المـــــلك

المـــــلك

تولى (ضايق) الحكم في بلدة (الطين) بعد وفاة والده,وأقام حفل كبير
دعا اليه جميع المواطنين واستمر الجميع بالاحتفال حتى انتصف الليل.
صعد الملك في نهاية الحفل الى المنصه والقى عليهم خطاباً وعدهم فيه بأنه سيكون بإذن الله سبباً في إسعادهم وإنهاء أحزانهم .
في صباح اليوم التالي اجتمع الملك مع وزرائه وبدأ في توجيه الأوامر لكل وزير ,فطلب
من الوزير الاول بأن تقوم الوزاره بتسديد دين كل مواطن يعيش في بلدة الطين وامره
برفع رواتب الموظفين والمتقاعدين مائتين بالمائه ومساواة رواتب موظفي الشركات مع
رواتبهم, وطلب من الوزير الثاني ان يجبر جميع تجار البلد على بيع السلع والمواد
الغذائيه بربح درهم واحد فقط, وإغلاق محلات أي تاجر يرفض ذلك,وطلب من الوزير
الثالث أن يلغي جميع المناقصات التي تمت ترسيته على شركات وطنيه وإحلال
شركات اجنبيه بدلاً منها وإلزام جميع الشركات الطينيه التي لم تنجز اعمالها خلال المده
المحددة بإعادة جميع المبالغ التي حصلوا عليها من الوزارة وتغريمهم بنفس قيمتها,وعمل
عقود مدى الحياه مع الشركات الاجنبيه بشرط تعيين مواطنين في شركاتهم برواتب مجزيه .
ثم طلب من الوزير الرابع أن يُرحل جميع العاملين الأجانب في الوظائف الإدارية والفنية
والطبية وغيرها من الوظائف التي يقبل بها مواطني بلدة الطين لتعيينهم عليها وبرواتب
مجزيه ,وطلب من الوزير الخامس هدم جميع الشقق السكنية وبناء فلل صغيره توزع على
جميع المواطنين بلا استثناء .
كانت ردة فعل الشعب محبطه للملك قليلاً فالبعض منهم مات بالسكتة القلبية والبعض
الآخر أصيب بالشلل, اما البقية فلم يصدقوا حتى رأو بعينهم ديونهم وهي تتلاشي وأسعار
السلع والمنتجات أصبحت رخيصة جداً مما تسبب في إنتحار خمسين تاجر ووفاة ثمانية
وأربعون من أصل مائة تاجر هم عدد تجار البلد, وتبقى اثنان من التجار فرحوا بالخبر
لأنهما كانا يبيعان منتجاتهم بربح نصف درهم فقط وكان هذا القرار من صالحهما كونهم
سيحصلان على نصف درهم إضافي برضى تام من الملك ومن الشعب ,وقام التاجران
بنشر إعلان بجميع الصحف يباركون للملك هذه الخطوه ويباركون للشعب هذا الملك
ويشكرون الله على ماجائهم من رزق حلال .
في احدى الليالي طلب الملك من مستشاره الغاء حصة المساج الكهربائي لعدم استفادته
منه , فأفهمه بضرورة المواظبة على المساج لتصفية ذهنه وليحسن التصرف كملك يدير
كل شي في البلد, وأثناء نقاشهم دخل احد المواطنين شاكي جاره الذي تعدى على ارضه
وطلب من الملك اخذ حقه منه...فأمر الملك مستشاره بإعطاء المواطن ارض أخرى اكبر
من أرضه بثلاث مرات,ومنح الجار الارضين محل النزاع !
بعد عدة أشهر يخبر الملك مستشاره بأنه سيقوم بجولة في المدينة.وأمر بأن تكون الجولة
بدون حرس,فحذره المستشار من هذه الخطوة وطلب منه مهله ليقوم بتجهيز المكان
وتأمينه حتى لايتعرض الملك لهجوم او محاولة اغتيال !
سأل الملك مستشاره عن عدد المواطنين المديونين بالبلد,فأخبره بعدم وجود أي
مواطن ,فساله عن عدد العاطلين في البلد فأبلغه بعدم وجود أي عاطل
ثم سأله عن عدد المواطنين الذي يسكنون بالايجار فأجابه بعدم وجود شقق في البلد
بالأصل وجميع المواطنين اصبحو يملكون منازلهم الخاصة, فسأله عن مصير أصحاب
الشركات التي الغيت عقودهم وتم تغريمهم, فابلغه بأنهم في السجن لعدم قدرتهم على إعادة
المبالغ ودفع الغرامات,وكان سؤاله الأخير عن عدد التجار الذين لم يعجبهم قرار تخفيض
السلع فأخبره بأنه لم يبقى على قيد الحياة سوى تاجرين فقط وهما الوحيدان اللذان استأنس
القرار ورضيا به.
اعتدل الملك في جلسته وامسك بطرف نظارته وانزلها قليلاً على مقدمة انفه ونظر
لمستشاره وقاله له : إذن من سيفكر بإغتيالي ؟!!
في صباح اليوم التالي يأتي (واسع) الشقيق الأكبر لـ (ضايق)
لمقابلة مستشار الملك ويدور بينهما هذا الحوار :

واسع : وشلون صحة اخوي (ضايق) الحين ؟

المستشار : أبشرك الحمد لله تحسن واليوم بيطلع .

واسع : أنا خايف اطلعه ويرجع يتقمص شخصية سوبر مان ويطير علينا ويتكسر مره ثانيه .

المستشار : شوف هو التقمص لابد منه لانه مايستجيب مع العلاج ولكن مع الجلسات
الكهربائية تحسن شوي وصار يتقمص شخصيات مامنها ضرر واخر شخصية تقصمه
كانت شخصية ملك !!

ـأنتهـى