنوق : اذا بتقول شي عن المواضيع اللي مااحبها الله يخليك مو وقتها .
ابتسم رغم ان كلامها سكاكين تخترق قلبه قال : انتي تعالي اجلسي ووريني فستانك اللي حضرتي به .. بعدين ليه ماذكرتيني انزلك اليوم للسوق ولا اجيب لك فستان على ذوقي .. ولاذوقي مايعجبك ..؟
عماد تكفى لاتذبحني ..
انا موحمل اوجاع وجروح ..!
لاتخليني اعيش حلم ثم تصدمني بواقع ..
وقف وهو يشوفها عاقده حواجبها وتطالع فيه وكأنها شارده ..
قال : انا ابي اعرف بس وشو له كل هالزعل ..
سحب طرحتها من فوق راسها وسحب العبايه وهي تحاول تشدها وتبتسم ..
اناقتها وجمالها وهدوءها وبساطتها كلها تسحره ..
ليه دخل من الاساس وهو يدري انها راح تغريه ..
مشتاق ..؟ ولا مشتهي بس يشوفها وهي راجعة بكامل زينتها ..!
حطت يدينها على صدرها واكتافها العاريه وهي تقول بعتب : عماد هات العباية ..
لف العباية على الطرحه ورماها في آخر المجلس قال : ياحظك ياعماد وكل هالزين لك ..
اكتسى وجهها بحمرة خجل وقهر من تصرفه اللي خافت من انعكاسه عليهم ..
مسك يدها وضم عليها وهو يقول : شادن انتي متشائمة .. ماعندك امل ..؟
رفعت راسها وامتلت عيونها دموع قالت : الا عندي امل واملي بالله كبير .. اصلاً احنا نقدر نعيش حياتنا عادي بعد التطعيمات .. اختنقت اكثر وهزت راسها دلالة الخوف والرفض ودموعها تنزل على خدودها : انا خايفه منك ياعماد ... خايفه تتهور وتجني عليّ .
ماعنده تعابير .. ولا رد الا ضمها على صدره ..
تمتم بكلام من بين تنهيداته : احد يقدر يجني على روحه ولا يضرها .. شادن انتي الروح اللي اعيش بها .. انا اعيش عشانك انتي ليش ماتفهمين .
رفعها من فوق صدره ولثمها بجنون على وجهها متحاشي شفايفها حتى مايؤذيها بنقل الفايروس ..
: انتي ماتدرين اني اشتاق لك وانتي معي ..
قاله وانتبه لها تنتفض وتبكي ..
رجع ضمها على صدره دقايق طويله صامته ..
اخيراً قال : عارف اني مخطي ياشادن بس اشوا انا مو في بيتنا ..
ضمها اكثر وكمل : تدرين يوم ناديتك في غرفتي تقرين علي ليه ..؟
ماردت عليه واستطرد : كله عشان اذكر نفسي اني مريض ومايجوز اقرب منك .. هنا بعد اذا قربت اذكر نفسي اني عند ناس ويمكن امك و لانايف يدخلون علينا ..
همست : عماد انا حلالك .. وراضيه باللي ربي يكتبه و...
قاطعها بانفعال وهو يبعدها عن صدره : لاتخليني اندم ياشادن اني قلت لك اللي في خاطري .. الله لايقول اني اقرب منك وهذي حالتي .. شد على ذقنها بسببابته وإبهامه قال : تحسبين صحتك مو غاليه عندي ..
عقدت حواجبها بقهر على حاله قالت بعيون غرقانه بدموعها : عماد ابغى منك طلب .
اشر على عيونه قال بصوت محب وحنون : لو تبينهم .
ابتسمت من بين الدمع : تسلم لي هي وصاحبها .. الله يخليك عماد لاتجيب طاري المرض .. حتى انت انساه لاتفكر فيه .
ابتسم بخيبه ورفع يدها وباسها وضرب عليها بخفه .. قال : الله كريم ياشادن ..
اهمل يدها وتحسس جيوبه قال : انا لازم امشي .. وانتي انتبهي لنفسك ولااسمع ا نك زعلانه ولا تعبانه ثم ازعل منك ... على فكره .
قالت بابتسامة رضى : شو ..؟
: احمد وافق على العرس .. بنسوي عرسه مع عرس فهد يعني شي مختصر وكل واحد ياخذ حرمته ويفكونا من قلقهم .
: الله يوفقهم ..
: اللهم آمين ويوفقني انا وحرمتي .. قولي آمين .
ردت بخجل : آمين .
: يالله تبين شي تامرين على شي ... ناقصك فلوس .
: لا ماابغى الا سلامتك وتجينا باستمرار .
هز راسه وهو ينزل عقاله ويعيد ترتيب شماغه من جديد ..
طلع مع الباب والتفت عليها قال : شادن .
: هلا .
اشر على صدر ثوبه قال : الحين وشلون اوديه للمغسله .. بيفضحني الهندي ويقول نسونجي .
عضت على شفتها وهي تشوف اثر كحلها وروجها على صدره قالت : بسيطه جيبه بكرة معاك انا اغسله .
ضحك قال : صلي ركعتين قبل تنامين وادعي ان الله يطول في عمري واشوف عيالنا .
هزت راسها بإن شاء الله والقلق يدب في قلبها ويشل الكلام ويسكته ..!
وكأنه شال خوفها من فراقها له وحط مكانها خوفها عليه وعلى صحته ..!


***

ثلاثه ايام مرت من بعد زواج مشاري..!
بعد ماحول المهر (50 الف ) على حساب ابو مشاري واستأجر الشقه المفروشه كحل مؤقت الين يكمل تأثيث الشقه اللي اختارها بعنايه للاستقرار فيها ..
لازال فكره مشغول ببقية التجهيزات ..!
جلس مقابل لعماد وخالد اخوه ..
وعماد يسولف مع خالد ويعامله كأنه رجال كبير ..
قال خالد : انا ابي دكتوراه ومااتخيل نفسي الادكتور اسنان ..
رد عليه عماد : ممتاااز جداً .. بس الدكتوراه تبي لها واحد يشد حيله من الآن مو يقول اذا وصلت ثالث اشد حيلي .
عدل خالد جلسته قال : تصدق ياابومشعل اني لو اشد حيلي يمديني جبت الدرجات كامله في كل المواد واني ادخل الاختبار احيانا على شرح المدرس لنا في الحصة واجيب درجات زينه بس موب ممتاز .
قال عماد باهتمام : ياخي وش يردك لاتذاكر طالما انت ذكي وتقدر تكون مستقبلك بدون مشقه .
رد عليه خالد بأسف : ماعندي احد يشجعني .. ان جبت درجة زينه محد درى عني وان نزلت درجاتي تذكروني بالتهزيء والهواش ..
التفت لفهد قال : حتى فهد كل ماقلت له اني ابي ادخل علمي قال : علمي مايصلح الا لمنال وحنان وانت ادخل ادبي ويخب عليك .
طالع عماد في فهد بلوم .. وتمدد فهد على ظهره بكسل قال : العلمي يبي له رجال يشد حيله موب واحد مايفتح كتبه من يوم يجي من المدرسه لين يروح اليوم الثاني .. الادبي كلن ينجح فيه ..
وقف عماد وهو يقول : لك عليّ ياخالد ان نجحت هالسنة بتفوق اني لاشتري لك سيارة .
فز خالد من مكانه ولحق عماد قال : صدق والله ...؟
: اجل اكذب عليك .. المهم انا بروح مواعد لي رجال وانت ابيك الرجال اللي اعرفه موب مثل علي وممدوح وطقتهم راعين الدخان والسهر والله اعلم ببلاويهم الثانيه .
تغير وجه خالد ونزل نظره للارض قال عماد : انا ماابي اقول لك الكلام هذا عشان احرجك .. اعلمك بالكلام اللي لازم تسمعه .. انت رجال وغير عنهم ابوك رجال صالح واهلك صالحين وانت انسان ذكي وصالح لازم تفكر باهلك ومستقبلك وتختار اصحابك اللي يساعدونك على النجاح موب الفشل ..!
التفت خالد لفهد اللي حط جواله على اذنه ورد على مشاري قال لعماد بحماس : وعد مني اصير مثل ماتبون بس تشتري لي السيارة .
: وانا وعد مني اشتري لك السيارة اللي تبيها متى ماشفت خالي وامك راضين عنك وشفتك متفوق ..
دخل عماد لغرفته وفهد يتكلم بصوت عالي : انا ماشي الحين للبيت انت لاتشيل هم .. يالله مع السلامه ولاتحجز لين ادق عليك .
طلع عماد من غرفته وهو يقول : هذا من اللي يكلمك ..؟
لبس فهد ثوبه قال : مشاري يقول ان ابوه تعب عليهم وكلموه اهله ماعندهم احد .. حتى نايف في مكه مودي اهله ياخذون عمره ..
اخذ شماغه في يده وجواله ومحفظته ومفاتيحه وكمل وهو يروح للباب : خالد اجلس لاتحرك من الشقه لين ارجع لك .
رد عماد : خالد بيروح معي بس انت خلك مع عمك وطمنا عليه .
طلع فهد وركب سيارته وبسرعته القصوى ساقها متوجه لبيت ابو مشاري وهو يحاول يدق على رقم بيتهم اللي اخذه من مشاري ..!




--------------------------------------------------------------------------------


الفصل العشرون



~~ كـــافـــي قـــســـوة ~~



العجز الحقيقي هو انك تشوف عزيز عليك وماتقدر تعينه وتساعده ..
والعجز الحقيقي انك تحاول تداري همك عن مريض والا تخونك دمعتك لشوفته وهو ضعيف ..
وحدتها تكسر .. وضعفها يهد ..
جالسه بجنب ابوها بقلة حيلة ..
تمسد يدينه وتمسح حبات العرق اللي ينضخ بها جبينه ..
قالت لامها اللي تضغط ازرة جوالها بتوتر .. : ها يمه ردت ام عدنان ..؟ .
زفرت ام مشاري بقلق وعيونها على رفيق الدرب وحبيب القلب قالت : لاوالله ماردت شكلها نايمه ..
غمضت عيونها بمحاولة انها تخفف من توتر اعصابها الثايرة وكملت : حتى السواق يقول انه للحين في الطريق وقدامه زحمه ..
تنهدت وانهت الكلام ب " ياربي تساعدنا ".
عضت سارة على شفايفها بألم ودموعها متخذه طريقها على خدها ..
من اول ماشافت حال ابوها وعرفت انه مريض ومايقدر على الاعتماد على نفسه او حتى ادراك ماحوله بسهوله .. وهي عاجزه عن وقف الدموع ..
قالت وهي توقف وتمسح دموعها بقفا يدها : يمه تعالي عنده .. انا بطلع ادور على ليموزين في الشارع ماراح يوصلون حقين الشركه بسرعه .
استوقفها جوالها اللي رن في جيب بنطلونها ..
طلعته وفتحت الخط بسرعه وهي تشوف المتصل رقم مشاري من ماليزيا ..
قالت بصوت باكي ومتحسر على منجدها وسندها وهو بعيد : مشااااري ماجا السواق ولا سيارة الشركه وابوعدنان مو في بيته .. تكفى كلم احد من اصحابك .. ترى ماعاد فيني صبر .
تنفس مشاري بصعوبه وبعده عن ابوه في ظرف مثل هذا وقلة حيلته يزيدون من احساسه بالهزيمة والقهر ..
قال : سارة هدي نفسك فهد جايكم في الطريق بيوديه للمستشفى بنفسه ..
: خله يجيب معاه دكتور افضل ..
قاطعها مشاري : لا لا بيجي يوديه لمستشفى الـ ... لأنه قريب بعدين اذا حالته تحتاج تنويم وعناية اكثر ينقله لمستشفى كبير ...
سمعت صوت دقات الجرس ملحة ومتواصله قالت بسرعه واعصاب اهدى من قبل : شكله وصل .. خلاص مشاري انا راح اتصل عليك واطمنك .. مع السلامه .
قفلت بسرعه وشافت امها تسبقها وهي لابسه عبايتها وتتوجه للدرج ..

التفتت سارة على ابوها وعيونه مغمضة باهمال وتعب ..
رجعت بجنبه ومسدت يدينه ومسحت جبينه بمنديل رطبته بمويه .. وهي تهمس وتناديه تشوف هو صاحي ولافقد وعيه ..
اخترق صوت فهد هدوء البيت بـ : ياولد .. نبي طريق .. يااهل البيت .
دخل ورى ام مشاري اللي استقبلته ودلته طريق غرفة ابومشاري وسبقته عليها ..
لمح ساره وهي تنزوي خلف الباب المفتوح وغض الطرف وصد ..
تنحنح وتوجه لسرير ابوها بدون أي كلام ..
قالت ام مشاري وهي تدف الكرسي المتحرك حق سارة بعد الحادث وتقربه من فهد .. : خذ الكرسي يافهد ثقيل عليك ماتقدر تشيله ..
سمّى بالرحمن وهو يتلثم بشماغه ويربطه في عقاله قال بهدوء : مهوب ثقيل ان شاء الله مير الله يعافيه .

دخل يده من تحت كتفين ابو مشاري ورفعه بقوة
وبعد ثواني كان ابو مشاري ملقى بكل ثقل جسمه على فهد ويده تطوق عنق فهد حتى تثبته ورجوله ماتمس الأرض ..
طلع من الغرفه وام مشاري تسبقه للمصعد وتأشر له : تعال من هنا اسهل .. المصعد يافهد .
توجه معاها للمصعد وقفلت ام مشاري اللي دخلت معاه وعيونها ماتفارق زوجها و شدة التعب باينه عليه ..
انفتح المصعد وطلعوا منه

مريض على كتف فهد ..
وزوجة تراقب وتنتحب بصمت ..
وسارة بجنب الدرج ببنطلون اسود وقميص ابيص ورجولها حافية ..
وجهها باين عليه اثر البكا ومحتقن بحمرة الاحراج من المحرم الغريب في بيتهم ..
خوفها على ابوها نزلها ..
وخجلها منعها انها تقول له ابي اروح معه وماابي افارقه وابي اتطمن عليه ..
وقف فهد ثواني قصيرة مرتبكة ..
وكمل طريقه وحصر اهتمامه وتفكيره بالمريض اللي ثقل جسمه اثقل حركته وانهك قواه ..
سمعها تقول لامها بعصبيه : لازم نروح معاهم مااقدر اخلي ابوي واجلس .
ردت امها بصوت واطي : قصري صوتك حتى انا كمان مااقدر اجلس واخليه .
قال فهد وهو يطلع مع البوابه ويتوجه لسيارته اللي دخلها لسور الفيللا .. وام مشاري وراه : ماله داعي تروحون .. انا اتصل عليكم شوي واطمنكم عليه وان احتاج تنويم وديتكم العصر له ..
قالت ام مشاري والعبره تخنقها وهو يمدد ابومشاري في المقعد الخلفي لسيارته : نلحقكم مع السواق بس أي مستشفى بتوديه .
رد عليها وهو يسكر الباب ويتوجه لباب سيارته متخذ احقية الأمر والنهي بمجرد ماانتسب لهالعايلة : لا لاتلحقوني لين ادق عليكم واشوف وش الوضع ..
ماحبت ام مشاري تجادله في وضع مثل هذا ومع شخص لازال يعتبر غريب عنها واكتفت بهزة راسها راضخه مو مقتنعه ..
اعادت ادراجها للفيللا بعد ماعلقت قلبها في سيارة فهد مع ابومشاري ..
كانت واقفه على الباب وتبكي بهلع قالت امها : ارجعي مارضى يخلينا نروح .
: ليش مارضى مو بكيفه .. اصلاً السواق بيوصل الحين ونلحقهم ..
سحبتها امها للداخل وهي تقول : ادعي لابوك بدال البكى .. وصلي ركعتين اريح لك واحسن لابوك .
استجابت لامر امها مضطرة ودخلت وقلبها ولسانها يلهجون لربها بأنه يرد لها ابوها معافى ولايحرمها منه .




***


ساكته وحاسة بوحشة ..
اعتادت على رسايله واتصالاته اللي تجاهلتها ..
اكيد زعلان ..!
وشلون اراضيه ..!
طيب هو ليش مايقدِّر وضعي وظروفي وعاداتي وتقاليدي ..
يعني عشان هو عنده عادي يبيه يصير عندي عادي ..
تأملت جوالها الساكن الساكت من يوم العيد مادق الا مرتين وكان من فوزية وشادن ..
عضت على شفتها وعقلها مشغول بنايف .. ورفعت نظرها لحنان اللي صرخت بصوت عالي وهي تقول : الله اكبر عليهم الحين ننتظر عرس فهد لنا سنين آخرتها يخلونه مختصر ..
ردت عليها منال ببرود : وش تبينهم يسوون مايمديهم يسوون عرس كبير وهم مامعهم الا اسبوعين ..
قالت حنان بعصبيه : الحين وش ذنب فهد يصير عرسه مختصر .. عمي احمد وقلنا رجال مستعجل ووراه سفر وهذا موب عرسه الاول .. لكن فهد ..
قاطعها بندر اللي دخل عليهم وشماغه على كتفه وهو يقول : اصصص ابوي لايسمع كلامتس هذا ثم يذبحتس واتركي عنتس تلهفتس على العرس ..
طالع في منال قال : منال وش سالفتس .. من كم يوم وانتي موب عاجبتني .
دست منال جوالها تحت المخده بخفه
قالت بابتسامه حاولت تخفي وراها شعورها واللي تحس فيه : مافيني شي بس شايلة هم الترم هذا .. وشلون اقدر اذاكر وانا افكر بعرس فهد والاخت مبلشتني تبينا ننزل السوق علشانه .
لبس بندر شماغه وعقاله على مراية التسريحة قال : عادي بعد يومين انزلكم السوق واجلسوا عند ام نايف ومتى ماخلصتوا منه ارجعكم بدال المشاوير والروحة والجية .. واذا على ابوي مهب معارض .
فزت حنان من مكانها ووقفت عنده قالت : تكفى يابندر نبي نجلس في جده لين يقولون بكرة العرس ثم نرجع .. اقل شي خل جلودنا تجلى من شمس الديرة وسمومها .
قاطعتها منال : لا جده لا .. بعدين وش اللي تجلى جلودنا .. انتي لو تجلسين في قزازة لمدة سنه ماتغير لونتس بس انثبري وفكينا من مطامرتس على المراويح واصلاً انا ماابي الا اسواق الطايف .. اسواق جده ماتعجبني ..
ابتسمت حنان بخبث قالت : بندر تذكر في عرس عماد وش سوت .
ضحك بندر وقرب من منال وهو يقول : الحين جده ماتعجبتس .. نسيتي النجار والحجاز ولمسات يوم حفيت رجولنا فيها ..
امتقع وجهها بحمرة حيا وبلعت ريقها قالت : يووووه هذي صارت قديمه .. انا تعلمني شادن تقول ماعادت حلوة مثل اول .. انا ابي اسواق البندر اللي في الطايف ولا البرحه ...
قاطعتها حنان : يابنت الحلال .. لاتحرمينا من روحة جده اذا ماتبين بيت عمي خالد ناخذ لنا شقه ... ولا شقة فهد يقولون جاهزة .
رد بندر بحزم : موب على كيفتس انتي وياها .. السوق اللي تبيه امي تروحون له .. ثم شقة فهد لااحد يجيب سيرتها .. الرجال مستاجر مفروش مافيها الا غرفتين .. اذا اثث شقته الجديدة تروحون له على كيفكم .
سكت بندر عن الكلام وهو يسمع صوت ابوه يزهمه وطلع بسرعه ..
قالت حنان : منالوه .. زعلانه منه ولا مشتاقة له ..
اخذت منال المخدة وحذفتها بسرعه وهي تقول : انتي موب صاحية لتس ايام لكن علاجتس عندي ان ماعلمت فهد تشوفين .
ضحكت حنان وهي تتلقف المخده وتقول : اووووه فهيدان موب في حالتس تلقين سارة مسوية(ن) فيه سواة نايف فيتس .
ابتسمت منال وهي تقول : الله يرفع عنتس .. صدق ماينشره عليتس وماتستاهلين اني ارد عليتس . قومي طسي عني خليني اراجع ولاتزعجيني .
عقدت حنان حواجبها قالت : ياربي على ثقل دمتس انا مشغوله بهم عرس اخوي وعمي وانتي تذاكرين .. ياخوفي لاتاخذين الكتاب معتس ليلة العرس .
سكتت منال ووجهت نظرها لكتاب الكيمياء وعقلها بعيد عن المعادلات والرموز والمسائل ..



***


في المستشفى وبعد مرور ساعة فحص وكشف وتحليل دم لابو مشاري واسعافات اوليه من إبر ومحاليل ..
كان فهد واقف مع الدكتور ومصغي له باهتمام قال : يعني اكيد مو محتاج تنويم ولا نقل لمستشفى اكبر ...
عدل الدكتورالمصري نظارته السميكه ورد عليه بثقة : لا لا مش محتاج أي تنويم الا ازا انتو عاوزين تتطمنوا اكتر ..
زم فهد شفايفه قال : وش عنده بالضبط ..
: هبوط في السكر وادينا لو جلوكوز ومغزي وبئى دالوأتي كويس تئدر تدخل عندو وتشوفه حضرتك بنفسك ..
ضم فهد على جواله بجيبه
وده يطمنها ويطمن امها ..
تذكر وجهها الباكي وهي ملغية كل الحواجر ومتنازلة عن شرطها وواقفه قدامه همها ابوها ولاغيره ..
ابتسم بحنان وقبل مايطلع جواله آثر انه يدخل يتطمن على ابومشاري قبل مايكلمهم ..
دخل الغرفه وانتبه لابو مشاري وهو جالس ويطالع بساعته اول ماجات عيونه على فهد تهلل وجهه بالرضا قال بصوت باين عليه اثر التعب : هلا والله بالنسيب .. حيا الله زوج بنتي ..
ابتسم فهد واقترب منه سلم على راسه وتحمد له بالسلامه قال : روعتنا وروعت مشاري واهلك بس ستر ربي له الحمد والشكر .
قال ابو مشاري وعلى وجهه ابتسامه امتنان : الحمد لله الذي لاحمد على مكروهٍ سواه .. اول مرة تصير لي هالاعراض واصلا ماكنت ادري ان عندي سكر .
جلس فهد على كرسي بجنبه ورد عليه : السكر عند اغلب الناس وماأثر عليهم .. اهم شي اتبع حمية وقلل من الدسم .. هذا ابوي الله يطول بعمره عنده السكر من سنين والحمد لله صحته زينه .
: ماشاء الله تبارك الله الله يطول بعمره ويخليه لكم .. ماطمنت اهلي .

طلع فهد جواله وضغط على رقم بيت ابو مشاري وهو يقول : وانا جايكم قعدت نص ساعه وانا ادق محد رفعه ..
قطع كلامه وصوت ام مشاري يخترق سمعه بألو متلهفه وقلقانه ..
قال فهد : السلام عليكم ..
بذات اللهفة ردت عليه : عليكم السلام ... فهد ..؟
ابتسم فهد قال بهدوء بمحاولة منه تهدئة اعصابها الشبه ثايرة : ايييييه فههههد وابشرتس عمي مابه الا العافيه ..
سكتت مو مصدقه .. او مو مستوعبه .. اوان الفرحة الجمتها ..
تكلم فهد : اذا ودكم تكلمونه هذا هو بجنبي واذا ودكم تنتظرونه تراني برجعه بعد نص ساعه .
همست بفرح وهمهمات باكية باينه على صوتها : صادق ولا تمزح معاي .
: الا والله صادق .. هذا هو خذي كلميه .
مد الجوال على ابو مشاري اللي ضحك وهو يسمعها ويقول : يابنت الحلال طلع عندي نوبة هبوط في السكر .. والحمد لله عطوني سكر رفع مستواه لي وهذاني بخير .. ومن بكرة بوديك للمستشفى تتعلمين وشلون تعطيني الابر ولا تبيني اجيب ممرضة ..
ضحك ابو مشاري من رد زوجته اللي اختلط بكاها بضحكها ودعواتها من دون ماتعلق على كلامه ..!
وقف فهد طلع من عنده حتى يدفع الفاتورة ويرجع ابو مشاري لبيته ..



***

بعد ماعرفوا بتعب جارهم .. انهوا عمرتهم وتوجهوا لجده بأقصى سرعه ..
ام مشاري جلست مع صديقتها وجارتها وشادن مع سارة المنهارة ..
ونايف توجه للمستشفى بعد ماكلم فهد ..
ابومشاري الأب الحقيقي لهم بعد وفاة ابوهم
وقف معاهم وقفة الصديق الوفي لابوهم ..
عطاهم ومنحهم وحاول جاهد انه يحميهم .
قالت سارة بانفعال : ولد عمك هذا شايف نفسه الآمر الناهي .. حتى لمن قالت له امي بنجي مع السواق قال لا . فاكر نفسه مين بالله ..
ابتسمت شادن قالت : بنت تراه زوجك مايجوز تقولين عنه كذا .. بعدين معاه حق اجل تبغينه يشيلكم ومعاه شخص مريض ومايدري اش بيصير له .
سحبت سارة منديل و مسحت به دموعها وهي تقول : رفع ضغطي بس اشوا انه اتصل وطمنا على ابوي .. تصدقين شادن ماادري حاسة انه غريب عليّ صوته يفجع ..
عدلت جلستها وكملت : تخيلي تخيلي .. شال ابوي لوحده .. والله اني مو مصدقه الين شفت رجول ابوي ماتلمس الارض .
خبطتها شادن على كتفها بخفه قالت لها : قولي ماشاء الله تبارك الله .. زفرت شادن وتابعت : الحمد لله اني ماشفت عمي ابومشاري وهذا حاله ماادري اش كان صار لي .
حست سارة ان همها انقسم نصين ..
نص بقلبها ونص شالته شادن عنها ..
قالت : الحمد لله انو طلع سكر ومو جلطه او قلب او مرض خطير ..
وقفت شادن وعدلت عبايتها وهي تقول : الحمد لله على سلامته .. خلاااص انا تطمنت على عمي وبرجع للبيت من زمان مااعتمرت واحس رجولي متكسرة .. حتى امي ياقلبي عليها تعبت من الطواف والسعي ولمن عرفت عن عمي تهيج عليها القولون ..
وقفت سارة معاها وهي تمسك طرف عبايتها وتقول : طيب خلي خالتي ترجع للبيت ترتاح وانتي اجلسي معاي .. اقل شي لين ابوي يرجع .
ردت عليها شادن وهي تقفل ازرار عبايتها تحت فكها ومع الجنب وتقول : بنجيكم بإذن الله الليلة او بكرة .. الحين انا هلكانه .
طلعت لامها الجالسه مع ام مشاري ووجهها متهلل بسلامة الغالي ..
وقفت ام نايف اول ماشافت شادن قالت : يالله الحمد لله على سلامة ابوكم احنا بنمشي ونجيكم الليلة ولا بكرة ..
قدرت ام مشاري تعبها ووصلتهم هي وسارة للباب وسوالفهم ماانقطعت الا لمن خرجوا ..



***

السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 8:52 am


بعد صلاة المغرب ..
كان جالس في وسط المجلس وعيون كل اقارب ابومشاري متجهه ناحيته
يراقبون حركته ويدققون في كلامه وردة فعله وترديده لكلام المأذون اللي حضر من بدري ..
همس مشاري لابوه : قلت له على شروط سارة ..؟
قال ابو مشاري : بقول له الحين .
تنحنح ابومشاري قال : فهد ياولدي .. انت تعرف الظروف اللي مرت بها بنتي ..
طالعه فهد باهتمام قال بذكاء وفطنه : عندها شروط ..؟
: والله ياولدي البنت الحت عليّ الا اقول لكم شروطها ..
قاطعه فهد : حقها ياابومشاري قول ولاتردد .
تكلم ابو مشاري بينه وبين فهد وصوته وصل لعماد الشاهد الأول وفواز الشاهد الثاني .. : البنت رافضه النظره .. نزل راسه للأرض ثواني ورفعه قال بعدم رضا : وتقول انها ماتبي مكالمات قبل الزواج .
عقد فهد حواجبه قال : من قال اصلاً اني ابي نظرة ولا ابي اكلمها هذا مهوب من سلومنا ولاعاداتنا .. وسع صدرك ياابو مشاري وعطنا باقي شروطها .
زم ابومشاري شفايفه قال بحرج : شرطها ان الزواج يكون مختصر .. تعرف زميلاتها اللي ماتوا في الحادث ...
قاطعه فهد للمرة الثانية وقلبه يقول " ان هذا رايه وقراره قبل لايكون رايها وشرطها " : ولو انه مهب من حقها تطلب ان الزواج يكون مختصر لكن ابشر ياابو مشاري لها اللي تبيه ..
قطب ناصر حواجبه بعدم رضا ..
وطالعهم فواز بقهر وقلة حيلة بعد موافقة فهد ..
فهد اكبر عيال ناصر من حقه يسوي له عرس يعزم عليه كل من يحب ويود ..
من حقه تفرح به امه وخواته واهله ..
اما عماد فعدل جلسته وهو الأدرى ان الشرط هذا يرضي فهد لأنه مقرره من قبل عشان سعود وذكرى سعود اللي نبشتها امس زيارته لقبره ..
قال بصوت رزين وواثق وكأنه معتاد على ادارة الأمور حتى اللي ماتخصه : اسمح لي يافهد انا بتدخل هالمرة .
ومن نظرة من فهد فهم عماد انه موافقه على كل اللي راح يقوله ..
أكمل عماد وهو يربت على فخذ فهد : مادام مافي العرس تكلفه والبنت تبيه مختصر اجل نبي نقدم العرس بنخليه مع عرس عمه احمد بعد اسبوعين ان شاء الله .. ماله داعي التاخير .
تهلل وجه ناصر لراي عماد وانشرح صدر فواز وبانت آثاره على ملامحه .. وفهد متردد وفي حيره ..
سكت ابومشاري ثواني يحاول يحسبها صح ..
ثم قال بتفهم : طالما انكم وافقتوا على شروطنا مالكم الا من يرضيكم .. بعد اسبوعين الزواج وعسى الله يتمم على خير .
التفت ناصر لفهد الجامد بمكانه قال بفرحه : مبروك يافهد .. وعلى بركة الله ..
تقدم مشاري بقهر وكتم غيظه وابتسم له قال : مبروك يافهد عسى الله يتمم على خير .
باركوا له الجميع وتمنوا له السعادة والتوفيق وهو يرد : الله يبارك فيكم ويجزاكم خير ..!


...

وفي مكان ثاني من البيت ..
جالسه مع شادن اللي تحاول على قد ماتقدر انها تظهر بصورة طبيعيه قدام ساره .. والثانيه منشغله بسالفة موعد زواجها اللي حاولت تعارضه وسكتوها ابوها ومشاري بحكم انها قالت شروطها وقبلوها الناس وعليها تقبل شروطهم .
كل شي غريب ..
موافقتها وشروطها وهالموعد اللي ماكان على بالها ..
وطقوس الملكه الغريبه مااعتادتها في مجتمعها وقرايبها ..
ليلتها هذي مختلفة كليةً عن ملكتها على خالد ..
هذي هادية وفيها خوف من القادم وترقب وحيطة وحذر بكل خطوة وكلمة من قبلها هي ..
والاولى صاخبه وفيها فرح وتفاؤل وحب واحساس بالسعاده ايضاً من قبلها هي ..
فركت سارة يدينها قالت بقلق : مستحيل اوافق ان الزواج يكون بعد اسبوعين .. اش هذا انا موقادرة استوعب ان هالآدمي بيصير زوجي .. اقل شي يبغى لي سته شهور عشان اقدر استوعب . .. مو بعد اسبوعين اصير انا وياه في بيت واحد ..
ردت شادن وهي تحرك السكر في قاع بيالة الشاهي : اش اللي تستوعبين وماتستوعبين .. احمدي ربك انه يسر لك وكتب لك فهد .
ردت سارة بخوف : ياربي حتى شكله ماادري كيف ولاحتى اتخيله .
طالعتها شادن وابتسمت قالت : هذي سهله انا اوصفه لك .. طويل وعنده عضلات وملامحه مااتذكرها زين بس كأني لمحت وجهه عريض وعيونه واسعه وشعره طويل .
صبت سارة في بيالتها شاهي ونست تحط السكر وهي مرتبكه وموحاسة بتصرفاتها قالت : ليه انتي ماقد شفتيه ..؟
: وين اشوفه ..؟ مرة وحده لمحته وهو ينادي السواق وانا راجعه معاه من المدرسه .. وماطالعت فيه صديت عنه وهو اصلاً اعطاني ظهره وقعد يكلم السواق ...
تأففت سارة وهي منشغله بموعد الزواج قالت : تخيلي مشاري موافق ومبسوط قال ايه اللي قاهره انه راح يقطع شهر عسله بسببي . رشفت من بيالتها وكشرت بوجهها قالت : يوووه مافيه سكر ..
ضحكت شادن من اسلوب سارة وهي زعلانه قالت : من يصدق انك انتي ومشاري تتزوجون بنفس الشهر ... بس من جد ياسارة فهد مافيه منه وعماد يضمنه لك ...
هزت ساره راسها قالت : ادري عنه وعن مواصفاته اللي ماتنتهي .. كملت بصوت يقلد ابوها : رجال وكريم وراعي نخوه وشهم وشجاع وكل صفات الدنيا فيه بنظر ابوي ومشاري ..
رجعت تتكلم بصوتها الطبيعي : ياشيخه هم مايطلعون على حقيقتهم الا بعد مانقرب منهم ونعرفهم بس الله يستر.
ردت شادن بحمية ودفاع : لاحبيبتي هذا ولد عمي وعماد يعرفه زين ونايف اخوي يعرفه وانا اعرف اهله وبيئته وفهد واضح لكل الناس والردي ياسارة الا مايطلع عنه كلام .
هزت سارة راسها وهي تقول :ليه ماطلع الكلام عن خالد الا بعد ماملكنا .. انا اصلاً ماعاد عندي ثقه في احد .. تدرين ياشادن اني قاعده اهيء نفسي لأي صدمة قادمه .
تمددت شادن على الكنبه اللي بجنب سرير سارة وهي تقول : هيئي نفسك لكل شي متوقع بس لاتظنين السيء في فهد ولاتخلين الشيطان يوسوس لك في زوجك ويدخل الشكوك لقلبك .
قبل ماترد سارة دوى جوالها بنغمة تعلن وصول رساله ..
التقطته على طول وفتحت الرساله وكانت وسائط ..
قالت : اكيد هذي ريهام بتبارك لي ... يؤ غريبه وسائط من مشاري ..!!!
امتقع وجهها احمر وهي تطالع في المقطع وتشوف ابوها والمأذون والرجال في المجلس ..
فزت شادن على صوت المقطع وجلست بجنبها وهي تشوفهم ..
وحده سرحت بالشخص اللي يهمها ..
ملامحه المألوفه لها وحركته وثباته ونظراته المتزنه وكأنه لوحده يملا المكان بنظرها ..
والثانية سرت في جسدها رعشة وهي تطالع في الجالسين وموعارفة أيهم اللي صار الليلة زوجها ..
قالت شادن ببرود تملك منها حد النخاع : شوفي هذا فهد اللي بجنب المأذون .. ماشاء الله عليه رجوله ووسامه وموناقصه شي .
سرحت سارة فيه تتأمل شكله ..
ملامحه مختلفه تماماً عن اي صورة توقعتها له ..
مايشبه مشاري اخوها ..
ولايشبه خالد اللي عمرها مااعجبتها ملامحه رغم حبها اللي كان له ..!!!
عيونه واسعه ونظرته حرة وجريئة ..
اكتافه عريضة وشامخ في جلسته رغم حركته المستمرة ..
قالت سارة بارتباك : ماتخيلته كذا ..!!
ابتسمت شادن ببرود وبصوت باهت قالت : الله يستر عليه .. تكفين ياسارة حاولي تحبينه وتتمسكين فيه وتسعدينه تراه من بعد وفاة صاحبه يقولون مر بحزن ماتشيله الجبال .. ساعديه على النسيان واسعديه ..
سكتت ثواني وساره مستغربه الكلام عنه وكأن قلبها رق في لحظة ضعف امام الفقد والحزن اللي جربته ..
كملت شادن وصورة عماد تعيد لها مرارة وضعها وحياتها الآن .. : سارة ماعليه انا برجع للبيت احسني تعبانه .
عقدت سارة حواجبها قالت : لا تكفين لاتروحين الا بعد العشا .. بعدين يادبه استناك من سنه ولمن اشوفك تقعدين ساعه وتمشين .
اخذت شادن عبايتها وهي تقول بتعب وملل : حرام عليك من قبل المغرب وانا عندك .. وان شاء الله الايام جاية بتطفشين مني ..
وقفت سارة معاها قالت : لولا ان التعب واضح عليك كان ماخليتك تروحين وتراني متأكدة ان فيك شي وتدارين عني .. بس بخلي التحقيق وقت ثاني لمن ترتاحين .
ماردت عليها شادن والتهت بجوالها تدور على رقم نايف ..
قالت سارة : تبغين اكلم السواق يوصلك ...؟
دقت شادن على رقم نايف وحطت الجوال على اذنها وهي تقول : لا بخلي نايف يوصلني ... هلا نايف ..
رد نايف بصوت واطي : هلا .
: ماعليه توصلني البيت بروح ارتاح ..
: ليه اش فيك ..؟
: تعبانه شويه ..
: اوكي اطلعي لي برا انتظرك .. امي بتروح معاك ..؟
: لا امي بتجلس مع خالتي ام مشاري وتجي بعد العشا اكيد بس انا بس اللي برجع .
اخذت شنطتها وطلعت بصحبة سارة اللي تمشي بعرج خفيف وتوجهت لامها تبلغها برجعتها للبيت ..!



***

حياتها لاتطاق في بيت اهلها ..
اخوها مو معطيها فرصه تدخل النت وتاخذ حريتها مثل ماكانت في بيتها ..
واتصالاتها تحسبها بالدقايق بعد ماكانت تكلم بالساعات واحمد متكفل بالفاتورة وعذرها انها في غربه وتحن لاهلها ولازم تكلمهم ..
احمد مطنشها وهي اللي اعتادت على وجوده في حياتها وان كان وجوده مثل عدمه الا انها حست بفراغ الآن من بعده ..!
دقت عليه من رقمها الجديد اللي طلعه لها اخوها بعد ماالغى احمد رقمها الاول لأنه كان باسمه .. وما رد عليها ..!
زفرت ليلى بقهر ..
هذا وش فيه لايرد ولايكلم ولا كأني زوجته ..
ان شاء الله يبينا نسافر وانا مانزلت السوق ..
دقت عليه مرة ثانية وثالثه اخيراً صار يعطيها مشغول ..
وقفت وراحت لاخوها اللي كان جالس في غرفته على الكمبيوتر دقت الباب ودخلت قالت بعصبيه : محمد شوف لي العله هذا ليه مايكلمني ولايرد عليّ .
صغر اخوها المحادثة والتفت عليها بعصبيه قال : ارجعي ماني فاضي لتس الحين .
عقدت حواجبها قالت : اقول لك ماكلمني من يوم جيتكم ولارد عليّ تقول ماني فاضي .
نزل الهدفون من فوق راسه قال : برا .. برا لوسمحتي واذا بينتس وبين رجلتس شي تفاهموا بعيد عني ماني رايق لتس انتي ومشاكلتس ولسانتس اللي اذيتي به خلق ربي .
رجعت بقهر وهي تهدد وتتوعد ..
راحت لامها قالت : يمه كلميه انتي يمكن يرد عليتس خليه يرسل علي فلوس بنزل السوق .
قالت امها بأسف على حال بنتها : هذا اللي همتس الفلوس والسوق ..؟ الرجال شكله زعلان منتس وانتي تقولين ابي فلوس وسوق بدال ماتقولين ابي رضاه .
ماردت على امها وانشغلت بالبحث عن رقم فوزية في قائمة ارقامها .. هي اللي بتوصل لها وش سالفة احمد حتى وان كانت ماعاد تهضمها بس لابد تتحمل ..
دقت رقمها ثلاث مرات وماردت فوزية .. المرة الرابعه انفتح الخط وبدون صوت ..
تكلمت ليلى بقرف من طبع فوزية وتشددها في بعض التوافه مثل تجاهلها للأرقام الغريبه ..
قالت : الو ..
ردت فوزية لمن عرفت ان المتصل حرمة : هلا .
: وش اخبارك يافوزية ..؟
: هلا هلا ليلى بخير الحمد لله ... اخبارك انتي ..؟
: اخباري ..؟ ماتقولين لي وش فيه اخوك مايكلم ولايرد ولا يعبرني ..؟
: والله ا سألي نفسك واعرفي وش سويتي معه واكيد بتدرين عن سبب زعله .
: ها ..؟ وش سويت قولي لي .. ولا احد منافق بيني وبينه ..!
غيرت ليلى لهجتها لرجاء وخوف : فوزية انتي قلتي له عن سالفة الجوال ..؟
: لاياقلبي ماقلت له .. اللي عرفه احمد بلاويك الثانيه غير الجوال ووسخه .. معليش ياليلى انا مشغوله الحين وعندي ضيوف .
ردت ليلى بتشتت وبدون تركيز قالت : مع السلامه ..
خايفه يكون عرف عن الصور اللي عندها ..!
لا لا مستحيل يعرف ..!
شهقت وهي تتذكر شادن يوم مدت عليها الصورة اللي طاحت منها ..
صورة سعيد اللي دمجت صورتها معاها وطبعتها من جهازها ..
عضت على شفتها وخبطت بالجوال في يد راحة يدها بقلق وهي تصر عيونها ..
انا غبيه ليه ماقلت لها انه اخوي ..
عقدت حواجبها وكملت لوم " المشكله سعيد كان لابس عماني وشلون بتصدق انه اخوي ..
الله ياخذك يوم تخليت عني وضيعت حياتي مع احمد بسببك ..
زفرت وقالت بصوت عالي : حبه العمى لويحبني صدق يمديه ماتزوج وسحب عليّ .
وقفت على المرايه في غرفتها قالت محاكية صورتها : مالت عليّ انا ووجهي هذا اللي استفدته من النت لاحبيب بقى لي ولازوج صبر علي ولاعيال ونسوني واشغلوني بهالفراغ اللي يقتل ..
تذكرت اول معرفتها بالنت وعالمه ..
ايام كانت تشكي الطفش والملل في الغربه واحمد يغيب اكثر من نص النهار واذا رجع يرجع منهك وتعبان ومن كثر شكاويها من الطفش والملل اشترى لها لاب توب وعرفها على الانترنت والمنتديات ..
تدكرت يوم دخلت شات وهي ماتفقه فيه الا كتابة اسمها ..
واول من تلقفها سعيد اللي من عرف انها ساكنه في عمان وهو مهتم فيها وكأنها ملكة الشات الين تطورت علاقتهم لحب ووصلت للمسنجر ثم التلفون ثم المواعيد في كوفي شوب ومطاعم ..
بس في النهاية طلع سعيد خاين بنظرها وأناني مافكر الا بنفسه ..
رجعت لغرفة اخوها ودقت عليه الباب بعصبيه وكأنها تبحث عن مخرج من الواقع لعالم خيالي آخر عاشت فيها سنين طويله اكثر من واقعها وكان يبعث لها سعادة وهمية ومؤقته ..
: محمد قوم ابي النت ..!
: انا مشغول .. تعالي بعد ساعتين .
: اقول لك ابيه الحين .. انت ماتفهم ..
وقف اخوها بملل قال : اطلعي برا .. موب تهاوشين مع احمد وتعودين عليّ .. مسكها من يدها وطلعها وسكر الباب . ورجع لجهازه ..!





--------------------------------------------------------------------------------

رجع احمد من المزرعه والبندق ( البندقية ) على كتفه .. وفي يده طيور صغيره صادها لشهد وكهواية حب يمارسها ..!
اول ماشافته شهد جات تجري عنده واخذت الطيور قالت : خالي صدق انت بتتزوج وحده ثانية غير ليلى العله ..
وقف احمد وطالعها قال : انتي ماتحبين ليلى ..؟
: لاااااا وعععععععع منها اصلاً هي ماتستحي ..
عقد حواجبه قال : وشلون ماتستحي ..؟
: جوالها هذاك اللي كسرتي امي في حاجات وسخه .
عض على شفته قال : وش الحاجات علميني ..
زمت شفايفها حتى ماتضحك وفتحت عيونها قالت : لأ عيييب .. امي قالت عيب .
هز راسه قال : ودري الطيور للشغاله تنظفها وتشويها ..!
شافته فوزية بوجه كئيب وحزين ومتضايق ونسبت ضيقه لامها اللي اصدرت قرار بانه معرس معرس والله لايعوق بشر ولاَّ زعلها اللي مايقدر عليه ..
رفع البندق فوق مكتبة التلفزيون الكبيرة واللي تتوسط الصاله ورجع للمغسلة ..
وقفت فوزية عنده وهو يغسل .. قالت بضحكه : ياعريس ترى عماد كلمني يقول انه بكرة جاي .. ويقول لك تروح تسوي الفحص لأن ابوه كلمه يقول بكرة بيودي البنت تسويه ..
غسل احمد وجهه بقوة وهو يقول : ولد اختس هذا مهب صاحي .. يبي يمشي العالم على كيفه .. وامي ماصدقت خبر ..
قالت فوزية وهي تضحك اكثر : حسبي الله على ابليس فهيدان الظالم يقول نبي نلحق ونجوز جدتي ولا تراها ماخلت احد من اهل الديرة ماجوزته .
ماتغير من ملامحه شي وقال بصرامه : الحين انا شاكي لهم يوم يقولون نبيك ترتاح ...
قاطعته فوزية : لاوالله ..؟ تضحك عليّ انت .. يعني حنا مانعرفك متى تصير مرتاح ومتى تصير متضايق .. كملت بلهجة تحذيريه وحاده : احمد اصحى لنفسك وحياتك ولاتخلي ليلى تضيعك اكثر .. على فكرة تراها دقت عليّ اليوم وماعطيتها وجه ..
مسح احمد وجهه ويدينه بمناديل قال : وانتي ليش تردين عليها من الاساس .
: ماعرفت رقمها الجديد .. بس تكفى يااحمد انا اعرف مها اخت عماد والبنات منال وحنان يعرفونها .. حتى حنان يوم درت طارت من الفرح قالت هذي هي اللي تناسب عمي .
: كل الحريم صنفهن واحد ..
ردت فوزية باندفاع : كل الحريم مثل بعض يااحمد ..؟ اجل مها المصليه الصوامه مثل ليلى اللي ماتركعها ..؟
التفت عليها بذهول اكثر منه استغراب قال : وش دراتس انها ماتصلي ..؟
ردت فوزية بندم وهي تقول : استغفر الله العظيم .. ياخي كل ماقلنا لها صلي قالت صليت ولا شوي اصلي ومن يوم جتنا لين راحت ماشفناها تصلي .
رجع بذاكرته ..
صحيح ماقد شافها تصلي ..
اصلاً ماعرف لها سجاده ولاشرشف صلاة مثل سجادة امه وشرشف صلاتها ..!
ولا قد سمعها تقول بروح اصلي مثل ماتقوله شادن عند كل فرض .. نفض راسه ورجع يطالع في فوزية بإمعان قال : وش بعد ..؟
ردت فوزية بسخريه ممزوجه بخيبة : وش بعد ..؟ ماخفي كان اعظم على قولة شادن .. بس الله يحب الستر .
صك على اسنانه قال بحده وقلة صبر : فوزية وش بعد من بلاوي ليلى .
تنهدت فوزية وهي تشوف اخوها يحترق بسوء فعايلها قالت : ماادري هذا اللي عرفته عنها بس شادن قالت لي ان هذي اهون من الباقي وعيّت وحلفت انها لتستر عليها ولاتعلم عنها .
: وش سالفة الجوال اللي تقوله شهد ..
عقد فوزية حواجبها قالت : تكفى احمد طلبتك فكني من الموضوع هذا بالذات تراني مريضه منه للحين ..
هز راسه بعد مافهم السالفه و عدى من عندها .. راح لامه اللي تسمع لسورة البقرة بإصغاء وتحاول تردد بعض آياتها لعل وعسى انها تحفظ منها شيء وتتقن كلماتها ولو كان بمشقه ..
اخذ جواله بدون كلام واعطاهم ظهره خارج من البيت وبراكين الغضب في جوفه ثايره ..



***


ليلة زواج مشاري ..!
رغم الفرح والزغاريد الا انها تحس هالة من الحزن والكآبة تحيط بها ومو قادرة على التجرد منها ..!
وفي القاعه الكبيرة الفخمة بإضائتها الخافته وألوانها الغريبة ..!
واقفه بفستانها النمري القصير وجزمتها الطويلة اللي تغطي سيقانها بأناقتها البسيطه ومكياجها الهادي واكسسواراتها الناعمه وشعرها المنسدل بحريه على اكتافها ..
وبجنبها سارة بفستانها الأحمر الحرير .. واللي يطوقه من عند اكتافها وحلقها خيوط ذهبيه .. وشعرها مرفوع بحركة ناعمه وبعض الخصل نازلة بلونها الذهبي الممزوج بالثلجي ..
طالعت شادن في سارة وهي مقطبه وباين انها تتألم لأنها نست نفسها وطولت الوقفه على رجلها قالت لها باهتمام : سارة روحي اجلسي مايصير توقفين على رجلك كذا ترى ..
مشت سارة بتعب لحد ماوصلت طاولة عليها قهوة وشاهي وانواع مشكله من حلا القهوة ومعجنات منوعه ..
وجلست عليها وهي مقطبه وجهها من التعب قالت لشادن اللي قابلت لها : ياااااربي خلاااص مافيني اوقف .. تعبت اليوم بما فيه الكفاية .. احسني يبغى لي شهر راحه .
ابتسمت شادن وهزت راسها وهي تصب لها فنجال قهوة وتمده عليها قالت : اللي يسمعك يقول للحين مو مصدقه ان زواجها بعد اسبوعين ووراها شغل وكرف في السوق .
تنفست سارة بضيق قالت : بالله تسكتين لاتذكريني .
رشفت سارة من فنجال قهوتها على قطعة الشكولاته اللي اكلتها وطالعت في شادن اللي سرحت لعالم بعيد ونظرة الحزن واضحه في عيونها قالت سارة بصوت رقيق ودافي : شادن ..!
ردت الثانية بـ : هلا ..
: وش الوضع ..؟ ليه هالحزن والكآبة ..؟ من عماد ..؟
ماتدري منه ولا عليه ولا منها هي ومن تخليها عنه حتى وان طلب هو وفرض ..
صدت شادن عنها وطالعت على يمينها وهي تقول : شوفي بنت عمك الغبية كيف لابسه ...؟
حست سارة ان شادن تفوت الموضوع وتغيره بعلانية ..
قالت وهي تلتفت لمنى بنت عمها بفستانها القصير وقصة شعرها الغريبه اللي تشبه قصة الولد : هذي منى السخيفه ماتشوفين الكل يتحاشاها .
ردت شادن بقلة اهتمام : الله يهديها .
انتقلت نظراتهم بين الحضور ..
وحده تتأمل والثانية تنشغل عن التفكير لين بدت الطقاقه تطق وصدح صوتها وآلات الدف في القاعه ..
الاضاءة خافته على الحاضرين ومركزة بألوانها المختلفه على المساحه الواسعه المخصصه للرقص ..
والطقاقه تغني بـ من يقول اني لغيرك .. انا لك ماني لغيرك ..
انا متعلق مصيري ... ياحبيبي في مصيرك ..
مسكت دموعها واعصابها وهم الفراق اللي تتخيل عماد يقرر انه يكون ابدي في أي لحظة يعصف بقلبها ..
وشلون يفهم اني له مو لغيره وان مصيري متعلق في مصيره ..
عدى الوقت وبدا تصوير العريس مع عروسه اللي رفضت انها تنزف قدام الحريم ..
بعد زفة العرسان خارج القاعه وبعد العشا مابقى الا اهل العريس وام نايف وشادن كونهم اهل وجيران ..
دق جوال شادن وشافت عماد المتصل ...
خفق قلبها بقوة وردت بغصة : هلا عماد .
: هلا بك ياشادن .. اطلعي انتي وعمتي انا انتظركم برا .
: ليه نايف وين ..؟
: نايف راح مع الشباب اللي يزفون مشاري للفندق .
: اوكي خلاص ثواني وطالعين .
قفلت منه ولبست عبايتها بعد ماقالت لامها ان عماد ينتظرهم وطلعوا له ..
طول الطريق يسولف مع عمته وهي ساكته ..
كان صوته وكلامه وشكله يشرخ قلبها وينزفه ..
التفت عليها وهي جالسه بجنبه بعد ماحلفت امها انها ماتركب قدام مد يده وشبك اصابعه في اصابعها وضغط عليها بدون كلام ..
غمضت عيونها واخذت نفس عميق حسته وصل لقاع بطنها وحرارة يده تتسلل لباقي جسدها ..!
وصلوا للبيت ونزلت ام نايف بسرعه وهي تشكره وتترجاه ينزل ينام عندهم بدال مشوار شقته البعيد ..
رفض سالفة النوم لكنه قال في الأخير : اذا شادن بتزين لي براد شاهي نزلت تقهويت ومشيت .
قالت بدون تردد : انزل تقهوى وبحضر لك شي تاكله اكيد ماتعشيت .
همس لها : اجل بتعشى انا وياك .
سكتت وهي تشوف امها تدخل البيت قبلهم ..
وفتحت الباب وهي تقول : انزل الله يحييك .
طفى محرك السيارة ودخل وراها وتوجه لقسم الرجال ..
ثواني وكان باب المجلس مفتوح له وشادن و راه بعبايتها وطرحتها ..
التقت عيونه بعيونها المكحله بكثافه ومنثور عليها شادو بلونين عسلي وبني واضاءة من تحت حواجبها معطيتها رونق وجاذبية ..
عيونها دايماً هي نقطة ضعفهسواء كحلتها ولا تركتها بدون كحل ...
صد عنها بمحاولة للهروب وراح بسرعه وفتح التكييف ..
قالت قبل ماتطلع : ارتاح بجيب لك العشا والشاهي ..
قال : تعالي لاتصدقين سالفة الشاهي والعشا .. انا دخلت ابي اجلس معك شوي ..
حست بأطرافها تفتر وهي تتخيل انه ناوي يبت في موضوعهم وينهيه ..
هزت راسها بلا .. قالت بصوت مخنوق : اذا بتقول شي عن المواضيع اللي مااحبها الله يخليك مو وقتها .
ابتسم رغم ان كلامها سكاكين تخترق قلبه قال : انتي تعالي اجلسي ووريني فستانك اللي حضرتي به .. بعدين ليه ماذكرتيني انزلك اليوم للسوق ولا اجيب لك فستان على ذوقي .. ولاذوقي مايعجبك ..؟
عماد تكفى لاتذبحني ..
انا موحمل اوجاع وجروح ..!
لاتخليني اعيش حلم ثم تصدمني بواقع ..
وقف وهو يشوفها عاقده حواجبها وتطالع فيه وكأنها شارده ..
قال : انا ابي اعرف بس وشو له كل هالزعل ..
سحب طرحتها من فوق راسها وسحب العبايه وهي تحاول تشدها وتبتسم ..
اناقتها وجمالها وهدوءها وبساطتها كلها تسحره ..
ليه دخل من الاساس وهو يدري انها راح تغريه ..
مشتاق ..؟ ولا مشتهي بس يشوفها وهي راجعة بكامل زينتها ..!
حطت يدينها على صدرها واكتافها العاريه وهي تقول بعتب : عماد هات العباية ..
لف العباية على الطرحه ورماها في آخر المجلس قال : ياحظك ياعماد وكل هالزين لك ..
اكتسى وجهها بحمرة خجل وقهر من تصرفه اللي خافت من انعكاسه عليهم ..
مسك يدها وضم عليها وهو يقول : شادن انتي متشائمة .. ماعندك امل ..؟
رفعت راسها وامتلت عيونها دموع قالت : الا عندي امل واملي بالله كبير .. اصلاً احنا نقدر نعيش حياتنا عادي بعد التطعيمات .. اختنقت اكثر وهزت راسها دلالة الخوف والرفض ودموعها تنزل على خدودها : انا خايفه منك ياعماد ... خايفه تتهور وتجني عليّ .
ماعنده تعابير .. ولا رد الا ضمها على صدره ..
تمتم بكلام من بين تنهيداته : احد يقدر يجني على روحه ولا يضرها .. شادن انتي الروح اللي اعيش بها .. انا اعيش عشانك انتي ليش ماتفهمين .
رفعها من فوق صدره ولثمها بجنون على وجهها متحاشي شفايفها حتى مايؤذيها بنقل الفايروس ..
: انتي ماتدرين اني اشتاق لك وانتي معي ..
قاله وانتبه لها تنتفض وتبكي ..
رجع ضمها على صدره دقايق طويله صامته ..
اخيراً قال : عارف اني مخطي ياشادن بس اشوا انا مو في بيتنا ..
ضمها اكثر وكمل : تدرين يوم ناديتك في غرفتي تقرين علي ليه ..؟
ماردت عليه واستطرد : كله عشان اذكر نفسي اني مريض ومايجوز اقرب منك .. هنا بعد اذا قربت اذكر نفسي اني عند ناس ويمكن امك و لانايف يدخلون علينا ..
همست : عماد انا حلالك .. وراضيه باللي ربي يكتبه و...
قاطعها بانفعال وهو يبعدها عن صدره : لاتخليني اندم ياشادن اني قلت لك اللي في خاطري .. الله لايقول اني اقرب منك وهذي حالتي .. شد على ذقنها بسببابته وإبهامه قال : تحسبين صحتك مو غاليه عندي ..
عقدت حواجبها بقهر على حاله قالت بعيون غرقانه بدموعها : عماد ابغى منك طلب .
اشر على عيونه قال بصوت محب وحنون : لو تبينهم .
ابتسمت من بين الدمع : تسلم لي هي وصاحبها .. الله يخليك عماد لاتجيب طاري المرض .. حتى انت انساه لاتفكر فيه .
ابتسم بخيبه ورفع يدها وباسها وضرب عليها بخفه .. قال : الله كريم ياشادن ..
اهمل يدها وتحسس جيوبه قال : انا لازم امشي .. وانتي انتبهي لنفسك ولااسمع ا نك زعلانه ولا تعبانه ثم ازعل منك ... على فكره .
قالت بابتسامة رضى : شو ..؟
: احمد وافق على العرس .. بنسوي عرسه مع عرس فهد يعني شي مختصر وكل واحد ياخذ حرمته ويفكونا من قلقهم .
: الله يوفقهم ..
: اللهم آمين ويوفقني انا وحرمتي .. قولي آمين .
ردت بخجل : آمين .
: يالله تبين شي تامرين على شي ... ناقصك فلوس .
: لا ماابغى الا سلامتك وتجينا باستمرار .
هز راسه وهو ينزل عقاله ويعيد ترتيب شماغه من جديد ..
طلع مع الباب والتفت عليها قال : شادن .
: هلا .
اشر على صدر ثوبه قال : الحين وشلون اوديه للمغسله .. بيفضحني الهندي ويقول نسونجي .
عضت على شفتها وهي تشوف اثر كحلها وروجها على صدره قالت : بسيطه جيبه بكرة معاك انا اغسله .
ضحك قال : صلي ركعتين قبل تنامين وادعي ان الله يطول في عمري واشوف عيالنا .
هزت راسها بإن شاء الله والقلق يدب في قلبها ويشل الكلام ويسكته ..!
وكأنه شال خوفها من فراقها له وحط مكانها خوفها عليه وعلى صحته ..!


***

ثلاثه ايام مرت من بعد زواج مشاري..!
بعد ماحول المهر (50 الف ) على حساب ابو مشاري واستأجر الشقه المفروشه كحل مؤقت الين يكمل تأثيث الشقه اللي اختارها بعنايه للاستقرار فيها ..
لازال فكره مشغول ببقية التجهيزات ..!
جلس مقابل لعماد وخالد اخوه ..
وعماد يسولف مع خالد ويعامله كأنه رجال كبير ..
قال خالد : انا ابي دكتوراه ومااتخيل نفسي الادكتور اسنان ..
رد عليه عماد : ممتاااز جداً .. بس الدكتوراه تبي لها واحد يشد حيله من الآن مو يقول اذا وصلت ثالث اشد حيلي .
عدل خالد جلسته قال : تصدق ياابومشعل اني لو اشد حيلي يمديني جبت الدرجات كامله في كل المواد واني ادخل الاختبار احيانا على شرح المدرس لنا في الحصة واجيب درجات زينه بس موب ممتاز .
قال عماد باهتمام : ياخي وش يردك لاتذاكر طالما انت ذكي وتقدر تكون مستقبلك بدون مشقه .
رد عليه خالد بأسف : ماعندي احد يشجعني .. ان جبت درجة زينه محد درى عني وان نزلت درجاتي تذكروني بالتهزيء والهواش ..
التفت لفهد قال : حتى فهد كل ماقلت له اني ابي ادخل علمي قال : علمي مايصلح الا لمنال وحنان وانت ادخل ادبي ويخب عليك .
طالع عماد في فهد بلوم .. وتمدد فهد على ظهره بكسل قال : العلمي يبي له رجال يشد حيله موب واحد مايفتح كتبه من يوم يجي من المدرسه لين يروح اليوم الثاني .. الادبي كلن ينجح فيه ..
وقف عماد وهو يقول : لك عليّ ياخالد ان نجحت هالسنة بتفوق اني لاشتري لك سيارة .
فز خالد من مكانه ولحق عماد قال : صدق والله ...؟
: اجل اكذب عليك .. المهم انا بروح مواعد لي رجال وانت ابيك الرجال اللي اعرفه موب مثل علي وممدوح وطقتهم راعين الدخان والسهر والله اعلم ببلاويهم الثانيه .
تغير وجه خالد ونزل نظره للارض قال عماد : انا ماابي اقول لك الكلام هذا عشان احرجك .. اعلمك بالكلام اللي لازم تسمعه .. انت رجال وغير عنهم ابوك رجال صالح واهلك صالحين وانت انسان ذكي وصالح لازم تفكر باهلك ومستقبلك وتختار اصحابك اللي يساعدونك على النجاح موب الفشل ..!
التفت خالد لفهد اللي حط جواله على اذنه ورد على مشاري قال لعماد بحماس : وعد مني اصير مثل ماتبون بس تشتري لي السيارة .
: وانا وعد مني اشتري لك السيارة اللي تبيها متى ماشفت خالي وامك راضين عنك وشفتك متفوق ..
دخل عماد لغرفته وفهد يتكلم بصوت عالي : انا ماشي الحين للبيت انت لاتشيل هم .. يالله مع السلامه ولاتحجز لين ادق عليك .
طلع عماد من غرفته وهو يقول : هذا من اللي يكلمك ..؟
لبس فهد ثوبه قال : مشاري يقول ان ابوه تعب عليهم وكلموه اهله ماعندهم احد .. حتى نايف في مكه مودي اهله ياخذون عمره ..
اخذ شماغه في يده وجواله ومحفظته ومفاتيحه وكمل وهو يروح للباب : خالد اجلس لاتحرك من الشقه لين ارجع لك .
رد عماد : خالد بيروح معي بس انت خلك مع عمك وطمنا عليه .
طلع فهد وركب سيارته وبسرعته القصوى ساقها متوجه لبيت ابو مشاري وهو يحاول يدق على رقم بيتهم اللي اخذه من مشاري ..!




--------------------------------------------------------------------------------


الفصل العشرون



~~ كـــافـــي قـــســـوة ~~



العجز الحقيقي هو انك تشوف عزيز عليك وماتقدر تعينه وتساعده ..
والعجز الحقيقي انك تحاول تداري همك عن مريض والا تخونك دمعتك لشوفته وهو ضعيف ..
وحدتها تكسر .. وضعفها يهد ..
جالسه بجنب ابوها بقلة حيلة ..
تمسد يدينه وتمسح حبات العرق اللي ينضخ بها جبينه ..
قالت لامها اللي تضغط ازرة جوالها بتوتر .. : ها يمه ردت ام عدنان ..؟ .
زفرت ام مشاري بقلق وعيونها على رفيق الدرب وحبيب القلب قالت : لاوالله ماردت شكلها نايمه ..
غمضت عيونها بمحاولة انها تخفف من توتر اعصابها الثايرة وكملت : حتى السواق يقول انه للحين في الطريق وقدامه زحمه ..
تنهدت وانهت الكلام ب " ياربي تساعدنا ".
عضت سارة على شفايفها بألم ودموعها متخذه طريقها على خدها ..
من اول ماشافت حال ابوها وعرفت انه مريض ومايقدر على الاعتماد على نفسه او حتى ادراك ماحوله بسهوله .. وهي عاجزه عن وقف الدموع ..
قالت وهي توقف وتمسح دموعها بقفا يدها : يمه تعالي عنده .. انا بطلع ادور على ليموزين في الشارع ماراح يوصلون حقين الشركه بسرعه .
استوقفها جوالها اللي رن في جيب بنطلونها ..
طلعته وفتحت الخط بسرعه وهي تشوف المتصل رقم مشاري من ماليزيا ..
قالت بصوت باكي ومتحسر على منجدها وسندها وهو بعيد : مشااااري ماجا السواق ولا سيارة الشركه وابوعدنان مو في بيته .. تكفى كلم احد من اصحابك .. ترى ماعاد فيني صبر .
تنفس مشاري بصعوبه وبعده عن ابوه في ظرف مثل هذا وقلة حيلته يزيدون من احساسه بالهزيمة والقهر ..
قال : سارة هدي نفسك فهد جايكم في الطريق بيوديه للمستشفى بنفسه ..
: خله يجيب معاه دكتور افضل ..
قاطعها مشاري : لا لا بيجي يوديه لمستشفى الـ ... لأنه قريب بعدين اذا حالته تحتاج تنويم وعناية اكثر ينقله لمستشفى كبير ...
سمعت صوت دقات الجرس ملحة ومتواصله قالت بسرعه واعصاب اهدى من قبل : شكله وصل .. خلاص مشاري انا راح اتصل عليك واطمنك .. مع السلامه .
قفلت بسرعه وشافت امها تسبقها وهي لابسه عبايتها وتتوجه للدرج ..

التفتت سارة على ابوها وعيونه مغمضة باهمال وتعب ..
رجعت بجنبه ومسدت يدينه ومسحت جبينه بمنديل رطبته بمويه .. وهي تهمس وتناديه تشوف هو صاحي ولافقد وعيه ..
اخترق صوت فهد هدوء البيت بـ : ياولد .. نبي طريق .. يااهل البيت .
دخل ورى ام مشاري اللي استقبلته ودلته طريق غرفة ابومشاري وسبقته عليها ..
لمح ساره وهي تنزوي خلف الباب المفتوح وغض الطرف وصد ..
تنحنح وتوجه لسرير ابوها بدون أي كلام ..
قالت ام مشاري وهي تدف الكرسي المتحرك حق سارة بعد الحادث وتقربه من فهد .. : خذ الكرسي يافهد ثقيل عليك ماتقدر تشيله ..
سمّى بالرحمن وهو يتلثم بشماغه ويربطه في عقاله قال بهدوء : مهوب ثقيل ان شاء الله مير الله يعافيه .

دخل يده من تحت كتفين ابو مشاري ورفعه بقوة
وبعد ثواني كان ابو مشاري ملقى بكل ثقل جسمه على فهد ويده تطوق عنق فهد حتى تثبته ورجوله ماتمس الأرض ..
طلع من الغرفه وام مشاري تسبقه للمصعد وتأشر له : تعال من هنا اسهل .. المصعد يافهد .
توجه معاها للمصعد وقفلت ام مشاري اللي دخلت معاه وعيونها ماتفارق زوجها و شدة التعب باينه عليه ..
انفتح المصعد وطلعوا منه

مريض على كتف فهد ..
وزوجة تراقب وتنتحب بصمت ..
وسارة بجنب الدرج ببنطلون اسود وقميص ابيص ورجولها حافية ..
وجهها باين عليه اثر البكا ومحتقن بحمرة الاحراج من المحرم الغريب في بيتهم ..
خوفها على ابوها نزلها ..
وخجلها منعها انها تقول له ابي اروح معه وماابي افارقه وابي اتطمن عليه ..
وقف فهد ثواني قصيرة مرتبكة ..
وكمل طريقه وحصر اهتمامه وتفكيره بالمريض اللي ثقل جسمه اثقل حركته وانهك قواه ..
سمعها تقول لامها بعصبيه : لازم نروح معاهم مااقدر اخلي ابوي واجلس .
ردت امها بصوت واطي : قصري صوتك حتى انا كمان مااقدر اجلس واخليه .
قال فهد وهو يطلع مع البوابه ويتوجه لسيارته اللي دخلها لسور الفيللا .. وام مشاري وراه : ماله داعي تروحون .. انا اتصل عليكم شوي واطمنكم عليه وان احتاج تنويم وديتكم العصر له ..
قالت ام مشاري والعبره تخنقها وهو يمدد ابومشاري في المقعد الخلفي لسيارته : نلحقكم مع السواق بس أي مستشفى بتوديه .
رد عليها وهو يسكر الباب ويتوجه لباب سيارته متخذ احقية الأمر والنهي بمجرد ماانتسب لهالعايلة : لا لاتلحقوني لين ادق عليكم واشوف وش الوضع ..
ماحبت ام مشاري تجادله في وضع مثل هذا ومع شخص لازال يعتبر غريب عنها واكتفت بهزة راسها راضخه مو مقتنعه ..
اعادت ادراجها للفيللا بعد ماعلقت قلبها في سيارة فهد مع ابومشاري ..
كانت واقفه على الباب وتبكي بهلع قالت امها : ارجعي مارضى يخلينا نروح .
: ليش مارضى مو بكيفه .. اصلاً السواق بيوصل الحين ونلحقهم ..
سحبتها امها للداخل وهي تقول : ادعي لابوك بدال البكى .. وصلي ركعتين اريح لك واحسن لابوك .
استجابت لامر امها مضطرة ودخلت وقلبها ولسانها يلهجون لربها بأنه يرد لها ابوها معافى ولايحرمها منه .




***


ساكته وحاسة بوحشة ..
اعتادت على رسايله واتصالاته اللي تجاهلتها ..
اكيد زعلان ..!
وشلون اراضيه ..!
طيب هو ليش مايقدِّر وضعي وظروفي وعاداتي وتقاليدي ..
يعني عشان هو عنده عادي يبيه يصير عندي عادي ..
تأملت جوالها الساكن الساكت من يوم العيد مادق الا مرتين وكان من فوزية وشادن ..
عضت على شفتها وعقلها مشغول بنايف .. ورفعت نظرها لحنان اللي صرخت بصوت عالي وهي تقول : الله اكبر عليهم الحين ننتظر عرس فهد لنا سنين آخرتها يخلونه مختصر ..
ردت عليها منال ببرود : وش تبينهم يسوون مايمديهم يسوون عرس كبير وهم مامعهم الا اسبوعين ..
قالت حنان بعصبيه : الحين وش ذنب فهد يصير عرسه مختصر .. عمي احمد وقلنا رجال مستعجل ووراه سفر وهذا موب عرسه الاول .. لكن فهد ..
قاطعها بندر اللي دخل عليهم وشماغه على كتفه وهو يقول : اصصص ابوي لايسمع كلامتس هذا ثم يذبحتس واتركي عنتس تلهفتس على العرس ..
طالع في منال قال : منال وش سالفتس .. من كم يوم وانتي موب عاجبتني .
دست منال جوالها تحت المخده بخفه
قالت بابتسامه حاولت تخفي وراها شعورها واللي تحس فيه : مافيني شي بس شايلة هم الترم هذا .. وشلون اقدر اذاكر وانا افكر بعرس فهد والاخت مبلشتني تبينا ننزل السوق علشانه .
لبس بندر شماغه وعقاله على مراية التسريحة قال : عادي بعد يومين انزلكم السوق واجلسوا عند ام نايف ومتى ماخلصتوا منه ارجعكم بدال المشاوير والروحة والجية .. واذا على ابوي مهب معارض .
فزت حنان من مكانها ووقفت عنده قالت : تكفى يابندر نبي نجلس في جده لين يقولون بكرة العرس ثم نرجع .. اقل شي خل جلودنا تجلى من شمس الديرة وسمومها .
قاطعتها منال : لا جده لا .. بعدين وش اللي تجلى جلودنا .. انتي لو تجلسين في قزازة لمدة سنه ماتغير لونتس بس انثبري وفكينا من مطامرتس على المراويح واصلاً انا ماابي الا اسواق الطايف .. اسواق جده ماتعجبني ..
ابتسمت حنان بخبث قالت : بندر تذكر في عرس عماد وش سوت .
ضحك بندر وقرب من منال وهو يقول : الحين جده ماتعجبتس .. نسيتي النجار والحجاز ولمسات يوم حفيت رجولنا فيها ..
امتقع وجهها بحمرة حيا وبلعت ريقها قالت : يووووه هذي صارت قديمه .. انا تعلمني شادن تقول ماعادت حلوة مثل اول .. انا ابي اسواق البندر اللي في الطايف ولا البرحه ...
قاطعتها حنان : يابنت الحلال .. لاتحرمينا من روحة جده اذا ماتبين بيت عمي خالد ناخذ لنا شقه ... ولا شقة فهد يقولون جاهزة .
رد بندر بحزم : موب على كيفتس انتي وياها .. السوق اللي تبيه امي تروحون له .. ثم شقة فهد لااحد يجيب سيرتها .. الرجال مستاجر مفروش مافيها الا غرفتين .. اذا اثث شقته الجديدة تروحون له على كيفكم .
سكت بندر عن الكلام وهو يسمع صوت ابوه يزهمه وطلع بسرعه ..
قالت حنان : منالوه .. زعلانه منه ولا مشتاقة له ..
اخذت منال المخدة وحذفتها بسرعه وهي تقول : انتي موب صاحية لتس ايام لكن علاجتس عندي ان ماعلمت فهد تشوفين .
ضحكت حنان وهي تتلقف المخده وتقول : اووووه فهيدان موب في حالتس تلقين سارة مسوية(ن) فيه سواة نايف فيتس .
ابتسمت منال وهي تقول : الله يرفع عنتس .. صدق ماينشره عليتس وماتستاهلين اني ارد عليتس . قومي طسي عني خليني اراجع ولاتزعجيني .
عقدت حنان حواجبها قالت : ياربي على ثقل دمتس انا مشغوله بهم عرس اخوي وعمي وانتي تذاكرين .. ياخوفي لاتاخذين الكتاب معتس ليلة العرس .
سكتت منال ووجهت نظرها لكتاب الكيمياء وعقلها بعيد عن المعادلات والرموز والمسائل ..



***


في المستشفى وبعد مرور ساعة فحص وكشف وتحليل دم لابو مشاري واسعافات اوليه من إبر ومحاليل ..
كان فهد واقف مع الدكتور ومصغي له باهتمام قال : يعني اكيد مو محتاج تنويم ولا نقل لمستشفى اكبر ...
عدل الدكتورالمصري نظارته السميكه ورد عليه بثقة : لا لا مش محتاج أي تنويم الا ازا انتو عاوزين تتطمنوا اكتر ..
زم فهد شفايفه قال : وش عنده بالضبط ..
: هبوط في السكر وادينا لو جلوكوز ومغزي وبئى دالوأتي كويس تئدر تدخل عندو وتشوفه حضرتك بنفسك ..
ضم فهد على جواله بجيبه
وده يطمنها ويطمن امها ..
تذكر وجهها الباكي وهي ملغية كل الحواجر ومتنازلة عن شرطها وواقفه قدامه همها ابوها ولاغيره ..
ابتسم بحنان وقبل مايطلع جواله آثر انه يدخل يتطمن على ابومشاري قبل مايكلمهم ..
دخل الغرفه وانتبه لابو مشاري وهو جالس ويطالع بساعته اول ماجات عيونه على فهد تهلل وجهه بالرضا قال بصوت باين عليه اثر التعب : هلا والله بالنسيب .. حيا الله زوج بنتي ..
ابتسم فهد واقترب منه سلم على راسه وتحمد له بالسلامه قال : روعتنا وروعت مشاري واهلك بس ستر ربي له الحمد والشكر .
قال ابو مشاري وعلى وجهه ابتسامه امتنان : الحمد لله الذي لاحمد على مكروهٍ سواه .. اول مرة تصير لي هالاعراض واصلا ماكنت ادري ان عندي سكر .
جلس فهد على كرسي بجنبه ورد عليه : السكر عند اغلب الناس وماأثر عليهم .. اهم شي اتبع حمية وقلل من الدسم .. هذا ابوي الله يطول بعمره عنده السكر من سنين والحمد لله صحته زينه .
: ماشاء الله تبارك الله الله يطول بعمره ويخليه لكم .. ماطمنت اهلي .

طلع فهد جواله وضغط على رقم بيت ابو مشاري وهو يقول : وانا جايكم قعدت نص ساعه وانا ادق محد رفعه ..
قطع كلامه وصوت ام مشاري يخترق سمعه بألو متلهفه وقلقانه ..
قال فهد : السلام عليكم ..
بذات اللهفة ردت عليه : عليكم السلام ... فهد ..؟
ابتسم فهد قال بهدوء بمحاولة منه تهدئة اعصابها الشبه ثايرة : ايييييه فههههد وابشرتس عمي مابه الا العافيه ..
سكتت مو مصدقه .. او مو مستوعبه .. اوان الفرحة الجمتها ..
تكلم فهد : اذا ودكم تكلمونه هذا هو بجنبي واذا ودكم تنتظرونه تراني برجعه بعد نص ساعه .
همست بفرح وهمهمات باكية باينه على صوتها : صادق ولا تمزح معاي .
: الا والله صادق .. هذا هو خذي كلميه .
مد الجوال على ابو مشاري اللي ضحك وهو يسمعها ويقول : يابنت الحلال طلع عندي نوبة هبوط في السكر .. والحمد لله عطوني سكر رفع مستواه لي وهذاني بخير .. ومن بكرة بوديك للمستشفى تتعلمين وشلون تعطيني الابر ولا تبيني اجيب ممرضة ..
ضحك ابو مشاري من رد زوجته اللي اختلط بكاها بضحكها ودعواتها من دون ماتعلق على كلامه ..!
وقف فهد طلع من عنده حتى يدفع الفاتورة ويرجع ابو مشاري لبيته ..



***

بعد ماعرفوا بتعب جارهم .. انهوا عمرتهم وتوجهوا لجده بأقصى سرعه ..
ام مشاري جلست مع صديقتها وجارتها وشادن مع سارة المنهارة ..
ونايف توجه للمستشفى بعد ماكلم فهد ..
ابومشاري الأب الحقيقي لهم بعد وفاة ابوهم
وقف معاهم وقفة الصديق الوفي لابوهم ..
عطاهم ومنحهم وحاول جاهد انه يحميهم .
قالت سارة بانفعال : ولد عمك هذا شايف نفسه الآمر الناهي .. حتى لمن قالت له امي بنجي مع السواق قال لا . فاكر نفسه مين بالله ..
ابتسمت شادن قالت : بنت تراه زوجك مايجوز تقولين عنه كذا .. بعدين معاه حق اجل تبغينه يشيلكم ومعاه شخص مريض ومايدري اش بيصير له .
سحبت سارة منديل و مسحت به دموعها وهي تقول : رفع ضغطي بس اشوا انه اتصل وطمنا على ابوي .. تصدقين شادن ماادري حاسة انه غريب عليّ صوته يفجع ..
عدلت جلستها وكملت : تخيلي تخيلي .. شال ابوي لوحده .. والله اني مو مصدقه الين شفت رجول ابوي ماتلمس الارض .
خبطتها شادن على كتفها بخفه قالت لها : قولي ماشاء الله تبارك الله .. زفرت شادن وتابعت : الحمد لله اني ماشفت عمي ابومشاري وهذا حاله ماادري اش كان صار لي .
حست سارة ان همها انقسم نصين ..
نص بقلبها ونص شالته شادن عنها ..
قالت : الحمد لله انو طلع سكر ومو جلطه او قلب او مرض خطير ..
وقفت شادن وعدلت عبايتها وهي تقول : الحمد لله على سلامته .. خلاااص انا تطمنت على عمي وبرجع للبيت من زمان مااعتمرت واحس رجولي متكسرة .. حتى امي ياقلبي عليها تعبت من الطواف والسعي ولمن عرفت عن عمي تهيج عليها القولون ..
وقفت سارة معاها وهي تمسك طرف عبايتها وتقول : طيب خلي خالتي ترجع للبيت ترتاح وانتي اجلسي معاي .. اقل شي لين ابوي يرجع .
ردت عليها شادن وهي تقفل ازرار عبايتها تحت فكها ومع الجنب وتقول : بنجيكم بإذن الله الليلة او بكرة .. الحين انا هلكانه .
طلعت لامها الجالسه مع ام مشاري ووجهها متهلل بسلامة الغالي ..
وقفت ام نايف اول ماشافت شادن قالت : يالله الحمد لله على سلامة ابوكم احنا بنمشي ونجيكم الليلة ولا بكرة ..
قدرت ام مشاري تعبها ووصلتهم هي وسارة للباب وسوالفهم ماانقطعت الا لمن خرجوا ..



***

السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 8:56 am


راجع من المستشفى وابو مشاري على يمينه يتفحص الأدوية اللي فرضها عليه الطبيب وعبوات الإبر المخصصة لمرضى السكر ..
مرض السكر للي في الخمسين او الستين يعني اشارة خطر ..
ممكن يجلب الجلطات ..
ممكن يؤدي لأمراض اخرى منها الهشاشة والضغط ..
قال فهد بمحاولة منه تشتيت افكار ابومشاري المحصورة في صحته ومستقبله .. : ابومشاري .. تراني دقيت على ولدك الخبل كان ناوي يرجع وحلفت عليه مايرجع الا بموعده .. موب مصدقني انك بخير وماصدق الا يوم كلمه نايف وحلف له .
ضحك ابومشاري قال : كلمني وتطمن بنفسه عليّ .. والله ماكنت ابغاهم يكلمونه بس سارة الله يهديها قالت له .
رد فهد عليه بابتسامه قال : الله يخليك لهم اكيد انه من خوفهم عليك .
مرت دقايق صمت قطعها فهد وهو يمد يده على ابومشاري ويربت على كتفه ويقول : انزل انزل لبيتك والحمد لله على سلامتك ..
قبل مايتكلم ابو مشاري باغته فهد بسؤاله : تقدر تمشي ولا تعبان .
رفع ابو مشاري يده ويده الثانية تفتح الباب وعيونه على سيارة نايف اللي وقفت بجنبهم قال : الله يجزاك خير وفيت وكفيت وماقصرت ... بس انزل تقهوى معاي انا ونايف .
طفى فهد محرك سيارته وترجل منها وأكياس ادوية ابومشاري في يده ..
قال لنايف بصوت عالي : ياابو خالد ورى ماتروح ترتاح وانت جاي من مكه وتعبان .
رمقه نايف بنظره زعل قال : ارتاح اذا تطمنت على عمي ابومشاري .
رد ابومشاري بامتنان : طمن قلبك ياولدي ..الله يريحك باللي يرضيك .
ابتسم فهد لنايف وهو يتبع ابو مشاري ويصاف نايف في المشي قال بصوت حاول ان ابو مشاري مايسمعه : وراك قالب(ن) خشتك لايكون منال مطنشتك للحين .
رد نايف عليه بعصبيه : لا ماطنشنتني ابشرك سهران معاها للفجر .
رفع فهد حاجبه قال بجديه : من جدك ..؟
دخل نايف ورى ابو مشاري لقسم الرجال متجاهل فهد بعد تجاهله لمكالمته وحرقة اعصاب نايف على ابومشاري اللي بمثابة والده ..
دخل ابو مشاري لاهله وجلسوا فهد ونايف في المجلس ..
قال نايف وهو يمس ظهره : والله ياتعبنا تعب اعوذ بالله ... الحرم مليان حجاج ماتلقى مكان لقدمك .
رد فهد عليه وهو ينزل شماغه وينفضه ويلبسه من جديد : ايه اعوذ بالله مكه ماتنقرب الايام هذي .. آآآه يالتعب .. تصدق اني على عظمين لي ثلاث ساعات .
دخل عليهم ابومشاري وهو يقول بتعب : الله يعينك يافهد على هالبنت .. خوافه وماعندها صبر ومتهورة ماتقدر تمسك دموعها ..
التفت فهد لنايف وكأنه مايبيه يسمع ..
قال نايف : اوووه هذا وانت ماشفت شادن ياعمي .. من اول مادرت عنك وطول الطريق وهي تبكي .
ضحك ابو مشاري قال : الله يستر عليها
انشغل فهد بتحريك جواله بين يدينه اخيراً حطه على اذنه ووقف قال : عن اذنكم دقايق .
دق على رقم عماد وقبل لايضغط زر الاتصال شاف عند البوابة ولد ماتجاوز عمره ال12 سنه ..
لابس شورت احمر وتي شيرت ابيض بدون اكمام .. جسمه الأبيض الناعم ممتليء وشعره الحرير منسدل على اكتافه بقصته اللي زادت نعومته نعومه ..
رجع فهد جواله في جيبه وراح للبوابه ..
وقف قريب من عدنان ولد جيران ابومشاري ..
نفسه اللي تحرش فيه خالد قبل ..
واللي انضرب خالد من مشاري بسببه ..

كانت واقفه تراقبه وهو يتوجه للبوابه بخطوات سريعه وواثقه وجريئة .. بعد ماتراجعت عن استقبال عدنان ..
اليوم بس اقتنعت ان الله ابدلها خيراً من خالد بوقفته ورجولته ونخوته وقوته وملامحه وشخصيته ككل ..
حدقت بعيونها في فهد باعجاب ..
وابتسمت بفخر ان الرجل هذا لها ..
وان ربي رزقها رجل بمعنى الكلمه ..
هو بالنسبه لها حلم وتحقق ..

لحظات قصيرة كان الفرح والأمل ينثرون اهازيج السعادة على طريقها اللي راح تشارك فهد فيه بعد ايام ..
وبلحظة ..!

وفي عز الحلم ..
انكسر الفرح على شفاه الحنايا ..
والأمل انبتر قبل اكتمال الحلم ورؤية النور ..

أظلمت دنياها في لحظة تهيؤات صورها لها شيطانها ..
عيونها تراقب فهد المنثني لعدنان ويكلمه بصوت ماوصلها وغيِّبه عنها تخيلها وتوقعها اكثر من بعد البوابه وصوت الهواء ..
يده تمتد لشعر عدنان وتي شيرته ..
طالعت فيه وهو يكلم عدنان ويبتسم له ويمسح على راسه ..

نفسه السيناريو ينعاد على هيئة كابوس خانق ويعيشها بدوامة مظلمة
عادت لها الذكرى المريرة ..
وخالد ..
خالد اللي وصم حياتها بأقسى انواع الألم ..
خالد اللي بكاها وكسر بداخلها اشياء كثيرة وخوفها من شي اسمه ثقة ورجل ..
خالد
بقذارته ودناءته واهتكه لأعراض الأطفال وهزه لعرش الرحمن ..
وتلاعبه بمشاعرها وهو ابعد مايكون عن المشاعر والقلوب المرهفة ..
ارتجفت كلها ..
من راسها لساسها ..
وصكت فمها بأصابع ترتعش خوف وندم وقهر وخيبة امل ..
يعني كلهم مثل بعض ..؟
مايجيها النظيف ..
ونصيبها مع سيء وأسوأ ..
شدت شعرها الاشقر المخصل ونزلت يدها لرقبتها شدتها بألم ..
والحواجز تنبني وتتكسر ..
وهي تتعثر وتتبعثر ..
خرجت له باندفاع ..
محطمه كل القيود ..
ومتنازلة عن الفروض والشروط ..
واللي ماقالته للي قبله لابد تقوله وتعلن عن صخبها وضيقها واعتراضها ..
: اطلع برا ياعدنان .. روح لامك ولاتكلم الناس الغريبه ..
فتح عدنان فمه بيوصل لها كلام امه لكنه ماتمكن ..
بهت لونه وضاع الكلام من حالها وصراخها ..
شدته بيده الممتلئة وهي قرفانه ومتقززة وطلعته برا وصكت الوابه بقوة وحالتها يرثى لها ..
طالعها فهد بذهول ورعب ..
وش فيها ..؟
مجنونه وتعب ابوها مأثر عليها ولا الولد فيه شي وماتبيه يدخل بيتهم ..
حارت الأسئله براسه ووقفت على كلامها اللاذع وبكاها ونشيجها ..
التفت لقسم الرجال وخوفه ان نايف يطلع ويشوفها ..
قال بارتباك وعدم فهم : وش بلاتس انتي ..؟
مسحت دموعها وتكلمت من عمق الألم وخيبتها الكبيرة ..
: كلكم قذرين وتشبهون بعض .. كلكم قذرين الله ياخذكم ..
شدها فهد من يدها بعد ماعرف قصدها واستوعبه : وش اللي تقولينه .. صاحية ولامجنونه انتي ..؟
تكلمت من بين شفايفها المرتعشه : مجنونة لمن دورت رضا ابوي ووافقت على واحد مثلك .. حقير وتافه وقذر ..
هو معروف انه متهور ..!
متسرع ومايحكمه الا الموقف ولحظته في اغلب اموره ..
بس اللحظه هذي كان اقوى وأشد ..!
مسك ذراعها وغرز اصابعه فيها وهو يقول : موب انا الحقير والتافه والقذر .. وكلامتس هذا بتندمين عليه قد شعر راستس .. ومااكون فهد ان ماربيتتس وعلمتتس السنع ..
نفض يدها وهي تمسح مكان مسكته بقرف وتقول بتهور وانهيار : لاتلمسني ياوسخ .. وانقلع من بيتنا وحياتنا ..
طلع من البيت بسرعه وقفل وراه وهي دخلت البيت مكسورة ومغبونه ..
وأمامها موعد مع لياليها القديمه ..
فيها بكا وحزن ولوم وندم ..

..
دق على جوال نايف قال له انه انشغل واضطر انه يطلع بسرعه ومااعطى نايف فرصه يسأله ..
محمل بالهم لدرجة ان نَفَسِه عليه ثقيل ..
قفل جواله ورماه على المقعد المجاور له ومسك اول مخرج يخرجه من الحي ..

اصعب شيء على الانسان انه يُتهم ظلماً وبهتاناً بأمر هو يحاربه ويمقته ويكرهه ..
ومن اللي يتهمه .. ؟؟
الشخص اللي بيربط حياته فيه بعد ايام قليله ..
والمفروض انه يكون اكثر الناس واثق فيه ويبني حياته معاه على طهر ونقاء حتى تمشي الحياة بدون عراقيل وعوائق ..
في لحظة تمنى انه ماشافها ولاعرفها ولاعرف طريق اهلها وباب بيتهم ..
تمنى انه ماتمناها بيوم ..
تمنى انه للحين على بر وماربط عمره فيها وهي متعقده وشكاكه ..
مسك الخط السريع مايدري وين وجهته بالضبط
ولايدري الا ان الغضب بداخله متأجج
وان الفضا عليه ضيق ..
والأفضل انه يبتعد عن بني البشر حتى مايفجر غضبه بوجه مسلم ماله ذنب ..



***


نايمه بعد تعب العمرة ..
مايكدر عليها الا صوت رنين الجوال على الكومدينه ..
فتحت عيونها ببطء والتعب ماخذ منها مأخذ وشافت اسمه يزين الشاشه ..
ابتسمت بحب وحطت الجوال على اذنها وهمست بصوت مبحوح من اثر النوم بـ : هلا والله .
سكت ثواني وماوصلها رد ..
طالعت في الشاشه ورفعت راسها وعدلته على المخده .. ونادته بنفس الصوت : عمااد .
سبقت صوته تنهيده من عمق اضلاعه وهمس : لبى هالصوت وراعيته .
عقدت حواجبها واتسعت ابتسامتها وهي تسمعه يكمل : انا ماذابحني الا صوتك في التلفون .. تدرين ..! شكلي ماعاد اني ماخذ خالد معي للديرة وابيك تسولفين عليّ طول الطريق ..
فزت وجلست لمجرد طاري الديرة ومشواره قالت : عماد بتروح اليوم ..؟
: ايه ماشي الحين طولت على جدتي وبروح اودي مها للسوق لازم تنزل اكثر من مرة وابوي الله يعافيه يقول مرة وحده تكفي .
تمططت قالت بدون تفكير : اش نزلة وحده .. انا لمن كنت اجهز نزلت عشر مرات وكل نزله احمل مية كيس .
سكت ثواني وتداركت كلامها : ليه ماتجيبها لجده وانزل انا وياها ..
ضحك بصوت واضح قال : والله ياانتي لازم تتقطعين وتوزعين نفسك بين مرة فهد ومرة احمد .
ردت عليه بضحكه وهي تقول : اش اسوي فاضيه ماعندي شي خلني اساعدهم .
رد عليها بهمس وهو يحاول ان خالد اللي فتح باب السيارة مايسمعه قال : تدرين وش ودي فيه ...؟
: ايش ..؟
: ودي امرك وآخذك معي بس الشكوى على الله ماكل اللي نبيه نقدر نسويه ..
رجعت لواقعها بعد ماخطفها عماد بعاطفته وغزله ورومنسيته دقايق ماطولها قالت بهدوء : الله كريم عماد وماعليه صعب .. صحيح خالد كيف الحين ...؟
رد عيها وخالد يجلس مكانه بعد ماحط اغراضه في المقعد الخلفي : خالد الله يسلمك يبي يرجع بسرعه عشان المدرسة وابشرك الرجال ناوي على الطب من الحين وانا وعدته بالسيارة ..
كمل وهو يحرك سيارته : شادن تبين شي قبل امشي ..
: ابغاك تتوكل على الله وتسمي وتقرأ دعاء السفر ولاتسرع وتوصل بالسلامه ان شاء الله .
حرك سيارته بعد ماسكر خالد الباب قال : الله يسلمك يالله اسلم عليكم وسلمي لي على عمتي عندك .

قفل من شادن وابتسم وهو يتخيلها ويتذكر صوتها ..
لو يطاوع قلبه كان اقل شي لف على بيتهم وشافها وكلمها قبل لايمشي ..
بس عليه انه يضبط تصرفاته وينتظر الى ان يفرجها الله عليه ..




***


جالس في غرفته منغمس في كتابة ملاحظات على بعض الموظفين المسؤول عنهم في شركة ابو ابراهيم ...
قطع عليه تركيزه رنة الجوال اللي انقطعت بسرعه ..
رمى القلم وطالع في شاشة جواله اللي نورها لازال يضيئها ..
وابتسم وهو يشوف اسمها ..
رجع الجوال على مكتبه وانكب على شغله من جديد ..
سياسة الزعل والتطنيش جابت معاها نتيجة .. ومع هذا انكسر قلبه عليها ..
بس يحبها ويشتهي وصلها ويبي يغتني بصوتها عن صوت غيرها خاصة انه شاب ومحتاج انثى بحياته ومايبيها الا حلال ..
اكمل شغله بارتياح بعد ماعرف انه على بالها وانها تفكر فيه ..
وفي عز انشغال عقله بالاوراق اللي قدامه وقلبه بمنال ولاغيرها ..
سمع طرقات خفيفه على باب غرفته قال : ادخلي ياشادن .
دخلت شادن وعيونها باين عليها النوم وتمشي بكسل قالت بصوت لازال اثر النوم فيه : مساء الخير .
رد عليها وعيونه على الملف اللي يكتب فيه : هلا والله مساء النور ..
جلست شادن على طرف المكتب قالت : نايف عمري تقدر تجيب لنا عشا من البيك ولا مشاوي من شامي ..
نزل نايف القلم وتمطط بتعب قال : اووووه ياكثر تعبك يانايف .. اطلبي لك عشا من أي مطعم ياشادن جسمي متكسر من العمرة ثم وقفتي بالمستشفى مع عمي ابومشاري .. ولا خلي الشغاله تسوي لكم عشا ترى امي معلمتها الطبخ .
: ماابغى عشا من البيت طفشت منه لي كم شهر مااكلت من برا وكمان ماابغى اكل الشغاله .
تثاوب بكسل وتعب وكمل : اهاااااا ... اجل استغلي الايام هذي وانتي هنا ولاترجعي لبيتك الا وانتي طفشانه من المطاعم .
طالعت في سطح المكتب الخشبي اللامع قالت بصوت محبط : خلاص ماعادني راجعه لبيتي .
سكت نايف ثواني مصدوم ومو مصدق قال بحدة : اش اللي ماعادني راجعه ..لايكون بينك انتي وعماد شي ..؟
هزت راسها بلا وأردفت : جاني نقل لجده وعماد يبغاني في جده عشان اكون قريبه منه ..
تنهد نايف بارتياح قال : بغيتي تطيحين قلبي .. قولي لي انك نقلتي عشان تلصقين في عماد واصدقك .
ابتسمت بخيبه قالت : لا تفرح كثير لأني مطوله عندك هنا ..
عقد نايف حواجبه قال باستغراب : مطولة ..؟
استدركت كلامها بابتسامه كاذبه قالت : الين بيتنا يخلص عماد ناوي يبني بيت جديد ...
وبذكاء غيرت الموضوع وأدارته حتى تشغله عن سيرتها والتفكير فيها قالت : ان شاء الله اذا كملت تأثيث جناحك وليلة زواجك اخليك واروح لزوجي .
ابتسم نايف ووقف قال :طالما انك جبتي سيرة الزواج خلاص ابشري بالعشا من البيك بس لي شرط .
رفعت شادن حاجبها قالت : اش شرطك ..؟
: دقي على منال شوفي لي وش اخبارها ولاتقولين اني انا اللي قلت لك .. هالبنت تبي تذبحني بزود حياها ..
ضحكت شادن ونزلت من فوق المكتب قالت : عاد منال يووووه مرررة خجوله ... لايكون تتغلا عليها عشان تكلمك .. نايف ترى البنت كلمتني قبل يومين وحسيت ان فيها شي ..؟
عض على اسنانه قال : ليه ماقلتي لي انها كلمتك .. اش قالت لك ..
ضحكت شادن قالت وهي تخرج من غرفته : ماقالت لي شي بس تسلم وتسأل عن اخباري ... يالله روح جيب العشا واذا رجعت تلاقيني مكلمتها ..
طلعت من عنده وتركته في افكاره اللي راحت للديرة ولها تحديداً ..
ولحقها بعد دقايق بعد مابدل بيجامته ببنطلون جينز عملي وتي شيرت بني ..
مر من عند شادن وجوالها في يدها قال : لاارجع الا مسوية لي تقرير عنها ..
طلع من دون ماينتظر منها رد على نية انه يجيب لهم عشا من البيك وهو شايل هم الزحمة اللي بيواجهها في المطعم ..



***


في الطايف ..
جالسه على الكنبة الطويل وهو منسدح على فخذها ويتفرج على قناة الاخبارية السعودية وتحديداً برنامج عن المخدرات وتأثيرها على شبابنا ..
قالت نوف بتملل : حمود تكفى غير .. تراني مااقدر اشوف مناظر الشباب هذولا واشكالهم كذا ..
قال حمود وهو لايزال مركز : قوي قلبتس وشوفي المخدرات وش تسوي في عيال البلد حسبي الله ....
قطع كلامه مجبر لأنها وفجأة وبدون سابق انذار رفعت راسه وابعدته عنها وفزت من مكانها متوجهه للحمام الملحق بالصاله لشقتهم المفروشه ..
لحقها حمود ووقف وراها وهي ترجع كل مافي معدتها ..
مسحت وجهها بمناديل وأثر التعب باينه على ملامحها ..
قال حمود بخوف : نوف وش اللي صاير لتس ..
قاطعته بتعب : ماصار لي شي بس يمكن اني حامل .
تهلل وجه حمود ..
حبه يتوج بزواج
وزواجه يتوج بطفل ..
وش يتمنى اكثر من هذا ..
صدمة الفرحة الذ معاني الحياة ..
قال بابتسامة واسعه : متأكدة ..؟
: لا موب متأكدة بس ...
قاطعها : نروح للمستشفى الحين ونتأكد .
حاولت تعترض بس اصرار حمود عليها خلاها تذعن له وتلبي طلبه ..
لبست عبايتها وطلعت معاه وهي واثقه من النتيجة وهو مابين يارب ويارب ..
ورجاه وحلمه ان نوف تصير ام عياله وشريكته بكل شي ..



***

دخل بيته بعد مانزل خالد ..
لو انها هنا ..!
رددها كثير ومن قبل مايوصل البيت
ورددها بعمق ومعنى اقوى لمن فتح بابه ..
شاف جدته واحمد جالسين في الصاله ..
قال احمد بصوت عالي : لاتقول انك ماجبت شادن ترى من يوم راحت لاقهوة(ن) سنعه ولاعيشة(ن) سنعه ..
ردت ام ناصر برجا وخوف : لا مهب مخلي بنيتي مايجيبها لي .. هو خابرني من يوم جتني وانا مااقدر اصبر عنها ..
وخيب آمالهم بكلمته بعد ماسلم على جبين جدته .. وعلى احمد ..
قال وهو يجلس ويتكي بتعب : لاوالله ماجبتها .. خليتها تقعد مع مرة فهد تقول انها ماتقدر تروح لحالها للسوق .. وهذيك امها مقابلة ابومشاري ماتقدر تخليه ..
جاته الحجه ووصله العذر بفعل الاقدار ..
التفت عليه احمد اللي كلمه وعرف منه عن مرض ابو مشاري : ها وشلون ابومشاري الحين .. عساه احسن .
قال عماد : أي الحمد لله احسن .. تعرض لنوبة سكر ووداه فهد والحمد لله مابه العافيه .
قالت ام ناصر اللي افتقدت شادن من ايام وهمها متى ترجع لها .. : ها علمني متى بتجيب مرتك ..؟
رد عليها عماد : متى ماكتب الله .
اجابته زادت خوفها خوف ..
وقلبها ماتطمن عليها وهذا حاله معها ..!
صب عماد له فنجال قهوة ورشف منه قال : انا اشهد ان مابعد قهوة شادن قهوة ..
رد احمد : عز الله صدقت .. انا وامي ذبحنا الجوع عقبها ..
ابتسم عماد وهو ياخذ له حبة تمرة ويدسها في فمه قال : يارجال ماذبحك وانت مع ليلى اللي ماتعرف تسوي حتى بيالة الشاهي ..
استغفر ربه واحمد يمد نظره للبعيد رغم اصطدامه بالأثاث اللي حوله الا انه تجاهلها وتجاوزها ورحل لآخر مدى وعقله يتوه وين يرسى ..؟ عند مين ..؟ ومتى ..؟



***


عدت الايام ..
كلاً ملتهي بنفسه وشايل همه ومحتفظ به ..
احمد يزفر ومكتئب ومتشائم من العرس والحرمه في حياته من جديد ..
سايرهم في موضوع الزواج لمجرد الانتقام وتنفيذ لرغبة امه ومايبي يرد عطية عماد واختياره له ...
ويمكن لأنه يبي له عيال ..
ومافيه احسن من ابومشعل يكون خالٍ(ن) لعياله ..
فهد بصمته الدفين على اللي شافه وسمعه ..
ومستقبل حياته محفوف بالشك وياليته أي شك ..
شكوكها في اكره الأمور وأسوأها لله والناس وله هو تحديداً ..
تشك انه ممن يهز عرش الرحمن وياشين الابتلاء والظلم ..
مرت ايامه خاليه من اي حماس ..
والفرح بقلبه منطفي من قبل الفرح ..
وعماد .. بيته في ناظره مهجور ..
رغم صوت جدته يملاه ووجودها في حياته جنة وسعاده ..
الا ان الدور اللي فوق بالنسبه له موحش ومهجور .. ومايقربه الا اذا كان مضطر ومحتاج ..
وشادن تحسب الأيام وتعدها مترقبه ويدها على قلبها ..
والعروس المتهورة الظالمه خايفه من اللقاء وصعوبة الموقف ..
وشلون وكيف اسئله تدور في راسها بالاضافه لخطط حاولت جاهدة تتبع اسلمها وأفضلها ..
والعروس الصغيرة .. خايفه من القادم ومن التجربة الجديدة عليها واللي ماكان لها الوقت الكافي انها تفكر وتتقبلها بهدوء .. لكن قوة ايمانها بربها وثقتها في اللي عينه ماتغفل عنها قوية .. معتزمه انها ترضيه اولاً وأخيراً في نفسها وزوجها وهو ماراح يخيبها ..

ونوف نسجت احلامها مع كائن جديد بدا يتخلق بأحشائها ..
تعد الساعات وتشوف بطنها يكبر ثم تحس بحركته ثم تشوفه في حضنها ..
وحمود يترقب ابوته وطفل يحمل اسمه ويكون ولد نوف ..
نوف الحبيبة والقريبه ..
ويسعى جاهد انه يسعدها بكل اللي يقدر عليه وعسى الله يقدره ويساعده ..


،،،
ومرت الايام ..
والليلة زواج ..
او بالأحرى زواجين ..
اسمه فرح وماهو فرح ..
فهد مكتئب ويتحجج بالصداع والتعب ..
واحمد حزين ويتحجج بفراق امه واحبابه وسفرته الليله ..



الجو هادي .. والمناسبة مختصرة ..
في مجلس الرجال في بيت عماد كان اجتماع هادي وبسيط للجيران والأقارب ..
وفي بيت ام فهد جمعة حريم ..
قدروا بطريقتهم يسلون انفسهم ويخلقون جو زواج من رقص وأهازيج طقاقه عبر سماعات الاستريو اللي تبرعت فيه فوزية لليلة ماتحصل باستمرار مثل هذي ..
وفي الجو الصاخب وزحمة حريم الجيران واطفالهن ..
صرخت فوزية في منال الواقفه عند باب المطبخ وصوت المطربه حاجب بقية الاصوات عنها ..
التفتت لعمتها اللي تعابير وجهها باين انها غاضبه ..
قالت : هلا عمتي وش بغيتي تراني مااسمعتس ..؟
ردت فوزية بانفعال قالت : روحي جيبي المبخرة والعود اعطيها بندر واقف برا ..
فتحت منال عيونها قالت : الحين ..؟
: ايه الحين احمد بياخذ حرمته ويطلع للمطار وفهد بيمشي لجده .
طالعت منال في ساعتها قالت : بسم الله مسرعهم تو العشا مااذن ..
قالت فوزية : ياشاطرة رحلة احمد بعد ثلاث ساعات يادوب يوصل المطار .. وفهد اربع ساعات ونص ويكون في جده متى تبينه يسري لحرمته نص الليل عشان ياخذها الصبح ..
مرت من عندهم حنان وهي تهتز على صوت ( موضي الطقاقة ) قالت بضحكه : قسم بالله عرس فهد وعمي المفروض يسجلونه في التاريخ انه اغرب عرس في الدنيا .. اجل العرسان يروحون بعد المغرب ولا فهد ياربي لك الحمد بس عرسه في ديره وحرمته في ديره ..
ضحكت منال وهي تعطيهم ظهرها وتقول : عسى عبدالله ياخذتس ليلة عرسكم لامريكا ..قولي آمين ياعمتي ..
ضحكت فوزية ورفعت يدينها للسما وهي تقول : آآآمين واشوفها تلبس تنورة بدال الفستان عشان ماتطيح في المطار ..
قالت حنان بغيض : اخ بس لو انتي موب عمتي كان وريتتس شغلتس .. الاشهد وينها بطلع حرتي منتس فيها ..
ضحكت فوزية قالت : اليوم شهد ساحبه على عماد ولاتشوفه شي .. طول اليوم لازقه في احمد عشانه معرس ..
ضحكت حنان قالت : هههههههههههههه خير ان شاء الله واذا معرس وش تبي منه هي وجهها ..؟
دقتها فوزية بطرف اصابعها وهي تطالع في جوالها قالت : المعرس الصغير يتصل .
حطت جوالها على اذنها ورفعت صوتها بـ: الو ..
رد فهد : هلا فوزية .. افصلي وحدة من السماعات فضحتونا في العالم .
قالت فوزية : كل الناس تدري ان عندنا عرس .
رد عليها بحزم : افصلي وحدة ولاجيت وفصلتهم كلها وقعدتن بدون رقص .
عقدت فوزية حواجبها قالت : خلاص خلاص بنفصل وحده .. ماشي انت الحين ..؟
: ايه ماشي .. نادي لي امي وجدتي علميهم انا في مجلس الرجال بعد عشر دقايق .
: طيب ..
قاطعها قبل تنهي كلامها بـ : مع السلامه ..
وقفل منها بسرعه وهي تطالع في حنان قالت : روحي افصلي سلك وحده من السماعات ونادي له امك وامي انا بروح اسنعه اللي مايستحي على وجهه ويقفل في وجهي ..
شهقت فوزية قالت : ياويلي فهد لايجي ومنال عند نايف ..
راحت بسرعه للمجلس وحنان تتبعها بنظرات ذهول ممزوجه بخوف لو احد يدري عن فعلة عمتها ..!


***
خلاص برجع لايجي احد الله يخليك ...
قالته منال وهي ترتجف ويد نايف تضم على يدها بقوة ..
قال لها بحنان : اخليك تروحين وتوعديني انك تكلميني الليلة ..!
: لا مااقدر اكلمك .. ابوي لو يدري ذبحني ...؟
زم نايف شفايفه على بعض قال : عمي هذا شكلي باخذه عندي يومين واسوي له غسيل مخ .. اجل يقول لي .. قلد نايف صوت عمه ولهجته وكمل : انتظر لين تاخذها لبيتك ثم هرجها ليل ونهار ..
شد على يد منال اللي تحاول تفلتها منه ودموعها تملا عيونها قال : منال تبكين ..؟ افاااا .. من جد ماعندي ذوق .. خلاص انا آسف ولاعاد تكلميني ياشيخه ولاتجلسين معاي .. خلاص روحي اذا السالفة فيها دموع ..
هزت راسها والدموع تبلل خدودها قالت بغصة : بس لاتزعل مني اذا ماكلمتك .
: ماني زعلان والله وماراح اجبرك على شي ماتبغينه ... انا اصلاً واحد غثيث ..
مسحت دمعها وانسحبت من قدامه بلا رد وقبل ماتطلع قال لها : منال .. بنتقابل في الصيف ن شاء الله .
كملت طريقها لداخل البيت واخذ نايف المبخرة اللي يتصاعد منها الدخان المختلط بريحة العود الازرق .. وقبل مايطلع شاف فوزية تدخل عليه ..
قالت : وش سويت في البنت انت ..؟
قال نايف : ماسويت لها شي بس خجولة بزيادة بغت تموت من الحيا ..
سكتت فوزية وهي تشوف فهد يدخل وينادي بـ ياولد ..
قال نايف : ادخل مافيه الا عمتي فوزية .. همس نايف لفوزية : اشوا انك جيتي لايفتح معاي محضر تحقيق .
قال فهد : وين امي وجدتي موب قلت لتس خليهم يجون .
عقدت فوزية حواجبها قالت : هذا شكل معرس بالله ..؟ ليه الاخلاق قافلة ..؟ وش منغص عليك يافهيدان ..؟
رمقها بنظره وبقلبه .. اشياء واجد يافوزية
اولها فاقد(ن) سعود
وتاليها الحرمة اللي انا بروح لها وبتصير زوجتي وام عيالي تحسبني ... استغفر الله بس ..
غمض عيونه ونفخ بقوة قال بانفعال : الحين انا قاعد انتظر ومحد يمي ..
قال نايف بهدوء : تراني ماشي معك .
وبنفس الانفعال : وين تمشي ..؟ اقعد مهب لازم تروح .
رد نايف : يارجال امي وشادن ماعندهم احد ولازم امشي .
سكت وهو يسمع صوت ام ناصر اللي تذكر الله وترجوه انه يبارك لهم في زواجهم وفرحها مختلط بحرنها على فراق احمد اللي حان ..
تقدم فهد وسلم على راس جدته وطلع نايف بعد ماسلم على ام فهد من بعيد وسألها عن حالها واحوالها ..
سلم فهد على امه اللي دعت له وباركت له واستودعهم الله ولحق بولد عمه ..
ركب سيارته وتوكل على الله ونايف يسلم على عمانه ويودعهم .. وتحرك باتجاه الطريق اللي يودي خارج القرية ولها ..!

***



العروس الباكية ..
ابكت شادن وذكرتها بحالها ليلة زواجها وشكلها يقول انها تخفي عنها سر ودفين ..
رمت الكوافيرة قلم الكحل من يدها قالت : مابيصير هيك .. وراي تلات عرايس ولهلا ماإدرت كمل لك .. يابنتي خلاص هونيها وبتهون .
اخذت شادن منديل ومسحت دموع سارة اللي نفرت الحكل من عينها وهي تقول : سارة اش اللي صاير ..؟ فهد قال لك شي ..؟ سارة لازم اعرف ولازم تقولين لي ..!
هزت سارة راسها بلا .. وهي تضم على يد شادن بيدها الذبلانه ..
قالت شادن : طيب انتي هدي اعصابك والله ياسارة ان عماد بنفسه يضمن فهد وانا اثق في عماد بعدين ..
قاطعتها سارة منفجرة : اسكتي ياشادن اسكتي لاتكملين ..

صكت وجهها بيدين اظافرها منمقة ومرتبه ومطليه بلون فضي يشبه لون فستانها اللي اختارته مع امها غصب عنها ..!
تكرهه حد الحقد ..
تكرهه اكثر من خالد الخاين لربه ثم لها ولاهلها ..
وتكره اسمه وطاريه وقرب ابوها منه واعجابه فيه .
وتكره الليله لأنها بتجمعها فيه ...
وتكره الدنيا اللي فيها امثاله وامثال خالد ..
دخلت ريهام زوجة مشاري بفستانها السواريه بلونه السماوي وتصميمه الناعم واللي ماتكلفت فيه وبمكياجها الهادي وهي تقول : سارة في ولد من جيرانكم اسمه عدنان واخته معاه جاي يقول بيشوفك ..
سكتت ريهام واشرت لشادن بهمس : اش فيها ...؟
زفرت الكوافيرة وهي تشوف كل تعبها راح بسبب دموع سارة وبكاها ..
قالت : ياسارة ياألبي مابيصير هيك ..؟ ورايا كمان عروستين بدّون شغل وتعب .. الله يرضى عليكي اهدي شوي ..
قالت شادن : ماعليه سناء اعذريها اول مرة تبعد عن اهلها ..
: ولك أي والله فاهمه بس كمان تمسك حالها شوي هي مو صغيره ..
ابتسمت لها شادن ورفعت يدينها بمعنى ان مافي يدها شي ..
والتفتت لعدنان الواقف يطالع في سارة برهبه وخوف وهو لابس ثوب ابيض مطرز وشعره الطويل مقصوص لرقم ثلاثه
قالت شادن بمحاولة منها تشتيت تركيزه عن سارة اللي تنتحب بقهر : ماشاء الله عليك ياعدنان تعال حبيبي تعال .. اش هذي الحركات ثوووب وكمان محلق شعرك وصاير كبير .. شكلك الليلة بتطلع احلى من العريس ..
لمس عدنان شعره الخفيف قال ببراءته المعهودة وابتسامته متسعه : ايوه عارف عشان خلاص صرت رجال .. عمو فهد قال لي اذا حلقت شعرك حتصير رجال .. وكمان قال لي اللي يطول شعرو ويلبس ملابس عريانه الناس حتقول عنو بنت مو رجال .
فجأة سكتت ..
ورفعت يدينها من على وجهها ..
هااااا ..؟؟؟ اش قااااال ...؟؟؟
اللي سمعته حقيقه ولا خيال ووهم ..؟
يعني لمن شافه قال له خلك رجال بدل مايقول ....
آآآآه وش اللي يصير لي
وش اللخبطه اللي انا فيها ..؟؟
قالت بألم ممزوج بأمل : عدنان تعال .
تقدم منها خطوتين وهو متردد قال : خالتو سارة لساتك زعلانه مني ..؟؟
هزت راسها بلا وحواجبها معقودة قالت : لاياعمري مو زعلانه .. انت زعلان مني ..
: لا مو زعلان اصلاً انا احبك وجبت لك هدية ورده من بيتنا وكمان جبت لعمو فهد ..
ابتسمت بشفايف ترتعش قالت : طيب حبيبي فهد اش قال لك هذاك اليوم .
سرد لها عدنان بسرعه اللي قاله فهد ..
وكلامه يخترقها زي السهم ..
دمل جرح وفتح ثاني ..
لازم اصير رجال والملابس حقتي مو كويسه ومااخلي شعري زي شعر البنات حتى الأولاد الكبار مايحسبوني بنت ويضربوني اذا خرجت في الشارع .. كمان قال لي لازم البس ثوب ولا بنطلون وقميص طويل ..
شوفي خالتو سارة خليت بابا يشتري لي ثوب عشان لمن يجي عمو فهد يشوفني رجال ... وهو كمان وعدني يجيب لي غُترة وعُقال ...
ضربت على وجهها وانهارت من جديد وحضنت عدنان .. اللي فجأة سكت عن سرد الكلام بسبب حركتها ..
قالت شادن : بنت سارة .. وش فيك انتي ..؟
وقفت ريهام واخذت عدنان بيده بعد ماسحبته من بين يدين سارة وهي تقول : يالله عدنان روح جهز وردة عمو فهد لأنو جاي بعد شوي .
طلع عدنان وعيونه تطالع في سارة المنهارة وتردد : ياولي من ربي ياويلي من ربي .. ظلمت الرجال وظلمت نفسي .. ياويلك ياسارة .. ياويلك كيف بيسامحك ..
شدت شادن يدينها من على وجهها وسط ذهول ريهام اللي رجعت وتراقب سارة بعيون تحتجز دموعها ..
قالت شادن بتجلد وهي تقريباً فهمت الموضوع وسر بكا سارة وعدم حماسها للسوق وطاري الزواج ولولا ان امها وابوها ماغصبوها ماجهزت لزواجها اي شي : بنت .. شوفي الوقت راح وانتي تتدلعين حتى ريهام بتخرب مكياجها بسببك .
وقفت سارة قالت : تكفين شادن ابي رقم فهد .. تكفين ابيه الحين .. لازم اكلمه ..
وقفت شادن معاها وقالت بحيرة : اش بتقولين له .. خلاص صدقيني ماينفع الحين .. كلها كم ساعه ..
قاطعتها بانهيار نفسي وانهمار لدموعها : ابغاه وبس ياويلي لازم اكلمه .. ياربي ساعدني ياربي ماقصدت اظلمه ..!
حاولت شادن تهديها وهي تقول : سارة عمري هدي نفسك .. رقمه موعندي والله .. بس اذا تبغين راح اطلبه من نايف الحين ..
هزت ساره راسها قالت بقهر : لااااا ماابغى نايف يعرف انك اخذتيه عشاني .. طالعتها برجا وكملت : لازم اكلمه ياشادن ... تكفين لازم اكلمه قبل اشوفه ..
رجعت ضربت وجهها وهي تردد : ياويلك ياسارة ياويلك ياسارة ..
سحبتها شادن وضمتها على صدرها بقوة لعل وعسى انها تسيطر على انهيار سارة وتهديها ..
وقفت ريهام عندهم وهي تمسح دموعها اللي فرت إثر موقف سارة قالت : سارة اش فيك بالضبط .. اش اللي صاير .. اذا الموضوع مهم بخلي مشاري يكلمك ويعطيك رقمه .
رفعت سارة يدها باعتراض وشادن تضمها وتهمس لها بخلاص هدي نفسك ..
ابتعدت عن شادن قالت بصوت مبحوح ووجه باكي وعيون فيها ندم وقهر : لا لاتكلمين احد .. خلاص ربي حيساعدني توكلت عليه ..
ابتسمت ريهام وهي تشوفها تمسح دموعها وتحاول تهدي نفسها بكميات هوا تسحبها لصدرها ..
قالت بمحاولة منها انها تضفي على سارة نوع من الارتياح : سارة زبطي مكياجك ووعد مني اجيب لك رقم فهد من مشاري من دون مااقول له عنك شي بس تكفين لاتخلين الرجال ياخذك بشكلك هذا ثم والله ليشرد ..
اكشرت ريهام بضحكه واستطردت بمرح : اقول لك شي .. بصورك وبخليها لعيالنا بعدين اذا عذبوني ماناموا اخرعهم في صورتك عشان ينامون ..
حطت سارة يدها على وجهها وهي تقول بطيف ابتسامه احيا ملامحها : لا ماابغى تصوير الليله .. شكلي مرة مايساعد . وخلاص لاتكلمين مشاري ولاتجيبين الرقم ..
قالت سناء بملل : ولك أي دَحَكِي .. هيك بدياكِ .. يالله نكمل الميك اب ياسارة أبل مايجي عريسك ..وان شاء الله راح تتصوري وانتي رضيانه ومرتاحه .. وبدنا نشوفه هالعريس اللي اختار القمر هي ..
يالله حياتي رخي لي راسك عـ ورى ..
هزت راسها سارة قالت : خليني بس اغسل وارجع لك ..
راحت غسلت وجهها ورجعت سلمت نفسها لسناء للمرة الثانية عشان المكياج ..
وكأن الارتياح بدا يلامس شغاف قلبها بعد اسبوع وأكثر من الارهاق النفسي والدمع والندم ..




***


في سيارة ثانية ..
سواد لونها مثل سواد نظرة صاحبها للدنيا وللحياة ..
ومثل سواد الجسم المتكوم على بعضه على المقعد الجانبي حياء وحرج في ليلة عمر ..!
ومثل سواد الطريق الصامت مثله ..
هو اسكته قلة حماسه لحياته الجديده واحباطه من التجربة الأولى ..
وهي اسكتها الخجل والحيا ولاشيء غيرهم ..
التفت لها ..
كتلة سواد ..
موباين منها شي ..
حتى قدميها المزينه بنقشات الحنا اصرت انها تخفيها بشُرَّاب اسود تحت الجزمة البيضا المطرزة ..
ويدينها متواريه خلف قفازات سودا وعباية الراس الواسعه مغطيتها من راسها لجزمتها ..
قال احمد بمحاولة منه بثها شيء من الاطمئنان وكسر جو الصمت : مها ..
همست بـهلا ماسمعها ..
اعاد مرة ثانية بصوت ارفع : مهاااا .
التفتت عليه وصدت بمجرد لهيئته قريبه منها قالت : سم .
ابتسم لصوتها الناعم الهادي قال : سم الله عدوتس .. اكشفي عن عيونتس ترى مابه احد في الطريق .
ماردت عليه من الحيا ..
قال مرة ثانية : ماسمعتيني وش قلت ..؟
همست بضيق : الا سمعت بس ماتعودت ارفع عن عيوني ..
غمض عيونه وهو يتذكر ليلى يوم اخذها من الديرة ..
واول مشوار اخذها فيه للطايف ..
كانت متغطيه وبعدها بأيام صارت تلبس النقاب وتضيق فتحته وبالتدريج توسعها ..
في البداية تخاف تطلع بمكياج بعدين صار امر عادي بعد اول تجربه ..
اخيراً على اللثمة وكل مرة تنزل فيها وتكشف عن عيونها المتخمه بالكحل وحواجبها المنمقه ومصففه بعنايه وتنزل لزوايا خدودها الملونه بالأحمر ..
ويمكن لو تمادت واستمرت معاه رمت اللثمة وبعدها ليتها تتحجب بس ..
كمل طريقه بصمت .. هالبنت مالها ذنب بليلى وفعايلها بس الحذر هالمرة واجب .. وثقته اللي اعطاها ليلى لابد يقتلها مع أي حواء ثانية ..
وصل المطار ونزلت معه بسوادها ساترها وحاميها ..
المكان غريب عليها ..

ومع غرابته مافكرت انها تحاول تستكشفه بقدر مافكرت انها تستر فستانها الابيض البسيط وتلم عبايتها عليها ..
رن جوالها هدية عماد لها وكانت نغمته دعاء للشيخ عبدالرحمن السديس ..
طلعته من شنطتها وشافت رقم فوزية اللي سجله لها عماد ردت عليها والخجل يخنق صوتها ويربكه : هلا والله ..
: هلا بك ياعروسنا .. وش اخباركم ..
ردت بحيا واضح : الحمد لله ..
حست فوزية باحراجها قالت : وينكم الحين احمد ادق عليه مقفل جواله ..؟
اكتفت مها باجابة مختصرة : في المطار .
: زين اذا وصلتوا طمنونا عليكم .. ومبروك مرة ثانية ..
سكتت مها وفوزية تقول بحرج من حرجها : يالله ماابي اطول عليك .. مع السلامه .
: بحفظ الله .
قفلت من فوزية وطالعت في مكانها لوحدها ..
ماحولها الا ناس غُرب واجانب ..
سمت بالرحمن وثبتت قلبها بذكرها واتكالها عليه ..
شافته جاي يمشي من بعيد بوجه جامد ماله علاقة بالفرح المفترض على اسم ليلته ..
حمدت ربها وشكرته على انه رحمها من انتظاره والقلق ..
قال احمد وسط ضجيج المطار والاعلان عن الرحله : يالله مشينا ..
مد يده على يدها الصغيرة وشافها مستحيه وخجلانه وآثر انه مايزيدها ومشى قبلها وهي وراه تكرر المعوذات ودعاء السفر بقلبها ..



***


واقفه قدام المراية ..
وجهها باهت وذبلان ومفتقد حيوية الأنثى ونضارة المرأة ..
ليه وجهي باهت ..!
ليه مو مشرق مثل وجه شادن اللي كانت نادراً تحط مكياج ونص اليوم تقضيه في شمس المدرسة ..
ليه فوزية اكثر حيويه واسعد مني وانا مافيه وسيلة تسليه الا قدرت احصل عليها ..
ليه احمد تركني بسهوله ولاهو اللي طلقني ولاهو اللي تفاهم معاي ..
ليه تزوج ..؟؟
انثنت على المغسلة وغسلت وجهها ورجعت تطالع في المراية ..
نفسها تبكي وتعبر بس البكا يرفض يساعدها ويخفف عن همها ..
الليلة احمد عريس
وعروسه صغيرة ..
ويقولون ملتزمه ..
آآآآه ..
ملتزمه ..
واحمد بيشوف الفرق بيني وبينها
تذكرت كلام امها عن وحده من قريباتها في الديرة ..
مرة احمد ملتزمة وراعية بيت يقولون محد ينافسها بالطبخ وتسوي حلى كل(ن) يمدحه ..
يعني الفرق واسع وشاسع ..
بكرة بتعامله مثل شادن اللي طار في اكلها وقهوتها وحلاها وسنعها ..
وبيشوفها تصلي ..
تأوهت اكثر وغسلت وجهها مرتين وثلاث وعشر ..
ودي ابكي ..
ودي اصرخ واقول انا وحده خاينة لربها ولزوجها
اقول تراني ضيعت حياتي بيدي وفعايلي ..
اقول تراني قتلت كلمة يبه من لسان طفل وحرمت احمد سماعها ..
اقول تراني كلمت شباب واستغليت الانترنت لأهواء نفسي ونسيت ربي وقوانينه ..
وآآآآه اقول اني دخلت مواقع ساقطه كنت اجلس فيها بالساعات واهمل زوجي بسببها واترك المواقع اللي تفيد وتذكري وتنصح ..
طلعت من الحمام ومرت من عند امها في الصاله ودخلت غرفتها وصوت امها يتخلل مسامعها
قلت لتس اهتمي فيه وراعيه وحياتس مهب حياة .. وياما نصحتتس وهذي النتيجه ياليلى .. شفتي الحرمه ليا اهملت رجلها وحرمته من العيال وشلون تصير رخيصه ..
سدت اذانيها بأصابعها وهزت راسها رافضة سماع كلام امها اللي تعيد وتزيد فيه من اول ماسمعت بخطبة احمد ..
تغطت بلحافها وسط هاله من الحزن .. والحسافه والندم
وليه وليه وليه اسئلة مرت على ذهنها بلحظة صحوة وتأنيب ضمير ..!
بس فاااات الوقت وانتهى وقت العتب واللوم وماعاد ينفعها ندم ..





***
رجع لبيته بعد ليلة متعبه ..
كل حفلة زواج متعبة سواء كانت مختصرة ولا كبيرة ..
المهم نهايتها فرح وانجاز ..
توجه لغرفة جدته وكأن البيت ضاق عليه وماعاد به متنفس الا هالغرفه ..
طل عليها يشوفها صاحيه ولا نايمه ...
شافها منسدحه ومتلحفه ... ومشى على اصابعه وبخفه قاصد آخر الغرفه ..

قالت وهي بين الغفوة والصحوة وبصوت يهاديه النوم ويغازله : ياوليدي ريح عمرك انت من صباح الله ماقعدت .
عرف انها صاحية وتأوه بتعب ورمى شماغه وطاقيته وفتح ازارير ثوبه وتمدد على الارض ..
قال : الله يستر عليهم ويوفقهم .. توني ارتحت من سنين يوم احمد اخذ له حرمة(ن) سنعه .
ردت ام ناصر بصوت ذبلان : الله يرزقك انت واحمد بالضنى اللي يقر عيني .
سكت عماد بغية عدم ازعاجها وساد المكان وحشة صمت غريبه ..
امتد شماغه وغطى فيه وجهه وغمض عيونه ..
يتخيلها تكلمه وتسأله وتقهويه وتحوف البيت ..
كل هاجسه " بس لوكانت فيه "
استغفر ربه وتعوذ من الشيطان وهو يتمنى ويتخيل بــ لو
رفع شماغه عن وجهه واخذ تلفونه ..
فتح الرسايل وكتب منقاد لمشاعره وشوقه ..

( إلى متى من دون تفكير أناديـــــــك
أحسبك عندي وأنت يابعد ممشــاك
لو صار شوفك صعب ماني بناسيك
ولو حال دونك يأس لا يمكن أنساك
لو عشت طول العمر بالروح بفديك
يالغالي اللي غالي الروح تفـــــداك )
ضغط ارسال ورمى جواله بجنبه ورجع تمدد على ظهره وغطى وجهه بشماغه باهمال ..
وكانت دقايق قليله وداهم النوم فيها عينه على طيفها ..



***


جالسه مع سارة اللي بدا شكلها مرتاح وماتفكر الا وشلون تواجهه ..
بس كل شي يهون المهم انه ماطلع مثل ماتوقعت ..
قالت لامها اللي تبخرها : يمه اهم شي شنطتي الصغيرة ماتحطونها في سيارة مشاري ..
ردت امها : الحين انا ماادري انتم بتروحون لفندق ولا لشقتكم ولا كيف ..!
التفتت سارة على شادن وهي منغمسه بعقلها وقلبها في مسج وصلها على جوالها ما كأنها معاهم قالت : شدون عمري انتي اللي تقدرين تعرفين من نايف او عماد ..
عقبت ام مشاري : ايوه صحيح ياشادن تقدرين تدقين على نايف ..
ماحست بكلامهم ولا التفتت عليهم قالت سارة بعصبيه وتوتر : شااادن .. هذا وقت غزلكم ..؟ ردي علينا .
رفعت راسها وفتحت فمها وهي تبتسم لام مشاري وسارة الموجهين انظارهم عليها قالت : هاااا ...؟ اش قلتوا ترى ماسمعتكم .
ردت عليها ام مشاري وهي تحاول تنفش فستان سارة البسيط من تحت : نقول اتصلي على زوجك ولا نايف اسأليهم فهد وين بيروح اذا اخذ عروسه .. سارة يمه والله فستانك هذا ماكأنه حق عروس .. الله يهديك بس انتي واختيارك .. شوفي كيف من تحت ..
طالعت سارة في اسفل فستانها قالت : يمه اش اسوي تعرفين نفسيتي كانت تعبانه لمن اخترته ... بعدين مافيه لازفه ولا معازيم كثير ولاشي من بيشوفه يعني .. حتى تصوير مافيه .
ضحكت شادن وهي تحط جوالها على اذنها للمرة الثانية وتحاول تكلم نايف قالت : الحين العروس تمشي والحفله لسه دوبها تبدا فهد هذا عليه حركات ..ركزت مع نايف اللي فتح خطه قالت : ايوه نايف هلا بك .... وينكم .....
بالله ........ يالله مع السلامه .
قفلت منهم قالت : خلاااااص واقفين عند البوابه ..
وصلتهم ريهام بسرعه وهي تتعثر بكعبها العالي قالت : خالتي مشاري له ساعه يحاول يدق علينا جوالاتنا مو معانا .. الحين دق على امي يقول انهم دخلوا البيت .
جلست سارة على الكرسي بخوف ..
قالت : ياويلي مسرعهم .. والله مااقدر اروح ..
ردت امها وهي تمسح على راسها : يمه لاتقولين ياويلي مية مرة قلت لك ويل وادي في جهنم .. بعدين ليه ماتقدرين .. تحصني واستعيني بالله وخليك بنتي القوية اللي ترضى بقسمة ربها ..
" ماتدرين يايمه وش انا مهببه معه .."
قالته سارة في نفسها وهي توقف لريهام اللي مسكت عبايتها وهي تقول : يالله تكفين مشاري مرة معصب عشان محد رد عليه لايعصب اكثر اذا تأخرتي .
طالعت شادن في سارة قالت : يالله يازوجة ولد عمي توكلي على الله وانزلي .. صحيح تذكرت ..! ترى حنان تسلم عليك وتقول لك مبروك وتقول لك ان زواجك بيتسجل في التاريخ على يدها .
ابتسمت سارة والربكه مأثرة عليها قالت : يوووه انا فين وانتوا فين .. ياربي تيسر لي بس .
ضمتها امها وعيونها تغرق بدموع الفرح ممزوجه بدموع الفراق ..
قالت : الله يوفقك ويسعدك ياعمري .. بكرة تكلميني تطمنيني عليك .. لاتنسي .. ترى قلبي بدا من الحين ينشغل عليك ..
قرصتها شادن بخفه قالت بمرح وهي تغالب الدموع : ياعمري ياسارة راح افقدك فهد بياخذك منا .. ابتسمت بغصه وكملت : بس اهم شي انا نقدر نطب عليكم بأي وقت بدون مانستحي منكم .
شدت سارة على يد شادن قالت بهمس : شادن ادعي لي ماادري كيف بتعدي ليلتي .. شكله زعلان مني كثير ..
ضمت شادن على يدها قالت : ياعمري فهد رجال وصدقيني راح يتفهم الموضوع اهم شي تكلمينه بهدوء وبدون تهور وحتى لو كان زعلان حاولي تراضينه بشتى الطرق اهم شي لاتعاندين زوجك ياسارة واكسبيه ترى فهد رجال وعلى قولة نايف ينشري .
ابتسمت سارة وهزت راسها قالت : ذكرتيني بكلام أبوي ومشاري عنه بس عصبي ياشادن ...
سكتت على صوت امها اللي رجعت لهم وقالت : يالله يالله ابوك يقول تنزل الحين الرجال مستعجل ومارضى يدخل .
: نزل مع المصعد وعلى البوابه ولاتقولون لاحد اني خارجه ..
اخذت امها عبايتها ولبستها قالت : اجل يالله البسي عبايتك هنا ..
لبست سارة بسرعه وريهام تكلم مشاري وتقول له : خلاااص والله بتخرج الحين حتى شوفها لابسه عبايتها بس انت هدِّ نفسك لاتعصب ..
قفلت جوالها وزمت شفايفها قالت : مشاري معصب يقول العريس طفش وابوي عصب .
عقدت سارة حواجبها قالت : هذا والساعه للحين ماجات 12 .. والله حنان صادقه المفروض يتسجل زواجي في التاريخ ..
طلعت تمشي مع امها وتوجهت للمصعد وخفقات قلبها مرتبكه ومتفاوته بين القوة والسرعه وبطء النبض ..




***

***





متلثم بشماغه وواقف عند سيارته ويرتب شنط سارة اللي طلعها مشاري في سيارته وكأن الصمت تحول لجبل جاثم على لسانه وصدره ..!
قال نايف وهو يترجل من سيارته : وش رايك تروح معاي للبيت تاخذ لك فنجال قهوة وتروق الين الساعه تجي اثنين ثلاثه بعدين تاخذ عروسك .. ياخي حسسها انها عروس ..
سفه نايف ومافكر يرد عليه .. واصغى لمشاري وهو ينوب عنه في الاجابة : لا خله على كيفه اصلاً انا منبه على اختي ان فهد ماراح يخالف عادات ديرته والعريس يكون مع عروسه الساعه 11 ولا 12 بالكثير .
سكر شنطة السيارة بقوة ونفض يدينه عن الغبار اللي انتثر عليها من الطريق وهو جاي من الديرة قال ابو مشاري : فهد عسى ماشر ياولدي .. تعبان ..؟
فك فهد لثمة شماغه ونسفه باهمال على عقاله قال : مايجيك الشر ان شاء الله بس تعرف العرس وتعبه .
رفع نايف حاجبه باستهبال قال بصوت واطي : يقولون انك ماصحيت الا قبل العصر وابومشعل وبندر هم اللي كرفوا لين هلكوا .
التفت عليه فهد قال بلهجة حاده وصوت واطي : ورى ماتسري لبيتك انت ترى الحرمه بتطلع الحين ثم لااشوف ظلك عندي .
ضحك نايف باستهبال قال : اشوا ان مافيه شمس وماراح يطلع لي ظل .
: تستهبل انت ووجهك ..؟
قرب منه نايف قال : الله يلوم من لام عمتي فوزيةفيك .. اجل فيه عريس عاقد حواجبه .. ياخي والله لو انه عرسي كان تلاقيني ارقص من الفرح .
وصلهم صوت ابومشاري قبل مايتعنى فهد ويرد وهو يقول : وصلت العروس ..
تحرك نايف بسرعه واشر لفهد وقال : يالله مبروك واشوفك على خير ..
انسحب من المكان بسرعه من دون مايلتفت او يسمع رد فهد ..
صد فهد ثواني والقهر ينهش في قلبه اكثر من كل الايام اللي مضت عليه وهو يتآكل وجع ..!
سمع ام مشاري تكلمه وتوجه لها ولأول مرة يسلم على راسها قالت بصوت مخنوق : سارة امانتك يافهد ..
رد عليها بصوته القوي الواثق : في الحفظ والصون ان شاء الله .
مسك ابومشاري يده قال : هذي تراها قلبي اللي بين اضلا
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 8:59 am

---------------------------------------------------------------





في الطيارة ..
لأول مرة تشوف شي اسمه طياره من قرب وعلى الطبيعه ..
ولأول مرة تركبها وتشوف داخلها حقيقه ..!
قال لها احمد المتفهم لربكتها وخوفها الصامت : ترى اذا انتي رابطه الحزام ماصاير لتس شي .. لاتخافين .
حست ان كلامه بثها شيء من الطمأنينه والراحه قالت بهمس : موب خايفه .
: زين اجل اكلي تراتس بتوصلين تعبانه .
هزت راسها وهي تشوف الاكل قدامها قالت وماكذبت : موب مشتهيه ..
صد عنها وكمل قراءة الجريدة وهي سندت براسها على الكرسي ..
آمنه ومستامنه لأيامها الجاية لأسباب ..
اولها وقبل كل شي ربي مطمن قلبها بعد ماصلت الاستخارة وتوكلت عليه وفوضته امرها ..
ومن اسبابها ان عماد ضامنه لها وقال لها اكثر من مرة انه رجال كفو ويستاهلها وموصيه عليها ..!
وهي ثقتها بكل اللي يقوله عماد مالها حدود ..
غفت عينها على الكرسي وحس فيها ..!
التفت عليها وشافها متشبثه بعبايتها وموباين منها شي ..
مايدري وش شكلها ولايعرف عنها الا ان عمرها 18 سنه واسمها مها ومكلمة الثانوية ...
تخيلها تشبه ليلى وعقد حواجبه بقرف ..
قلب الجريدة اللي في يده يدور على موضوع يشده ويشغله عن ليلى وطاريها ..
وطغت الذكرى على كل اخبار الاثارة اللي في يده ..
مسجاتها اللي انهالت عليه حب ورومنسيه بعد ماانتشر خبر خطبته ..
رجاويها له انه يرد عليها ويكلمها وتذكيرها له بأيامهم الحلوة ..
ومحاولاتها انها تكلمه بشتى الطرق ..
وين كانت عني هالمسجات ..! وهالاهتمام ..

رمى الجريدة من يده ومسح على وجهه وهو يتخيل ان لها خبرة وباع طويل في الاسلوب هذا مع غيره ..
تأفف بقوة وانتبه لمها اللي فزت بمكانها وعدلت جلستها وعرف انه ازعج غفوتها ..
قال : ارجعي نامي واذا وصلنا انا اصحيتس .
التفتت عليه ولمحت وجهه من قرب وصدت بسرعه ونزلت وجهها للارض ..
رجع احمد اخذ الجريده وحطها قدام وجهه وهو يتخيل ويفكر والشيطان يمارس وساويسه بقلبه وتفكيره ..!



***


في الطريق ..
كان ساكت وهي تفرك يدينها بقلق ..
الصمت ثقيل عليه وعليها ..
هو يظنها تكره ومجبوره وحاقده للحين ..
وهي تتخيله متورط بها ..
هو ساكت لأنه غاضب ومتوعدها بالندم ...
وهي ساكته ماتعرف كيف تبدا ووضعها مُحرج كونها عروس وانه شخص ماتعودت عليه ولأنها واثقه انه زعلان منها ..!
اخيراً وصل لمجمع الشقق المفروشه ووقف سيارته بموقف مناسب وطفى محركها ..
مسك المقود ثواني سرح فيها ..!
ماقدر يسمح للكلام يطلع منه بسهوله وبرضى ..
صعب انك تخاطب شخص ظلمك وتطاول عليك وببساطه .. والمشكله انك ملزم فيه قدام الناس وصرت مرتبط فيه رسمي وقدام الناس .. وراح تعيش معه رضيت ولا ابيت .
فتح بابه والتفت عليها وهي ساكنه قال بحده : انزلي ولاتبين لتس عزيمه .
فتحت فمها بترد وتراجعت ..
من حقك تكون زعلان ..
ومن حقك تتكلم معي بهالطريقه ..
فتحت الباب ونزلت وهو فتح شنطة السيارة ونزل شنطتينها الكبار والثالثه الصغيرة ..
قال بصوت عالي : يامحمد ..
طلع له الحارس الصعيدي من مدخل المجمع قال : ايوه يابيه .. أي خدمه ..
قال فهد : ايه تعال شيل معاي ..
رد عليه الحارس : حاضر يافهد بيه .. الف مبروك وعقبال منشوف ولادك .
مد عليه فهد شنطه كبيره وقال : الله يبارك فيك .. اطلع قبلي وانا جاي وراك .
اخذ الحارس الشنطه وسبقهم للشقه اللي دورها ينتصف ادوار العمارة الطويلة ..
واخذ فهد الشنطتين ومشى قبلها بدون كلام وهي تتبعه ..
فتح المصعد ودخل قبلها ودخلت وراه وجواله يرن ..
طلعه من جيبه ورد على اخوه بندر بصوت هادي غريب عليه ..!
: هلا والله .. الله يسلمك وشلونكم انتم .. ايه وصلت وهذاني قدام الشقه .. الله يبارك فيك .. مع السلامه ..
فتح المصعد وطلعت قبله وهو يشيل الشنط ..
وشاف شنطتها قدام باب الشقه والحارس واقف بعيد عنه ..
طلع من جيبه عشرين ريال مدها على الحارس وقال : مشكور يامحمد الله يعطيك العافيه ..
اخذ الحارس الفلوس وهو يقول : دا كتير يابيه .. ربنا يبارك لك ..
قاطعه فهد وهو يفتح الباب : تقدر تروح يامحمد ..
مشى الحارس ودخل فهد الشقه متجاهل سارة ومنشغل بتدخيل شنطها ..
مشت قبله للصالة وفتحت غطاها والتفتت عليه بحرج وهو منشغل بقفل الباب ثم اخذ الشنط للغرفه ..
رجع للصاله ورمى شماغه على الكنب بقرف ثم جلس باهمال على الكنب المجاور وحط راسه بين يدينه بتعب وهي واقفه ..
شد على شعره اللي اطرافه تلامس اسفل ياقة ثوبه الابيض ..
ورفع راسه لها وهي مشبكه يدينها في بعض وتطالع بالارض ..
قال : الغرفه ثاني وحده على يمينتس اذا تبينها ..
هزت راسها بلا ورفعت راسها له وصدمتها هيبته المتمثله بعيونه وحواجبه وعرض اكتافه وشعره ..
انسحبت بسرعه ودخلت الغرفه ونزلت عبايتها بسرعه ووقفت قدام المرايه ..
معقوله ياسارة لهالدرجة ماتقدرين تواجهين وتنهين الموضوع ..
ياربي كيف اواجهه وهو كذا غريب ..
شكله وكلامه وصوته ..!
حطت يدها على قلبها وقرأت آية الكرسي بسرعه وبدون تركيز لعلها تهديها وتعينها على الثبات ..
توقفت قبل نهايتها واعادتها من جديد وكأنها اول مرة تقرأها رغم انها اعتادت قراءتها في اليوم الواحد اكثر من خمس مرات ..
زبطت شكلها على المراية واثر البكا لازال في عيونها .. وجفونها .. رغم ان الكوافيرة حاولت جاهدة اخفاؤه ..
وبعزيمة قررت تخرج له وتواجهه بدال السكوت اللي ماراح تجني من وراه الا كثرة الصد وسكوت يقابله ..
قبل ماتخطو قدمها خارج الغرفه توقفت محبطه وهي تسمع صوت باب الشقة يسكر ويقفل قفلتين ...
تنتظره وتكلمه .. ولا تبدل الفستان اللي محد شافه غير امها وشادن وريهام وتنام ولا وش تسوي ..
طلعت من الغرفه تمشي بهدوء وحذر ..
ومشيتها حرة وخفيفه بسبب بساطة فستانها ونعومة قماشة ...
وقفت في الصاله وشافت التلفزيون مفتوح على قناة رياضيه وتراجعت بسرعه وهي تسمع صوت المفتاح في الباب ..
دخل وفي يده اكياس العشا اللي وصله نايف ومافاته دخولها السريع للغرفه ..
ماقدر يلمح منها الا فستانها وشعرها الذهبي برفعته الخفيفه ..!
كمل مشيه للمطبخ متوقعها هاربه منه ومن شوفه ..
ورمى الاكياس على الطاولة بقلة اهتمام وراح لها في الغرفه بنفس ثقيله وخطوة اثقل ..
دق الباب عليها وقبل مايدخل فتحت له الباب ..
وقبل مايتكلم تكلمت ..
: ممكن اكلمك ..
صد عنها بوجه متجهم قال : فيه عشا جابه نايف بدلي هدومتس واطلعي تعشي .
: طيب انا بقول لك ..
مشى من قدامها واعطاها ظهره بدون مايتون وينتظر وكلها بصوت عالي : اعجلي قبل يبرد العشا .
صكت الباب وسندت بجسمها عليه ..
ياربي انا واثقه فيك ..
متأملة منك وفيك ..
ياربي تعدي هالليلة على خير ..
التفتت على شنطها وضربت براسها على الباب ..
صدق اغرب زواج
ياربي فيه وحده تقضي ليلة زواجها في شقتها ..
وملابسها في شنطتها ..
لو واحد غيره يمديه اعطى امي المفتاح ورتبت لي اغراضي حاله حال كل الناس ..
ولايمديه حجز لي في فندق راقي ..
اوووف من عناده . ..
توجهت للمرايه وفتحت الفيونكات الفضية اللامعه من شعرها ورمتها على التسريحه وحواجبها معقودة ..
وش البس الحين ..؟
امي مجهزة لي ملابس ماتناسب هالليلة ابد ...!
راحت لشنطتها الكبيرة وطلعت لها بيجامه قماشها حرير وواسعه لونها موف ..


وبعد دقايق ..
كانت خارجه من الغرفه عيونها تدوِّر على المكان اللي ممكن يكون فيه ..
والمفاجأة ..!
كان متمدد على الكنب ونظراته باتجاه السقف وفي اللامكان ..
يده لافها على جبينه ورجوله رافعها على تكاية الكنبة ..!
حست بالزعل متمكن منه لدرجة انها شافته في نظرته وصوته ولهجته وحركته ..!
تنحنحت بصوت منخفض وماكأن حوله احد ..
اضطرت انها تتكلم وتلفت انتباهه وتخرجه من شروده ..: احم احم ... مابتتعشى ..؟
التفت عليها وقام عدل جلسته ..
قال : عندتس العشا في المطبخ .. انا متعشي .
وقف ومر من عندها دخل غرفه ثانيه غير غرفة النوم الرئيسة هيأها له قبل كل الغرف بفراش وبطانية ومخده اعتاد النوم عليها بكل مكان يروح له سواء للبر ولا لشقة عماد ولا في مجلس اهله ..
زعلان منها ولامقهور منها ولا عشانها
مايدري وش فيه بالضبط ولا وين بيوصل معها ..!
المهم ينتظر وان غداً لناظره قريب ..
كانت تتأمل المكان اللي خلا بعده ..
بقلبها حسرة وبحلقها غصة والدموع بدت تجتمع في عيونها
رغم انها اسبوع ونص ماتوقفت الا نادراً
بس دموع الليلة غير
ندم يفرق عن ندم
وقهر غييير عن قهر ..
وحسرتها عليه عكس حسرتها على حظها منه ..
رجعت للغرفه وللسرير تحديداً تاركه ريحة المشاوي اللي اختارها لهم نايف وتكلف فيها تخترق انفها وتثير معدتها الفارغة وتزيدها احساس بالجوع ..




***



في مسقط ..
وفي الفندق تحديداً بعد ماعزم احمد انه مايدخلها على اثاث ليلى ..
قال لها وهو يدخل للحمام وهي بعبايتها وغطاها وتستطلع المكان الجديد عليها : انا بتروش على بال ماتبدلين وتغسلين واذا ماصليتي صلي ..
ردت بهدوء وصوت ناعم : صليتها جمعاً قبل لا امشي من البيت .
صد ودخل الحمام وبقلبه " تعودنا على سالفة صليت والحين اصلي "
نزلت عبايتها وطرحتها وغطاها الثقيل وتوجهت للمرايه بتشوف مكياجها اللي اتقنته الكوفيرة وأكدت لها انه ماراح يتغير لو تجلس فيه 24 ساعه ..
فرصه ماراح تتكرر انها تشوف نفسها كذا ..
فستان ابيض كان حلمها وتحقق ..
وطبقات من المكياج غيرت من ملامحها وابدلت لونها البرونزي لبيضاء بعيون واسعه وشفاه موردة ..
وشعرها الاسود بنفس لونه ماتغير فيه الا تسريحته والكريستالات اللي تزينه ..
انتبهت لباب الحمام اللي انفتح واحمد يخرج منه على وسطه فوطه وشعره مبلول ..
صدت عنه بخجل وابتسم احمد على حركتها ..
اخذ منشفه صغيره مسح وجهه فيها وشعره قال : تبينا نطلب عشا ..؟
همست بخجل طبع حمره على وجهها واخفض صوتها : بكيفك .
اخذ السماعه وطلب لهم عشا وراح لشنطته اخذ ملابسه وطلع للصاله وهو يقول : بدلي وغسلي وانا انتظرتس في الصاله .
اخذت مها نفس عميق ويدينها ترتجف من الموقف وصكت الباب باحكام ودخلت الحمام ..
طلعت له بعد شاور سريع وبقميص طويل وعليه روب احكمت ربط حزامه ..
صغيرة وخجولة وملامحها جميلة في نظره ..
ابتسم لها وماقدر يبعد صورة ليلى بليلة زواجها وخجلها اللي تحول للنقيض بعد شهور قليله ..
مسح وجهه بضيق من طاري ليلى ..
وفتح التلفزيون واستقر على قناة اغاني ..
التفت لها وهي عاقدة حواجبها وتصد بضيق ..
قصر الصوت وفي باله ان الأغنية اثرت فيها وذكرتها ببعدها عن اهلها ..
قالت بخجل : معليش ممكن تغير ..؟
قال بسخريه وعيونه على شاشة التلفزيون اللي تعرض فيديو كليب لراقصة شبه عاريه : بدينا الغيرة .
ردت بثبات وهدوء وصوتها لازال الخجل يسيطر عليه : موب مسألة غيرة بس اذا تبيني اجلس معك لاتحط اغاني واشياء تغضب الله .
التفت لها وعلى وجهه علامات استغراب ..
كلامها ثابت ورزين .. وتخاف الله وتراعيه ..
سرح بخياله ثواني لحلمه في مرأة ملتزمه في حياته ..
تخاف الله ثم تخاف عليه ومنه ..
قال بابتسامه صادقه : ماعلمني عماد انتس ملتزمة ..
ردت الابتسامه بأجمل قالت : الله يثبتنا على دينه ... اتمنى والله اني التزم ومااخالف الله بشيء .
وصل العشا وهو يحس نفسه بدا يرتاح لها ولكلامها والكلام معاها ..
يحس انها تبثه طمأنينه من اول لقاء ..
بس الشيطان كان له بالمرصاد ..
ذكره بالحرص واخذ الحذر والحيطه وتشديد الحصار لآخر رمق ..
وحط صورة ليلى ومواقفها وخياناتها بينه وبين العروس الصالحة ..
وقف ودخّل العشا ورجع لها قال بلهجة باردة : تعالي تعشي ..
وقفت وبدون ماتدقق بلهجته وتعامله منفذه امره وملبيته ..




***



يوم ثاني ..
بعد صلاة الجمعه ..
قفلت مصحفها بعد ماانهت سورة الكهف ورجعته في درج الكومودينو بجوار سريرها ..
اخذت جوالها وشافت ساعته تقارب الواحده ..
وترجلت من سريرها بكسل بعد نومه مليئة بالاحلام المتعبه نتيحة تفكيرها بسارة وليلتها الباكية ..
نزلت مع الدرج وتهادى لسمعها همهات نايف اخوها وهو يقول : تعوذي من ابليس يابنت الحلال .. هذا قدر ومكتوب وادعي له انتي ان الله يشفيه ويرفع عنه .. الحين اخليك تكلمينه وتطمنين عليه بنفسك ..!
حست بخطاها تتوه عن الطريق وتخل بتوازنها ..
شجت على الدرابزين وثبتت خطوتها
ومسكت بطنها بيمينها وشدت على صدغها بيسارها ..
كشفوا امره ..
عرفوا سر عماد اللي انا حافظت وداريت عليه ..
فز نايف من عند رجول امه الجالسه على الكنب ومنزله راسه بين كفوفها وتبكي بحرارة ..
قال : شادن تعالي انتي اقوى من امي في مثل هالامور ..
شدت على بطنها اكثر نتيجة الم الرهبه ممزوج بالخوف ..
قال نايف : لاوالله اذا بتبكين قسم بالله اطلع من البيت واخليكم ..
رغم انها حاسة بالمعني والمقصود الا ان لسانها ابى الا انه يسأل
قالت ببرود استوطن كل خلاياها بعد ماوصلتهم : اش صاير ..؟
رد نايف بوجه واجم : خالي محمد تعرض لجلطة ..
ماكان الخبر مفرح بقدر ماكان منجد ومنقذ لأعصابها وقلبها وتفكيرها ..
جلست على الكنب بجنب امها وضمتها قالت : طيب كيفه الحين ..؟
رد نايف : طلع منها بشلل نصفي ..
عقدت حواجبها وهي تقول : لاحول ولاقوة الا بالله .. ماتدري اش اسباب الجلطه .. وجهت كلامها لامها واستطردت : يمه حبيبتي هدي نفسك .. يمه ادعي له وسامحيه يمكن ربي يعافيه ..
قاطعها نايف برد على سؤالها : المصيبه ياشادن نادر ولد خالي دخلوه الحجر الصحي ..
شهقت شادن وحطت يدها على فمها ..
الحجر الصحي يعني حجز ..
والمحجوز فيه يعني مصاب بمرض خطير ومعدي ..
وأغلب مرضى الحجر عندهم ايدز ..
افكارها تواردت بسرعه ويدها على فمها وهي تتذكر نادر ..
طفولته .. كآبته .. سيطرة ابوه عليه ..
سهره وسفره وسكره ثم حجره ..
نزلت دموعها حزن على شباب نادر اكثر من حزنها على خالها واللي اصابه ..
حان وقت حصاد الأب القاسي الأخ الظالم وهذي نتيجة الحصاد ..
قال نايف : يمه يالله اذا تبغيني اوديك لاخوك ولو انه مايستاهل زيارتك بس نبغى نأدي حق الله وواجب صلة الرحم وزيارة المريض ..
بكت ام نايف بنحيب قالت : انا مكلمته قبل اسبوعين في العيد ويقول انه خطب لنادر مدرسه وماباقي الا الملكه ..
رد نايف عليها وهو يمسح نظارته السودا وينظفها قال : ايوه هم كيف عرفوا ان نادر عنده ايدز الله يجيرنا .. لمن عمل فحص الزواج شك الدكتور فيه واصر انه يعمل له تحليل عن الايدز وانكشف امره ..
تذكرت شادن لمن خالها بيزوجها نادر .. وكيف الله انقذها وحماها منه ..
مرض عماد يهون مع نادر ..
حمدت ربها وشكرته انه انجاها وحمدته على العافيه ..
قالت ام نايف وهي توقف بتعب : بنمشي الحين يانايف .. محمد مهما كان اخوي لحمي ودمي مااقدر اتخلى عنه .
قال نايف : يالله جهزوا والبسوا خلونا نمشي مع قبل اذان العصر ..
وقفت شادن قالت : انا مااقدر اروح امي تكفي عني ..
طالعتها امها بعيون مليانه دموع قالت : هذا خالك ياشادن .
غمضت شادن قالت بألم : ادري يمه مانسيت .. مانسيت انه خالي اللي له تاريخ اسود في حياتنا كلنا .. خايفه اشوف بهالحال واتشمت فيه .. لأني مااقدر اسامحه ..
قال نايف بحدة وتذكير وتنبيه وهو يأشر على امه : شااااااادن ..
ردت عليه بضعف : غصب عني يانايف .. تبوني اقول الله يسامحه .. بقولها بس مو ترى من قلبي .. انتظروا عليّ يمكن اذا مر عليه وقت وهذا حاله وحسيت ان ربي انصفنا واخذ لنا حقنا اسامحه من قلبي .
حطت امها يدها على راسها قالت : ماني مصدقه انك شادن بنتي اللي ربيتها ..
قاطعت امها : يمه مااقدر اسامح خالي الا اذا قدرت اسامح صالح ..
انسحبت من المكان وطلعت لغرفتها بهدوء ورهبة الخبر مثقلتها وهزتها من الداخل ..
لف نايف يده على كتفين امه قال : اتركيها هي مصدومه من اللي صار .. بكرة ترجع عن كلامها هذا كله .. انتي بس البسي والحين اوديك لوتبغين المريخ وديتك .
مسحت ام نايف دمعتها قالت : الله يخليك لي ويهديها .. ماتوقعت قلبها قاسي .
رد نايف عليها : يمه ترى خالي ظلمك وظلمني وظلم شادن وسالفة ان نسامحه مو سهله .. الحين ربي جازاه واخذ لنا حقنا .. لازم نسامح ونصفح وننسى الماضي .. وشادن بتسامحه انا اعرفها بس يبي لها وقت مثل ماقالت ..
سلم على راس امه وكمل : هذا مهما كان اخو اغلى الناس على قلبي .. وشلون بس مااسامحه وانتي تبكينه .. يالله يالله عجلي خلينا نمشي لهم من بدري .
طلع جواله واستطرد : انا بكلم عماد يجي يجلس عند شادن على بال ماتخلصين .




***


جالس مع جدته اللي ماجفت دمعتها على احمد بعد ما تعودت عليه وعلى شوفته كل صبح وعشيه ..
فاقدته اليوم وتحاول من الصبح انها تداري دمعتها عن عماد وشغالتها ..
انتبه عماد لنفسها اللي تسارع اثر البكا الصامت ..
قال وهو يمد يده ويمسح دمعتها : افاااااا ياذاااا العلم ..!! الرجال رايح مع حرمته وماصدقنا نجوزه وانتي ياعين هاتي وياعين خلي تقولين صاير عليه شي .. هذا بدال ماتفرحين وتدعين له ..
تهدج صوتها ووقالت : الله يوفقهم ويرزقه بالضنى اللي يقر عيني فيه واشوف عيالك انت وشادن قبل لاتطفي عيني ..
سحب عماد منديل ومسح دموعها اللي سمحت لها تنزل بحريه بعد ماكشف عماد امرها قال : الله يطول بعمرتس ويخليتس لي ..
: مرتك مانويت تجيبها والله يالبيت مايسوى بدونها هي واحمد ..
التفت عماد على شهد اللي دخلت بسرعه وهي تناديه : عمااااد عماااااد ..
: ااااييييييييييييه انا هنا عند جدتي تعالي .
توجهت له في الصاله الثانية قالت : خلاص روح لامريكا ولا روح لالمانيا زي زمان ماعاد احبك .. وماعاد نبغى نشوفك في ديرتنا .
ضحك عماد وقال بفجعه ممزوجه باستغراب وتتخللها قهقهته : اللللللله الللللللللله كل هذا .. ليه يااخت شهد وش انا مسوي ..؟
حطت يدينها على خصرها قالت باستنكار : يعني ماتدري وش سويت .. هاااااا ماتدري ..؟ والله لاعلم جدتي عليك ..
حك عماد شعره بحيرة قال : تعالي تعالي عندي وفهميني وش مزعلتس مني ..؟
كتفت يدينها على صدرها وبرطمت شفايفها بزعل قالت : ماابغى اجي عندك ولااكلمك خلااااص والعابك برجعها واخلي بابا يشتري لي احسن منها .
قالت ام ناصر بابتسامه اطفت شيء من شجنها على فراق احمد وبعده : يابنيتي علامتس عليه .. علمينا وش هو مسوي كود انتس ظالمته .
ردت شهد بغضب : ياجدتي شوفي مايبغى يجيب شادن وماما تقول شادن خلاص بتقعد في جده .
عض عماد على شفته السفلى واستعد للمواجهه : اهاااااا وبسسس هذا اللي مزعلتس ..
قاطعته ام ناصر بلهجة حادة فيها عتب وغضب وخوف ورجا : شهد وش تقول ياعماد ..
حط يده على فخذها قال بجدية فيها نوع من الانهزامية : مهوب بيدي يالغاليه .. بخليها ايام عند اهلها و...
قاطعته : علامك على بنت خالد .. ماتبيها ولامهب معجبتك .. ولاتبي لك واحدة(ن) من الشقر اللي درست معهن ..
ابتسم عماد والتفت لشهد قال : الله لايعطي عدوتس العافيه هذا اللي استفدته منتس في هاليوم الفضيل ..
ردت شهد : جدتي ادعي عليه في ساعة الاستجابة ان ربي يزوج شادن واحد احسن منه . وهو يتزوج نوف اللي فيها جني .. ولا يتزوج العنود وتخرعه بعيونها اذا تكحلت ..
وقف عماد بسرعه وهو يضحك وقبل شهد ماتحاول الفرار مسكها بقميصها القطني القصير والمنقط بنقط لونها كحلي قال : تعالي تعالي وين بتروحين مني ..
: ياجدتي فكيني من ولدكم هذا مااحبه .. خلاص مااحبك ماتفهم لاتلعب معي .آآآآآآآييييي .
شالها على فوق وهو يقول : انا القاها من هالدنيا ولا منتس انتي ..
قربها من السقف وهي تصرخ معترضه وتضحك خوف قال : احلفي انتس ماعاد تتدخلين في كلام الكبار ..
ردت من بين ضحكاتها : خلاص خلاص والله ياعماد مااتدخل اصلاً ماما قالت لاتتدخلين وبسمع كلامها .. عماد خلاص .. جدتيييييييي ..
نزلها عماد وهو يشوف ام ناصر تنظر في اللاشيء وعقلها منشغل بالأهم ..
قال لشهد : يالله روحي لامتس ولادقيت عليها وقلت لها تربيتس من جديد .. يالله ..
عدلت شهد قميصها وهي تقول : والله اعلم بابا عليك عشان طيحتني في المزرعه والحين بغيت تطيحني من فوق السطح ..
طلع جواله وحطه على اذنه وأوهمها انه يكلم فوزية قال : يافوزية تعالي شوفي بنتس قليلة ادب لازم تشترين لها خيزرانه وتربينها من جديد لأنها تتدخل في كلام .....
قطع كلامه وهو يشوفها تأشر له باصبعها بمعنى لاتقول لها واكمل : خلاص خلاص بتصير عاقله بس اذا شفتها تتكلم في كلام الكبار بقولتس يالله مع السلامه .
رجع جواله بجنبه قال : يالله روحي لامتس تقول خلها تجي .
طلعت شهد والتفت عماد لجدتها اللي تهوجس بحاله وحال شادن قال : جدتي موب انتي ماتبيني اقصر معها واتركها بالايام هنا ..
ردت عليه بحده ولهجتها غاضبه : بس موب توديها لاهلها وتقطعني منها .
ربت على كتفها وهو يقول : واذا وديتها لاهلها ايام يعني موب رداها .. انا الايام الجايه عندي شغل وسفريات واحسن اخليها هنا ولا عند امها واخوها ..
قاطعه صوت الجوال اللي رن بجنبه ورفعه على اذنه وهو يرحب ويهلي بنايف ..
سكت ثواني وعقب على كلام نايف بـ : لاحول ولاقوة الا بالله .. الله يرفع عنه ويشفيه .. اجل ماتبي تروح شادن .. مممممممم طيب خلاص توكل على الله بس انت والوالده وانا الحين ماشي لها ان شاء الله ..... هلا والله مع السلامه .
قفل من نايف وقام بسرعه قالت جدته : علام نايف وش صاير(ن) عليه .
اخذ شماغه وعقاله وجوالاته ومحفظته وتفقد اشياؤه وهو يرد عليها : مابه الا العافيه بس خاله صابه شلل نصفي الله يكفينا الشر ويقول انه بيروح للمدينه هو وامه وشادن لحالها في البيت .
قالت ام ناصر: خذني معك لبنيتي بقعد عندها .. ولا جيبها عندي لين يرجعون .
رد عليها دون اهتمام : وش اللي اجيبها واردها .. انا اصلاً عندي شغل في الشركه ولازم اعود لها .. فهد اللي كان ماسكها لي معرس وانا تاركها في يدين الناس وماعندي لاشغله ولامشغله ..
التفت لجدته اللي مسحت دمعتها بطرف طرحتها وهي تقول بصوت متخلخل : منب تاكلتها عليك ياعماد بس ودني عندها .. تحسبني غافلة(ن) عنك وانت ماترقد عندها ولاتكلمها الا قدامي ..
جمدت كل اوصاله .. وفترت ملامحه .. وطاحت مجموعة المفاتيح الكثيرة من يده واحدث صوت على أرضيه السيراميك الملساء ..
انثنى واخذ مفاتيحه قال بصوت بارد وخالي من أي تعابير : الكلام هذا وشو ومن قاله لتس ... اذا تبين الروحه لشادن توكلي على الله .. بطلع اكلم العمال حقين المزرعه واوصيهم على بعض الامور وارجع الاقيتس جاهزة ..
: ايه بروح معك بس لاتبطي عليّ ماعندي شي يوخرني والخدامه عندي تعاونني .
هز راسه وطلع ..
وش تعرفين بعد ياام ناصر ..؟
تدرين ليه ابتعد عنها واتحاشاها وانام بمكان وهي بمكان ولا بس معلوماتك اللي قلتيها لي ..
تدرين بهمي اللي انا ساجنه بقلبي ووجعي اللي ينهش كبدي ..
تدرين اني يوم اعزل نفسي وابتعد عنها اتعذب اكثر من عذابك وعذابها ..
سند براسه على البوابه وطلع جواله
ضغط على رقم فوزية يبلغها بقرار جدته حتى ماتفقدها ان جات تدورها ..
قفل من فوزية بضيقة وطلع للعمال يوصيهم المزرعه في غيابه ..



***

في مجلس لافي ..
رجال مجتمعين بينهم لافي واخوه غازي ..
في صدر المجلس شاب ملتحي وباين النور في وجهه ..
وعلى يمينه ابوه شايب ملتحي ايضاً بوجه سمح وكلامه يدل على وقاره ..
وعلي يساره رجل في الخمسين من عمره عرفوا انه اخو الشايب وعم الشاب ..
طالع غازي في ساعته والقلق مرتسم على ملامحه من تأخر حمود ..
...
وانتبه لكلام ابو محمد اكبر الضيوف اللي بدا كلامه بلهجة حجازية ..
: احنا ياابو نوف جايينك طالبين يد بنتك نورة لولدنا محمد هذا .. بنتك عرفناها من بنتي اللي تدرسها في المدرسة وتمدحها واحنا نبغى البنت الصالحة واللي اهلها ناس سمعتهم كويسه وفيهم خير .. والحقيقه احنا سألنا عنكم والكل مدح فيكم ..
ارتبك لافي وهو يشوف خطاب بنته اغراب عن ديرته ولهجته وعاداته وتقاليده ..
وده يزوجها لملتزم يصونها ويحفظها ويحفظ كرامتها وخايف عليها من البعد ..
قال : حياكم الله وان كتب ربي لكم عندنا قسمه فلا اعتراض وان ماكتب فالوجه من الوجه ابيض ..
هز ابومحمد راسه بيقين وعقب : الله يكتب اللي فيه خير ياابو نوف وهذا ولدي قدامك الحمد لله ملتزم ويدور على رضاي وانا عارف شهادة الاب في ابنو مجروحه .. بس حنديكم عناوين شغله والبيت وتعالوا بأنفسكم اسألوا عنه ..
دخل حمود بسرعه على كلامهم وسلم على الحاضرين ..
قال ابوه بعتب : وين رحت انت ابطيت علينا ..
قرب حمود منه وهمس له : نوف تعبت عليّ في الطريق وكل شوي اوقف عشانها .
ارتعب ابوه وسأله بسرعه : علامها عسى ماشر .
ابتسم حمود بفرح وهمس له : ابشرك بيجي عادل .
تهلل وجه غازي بالفرح وتذكر حمود بطفولته وهو يكني نفسه بابو عادل .. قال بفرح : جعله مبارك وانا ابوك ..جعله مبارك .
ربت حمود على فخذ ابوه ببهجة وتمتم بـ : الله يبارك فيك ..
ورجع يركز سمعه لسوالف ابو محمد واخوه عبدالله مع لافي ..


..
وفي قسم الحريم ..
كانت سميرة مدرسة نورة مع امها في المجلس المهتريء بناه والمرتب اثاثه البسيط بعناية واهتمام تحسباً للضيوف ..
ام سميرة حرمة كبيرة وصوتها وكلامها يدل على هدوءها وطيبتها ..
ماغير المكان من نظرتها لام لافي ونورة شي ..
وكانت تشوفهم مثل ماوصفتها سميرة .. ناس طيبين والبنت صالحة وتربيتها حسنه ..
كان الكلام ودي خالي من أي رسميه بسبب سميرة مدرسة مواد الدين في مدرسة نورة ..
ام لافي تفهم عليهم وهم يفهمون بعض كلامها وبعضه تترجمه نورة اللي استقبلتهم واضطرت تحت الحاح سميرة انها تجلس معاهم ..
وفي اثناء الحديث والسوالف ..
دخلت العنود عليهم بعد ساعه كانت تلبس فيها وتستبدل وتكحل عيونها وتمسح وتعيد ...
اخيراً غسلت وجهها عن الكحل بصابونة يدين آذت عيونها وسببت لها احمرار .. واستقرت اخيراً على تنورة جينز وتي شيرت اسود اشترتهم امها بناء على طلبها من سوق الخميس ومن النوع الرخيص جداً ..
سلمت عليهم بحيا وام سميرة تسأل عن احمرار عيونها بلهفة : سلامتك حبيبتي اشبها عيونك عندك حساسية ..
هزت العنود راسها بلا وهي تبتسم مستحيه .. ومبسوطه بالضيوف الغرباء على بيتهم شكلاً ولهجه ..!
قالت نورة اللي انتبهت لبلوزة العنود المقلوبة وهي تقاوم الضحكه : عنود قلبي تعالي ابيتس ..
لحقتها العنود محرجة لأول مرة في تاريخ زيارات الناس لهم ..
قالت نورة اللي وقفت وهي تكبت الضحكه .. : عنود يامهبوله بلوزتتس مقلوبه وانتي جاية تمخطرين عند الحريم ..
طالعت العنود في بلوزتها برعب وهي تقول بصدمة وعدم تصديق : قولي والله ..
سحبتها نوره للغرفه قالت : غيريها بسرعه وتعالي اجلسي ثم ياويلتس ان تكلمتي ولا تذبحتس امي .
ردت العنود بابتسامه : اصلاً انا خلاص كبرت وماعادني متكلمة عند الحريم ..وبصير عاقله .
ابتسمت نورة وهي تعدل خصلتين من شعره نازله على جبينها وهي واقفه على المرايه قالت باستغراب : الله الله الله وش الطاري عليتس تعقلين مرة وحده ..
عدلت العنود بلوزتها ولبستها مرة ثانيه قالت : امي تقول زال انتي مرجوجه محد(ن) بيخطبتس اذا نورة اعرست .
التفتت نورة عليها بصدمه وفتحت عيونها قالت : ياللي ماتستحين على وجهتس والله ان سمعت كلامتس هذا مرة(ن) ثانية اني لاعلم ابوي عليتس عشان يسنعتس ..
قالت العنود بعدم اهتمام : اصلاً انا سامعة(ن) ابوي وهو يقول لامي الله يطول بعمري لين اجوزهن كلهن ..
طلعت نورة بسرعه وهي تقول : الحقيني عند الحريم ثم والله لاعلمهم انتس تبين الجواز وماتستحين عشان يقولون بنتهم وسخه وماتستحي ..
جلست العنود مضطرة وانتبهت لصوت سيارة حمود اللي وقفت عند باب بيتهم وانطلقت تجري لها بسرعه متناسيه قراراتها اللي اتخذتها قبل دقايق ومتنازله عن المستقبل اللي تحلم فيه بخطوبة وزواج ومعرس في لحظة تهور واعتياد ..
وصلت لنوف تجري وهي تقول : يانوووف لوتشوفين اللي جاي يخطب نورة مهوب لابس(ن) عقال .. وله لحية وعيونه مايرفعها من تحت رجوله .. يادافع البلا الظاهر انه مسطول ..
سلمت عليها نوف ومدت عليها اكياس العصاير و الشكولاته ومعجنات وحلا لزوم القهوة والضيوف اللي وصلوا قبلها ..
قال حمود وهو ينزل : قصري صوتتس الناس لايسمعونتس فضحتينا ..
اخذت الاغراض من نوف ودخلت تجري للبيت بنفس سرعتها اللي خرجت بها منه ..



***

--------------------------------------------------------------------------------


جالسه بحنق في غرفتها ..
من الصباح نايم وماصحى الا للصلاة صلى ورجع في يده جرايد رياضيه وغدا ..
ولا كأنها عروس يفترض انها عايشه بدلع ودلال ..
طقطقت اصابعها بتوتر ووقفت راحت للمطبخ وهو مارفع راسه عن الجريدة ولاحسسها باهتمام .
شربت لها كاسة موية ورجعت جلست في الصاله ..
قالت بصوت مخنوق : ممكن اتكلم معاك ..؟
فتح فهد صفحة ثانية من الجريدة قال : تكلمي محد مانعتس .
عضت على شفتها السفلى قالت بحرج : طيب ممكن تترك اللي في يدك ..؟
رفع راسه لها وللمرة الثالثه او الرابعه يطالع فيها من اول مادخلت بيته ..
قال : قولي لي كل طلباتس مرة وحده موب كل شوي ممكن وممكن ..!
زفرت بعصبيه ووقفت رايحه للغرفه بنفس بيجامتها حقت البارحه ..
سكر فهد الجريدة ..
على قد مايبيها تتكلم حتى يعرف وش عندها على قد خوفه من اللي بتقوله وتزيده على اللي قالته له ..
شد على شعره والتفت على الجوال اللي دق واخرجه من توتره المسيطر عليه بوجودها حقيقه في حياته وعدم وجودها ايهام وكذبه ..
فتح الخط وهو يشوف اسم عماد على الشاشه وكلمه بصوت عالي ..كانت ضحكاته تملا المكان على تعليقات عماد عليه والحاحه على جيته اليوم حتى جدته تشوف حرمته ..
قفل من عماد وهي واقفه ومتكتفه وعيونها مليانه دموع ..
صد عنها بألم قال : جهزي نبي نروح لبيت نايف جدتي عندهم وتبي تشوفتس ..
قالت : طيب انت زعلان ..؟
رفع راسه لها وشافها مكسورة ورجع فتح الجريده بدون تركيز قال : زعلان ولا موب زعلان مهب شغلتس .. اعجلي خلينا نمشي وراي شغل ضروري .
عقدت حواجبها قالت : شغل ..؟
تأفف فهد ورمى الجريدة من يده بعصبيه ظاهره وتوتر خفي قال : معتس نص ساعه ولاتطولين الحكي اللي مالتس فيه .. ان ماخلصتي مشيت وتركتتس .
انسحبت من قدامه بعصبيه ودخلت الغرفه ..
يدينها مشبكتها بقلق ودموعها بدت تنزل وهي تحاول تكبحها ..
عقلها مشلول عن التفكير رغم ازدحامه بالافكار ورغم مشيتها السريعه في الغرفه ذهاباً وإياباً ..
دق عليها الباب وهو يقول : انا طالع للمسجد برجع احصلتس جاهزة ..
ثواني ووصل لسمعها صوت باب الشقه يتسكر ..
مافيه بد من انها تنفذ امره حتى تحظى برضاه او على الأقل يحس ان افكارها عنه تبدلت ..


***

البيت خالي عليها ..
بدون امها اللي تملاه عليها
وبدون نايف وحسه ..
وحياتها فارغه الا من همها وهم شريكها ..
المدرسه للحين ماراحت لها تسحب اوراقها وتوقع على نقلها اللي بلغتها نوير انه وصل ..
الساعه تقترب من خمسه وهي مستغله عصر الجمعه بالدعوات لعلها تصادف ساعة استجابة ويستجيب لها ربي ويحقق لها اللي تطلبه ..
فزت من مكانها على صوت نغمة جوالها اللي دق فجأة ..
اخذته بيد شبه ترتعش وابتسمت وهي تشوف اسم عماد على الشاشه وفتحت الخط بــطمأنينة و : الو .
وصلها صوته بمرح وماغاب عنها انه متضايق او حزين : هلااا والله ببنت خالد العنيده ..
ابتسمت قالت : اوووف عنيده مرة وحده ..!
: لو مهب عنيده يمديها في المدينه وماخلتني اجي مااشوف الدرب عشان اجلس عندها .
عضت على شفتها ورجعت خصلتها النافرة من شعرها قالت : لا من جد عماد جاي .
: ايه والله جاي ان ستر ربي عليّ وجهزي لي قهوة وشاهي ترى بيجي ضيوف وماعندي غير الله ثم انتي يبيض الوجه معهم .
قالت بهمه وحماس : ابشر بس متى بتوصل ان شاء الله ..
: الساعه خمس وعشر وانا عند الباب بإذن الله .
طالعت في الساعه الكبيرة المثبته في الجدار وشهقت قالت : يعني بعد خمس دقايق .
ضحك عماد قال : زين افتحي الباب بعد خمس دقايق .
قالت بسرعه : خلاص بخلي الشغاله تفتح الباب والله يحييك ..
: زين يالله مع السلامه .
: مع السلامه .
احتارت تسوي القهوة ولا تروح تلبس وتتجهز ..
نادت على الشغاله قالت لها : حطي القهوة على النار وروحي افتحي البوابه الكبيرة ..
وبسرعه نطت مع الدرج تجري ..
فتحت دولابها وطلعت لها تنورة جينز سماوي وبلوزة الوانها متموجه بين البنفسجي والازرق السماوي .. بكم طويل ..
ماتكلفت في زينتها عشانه ولأن الوقت ماساعدها ..
تعطرت بسرعه ونزلت مع الدرج على صوت دقات الجرس ..
توجهت لباب الفيللا وفتحت الباب ..
دخل عماد ويده في يد جدته ..وهو يقول : ابلشتنا تقول مالي قعدة في بيت شادن مهب فيه .
حضنتها شادن بسرعه وهي ترحب وتهلي وتحس بقلبها ينقبض فرح وحزن لأن جدتها ماقدرت تصبر عنها ..
والثانية تضمها وتدعي لها وتمسح على راسها ..
سلم عماد على شادن وقال : دخلي جدتي ترى المشوار متعبها .. خليها تجلس على الارض عشان تمد رجولها .
مسكتها شادن بيدها ومشت معها وصلتها لمجلس الحريم ..
كانت تستنشق عبقه .. وتشوف اثره ..
وتحس انها بتسمع صوته بأي لحظه ..
هذا بيته ومسكنه وجلسته ...
انتفض قلبها لذكره اللي ماقد غاب عنها ..
وقلبها كان مسكن خالد الخالد ..
وابى عقلها انه يترك التفكير فيه ليل ونهار ..
ورغم ان عينها فقدت شوفه حي وميت ..
الا انها اليوم تشوف اثره ومكانه وبيته اللي اختار مكانه وتفصيله ..
ضمت شادن على كتفينها بيدها بعد ماحست برجفة جدتها وسمعت تنهيدة مؤلمة ظهرت من بين حنايا اضلاعها ..
قالت بحنيه : الله يحييك ياجدتي بيتنا نور بوجودك فيه ... تعالي ارتاحي اكيد السيارة تعبت رجولك .
جلستها ورجعت لعماد الواقف في الصاله يتأمل صورة خاله خالد ومعاه شادن ونايف وهم اطفال ..
ابتسم لها قال : الحمد لله اني ماشفتك وانتي صغيره .
سحبت الصورة منه بقوة ورجعتها مكانها قالت : لو بيدك ماشفتني لاصغيرة ولاكبيرة ..
: مهبول لاتشرهين عليّ .
فتح شماغه وثبت عقاله من جديد ومع نسفة شماغه اجتاحتها ريحة عوده المعتق وحست بقلبها بتحرك ومشاعرها تتأجج وذكرياتها الحلوة معه ومع عطره ..
وبان الشوق على ارتباكة نظرتها ..
حس ان حنينه لها اكثر وانا تبادله بدون أي شك ..
قال بهمسه : ياشين دنياي من دونك ..
بلعت ريقها بصعوبة واصابعها متشابكه قالت : حتى انا احس حياتي بدونكم مملة ..
ابتسم عماد وهو يشوف ارتباكها وحمرة وجهها تتوهج قال : بدونك ولابدونكم اعترفي ..
ابتسمت قالت بارتباك مغيرة الموضوع : تعال تقهوى مع جدتي ترى وحشتني جمعتنا .
سلم على جبينها بسرعه قال : وريني عيونك وش فيها مانمتي زين ولا كنتي تبكين .
صدت بوجهها عنه قالت : هااا ... مافيها شوي بس يمكن الخبر اللي وصلنا اثر عليّ شوي .
اقترب منها وهمس لها : طيب اسمعي .. ترى جدتي عارفة وضعنا تقريباً بس حاولي تغيرين افكارها وتقنعينها انها غلطانه ..
قالت بابتسامه : تصدق كنت حاسة ان فيه شي مضايقك من نبرة صوتك .
هش على انفها بطرف اصبعه قال : ياكاشفتني انتي .. يالله روحي للغالية لاتقعد لحالها ..تلقينها الحين تهوجس في ابوك الله يرحمه وفي احمد ووضعي انا وياك .
: تعال طيب اجلس معانا .
رد عليها : لا لا مااقدر وراي شغله بس العشا والسهرة اللي عندك ان شاء الله ... على فكرة فهد وحرمته بيمرون عليكم عشان جدتي تشوف مرة فهد ..
ابتسمت له بحب قالت له : الله يحييهم .
طلع من عندها ورجعت هي لجدتها بلهفة وحب ..



***


وصلوا لبيت نايف بدون كلام ..
هي ..
افكار متزاحمة تحاول تنفذها للوصول لمبتغاها ..
وبداخلها انفعالات تكاد تفجرها من لامبالاته وبروده تجاهها ..
هو ..
لامبالي لها ظاهرياً فقط ..
وبارد من الخارج فقط
وبداخله اشتياق وحنين وملل من وضعهم المتازم ..
بس عهدٍ اخذه على نفسه انه يوريها نتيجة تهورها وتبجحها عليه ...
نزل من السيارة ودق الباب فتحت له الشغاله ودخل ..
تذكرت ان امها بلغتها باللي صار لخال شادن وان مافي البيت الحين الا شادن ..
نزلت بسرعه ودخلت من مدخل الحريم ..
استقبلتها شادن ورحبت فيها قالت : مبروك سارونه ... تفضلي حيااك .. بنت ليه وجهك كذا عابس .
فتحت سارة طرحتها وهي تقول : فيه احد قدامي ..؟
ردت شادن : لا لا مافيه احد عماد خرج وامي ونايف راحوا للمدينه ..
ربتت سارة على كتف شادن وهي تقول : ايوه قالت لي امي على الخبر ماعليه شادن شدة وتزول ويالله هذا نصيبهم ياقلبي ..
ابتسمت شادن قالت مغيرة الموضوع : تفضلي ياعروس جدتي متلهفة على شوفتك .
مشت معاها سارة ودخلت المجلس ..
سلمت على ام ناصر اللي بادرتها بالهلا والغلا والمباركه والثانية ترد بهدوء وحيا ..
قالت شادن : سارة انا بطلع فوق وانتي نادي فهد لجدتي .. جدتي ماتقدر تمشي رجولها تعورها من السيارة والمشوار .
عقدت سارة حواجبها ووقفت وطلعت من المجلس مع شادن مضطرة ..
قالت شادن : شكلك يقول انك زعلانه .
هزت راسها بلا وهي تقول : هو اللي زعلان وراسه يابس مو راضي يسمعني .
ضحكت شادن قالت : ياغبية لاتنتظرينه يسمح اذا بتقولين له شي .. خليه يسمعك غصب عنه ..
ابتسمت سارة وهي تقول : هو انتي كل شي عندك بالغصب ..؟ بس شكلي بجرب اسلوبك اذا خرجنا من عندكم ..
طلعت شادن فوق وسارة راحت تنادي فهد لجدته بفستان سبور على طولها لونه ابيض ومزهر بزهور حمرا .. كمه قصير وقصة صدره دائرية واسعه وشعرها الأشقر منتشر على اكتافها ..
دخلت عليه في المجلس وهو بدون شماغ منزل راسه بين كفينه وغارق في افكاره ومستقبله ..
رفع راسه على صوتها : تعال عند جدتك داخل .
وقف واخذ شماغه في يده ومر بجنبها قال : جدتك هذي ماابي اسمعها قولي جدتي ولا خالتي تعلمي اصول الكلام موتحذفين الهرج ماتدرين عنه .
غمضت عيونها ثواني وعدت العشرة وهي تقول " تحملي تحملي انتي اللي جبتيه لنفسك "
تبعته وهو ينادي بـ " ياولد "
ودخلت معاه عند جدته ..
سلم عليها بحب ومرحه المعهود مخفي وراه هم سارة والحياه معها ..
قالت جدته : عز الله صدقت شادن يوم قالت انها مزيونه ..
انحرجت سارة من صراحة ام ناصر وجرأتها واكتفت بابتسامه ..
ضحك فهد قال : مااخترت عبث ياام ناصر .
خبطته ام ناصر وهي تقول : وانت وش يدريك عنها يوم تقول هالعلوم .
طالع فهد في سارة اللي انتظرت اجابته بحرص قال بضحكه : شايلها على هذي وماتبيني ادري عنها ( مد ذراعه وربت عليها ).
قالت ام ناصر : هاقوم قوم اخذ مرتك وانا امك وعسى الله ييسر لكم ويرزقكم .
اخذ فهد شماغه وكأنه ينتظر احد يقول له روح اختلي فيها حتى لو كان بالنظر والاحساس وانعدم بينكم الكلام .. قال : زين اجل ياام ناصر اذا بتطولين بمر عليتس بكرة ولا بعده ...
قاطعته : لاتمر علي ولاتمر على احد اقعد مع مرتك ومتى ماكتب الله لك تجي تعال بس الايام هذي خلها لمرتك وانت معذور .
سلم على راسها قال بمرح : ابي اعرف بس من اللي معلمتس الامور هذي والله اني اشك ان ابو مشعل مخربتس علينا ويفكر يجيب لتس معرس ..
امتدت عصاها وهشت عليه وهو يضحك .. رجع سلم على راسها مرة ثانيه وهو يقول : الله لايخليني من هالريحة وراعيتها .. والله ماابرك من اليوم اللي شفتس فيه ...
وقف واعطاهم ظهره وام ناصر تتبعه بنظرات ودعوات صادقه ان الله يرزقه ويوفقه ..
التفت على سارة اللي لبست عبايتها وتلف طرحتها قال ببرود : يالله يابنت ..
طلع وتركها وراه .. ولحقته بعزيمة وعلى نية انها تواجهه واللي يصير يصير ..



***
ليلة غير ..
وسهرة غير ..
المكان لأول مرة يجمعهم..
والجو مشحون بمشاعر حنين وشوق ..
بعد ماجهزت لجدتها فراش وثير ونامت عليه من شدة تعبها ..
جلست في الصاله على الارض وهو بجنبها ..
نظراته متركزة عليها وعلى وجهها وعيونها وجسدها ..
حاولت تركز على شاشة التلفزيون قدر مستطاعها ..
وأبت الا تنحرف وتراقب عيونه ونتأمل ملامحه ..
وتلعثمت من نظرته ..
مد يده وسحب الريموت من يدها وقصر الصوت على اغنية لعيضة المنهالي ..
تدري اني موت احبك ..
وان مالي غير حبك
واللي ينبض في ضلوعي
ماهو قلبي هذا قلبك
تدري يا فرحي وهمي
من كثر مانته في دمي
كل ما تنظرك عيني
عيني من عيني تسمي
تدري من عشقي لشفوك
ما تفراقني طيوفك
صرت انا مثل المرايا
ما أرى نفسي وشوفك

انتهت الاغنية وهو مركز نظره عليها وكأنه يبي يشبع نظر ..
يبي يعيش احساسه وشعور ه بحرية من دون كبت وقيد ..
عيونه ولمساته وهمساته ..
فيها وله .. وفيها شغف ..
وفيها معاني واااضحه ..
تقول مغرم ومجنون ..
عاشق ومحروم ..

حست انها تخطيء بجلوسها معاه ..
خافت عليه وحنت رغم انها هايمه في عالمه واحساسه وحبه الواضح ..

قالت بهمس وصوت مبحوح : عماد ليه ماتروح تنام .
خانته كل قواه ومقاومته في لحظة انقيااااد ..
مسح على شعره قال : وش رايك ترقديني انتي ..!
وكأن سُكب في قاع بطنها قالب ثلج ... ذاب مع عروقها وجمد اطرافها ..
تكلمت جاهدة بجديه حتى تخرج وتخرجه من جو الوله : فين بتنام عند جدتي ولا في المجلس .
نفخ وصورة التقرير الأخير تنعرض قدام وجهه ..
وهو مابين خوفه ورغباته ..
قال لصبره ومقاومته وأشر على حضنها قال : ابي هنا ..
لاتحطني في موقف كذا ..؟
حرام عليك ..
انا اضعف من هالقرارات ..
انت الصامد المتحكم دايماً ليه الليلة بالذات تمسكني زمام الامر ..
شافها ساكنه وساكته ويمكن خايفه ..

وقف ورشف من العصير رشفه ونزله بتوتر ..
قرب منها ولثمها على وجهها وحرارة انفاسه تلهبها قال : حطي فراشي في المجلس وعسى الله يصبرني بس . ... زين انتس اقوى واحرص مني .. انتبهي لا تجاريني اذا ضعفت ..
غمضت بعيونها بقووة قالت بصوت منخفض : ترى خلاص موعد التطعيمه الثانيه قريب .. وانت اللي بتوديني .
مسح على راسها قال بلهجة حازمة : لاعاد تاخذينها ياشادن ..
رجع لكوب العصير شرب نصه جرعه وحده .. لعل برودته تطفي شي من اللي بداخله ..
قال لها انا بدخل اتروش على بال ماتفرشين فراشي ..
ابتسم لها باحباط واكمل : لاتخليني اشوفك ترى الظاهر ماعاد به صبر ياشادن .
قلبها يوجعها ..
وحستها انها صدته .. بس لابد من تحذيره حتى مايندم بعد كذا ..
قالت : عماد ..
التفت لها قال : لبيه ..!

: ليه ماآخذ التطعيمات .
تنهد ونفخ وزم شفايفه قال : مالها داعي وبس ياشادن .
انسحب من قدامها واخذ منشفته اللي جابها معاه واغراضه الشخصيه من صابون وشامبو وفرشاة شعر وفرشاة اسنان ودخل الحمام وهي يشتعل قلبها حيرة وقهر ..!



***

جلست معاه في السيارة ..
قالت : فهد ..
رد عليها ببرود : لاتقولين اهلي ماكملتي 24 ساعه من يوم طلعتي من عندهم .
قالت : لا مو اهلي ..
: اجل وش تبين اخلصي عليّ .
اخذت نفس عميق قالت بهدوء : انا آسفه على اللي صار .
وكأنها صبت على راسه ماء بارد في عز الهجير ..
ماعلق ولاوضح لها اهتمامه بالسالفه ..
قالت مرة ثانيه وبصوت مخنوق : فهد والله آآسفه .. انا من عرفت انك .. انك ... انو .. ياربي ماادري كيف اتكلم المهم اني فهمت الموضوع ومرة ندمانه على كلامي ..
ركز نظره في الطريق .. واكملت : خلاص آآسفه .
رفع حاجبه وقال ببرود : وين اصرفها فيه آسفه هذي اللي انتي تقولينها ..
سكتت وبلعت غصتها ..
واللي عليها سوت ووكلت امرها لربها ..
لأول مرة من بعد موقفها معه يستشعر طعم الراحة والفرح ..
وكأنها ازاحت عن قلبه حمل كبير ..
قال فهد : وين تبين تتمشين ..؟
ردت بانفعال حاولت ماتوضحه وماقدرت : ماابغى اتمشى .
قال متظاهر بعدم الاهتمام : زين جزاتس الله خير .. حتى انا مشغول موب فاضي لتس .
لفت راسها على الشباك وطالعت في اللامكان وعقلها مشغول فيه وفي شخصيته الغريبه ولامبالاته وبروده ..
وهو اكتفى بكلمة وحده حتى يحلم ويتمنى ..!



***
السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار - صفحة 2 Empty رد: رواية ملامح الحزن العتيق للكاتبه اقدار

مُساهمة من طرف السبيعي الجمعة يوليو 08, 2011 9:02 am


يوم آخر ..!
اصبحت ماشافته ..
ماله اثر الا فراشه
والبطانيه على وضعها
ومثل ماهي مطبقتها وتدل على انه ماتغطى فيها ..
دقت عليه مرة وثنتين وثلاث حتى يجي للغدا ومارد ولا دق ..

في نفس اليوم ..
رجع نايف وترك امه عند اخوها ..
بكت لاجله
ودعت له
وأبت الا انها توقف جنبه في عز محنته
وتراعيه بدال زوجته المهمومه من مصيبة ولدها وهم الفضيحة ..
ورغم كل اللي سواه فيها لقاها الاخت الطيبة والحنون ..
مر اليوم كله هي مشغوله فيه وهو ملتهي عنها وفيها ..
نايف وجدته قضوا يومهم سوالف قديمه وجديده ..
بعد العصر طلع نايف للمستشفى بتقارير خاله ابونادر لعل وعسى انه يلاقي علاج يخفف ولا يرجع له شي من صحته بعد الله ..!
وبعد اذان العشا ..
كانت ام ناصر تملا المكان بروح العبادة والصلاة ..
دخل نايف بأوراق وملفات اثارت بداخل شادن الكره والتقزز لأن مثلها حملت لها اسوأ الأخبار في حياتها ..
ماانتبه لشادن الواقفه تمسح الطاولات وتنفض الكنب عن الغبار قال بصوت عالي : شاااادن .. شااادن ،، وبصوت اعلى : شااااادن ..
قالت بصوت اقرب للهمس : ياخي قصر صوتك .. جدي تصلي . بعدين ماتسمعني اقول لك نعم نعم نعم من اول ماناديت ..
حك شعره قال : لاوالله ماسمعت .. اسمعي عماد وش عنده في السعودي الالماني .
قالت برهبه وخوف : اش عنده ..؟
جلس نايف بتعب قال : ماادري انا اسألك .. انا كنت رايح اودي تقارير خالي اشوف اذا له علاج عندهم جبته هنا .. الهم شفت ابو مشعل خارج وفي يده اوراق وناديته عشر مرات كل العالم سمعوني وهو ماسمعني .. دقيت على جواله اول شي مارد بعدين اعطاني مشغول ثم قفل جواله .
ارتبط في ذهنها منعه لها من التطعيم واللي صار ..
وطاحت المنفضه والمناديل الورقيه من يدها ..
وجلست وكأنها انضربت على هامتها بآله ثقيلة ..
اخذت جوالها ودقت عليه والنتيجه مغلق ..
قالت : طيب ماشفته وين راح ..
رتب نايف الاوراق اللي في يده ودخلها بملف واحد وقال : مريت من عند مسجد قبل اذان العشا واعتقد اعتقد اني شفت سيارته ..
جزمت ان فيه شي ..
اما خير ولا شر ..
سمعت جدتها تنادي نايف قالت : نايف ياويلك لو قلت لجدتي شي تراها ماتتحمل كلام مثل هذا .. فاهم .
حط يده على شعرها وبعثره بحركه طفوليه قال : تعلميني انتي اش اقول لجدتي واش مااقول .. اسمعي بس رجالك تعبان فيه شي .
باغته بإجابه سريعه : لااا مافيه شي الحمد لله ..
زم نايف شفايفه قال : اجل استعدي شكله خطب وراح يسوي فحص ماقبل الزواج ومن الفرحه مايبغى يكلم احد .
ارتمت على شفاهها ابتسامه كاذبه وباردة .. قالت لنايف اللي اعطاها ظهره رايح لجدته : ربي يهنيه اذا يبغى يتزوج .
وقف نايف والتفت لها قال : نعم ..؟ اش قلتي ..؟
ماردت عليه وطلعت فوق ..
كافيها جروح وعذابات وهموم ..
حاولت تتصل عليه ونفس الاجابة .. جواله مغلق .
وبعد ربع الساعه ...
انتبهت للمسج اللي وصلها ..
فتحته بسرعه وكان من عماد ..
التهمت حروفه وكل كلها ينتفض ..
معترضه عليه وعلى تصرفاته ..
ليه يعذبها وكل مرة يطعنها في مذبح ..
ينزف جروحها ويزيد آلامها ....
حست بعدم قدرتها على الاحتمال ..

دارت فيها الأرض وطاح الجوال من يدها متحول لاجزاء صغيره وطاحت معاه مغمى عليها ..!!

--------------------------------------------------------------------------------


الفصل الحادي والعشرون

~~ يانصيبي انا راضي ~~

صد وجفا ..
وطال السكوت ..
عيونها فيها حكي
وبشفاهها مات الكلام
ليه الكلام ..؟
دام الكلام ماينسمع ..
ماينفهم ..؟
ياصاحبي
تعال واقرا داخلي
ندمانه واطلبك السماح
وجفاك يسكنني جراح (#)


يومين مرت وضاقت بها الدنيا والملل تمكن منها وصابها بروده ..
والكلام ماعاد له حاجه وهو مايلتفت لها ان همست
ولا يسمع لها ان اعتذرت ..
ولايهتم لها ان حسسته بوجودها ..

جالسه على كرسي التسريحة ..
تحاول تشغل نفسها بتزيين اظافرها بطلاء زهري لامع ..
تأففت وهي تسمع صوت التلفزيون انطفى ..
تمنت لو انها عند اهلها تتكلم ويكلمها احد .
ولا معاهم ثالث في البيت يحرك السكون اللي استوطن من اجواء الشقه وقلوبهم ..
تحركت وهي تنفخ على اظافرها حتى تجف مناكيرها بسرعه
ووقفت بجلابيه تصميمها مغربي شكها ناعم والوانها مابين الزهر والموف ..
خللت شعرها المنسدل على اكتافها بأريحيه مناقضه لانفعالاتها واعصابها ..
رجعت لمته من جديد ثم اتاحت له حريته ..
وانسدل مرة ثانية على كتفينها بنعومه مبين قصته المدرجه وخصله الشقرا ..
بخت من عطرها اللي تحب وتفضل ( ستيلا ) وانتشرت ريحة الورد في الغرفه وداهمها احساس بالانتعاش نوعا ما ..
قدمت خطوتها بتفتح الباب وانفتح قبلها ..
لابس ثوبه وشماغه في يده ..
حاول يصد عنها وماقدر ..
اخيراً استسلم وهو يطالع في عيونها اللي ارسلت نظرتها للأرض بغية الابتعاد عن عيونه الجريئة الواسعه ..
دارى ابتسامة اعجاب ومحبة وتظاهر بعدم الانتباه والاهتمام لشكلها وزينتها اللي اضافت لها انوثه وفتنه ..
قال بارتباك اخفاه بصعوبه خلف بروده وجفاه : انا ماشي للمسجد .. لاارجع الا وانتي جاهزة حتى تروحين معي .
شبكت يدينها في بعض قالت وفي بالها انه بياخذها لجدته عند نايف : فين بنروح .
لبس شماغه وهو معطيها جنبه قال : ليا طلعنا تعرفين وين بتروحين ..
مشى مااعطاها مجال للكلام ..
وهي رجعت للغرفه بقهر ..
صخر .. جماد .. ماعنده احساس ومو بني آدم
عارف اني ندمانه وتأسفت واعتذرت ..
اش يبغاني اسوي له ..
زفرت بملل وهي تطالع في المرايه ..
لابسه وجاهزة وموناقصها شي حتى تبدل ..
اخذت شرشف صلاتها ولفته عليها بعنايه وكبرت على سجادتها ..
صلت العصر وقبل ماتسلم توجهت للي ماتصعب عليه الصعاب طلبته ورجته انه يرأف بحالها ويساعدها ويرضي زوجها عنها ..
سلمت على يمينها وشمالها وقامت تجهز عبايتها وشنطتها ..
وقبلها اخذت جوالها دقت على رقم شادن وزمت شفايفها محتارة ومحبطه من تقفيلة شادن لجوالها (مو على عادتها ) ..
راحت تنتظره في الصاله ..
جلست مكانه ..وهي تتخيل شكله وعيونه وضحكته اللي ماسمعتها الا لمن كان عند جدته ..
وتذكرت كلامه عنها لجدته ..
شالني على ذراعه .. !
عضت على شفتها السفلى بخجل ..
وش كان انطباعه عني قبل كلامي
معجب ..!
ولا يحب ..!
طيب وانتي ياسارة ..
حبيتيه ..؟
ولا معجبه في شخصيته ورجولته وشهامته ومواقفه النبيله معاكم ..؟
اسئله دارت في ذهنها لنفسها وكانت الاجابة محيرة ..!
فتح فهد الباب وشافها جالسه في الصاله وفي مكانه اللي اعتاد يجلس فيه مقابل للتلفزيون ..
ارتبكت ووقفت وعبايتها في يدها قالت : نمشي ..!
رد عليها بكلمه وحده : ايه .
طلع قبلها ووقف على باب الشقه وهي تلبس عبايتها وطرحتها ونقابها الضيق على عيونها .
قال بلهجه حاده وهو يدخل المصعد : غطي عيونتس ..!
سحبت طرحتها واضفتها على عيونها مقلده شادن وطريقتها قال : بعدين لاتكثرين العطر وانتي طالعه ولا اقولتس لاعاد تحطين عطر بالمرة اذا بغيتي تطلعين ..
تلعثمت من قسوة لهجته الجافه قالت : لمن تعطرت ماكنت اعرف انا بنخرج ..
انفتح المصعد وراحت تتبعه منقاده لأمره وصابره على تجاهله وبروده وجفاه وقسوة لهجته ..



***

على الأرض ..
شَعْرَها متبعثر على وجهها مثلها..!
جوالها متكسر مثل روحها ..
برودة جسدها مثل حياتها بعده ..
اثر دمعه نازلة على خدها اللي ياما عانق دموعها واعتادها ..

دخلت عليها الشغاله تبي تسألها وش يسوون عشا عشان حتى تتأهب وتستعد ..
وكان المنظر كفيل انها تصرخ وتنزل تجري تنادي نايف بهلع وخوف ..
: مستر مدام شادن يطيح تعبان .. مافيه يقوم ..
فز نايف من جنب جدته الجالسه على سجادتها وتستجوبه عن مشواره للمستشفى وعن كلام الدكاترة عن حالة خاله
اخذ الدرج بثلاث خطوات ودخل غرفتها ..
رفع راسها على ذراعه وصرخ بالشغاله تجيب مويه وامتد العطر من فوق التسريحه القريبه منه بيده الثانية ..
شممها العطر ومافاقت ..
وضربها على خدها بخفيف وهو يناديها باسمها علها تسمع وتحس وماحست ولاسمعت ..
دخلت الشغاله بالمويه .. ورشها على وجهها وكانت كما هي ..
شبه ميته ..
شالها بين يدينه وهو يصرخ بالشغاله المرتجفه وخايفه : هاتي عبايتها بسرعه ..
نزل بها مع الدرج ..
جثه ..! ولا شبه جثه ..!
للحين مايدري ..!
سمع جدته اللي خانتها رجولها وماساعدتها في موقف مثل هذا وماقدرت تلحقهم او حتى تتحرك من مكانها ..
تجاوز نداءاتها ولهفتها لخارج البوابه والشغاله تجري وراه ..
توقف عند البوابه ورمت الشغاله العبايه على جسدها ووجهها وخرج للسيارة ..
دقايق كانت بطيئة عليه وسريعه على الزمن وكان نايف في قسم الطواريء يشيلها بين يدينه ..
شادن الام الحنون والاخت الرقيقه ..
البنت اللي رباها وربته
والصديقه المخلصه ..
مرت دقايق طويله وهو ينتظر ويااااصعبك ياانتظار ..
طلعت له دكتورة سعوديه منقبه قالت : انت قريب المريضه ..
رد بلهفه : ايوه اخوها ..
: تطمن هي بخير .. تعال لمكتبي ابغى اسألك بعض الأسئله عنها .
قال بلهفه : ابغى اشوفها اول شي ..!
ردت : هي الحين نايمه اديناها مهديء ومنوم .. اختك متعرضه لصدمة عصبيه .
عقد حواجبه مستغرب وقال مستفسر ومستنكر : صدمه .. ماصار شي ...
وقف الكلام بحلقه وهو يتذكر اشلاء الجوال ..
طلع جواله بسرعه ودق على عماد ..
والنتيجه مثل ماتوقع ( مغلق )
ارسل له رساله وخطواته تتبع خطى الدكتوره لمكتبها .. ( شادن في المستشفى اذا امرها يهمك )
دخل عند الدكتورة متناسي ان فيه شخص يتخبط ويتآكل من الهم على قطعة قلبها ولايدري كيف يوصل لها او حتى يخرج من باب البيت ..
سردت له الدكتورة اسئله اعتياديه .: متزوجه ..
: ايوه ..
: كيف علاقتها مع زوجها ..؟
: اللي اعرفه انهم تمام .. بس اذا هي تخبي عنا هذا شي ثاني .
: طيب فيه مشاكل في حياتها تخليها تفكر كثير ..
هز نايف راسه بلا بعدين قال بنفسه وهو يتذكر ويتأكد ..!
اكيد من عماد .
ولا صدقت كلامي عنه لمن قلت انه بيتزوج ..
نفض راسه والدكتورة تواصل الكلام ..
متى آخر مرة شفتها قبل مايغمى عليها ..؟
سند براسه على الكرسي قال : قبل دقايق وماكان فيها شي بس الحين تذكرت ان جوالها كان متكسر اكيد انها كلمت احد ..
سجلت الدكتورة بعض الملاحظات في ملف شادن ووقف نايف قال : انا لازم اشوفها يادكتورة .. حتى لو كانت نايمه .
هزت الدكتورة راسها قالت : تفضل بس ماتكلمها ولاتحاول تفتح معاها أي نقاش اذا هي ماتبغى .
طلع نايف وهو يقول : يصير خير ..
دخل غرفتها وجلس على كرسي مقابلها ..
حاول يخمن وش صار ووش قال ..
ساعه ..
وساعه ثانية ماحس فيها لأنه ينتظر متى تصحى شادن وتقول له على سبب انهيارها ..
دق جواله وكان المتصل فهد ..
رد عليه نايف بتعب .. : هلا فهد ..
: هلا بك علامه صوتك اللي يشوفك يقول ميت لك احد .
رد نايف بجديه وصوت واطي : شادن تعبانه وفي المستشفى .
تغيرت لهجة فهد لنفس جدية نايف قال باهتمام : وش فيها ..؟
: ماادري اغمي عليها فجأة .
: لايكون عشان عماد يبي يسافر .
سكت نايف ثواني ثم قال : هو قال لك انه مسافر .
: ايه قال لي بعد صلاة العشا .
زم نايف شفايفه وبقلبه " الحين عرفت "
قال فهد : وانت معها في المستشفى ...؟
: ايوه طبعا .
: وجدتي لحالها ..
ارتعب نايف ووقف بسرعه قال : نسيتها الله يلعن الشيطان .. الحين يمديها قلقانه ...
قاطعه فهد : ياخي انت صاحي ولامجنون .. ليه مادقيت عليّ ولا على مشاري ولا ..
قاطعه نايف بدوره : فهد مو رايق لك مع السلامه ..
قفل من فهد وطلع من المستشفى لجدته بأقصى سرعه ..
جدته ماتتحمل الاخبار الشينه ..
لازم يروح يطمنها ..
حتى لو يكذب عليها ..
ركب سيارته ودق جواله وكان المتصل هو الغاية وهو المطلوب ..
رد بعصبيه حاول يخفيها احتراماً لعماد وتقدير : هلا ياابو مشعل مابغيت تكلم .
رد عليه الثاني بحزن ماخفي في صوته : بأي مستشفى ..؟
: مستشفى ال... اللي قريب من البيت ... ليتك تجي عندها بدالي انا برجع لجدتي ..
وبنفس الحزن ونبرة الوجع اللي ماخفت على نايف قال : زين مع السلامه .
تحرك نايف للبيت والأسئلة تاكله من كثر الحاحها على معرفة وش فيهم ووش صاير ..!!


..
باقي ساعتين عن موعد الرحلة ..
لولا انه فتح جواله يبي يكلم فايز ويأكد عليه بعض الأمور ولا يمديه راح ماشافها وهذا حالها ..
دخل المستشفى ببنطلون اسود وقميص بيج ملقلم بأسود انيق بربطة عنق مهمل ربطها لأنها خنقته ..
سأل عنها الموظفه وتوجه للمكان اللي دلته عليه ..
خطوته الثقيله تحثها لهفة قلبه على الخطا ..
هذا اللي جنته مني
دمع وبكا وهموم ..
ماشافت الفرح من يوم عرفتني
دخل للغرفه وعيونها اللي يهيم فيها مغمضه وتخنق دموعها ..
وجهها مكتئب وعقدة حواجبها تدل على عدم رضاها واعتراضها على فعايله ..
وقف بجنبها وباس جبينها
غصب عني يالحبيبة
بُعدي والله ماهوي بايدي ..
تحركت يدها وعقدت حواجبها اكثر ..
كابوس راودها من جديد ولا واقع مؤلم بتبدا خطواته من هاللحظة ..
بدون عماد ..
الرساله .. " " مسافر المانيا بعد اربع ساعات .. الله العالم متى ارجع ..
اكتمي اللي بيننا ياشادن .. ان طولت عليك ومليتي لاتنتظريني وان مارجعت سامحيني "
صرخت وعيونها تتفجر بالدموع ..
وعلى صرختها اللي تمنت يظهر معها شيء من وجع ..
التقت صورته مع تذكرها لكلام الرساله ..
يعني يكذب عليّ
ولا جاي يودعني
جلست بانفعال وصرخت من جديد
متجاهله قانون الصبر في حياتها
متجاهله انها في مكان ايقنت انه مستشفى مليان ناس بأمارة الحبل الموصول من قارورة مغذي ممزوج بمهديء لوريدها ...
تمردت على هدوءها وثباتها وهي تشوفه بالملابس الافرنجي دلاله على ان كلامه حقيقي وانه مساافر ..
دخلت الدكتورة بسرعه وصرخت فيه وهو يحاول يضمها وهي متمرده وثايرة : لو سمحت اطلع برا .. لو سمحت المريضة عندها صدمه وانهيار مانسمح لاحد يكلمها .
رد برصانه ولهجة حاده : هذي زوجتي وانا احرص منك عليها .. انتي اللي لوسمحتي .
وجه كلامه لشادن اللي مسكت بذراعه وهي تبكي بانهيار وخصلتها متبعثرة وملتصقة بدموعها ..
تجاهل وجود الدكتورة اللي حست من نبرة صوته بقوة شخصيته واكتفت باسداء الأوامر للمرضه انها تحقنها بمنوم .
قال بصوت هادي : شادن .. عمري .. شادن قلبي .. طالعي فيني وهدي نفسك .. طالعي فيني ... شااادن .
ابعد الشعر عن وجهها ورفع راسها ولصق شفايفه على جبينها وهي تتنهد وترتجف قال بحنان بالغ : عمري انا .. لاتبكين عساني ماابكيك .. لاتبكين ماله داعي كل هذا ..
مددها على السرير وانحنى معاها وراسها على صدره .. قال : ارتاحي ياعمري .. ارتاحي ولاتفكرين بشي ..
من بين تنهداتها وآهاتها المتكرره وشهقاتها المتواليه ووجهها اللي اغرقته دموعها وعماد انا احبك وآآآه .. و مااقدر اعيش بدونك رواح اموت لو تخليني وعماااد احبك تكفى لاتروح وتتركني ولاخذني معاك .. تكفى عماد والله راح اموت ..
ثبت يدها للممرضة وطالعت فيه من قرب تستجديه يقول لها شي يطمنها قبل ماتغيب عن الوعي بفعل المنوم ..
يقول عشانك خلاص ماني رايح ..!
عشانك بكون معك ..
وبصير لك .
وبرضى بقدر ربي عشانك ..
لمحت دموعه مستقرة بمحجر عيونه لاهي اللي نزلت ولاهي اللي اختفت ..
ثارت انفعالاتها من جديد ..
وحاولت تصرخ وتصرخ وتصرخ وتعبر ..!
لكن المنوم اثقل لسانها وصوتها ثم عقلها ..!
نامت في عز كابوسها وهو محتضنها ..
البعد شرٌ لابعد منه ياشادن
قالها قبل
ويقولها الآن وبإصرار ..
لثم جبينها مودع ..
ولثم يدينها اللي تشبث العطر فيها مثل ماتشبثت روحه فيها ..
استنشقه بحنين وشوق رغم انه بين يديه ومافارقه ..
ولمها على صدره اخيرة قبل الوداع ورحيله ..
ونزع نفسه مجبر وصوت جواله بنغمته الحادة يملا المكان ..
وقف وهو يشوف اسم فايز على شاشة الجوال وتذكر انه ينتظره حتى يوصله للمطار ..
ووقف قلبه ثواني وهو يتذكر انه يمكن يعود ويمكن مايعود ..
ودعها وترك دمعته تنزل تودعها ..
وترك قلبه عندها ..
طلع يمشي بخطوة اثقل من قبل ..
وهم اكبر من قبل ..
وحب اعمق من قبل . ..
لمح نايف جاي من بعيد وغير وجهته حتى مايفضحه دمعه وطلع مع بوابه اخرى ..
ركب سيارته وفتح جواله وكتب لفايز رساله بدال ماينكشف حزنه من صوته المخنوق .. ( مشكور يافايز دبرت امري وجزاك الله خير .. نلتقي على خير ان كتب لنا الله لقا )
شد على المقود بيدين ابيضت مفاصل اصابعها إثر التوتر ..
ومسك الطريق اللي يودي للمطار .. او للبعيد .. او للاعودة ..
شوفة شادن بهالحال كسرت الحاجز الصلد وسمحت للدموع بالانهمار ..
بكاها حب
بكاها ندم ..
بكاها قهر
وعشق وشوق ..
بكى ليلة زواجها ..
بكى نظرة اللوم في عيونها
وبكى محاولاتها بشتى الطرق انها توصل له وهو يصدها ..
بكاها الم وبكاها عذاب وبكاها أمنية وبكها وله ...
رجع مسك جواله بيد ترتجف وفتح على الرسايل في لحظة تشويش وحنان ( شادن تركتها امانه عندك انت بالذات )
ارسلها وهو يغمض عيونها على سيل الدموع ..




***


عريس مداوم ..!
ودوامه من الساعه ثمانية صباحاً للساعه خمسة العصر ..
وعروس لوحدها في الفندق تنتظر رجعته بفارغ الصبر ..
هي تدري انه مهموم من عمايل ليلى اللي اعطاها عماد عنها فكرة .. ( ماكانت معه زينه .. )
احياناً تشوفه طيب ومرح وفجأه يقلب وكأنه شخص آخر ..
املها بالله وبشجاعتها انها تغيره وتعوضه ..
طالعت في الساعه 9 مساءً ..
باقي ربع ساعه ويوصل من البيت اللي راح يبيع اثاثه بعد مافرجها امس عليه ..
تذكرت لمن قالت مانبي نغير الا غرفة النوم واصر على تغيير الأثاث كله .. وابتسمت لاهتمامه فيها ..
قفلت كتاب لاتحزن لعايض القرني اللي اهداه لها عماد واللي ملا عليها فراغها ونفعها وأفادها ..
وحطته في درج الكومودينو وراحت للحمام
تحممت ولبست ساري هندي ستايله يناسب شكلها اللي له طابع هندي ..
كـ سَمار وشعر اسود وعيون عسليه واسعه ..
لصقت في جانب انفها زمام على شكل فص لامع بعد مازينت بمكياج هادي يناسب لبسها ...
تمنت انها في بيتها حتى تاخذ راحتها اكثر .. وتستقبله بقهوة وشاهي وبخور وعشا من صنع يدينها .. بس الايام جايه ان شاء الله ..
انفتح الباب ودخل احمد وهي تستقبله عند الباب بابتسامه خجلانه ..
ماسوتها ليلى من سنين ..
كل مادخل حصلها نايمه او على اللاب توب ..
صغرها وابتسامتها وفرحتها الباينه على وجهها بعودته واهتمامه فيه يمنحه احساس بالارتياح بعد جهد العمل ..
مد عليها شماغه وعقاله قال : اشوفتس لابسه تبين تطلعين .
هزت راسها بلا قالت : لا ماابغى اطلع وانت تعبان .
قال : اذا ودتس تطلعين ماعليه نطلع ساعه ساعتين عشان تستانسين .
ابتسمت برقة قالت : الايام جايه ان شاء الله .. بنتمشى ونستانس بعد مانسكن بيتنا ..
اقسم بالله في نفسه انها اعقل منه رغم ان عمره ضعف عمرها ..
سحبها بيده وجلسها بجنبه وباس جبينها .. قال : اشهد ان ابومشعل اختار لي .
ذابت خجل بين يدينه وطيب كلامه وحست انها انجزت جزء بسيط من المهمه لمن ادخلت لقلبه الاطمئنان والارتياح والباقي يهونه ربي ..!


***

في مطعم راقي جداً ..!
جوه شاعري ..
في الهواء الطلق
بدون حواجز او سقف وحجاب ..
فوانيس صغيره تضيء الظلام
وطاولات وكراسي عريضه تشبه الجلسات العربيه توحي بآصالة وتراث
وجو جده ربيعي ..!
الهواء النقي والنظيف يلفح القلوب قبل الوجوه والأجساد
قال فهد لسارة الشاردة بذهنها بعيد عنه وقريب منه ..
: قومي نبي نروح للبوفيه .
ناداها مرة ثانيه لأنه مالقى منها جواب او ردة فعل ..
: ماتسمعين انتي ..
ليه اختار المكان هذا ..!
وليه يعذبني كذا ..
وليه يحسسني اني على الهامش في حياته .. وانا مو على الهامش اكيد ..
رفعت راسها لصوته اللي ارتفع : هيييييي لاتفضحينا بخلق الله يقولون اني اكلم وحده صمخا ماتسمع ..
قالت باستغراب : هاااااااا ؟؟ ايش ..؟ صمخا ..؟
ابتسم لأول مرة لاشعورياً قال : يعني طرشة .. صمَّا .
ابتسامته احيت فيها امل وكلمته اغاضتها وامتزج فرحها بغضبها ..
قالت بشبه انفعال : طيب اشتبغى مني ..؟
غمض عيونه وفتحها قال : تكلمي بأدب اول شي ثم قومي بنجيب لنا عيشه ناكلها .. ولاتبيني اجيب لتس معي .
قالت بزعل : جيب لي على ذوقك ... مافيني اقوم رجلي تألمني من المشي .
تذكر ان المسافه اللي بين المواقف والمطعم مو قصيرة ..
قال بدون تركيز : لاحول ولاقوة الا بالله .. ليش ماذكرتيني ان المشي يتعبتس على رجلتس .
قالت بنفس النبرة : متى اذكرك ..؟
تذكر ان مافيه بينهم كلام اصلاً عشان تذكره ولاتقول له شي .. ووقف .
جاب صحنين فيها زر ولحم وخضار وسلطه ..
قال وهو يمد صحنها عليها : ان ماعجبتس قومي جيبي لتس غيره .
رفعت حواجبها قالت بتغيضه : لاوالله ماني رايحة ولامتحركه من مكاني .
مارفع نظره لها قال بعد مادخل اللقمه في فمه : والله عاد انتي حرة .. تبيني اجيب لتس غيره ماعندي مشكله تبين تاكلين اكلي .
دفت الصحن بعيد قالت : اصلاً مااقدر آكل من تحت الغطا .. ماتعودت .
طالع فيها شوي قال : يعني آكل لحالي .
: فهد لاتعقدها .. عن جد مااعرف آكل من تحت الغطا .
بلع لقمته بصعوبه قال : اجل ذكريني اذا وديتس للديرة اخليتس تعودين على البرقع وتاكلين من تحته .
كانت ردة فعلها تسبق تفكيرها وهي تقول : اييييش ..؟ والله لو ايه مالبسته .
التفت وبداخله ضحكه لو سمح لها بالانطلاق سَمَّعْها كل اللي في المطعم ..
شافت الويتر جاي ناحيتهم في يده معسل قالت باستغراب : طالب معسل انت ...؟
التفت فهد للويتر وكمل اكله وهو يقول : ايه وش يردني لااطلب وانا واحد حقير وقذر وتافه ..
حست ان كلمته خنقتها وامتلت عيونها بالدموع قالت بصوت متهدج وهي تشوف الويتر يتجاوز طاولتهم للي وراهم : قلت لك آسفه .. كنت فاهمه غلط .. ماتعرف تسامح ...؟
توقفت اللقمه في حلقه وشرب نص كاسة المويه ودف الصحن وسند بظهره على الكرسي المبطن بمسنده مريحة للظهر ..
طلعت منديل من شنطتها مسحت دموعها وانتبهت لاصوات بنات يضحكون وراها ووحده منهم تتغنج تقول خلااااص اسكتوا فشلتونا في الرجال ..
التفتت سارة للبنات وكل وحده بلثمه وعيونهم ملونه وممتلئة بأنواع الكحل والشادو ..
التفتت لفهد فوراً وشافته صاد عنهم وكأنه منحرج ..
قالت : نمشي ..؟
رد عليها وهو يرجع يده ورى الكرسي بارتياح قال : لا اصبري شوي تو السهرة بدت .
حست انها تكلمت معاه الليلة عن الثلاثه ايام اللي راحت وشكلها زودتها ..
لكنها ماقدرت تسكت واصوات البنات مزعجتها واثارت الغيره بداخلها..
ومافات فهد مللها من الجو والمكان خاصة لمن قالت : طيب ممكن نغير جلستنا ماني مرتاحه هنا .
ارتفعت اصوات البنات ضاحكه ووحده تصرخ تقول : اماني حطي يدك على قلبها البنت خلااااص ذابت ..
تحرك فهد ووقف قرفان من حركات البنات قدامه وكلامهم عنه قال : قومي تعالي لطاولة ثانية الشرهه والله على اللي فالتهن في هالليل ..
تنفست بارتياح ووقفت معه وتفاجات بمسكة يده ليدها لأول مرة ومشى معها وهي مستسلمه بارتياح ..
راحوا لجلسه بعيد عن جلسة البنات وقريبه من المسرح المرتفع على شكل صخور طبيعيه وحوله اشجار غابات توحي بشاعريه ورومنسيه ساحرة ..!
جلس بجنبها على كرسي واحد يكفي شخصين ويدها في يده ..
حست بحرارة تسري في جسدها ..
وحاولت تسحب يدها وشد عليها وهو يطالع في المسرح
قال : فيه مطرب بيجي الحين صوته حلو ..
حست انه بدا يتقبلها ويكلمها ..
تنفست بعمق وارتياح ..
وقبل ماتتكلم صدح صوت الموسيقى في انحاء المطعم المكشوف للسماء والنجوم ..
وكأن الصوت اللي طغى على كل الكلام انقذها من رد تلعثم على شفاهها بفعل مسكة يده ليدها ..

يعني يعني ما ودك
تجينا يعني متكبر
علينا يعني متكبر علينا

يعني ما ودك تجينا
يعني متكبر علينا
صرت متغير وقاسي
صرت حتى اتشك فينا

يعني يعني ما ودك
تجينا يعني متكبر
علينا يعني متكبر علينا

ما نسينا الماضي والله وعلى جفاك يعين الله
وان نسيت بشكي الله وان هويتونا هوينا

يعني يعني ما ودك
تجينا يعني متكبر
علينا يعني متكبر علينا

حط نفسك في مكاني
كيف اتحمل زماني
جرب احساسك عشاني
قول والباقي علينا

يعني يعني ما ودك
تجينا يعني متكبر
علينا يعني متكبر علينا

صدفه حبيتك يا غالي
واسهر عشانك ليالي
كيف انسا ذا محالي
ومن العواذل ما علينا

يعني يعني ما ودك
تجينا يعني متكبر
علينا يعني متكبر علينا


جو الاغنية صاخب ومايناسب مسكة يده ليدها ..
ورغم ان الجو يناسب رقص الأجساد اكثر الا ان قلبها يرقص من رهبة قربه ...
حست بحرارة جسده وهو يقترب منها اكثر .. واشتعلت كلها ..
كان معاها وحولها ويتظاهر انه مندمج مع المطرب اللي يتراقص مع اغنيته الراقصة .. وقلبه بين اصابعها الرقيقه اللي شبكها في اصابعه القوية ..
مرت عليها الدقايق ساعات طوال ..
رغم انها مستمتعه بأنه بدا يميل لها الا ان قربه وفي مكان عام كفيل انه يحصرها في لحظة وثانية ..
انتهت الأغنية وبدت اغنية ثانية بصوت حالم لمطرب مبتديء يحاول جاهد انه يوصل لمشاعر الحضور ويعجبهم ....

يا بعدهم كلهم
عطني من دنياك حبك

ياللي انفاسك دفايه
يكفي بس تبقي معايه

ياخذون اللي يبونه
إلا قلبك يتركونه

تختفي الشمس وضياها
وينتهي العالم وراها
يا سراجي بينهم
واترك الباقي لهم

ولمسة ايدينك شفايا
من هو من بعدك مهم

كل هالعالم وكونه
لا تمسه ايدهم

ترحل القمرة وسناها
انت تغني عنهم

مع الاغنيه كان سارح ويفكر ..
هو حلم ولا يشبه الحلم ..
قربها منه بعد ماانزاح الكابوس اللي اضناه اسبوع ونص مر كأنه عام كامل ...
تذكرها وهي تعتذر وكلامها ورقته وتلعثمها وهي تحاول تبين له خطاها وسوء فهمها ..
سحب يده من يده بلا شعور ومدها من خلفها وحط لكتافها والكرسي الخشبي المبطن بمسنده تصميمها تراثي يحول بينه وبين الناس ..
كانت تذوب خجل اكثر منه فرح ..
قال بهمس : ودتس تسمعين اغنيه معينه ..
أي اغنيه واي كلام اللي يبيها تذكرها وهذا حالها ..!
هزت راسها بلا وكأنها ماتذكر من الأغاني اغنيه ..
كانت اللحظات هذي كفيله بأن يصفح وينسى ..
ينسى اسبوعين مكلله بالتعاسة والزعل ..
يدمل جرح فراق سعود لو برهه ..
يعيش اللحظة وبس ..
وهي لجأت للي اعانها وماخيبها وبقلبها شكرته وحمدته وتعهدت له بركعتين شكر كرد جميل وعرفان حتى لو كانت البداية مجرد لمسة وهمسه ..

وشلون ما أغليك
وإنت الذي علمتني حبك
يا هاجسي
عشقي عيونك
إسأل
وتلقى الجواب
في ناظر عيوني
تصوير لأجمل عذاب
حبك يا مفتوني
تلقى حياتي كلها
لذة غرام
مهما سهر طرفي
أو جارت ظروفي
أو عشت أنا الحرمان
تلقى حياتي كلها لذة غرام
يا عذب الصفات
يا كل الحياة
صبرك علي
هذا قليل
مهما ترى من تضحيات
هذا قليل
خل السهر لعيون من حبك
خل العيون اللي لها عشقي تبات
هيجت كلمات الاغنيه احاسيسه ومشاعره .. وضم على كتفينها اكثر ..
تمنى انه في بيته ماحلوه عيون تراقبه حتى يشبع منها قرب ..
قال لمجرد الكلام واحساسه معاها يطير لهامات الأفق منتشى بالفرح والسعادة .. : رهيبه الاغنيه .

هزت راسها باقتناع وسكتت ...
طالعها وهي تضم يدينها على بعض بخجل وابتسم ..
الليلة بيكسر الحاجز ..
الليلة بيحسسها بحبه وشوقه لها ..
الليلة بتكون في حياته غير معها ولها وبس .
مد يده ليدها وشدت سارة عليها لأول مرة وكأن احساسه وصلها ووافقته وأيدته ..
التفت لها بابتسامه اذابت قلبها وأخجلتها ..
وقبل مايهمس لها بكلمة تقربه .. أي كلمه ..!
اضاءت شاشة جواله معلنه قدوم رسالة ..
فتح الرساله وابتعد عن سارة منشغل بجواله ..
حس ان رسالة عماد داهمته مثل الموج الهايج ..
ثواني مرت ماقدر يفكر ولا قدر يتخيل ..
وقف تفكيره وعقله بكلمتين ..
( امانه وانت بالذات ..)
تذكر كلام نايف عنها ..
تعبانه وفي المستشفى ..!
عشانه مسافر يوصي عليها ..؟
ولا خايف ان يصير له شي .. ؟
افكار هايجة مثل كلمات الرساله دارت في راسه ..
وش فيه وليه يقول كذا ..؟
حست ببروده وعيونه على الجوال ..!
وقف وهو يدخل جواله في جيبه قال : خلينا نمشي ..
وقفت معاه وهي مستغربه ومحتاره وقلقانه قالت : اش صار ..؟
تحرك من قدامها والأغنية تسكت والهدوء يسكن المكان بعد الأغنية اللي انسجموا معها زوار المطعم ..
قال : ماصار شي بس خلينا نطلع من هنا ..
التفت على شاب يدف عربية فيها طفل نايم وزوجته تمشي وراه وعيونه على سارة اللي تتعثر بمشيتها وهي تحاول توزان مشيتها على ارضية المطعم الصخرية ..
ومن نظرة فهد اللي نوت به شر ارخى الشاب راسه ومشى بسرعه متجاوز فهد ومتفادي شر ه ..
مسك فهد يد سارة قال : انا ماقلت لتس قبل كذا غطي عيونتس .
سحبت غطاها على عيونها اكثر وهي تقول بلهجة اعتذار وتبرير محبطة : مغطيه والله بس رفعت من تحت عشان اشوف .. المكان خلقة مافيه نور .
سحبها بيدها بخطوات سريعه وتوجه للباب وعقله يشتغل في كلام عماد .
اول ماركب السيارة شغلها ودق على نايف قال له بنبرة المهتم : وش اخبارك ياابو خالد ..؟
رد عليه نايف بتعب وارهاق قال : انا بخير يافهد بس شادن مو بخير .
نفخ فهد بقهر قال مضطر انه يخبي عن سارة اللي عرف عمق علاقتها بسارة من نايف ومشاري : زين شوي وجايك .. مع السلامه الحين .
قفل قبل لايسمع اعتراض نايف على جيته وهو عريس .. وزاد من سرعة السيارة وبعد نص ساعه كان على باب الشقه ..
فتح الباب ودخلت قبله وهو يهوجس ..
مد عليها المفتاح قال : خذي خليه معتس .. انا بطلع مدري متى ارجع .
اخذت المفتاح من يده قالت : فين بتروح ..؟
: بروح لرجال .. المهم اذا بغيتي شي دقي عليّ .
نزلت غطاها والتفتت عليه وببرود قالت : رقمك مو عندي .
عقد حواجبه قال : اووه صح .. خذي .. *******055
سجلت الرقم في جوالها قال : اقفلي الباب زين وخلي المفتاح فيه .
هزت راسها ونفذت اللي قاله بعد ماخرج وتركها ..!


السبيعي
السبيعي
الادارة
الادارة

مزاجك : 36
23
رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 1233
نقاط : 18337
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
الموقع : ساكن بين حناياء قلب امي
رسالة sms لي ذاكـره فقيـره .. !

الا بــك .. !! مشبعه حد " الاسراف "


38

https://d1b1.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 2 1, 2  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى